القرض الحسن يجمّد التعويضات: حزب الله يحشد للحرب؟
منذ أيام، وفي خطوة لافتة لم تمرّ مرور الكرام في الأوساط الشعبية، أعلن "حزب الله" عن تجميد دفع الشيكات في مؤسسة القرض الحسن، للمتضررين من الحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان، ابتداء من 23 حزيران ولأجل غير مسمى. قرار قد يبدو في ظاهره إجرءا تقنياً مرتبطاً بالضغوط المالية، لكنه قد يحمل بين طيّاته مؤشرات أكثر خطورة تتجاوز الحسابات النقدية اليومية، وتلامس عمق القلق من المشهد الإقليمي المتصاعد، وتحديداً في ظل المواجهة بين إسرائيل وإيران.
منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، أطلق الحزب عبر مؤسساته حملة واسعة لدعم المتضررين، شملت تعويضات مالية لإصلاح المنازل والمحال، تغطية بعض الخسائر، وتوفير الحد الأدنى من الأمان الاجتماعي والإيجارات، في ظلّ تراجع قدرات الدولة الرسمية وعجزها الكامل، لذا تولى الحزب عملية التعويض على من فقد منزلاً أو أثاثه، كما ساهم بعملية ترميم المنازل في كل المناطق التي تعرضت للاعتداءات الإسرائيلية.
وبحسب التقديرات، بدأ دفع هذه التعويضات تدريجياً في الأسبوع الأول من كانون الأول الماضي، وشمل عشرات القرى والبلدات شمال نهر الليطاني، وامتد إلى بيروت وضواحيها ثم إلى البقاع، حيث تشير معلومات "المدن" إلى أن مجموع الأموال التي ضُخت حتى الآن عبر القرض الحسن قد تخطّى عتبة 500 مليون دولار، موزّعة بين مساعدات نقدية مباشرة، للترميم، ودعم لوجستي للعائلات المتضرّرة.
لا أجوبة واضحة..
مع نهاية الأسبوع الماضي، أُعلن عن تجميد دفع الشيكات إلى أجل غير مسمى، ما يعني توقّف سداد دفعات المستحقات المتعلقة بهذه القروض أو التعويضات، وسط تساؤلات وقلق بين المستفيدين، وتحديداً أولئك الذين يسكنون قرى جنوب نهر الليطاني، حيث أن هؤلاء كانوا من أواخر الذين أجروا الكشوفات بسبب الاحتلال الإسرائيلي في مناطقهم.
منذ أشهر كان القيمون على القرض الحسن يعلنون تجميد الدفع لأيام، يعودون بعدها لصرف الشيكات، ثم عاد القيمون وأعلنوا عن تجميد الدفع لأسابيع، ومن ثم تقررت مهلة بعد تاريخ نفاذ الشيك، ثم مُددت المدة لتصبح ثلاثة أشهر، واليوم تجميد كامل، وبحسب ما علمت "المدن" من مصدر داخل المؤسسة فإن التجميد سيكون مؤقتاً وسببه كالعادة يتعلق بعدم قدرة المؤسسة على تسيير أعمالها "الخاصة" بشكل سليم وحاجتها إلى الوقت من أجل ذلك، بينما لم ينف مصدر آخر حاجة المؤسسة إلى المال النقدي من أجل استكمال الدفع.
المصدران أكدا أن حقوق الناس ستصرف لهم، وأن الأعداد المتبقية التي لم تُصرف شيكاتها قليلة جداً نسبة للمواطنين الذين حصلوا على كامل حقوقهم، مع الإشارة إلى أن بعض حاملي الشيكات حاولوا الاستفسار عن الأسباب التي أدت للتجميد فأتاهم الجواب من مسؤولين محليين في الحزب بأن الأموال غير متوفرة في المرحلة الحالية، وستتوفر في وقت قريب.
قلق من المستقبل؟
ظاهرياً، يبدو القرار مرتبطاً بصعوبة تأمين السيولة، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الدولية والعقوبات التي تُحاصر الحزب ومؤسساته، وتراجع مصادر التمويل التقليدية المرتبطة بإيران، التي تواجه اليوم حرباً ضروساً، ولكن في العمق، تتقاطع هذه الخطوة مع معطيات أوسع قد تُشير إلى أن حزب الله يُعيد ترتيب أولوياته المالية في لحظة دقيقة، تحسباً لما هو أخطر. فالحرب الإسرائيلية على إيران لم تعد احتمالاً نظرياً، بل باتت واقعاً ينذر بالتصعيد، ومن غير المعلوم كيف تنتهي هذه الحرب.
وفي مثل هذا المناخ، ليس مُستبعداً أن يكون قرار تجميد دفع التعويضات جزءاً من سيناريو "توفير الأموال" لمرحلة أكثر صعوبة، قد تتطلّب استخدام الموارد المالية في مجالات أكثر استراتيجية، كدعم البنية العسكرية، تأمين الجبهة الداخلية، أو مواجهة الانهيارات المحتملة إذا ما توسّعت الحرب إلى لبنان بشكل مباشر.
