logo
آثار قبطية تعود للقرن السادس الميلادي

آثار قبطية تعود للقرن السادس الميلادي

الديارمنذ 2 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
اكتشفت بعثة أثرية مصرية مبنى من الطوب يعود للفترة بين القرنين السادس والسابع الميلادي بمنطقة منقباد في محافظة أسيوط.
وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المبنى المكتشف مطلي بطبقة من الملاط الأبيض ويتكون من مستوين عثر بداخلهما على عدد من الجداريات الهامة، من بينها بقايا جدارية ذات رمزية هامة في الفن القبطي، يمثل موضوعها عيون بشكل متكرر وفي منتصفها وجه؛ ما يدل على البصيرة الروحية الداخلية التي قد تخفى عن كثيرين ممن يعيشون حياة ومحبة العالم، وهي رمز للحكمة والصحوة واليقظة في أمور الرعائية.
وأشار إلى اكتشاف جدارية أخرى عليها بقايا رسم لوجه رجل يحمل طفل صغير والذي من المرجح أن يكون يوسف النجار يحمل السيد المسيح وعلى الجانبين يمينا ويسارا تلاميذ السيد المسيح وبجوارهم كتابات قبطية.
فيما أوضح الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن المستوى الأول من المبنى يتكون من ثلاث صالات متوازية يليهم غرفتين، بهما سلم هابط يؤدي إلى المستوي السفلي به ثلاث قلايات متوازية يليهم غرفتين للمعيشة، وعثر بداخلهم على العديد من اللقى الأثرية من الفخار والأحجار من أبرزها شاهد قبر لأحد القديسين كتب عليه كتابات قبطية توضح اسم القديس وتاريخ وفاته.
ولفت إلى العقور كذلك على العديد من الأنفورات المختلفة الأحجام عليها بعض الحروف القبطية، وإفريز حجري عليه زخرفة حيوانية تمثل بقايا غزال وأسد، وبعض الأواني الفخارية متعددة الاستخدامات.
وقال محمود محمد مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن البعثة مستمرة في أعمال الحفائر ودراسات الجداريات التي تم الكشف عنها لمعرفة المزيد عن أسرار هذا المبنى وأهميته.
وذكر أن منطقة آثار منقباد تقع بقرية منقباد التابعة لمركز ومحافظة أسيوط شمال غرب مدينة أسيوط وهي تبعد عنها حوالى 12 كم وتقع في الجنوب الغربي من الطربق السريع، وتبعد عن مطار أسيوط الدولي بحوالي 22 كم.
وتم الكشف عن المنطقة عام 1965 وبدأ العمل الفعلي فيها عام 1976 على فترات غير متصلة حيث توالت مواسم الحفائر حتى عام 2010، ثم حفائر مصرية بموسم 2024.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكتاب ضحيّة منسيّة... وثقافة القراءة في خطر
الكتاب ضحيّة منسيّة... وثقافة القراءة في خطر

