
جدل متصاعد.. هل تم فعلا القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟
لطالما طُرحت تساؤلات حول ما إذا كانت القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة"، قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، المدفونة في أعماق الأرض، تدميرًا كاملًا - وخاصةً في فوردو وأصفهان، أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران. القنبلة لن تنجح على الأرجح في اختراق الطبقات...
أفادت شبكة (سي.إن.إن) يوم الثلاثاء نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة بأن تقديرات أولية للمخابرات الأمريكية أشارت إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطلته على الأرجح لعدة أشهر فقط.
وضربت القوات الأمريكية المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران يوم السبت. وقال الرئيس دونالد ترامب إن منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران دُمرت بالكامل، وهو تأكيد كرره منذ ذلك الحين.
ونقلت سي.إن.إن عن مصادر مطلعة على التقييم الأولي قولها إنه على الرغم من إسقاط أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما منشأة فوردو ومجمع نطنز، فإنها لم تدمر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين تدميرا كاملا.
وذكرت سي.إن.إن نقلا عن مصدرين مطلعين على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يدمر.
وأوضحت أن التقييم أعدته وكالة مخابرات الدفاع، الذراع المخابراتية لوزارة الدفاع الأمريكية، ويستند إلى تقرير عن الأضرار أجرته القيادة المركزية الأمريكية بعد الاستهداف.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير منفصل إن تقييم وكالة مخابرات الدفاع قدر أن البرنامج عاد إلى الوراء أقل من ستة أشهر فقط.
ووفقا لأحد المصادر، فإن هذا التقييم، الذي لم يُنشر سابقا، أعدته وكالة استخبارات الدفاع، الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، يستند إلى تقييم لأضرار المعارك أجرته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في أعقاب الضربات.
لكن النتائج الأولية تتعارض مع مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات "دمرت تمامًا" منشآت التخصيب النووي الإيرانية.
وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، الأحد، أيضا بأن طموحات إيران النووية "قد قُضي عليها".
وأكد اثنان من المصادر المطلعة على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمر، وقال أحدهما إن أجهزة الطرد المركزي "سليمة" إلى حد كبير.
وأضاف: "إذن، فإن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية هو أن الولايات المتحدة أخرتها بضعة أشهر على الأكثر".
وأقر البيت الأبيض بوجود التقييم، لكنه أبدى عدم موافقته عليه.
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، لـCNN في بيان: "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وصنف على أنه سري للغاية، ولكن مع ذلك سُرب إلى CNN من قِبل شخص مجهول، ضعيف المستوى، في مجتمع الاستخبارات".
وأضافت: "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، ويعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة، وزنها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل".
وأكد الجيش الأمريكي أن العملية سارت كما هو مُخطط لها، وأنها حققت "نجاحا باهرا".
لا يزال من المبكر جدًا بالنسبة للولايات المتحدة تكوين صورة شاملة عن تأثير الضربات، ولم يصف أيٌّ من المصادر كيفية مُقارنة تقييم وكالة استخبارات الدفاع بآراء الوكالات الأخرى في مجتمع الاستخبارات.
وتواصل الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من داخل إيران، في إطار تقييمها للأضرار.
وكانت إسرائيل تشن غارات على منشآت نووية إيرانية لأيام سبقت العملية العسكرية الأمريكية، لكنها زعمت حاجتها إلى قنابل أمريكية خارقة للتحصينات، وزنها 30 ألف رطل، لإنجاز المهمة.
وبينما أسقطت قاذفات B-2الأمريكية أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما مصنع فوردو لتخصيب الوقود ومجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم، إلا أن هذه القنابل لم تُدمّر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين بشكل كامل، وفقًا لأشخاص مطلعين على التقييم.
وأضافت المصادر أن التأثير على المواقع الثلاثة - فوردو ونطنز وأصفهان - اقتصر إلى حد كبير على الهياكل فوق الأرض، والتي تضررت بشدة.
ويشمل ذلك البنية التحتية للطاقة في المواقع وبعض المنشآت فوق الأرض المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معادن لصنع القنابل.
