
أين اختفت جماهير إيران العربية؟
الذي ألمّ بإيران ليس هيناً أبداً؛ فخسائرها العسكرية ومنشآتها النووية هائلة، والتي كلفها بناؤها مليارات الدولارات والدم والعرق. نضيف إلى خسائرها الباليستية والنووية خسارة التيار الشعبي الذي بنته في كل مكان في المنطقة من العراق إلى المغرب.
عندما اتخذت حكومة لبنان قرارها الجريء بمصادرة سلاح «حزب الله» لم يتجاوز صدى ما حدث سوى بضع عشرات من الدراجات النارية التي جابت طرقات بيروت احتجاجاً! فماذا حدث للمليونيات البشرية التي كانت تهب للشارع بإشارة من إصبع سيد الحزب أو طهران؟
انهيارات النفوذ الإيراني جلية داخل المناطق العربية، ويشبه حالها حال انهيار التيار الناصري بعد هزيمته في حرب 1967؛ فقد قدرته على تحريك الشارع، ولجأ للاستعانة بمنسوبي حزبه الاشتراكي والنقابات العمالية لحضور المناسبات بعد أن تناقصت الجماهير التي كانت تملأ الميادين بحماسة وعفوية تلبيةً لدعوات الإذاعة التي سيطرت نحو عقدين على وعي الناس وعواطفهم. في أعقاب الهزيمة عمّ الإحساس بالصدمة والخذلان في عموم المنطقة التي كانت تنتظر تحرير فلسطين.
إيران، هي الأخرى، كان لها هيمنة وتأييد شعبيان في المنطقة، متحدية محاولات منع أفكارها وتقييد نشاطاتها. واستطاعت أن تربي أجيالاً من العرب على أفكارها. فتحت طهران أبوابها وذراعيها للسنّة المتطرفين، بمن فيهم قادة «القاعدة»، متجاوزين فكرهم المعادي للشيعة، ودعمت معظم المعارضين والحركات السنية ضد أنظمتهم. وبنت علاقة عضوية وعميقة التنسيق مع جماعات «الإخوان المسلمين». وأقامت مؤتمرات وندوات شبه سنويّة للقوميين والشيوعيين العرب. وأنفقت الكثير لاستمالة سياسيين ومبدعين عرب؛ فطبعوا الكتب ودبجوا قصائد المديح داعين لنظام الإمام ومدافعين عنه. طهران جمعت الشيعة والسنّة والمسيحيين العرب، مفكرين خليجيين ومصريين وشوام ومغاربيين وسودانيين ويمنيين وعرب الغرب. تسلقت على الكثير من وسائل الإعلام العربية للدعاية الخامنئية. حتى إننا أحياناً نعجز عن فهم كيف كانت توفق بين كل هؤلاء المتناقضين! ففي طرابلس لبنان، التي لها تجاذبات مع شيعة بيروت، فيها جماعات سنية منذ الثمانينات استمرّت تدين بالولاء لطهران. وفي الأردن بين «الإخوان» من يعلن حبه للسادة في طهران. وفي سبيل الدفاع عنها صدرت أعمال عديدة؛ في مصر مثلاً «إيران والإسلام السياسي»، وفي الكويت «إيران والغرب: صراع المصالح»، وفي الخليج عُقدت مؤتمرات تحت عنوان «التقريب» بين المذاهب، واحتفت بتاريخ الناصر لدين الله العباسي.
وكل هذه النشاطات كان لها أن تكون جليلة لولا أن النيّات خلفها لم تكن خالصةً لوجه الله تعالى، ولا حباً في إنهاء التنازع الطائفي أو التخفيف منه، بل ضمن مشروع سياسي للهيمنة.
كانت طهران تدير الحراك النخبوي والشعبي في عشرات المدن العربية؛ احتجاجاتها ضد روايات وأفلام ومفاوضات وأنظمة.