وما هو أخطر أن بعض التقديرات في بيئة الحزب تُشير إلى احتمال استعداد تل أبيب لتوسيع المواجهة مع حزب الله في توقيت مدروس، مرتبط بتطوّر معركة إيران، وهو ما قد يُفسّر الحاجة الطارئة لتجميد الصرف المالي، تحسّباً لمرحلة قد يصبح فيها المال شحيحاً، والاحتياجات مضاعفة، والخيارات محدودة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 4 دقائق
- LBCI
أسرار الصحف 24-06-2025
قال أحد المطارنة اللبنانيين في الخارج أن المغتربين باتوا يواجهون صعوبة في مساعدة ذويهم أو تمويل مشاريع داخل بلدهم بسبب الضيق الاقتصادي العالمي وبسبب التشدد في مراقبة التحويلات إلى لبنان وإمكان اتهامهم بتمويل "حزب الله" وغيره. علم أن الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراساتهم العليا في طهران غادروا البلاد برّاً باتجاه العراق حيث يواجه بعضهم صعوبة في العودة إلى لبنان بسبب توقف الرحلات وخوف هؤلاء من القدوم براً عبر سوريا. يعاني نازحون سوريون قدموا في فترة متأخرة ومنهم بعد سقوط نظام بشار الأسد من عدم إصدار إقامات لهم في لبنان وبالتالي حرمان أولادهم من فرص التعليم والرعاية الصحية. في المقابل حذر الأمن العام اللبناني من إعلانات مشبوهة تدعي إمكان تأمين إقامات للسوريين في لبنان وتسرق الأموال من دون مقابل. ينقل وفق إحصاءات وأرقام موثوقة بأن عدداً من المغتربين اللبنانيين في دول الانتشار، ألغوا حجوزاتهم الصيفية، خوفاً من أي تطورات ميدانية في ظل حركة الطيران غير المنظمة نتيجة الحرب الدائرة في المنطقة. نفت مصادر أمنية علمها بوجود حشود عسكرية سورية على الحدود مع لبنان خصوصاً في مناطق القلمون الغربي والقصير، وصنفتها بالإجراءات الروتينية القائمة منذ مدة لضبط الحدود ومنع التهريب. ***** الجمهورية رفض قطب حزبي التوسع في التعليق على حدث إقليمي كبير، معتبراً أنّ التغريدات التي ينشرها عبر منصة "إكس" كافية لايصال رسائله. لا يأبه مرجع كبير لحملة غير بريئة يتعرّض لها ولا يتردّد في تسمية مَن يقف وراءها وأهدافهم. مسؤول في حزب شمالي يقود معركة ترشيح عضو في حزب آخر، علماً أنّ الحزبَين بينهما خلاف تاريخي. ***** اللواء عادت أسعار الشقق للارتفاع بعد مغادرة عشرات العائلات مساكنها في الضاحية الجنوبية منذ أكثر من شهر. استمرت رسائل التطمينات «للثنائي»، عبر خطوات عملية – أبرزها تعيين وزير سابق مستشاراً رئاسياً. لاحظ مصدر مشارك في اجتماعات جنيف حول ملف الحرب أن وزير الخارجية الإيراني كان بالغ الحذر بكل شيء. ***** البناء قال مرجع دبلوماسي إن الردّ الإيراني على الضربة الأميركية كان حاجة سيادية ايرانية من جهة وفرصة استكشافية لرسم إطار المواجهة المقبلة من جهة مقابلة، لأن التعامل الأميركي مع الردّ سوف يقرر هذا الإطار خصوصاً أن إيران أعطت أميركا فرصة إظهار نواياها الحقيقية وليس رد فعلها، فإن كان لديها قرار حرب سوف تعتبر مجرد الاستهداف فرصة لمواصلة المواجهة وإن لم يكن لديها قرار حرب سوف تعتبر عدم سقوط ضحايا والإخطار المسبق مدخلاً كافياً لإنهاء المواجهة، وهذا يبدو ما حدث. يعتقد خبير متابع للأوضاع الأميركية أن التسوية التي صاغها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين تيارين متقابلين في إدارته هي بين مؤيديه ومكوّنات قاعدته الشعبيّة، تيار يريد منه خوض المواجهة مع إيران حول ملفها النووي وإكمال ما بدأت به 'إسرائيل' عبر قيام أميركا باستهداف مجمع فوردو النووي، وتيار يحذر من الانزلاق إلى حروب جديدة ويخشى من استدراج إسرائيلي لأميركا لخوض حروبها بالإنابة عنها، هي تسوية تقوم على التزام أميركي بضربة واحدة تستهدف البرنامج النووي الأميركي وإبلاغ إيران عدم نية مواصلة المواجهة بعد ذلك وانتظار أي رد إيراني ومعاملته كما سبق وتم التعامل بعد الرد الإيراني على اغتيال القائد قاسم سليماني واستهداف قاعدة عين الأسد، عندما اعتبر ترامب أن عدم سقوط ضحايا ودماء تعفي الإدارة الأميركية من الردّ على الردّ وتفادي الانجرار إلى حرب.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 13 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
جلسة نيابية الاثنين لاقرار الزيادة للعسكريين والحكومة تقر "رواتب خيالية" للهيئات الناظمة
يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عامة يوم الاثنين المقبل، لمناقشة واقرار 9 مشاريع واقتراحات قوانين، ابرزها فتح اعتماد بقيمة 15،965،076،000،000 ليرة لاعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين (١٤ مليون شهريا ) وللمتقاعدين العسكريين (١٢ مليون شهريا ) اعتبارا من 1/7/2025. وكان مجلس الوزراء اقر مؤخرا مشروع القانون هذا واحاله الى المجلس. وقالت مصادر نيابية لـ«الديار» ان هذا البند سيكون من ابرز البنود على جدول اعمل الجلسة العامة، بعد ان اقرته اللجان المشتركة امس بالاجماع، وبعد ان تقرر في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي الذي ترأسه الرئيس نبيه بري بعد ظهر امس، ادراجه في جدول اعمال الجلسة المرتقبة يوم الاثنين الى جانب 8 قوانين اخرى، ابرزها قرضان من البنك الدولي، واحد للزراعة وآخر للطاقة والكهرباء. وأعلن نائب رئيس المجلس الياس بوصعب عن حرص الرئيس بري على الوفاء بما تعهد به، لجهة عقد جلسة تشريعية عامة قبل نهاية هذا الشهر، وهذا ما سيحصل بانعقاد الجلسة يوم الاثنين المقبل في 30 الجاري. واكد على مواكبة المجلس لعمل الحكومة في درس واقرار مشاريع القوانين، ومنها قروض البنك الدولي للقطاعات والامور الحيوية، مشيرا الى جلسات اللجان المتتالية بوتيرة سريعة في هذا المجال. وكتبت" الاخبار":بدلاً من العمل على تثبيت الموظفين الموجودين في القطاع العام، ودعم رواتبهم التي تهاوت قيمتها بنسبة وصلت إلى 98% بسبب الانهيار النقدي والمصرفي، تعمل الحكومة على دعم رواتب رؤساء وأعضاء المجالس والهيئات الناظمة لعدد من القطاعات قبل تعيينهم. ورغم أنّ المهمات المنوطة بأعضاء الهيئات الناظمة يمكن أن توكل بسهولة إلى موظفين موجودين في الخدمة، إلا أنّ العقلية السائدة في مجلس الوزراء، قرّرت بيع القطاع العام بالمفرّق، لذا قرّرت دعم من سينفذ هذه السياسة، أي أعضاء الهيئات الناظمة. في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، تقرّر رفع التعويضات الشهرية لعدد من أعضاء الهيئات الناظمة، غير المعيّنين حتى الآن، نحو 105 مرّات أكثر من أساس راتب موظف في الفئة الأولى، و10 أضعاف الراتب مع الزيادات الحكومية المقرّة منذ 2022 حتى اليوم. وبموجب القرارات الجديدة سيتقاضى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني مبلغ 716 مليون ليرة شهرياً، فيما سيحصل العضو في الهيئة ذاتها على 626.5 مليون ليرة شهرياً، وسيعدّل راتب رئيس مجلس الإنماء والإعمار ليصبح 805.5 ملايين ليرة، أي 9 آلاف دولار، وراتب العضو المتفرّغ 626.5 مليون ليرة، أي 7 آلاف دولار. وفي الوقت الذي سيحصل فيه هؤلاء على هذه الزيادات، يتقاضى الموظف في أيّ مديرية أخرى كمديرية الطيران المدني مثلاً راتباً لا تتجاوز قيمته 72 مليون ليرة شهرياً مع كلّ الزيادات المقرّة عليه. علماً بأنّ الحكومة لم تقرّ حتى الآن تعديل تعويض ساعات العمل الليلي المخصّصة لموظفي الطيران المدني، إذ لا يزالون يتقاضون 3 ملايين ليرة مقابل كلّ 100 ساعة عمل إضافية شهرياً. أيضاً، حدّد مجلس الوزراء المخصّصات الشهرية لرئيس الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء بـ8 آلاف دولار للرئيس، و7 آلاف دولار لكلّ عضو في الهيئة، ما يعني صرف 40 ألف دولار شهرياً على الهيئة وأعضائها الخمسة بعد تعيينهم. وفي المقابل، سيطلب من الهيئة الناظمة، للكهرباء هنا، القيام بمهمات يمكن ببساطة أن توكل إلى عدد من المديرين وكبار الموظفين في الوزارة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 13 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
الجميّل: نريد أن نحل ملف السلاح حبياً
أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن أداء النظام الايراني يخلق عدم استقرار في المنطقة من خلال إصراره على البرنامج النووي ورأى ان إيران تسطو على لبنان عبر حزب الله معتبرا ان اضعافها يجعل حلفاءها في المنطقة يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي خطوة. وجدّد طرحه "مؤتمر المصارحة والمصالحة" من أجل فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين من شأنها طمأنة وإراحة كل الناس وتمنى أن يستفيد حزب الله من هذا التعاطي الايجابي من قبل كل المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولاً الينا ونحن نريد أن نحل ملف سلاحه حبياً ولكن في الوقت نفسه لن نقبل أن نعيش في ظل أي سلاح خارج إطار الدولة" مؤكدا ان ما نريده أن تكون الطائفة الشيعية في لبنان شريكة معنا في بناء "لبنان الغد". ودعا الجميّل في حديث عبر Hala Arabia حزب الله الى ان "يتمرد" على إيران لأنها تقوم باستغلاله واستعماله للموت وشكّك في أن يكون جمهور الحزب لا يزال مقتنعاً بدعم ايران والدليل عدم قيامه بأي تظاهرة ولو حتى من ألف شخص للتنديد بالقصف الاسرائيلي على طهران. وشدد على وجوب ان يفكّ الحزب الارتباط مع إيران والخروج من منطق التقوقع والدويلة داخل الدولة إلى منطق يصبح فيه من كانوا ينتمون الى حزب الله مواطنين ملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية ودستورها. ولفت الجميّل