
الأبرشية المارونية في أستراليا أطلقت المركز الماروني الكاثوليكي للأنجلة
وطنية - أطلقت الأبرشية المارونية في استراليا "المركز الماروني الكاثوليكي للأنجلة"، وهي مبادرة جديدة، مستوحاة من الدعوة إلى تجديد العمل الرعويّ والرسوليّ ضمن الروح السينودسية التي أطلقها البابا فرنسيس في الكنيسة، ويهدف المركز إلى توفير التعليم الديني والتنشئة المستدامة، كما سيعمل على توفير الأدوات والموارد والبرامج للرعايا والأفراد والعائلات لعيش الايمان والالتزام به أمام تحديدات الزمن المعاصر.
وبمناسبة إطلاق المركز، قال راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المطران أنطوان-شربل طربيه: "في الوقت الذي تحتفل فيه الكنيسة جمعاء بيوبيل سنة الرجاء، نتذكر وصية المسيح العظيمة: 'اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم' (متى 28:19)، وانطلاقاً من هذه الوصية سيشكّل هذا المركز منارة تقود المؤمنين نحو التجديد الروحي لاختبار وعيش محبة المسيح". وفي هذا السياق، سيوفر المركز الموارد لرعايانا لمساعدة المؤمنين على التقرّب أكثر من الله من خلال اللقاءات الروحية وبرامج التنشئة."
وتلبي هذه المبادرة الجديدة، الحاجات الرعوية في الكنيسة المارونية، من خلال توفير الأدوات والموارد اللازمة لنشر الإيمان والعيش وفق قيم الإنجيل في المجتمع الحديث.
وقال مدير المركز الأب مايكل بو ضاهر: "التبشير هو مهمة جميع أعضاء الكنيسة، وليس فقط لرجال الدين والقادة الروحيين، إنما علينا جميعا إعادة إشعال الروح التبشيرية داخل مجتمعنا."
من جهتها قالت مستشارة مجلس إدارة المركز الأخت إيزابيل ناومان: "إن إنشاء مركز ماروني للتبشير سيصبح بلا شك مركزًا نابضًا بالحياة للمجتمع في تعزيز وتعميق وتطوير إيمان المُعمّدين، وسيوفر موارد لدعم الرعايا والأفراد، حتى يتمكنوا من حمل نور المسيح في عصرنا ونحوالمستقبل. وليكن هذا المركز منارة حقيقية للإيمان المسيحي، والأمل، والمحبة."
أما المنسق العام للمركز الشماس شربل موراني فقال: "سيكون المركز بمثابة ركيزة إيمانية توجّه الأفراد والعائلات نحو علاقة أعمق مع المسيح ويجهزهم ليكونوا شهودًا له في حياتهم اليومية. وسيسعى المركز إلى تطوير وتنفيذ برامج ومبادرات وإعداد موارد لمساعدة رعايانا على تنمية قيادتهم وأبنائهم روحياً، كما يقوم بتعزيز الالتزام بالإنجيل لنمضي قدما، من خلال الوحدة والتعاون مع جميع الرعايا الكاثوليكية، لنتلمذ جميع الأمم، تمامًا كما أمرنا الرب."
من جهته، أكدّ عضو مجلس الادارة طوني مطر على الالتزام بدعم المسيرة الروحية للجيل القادم لا سيما في وجه التحديات التي يواجهها شباب اليوم، قائلاً: "سيعمل المركز على معالجة القضايا الاجتماعية التي يواجهها الشباب الأستراليون، بالإضافة إلى إعداد المسؤولين لتوجيههم في الطريقة التي يعلّمون بها الإيمان ويعيشونه. ومع توسع الكنيسة المارونية ونموها في أستراليا، نسعى إلى مساعدة الشباب من خلال مختلف الأنشطة مثل الخلوات الروحيّة والبرامج واللقاءات الرعوية، لضمان تعليم الإيمان الكاثوليكي الماروني للأجيال."
وعلّقت عضو مجلس الإدارة ريتا قزي على إطلاق المركز قائلة: "يكّمن نداء المسيح للتبشير في قلب رسالة الكنيسة، حيث سيساهم هذا المركز الجديد في دعم هذه الرسالة لضمان وصول محبة الله إلى القلوب والعقول لكي تحدث تحولا في مجتمع اليوم."
