logo
أي عامل سيحسم قرار نزع السلاح؟

أي عامل سيحسم قرار نزع السلاح؟

النهارمنذ يوم واحد

أيام قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة فصلت بين اعلان الولايات المتحدة وقف النار بين اسرائيل وايران ووضع سلاح " حزب الله" على طاولة البحث الجدي في لبنان على اثر زيارة لموفد الرئيس الاميركي السفير توم براك الى بيروت في حمأة المواجهة الاقليمية التي خلفت انطباعات مبكرة عن تراجع القدرات الايرانية واضعافها.
يعتبر مراقبون ان ذلك من ابرز المؤشرات او الدلالات على نتائج الحرب الاقليمية بغض النظر عن اعلانات الانتصار مع ان ملف سلاح الحزب كان يدور في الكواليس من دون مؤشرات على حسمه في مدى قريب على الاقل في انتظار نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران قبل الحرب. لا يتصل الامر بما اذا كانت ايران لا تزال تحتفظ باليورانيوم المخصب او قدرتها السريعة على استئناف التخصيب ، بل بالانطباع الشامل عن التغيير الجيوستراتيجي الذي حصل في الصورة الكبرى المتعلقة بقدرات ايران على مواجهة اسرائيل وتهديدها كما تهديد جيرانها وعلى تأثر نفوذها الاقليمي . من غير المرجح ان يقر الحزب بان ما واجهته ايران في مواجهتها مع اسرائيل والولايات المتحدة لم يكن انتصارا فيما اعلن المرشد الايراني علي خامنئي "الانتصار" في 26 حزيران على رغم انه وفيما يتركز الكلام على الملف النووي وبقاء اليورانيوم المخصب من عدمه كمؤشر على انتصار النظام في ايران، يتم تجاهل عوامل الاضعاف الهائلة للقدرات الايرانية واختراقها ، ما وجه ضربة كبيرة ومحرجة للنظام.
لكن اخرين اخذوا وبقوة في الاعتبار عجز اذرع ايران وفي مقدمهم " حزب الله" عن الانخراط في الحرب دفاعا او مساندة لايران كنموذج لاضعاف نفوذ ايران اقليميا وكدليل على فقدان سلاح الحزب اي مبررات لحمله ما دام لم يعد يخدم الحزب في الدفاع عن نفسه او عن الفلسطينيين قياسا الى مساندة الحزب غزة في 2023 او مساندة لايران. ويصعب على الحزب الاقرار بان هذا العامل المرتبط بايران هو العامل الحاسم علما انه كان ينتظر نتيجة مختلفة من المفاوضات الايرانية مع الولايات المتحدة قبل الحرب الاسرائيلية . كما يصعب عليه الاقرار بان معادلة القوة في المنطقة قد تغيرت الى حد كبير لا سيما اذا كان ملف نزع سلاحه تحرك بقوة اميركيا على خلفية التطورات الاقليمية التي هي ليست في مصلحة ايران ولن تكون لبعض الوقت ولن توفرها المفاوضات المقبلة لايران مع الولايات المتحدة اذا كان ثمة اوهام او اعتقاد بذلك . ومحاولة الابطاء التي كان يعتمدها دخل الاميركيون على خط انهائها.