الديار

timeمنذ يوم واحد

  • الديار

الكتاب ضحيّة منسيّة... وثقافة القراءة في خطر

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب "خير جليس في الزمان كتاب" قالها أبوالطيِّب المتنبِّي، يوم كان للأدباء والشعراء دور في التوجيه والنصح، حيث يعتبر الكتاب منذ القدم أداة أساسية لنقل المعرفة، وبوابة نحو التنوير الثقافي والفكري. وفي لبنان الكتاب له أهمية كبيرة على عدة مستويات ثقافية وتعليمية واجتماعية، نظراً للدور التاريخي الذي لعبه لبنان في صناعة النشر والطباعة في العالم العربي، فقد كان من أوائل الدول العربية التي أنشأت مطابع حديثة، وخاصة في بيروت، التي أصبحت مركزاً أساسياً للنشر العربي منذ القرن التاسع عشر. يشار إلى أن أول مطبعة في العالم العربي أُنشئت في لبنان عام 1585 في دير "قزحيا"، وتعتبر من أقدم المطابع التي صمّمت لإنتاج نسخ من كتاب "المزامير" بالحرف السريانية في عام 1610، ويقع دير مار أنطونيوس قُزْحَيَّا في قضاء زغرتا في محافظة الشمال. في زمن تتكاثر فيه الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان، تغيب أزمة لا تقل خطورة عن غيرها، أزمة القراءة والثقافة، رغم أنها أساس كل نهوض وتنمية، ورغم أن لبنان يتمتع بسمعة تعليمية قوية. والكتاب يعتبر حجر الزاوية في العملية التعليمية خاصة في الجامعات، لكن ذلك لا يعني بالضرورة ارتفاع معدلات القراءة، في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، خصوصاً في لبنان الذي كان يعد رائداً في الطباعة والنشر في العالم العربي، فالكثير من الشباب اللبناني قد لا يقرأ كتاباً كاملاً خارج المنهاج الدراسي، مما يشير إلى غياب العلاقة بين الفرد والكتاب، ويطرح تساؤلات حول نوعية المعرفة التي يتلقاها الجيل الجديد. عماد وهو طالب في الجامعة اللبنانية، يؤكد بأن لا وقت لديه لقراءة أي كتاب خارج منهاجه الجامعي، مشيرا إلى انه يقضي وقت فراغ إن وجد، في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، "فنحن بحاجة إلى التسلية والترفيه بعيدا عن الكتب". وحال عماد يشبه حال الكثيرين من طلاب الجامعة في لبنان، وتبدو المعضلة أعمق من مجرد عزوف عن الكتب، لتتداخل مع ثقافة استهلاكية سطحية ، ومجتمع تهيمن عليه "العَزْلَمة" والمظاهر على حساب الفكر والمعرفة. الجدير بالذكر أن "العَزْلَمة"، مصطلح يستخدمه المجتمع اللبناني في أشارة إلى التفاخر الاجتماعي والمبالغة في المظاهر على حساب الجوهر. صحيح أن معدلات القراءة تراجعت بشكل ملحوظ بين أوساط الشباب اللبناني، لكن من غير المنصف القول إن "جيل اليوم لا يقرأ"، و إن كان فيه شيء من الحقيقة، لكنه أيضا تبسيط غير عادل. فالشباب اللبناني، في ظل الأزمة المعيشية والانهيار الاقتصادي، يركز معظم طاقته على كيفية الاستمرار والصمود، فكيف نطلب من شاب لا يجد ثمن الخبز أن يشتري كتابا، وهذا حال سارة وهي خريجة جامعية قسم إدارة الأعمال من الجامعة الاميركية، حيث تؤكد بأن" القراءة من أهم هواياتي، لكنني لا استطيع أن اخصص ميزانية لشراء الكتب، فاكتفي بتحميل ما توفر على الانترنت من كتب لقرائتها"، مشيرة إلى أنها تستمتع بالقراءة الرقمية، لكن ليس كقراءة الكتاب الورقي "فإن له طعم آخر". وبحسب مجلة "سي إي أو وورلد" كشف استطلاع للرأي لعام 2024 بين قراء الكتب في 102 دولة حول العالم، عن أن لبنان أحتل المركز الثالث عربيا والـ 81 عالميا في القراءة، بمتوسط 3.4 كتاب سنويا بإجمالي عدد ساعات قراءة وصلت 77 ساعة. "بيت بلا كتب جسد بلا روح"، مقولة للمفكر الروماني شيشرون، كلمات بدأتها عبير عاشقة القراءة، "كما تحب ان تصف نفسها"، وهي ربة منزل في العقد الخامس من عمرها ، مشيرة إلى أنها تمتلك مكتبة غنية في منزلها ورثتها عن أبيها ، وهي تسعى إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وإغنائه بكل ما هو جديد، من خلال زيارتها معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. يشار إلى أن أول معرض للكتاب في لبنان كان في عام 1956، وقد أقيم في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، رعاه المفكر قسطنطين زريق آنذاك، وقد لعب النادي الثقافي العربي دورا مهما في تنظيم المعرض، الذي كان يعمل كمشروع قومي يهدف إلى تعزيز الهوية العربية والثقافة. وقد أُقيمت الدورة الـ 66 من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الذي يعد من أكبر وأهم المعارض الكتابية في المنطقة، في الفترة من 15 إلى 25 أيار 2025 في قاعة Sea Side Arena، بعد تأجيله في تشرين الثاني 2024 بسبب الظروف الأمنية. لم يعد الكتاب كما كان في الماضي نافذة شبه وحيدة على العالم، ومرجعا