الى ان رئيس الجمهورية هو من يضع الخطة "باء" في حال عدم سير حزب الله في التوافق حبياً. واذ اعتبر ان الرئيس عون يحاول حلّ موضوع السلاح بطريقة ودية، اكد ضرورة الانتباه للوقت اذ ان أمد الوقت ضيق لأن هناك استحقاقات إصلاحية في البلد واستحقاقات مالية واستثمارات خارجية وأيضا هناك اهتمام دولي وفي حال عدم معالجة موضوع سلاح حزب الله سوف نخسر كل هذا. وفي ملف التعيينات، رأى الجميّل انه اذا كنا حريصين على استقلالية القضاء اللبناني فعلى القوى السياسية أن لا تتدخل في التعيينات "وهذا موجّه للرئيس بري وأقول له: لو أن غيرك يتدخل في التعيينات قد يصبح لديك الحق في التدخل". وسأل "كيف يمكن الوصول الى استقلالية القضاء في حال تعيين القضاة من قبل مرجعيات سياسية ؟ وكيف يمكن للقاضي أن يكون مستقلا في عمله وعدم انحيازه في حال تم تعيينه من قبل مرجعية سياسية؟" وشدد على أن علاقتنا ككتائب ممتازة مع رئيس الحكومة نواف سلام وأكثر من ممتازة مع الرئيس عون. ورأى الجميّل ان المساعدات الموعودة لم تأت لأن السلاح موجود. واعتبر أن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق الأحد هو استهداف لحكم الشرع لأن هذا يؤذيه ويؤذي صورته وعلاقاته وكل ما يحاول أن يقوم به لإعادة العلاقات وفتح القنوات والإتيان بالأموال لإعادة إعمار سوريا. الحديث كاملاً علّق رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل على التطورات الاقليمية لاسيما بعد تدخل الولايات المتحدة الاميركية على خط الحرب الايرانية - الاسرائيلية، معتبرًا أن ما يحصل اليوم تم تأجيله على مدى 10 سنوات، مشيرًا الى أن أداء النظام الايراني يخلق عدم استقرار في المنطقة من خلال إصراره على البرنامج النووي رغم كل محاولات الغرب بإيجاد الحلول وكل المفاوضات التي حصلت من 10 سنوات، ولكن في نهاية المطاف 7 تشرين كان له تأثير مباشر على تدهور العلاقة بين إيران والغرب الذي نفذ صبره وبالتالي ما نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لمسار دام أكثر من 15 سنة. الجميّل وفي حديث عبر برنامج "يا أبيض يا أسود"، رأى أن بالنسبة لنا كلبنانيين ما يهمنا بالدرجة الاولى هو أداء إيران في لبنان وتدخلها بالشؤون الداخلية، مضيفًا:" أعتقد أن كلمة تدخل كلمة ملطفة فالحقيقة هو سطو إيران على لبنان عبر حزب الله واستخدام لبنان وشعبه وأرضه وقرى اللبنانيين بالسياسة الخارجية الايرانية ومحاولة نشر نفوذها في المنطقة، نحن نتحدث عن الفترة الممتدة من 7 أيار 2008 حين حصل الانقلاب المسلّح وبات كل شيء يحتاج لرضا حزب الله المموّل من إيران والذي يأخذ أوامره منها إلى جانب سلاحه وإيديولوجيته، ويعتبر ان القيادة الايرانية هي قيادته بالسياسة والامن وبكل شيء آخر ". واعتبر أن إيران لم تموّل حزب الله ليكون الشارع الشيعي مزدهر ومستقر إنما لاستخدامه بالامن والمنطقة كذراع عسكري في لحظة من اللحظات واستُخدم في 7 تشرين ورأينا النتيحة، مضيفًا:" من الطبيعي ألا تكترث إيران للشعب اللبناني الذي دُمّر لان بالنسبة لها هو ورقة تستخدمها ساعة تشاء، وليس لديها أي شعور مع اللبنانيين إن كانوا من الطائفة الشيعة او لا، والدليل أنه عندما كان يُدمر لبنان وكانت قيادة حزب الله تُقتل والجنوب يُمحى لم نرَ ردة الفعل التي رأيناها الاسبوع الماضي لجهة الصواريخ الباليستية المتجهة نحو اسرائيل، الاستعراضات الايرانية خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل كانت تمثيلية أمام ما نراه اليوم، ونسأل لماذا لم تُستخدم هذه الادوات عندها للدفاع عن حزب الله وعن الشيعة في لبنان؟". وتابع:" استخدام إيران لحزب الله وللشيعة كوقود لمعاركهم هو واقع وهذا ما رأيناه". وردًا على سؤال حول إمكانية دخول حزب الله الحرب، قال رئيس الكتائب:" أفهم أن يكون لدى حزب الله استشهاديون ولكن لاي درجة لديه قدرة على الاستشهاد الجماعي، إذ أن أي دخول للحزب في الحرب هو استشهاد جماعي سيأخذ الطائفة والحزب واللبنانيين والبلد والى الانتحار الجماعي مع العلم أن قدرته على التأثير في الحرب ضئيلة جدًا ولا مصلحة له في الدخول في المعركة خصوصًا بعد دخول الاميركيين على خط المواجهة، لذلك لا أعتقد بعد الذي حصل أن يكون لديهم القدرة العسكرية والمعنوية والنفسية للدخول بمواجهة كتلك الموجودة اليوم وأنا أستبعد ذلك". وعن كلام أمين عام حزب الله الاخير حول دعم الحزب لايران، اعتبر أن البيان هو للاستهلاك الاعلامي والحزب غير قادر على ترجمة أقواله بالافعال، مضيفًا:" ولكن بعد كل ما حصل لا أستبعد شيئَا ولكن أشك بأن يدخل بهذه المغامرة، بكل الاحوال هناك معطى جديد وهو أنه بات لدينا دولة يجب أن تفرض سلطتها بات لدينا رئيس جمهورية ورئيس