
متى يستحى الفاشلون؟!
أكبر كارثتين أصابتا العالم العربى فى القرن الأخير كان تنظيم الاخوان الفاشل وراءهما، والسبب الأول فيهما، والمتاجر بهما، وللأسف يرتزق العديد من أعضائه، وقياداته عليهما، ويسوقهما على أنهما من أعظم الإنجازات التاريخية للأمة. الكارثة الأولى هى الربيع العربى المشئوم، والثانية هى أحداث 7 أكتوبر 2023.
الربيع العربى المشئوم كان نتيجة لاستراتيجية بدأتها الإدارة الأمريكية مع مصر فى 2005، حين دخل الاخوان لأول مرة مستقلين، وبدون مظلة من حزب آخر مثلما حدث مع حزب العمل الاشتراكى، وحزب الوفد فى عامى 1984 و1987. ثم جاءت ثورات الربيع العربى التى كانت مؤامرة تكشفت حقائقها الآن، أسهم فى نجاحها، وانتشارها حالة الفشل الاقتصادى، والانسداد السياسى، والفساد المستشرى فى الدول التى مر بها، وتساقطت كأوراق الخريف، وقد استغلت الولايات المتحدة هذه الحالة، بل وساهمت فى الوصول اليها، ووظفتها لتحقيق رؤيتها فى إعادة تشكيل العالم العربى، وكان تنظيم الاخوان الفاشل والجماعات المرتبطة به الفاعل الأول فى هذه الانتفاضات، والنتيجة التى وصلت اليها الأمة العربية بعد خمسة عشر عاما من هذه الثورات تفكك المجتمعات، وفشل الحكومات، وتمزق الدول، ونهاية ما كان يعرف بالعمل العربى المشترك الذى كان فعالا فى حدوده الدنيا. النتيجة الواقعية للربيع العربى المشئوم زوال دول كانت فاعلة، وارتباك دول أخرى، وتشتت جهودها؛ بحيث تحاول ان تلملم شتات مجتمعاتها، وتستعيد تفعيل مؤسساتها؛ بعد أن داستها أقدام المخدوعين بشعارات ثبت يقينا كذبها بعد أيام معدودات من سقوط النظم التى ثاروا عليها، فلم تر الجماهير الحالمة ديمقراطية، ولا شراكة، ولا تحررا، ولا وطنية؛ فبمجرد وصول الحكومات التى شكلها أو دعمها تنظيم الإخوان الفاشل فى جميع الدول التى سيطر عليها ثارت نفس الجماهير عليهم، لتصحيح الانحراف، واستعادة الدولة كما حدث فى مصر، أو دخلت الدول فى حروب أهلية، وتمزق وانقسام وسقوط الدولة، كما حدث فى ليبيا وسوريا واليمن، ولحقت بها السودان.
الخلاصة السياسية الواقعية للربيع العربى تدمير دول ومجتمعات تشكل أكثر من ثلثى العالم العربى، والخلاصة الأشد قسوة فقدان المجتمعات العربية تماسكها الأخلاقى، وتمزق نسيجها الاجتماعى، وانتشار العداوة والبغضاء بين الأسر، والمجتمعات نتيجة للانقسام ما بين مؤيدى الاخوان الفاشلين، وبين من عرف حقيقتهم ونزع من قلبه محبتهم أو تأييدهم.