وقال هيغسيث لـ CNN: "بناءً على كل ما رأيناه - وقد رأيته أنا شخصياً – فإن القصف قضى على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، وأصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماماً لكل هدف، وعملت بكفاءة عالية، وتأثير تلك القنابل موجود تحت جبل من الأنقاض في إيران؛ لذا فإن أي شخص يدّعي أن القنابل لم تكن مدمرة إنما يحاول تقويض الرئيس ونجاح المهمة."
والثلاثاء، كرّر ترامب اعتقاده بأن الضرر الناجم عن الضربات كان كبيراً، وقال: "أعتقد أنها دُمرت بالكامل"، مضيفا: "لقد أصاب الطيارون أهدافهم، لقد مُحيت تلك الأهداف، ويجب أن يُنسب الفضل للطيارين."
وعندما سُئل عن إمكانية إعادة إيران بناء برنامجها النووي، أجاب ترامب: "هذا المكان تحت الصخور. هذا المكان مُدمر."
وبينما كان ترامب وهيغسيث متفائلين بشأن نجاح الضربات، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، الأحد، إنه بينما لا يزال تقييم الأضرار جاريًا، سيكون "من السابق لأوانه" التعليق على ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية.
واتفق جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذي راجع عن كثب صور الأقمار الصناعية لمواقع الضربات، مع التقييم القائل بأن الهجمات لا يبدو أنها أنهت البرنامج النووي الإيراني.
وقال لويس، في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي أعلنه ترامب، الاثنين: "جاء وقف إطلاق النار دون أن تتمكن إسرائيل أو الولايات المتحدة من تدمير العديد من المنشآت النووية الرئيسية تحت الأرض، بما في ذلك بالقرب من نطنز وأصفهان وبارشين".
وبارشين هو مجمع نووي منفصل بالقرب من طهران.
وذكر: "يمكن أن تُشكل هذه المنشآت أساسًا لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني بسرعة".
والثلاثاء، أُلغيت جلسات إحاطة سرية لمجلسي النواب والشيوخ بشأن العملية، ولم يتضح على الفور سبب تأجيلها.
وقال النائب الديمقراطي بات رايان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن "ترامب ألغى للتو إحاطة سرية في مجلس النواب بشأن الضربات على إيران دون أي تفسير، السبب الحقيقي؟ يزعم أنه دمر "جميع المنشآت والقدرات النووية، ويعلم فريقه أنهم لا يستطيعون دعم ثرثرته وهراءه".
وكما ذكرت CNN، لطالما طُرحت تساؤلات حول ما إذا كانت القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة"، قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، المدفونة في أعماق الأرض، تدميرًا كاملًا - وخاصةً في فوردو وأصفهان، أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ضربت منشأة أصفهان بصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصة بدلًا من قنبلة خارقة للتحصينات.
ويرجع ذلك إلى أن القنبلة لن تنجح على الأرجح في اختراق الطبقات السفلى من منشأة أصفهان، المدفونة على عمق أكبر من فوردو، وفقًا لأحد المصادر.
ووفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إيران تحتفظ أيضًا بمنشآت نووية سرية لم تُستهدف في الضربة، ولا تزال عاملة.
وأوضح محللون أنه إذا كان التقييم يستند إلى صور الأقمار الصناعية، فإنه لن يكشف بالضرورة عن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة لا تعرف مدى الضرر حتى الآن.
ومع ذلك، أشار التقييم الأولي إلى أن الهجمات ربما لم تكن ناجحة بالقدر الذي تتحدث عنه إدارة ترامب.
وقال أحد المصادر إنه لم يتم القضاء على مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران، وفي الواقع ربما يكون البرنامج النووي الإيراني قد تراجع شهرا أو شهرين فحسب.
ونفت وزارة الدفاع أن يكون الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني طفيفا، لكنها لم تنكر وجود تقييم وكالة مخابرات الدفاع.
وقد تتغير التقييمات العسكرية الأولية مع ظهور المزيد من المعلومات، ومن الوارد للغاية أن تتباين الآراء بين مختلف وكالات المخابرات الأمريكية.