ويركز المركز على التنشئة الإيمانية والتواصل المجتمعي وتطوير موارد التبشير لتعزيز رسالة الكنيسة. وستشمل أنشطته الخلوات والتعليم الديني والتدريب وبرامج التنشئة التي تمكّن الأفراد والجماعات من عيش إيمانهم ومشاركته مع الاخرين بكل شجاعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 20 ساعات
- الديار
آثار قبطية تعود للقرن السادس الميلادي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكتشفت بعثة أثرية مصرية مبنى من الطوب يعود للفترة بين القرنين السادس والسابع الميلادي بمنطقة منقباد في محافظة أسيوط. وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المبنى المكتشف مطلي بطبقة من الملاط الأبيض ويتكون من مستوين عثر بداخلهما على عدد من الجداريات الهامة، من بينها بقايا جدارية ذات رمزية هامة في الفن القبطي، يمثل موضوعها عيون بشكل متكرر وفي منتصفها وجه؛ ما يدل على البصيرة الروحية الداخلية التي قد تخفى عن كثيرين ممن يعيشون حياة ومحبة العالم، وهي رمز للحكمة والصحوة واليقظة في أمور الرعائية. وأشار إلى اكتشاف جدارية أخرى عليها بقايا رسم لوجه رجل يحمل طفل صغير والذي من المرجح أن يكون يوسف النجار يحمل السيد المسيح وعلى الجانبين يمينا ويسارا تلاميذ السيد المسيح وبجوارهم كتابات قبطية. فيما أوضح الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن المستوى الأول من المبنى يتكون من ثلاث صالات متوازية يليهم غرفتين، بهما سلم هابط يؤدي إلى المستوي السفلي به ثلاث قلايات متوازية يليهم غرفتين للمعيشة، وعثر بداخلهم على العديد من اللقى الأثرية من الفخار والأحجار من أبرزها شاهد قبر لأحد القديسين كتب عليه كتابات قبطية توضح اسم القديس وتاريخ وفاته. ولفت إلى العقور كذلك على العديد من الأنفورات المختلفة الأحجام عليها بعض الحروف القبطية، وإفريز حجري عليه زخرفة حيوانية تمثل بقايا غزال وأسد، وبعض الأواني الفخارية متعددة الاستخدامات. وقال محمود محمد مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن البعثة مستمرة في أعمال الحفائر ودراسات الجداريات التي تم الكشف عنها لمعرفة المزيد عن أسرار هذا المبنى وأهميته. وذكر أن منطقة آثار منقباد تقع بقرية منقباد التابعة لمركز ومحافظة أسيوط شمال غرب مدينة أسيوط وهي تبعد عنها حوالى 12 كم وتقع في الجنوب الغربي من الطربق السريع، وتبعد عن مطار أسيوط الدولي بحوالي 22 كم. وتم الكشف عن المنطقة عام 1965 وبدأ العمل الفعلي فيها عام 1976 على فترات غير متصلة حيث توالت مواسم الحفائر حتى عام 2010، ثم حفائر مصرية بموسم 2024.