اما المأساة غير المسبوقة والمؤامرة الكبرى التى لا تقل قسوة عن سقوط بغداد تحت سنابك خيول المغول فهى أحداث 7 أكتوبر 2023؛ التى ثبت لكل عاقل أنها إما صناعة اليمين المتطرف فى إسرائيل، أو أنه عرف بها، وترك للبلهاء المغفلين تنفيذها حتى يستثمرها لتحقيق أهداف كان يخطط لها منذ عقود. والدليل على ذلك أن كل ما قامت به إسرائيل فى لبنان وإيران وسوريا؛ كان قادتها يصرحون بأنهم كانوا يخططون لذلك منذ عشر سنين، أو خمس عشرة سنة. أحداث ما عرف بطوفان الأقصى خطط لها، ونفذها جاهل أو أحمق أو عميل لأعداء الأقصى وفلسطين. وضعت هذه الأحداث نهاية للنظام الإقليمى العربى، ومكنت اليمين العنصرى فى إسرائيل من مفاصل المنطقة العربية، وقضت على أى إمكانية للمواجهة مع إسرائيل، وتوشك أن تقضى على الشعب الفلسطينى فى الضفة؛ بعد أن تم مسح غزة من على ظهر الأرض. أخرجت سوريا ولبنان من موازين القوة فى التعامل مع إسرائيل، وفتحت الباب لليمين المتطرف فى إسرائيل ان يتبجح ليل نهار بأنه سيعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط، أى أن المنطقة قد تحولت الى طين او صلصال يشكله رئيس الوزراء الإسرائيلى على أى صورة يشاء. أما المذابح والعذابات التى أصابت أكثر من مليونى انسان فى غزة فتعجز الكلمات عن وصفها، ولا يجب الوقوف أمامها إلا بصمت العاجز المكبل الاخرس المشلول. ورغم كل ذلك لا يستحى تنظيم الاخوان الفاشل، وصبيانه فى حماس، ويقامرون بعذابات البسطاء الجائعين المعذبين لتحقيق نصر رمزى للجماعة بالوصول الى اتفاق يحفظ ماء وجوههم، التى لم يبق فيها ماء الحياء، ولا يتورع تنظيم الإخوان الفاشل، وأزلامه فى عواصم الغرب الذى صنعهم من التطاول على الحصن الحصين الباقى للأمة العربية؛ على مصر التى وضعت كل مصالحها على المحك، واستنفرت جيوشها، وظلت فى حالة استنفار قصوى لما يقارب العامين؛ لمنع تنفيذ الخطة التى تم استدراج حماس لتنفيذها، وهى تهجير سكان غزة، وبعدهم الضفة الغربية، وتصفية القضية الفلسطينية الى الابد. سيكتب التاريخ أن مصر حمت فلسطين، وحافظت عليها كما فعلت فى حطين وعين جالوت امام الصليبيين والمغول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ ساعة واحدة
- الأسبوع
حلقة نقاشية حول آليات تعزيز المشاركة السياسية بمجمع إعلام قنا
حلقة نقاشية عمر طنطاوي نظم مجمع إعلام قنا، حلقة نقاشية حول" آليات تعزيز المشاركة السياسية" ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات " صوتك هيفرق.. إنزل وشارك " للتأكيد على أهمية المشاركة السياسية، استهدفت التعرف على واقع المشاركة خلال الوقت الحالي وآليات تعزيزها خلالها الفترة المقبلة. أدار فعاليات الحلقة النقاشية، يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وبمشاركة الدكتور عباس منصور، الرئيس الأسبق لجامعة جنوب الوادى، والدكتور أحمد أبوالوفا، مدير إدارة الدعوة بأوقاف قنا، وياسر السمهودى، مدير فرع تعليم الكبار بقنا، والدكتور أحمد شورى، أستاذ التخطيط والرئيس السابق للمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بقنا، والدكتور على الدين عبد البديع القصبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى، وممثلين عن مؤسسات تنفيذية وأهلية، وإعلاميين. تناولت الحلقة طرح عدد من المقترحات للتغلب على التحديات وتعزيز المشاركة السياسية، أبرزها، تهيئة الطالب المصري لأجواء المشاركة الانتخابية من خلال الاتحادات الطلابية بالمدارس والجامعات، إعادة كسب ثقة الشارع وتحقيق رضا المواطن لمواجهة ظاهرة العزوف عن المشاركة، مواجهة الشائعات