هناك جملة من العوامل المؤثرة والضاغطة وفي مقدمها الضغط الاميركي على اركان الدولة اللبنانية الذين بات يتوقع منهم التحرك بوتيرة مختلفة بعد التطورات الاخيرة بعدما اخذ عليهم التباطؤ في مقاربة موضوع نزع السلاح قياسا في شكل اساسي على اتفاق لوقف النار وموافقة الحزب بنفسه على بنود تنفيذ القرار 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة ، وقياسا على الدفع في اتجاه انتخاب الرئيس جوزف عون وتأليف حكومة جديدة كانت رسائلهما الى الخارج بمقدار رسائلهما الى الداخل عن التزام مقتضيات بناء الدولة وحصر السلاح بالجيش اللبناني وحده . فحتى الان سارت العصا والجزرة في شكل مواز مع استمرار الاستهدافات الاسرائيلية لعناصر او قيادات من الحزب بمعزل عن انهاء الولايات المتحدة الحرب بين ايران واسرائيل بمعنى ان الادارة الاميركية اظهرت قدرتها على الضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وفق ما اعلن الرئيس الاميركي بالذات حين طلب من نتنياهو اعادة الطائرات الاسرائيلية التي حلقت فوق ايران بعد اعلان وقف النار الى قواعدها. واميركا لم تطلب من اسرائيل وقف ضرباتها على عناصر الحزب في لبنان بل تبرر له ذلك وهي بمثابة عصا تلوح بها الولايات المتحدة لحمل لبنان على تنفيذ التزاماته. والجزرة وجدت دوما بالاستعدادات الاميركية لوساطة تنهي الخلافات الحدودية بين لبنان واسرائيل وتشجع على الاستثمار في لبنان في المرحلة المقبلة.
هناك الضغوط الداخلية السياسية والشعبية على الحزب وقد بات يستفز خطاب مسؤولي الحزب المراوح في السردية نفسها كما قبل الحرب على الحزب وحتى قبل الحرب على ايران اللبنانيين الذين لم يعودوا يتساهلون بانتقاداتهم لعهد جديد لم يأت سوى من اشهر عدة نتيجة شعورهم بالاحباط ان ثمة مراوحة ولا تقدم في موضوع سلاح الحرب.
الا ان الاهم هو ما يحصل في المنطقة من تطورات ومفاعيل الضربة الاميركية والاسرائيلية على طهران والتي يمكن ان تحظى ايران على اثرها وفقا للمفاوضات المرتقبة برفع للعقوبات والاموال المحتجزة مع اعادة استيعاب ايران لا سيما اذا راجعت سياستها واسلوبها . والاكثر اهمية هو الخشية من ان المعادلة التي يرصد ردود الفعل عليها اي خطوة مقابل خطوة قد لا تنجح اذا اخذت في الاعتبار الخيارات المتاحة امام الدولة اللبنانية على خلفية الايحاء بانه ثمة من تتم مقايضته ويحفظ له الاعتبار . منطق البعض انه لا يجوز تجريد لبنان من ورقة " قوة " يملكها من دون تأمين المقابل. منطق البعض الاخر ومنه ايضا مصادر ديبلوماسية يثير تساؤلات هل سلاح الحزب هو ورقة قوة فعلا ام ثقل على لبنان وفق ما يظهره الاستهداف الاسرائيلي اليومي من دون قدرة لدى الحزب على الرد لاسباب موضوعية تتصل بغياب اي ظهير عملاني له وصعوبة تسليحه من ايران في حال استطاعت ذلك في المدى المنظور ام خوفا من تدمير اكبر . وهل احتفاظ الحزب باسلحته هو بغرض ترك نواة والاستفادة من عامل الوقت حتى تستطيع ايران تأهيل قوتها وتعيد الاستثمار في اذرعها في المنطقة وتاليا اعادة التاريخ الى الوراء مجددا؟.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبنان أمام اختبار مصيري… وأيام قليلة للحسم (نداء الوطن)
لبنان أمام اختبار مصيري… وأيام قليلة للحسم (نداء الوطن)