إنما في الحروب الأخيرة على أثر هجمات أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خبا الحراك الذي اعتدنا عليه في كل مواجهة. السبب الأول، أن الشعوب لا تحب المهزومين. والثاني، أن الأجهزة المحركة لهذه التجمعات انقطعت اتصالاتها وجفّت مواردها. الشارع العربي يبجّل البطل المنتصر حتى يسقط؛ فيستبدل به بطلاً آخر.
المؤمنون بها صدمتهم الهزائم المتلاحقة مثلما صُدم الناصريون بنكسة الستينات. التحدي المتبقي هو المحافظة على مؤيديها في حاضنتها الشعبية الشيعية؛ فهم أكبر المتضررين، ولا يزالون يعيشون هول الصدمة. مع مرور الوقت ستتبين لشيعة لبنان الحقيقة؛ أنهم ضحية «حزب الله» وإيران، وهي عبء عليهم وليست سنداً لهم. على مدى أربعة عقود كانوا في مواجهة إسرائيل، ويتحملون وزر العلاقة مع إيران؛ من العقوبات الاقتصادية والشخصية، واستهداف المناطق والأحياء بالتدمير، وملاحقة تحويلاتهم من أفريقيا وأميركا اللاتينية والشمالية، وغيرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
آل أبو بيدر والكسواني يشكرون المعزين بوفاة الفقيد المرحوم جهاد أبو بيدر
أخبارنا : بسم الله الرحمن الرحيم (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) صدق الله العظيم. تتقدم عشيرة البيادرة وآل الكسواني عامة وعائلة الفقيد الصحفي جهاد أبو بيدر خاصة بخالص الشكر وعظيم الامتنان والتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم، على لفتتهم الكريمة ومواساتهم النبيله بانتدابهم معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر لتقديم واجب العزاء. كما نتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة على برقية التعزية والمواساة التي تفضلت بها. والشكر موصول لدولة رئيس مجلس الأعيان، وسعادة رئيس مجلس النواب، وأصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة، وضباط وأفراد القوات المسلحه والاجهزه الامنيه وكبار الشخصيات الوطنية الحاليين والسابقين. كما نتوجه بالشكر والامتنان إلى أبناء الأسرة الأردنية الواحدة في مختلف مواقعهم وعلى اختلاف مسمياتهم، داخل الوطن وخارجه، الذين شاركونا مصابنا الجلل سواء أكان حضورًا ومشاركةً أو عبر الاتصال الهاتفي أو من خلال منصات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. ولا يفوتنا أن نخص بالشكر الأسرة الإعلامية الكريمة، زملاء المهنة وأصحاب الكلمة الحرة، وكل المواقع والصفحات الإعلامية التي عبرت عن مشاعرها الصادقة ومواساتها النبيلة. وبلسماً يداوي جراحنا سائلين المولى عز وجل أن يجزيكم خير الجزاء، وألا يُريكم مكروهًا بعزيز لديكم.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الهروط: المتقاعدون العسكريون تدين التصريحات البائسة لرئيس وزراء الاحتلال
مادبا - الدستور - احمد الحراوي قال رئيس لجنة الرقابة للمتقاعدين العسكريين سلامة الهروط نستنكر نحن المتقاعدون العسكريون التصريحات البائسة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والتي تعبر عن أوهام توسعية مرفوضة جملة وتفصيلا . واضاف الهروط ان هذه الأوهام لن تغير من الحقيقة ، بأن سيادة الاردن على ارض ثابته . فالارض صلبه والقياده فذه والشعب مدرك والدولة دولة قانون ومؤسسات والجيش قوي ومتمكن وحارسا للحدود ومتقاعدون عسكريون رديفا وصفا واحدوجنبا الى جنب