رئيسيا للمعرفة، ومصدرا للتثقيف والتسلية، فالعالم شهد في العقود الأخيرة تحولات جذرية بفعل العولمة، التي غيّرت أنماط الحياة، وأساليب التواصل، ومصادر المعرفة. وفي خضم هذا التغير، بات الكتاب الورقي، الذي كان سابقا المصدر الأول للعلم والثقافة، يعاني من تراجع في الاهتمام والمكانة، حتى صار البعض يتحدث عن "أزمة الكتاب" بوصفها إحدى أزمات العصر الحديث. يذكر أن العولمة ظاهرة اقتصادية وثقافية وتقنية، تعني اندماج المجتمعات في نظام عالمي موحد، حيث تنتقل المعلومات والسلع والأفكار بسرعة غير مسبوقة عبر الحدود. وادت العولمة إلى شيوع الثقافة الاستهلاكية، وتهميش الثقافات المحلية، وانتشار وسائل الإعلام والترفيه الرقمية، ما أضعف التفاعل مع أشكال الثقافة التقليدية مثل الكتاب الورقي. مصدر في وزارة الثقافة أشار إلى أن "العولمة بما تحمله من انفتاح وتداخل ثقافي، ليست بالضرورة خطر على الكتاب، بل يمكن توظيفها بطريقة إيجابية تتيح نشر المعرفة وتوسيع نطاقها. إلا أن ذلك يتطلب وعيا جماعيا بضرورة حماية الكتاب من التهميش، وإعادة الاعتبار للقراءة كفعل حضاري وإنساني يضمن بناء مجتمعات مثقفة وواعية". واكد ان "أزمة الكتاب تتجلى في عدد من المظاهر، منها انخفاض نسب القراءة، خصوصا بين فئة الشباب، وتراجع مكانة الكتاب الورقي في المؤسسات التعليمية والثقافية، إضافة إلى هيمنة ثقافة "المعلومة السريعة" على حساب القراءة العميقة، وتنامي سوق النشر السريع لمحتوى سطحي وضعيف الجودة". يشار إلى أن العاصمة بيروت أحرزت لقب "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" عام 2009، وفق ما أعلنت عنه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). هذا اللقب يدل على دور بيروت الهام في عالم الكتاب والطباعة، بالإضافة إلى ثقافتها المتنوعة. فلبنان يضم طيفاً واسعاً من التيارات الفكرية والسياسية، وهذا التنوع يعزز من مكانة الكتاب كأداة للحوار والانفتاح، وينعكس على تنوع الكتب المنشورة فيه من أدب، دين، فلسفة، علم اجتماع، وسياسة. فكثير من الأدباء اللبنانيين كتبوا عن الحرب، السلام، الهوية، والمنفى، مما أكسب الكتاب بعداً توثيقياً وتاريخياً. في بلد يتصارع مع أزمات لا تحصى، يبقى الكتاب ضحية منسية. وثقافة القراءة في خطر، لكن الأمل لا يزال ممكنا، إذا وجدت الإرادة لإحياء قيمة الفكر. وفي هذا السياق أشار المصدر في وزارة الثقافة إلى أنه "رغم هذه التحديات، لا يزال هناك أمل في إعادة الاعتبار للكتاب والقراءة في عصر العولمة، عبر تفعيل دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في بناء بيئة قارئة، وتشجيع المبادرات الوطنية والدولية، ودمج التكنولوجيا بشكل إيجابي، من خلال دعم الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية، و تحفيز الإنتاج المعرفي المحلي كوسيلة لمواجهة طغيان الثقافة الوافدة". يذكر أن "جمعية ثقافة الكتاب" أطلقت في العام 2023 مبادرة "ممنوع حدا يكب كتاب"، حيث تلقت كل أنواع الكتب من المتبرعين، أو من الذين لم يعودوا بحاجة إلى كتبهم" سياسية، دينية، فلسفية، قصص أطفال، وحتى الكتب المدرسية، وقامت بتوزيعها لمن يحتاج إليها، إما مجاناً أو بأسعار رمزية. يبدو الكتاب في بلد يرزح تحت وطأة الازمات ضحية منسية، لكن الأمل لا يزال قائماً، ربما الطريق طويل، لكنه ليس مستحيلا إذا وجدت الإرادة، وتم الاستثمار في الإنسان قبل الحجر، في الكلمة قبل الصورة، وفي الفكر قبل المظهر. فبإمكان الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية أن تعيد للكتاب مكانته، وأن تحول القراءة من عادة نخبوية إلى سلوك يومي. يشار إلى أن المكتبة الوطنية اللبنانية تأسست عام 1921، وفي عام 1924 صدر قانون الإيداع القانوني الذي يفرض على الناشرين أن يودعوا نسختين من مطبوعاتهم بالمكتبة الوطنية. وبذلك نمت مجموعاتها من 20 ألفا هي نواة مكتبة المؤسس فيليب دي طرازي إلى 200 ألف عام 1975، وفي عام 1935 أصبحت تابعة إلى وزارة التربية، إلا أنها تضررت جراء الحرب المشؤومة عام 1975، فتعرضت محتوياتها للضياع والنهب، وأغلقت تماما عام 1979. ونقلت فيما بين 1982 و1983 إلى مبنى داخل حرم الأونيسكو ، وبقيت هناك إلى عام 1997 ، ولم يبق من رصيدها في الأثناء إلا حوالى 150 ألف وثيقة و3000 مخطوطة. وفي عام 1999 أرادت وزارة الثقافة اللبنانية إحياءها من جديد، فوضعت مشروعا لهذا الغرض لترميم المبنى وتصنيف الكتب وفهرستها ، وساعدت على تنفيذ هذا المشروع دولة قطر وكذلك الاتحاد الأوروبي، وقد وضع الحجر الأساس لمبنى المكتبة في مقرها الجديد في مبنى كلية الحقوق في الصنائع يوم 10 أيار 2009.