المركزية
منذ 21 ساعات
- المركزية
سويف: العالم اليوم ينتظركم أيها الشبيبة
نظّمت لجنة راعويّة الشبيبة في أبرشيّة طرابلس المارونيّة، برعايةرئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف وحضوره، لقاءً يوبيليًّا لشبيبة الأبرشيّة تحت عنوان: "Hope on, Fear off"، في مدرسة الفرير – ددّه، بمشاركة أكثر من ٥٥٠ شابًّا وشابّةً من مختلف أنحاء الأبرشيّة. استُهلّ اللقاء بكلمة ترحيبيّة بالشبيبة الآتين من قطاعات الأبرشيّة كافّة: الزاوية، الوسط، الجرد، الساحل، الكورة، طرابلس وعكار، وبالجمعيّات والحركات الرسوليّة والكشفيّة، وأعضاء اللجان ومكاتب الأبرشيّة، إضافة إلى ممثّلي مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة – بكركي. تلا ذلك عرض "فيديو" عن علامات الرجاء التي أشار إليها البابا فرنسيس في رسالته "حجّاج الرجاء"، بينها أهمّيّة نقل الحياة من خلال الدعوة إلى الحياة الزوجيّة، أو التكرّس، أو عيش حياة علمانيّة منفتحة على الربّ، إلى جانب الرجاء المُقدَّم للمرضى، للمسنّين، وللّاجئين، وأهمّيّة عيش السلام. بعدها، شارك الشبيبة في مشاغل ركّزت على كلمة "الرجاء" ومعناها في الكتاب المقدّس، إضافة إلى اللقاء الشخصيّ مع يسوع. ومن ثمّ استُكمل اللقاء بمسيرة حجّ، تأمّل خلالها المشاركون في رمزيّة كلّ عنصر من عناصر لوغو "حجّاج الرجاء"، حيث توقّفوا عند أربع شخصيّات ترمز إلى البشريّة الآتية من جهات الأرض الأربع، والصليب الذي يتحوّل إلى مرساة، والأمواج التي تعبّر عن الاختبارات الشخصيّة التي تهزّ إيماننا. وفي ختام المسيرة، احتفل راعي الأبرشيّة المطران يوسف سويف بالقدّاس الإلهيّ، بمشاركة لفيف من الكهنة. وخلال عظته، شكر صاحب السيادة الربّ على هذا اليوبيل، وشكر لجنة راعويّة الشبيبة في الأبرشيّة، التي حضّرت هذا الاحتفال المهيب، وإدارة مدرسة الفرير التي استضافت هذا الحدث، وكلّ الرعايا والحركات الرسوليّة التي شاركت. ومن ثمّ تكلّم عن اختبار الرجاء الذي يعيشه الإنسان الذي، رغم الخوف واليأس والخيبة، امتلأ بالمسيح الذي هو مصدر كلّ رجاء. وأردف: "هذا الاختبار نعيشه الآن من خلال هذا النهار ومحطّاته الروحيّة والترفيهيّة المتنوّعة، مع المسيح الذي صالحنا معه وجعل منّا عائلة واحدة. إذًا، نحن اليوم مدعوّون إلى أن نكون شهودًا للحياة الجديدة، رسل المسيح نحمل بشارته وحياته إلى كلّ إنسان نلتقي به. وبهذا الباب المقدّس الذي دخلناه معًا اليوم، ودخلنا به يوبيلنا، نتقدّس مع المسيح وبه، ونكون علامة رجاء بلقائنا الشخصيّ معه". أضاف: "العالم اليوم ينتظركم أيّها الشبيبة، لكي تؤدّوا شهادة الرجاء وتكونوا مؤثّرين في غيركم. فتعالوا نخرج من هذا اليوم متجدّدين بالروح القدس حتّى، بقوّة الروح القدس وبنعمة القائم من بين الأموات، نكون حقيقةً ناسًا تبني الغفران، تبني المحبّة. آمين". وخلال فترة بعد الظهر، شارك الشبيبة في طاولة مستديرة مع الإعلاميّة باسكال بطرس، التي استضافت صانعة المحتوى بيرت واكد وصانع المحتوى جو نصّار. وقد شارك المؤثّران اختبارهما الإيمانيّ مع الشبيبة، والتحدّيات التي واجهاها. واختُتم اللقاء بلعبة روحيّة صغيرة، تخلّلها توزيع هدايا على الرابحين.