لجيشنا الباسل بكل مانملك والاجهزة الامنيه عين ساهره وفرسان حق فالكل واعي ومتماسكين ومتكاتفين وكلنا مشروع شهداء للدفاع عن الاردن برا وبحرا وجوا وباذن الله لن نحقق لكم غايه ولن ترفع لكم رايه وبالهمة العاليه والعزيمة القويه فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العداء فنحن ثابتون على ارضنا ثبات الصخر ، وأمننا الوطني خط أحمر . سنقف وقفة رجال كوقفة يوم الكرامه للدفاع عن الكرامه والارض نقف صفا واحدا خلف قيادتنا الهاشمية المظفرة ، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده المحبوب سمو الأمير حسين ، مؤكدين على ولائنا المطلق للقيادة الهاشمية وانتمائنا الراسخ للوطن ، ودعمنا الكامل لكل قرارات الملك التي تحفظ الاردن وسيادته وتدافع عن قضاياه الوطنية والقومية ، وفي مقدمتها دعم الأشقاء في فلسطين حتى ينالو حقوقهم المشروعة . وقال الهروط الاردن سيبقى كما كان دائما عصيا على كل طامع أو حاقد أو متربص ، وحصنا للعروبة ، ورمزا للكرامة والسيادة . حفظ الله الوطن وحفظ الله قيادتنا الهاشميه وقواتنا المسلحة الاردنية الباسلة درع الوطن وحماته والاجهزة الأمنية الساهرة على أمن الوطن والشعب وادام الله علينا نعمة الأمن والاستقرار .

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
فعاليات تُشيد بزيارة وزير الثقافة إلى مناطق نائية في البادية الشمالية الشرقية
عمون - أشادت فعاليات ثقافية وشبابية وشعبية بزيارة وزير الثقافة "مصطفى الرواشدة" الخميس الماضي إلى البادية الشمالية شملت لاول مرة عدّة مناطق نائية للوقوف على احتياجات وتطلعات المواطنين في مجالي الثقافه والشباب. وقالوا إن زيارة "الوزير الرواشدة" إلى البادية الشمالية الشرقية ، جاءت ترجمة للتوجيهات الملكية السامية وتوجيهات رئيس الوزراء بالتواصل مع المواطنين والاستماع إلى همومهم و مطالبهم سعيًا لتحقيق التنمية الشاملة. وأضافوا إن الزيارة تعتبر الأولى من نوعها إلى المناطق النائية في "البادية الشرقية" التي لم يصل إليها مسؤول حكومي هدفه تنفيذ برامج وخطط و مشاريع تنموية تخدم المواطنين ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. وأشاروا إلى أن زيارة "الرواشدة" إلى القرى النائية حققت نقله نوعية بتوسيع قاعدة التواصل والتفاعل الحكومي مع المواطنين بالإضافة إلى جدية الحكومة في تنفيذ مشاريع تنموية مختلفة تخفف معاناة الفقر والبطالة في تلك المناطق. وأعربوا عن شكرهم وتقدير للحكومة الأردنية ووزير الثقافة "مصطفى الرواشدة" الذي أثر على نفسة بالوصول ميدانيًا إلى مناطق نائية كانت منسية من وزراء ثقافه سابقون. واستهدفت زيارة الوزير الرواشدة التعرف على احتياجات شباب وشابات المنطقة لاستحداث مشاريع ثقافية تخدم المجمع المحلي والصالح العام وتوجد وظائف جديده للشباب العاطلين عن العمل. وفي ختام حديثهم رفعوا إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك "عبدالله الثاني" حفظه الله ورعاه أسمى آيات الشكر والتقدير على وضع ثقته السامية بمسؤولين همهم الأول تنفيذ التوجيهات السامية في خدمة المواطنين اينما كانوا وفي أي منطقة داخل المملكة ، مؤكدين على دعمهم الثابت والولاء الدائم للقيادة الهاشمية وأجهزة الدولة الأردنية المدنية والعسكرية في حماية وصون الأردن وشعبة العزيز من أي مخاطر داخلية وخارجية.