جحيم هيروشيما وناغازاكي
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد الأربعاء أن البرنامج النووي الإيراني تراجع 'عقودا' إلى الوراء، وأن الضربات التي نفذتها بلاده ألحقت 'دمارا شاملا' بالمواقع المستهدفة، في حين اعتبرت إسرائيل أنه لا يزال 'من المبكر' تقييم الأضرار.
وغداة بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي الأربعاء إن المنشآت النووية تعرضت 'لأضرار بالغة'.
وقال ترامب على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي 'لن يصنعوا قنابل لوقت طويل'، مضيفا أن وقف إطلاق النار يستمر 'بشكل جيد جدا'.
وشبه ترامب، الضربات على إيران نهاية الأسبوع، باستخدام الولايات المتحدة للقنابل النووية في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، قائلا إن الأمرين استُخدما بنجاح لإنهاء حروب.
وقال ترامب في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهولندا: "لا أود أن أستخدم مثال هيروشيما، ولا أريد أن أستخدم مثال ناغازاكي، لكن ذلك كان أمرا مشابها أنهى تلك الحرب".
وأردف الرئيس الأمريكي قائلا: "هذا الأمر أنهى تلك الحرب. لو لم نقم بذلك، لكانوا يتقاتلون الآن".
وجاءت هذه التصريحات بينما كان ترامب يعمل على إبراز أهمية ضرباته على إيران، والتي قال إنها أعادت البرنامج النووي الإيراني عقودا للوراء.
وقال ترامب عن الطموحات النووية الإيرانية: "لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك مجددا"، وتابع: "لقد مروا بالجحيم، أعتقد أنهم مروا بأسوأ ما يمكن المرور به. آخر شيء يريدون فعله هو التخصيب".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه كان ينتظر تقريرا من إسرائيل حول تقييم الأضرار في إيران، والذي أشار إلى أنه سيكون كفيلا بإثبات ادعاءاته بأن المنشآت النووية الإيرانية "دُمرت بالكامل".
وقال ترامب: "تعمل إسرائيل على تقرير الآن حسبما فهمت. وقيل لي إنهم قالوا إن الدمار كان كاملا".
وقال ترامب، إنه لا يعتقد أن اليورانيوم المُخصّب في المنشآت الإيرانية قد أُزيل قبل الضربات الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، وقال ترامب: "لم تُتح لهم فرصة إخراج أي شيء، لأننا تصرفنا بسرعة، ربما لو استغرق الأمر أسبوعين، لكن إزالة هذا النوع من المواد أمرٌ صعبٌ للغاية، بل وخطيرٌ للغاية بالنسبة لهم.. علاوةً على ذلك، كانوا يعلمون أننا قادمون، وإذا علموا بذلك، فلن يكونوا هناك".
وقال ترامب إن إيران ما كانت لتوافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل لو لم ينجح الهجوم، حيث قال: "كان هذا هجومًا مدمرًا، وقد أربكهم، وكما تعلمون، لو لم يحدث ذلك، لما استقروا".
ولم يستبعد شنّ ضربات أخرى على إيران إذا أعادت بناء برنامجها النووي، لكنه قال إن هذا السيناريو مستبعد، مضيفا: "لن أقلق بشأن ذلك، لقد انتهى منذ سنوات، ومن الصعب جدًا إعادة بنائه، لأن كل شيء قد انهار".
بدورها قالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية 'حققت فعليا هدفنا المحدد، وهو تقليص قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي'.
وذكرت أمام المجلس المكون من 15 عضوا 'هذه الضربات، التي تمت بناء على الحق الأصيل في الدفاع الجماعي عن النفس وبما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، هدفت إلى الحد من التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل والمنطقة، وعلى السلام والأمن الدوليين بشكل أوسع'.
من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لصحيفة بوليتيكو يوم الأربعاء إن إيران أصبحت 'أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي' بعد الضربة الأمريكية على المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران مطلع الأسبوع.