حكومة وحكومة مكتملة، وبرأيي هذه السلطة تتحمل مسؤولياتها كونها دولة حقيقية والمهم أن نمنع ميليشيا كحزب الله بأن تجر لبنان الى ويلات جديدة وهنا نتحدث عن قدرة الفرض لا أخذ المواقف الصحيحة فقط، فالمطلوب حزم وأن تقول الدولة اللبنانية "أنا من يقرر ولا أحد يقرر عني" وهي اليوم أمام امتحان ويجب استكمال ضبط السلاح بشكل كامل على كل الاراضي اللبنانية وحصره بيد الجيش اللبناني وهذا ما يقوم به رئيس الجمهورية". وتابع: "نحن أمام هناك خطر داهم اليوم على لبنان في حال تحرّك حزب الله أو قام بإرسال مسيّرة أو أطلق صاروخًا، الدولة اليوم أمام امتحان كل الوقائع التي كانت موجودة في السابق لم تعد موجودة اليوم وبالتالي السلطة الجديدة امام امتحان إذ لا يمكن التنصل من المسؤولية والاكتفاء ببيان استنكار، والمطلوب من الدولة أن تمنع إطلاق صاروخ أو مسيّرة بقواها الذاتية في جنوب الليطاني وشماله وفي كل لبنان، وعلى الدولة ان تتحرك باتجاه أي مكان يتم إطلاق أي أعمال عدائية تجاه أي دولة أخرى من الداخل اللبناني." وعن عدم إصدار الحكومة بيانًا ردًا على كلام قاسم، قال:" لم اتابع التفاصيل ولكن ما يهمني الافعال لا البيانات والشعارات لمنع جر لبنان الى الحرب، كل الاراضي اللبنانية خاضعة لسيادة الدولة ومن مسؤوليتها وواجبها ضبط السيادة ومنع أي أعمال عدائية تنطلق من لبنان". وعن التأخير بملف حصر السلاح، أكد رئيس الكتائب تفهّمه لرئيس الجمهورية ولطريقة عمله، موضحًا أن المرحلة الاولى في حلّ أي إشكال تكون عبر الطرق الدبلوماسية وهذا ما يقوم به رئيس الجمهورية، مضيفًا:" ولكن هذا لا يعني ألا أمد لهذا الحل فرئيس الجمهورية لديه استحقاقات ومتطلبات لقيام الدولة ودعم دولي وعربي ويعلم أن هذا لن يحصل الا بعد معالجة السلاح في لبنان وبرأيي رئيس الجمهورية وضع لنفسه مهلة، واذا نجح هذا الاسلوب فهو لخير البلد وللجميع لان لا أحد يريد اشكالات ونأمل أن يتلقف الحزب الطريقة الايجابية التي يتعاطى بها الرئيس في هذا الملف، أما إذا أرادوا استغلال هذا النفس الايجابي للمماطلة والتأجيل فبذلك هم يجرون رئيس الجمهورية الى استعمال طريقة أخرى بالتعاطي مع الملف، الجميع رافض بقاء السلاح بيد حزب الله والتجربة تشير الى أن هذا السلاح لم يحمِ لبنان وأدى الى استخدام لبنان من قبل دول أخرى لمآرب لا علاقة لمصلحة لبنان بها وبالتالي كل الحجج التي استعملت لتبرير بقاء السلاح سقطت، واليوم وبالرغم من إضعاف حزب الله وفي ظل ما يحصل في غزة ومع ايران، فبقاء هذا السلاح هدفه واحد وهو للسيطرة على الداخل ولتخويف الطائفة الشيعية بالدرجة الاولى واللبنانيين بالدرجة الثانية، والتأثير على الحياة السياسية في لبنان، وهذا أمر مرفوض". ولدى سؤاله عمّا اذا كان حزب الله يراهن على عامل الوقت ويعتمد المماطلة بانتظار متغيرات جديدة تصب في مصلحته، أجاب الجميّل أن ما لا شك فيه هو أن حزب الله يفكّر بهذه الطريقة وبدوري أريد أن احيله على "ملوك " ربح الوقت وهم الإيرانيون وهم متخصصون في هذا المجال ومعروف عن الإيراني أن حياكته للسجادة الواحدة قد تستغرق سنتين أو ثلاثا لأنه يعمل بتروٍّ وتأنٍّ ، ولكن أضاف الجميّل: "حتى الإيراني لا يستطيع الافلات من الضربة العسكرية والمماطلة قد تكسب الوقت ولكن لا بد من الوصول الى مرحلة لا يعود فيها من الممكن ممارسة الغش على كل الناس وكل الوقت" . وتابع الجميّل: "نصيحتي لحزب الله أن تجري الأمور بطريقة حبية وبملء ارادته وأدعوه لفتح صفحة جديدة مع جميع اللبنانيين وأنا ضمنهم وأطرح المصارحة والمصالحة من أجل فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين من شأنها طمأنة وإراحة كل الناس واتمنى أن يستفيد حزب الله من هذا التعاطي الايجابي من قبل كل المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولاً الى أمثالنا ، ونحن نقول لا نريد "مشكل" بل نريد أن نحل هذا الموضوع حبياً ولكن في الوقت نفسه لن نقبل أن نعيش في ظل أي سلاح خارج إطار الدولة". وسئل الجميّل هل يستطيع الحزب اتخاذ قرار بمعزل عن ايران؟ فأجاب : في وقت ما على حزب الله ان "يتمرد" على إيران لأنه عندما يتستنج أن هناك من يقوم باستغلاله واستعماله للموت بدلاً منه ومن يستخدمه ثم يرميه ولا يسأل عنه ولا يدافع عنه ولا يحميه أليس من الطبيعي أن يتمرد ؟ وشكّك الجميّل في أن يكون جمهور حزب الله لا يزال مقتنعاً بدعم ايران والدليل عدم قيامه بأي مظاهرة ولو حتى من ألف شخص للتنديد بالقصف الاسرائيلي على ايران . وتابع:" كل ما رأيناه هو ردة فعل منددة قام بها مئة أو مئتا شخص على درجات نارية وردة الفعل المحدودة هذه لا يمكن اعتبارها رداً كافياً من قبل جمهور حزب الله على ما تتعرض له ايران من ضربات عسكرية قوية جداً"، وهنا سأل الجميّل: أين حشود حزب الله والتجمعات التي كان يتواجد فيها بحر من الناس؟ هذا يعني أن جمهور حزب الله لم يعد متضامناً مع ايران لأنه شاهد ما فعلته عندما وجهت الحرب باتجاهها وقارن مع ما فعلته (وكان ضئيلا جدا) عندما كان يتعرض هو بدوره للإبادة الجماعية في لبنان وهذا لا بد أن يخلق تربة خصبة لتمرد لبناني شيعي على سطوة ايران على لبنان والتمرد على فكرة البقاء أداة يسهل التحكم بها من قبل ايران". وأضاف الجميّل: "نحن لا نراهن على شيء وكل ما نريده أن تكون الطائفة الشيعية في لبنان شريكة معنا في بناء "لبنان الغد" ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تكون هذه الطائفة مطمئنة لعلاقتها مع باقي اللبنانيين وعليها أن تعرف أيضاً أن على جميع اللبنانيين احتضانها وتكريمها وتعزيزها وأن يكونوا شركاء معها في بناء المستقبل". وقال: "من ناحية ثانية على الطائفة الشيعية أن تطمئن لوجود دولة راعية ووجود مؤسسات الدولة الى جانبها وعلينا أن نقول للبنانيين المنتمين للطائفة الشيعية ان لبنان بلدكم ونحن لا نريد أن يلحق بكم أي أذى وكل ما نريده أن نحميكم كما نحمي نفسنا وكل ما "بصير عليكم يصير علينا" وهذا يتطلّب فكّ الارتباط مع إيران والخروج من منطق التقوقع والدويلة داخل الدولة إلى منطق يصبح فيه من كانوا ينتمون الى حزب الله مواطنين ملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية ودستورها." واذا لم يسر حزب الله بالمنطق التوافقي الحبيّ، رأى الجميّل أنه علينا أن لا نستبق الأمور وعلينا أن نعطي فرصة للتوافق وعلينا تنوير الرأي العام على حقيقة الأمور ولكن رئيس الجمهورية هو من يضع الخطة "باء" في حال عدم سير حزب الله في التوافق حبياً وواجبنا أن نقترح الأفكار على الرئيس وهذا ما نقوم به والمسؤولية هي على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. عن أداء رئيس الجمهورية، قال الجميّل: "الناس ترى الوقت يمر وقد مر 5 أشهر على تشكيل الحكومة وترى أن رئيس الجمهورية يتعامل بالكثير من التأني والتريث (المسايرة) في ما خص سلاح حزب الله وأتفهم رأي الناس ولكن أنا أحاول أن أفهم كيفية تفكير رئيس الجمهورية وسبب تصرفه بهذه الطريقة علماً أنه ملتزم تجاهنا بخطاب القسم وأيضا تجاه المجتمع الدولي بأنه سيقوم بحل موضوع سلاح حزب الله وهنا أسأل اذا الرئيس ملتزم بحل موضوع نزع سلاح حزب الله فما الذي يدفعه للتصرف بهذه الطريقة؟، لا شك أن رئيس الجمهورية يحاول حل موضوع السلاح بطريقة ودية ولكن يجب الانتباه للوقت، وأمد الوقت ضيق لأن هناك استحقاقات اصلاحية في البلد واستحقاقات مالية واستثمارات خارجية وأيضا هناك اهتمام دولي وفي حال عدم معالجة موضوع سلاح حزب الله سوف نخسر كل هذا ورئيس الجمهورية يدرك جيداً هذا الأمر . تابع الجميّل: "لست بموقع الدفاع عن رئيس الجمهورية وأنا اتحدث من الوجهة التي أرى فيها سير الأمور". وسئل الجميّل هل دفع نتنياهو المنطقة الى الهاوية؟ أجاب:" نعم دفعها بهذا الاتجاه ولكن ليس بمفرده بل بمشاركة السنوار وخامنئي وربما بغياب هذه الشخصيات الثلاث كان من الممكن الوصول الى حل دون الذهاب الى حرب كونية تحصد مئات آلاف الضحايا". وأضاف:" إن عملية السنوار في غزة كانت كارثية بالنسبة للبنان لأنه جلب الى لبنان الويلات وأنا أفضل دائماً أن تعالج الأمور دون دم وحروب لأني إنسان مسالم وربما المسائل في الشرق الأوسط لا تحل إلاّ من خلال الحروب ولكن أنا لست ممّن يحبذون الحروب ونحن نتعامل مع نتائج الحروب ولو كان هناك "عقلاء" كان من الممكن معالجة كل مشاكل المنطقة دون دماء فمثلا إنقلاب "أبيض" على النظام في ايران كان يمكن أن يعالج كل مشاكل المنطقة وضمنها مشاكل لبنان وغزة من دون دماء ولو وصلت ثورة 2005 في ايران الى نتيجة وتمكنت من إسقاط النظام وقتها كان من شأن ذلك أن يوفّر علينا الكثير من المآسي وكان من الأجدى أن يبدأ الحل من إيران بدلا من تدمير المنطقة بأكملها." وعما اذا كان ضرب ايران يسهل على الدولة اللبنانية حصر السلاح، قال الجميّل:" هذا أكيد وطالما ايران بموقع قوة وقادرة على تمويل وتسليح واعطاء المعنويات لحزب الله فهذا يدفعه الى التفكير بإمكانية عدم تسليم سلاحه ولكن اضعاف ايران في المنطقة يجعل حلفاءها يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي خطوة". وأكد الجميّل أن الرئيس نواف سلام ملتزم بالنفس التغييري وبنفس المستوى رئيس الجمهورية أيضاً ولكن نحن الأكثر التزاماً بنفس التغيير والناس ترى كيف يتجلى ذلك في وزارة العدل حيث هي المكان الوحيد الذي لم تحصل فيه "محاصصة". وأضاف الجميّل: "يجب أن لا نصل الى اصطدام مع الرئيس بري وهو قال أنه في حال طبّق مبدأ عدم المحاصصة على الجميع فهو سيقبل بتطبيقه وعندما يوضع المعيار نفسه على الجميع من شأن ذلك أن يرضي الجميع وبالتالي يجب على الرئيس بري أن لا "يزعل" وعلى الرغم من انتماء وزير العدل الى حزب الكتائب فالحزب لم يطالب بأي حصة له ولم يعيّن أي قاض محسوب على الكتائب وبالتالي لا يحق لأي أحد أن يفرض القاضي الذي يريد ". وسأل الجميّل "كيف يمكن الوصول الى استقلالية القضاء في حال تعيين القضاة من قبل مرجعيات سياسية ؟ وكيف يمكن للقاضي أن يكون مستقلا في عمله وعدم انحيازه في حال تم تعيينه من قبل مرجعية سياسية؟". وأضاف: "في ما خص وزارة العدل، فقد أعيد العمل مع تسلم الوزير نصار في تحقيق انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لمدة سنتين والتشكيلات القضائية أنجزت بعدما تمّ تعطيلها لمدة 5 سنوات وتم استكمال تعيين مجلس القضاء ومجلس الشورى وتعيين تفتيش قضائي وهيئة القضايا ولكن عندما وصلنا الى المدعي العام المالي توقف العمل وجميع التشكيلات تمت باستثنائه". وأشار الجميّل الى أن "الوزير نصار سرّع موضوع الموقوفين والمحاكمات من خلال فتح مركز المحاكمات (محكمة) في سجن روميه واليوم يجري تسريع المحاكمات وهو مطلب عمره عشر سنوات، يضاف إلى ذلك قانون إستقلالية القضاء الذي تمنيت مناقشته في مجلس الوزراء بعد سبع سنوات من توقيفه وأقرّه مجلس الوزراء بناء على مشروع عمل عليه وزير العدل بعد أخذه بملاحظات لجنة الإدارة والعدل وعمل عليه مع القضاة وجميع الاختصاصيين وتمكن من تمرير مشروع استقلالية القضاء في مجلس الوزراء ونقله الى مجلس النواب وما تم انجازه في وزارة العدل خلال ستة أشهر لا يمكن لأحد تخيّله". وتابع الجميّل: "ولكن اليوم اذا كنا حريصين على استقلالية القضاء اللبناني فعلى القوى السياسية أن لا تتدخل في التعيينات وهذا موجّه للرئيس بري وأقول له: لو أن غيرك يتدخل في التعيينات قد يصبح لديك الحق في التدخل". وذكّر الجميّل بأن الرئيس بري كان يقول أنه مستعد لعدم التدخل في التعيينات في حال لم يتدخل أحد وحتى الآن لم يتدخل أحد وحتى حزب الكتائب لم يقترح أسماء لكي نعطي المثل للجميع وليس الهدف خوض معركة مع الرئيس بري بل بناء دولة وأن تكون وزارة العدل التي نحن مؤتمنون عليها كحزب كتائب "نموذجا مختلفا" في الحياة السياسية. ولفت الجميّل إلى أن لبنان اليوم في صراع داخلي لأن طموح اللبناني دولة القانون وعلينا نحن اللبنانيون أن نقرر ما نريد: هل نريد الاستمرار بالعيش في دولة المزرعة؟ أو نريد الذهاب باتجاه شيء جديد؟ وعن اعتباره التعيينات الدبلوماسة محاصصة، قال: "عندما يقول بري إنها روعة بينما القضائية "ما بتسوى" ماذا يعني ذلك؟" وأردف: "المشكلة أننا تلاميذ الشيخ بيار أي أننا لا نعرف الكذب، وأنا أقول إننا ملتزمون بمعايير معينة لا نحيد عنها مهما حصل، فلا يمكن أن أقول للناس شيئًا وأتصرف عكسه، مع العلم أن السياسيين في لبنان يتصرّفون بهذه الطريقة." وأضاف: "السؤال هل الناس ستبدأ بالتمييز بين من يقول وينفذ ومن يقول ويتصرف عكس ما يعلن؟ أم سيستمرون بمسامحة من يبيعونهم شعارات قبل الانتخابات وعند الوصول الى التنفيذ يتغيّر كل الموضوع"، وتابع: "بالنسبة إليّ هذا خيار حياة وكل واحد يتخذ خيار حياته." وعن ثنائية عون بري التي تثير حساسية سلام، قال: "لا أرى ثنائية بل تعاون بين الرؤساء الثلاثة." ولفت إلى تواصل مباشر اليوم بين عون وسلام للتنسيق بكل ما يحصل بإيران، إذًا هناك تواصل وما من ثنائية وهذا أكيد وليس صحيحًا أن الرئيس سلام معزول وما من أزمة وهناك تواصل واجتماعات ولقاءات. وشدد على أن علاقتنا ككتائب ممتازة مع سلام وأكثر من ممتازة مع الرئيس عون، إذًا علاقتنا مع الرئيسين جيدة ولا مبرّر من بث جوّ أن هناك رئيسين ضد الرئيس الثالث، فهذا غير صحيح. وعما إذا كانت الكتائب الابن المدلّل للعهد الجديد، قال الجميّل: "هذه كلمة كبيرة، مشيرًا إلى أن الكتائب دعمت المرشح جوزاف عون منذ بداية الطريق وباقون إلى جانبه، وتاريخيًا الكتائب كانت إلى جانب الرئيس والداعم الأساسي للرئاسة، لكن الأمر توقف عندما صار الرئيس يعيّن من رستم غزالي وغازي كنعان بعهد الوصاية السورية ومن ثم بالعهد الإيراني عندما صار حزب الله يعيّن الرئيس، واليوم بعدما تحرّرنا من كل هذه الوصايات وانتُخب رئيسٌ متحرّر من أي تبعية لأي دولة خارجية وهو لبناني ومصلحة لبنان بالنسبة إليه فوق كل اعتبار، فإن الكتائب طبيعيًا رأت نفسها إلى جانب رئيس الجمهورية." وعن سبب عدم رؤية الكتائب طبيعيًا إلى جانب الرئيس ميشال عون، قال: "لأننا كنا ضده في الانتخابات وهو حليف حزب الله وكان يغطي وضع يد حزب الله على البلد بكل الفترة الممتدة من 2006 لليوم." أضاف: "لا أجرّح بأحد فالتيار الوطني الحر أخذ خيارًا بالتحالف مع حزب الله وهو ممثل الوصاية الإيرانية على لبنان وعندما يكون الرئيس عون مرشح الحزب ويصل إلى الرئاسة بعد سنتين من التعطيل من قبل الحزب وليس من قبل التيار الوطني الحر، بالتالي نعتبر أن الرئيس عون كان كحليف لحزب الله ينفذ سياسة الحزب وأجندته". وتابع: "الأكيد أن الرئيس عون هو عسكري ولديه مواقفه، إنما مصلحته للوصول الى مركز الرئاسة اقتضت منه هذا التحالف، ولكن بالأمور الكبرى مثل السلاح وغيره بقي 6 سنوات في سدة الرئاسة ولم يطرح موضوع السلاح." وعن الرئيس ترامب وما إذا كان أبيض أو أسود، قال: "ترامب أبيض وأنا لا أحب اللغة الخشبية وفي أميركا كانت سائدة فأتى وكسّر قيودًا ومحرّمات وبالنسبة له أولويته بلده، على الولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكبر ولا تفكّر فقط بالداخل الأميركي إنما إذا أردت أن يكون بلدي أولا فأعتبر أن ما يقوم به ترامب للأميركيين مهم جدًا. هو ابيض لأنه هزّ كل "الخبرية" وعلى عهده استعاد لبنان جزءًا من سيادته ونأمل ان يستعيدها كاملة". وعن نتنياهو، قال: "أسود لأنه دمّر بلدي". وعن "أن حرب الإسناد هي التي دمّرت البلد"، قال الجميّل: "لو لم يكن حزب الله موجودًا لما هجمت اسرائيل على لبنان وأحمّل حزب الله مسؤولية الحرب، فإسرائيل منذ 1969 تقوم بردة فعل على فتح جبهة لبنان من قبل الفلسطيني او الإيراني او حزب الله ، لكن هل هذا يعني أني سأعتبر نتنياهو أبيض؟ هناك من أرسل صواريخ وطائرات ودمّر البلد، وأحمّل المسؤولية لحزب الله لكن بالنهاية آلاف الناس ماتوا فهل أعتبر قاتلهم أبيض؟ " وتابع: "كأننا نقول لبعض شركائنا في الوطن النظام السوري قتل بشير الجميّل ودمّر بيوتنا وقتل عشرات آلاف المسيحيين خلال الحرب فيقول أحدهم حافظ الأسد أبيض فما هو شعوري؟" ولفت إلى أننا عندما نجيب عن هكذا أسئلة يجب أن نضع أنفسنا مكان الآخر، من دمّر بيته ومن فقد ولده وأقرباءه ولا أعتبر نتنياهو أبيض كما لن أتقبل أن يقول أحدهم حافظ الأسد أبيض أو بشار الأسد أبيض. وعن المرشد الإيراني خامنئي، قال: "هو أسود لأنه استخدم لبنان من دون الاكتراث لقيمة الحياة وللطائفة الشيعية." وعن الأمير محمد بن سلمان، قال: "ناصع البياض، فهو ينهض بالمملكة وينقلها من مكان إلى آخر، يأخذها إلى الازدهار والتطور والانفتاح ويحارب التطرف داخل بلده وفي العالم الإسلامي ككل ويقوم بسباق تكنولوجي ويضع اقتصاد بلده وراحة بال شعبه فوق كل اعتبار وتجاه لبنان لم نر منه إلا الخير." وعن "أن المساعدات الموعودة لم تأت"، قال: "لأن السلاح موجود". وعن الرئيس جوزاف عون: "أبيض بالتأكيد هو حبيب قلبنا". وعن الرئيس نواف سلام، قال: "هو ناصع البياض." وعن الرئيس بري، قال: "ما من شك أن علينا أن نفصل بري عن حزب الله، فبري أجندته لبنانية ولو لم توافق على أدائه وأسلوبه ولكن ليس جنديًا في جيش ولاية الفقيه وما من إيديولوجية متشددة دينية لديه، فحركة أمل ليست منطمة دينية متطرفة، وعلى صعيد الاعتدال الديني والطائفي يمكن أن نأخذ ونعطي معه ولديه خبرة قديمة، لكن لدينا مشكلة معه بطريقة إدارة البلد وفي إدارة مجلس النواب والتموضع السياسي الى جانب حزب الله مع العلم أنه حاول أن يلعب دورًا للتخفيف عن لبنان وعن الطائفة إنما هناك مشكلة بالأداء الداخلي." وعن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال: "أنا مع أن يبقى هو، مع العلم أن لدي مشكلة كبيرة مع كل إيديولوجية حزب الله". وعن الرئيس السوري أحمد الشرع قال: "لدي علامة استفهام كبيرة حوله، هو لغز كبير فلا يمكن أن أفهم كيف حصل هذا التحوّل لديه، والذي لم يُشهد له مثيل بتاريخ العالم السياسي"، مشيرًا إلى أن هذا التحوُّل كان مطلوبًا ولكن عندما يكون التحوّل كبيرًا فلا يمكن أن نحكم عليه بمجرد فترة قصيرة جدًا". وسأل: "هل سيستمر هذا التحوّل والأقوال ستترجم بالأفعال وكيف سيتم التعاطي مع الأقليات في سوريا أي المسيحيين والدروز والعلويين وهل سيحافظ ويحمي ويؤمّن الشراكة بين الشعب السوري؟" أضاف: "من المبكر أن نحكم على الشرع، فلننتظر". واعتبر أن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق أمس هو استهداف لحكم الشرع لأن هذا يؤذيه ويؤذي صورته وعلاقاته وكل ما يحاول أن يقوم به لإعادة العلاقات وفتح القنوات والإتيان بالأموال لإعادة إعمار سوريا. وختم الجميّل موجّهًا التحية للإعلامي وليد عبود: "نعرفك منذ 20 سنة وكنت أيام الاحتلال السوري والوصاية صوتًا حرًا ولا نعرفك إلا هكذا ولا نريدك إلا هكذا، ودعمنا لك كامل ونتمنى لك كل التوفيق أينما كنت وعلى أي منبر." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News