والرد عليها أولاً بأول عبر وسائل التواصل، تنظيم حملات طرق الأبواب لإقناع "حزب الكنبة" بأهمية المشاركة والتخلي عن العزوف والسلبية، عمل اختبار لكل مرشح كضمانة للمستوى الثقافي المطلوب من أعضاء المجلسين، وترشيداً لأعداد المرشحين الكبيرة، الاستعانة بالتصويت الإلكتروني، وتوفير بنية تحتية متطورة لإدارته، ضرورة وضع سياسة عامة وإطار شرعي لتعزيز المشاركة تتبناه الدولة ويسير عليه جموع الشعب كأدوات منفذة، توفير مركز تدريب وتأهيل سياسي برلماني للشباب في كل محافظة. وأشار يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، إلى أن الحلقة جاءت بمثابة تدشين لحملة قطاع الاعلام الداخلى برئاسة الدكتور أحمد يحيى، رئيس القطاع، وتحت إشراف الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والتي تستهدف التوعية والتأكيد على أهمية المشاركة السياسية، من خلال الوصول إلى كافة المواطنين المستهدفين بكافة قرى ومراكز محافظة قنا. فيما أكد الدكتور عباس منصور، الرئيس الأسبق لجامعة جنوب الوادي، بأن الاختلاف وارد في الآراء والأفكار والتوجهات، لكن في النهاية لابد من تغليب وإعلاء المصلحة العامة ومصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، والمشاركة في الوقت الحالي واجب وطنى في ظل الحملات الممنهجة التي تشن ضد مصر حالياً، والتي تستوجب أن نقف مع وطننا ونحرص على مستقبل أفضل لبلادنا، كل حسب قدراته وإمكانياته، لأن المشاركة الفعالة تساهم في اتخاذ القرارات وتطوير البلاد. وأوضح الدكتور أحمد أبو الوفا، مدير إدارة الدعوة بأوقاف قنا، بأن العزوف عن المشاركة الانتخابية يرجع إلى عدم ثقة الناخب في التغيير مهما شارك في الانتخابات، لذا لابد أن يتم إعادة الثقة لدى المواطن، بتكثيف حملات التوعية، لافتاً إلى أن الإسلام أمر المسلمين بالمشاركة الحقيقية والتعاون من أجل بناء الأوطان، فيما نوه الدكتور علي الدين القصبى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، إلى ضرورة التحدث عن محفزات المشاركة السياسية للحد من عزوف المواطنين، كونها واجب وطنى نص عليه الدستور، وأننا لابد أن نكون إيجابيين، ونقف حائط صد ضد الشائعات التي تحث على العزوف وتسعى لتهديد استقرار بلادنا، فالمشاركة السياسية توثر على الاستثمار وتدعم الدولة وتعزز ثقة الأفراد وتعمل على بناء شخصياتهم. وأوضح الدكتور أحمد شوره، عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية السابق، بأن الدولة تراهن على وعي المواطن، وتأتى أهمية الوعي انطلاقاً من مبدأ "أن الناس لا يفعلون لأنهم لا يعلمون" في إشارة إلى الحاجة الضرورية للوعى من أجل تغيير الممارسات الفردية السلبية وتحقيق أهداف التنمية. وتناول شوره، آليات تعزيز المشاركة وفى مقدمتها التركيز على رفع الوعي السياسي وإعلاء قيمة المشاركة، كذلك تقوية التنظيمات السياسية والأحزاب القائمة، إلى جانب إدارة المشهد السياسي بصورة موضوعية تبتعد عن القبلية، والاهتمام بالمحاسبية والمكاشفة لمحاربة الفساد وهما من أساسيات الحوكمة، لافتاً إلى أهمية بناء وتهيئة لوجستيات العمل السياسي من خلال تضافر جهود الأجهزة الحكومية والمجتمع المدني وقيادات العائلات، مع حل وإدارة المشكلات الطارئة طبقاً لمبادئ إدارة الأزمات، والتركيز على تمكين المجتمع ليشعر بمسؤولياته ويستطيع أدائها. فيما أكد ياسر السمهودي، رئيس فرع تعليم الكبار بقنا، ضرورة الحد من استغلال فئة الأميين وتوجيه أصواتهم بالمال السياسي والمساعدات العينية عن طريق تبني خطة توعوية مصممة من أجل هذه الفئة وتناسب مستواها الثقافي.