وقال روبيو للصحيفة على هامش قمة حلف شمال الأطلسي 'خلاصة القول، إنهم اليوم أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي مما كانوا عليه قبل أن يتخذ الرئيس هذا الإجراء الجريء'.
وأضاف روبيو مشيرا إلى الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية 'هذا هو أهم شيء يجب إدراكه، لحقت أضرار جسيمة، جسيمة جدا، بمجموعة متنوعة من المكونات المختلفة، ونتلقى المزيد من المعلومات عنها'.
مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، انتقد تسريب معلومات استخباراتية أمريكية سرية أشارت إلى محدودية الأضرار التي لحقت بثلاثة مواقع نووية إيرانية، بعد الهجمات الأمريكية التي استهدفتها، السبت، واصفًا المصادر بأنها "خائنة"، وذلك في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بثت، مساء الثلاثاء.
وفي حديثه مع فوكس نيوز، أضاف ويتكوف: "من البديهي أن تسريب هذا النوع من المعلومات، أيًا كانت المعلومات أو الموقع الذي نُشرت فيه، أمرٌ شائن، إنه خيانة.. لذا يجب التحقيق فيه، ومحاسبة من قام به، ومن يتحمل المسؤولية".
ووصف ويتكوف التقرير في حديثه لشبكة فوكس، بأنه "سخيف تمامًا"، قائلا: "لا شك في أن [القدرة النووية الإيرانية] قد مُحيت. لذا فإن التقارير المتداولة التي تُشير، من بعض النواحي، إلى أننا لم نحقق الهدف هي ببساطة سخيفة تمامًا".
فرح إسرائيلي بازالة التهديد النووي الإيراني
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن إسرائيل قضت على خطر الإبادة النووية خلال حربها التي استمرت 12 يوما مع إيران، وإنها عازمة على إفشال أي محاولة من جانب طهران لإحياء برنامجها.
وأضاف في تصريحات مصورة صادرة عن مكتبه 'لقد تخلصنا من تهديدين وجوديين مباشرين لنا.. خطر الإبادة النووية وخطر الهلاك من خلال 20 ألف صاروخ باليستي'.
وتابع 'إذا حاول أي طرف في إيران إحياء هذا المشروع، فسنعمل بنفس العزيمة والقوة لإفشال أي محاولة من هذا النوع. أكرر، إيران لن تملك سلاحا نوويا'.
ووصف ما تحقق بأنه نصر تاريخي سيبقى لأجيال.
وقال نتنياهو إن إسرائيل لم يسبق أن حظيت بصديق داخل البيت الأبيض أفضل من الرئيس دونالد ترامب، الذي أمر الجيش الأمريكي بإسقاط قنابل ضخمة خارقة للتحصينات على مواقع نووية إيرانية تحت الأرض خلال هجوم في مطلع هذا الأسبوع.
وأضاف نتنياهو 'صديقنا الرئيس ترامب وقف إلى جانبنا على نحو لم يسبق له مثيل. وبأمر منه، دمر الجيش الأمريكي موقع التخصيب تحت الأرض في فوردو'.
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من توجيه ترامب انتقادات لاذعة لإسرائيل فيما يتعلق بالهجمات التي قال الرئيس الأمريكي إنها انتهكت الهدنة مع إيران التي تفاوضت عليها واشنطن.
واعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن الدولة العبرية أعادت 'مشروع إيران النووي أعواما إلى الوراء، والأمر ذاته ينطبق على برنامجها الصاروخي'.
لكن شدد على أن 'الحملة ضدّ إيران لم تنتهِ. نحن ندخل مرحلة جديدة بناء على إنجازات المرحلة الحالية'.
وخلُصت هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية في بيان جديد صدر صباح الأربعاء إن الضربة الأمريكية على منشأة فوردو النووية الإيرانية "دمرت البنية التحتية الحيوية للموقع وجعلت منشأة التخصيب غير صالحة للعمل".
