logo
أين أنت يا أردوغان...؟؟

أين أنت يا أردوغان...؟؟

الديار٠٢-٠٥-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لأننا ندرك ما التداعيات الكارثية لتفكيك سورية على لبنان، نسأل أين أنت يا رجب طيب اردوغان ؟ لطالما تمنينا أن يتخلى عن اللوثة العثمانية، أو اللوثة السلجوقية، ويقرأ محاضر مؤتمرات فرساي ولوزان وسان ريمو، ليفهم، للمرة الأخيرة، أن السلطنة دفنت تحت التراب الى الأبد، كما سوف يدفن تحت التراب من يحاول احياءها.
هو من تأثر بنظرية أحمد داود أوغلو حول النيوعثمانية، واعتمد على "الاخوان المسلمين"، الجاهزين دوماً لتأجير ظهورهم حتى للشيطان، على أنهم النيوانكشارية التي يستطيع، بواسطتها، الاستيلاء على مصر وسورية، وعلى تونس، وصولاً الى الخليج لأن السيطرة على حقول النفط والغاز تعني أن الخيول العثمانية لن تتوقف عند أسوار فييينا بل يمكن أن تصل الى قصر هوفبورغ الملكي في المدينة.
حين وضع "الاخوان المسلمون"، وبطريقة لصوص منتصف الليل، يدهم على السلطة في مصر، أعدّ اردوغان العدّة، لاختراق سورية. استجلب كل تلك الحثالة الايديولوجية من أصقاع الدنيا، حتى إن راشد الغنوشي بعث اليه بـ 10000 مقاتل من جبال جنوب تونس، لتقويض السلطة في دمشق، وهي حلم سلجوقي قديم، بعدما كان قد خطط لاستعادة حلب والموصل، كونهما جناحي السلطنة، دون أن يدري أنه ليس فقط محاطاً بالخطوط الحمراء، وانما بالأسلاك الشائكة الحمراء. النهاية سقوط النيوانكشارية في مصر وفي سورية.
لكن السيناريو الأسود ظل يلعب في رأس الرئيس التركي. الزبائنية (الاستراتيجية) بلغت به حد انتظار الضربات الاسرائيلية لـ "حزب الله"، والتي بلغت الذروة باغتيال السيد حسن نصرالله، واعلان اتفاق النار الذي صيغ بأصابع أميركية واسرائيلية، ليطلق العنان للفصائل الهمجية والانقضاض على سورية، بعدما كان النظام قد تعرض، بفعل الحصار، الى التآكل الداخلي، لتبقى ظنوننا مشروعة ومشرعة حول الدور الروسي في السيناريو.
اردوغان احتل سورية بأولئك البرابرة الذين أتى بهم من آسيا الوسطى، ومن القوقاز (العالم التركي)، والذين، كما قال الوزير السابق وئام وهاب لا يعرفون ما هو شكل المسيحي، أو شكل العلوي، أو شكل الدرزي، وحتى شكل السني البعيد عن تلك الترسبات التاريخية والايديولوجية المروعة. نماذج بدائية وخرجت للتو من كهوف تورا بورا لتقيم، بالجماجم، النظام الديموقراطي في سورية. تصوروا...
للتو التقط الاسرائيليون اللحظة لتبدأ خطة توسيع حدودهم، وفكفكة سورية، دون أن يتجرأ اردوغان، وزبانيته، على اطلاق رصاصة واحدة للدفاع عن الأراضي السورية. هل ثمة من فضيحة، من فجيعة، أشد هولاً؟ في رأسه من يصل الى دمشق يصل الى بيروت سيراً على الأقدام، لتغدو حقول الغاز بين يديه، ما يتيح له عقد صفقة العمر مع بنيامين نتنياهولادارة غاز شرق (وجنوب) المتوسط، وتصديره الى أوروبا عبر خزانات عملاقة تبنى في تركيا، الأمر الذي يعارضه الأميركيون والروس على السواء، لنكتشف مدى الغباء في ديبلوماسية الثعبان، وأيضاً وايضاً في استراتيجية الثعبان.
وها أن اسرائيل تضرب قرب القصر الجمهوري في دمشق كما لو أنها تضرب قرب القصر الجمهوري في أنقرة، وتهدد بضرب أي وجود عسكري جنوب دمشق. بوضوح أكثر ألجنوب السوري (وغداً الشرق السوري) في يد تل أبيب. هل سقط الطربوش عن رأس السلطان...؟