آثار قبطية تعود للقرن السادس الميلادي
آثار قبطية تعود للقرن السادس الميلادي

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

آثار قبطية تعود للقرن السادس الميلادي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكتشفت بعثة أثرية مصرية مبنى من الطوب يعود للفترة بين القرنين السادس والسابع الميلادي بمنطقة منقباد في محافظة أسيوط. وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المبنى المكتشف مطلي بطبقة من الملاط الأبيض ويتكون من مستوين عثر بداخلهما على عدد من الجداريات الهامة، من بينها بقايا جدارية ذات رمزية هامة في الفن القبطي، يمثل موضوعها عيون بشكل متكرر وفي منتصفها وجه؛ ما يدل على البصيرة الروحية الداخلية التي قد تخفى عن كثيرين ممن يعيشون حياة ومحبة العالم، وهي رمز للحكمة والصحوة واليقظة في أمور الرعائية. وأشار إلى اكتشاف جدارية أخرى عليها بقايا رسم لوجه رجل يحمل طفل صغير والذي من المرجح أن يكون يوسف النجار يحمل السيد المسيح وعلى الجانبين يمينا ويسارا تلاميذ السيد المسيح وبجوارهم كتابات قبطية. فيما أوضح الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن المستوى الأول من المبنى يتكون من ثلاث صالات متوازية يليهم غرفتين، بهما سلم هابط يؤدي إلى المستوي السفلي به ثلاث قلايات متوازية يليهم غرفتين للمعيشة، وعثر بداخلهم على العديد من اللقى الأثرية من الفخار والأحجار من أبرزها شاهد قبر لأحد القديسين كتب عليه كتابات قبطية توضح اسم القديس وتاريخ وفاته. ولفت إلى العقور كذلك على العديد من الأنفورات المختلفة الأحجام عليها بعض الحروف القبطية، وإفريز حجري عليه زخرفة حيوانية تمثل بقايا غزال وأسد، وبعض الأواني الفخارية متعددة الاستخدامات. وقال محمود محمد مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن البعثة مستمرة في أعمال الحفائر ودراسات الجداريات التي تم الكشف عنها لمعرفة المزيد عن أسرار هذا المبنى وأهميته. وذكر أن منطقة آثار منقباد تقع بقرية منقباد التابعة لمركز ومحافظة أسيوط شمال غرب مدينة أسيوط وهي تبعد عنها حوالى 12 كم وتقع في الجنوب الغربي من الطربق السريع، وتبعد عن مطار أسيوط الدولي بحوالي 22 كم. وتم الكشف عن المنطقة عام 1965 وبدأ العمل الفعلي فيها عام 1976 على فترات غير متصلة حيث توالت مواسم الحفائر حتى عام 2010، ثم حفائر مصرية بموسم 2024.