صوت بلادي
منذ 8 ساعات
- صوت بلادي
محمود عابدين يكتب: ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025 ( 4 )
سمعنا كثيرا عن الثقافة البرلمانية، وأهميتها في تفعيل الحياة الديمقراطية بأي مجتمع ينشد الشفافية والارتقاء لتقديم الخدمات الأفضل لمواطنيه، ولكي نصل إلى هذا المستوى من الوعي، لابد وأن تشمل هذه الثقافة فهمًا عميقًا لدور المؤسسات البرلمانية، وكذلك آليات عملها، وحقوق وواجبات المواطنين تجاهها، نضف إلى ذلك ضرورة احترام الرأي الآخر، وتقبل الاختلاف، والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية. كما يمكن أن تساهم الثقافة البرلمانية في زيادة وعي المواطنين بحقوقهم ودورهم في العملية الديمقراطية، مما يشجعهم على المشاركة في الانتخابات، والمساءلة، والرقابة على أداء الحكومة والبرلمان معا، بعيدا عن الشعارات: الزائفة، المغرضة، التجارية التي تستخدمها بعض: الجهات أو الأفراد أو الأحزاب أو الجماعات كجماعة الإخوان وشعارهم: " الإسلام هو الحل "....!! وبحسب الدستور، فالثقافة حق تكفله الدولة، لذا فنحن الآن في أمس الحاجة إلى وعي بديل، تتكاتف فيه مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وزارات: الثقافة، التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، الأوقاف، الكنيسة و.... بدورهم الفعال، خاصة أن هناك جيل في عام 2013 كان عمره 12 و13 عاما، وليس لديه أدنى معلومة بما تعرض له وطنه من مكائد ومؤامرات داخلية وخارجية، هذا الجيل هو من نعول عليه مستقبلا اختيار النائب الذي يخدم وطنه بعيدا عن المصالح والأهواء والتحزب و..... ، وخيرا فعل مجلس الشيوخ حينما طالب بعودة بيوت الثقافة، والمكتبات العامة في المناطق الشعبية التي تسكنها الأغلبية، فلدينا 25 مليون مواطن في سن العشرينيات، ولهم حق الانتخاب قريبا، ونحشى ما نخشاه من وقوعهم تحت تأثير الخطب المنبرية، أو أصحاب المال السياسي أو..... في هذا السياق، يمكننا طرح السؤال التالي: من يحاسب من ...؟؟!!، سؤال "مش" برئ خاااالص: فإذا كان البرلمان يحاسب الحكومة على تقصيرها تجاه قضايا تمس أمن واستقرار المواطن، فمن يحاسب البرلمان على مسئوليته الرقابية على الحكومة عندما يقع حدث جلل مثل حريق سنترال رمسيس، الذي أعقبه انعقاد جلسة عامة طارئة بمجلس النواب، والتي شهدت، هجوما حادا من الأعضاء على الحكومة بسبب تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت والبنوك....؟؟!! وخيرا فعل رئيس المجلس حينما جميع البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، قائلا: «يعنى هناك أخطاء جسيمة يا سيادة الوزير وحضرتك اعترفت بهذا، وأى خطأ جسيم نتج عنه وفيات ينم عن أخطاء جسيمة للوزارة، هذا خطأ جسيم لا يمر مرور الكرام»، وتابع: - «بعد ان أوضح وزير الشؤون النيابية وجود وزير الاتصالات بالبلاد، يقرر المجلس إحالة جميع هذه البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، وعلى اللجنة عقد اجتماع عاجل عقب الجلسة، بحضور وزير الاتصالات، وسأقوم بنفسى بمتابعة مناقشات اللجنة فى هذا الشأن، ونقل الحقائق كاملة للرأى العام دون زيادة أو نقصان، وما يترتب على ذلك من آثار». أما النائب ضياء داود، فقال: "كان من المتوقع أن يكون اليوم آخر يوم فى دور الانعقاد الخامس، لكنى أطالب ألا يرفع مجلس النواب ولا يفض دور الانعقاد إلا قبل أن نعلن نتائج كارثة سنترال رمسيس، كيف حدث هذا الفشل المركب للحكومة"، منتقدا أداء الحكومة بقوله: "مصر اللي صرفنا