رئيس الحكومة الاسرائيلية يدرك ما المسافة الفاصلة بين ضفاف بردى وضفاف طبريا، أجل سقط الطربوش العثماني أمام القلنسوة اليهودية، قيل له ممنوع أن تطأ قدماك أرض دمشق، بعدما كان يراهن على زيارة أمبراطورية للوالي العثماني. ولكن ألم تظهر الأحداث الأخيرة، من مجازر الساحل، وحيث كان ظل هولاكو واضحاً في وجه كل واحد من أولئك المغول الجدد، الى مجزرة جرمانا و صحنايا، أن سورية على حد السكين؟
ها أن بسلئيل سموتريتش يكشف خارطة الطريق الاسرائيلية بكل تفاصيلها "هذه المعركة ستنتهي بينما سورية تتفكك، و "حزب الله" تلقى ضربة قاسية، وايران باتت من دون تهديد نووي، وغزة مطهرة من "حماس"، والآلاف من سكانها في طريقهم الى دول أخرى. لا بد أن هذا الكلام وصل الى اردوغان الذي يعلم أن "حزب الله" يعيش تداعيات تلك الضربة، وأن ايران لا تريد حيازة القنبلة، كما أن غزة المحاصرة من اتفاقية كمب ديفيد، من جهة، ومن اتفاق أوسلو (ووادي عربة) من جهة أخرى، تحولت الى ركام. الآن سوريا هي نقطة الاستقطاب على المستوى الايديولوجي، وعلى المستوى الاستراتيجي، بتاثيرها في الخريطة اللبنانية كما في الخريطة العراقية، بل وفي خريطة المنطقة".
من يقف في وجه "مجانين يهوه"؟ دونالد ترامب يشارك نتنياهو رؤيته لتفكيك سورية، ولتفكيك تركيا أيضاً. ايران بعيدة جغرافياً. المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة قد تفضي الى نتائج مثيرة على المسارات الراهنة للشرق الأوسط، والى حد التساؤل "متى يتدحرج رأس اردوغان على الأرض السورية؟".
من الآن وصاعداً كل الأنظار الى المشهد السوري. بطبيعة الحال، لا نتوقع من الرئيس التركي أن يتوقف عن اللعب في الظلام. ولكن، هل ثمة من امكانية أمامه لكي يلعب في الظلام؟!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت
زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في مؤشر سياسي وانتخابي لافت، حطّت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل رحالها في معراب، حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في زيارة تحمل أكثر من دلالة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس لاتحاد بلديات المتن الشمالي، الذي بات يختزن في طياته أبعادًا تتخطى الحسابات الإنمائية إلى ما يشبه معركة رمزية على زعامة القضاء المسيحي الأوسع في جبل لبنان. الزيارة، التي أتت بعد اتصالات غير معلنة، تأتي على خلفية ترشح الجميّل في وجه ميرنا المرّ، التي تستند إلى إرث سياسي وشبكة نفوذ واسعة خلفها النائب والوزير الراحل ميشال المرّ، في وقت تعاني فيه الساحة المتنية من تباينات بين قوى «المسيحيين السياديين» حول مقاربة المعركة: هل تكون مواجهة سياسية صريحة مع المرّ؟ أم تسوية محلية تقطع الطريق على استقطاب عمودي داخل القرى والبلدات المتنية؟ داخل القيادة القواتية تحديدًا، لا يبدو القرار محسومًا: فهناك من يعتبر أن دعم نيكول الجميّل هو تموضع طبيعي في سياق مشروع سياسي مشترك قائم على ثوابت سيادية واضحة، بينما يُفضّل آخرون التفاهم مع المرّ باعتبارها «شخصية مستقلة» تملك حضورًا محليًا واسعًا، وتُشكّل امتدادًا لتركيبة متنية دقيقة، يصعب كسر توازناتها. لكن مصادر مواكبة للقاء أشارت إلى أن الزيارة كانت إيجابية جدًا، وجرى خلالها نقاش في العمق حول إمكان توحيد الجهود في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما مع تراجع الحضور المسيحي الفاعل في الدولة، والحاجة إلى إعادة رسم خارطة تحالفات جديدة تعيد تصليب الساحة المسيحية في مواجهة محاولات التذويب السياسي والاجتماعي.

هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟
هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟

كتب سامر زريق في 'نداء الوطن': ليست «الجماعة الإسلامية» بمنأى عن مندرجات زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، حيث تشير المعلومات إلى وجود إجماع قيادي لإعلان فك الارتباط التنظيمي مع «حركة حماس»، ولا سيما غداة الحصاد الانتخابي الكارثي. فخلال الاستعدادات للاستحقاق البلدي، واجهت ارفضاضاً عن التحالف معها من قبل القوى السياسية والاجتماعية والدينية على اختلاف مشاربها، حتى في المناطق التي تعد من معاقلها التقليدية. هذا الرفض يعد ترجمة لمناخ بدأ في التشكّل إبان الحرب، ودفع بقياداتها إلى خروج جماعي من لبنان لتسكين المزاج الاجتماعي. وعقب توقيع «حزب الله» اتفاق الإذعان، انطلقت نقاشات داخل أروقة التنظيم، مصحوبة بضغط قيادات كانت تعارض في الأصل التحوّل إلى «بيدق» حمساوي، والاشتراك في الحرب، من أجل تبني قرار فصل الارتباط عن «الحركة». ازداد تأييد هذا التوجه نتيجة وضع الذراع العسكرية «قوات الفجر» في المهداف، وبتحريض ضمني من «الحزب» ضمن مساعيه للتلطي خلف السلاح السني رغم هشاشة تأثيره السياسي، وما أفضى إليه من اعتقال عدد من شباب التنظيم، الذين خرج بعضهم في ما بعد. في موازاة حالة النفور الاجتماعي التي نجم عنها إرباك داخلي واسع، ولا سيما أنها تطورت بشكل سلبي تحت تأثير ما يتداول به من «فيتو سعودي»، رغم عدم صحته، بلغ حدّ عجز «الجماعة» عن ترشيح أشخاص باسمها، واضطرارها إلى اعتماد مسميات «جمعياتية»، كما هو الحال في طرابلس التي ولد فيها التنظيم، وخرّجت أبرز قادته، أو التستّر بغطاء تحالفي سياسي – عائلي في بعض الأرياف. ومع ذلك أتت النتيجة كارثية، حيث خسرت في طرابلس حتى على صعيد المخاتير، رغم أنها دفعت بالعديد من المرشحين في هذا المضمار للمرة الأولى، وبالكاد نجح مختار «عتيق» بفارق نحو 20 صوتاً في أحد الأحياء. كما عجزت اللائحة التي قادها مسؤولها في طرابلس والشمال عن تحقيق أي خرق في البداوي. وامتدت الخسائر لتطال باقي الحواضر والأرياف، وخصوصاً معاقلها التقليدية، مثل «ببنين» أكبر البلدات العكارية، و«بطرماز» في الضنية، وبلدة «القلمون» الطرابلسية المحافظة للمرة الأولى منذ عام 1998. وبالإجمال خسرت كل النزالات الانتخابية التي خاضتها ما خلا استثناءات محدودة وغير مؤثرة. والحال نفسه ينسحب على البقاع. أما في بيروت، فقد حال الخوف من تأثيرها السلبي في صناديق الاقتراع دون دخولها مركب التوافق العريض، لكن الطامة الكبرى هي الاستعاضة عنها بخصمها اللدود عقائدياً «جمعية المشاريع الإسلامية» لتكون رافعة التوافق السنية، ونجاحها في ذلك أيّما نجاح. فيما حققت اللائحة التي شكلتها بالشراكة مع النائب نبيل بدر خرقاً وحيداً عبر العميد المتقاعد محمود الجمل، بقوة حضوره الشخصي معزّزاً بـ «قبة باط» شعبية سنية في وجه النائب فؤاد مخزومي. وكان الحصاد في العاصمة عدد هزيل من المخاتير اضطرّوا للتخلّي عن «اللافتة التنظيمية» والانضواء ضمن تحالفات شعبية واجتماعية. في حين يُعزى الانتصار الذي حققته في بلدات إقليم الخروب إلى «تيار المستقبل» الذي يواصل قادته عملية توزيع البلوكات والماكينات الانتخابية لضمان تشظي التمثيل السني، والإسهام في تأكيد الحاجة إلى زعيمه «المخلّص» كـ «ضمانة» متعددة الأوجه، للمناصفة، للسلم الأهلي، للاعتدال، للتمثيل القادر على التأثير في المعادلات السياسية. إزاء هذه الخسائر «المفزعة» التي لن تبددّها نتائج صيدا والقرى الحدودية السنية حيث لديها حضور بارز، بل يمكن أن تزيدها، وثبوت فشل طرح التقارب مع «الحزب» في تحصيل «مغانم» في بنية الدولة، يضغط مجلس شورى «الجماعة» وقيادات سابقة وحالية على الأمين العام محمد طقوش لتوظيف هذه اللحظة السياسية وسياقاتها الإقليمية من أجل إعلان الانفصال عن «حماس»، وإطلاق معالجات جدية لحصاد إسناد «الحزب»، مدعومة بخطاب تصالحي وانفتاحي ينطلق من المتغيرات السياسية الجذرية في المنطقة، وسط خشية متعاظمة من تكرار السيناريو البلدي في الاستحقاق النيابي العام المقبل، والخروج من المعادلة السياسية إلى الهامش. بيد أن طقوش لا يزال متردداً في الإعلان عن القرار رغم قناعته به، بسبب ارتباطه تنظيمياً ومالياً بـ «حماس» التي أتت به إلى سدّة القرار، فضلاً عن سيطرتها على الجناح الأمني والعسكري لـ «الجماعة» الذي كان خاضعاً لإمرة نائب رئيسها صالح العاروري، وبعد اغتياله صار قراره في عهدة أحد قادتها أيمن شناعة. وهذا ما يجعل الضغط الداخلي يأخذ طابعاً أكثر صلابة وشمولاً للحد من تأثير مصير «حماس» على «الجماعة الإسلامية»، والحؤول دون توريطها في مناورات مع «العهد» ومظلة الدعم العربية والدولية التي يتمتّع بها.