سامي الهاشم تكنولوجيا وعلوم الصدق والكذب 23 أيار 2025 الساعة 22:40
سامي الهاشم تكنولوجيا وعلوم الصدق والكذب 23 أيار 2025 الساعة 22:40

الديار

timeمنذ 5 أيام

  • الديار

سامي الهاشم تكنولوجيا وعلوم الصدق والكذب 23 أيار 2025 الساعة 22:40

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الصدق من أعظم الصفات التي وهبنا إيّاها اللّه. هو نقل الخبر بأمانة وتجرّد، بدون زيادة ولا نقصان، ولا تحريف أو تضليل أو خداع... سرّ عظيم من أسرار نجاح الأفراد والجماعات والدول، ناموس طبيعي، عليه تقوم الحضارات، منه تبدأ المعرفة الحقيقيّة والعمل الجدّي والتنفيذ الصحيح، قول الحقيقة يعتمد على الشجاعة والنُبل والتربية الأخلاقيّة الراقية، أمّا إخفاء الحقيقة فهو خطيئة لا تُغْتَفَر وخيانة موصوفة. - جاء في كتاب "مشواري" للمطران سمير مظلوم النائب البطريركي العام: " أجهر بالحقيقة وأُدافع عنها بقوَّة، وإذا أنا لم أفعَل أعتبر نفسي متواطئًا، وبعبارة قصيرة جدًّا، أنا أكره الصمت إذا كان يحجب الحقيقة". هذا يعني أنَّ إخفاء الحقيقة، والسكوت عنها، والتستُّر عليها، ومحاولة طمسها، أبشع وأضرّ من الكذب، كما يعني الخبث المتعمّد المقصود؛ وفي كلِّ الحالات تختفي الحقيقة وينكسر ميزان العدل. ● الصدق واجب مقدّس - كن صادقًا مع اللّه، فلا تُظهر شيئًا وتضمر شيئًا آخر، لا تتظاهر بالقداسة والطهارة وتتصرَّف بالخبث والنجاسة، لا تقل شيئًا وتفعل ضدَّه، لا تعطِ وعدًا وتتخلّف عنه، قال السيّد المسيح: " لا تحلف باسم اللّه بالباطل، وليكن جوابك نعمًا أو لا". وكم هو جميل أن يبدأ أناجيله بهذا الكلام الرائع:" الحقَّ، الحقَّ أقول لكم". - كن صادقًا مع نفسك، ولا تُدخِلها في متاهات وأوهام وأباطيل ولا تبنِ لها أبراجًا من ورق... - كن صادقًا مع الغير، ومستقيمًا في معاملاتك ومواقفك، طالب بحقِّك وحقوق الآخرين بالعدل والإنصاف، واعلم أنَّ هذه المطالب تصبُّ في خانة واحدة التي هي سعادة الإنسان وخيره والأمان. هو من أبشع الصفات وأحقرها، أو إخفاء حقائق وتحريفها واختزالها، حسب نيّة وهدف الكاذب، الكذب أنواع: 1. الكذب المعلَن أو الصريح أي افتعال واختلاق خبر لا صحّة له، لإلحاق الضرر بالآخرين، أو لإبعاد الشبهة عنهم، وذلك حسب رغبة الكاذب. 2. الكذب المضمر أي إخفاء الحقيقة لغاية في نفس الكاذب أو مَن وراءه... 