وقالت الهيئة في بيان وزعه البيت الأبيض: "أدت الضربة الأمريكية المدمرة على فوردو إلى تدمير البنية التحتية الحيوية للموقع وجعل منشأة التخصيب غير صالحة للعمل"، وأضافت: "نعتقد أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، إلى جانب الضربات الإسرائيلية على مواقع أخرى من البرنامج النووي العسكري الإيراني، قد أعاقت قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية لسنوات عديدة. ويمكن أن يستمر هذا الإنجاز إلى أجل غير مسمى إذا لم تتمكن إيران من الوصول إلى المواد النووية".
اللعبة لم تنته في ايران
في الجانب الآخر أعلنت الحكومة الإيرانية الثلاثاء أنها 'اتخذت الإجراءات اللازمة' لضمان استمرار برنامجها النووي في أعقاب الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآتها.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي 'اتخذنا الإجراءات اللازمة ونقوم بتقييم الأضرار' الناجمة عن الضربات.
وأضاف 'كانت خطط إعادة تشغيل المنشآت معدة مُسبقا وتقضي استراتيجيتنا بضمان عدم انقطاع الإنتاج والخدمات'.
وأكد مستشار للمرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الأحد أن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب رغم الهجمات الأميركية، وأن 'اللعبة لم تنته'.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قال في مقابلة تلفزيونية، إن المنشآت النووية الإيرانية تضررت بشدة جراء "هجمات متكررة" شنتها إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك بعد أن كان مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام رسمية قد قللوا سابقًا من حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي للبلاد.
وقال بقائي لشبكة "الجزيرة" القطرية: "لقد تعرضت منشآتنا النووية لأضرار بالغة، وهذا أمر مؤكد، لأنها تعرضت لهجمات متكررة من قبل المعتدين الإسرائيليين والأمريكيين".
وأضاف أن منظمة الطاقة الذرية والوكالات التابعة لها تعمل على إجراء تقييم فني للمنشآت النووية الإيرانية.
وقال بقائي للجزيرة إن البرلمان الإيراني صوت على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه لم يوافق على تعليق عضوية إيران في معاهدة حظر الانتشار النووي، وهي اتفاقية تهدف إلى مراقبة ومنع انتشار الأسلحة النووية على مستوى العالم، فضلاً عن تعزيز الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية.
تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية
وفي سياق متصل ذكر موقع نور نيوز الإخباري التابع للدولة في إيران أن البرلمان وافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب حرب جوية مع إسرائيل التي قالت إنها تريد منع إيران، التي تناصبها العداء منذ سنوات، من تطوير سلاح نووي.
ويشير موقع نور نيوز إلى أن تنفيذ هذه الخطوة يتطلب الحصول على الموافقة النهائية من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف قوله إن إيران ستسرع برنامجها النووي المدني.
وتنفي طهران سعيها لحيازة أسلحة نووية وتقول إن القرار، الذي اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر ويقول إن إيران خالفت التزاماتها بمنع الانتشار النووي، مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية.
ونقلت وسائل الإعلام عن رئيس البرلمان قوله إن الوكالة 'التي لم تدن حتى شكليا الهجوم على منشآت إيران النووية، باعت مصداقيتها الدولية بثمن بخس'.
وأضاف 'لذلك، فإن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستقوم بتعليق التعاون مع الوكالة حتى يتم ضمان أمن منشآتنا النووية، وسيتقدم البرنامج النووي السلمي الإيراني بوتيرة أسرع'.
ووافقت لجنة الأمن القومي في البرلمان في وقت سابق من هذا الأسبوع على الخطوط العريضة لمشروع القانون وصرح المتحدث باسم اللجنة إبراهيم رضائي بأن مشروع القانون سينص على تعليق تركيب كاميرات المراقبة وعمليات التفتيش وتقديم التقارير للوكالة.
وتتصاعد دعوات تطالب الحكومة الإيرانية بالحد من التزاماتها تجاه معاهدة حظر الانتشار النووي في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على مواقعها النووية والقصف الأمريكي لمنشآت نووية إيرانية تحت الأرض مطلع الأسبوع.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع صحيفة العربي الجديد القطرية يوم الثلاثاء 'أعتقد أن نظرتنا لبرنامجنا النووي ونظام حظر الانتشار ستشهد تغييرات لكن من غير الممكن تحديد الاتجاه'.