عليها تريليونات، فمتى يتحمل المسؤولون فى هذا البلد مسؤوليتهم، متى تحضر الحكومة مجتمعة تقدم كشف حساب، هنروح نقول إيه للناس واحنا على أبواب الانتخابات، هى دى الحكومة اللى لسه واخدة ثقة من البرلمان، هذه الحكومة لابد من محاسبتها حتى واحنا فى آخر ساعة لدور الانعقاد»، وتساءل النائب: - "أمال لو احنا فى حرب وحد ضربلنا حاجة بالشكل ده، والأمن السيبرانى بتاعنا اتأثر، كانت الحكومة هتتصرف ازاي.. هل نفض دور الانعقاد ونترك النيران مشتعلة، أمان مصر فى هذا التوقيت أهم من أى شيء، أهم من الموازنة العامة للدولة، فهل هذه الحكومة هى اللى هتحل مشكلة الإيجار القديم، أتحدى، هذا التوقيت الصعب يتحمل كل منا مسؤوليته وفى المقدمة الحكومة، ونحن فى البرلمان ممتد عملنا حتى ١٢ يناير ٢٠٢٦". ده كلام جميل جدا، وحتى تتضح الأمور أكثر، فلابد من تسليط الضوء على أن السلطة التشريعية والرقابية، تتمتع دائما وأبدا بقوة ونفوذ، كما انها تخلق قدرا مهما من الحراك السياسي العام، وهي سلطة إن تمثلت بقدر من النزاهة والأمانة انعكس ذلك على أداء السلطات الأخرى، والعكس هو الصحيح. مع العلم، انه ليس بالضرورة أن كل من حصد عضوية البرلمان ممثلا للشعب، أن يكون هو الأفضل والأكثر نزاهة، بل إن هناك في السلطات الأخرى التي يفترض أن تحاسبها السلطة التشريعية من هو أكثر نزاهة وأمانة وصدقاً من بعض ممثلي الشعب، ولدينا عدد لا بأس به من الأمثلة بهذا الصدد، ولا نبالغ حين نؤكد بأن برلمانات العالم مملوءة بممثلين عن شعوبهم الذين انتفت عنهم صفات: الأمانة، النزاهة، الصدق، وذلك بسبب تضخم جيوبهم وزيادة فسادهم، وبالمقابل فإن هناك من كان منهم صادقا في تمثيله، نزيها في مواقفه، عاملا للصالح العام لا الخاص. ما سبق يمثل معضلة حقيقية في آلية محاسبة النواب على مواقفهم ومغانمهم، مشكلة - أحيانا – تكون أصعب من محاسبة السلطات الأخرى، فإذا كانت المجالس التشريعية، هي السلطة المكلفة والمخولة بمحاسبة السلطة التنفيذية، فمن هو المخول والمكلف بمحاسبة السلطة التشريعية عند تجاوز أعضائها مسئولياتهم...؟؟!!، إذا دور النواب في مراقبة الحكومة ومحاسبتها، يفتح تساؤلات حول كيفية مراقبة أداء النواب أنفسهم تحت قبة البرلمان، وكيفية تقييم دور كل عضو منهم، بما يضمن تفعيل الدور الإيجابي للنائب وتقديمه خدمة حقيقة للمواطن فى البرلمان. صحيح ان واقعنا الحالي، لا يوجد به طرق محددة وواضحة المعالم لكيفية محاسبة البرلمان ونوابه، سواء أكان ذلك قانونيا بمواد فى الدستور، أو من خلال جهات محددة تراقبه وتحدد آليات محاسبته سوى الناخب نفسه، فهو الجهة الوحيدة المخولة للقيام بهذا الدور، باعتباره ( الناخب )، هو صاحب الحق الأصيل والشرعي الذي منح النائب رخصة الفوز بعضوية البرلمان. ولكي تكون مراقبة الناخب لنائب فاعلة، فهي تحتاج إلى بوصلة لوضع آليات لهذه المراقبة، بما يضمن تحسين أداء النائب لصالح الناخب، الأمر الذي دفع العديد من المراكز البحثية، ومنظمات المجتمع المدنى إلى الحديث عن تأسيس حملات متخصصة لمراقبة البرلمان، وأداء نوابه في فترة ما، وعرض هذه المراقبة على الرأي العام، صاحب الحق في محاسبة النواب، أو بشكل أبسط وأيسر، يفترض ان يكون في دائرة كل عضو برلماني مجموعة من الشخصيات الوطنية المحترمة التي تفرض عليه طريقة ما للمحاسبة عن أدائه البرلماني كل 6 شهور مثلا، هذا بالنسبة للنواب الذين فازوا بالعضوية بشكل قانوني ودستوري وشعبي بعيدا عن نواب المال السياسي ومن على شاكلتهم.. وللحديث بقية.