شبكة النبأ
منذ يوم واحد
- شبكة النبأ
التوكل على الله سر الموفقيّة في الحياة
هناك معطيات مهمة تنعكس على حياة المتوكلين على الله أهمها، فمن يتكل على الله يشعر بقوة عظيمة لأنه يستند على القوة المطلقة التي ليس فوقها قدرة أخرى، تذليل الصعاب وهي فائدة كبيرة يطلبها الناس في غير التوكل على الله ولايجدونها، بينما المتوكلين تذلّل لهم الصعاب وتيّسر لهم الأمور... في خضم مشاكل الحياة وابتلائاتها المتعدّدة يجد الإنسان نفسه أمام طريقين لاثالث لهما: فإمّا أن يلجأ إلى تعالى في حل مشاكله ويستمدّ منه العون في صلاح أموره، أو يخلد إلى الشيطان ويتبع هوى نفسه ويخسر بذلك دنياه فضلاً عن آخرته. بالطبع لاتخلو الحياة من الابتلاءات والمحن والفتن، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (1). وقال عزّ من قائل: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) (2). ولايخفى أنّ امتحان الله العباد له حكم كثيرة منها ليميز الله الطيّب من الخبيث، قال تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (3). بالطبع موفّقية الإنسان في امتحانات الدنيا وعدم سقوطه في مهاويها يحتاج إلى توفيق من الله، وتوكل من العبد في أموره. ومن هنا أكد في الإسلام على التوكل بشكل كبير، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (4). وقال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (5). وقال (صلى الله عليه وآله): لو أن رجلاً توكل على الله بصدق النيّة لاحتاجت إليه الأُمراء فمن دونهم! فكيف يحتاج هو ومولاه الغني الحميد؟ (6). بل إنّ التوكل من أركان الإيمان وإلى ذلك يشير أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: الإيمان له أركان أربعة: التوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرضى بقضاء الله، والتسليم لأمر الله(7). حقيقة التوكل فسّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) التوكل في حديث له سأل فيه جبرئيل عن التوكل، فقال: وما التوكل على الله عزوجل؟ فقال: العلم بأنّ المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل (8). وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) لما سئل عن حد التوكل، قال: أن لاتخاف مع الله شيئاً (9). التوكل المنهي عنه هناك مفهوم خاطيء للتوكل نهى عنه أهل البيت (عليهم السلام) في أحاديثهم وحذّروا منه، وهو الإتكال وترك الأخذ بالأسباب والمسبّبات، ففي أحد الأيام مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على قوم، فرآهم أصحاء جالسين في زاوية المسجد، فقال (عليه السلام): من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. قال (عليه السلام): لا بل أنتم المتأكلة، فان كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم؟ قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، قال (عليه السلام): هكذا تفعل الكلاب عندنا. قالوا: فما نفعل؟ قال: كما نفعل. قال (عليه السلام): إذا وجدنا بذلنا، وإذا فقدنا شكرنا (10). وذات يوم رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوماً لا يزرعون، قال: ما أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: لا بل أنتم المتّكلون (11). وعن علي بن عبد العزيز، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما فعل عمر بن مسلم؟ قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له، إن قوماً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة، وقالوا: قد كفينا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا: يا رسول الله تكفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: إنه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب (12). علاوة على ذلك حذّر في الإسلام عن التوكل على غير الله تعالى، وأنّ من يتكل على الآخرين يكله الله تعالى إليهم، ففي الحديث عن الإمام الجواد عليه السلام: من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه (13). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عزّوجلّ: مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من دونه (فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض برزقه)، فإن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته، وإن استغفر لي غفرت له (14). معطيات التوكل هناك معطيات مهمة تنعكس على حياة المتوكلين على الله تعالى أهمها: 1- التوكل قوّة: فمن يتكل على الله عزّ وجلّ يشعر بقوة عظيمة لأنه يستند على القوة المطلقة التي ليس فوقها قدرة أخرى، وإلى يشير الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بقوله: من سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله (15). وقال الإمام الباقر (عليه السلام): من توكل على الله لايغلب، ومن اعتصم بالله لايهزم (16). 