لكن رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال يوم الأربعاء إن من المحتمل أن يكون معظم اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء عالية في إيران قد نجا من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية بسبب نقل طهران له بعد وقت قصير من شن أولى الغارات.
وقال جروسي إن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 13 يونيو حزيران بأنها ستتخذ 'إجراءات خاصة' لحماية موادها وأجهزتها النووية.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي حضره أعضاء في الحكومة النمساوية 'لم يتطرقوا إلى تفاصيل بشأن ما يعنيه ذلك لكن من الواضح أن هذا هو المعنى الضمني. يمكننا أن نتخيل وجود هذه المواد هناك'.
وأردف قائلا 'لذلك، وحتى نتأكد، وللتقييم الكامل للوضع، نحتاج إلى عودة (مفتشي الوكالة إلى المنشآت النووية الإيرانية)'.
وأضاف أن الأولوية القصوى هي لعودة مفتشي الوكالة إلى المنشآت النووية الإيرانية إذ لم يحدث أي تفتيش لها منذ بدء القصف الإسرائيلي.
وتريد الوكالة تحديد الكمية المتبقية من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو مستوى قريب من نسبة 90 بالمئة تقريبا اللازمة لصنع الأسلحة.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت إيران أبلغته عن حالة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب، خاصة المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة أي ما يقارب الدرجة اللازمة لصنع أسلحة، أشار جروسي إلى رسالة تلقاها من إيران في 13 يونيو حزيران تفيد بأن إيران ستتخذ 'إجراءات خاصة' لحماية موادها وأجهزتها النووية.
وقال جروسي 'لم يتطرقوا إلى تفاصيل بشأن ما يعنيه ذلك لكن من الواضح أن هذا هو المعنى الضمني. يمكننا أن نتخيل وجود هذه المواد هناك'، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من هذه المواد أنقذ من الهجمات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 31 دقائق
- صدى البلد
تتمسك بروايتها.. واشنطن: معلومات استخباراتية جديدة تؤكد تدمير نووي إيران بالكامل
في تصعيد لافت للسجال حول نتائج الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، أكدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وإدارة الرئيس دونالد ترامب أن "معلومات استخباراتية جديدة" تثبت أن الهجمات الأمريكية الأخيرة ألحقَت أضراراً جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني، تتجاوز ما ورد في التقييمات الأولية. وقال مدير وكالة الاستخبارات، جون راتكليف، يوم الأربعاء، إن "عدداً من المنشآت الإيرانية الحيوية تم تدميرها بالكامل، وسيتطلب إعادة بنائها سنوات طويلة"، بينما صرّح الرئيس ترامب بأن "قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي تم القضاء عليها تماماً"، متراجعاً عن وصفه السابق للتقارير الاستخباراتية بأنها "غير حاسمة". من جهتها، دعمت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، الرواية الرسمية عبر منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أكدت فيه أن "المنشآت النووية الإيرانية دُمّرت" في الضربات، استناداً إلى المعلومات الجديدة. حجم الخسائر وفي المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "المنشآت النووية تعرضت لأضرار بالغة نتيجة لهجمات متكررة من إسرائيل والولايات المتحدة"، وهو تصريح نادر في اعترافه بحجم الخسائر، وإن جاء بلهجة حذرة. وفي تداعيات داخلية، ذكرت تقارير إعلامية أن إدارة ترامب بدأت بتقييد مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الكونغرس، في