فيتو
منذ 11 ساعات
- فيتو
ذكرى أجنادين، أول انتصار عسكري للمسلمين خارج جزيرة العرب
في مثل هذا اليوم من صيف عام 634م، عرف المسلمون أول انتصار عسكري خارج جزيرة العرب، وكان من قلب فلسطين، وتحديدًا من سهل أجنادين الواقع بين الرملة وبيت جبرين. لكن لماذا وقعت المعركة أصلا ومن كان يقف في وجه المسلمين وما الذي تغير بعدها. تداعيات وفاة النبي محمد بعد وفاة النبي محمد، ومع تولي أبي بكر الصديق الخلافة، بدأت الدولة الإسلامية تتجه نحو التوسع. الهدف لم يكن مجرد الغزو، بل فرض الاستقرار على حدود دولة ناشئة تحيط بها الإمبراطوريتان الكبيرتان الفرس والروم. وكانت الشام وقتها خاضعة للسيطرة البيزنطية ومليئة بالحاميات العسكرية والقبائل العربية الموالية للروم، مثل قبيلة لخم وجذام وتنوخ، وهي قبائل كانت تستفيد من الامتيازات السياسية مقابل الولاء للقيصر. أبو بكر أرسل عدة جيوش، بقيادة عمرو بن العاص نحو فلسطين ويزيد بن أبي سفيان نحو دمشق وشرحبيل بن حسنة نحو الأردن. لكن الوضع كان متأزمًا، فالروم جمعوا جيوشهم تحت قيادة القائد وردان، وأرادوا استدراج المسلمين إلى معركة كبرى تبيدهم قبل أن يتمددوا. خالد بن الوليد، القائد الذي غير مجرى التاريخ رأى أبو بكر أن الجيوش الثلاثة لا تكفي، فأمر خالد بن الوليد الذي كان في العراق أن يسير بسرعة خاطفة إلى الشام. قطع خالد 1000 كيلومتر في 17 يومًا، سالكا دروبًا صحراوية لا تخطر على بال الروم، ليصل أجنادين ويتولى قيادة المعركة بنفسه. وفي 26 يوليو 634م، التقى الجيشان، المسلمين ويبلغ نحو 30 ألفًا وجيش الروم نحو 60 ألفًا، بقيادة وردان، ومشاركة قادة محليين من العرب المعادين للدولة الإسلامية الناشئة. المعركة بدأت برمايات، ثم مبارزات، ثم تحولت إلى صدام مباشر واستغل خالد معرفته بطبيعة الأرض، وقسّم جيشه إلى كراديس - وحدات صغيرة، وركز على ضرب الأجنحة، لتفكيك قلب الجيش البيزنطي. عند العصر، كانت الكفة تميل لصالح المسلمين، وقتل وردان، وانهارت الروح المعنوية للجيش الرومي، ففرت بقاياه نحو الشمال لتصبح أجنادين إعلان ولادة الجيش الإسلامي كقوة تحترف القتال وتفهم التحركات الاستراتيجية، لا مجرد غزاة على ظهور الجمال. نهاية حكم الروم في الشام بعد النصر، فتح الطريق أمام المسلمين للتوغل نحو دمشق، التي ستسقط لاحقًا في معركة اليرموك وبدأت القبائل العربية المحلية حتى الموالية للروم تعيد حساباتها. من جهة أخرى، رفعت المعركة من معنويات المسلمين. كانت المرة الأولى التي ينتصرون فيها على جيش منظم، يمثل إمبراطورية تمتد من الأناضول إلى شمال إفريقيا ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.