OTV

timeمنذ 27 دقائق

  • OTV

لبنان أمام اختبار مصيري… وأيام قليلة للحسم (نداء الوطن)

Post Views: 222 كتبت ناديا غصوب في 'نداء الوطن': يمرّ لبنان في هذه الأيام بمرحلة دقيقة قد تكون من الأكثر حساسية في تاريخه الحديث، بعد أن تلقّى المسؤولون رسالة واضحة من الموفد الأميركي توم براك. الرسالة لا لبس فيها: أمامكم مهلة قصيرة لتقديم موقف رسمي من مسألة سلاح 'حزب الله'، مع التزام واضح بخطوات فعلية تنهي واقع السلاح المنتشر خارج إطار الدولة. التحرك الأميركي ليس جديدًا، لكن هذه المرة يبدو أن الأمور أكثر جدية. فالطرح يحمل طابعًا عمليًا وضاغطًا، يقوم على مبدأ تبادلي: خطوة من الجانب اللبناني يقابلها انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق الجنوبية، ووقف للغارات الجوية. في المقابل، يُفترض أن تلتزم الحكومة اللبنانية بخطة حقيقية تعيد السلاح إلى كنف الدولة. من خلال لقاءات عدة عقدها في بيروت، قدّم براك ما يشبه 'ورقة شروط' للحكومة، مشددًا على أن التلكؤ في الردّ لن يُفهم إلا كتراجع عن أي نية إصلاحية، ما يعني خسارة الدعم الدولي على كل المستويات، من إعادة الإعمار إلى المساعدات المالية والاستقرار السياسي. وليس خافيًا أن الجيش اللبناني سبق أن أعد خطة انتشار ميدانية شاملة في الجنوب ورفعها خلال تلك الاجتماعات. إلا أن جوهر المسألة لا يتوقف عند الجوانب التقنية فقط، بل يتعداها إلى الحسابات السياسية الدقيقة، لا سيما في ظل الانقسام الداخلي. فالطرح الأميركي كشف بوضوح الانقسام داخل الأوساط السياسية اللبنانية. فريق يرى في الطرح فرصة نادرة لاستعادة مفهوم الدولة، وتكريس السيادة كمبدأ لا مساومة فيه. أما الفريق الآخر، وفي مقدّمه 'حزب الله'، فينظر إلى الأمر كضغط خارجي يستهدف توازنات الداخل اللبناني، ويرى فيه تهديدًا مباشرًا لدوره وموقعه. وفي سياق متصل، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتمامًا واسعًا قبل يومين، إذ تحدث عن 'فرصة ذهبية' للبنان ليعيد بناء اقتصاده ويستعيد موقعه الإقليمي، مشيرًا إلى أن بلاده مستعدة لدعم لبنان سياسيًا واقتصاديًا إذا التزمت الحكومة بإصلاحات جدية، أبرزها ضبط السلاح بيد الدولة. ترامب شدد على أن 'لبنان يستحق أن يزدهر، لكن لا ازدهار بلا سيادة واضحة'. وفي مؤشر على اهتمام خارجي متزايد بالوضع اللبناني، أفادت مصادر مطلعة بأن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك أجرى اتصالًا مباشرًا برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تناول فرص التعاون في قطاعي الاتصالات والإنترنت، مشروطًا بإرساء حد أدنى من الاستقرار الأمني. هذه المؤشرات الدولية توضح أن التردد في حسم ملف السلاح سيُقابل بتراجع في الدعم الخارجي، ليس فقط على المستوى المالي، بل أيضًا في مجالات الابتكار والاقتصاد الرقمي، التي يعوّل عليها كثيرون كفرصة إنقاذ للبنان. من هنا، تبدو الأيام المقبلة مفصلية في تحديد ما إذا كان لبنان سيستثمر هذه الفرص، أم سيبقى رهينة حسابات داخلية تضيّع عليه كل إمكانيات النهوض. وفي تطور متصل، تشير معلومات إلى أن اجتماعًا مرتقبًا سيُعقد بين الرؤساء الثلاثة وعدد من الوزراء لمحاولة التوصل إلى موقف موحّد، في ظل سباق مع الوقت. الجميع يدرك أن أي قرار لن يكون سهلًا، لكنه سيكون حاسمًا في تحديد مسار البلاد. اليوم، لم يعد التردد ترفًا، ولا المناورة ممكنة. فإما أن يُتخذ القرار الصعب باسم الدولة، أو يُترك لبنان لمزيد من الفوضى والغموض. السؤال الآن ليس فقط: من يقرر؟ بل: هل هناك من لا يزال يملك قرار الدولة؟