2- تذليل الصعاب: وهي فائدة كبيرة يطلبها الناس في غير التوكل على الله عزّ وجلّ ولايجدونها، بينما المتوكلين على الله تذلّل لهم الصعاب وتيّسر لهم الأمور، قال (عليه السلام): من توكل على الله ذلّت له الصعاب، وتسهلّت عليه الأسباب (17). 3- التخلّص من عناء الحرص: كثير من الناس يصابون بالحرص الشديد على أمور الدنيا ويبقون حائرين كيف يتخلّصون من ذلك الداء العظيم دون أن يعلموا أنّ التوكل على الله تعالى وإيكال الأمور إليه كفيلة بطرد هذا الداء الخطير من حياتهم. وإلى ذلك يشير (عليه السلام) في قوله: كيف يتخلّص من عناء الحرص من لم يصدق توكله؟ (18) 4- كفاية المؤونة: تعهّد الله عزّ وجلّ أن يكفي من يتوكل عليه ويصونه من الحاجة إلى الآخرين، بالطبع ذلك مشروط بالثقة بالله تعالى، ففي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام): يا أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به، فإنّه يكفي ممّن سواه (19). مواطن التوكل على الله التوكل على الله تعالى مرغوب في كل الحالات، ولكن هناك بعض المواطن يحتاج فيها الإنسان إلى الاتكال على التوكل على الله أكثر من غيرها من أهم تلك المواطن هي: الأول: التوكل عند البلاء: لاتخلو حياة الإنسان والابتلاءات العسيرة التي تلمّ به فتكدّر عليه صفو العيش وحلو الحياة، في مثل هكذا مواطن يحتاج المرء إلى معين يسنده ويشد من أزره، ولايوجد خير من الله تعالى يتخذه العبد كسند له، ففي الدعاء نقول: يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ يا سَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا كَهْفَ مَنْ لا كَهْفَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا رُكْنَ مَنْ لا رُكْنَ لَهُ يا غِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ، يا جارَ مَنْ لا جارَ لَهُ يا جارِيَ اللّصِيقَ، يا رُكْنِيَ الوَثِيقَ، يا إِلهِي بِالتَّحْقِيقِ (20). وبالرغم أنّ الباري تعالى تعهد بأن يكون حسيب من يتوكل عليه، فقال: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ َحسْبُهُ (21)، ولكن الأمر يحتاج إلى صدق في التوكل وثبات، وتوفيق منه تعالى، ولذا نطلب منه أن يوفقنا في التوكل عليه حين البلاء، ففي دعاء ليلة عرفة نقول: اللهم إني أعوذ بك فاعذني، واستجير بك فأجرني، واسترزقك فارزقني، وأتوكل عليك فاكفنى، واستنصرك على عدوي (عدوك) فانصرني، واستعين بك فأعني، واستغفرك يا الهي فاغفر لي، آمين آمين آمين (22). ويقال: أنه لما أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة عند نهر كوثا من قرية قطنانا وأوقد النار فعجزوا عن رمي إبراهيم فعمل لهم إبليس المنجنيق فرمي به، فتلقاه جبرئيل في الهواء، فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل، فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار فإن خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد، وأتاه ملك الريح، فقال: لو شئت طيرت النار، قال: لا أريد، فقال جبرئيل: فاسأل الله، فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي (23). 2- التوكل في الرخاء: كثير من الناس يلجأون إلى تعالى في الشدائد ولكنهم في الرخاء ينسون ماكانوا عليه من التوسل والارتباط بالله، هكذا أناس يصدق عليهم قول الله تعالى: (ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) (24). بينما هناك ثلة من الناس ثابتي الجأش لايلهيهم عن التوكل عن الله تعالى شيء، ففي كل حال تجدهم متوكلين على الله مفوضي أمرهم إليه لاتغيرهم عن ذلك أمور الدنيا بزبارجها ومغرياته. ...................................... (1) سورة الأنبياء: 35. (2) سورة العنكبوت: 2. (3) سورة آل عمران: 179. (4) سورة الطلاق: 3. (5) سورة المائدة: 23. (6) مشكاة الأنوار ص52. (7) تحف العقول ص223. (8) معاني الأخبار ص260. (9) وسائل الشيعة ج15 ص202 ح20279. (10) مستدرك الوسائل ج11 ص220. (11) مستدرك الوسائل ج11 ص217. (12) الكافي ج5 ص84. (13) بحار الأنوار ج68 ص155. (14) مستدرك الوسائل ج11 ص214. (15) روضة الواعظين ص426. (16) مشكاة الأنوار ص51. (17) محاسبة النفس للكفعمي ص118. (18) غرر الحكم حكمة رقم 8128. (19) بحار الأنوار ج33 ص347. (20) دعاء المشلول. (21) سورة الطلاق: 3. (22) مصباح المتهجد ص270. (23) بحار الأنوار ج68. (24) سورة النحل: 53-54.