3. الكذب العابر أو الفارغ الذي هو مجرّد كلام وثرثرة وأخبار سخيفة لا جدوى منها، ومضيعة للوقت. وفي كلّ الحالات، على المرء أن يعرفَ أنَّ الكذب يُقلِّل من قيمته وشأنه وقدره، وأنَّ الاحتيال والنفاق والمراوغة، آفات هدّامة تنال من رقيّ المجتمع وتقدّمه ومصداقيّته، ولا يتأتّى عنها إلّا تعب الرأس، والقيل والقال، وخراب البيوت أحيانًا. هنالك أمران غريبان عجيبان: الأوّل: عندما يُكرِّر الكاذب كذبته يُصدِّقها !!! الثاني: الخبر الكاذب ينتشر بسرعة، ويُصدَّق، ويُعمَّم، ويرسخ في أذهان الناس، وينتقل من جيل إلى جيل!!! فهنالك خرافات وأساطير وأوهام صدَّقها العالم وما زال يُردِّدها وكأنّها حقيقة، وهي ليس لها علاقة لا بالمنطق ولا بالعلم ولا بالواقع. ● مصادر الكذب 1. الكذب الفطري بالولادة أو بالسليقة Le mensonge inné مثل الكثير من الخصائص الوراثيّة 2. الكذب المكتسب Le mensonge acquis، في هذه الحالة قد يتلقّن المرء الكذب من محيطه، ومعشره، وسوء تربيته، وعيشه في مجتمع فاسد، فالبيئة الحاضنة للإنسان تُؤثّرُفيه تأثيرًا بالغًا، لا سيّما إذا كان ضعيف الشخصيّة وسهل الانقياد. ما يُذكّرنا بقول روسّو:" الإنسان بطبيعته جيِّد، لكنّ المجتمع يُفسده" 'L'homme par nature est bon mais c'est la société qui le corrompt' طبعًا لا يتّفق الجميع على رأي روسّو، أمّا نحن فنقول: هنالك خصائص تعود إلى التكوين الأساسي، وأخرى تعود إلى التنشئة والتربية والمعشر. ● علاج الكذب 1. سلوك الدولة مع المواطنين يُفرض على الدولة أن تكون صادقة مع مواطنيها، وألّا تعدهم بالمنّ والسلوى وهي لا تقدّم لهم الخبز والماء والدواء. وما يُطبَّق على الدولة يُطبَّق على المؤسّسات كافّةً. 2. العلاج التربوي - هنا تأتي أدوار المجتمع الراقي، من المنزل إلى المدرسة، إلى الجامعة، إلى مركز العمل، إلى وسائل الإعلام، إلى التواصل الاجتماعي الحديث، إلى الكتب والمجلات والصحف... - الكتاب الأول الذي ينبغي اعتماده هو كتاب التربية الذي يعالج كل الصفات الحسنة وعلى رأسها الصدق، وكلّ الصفات السيّئة وعلى رأسها الكذب. - للمعلّم دور في إقناع الكاذب أنّه يضرّ نفسه ونفوس الآخرين، وكأنّه يبني حياته على رمال متحرّكة. 3. العلاج القانوني القانون هو سلطان العالم، فليُطَبَّقْ على الكاذب ليرتدع عن الخطأ وليكون عبرة للآخرين. 4. العلاج الاجتماعي يحقّ للصادق أن ينوَّه بصدقه وأن يُكافَأ معنويًّا وماديًّا. وهنا يكمن دور المجتمع الذي عليه أن يشجّع الصادق، بالمال، بالأوسمة، بالترقية، بالجوائز، بالمنح، لتظهر أهمّيّته ويقتدي به الناس. الخاتمة أمّا الكذب فَيُعَدُّ من أبرز عوامل الفساد الأخلاقي والمجتمعي، وهو سبب رئيسيّ لانعدام الثقة وتفكّك القيم. - الصدق قيمة أساسيَّة في بناء الإنسان والمجتمع؛ أمّا الكذب فهو سلوك هدّام وآفة اجتماعية. - الصادق هو أقرب إنسانٍ إلى الجنّة، حيث لا يوجد كذب ورياء وخبث، وحيث يتلاقى مع الروح والإيمان أي مع الله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store