نتنياهو يصعّد "تحذيراته" للحزب
نتنياهو يصعّد "تحذيراته" للحزب

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

نتنياهو يصعّد "تحذيراته" للحزب

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب صعّد رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أمس لهجته تجاه لبنان، موجّهًا تحذيرات مباشرة إلى حزب الله، ومهدّدًا بأن «أي هجوم من الأراضي اللبنانية سيقابل بردّ غير مسبوق»، على حدّ تعبيره. تصريحات نتنياهو، التي أتت خلال جلسة وزارية أمنية في تل أبيب، أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع عند الحدود الجنوبية للبنان، في ظل استمرار الغارات والاعتداءات "الإسرائيلية" شبه اليومية على مناطق في جنوب لبنان، والتي استهدفت مؤخرًا منشآت مدنية وأراضي زراعية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وكالعادة، لجأ نتنياهو إلى الخطاب التهوِيلي لتبرير الاعتداءات الممنهجة على السيادة اللبنانية، متذرّعًا بوجود ما وصفه بـ «تهديدات مباشرة» من جانب حزب الله. لكن مصادر أمنية لبنانية مطّلعة ترى أن التصعيد الأخير يخدم، في جوهره، أجندة داخلية "إسرائيلية" تعاني من أزمات متلاحقة على المستويين السياسي والعسكري، لا سيما بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق مكاسب ميدانية حقيقية في قطاع غزة، والتعرض لخسائر نوعية في المواجهات الأخيرة مع المقاومة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store