سلام: حصرية السلاح حاجة لبنانية ملحة (الشرق الاوسط)
سلام: حصرية السلاح حاجة لبنانية ملحة (الشرق الاوسط)

OTV

timeمنذ 27 دقائق

  • OTV

سلام: حصرية السلاح حاجة لبنانية ملحة (الشرق الاوسط)

Post Views: 67 كتبت 'الشرق الاوسط': أكد رئيس الحكومة نواف سلام، العمل الجدي للرد على «الأفكار» التي قدمها الموفد الأميركي إلى لبنان توماس براك، وفي مقدمتها موضوع سحب سلاح «حزب الله». وشدد سلام في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أن هذه «العناوين المتعلقة بسيادة لبنان وحصرية السلاح هي حاجة لبنانية ملحة، قبل أن تكون مطلباً خارجياً. فلبنان يستحق أن يكون دولة طبيعية يسود فيها السلام والاستقرار وحكم القانون بالتساوي بين جميع أبنائه، وأن تكون دولته هي الحامية وصاحبة القرار في الدفاع عن أبنائها». وكان سلام قد بحث هذا الموضوع مع رئيس البرلمان نبيه بري، من دون أن يخرجا بنتائج حاسمة، كاشفاً عن أنه سيلتقي الرئيس بري مجدداً بعد أن يتسلم الأخير رداً من الحزب. ورأى أن موضوع الانسحاب الإسرائيلي وحصرية السلاح هما أمران يجب أن ينفذا، وألا مصلحة في الجدل حول أيٍّ سيأتي قبلاً؛ «بل يجب أن نطبق جميعها في أسرع وقت ممكن».

التطبيع يطرق باب دمشق.. هل يتجه الشرع ونتنياهو إلى "مصافحة تاريخية"؟
التطبيع يطرق باب دمشق.. هل يتجه الشرع ونتنياهو إلى "مصافحة تاريخية"؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

التطبيع يطرق باب دمشق.. هل يتجه الشرع ونتنياهو إلى "مصافحة تاريخية"؟

بين تصدّع التحالفات القديمة وصعود حسابات جديدة تحكمها الضرورة والمصالح، ترتسم في الأفق ملامح مشهد غير مألوف، ربما يعيد تشكيل المعادلات في الشرق الأوسط من جذورها. لقاءٌ كان يُعتبر بالأمس القريب ضربًا من الخيال، قد يتحوّل قريبًا إلى واقع ملموس في الولايات المتحدة، حيث تشير التقارير إلى احتمال اجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حسبما نقلت قناة "كان" العبرية عن مصدر سوري رفيع. الزيارة المرتقبة لكل من نتنياهو والشرع إلى الولايات المتحدة تُمهّد لمحادثات وُصفت بالحساسة، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية متسارعة. المصدر السوري، المطلع على حوار مباشر بين دمشق وتل أبيب، أكد أن "تعزيز العلاقة مع إسرائيل يمثل أولوية للمرحلة المقبلة"، مشيراً إلى رفض دمشق المتزايد للتدخلات الإيرانية والجماعات المسلحة المرتبطة بها، مثل حزب الله وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس. المحادثات لن تخلو من شروط؛ إذ تطالب سوريا بانسحاب إسرائيلي من الجنوب السوري، فيما تبقى مسألة الجولان "مؤجلة" مؤقتاً، بحسب المصدر ذاته، الذي اعتبر أن الوقت لم يحن بعد لفتح هذا الملف الحساس. في سياق متصل، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح ملف التطبيع مع إسرائيل، ملمحاً إلى احتمال انضمام سوريا مستقبلاً. وصرّح لقناة "فوكس نيوز": "أزلت العقوبات عن سوريا، وإذا غيّرت إيران سلوكها، سأرفع عنها أيضاً". اللقاء إن تم، سيكون لحظة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط... فهل اقترب زمن المصافحات غير المتوقعة؟ انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store