خطوة تهدف للحد من "تسريبات" إعلامية، خاصة بعد أن نشرت "سي إن إن" وعدد من وسائل الإعلام تقريراً أولياً لوكالة استخبارات الدفاع (DIA) يُفيد بأن الضربات لم تؤخر البرنامج النووي الإيراني سوى "بضعة أشهر". وقد أعرب ديمقراطيون بارزون عن استيائهم من ضعف التواصل الرسمي بشأن الضربات، حيث وصف السيناتور تيم كاين قرار الحد من مشاركة المعلومات بأنه "مقلق"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لا يجب أن تُخدع مرة أخرى للدخول في حرب". ترقب في واشنطن وفي ظل هذا الجدل، من المقرر أن يعقد وزير الدفاع بيت هيجسيث مؤتمراً صحفياً اليوم الخميس، وصفه ترامب بأنه سيكون "مثيراً للاهتمام ولا يقبل التشكيك" كما سيُقدّم هيجسيث، إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، ومدير CIA جون راتكليف، إفادة سرية لمجلس الشيوخ بشأن التطورات في إيران. هدنة هشة وعلى الرغم من التوترات، لا تزال الهدنة بين إيران وإسرائيل صامدة حتى صباح الخميس، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في ساعاته الأولى. الملف النووي الإيراني يعود إلى الواجهة بقوة، في ظل محاولة كل طرف فرض روايته، ووسط صمت رسمي إيراني نسبي، وتهديد أمريكي متواصل بإجراءات جديدة إذا ما حاولت طهران استئناف أنشطتها النووية.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
إسرائيل أضعفت إيران لكنها لم تدمرها
ذكرت صحيفة 'The Spectator' البريطانية أنه 'مع صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حتى الآن، أصبح من الممكن إجراء تقييم أولي للحملة التي استمرت 12 يومًا. في الواقع، لقد حققت القدس وحليفتها الولايات المتحدة إنجازًا كبيرًا. أما إيران، فانكشفت عيوبها على المستوى التكتيكي، وظهرت عيوب هيكلية في استراتيجية طهران القائمة على الحرب بالوكالة. لقد تضرر كلٌّ من البرنامجين النووي والصاروخي الباليستي بشكل كبير، وتراجعت عقارب ساعة القيامة بقوة. ولكن على النقيض من الساعة الفعلية في ساحة فلسطين في طهران، والتي دمرتها القذائف الإسرائيلية خلال الحملة، فإن الاستراتيجية الإيرانية لتدمير إسرائيل لم تُهزم بشكل شامل، كما ولا يبدو أن النظام يواجه حاليا خطرا على وجوده. في الواقع، لقد تلقت إيران سلسلة من الضربات الموجعة التي أضعفتها بشكل كبير، دون أن تُحدث تغييرًا جذريًا في الصورة الاستراتيجية'. وبحسب الصحيفة، 'في ما يتعلق بالبرنامج النووي، فإن العمل المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المواقع النووية في نطنز وفوردو وتبريز وأراك وأصفهان تسبب في أضرار جسيمة. لم يتسن بعد تحديد مقدار هذا التراجع بشكل قاطع، لكن أشار تقرير مسرب لوكالة استخبارات الدفاع إلى أن البرنامج النووي ربما تأخر بضعة أشهر فقط. لا تزال مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب، والبالغة نحو 400 كيلوغرام، قائمة، وهذا يعني أن من المرجح أن تستأنف إيران جهودها الرامية إلى إعادة بناء قدراتها لتخصيب اليورانيوم. إن مقتل عدد من كبار العلماء النوويين، مرة أخرى، من شأنه أن يعقد ويؤخر الجهود الإيرانية لإعادة البرنامج إلى مساره الصحيح.وفي الوقت عينه، من الواضح أن المعرفة الإيرانية التي أنتجت هؤلاء العلماء لم يتم تدميرها'. وتابعت الصحيفة، 'كان نجاح إسرائيل في استهداف وإزالة شخصيات بارزة في المؤسسة العلمية والعسكرية الإيرانية أحد أبرز عناصر أحداث الأيام الأخيرة. كشفت القدس أن منظماتها الاستخباراتية اخترقت مراكز الحكومة الإيرانية بشكل كامل، وأنها تمتلك منظمة على الأراضي الإيرانية. إن هذا الهيكل، الذي يبدو أن معظم أعضائه من الإيرانيين أنفسهم تحت إشراف إسرائيل، يمكن تفعيله متى شاءوا، وبالتالي يمكنه الضرب بقوة مرة أخرى. يُعدّ تشكيل هذه الهيئة إنجازًا مهما لإسرائيل، وسيُثير قلق المسؤولين الإيرانيين. ويمكن، بل وسيُعاد استخدامها بلا شك، عندما ترى إسرائيل ذلك مناسبًا. أظهرت إسرائيل في الأيام الأخيرة أن هذا الكيان قادر على القيام بعمليات تخريب باستخدام الطائرات المسيّرة والمتفجرات، فضلاً عن استهداف شخصيات محددة في النظام'. وأضافت الصحيفة، 'من التفاصيل البارزة الأخرى في الأحداث الأخيرة فشل استراتيجية إيران بالوكالة. فعلى مدى الأربعين عامًا الماضية، استثمرت طهران بكثافة في بناء و/أو رعاية عدد من المنظمات السياسية-العسكرية الإسلامية في كل أنحاء المنطقة. وكانت إسرائيل تخشى منذ فترة طويلة من أن تقوم الفصائل التابعة لإيران، وخاصة حزب الله، بضرب الدولة اليهودية بوابل من الصواريخ في حال اتخذت القدس أي إجراء ضد البرنامج النووي الإيراني. ولكن في الواقع، فإن رؤية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، مثل غيرها من التصورات الأيديولوجية التي سبقتها، فشلت بوضوح في إدراج عنصر حاسم في هذه الرؤية، ألا وهو الأفضلية التي أعطاها الوكلاء المختلفون لمصالحهم المحلية الخاصة على التزاماتهم المفترضة تجاه التحالف الذي تقوده إيران'. وبحسب الصحيفة، 'كان قرار حماس المستقل بشن حربها من غزة في السابع من تشرين الأول انعكاسًا لاستقلالية قرارها. أما ردود الفعل الفاترة والجزئية لمختلف وكلائها، فقد عكست تصرفاتهم، كما أن هذه الاستجابة الجزئية مكنت إسرائيل من التركيز على المكونات المختلفة للكتلة التي تقودها إيران، ثم على إيران ذاتها، دون أن تواجه أي جهد منسق من جانب التحالف. والنتيجة: لم يكن أيٌّ من الوكلاء قادرًا أو راغبًا في مساعدة طهران عندما حوّلت إسرائيل انتباهها إلى راعيتهم. ومع ذلك، نجحت إيران في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مناسبات عديدة'. وتابعت الصحيفة، 'إن القرار الأميركي بفرض وقف إطلاق النار بسرعة، والانتقاد العلني الذي وجهه الرئيس ترامب لإسرائيل بعد ذلك، يشيران إلى اختلافات كبيرة بين القدس وواشنطن. وفي نهاية المطاف، يتعين علينا أن ننظر إلى أحداث الأيام الاثني عشر الماضية باعتبارها حلقة في صراع طويل ومستمر، وليس باعتبارها لحظة نهائية أو حاسمة. لقد كسرت إسرائيل والولايات المتحدة المحظور، وبددتا الخوف الذي أحاط بفكرة العمل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني. وتبين أن إيران أضعف بكثير مما تحاول تصويره. ومع ذلك، لم ينهار النظام، فطموحاته لا تزال قائمة، وسيشرع الآن في محاولة إنعاش قدراته. والسؤال المتبقي الآن هو ما إذا كانت إسرائيل سوف تكون قادرة، بما يتماشى مع ممارستها في لبنان وسوريا وغزة، على البدء في عمليات دورية ولكن مستمرة ضد إيران من أجل تعطيل وإحباط محاولاتها لإعادة بناء برامجها النووية والصاروخية الباليستية'. وختمت الصحيفة، 'حتى يحين الوقت الذي يتمكن فيه الشعب الإيراني من تنظيم نفسه للتخلص من النظام الذي ترفضه أغلبية كبيرة منهم بوضوح، فإن هذا سيكون هو الأمر الحتمي الرئيسي'.


المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
ترامب يحصل على "الحصة الذهبية" في صفقة "يو إس ستيل"
كشفت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب سيسيطر على ما يسمى بـ 'الحصة الذهبية' التي تعد جزءا من اتفاق متعلق بالأمن الوطني سمح بموجبه لشركة 'نيبون ستيل' التي يقع مقرها في اليابان بشراء شركة الصلب الأميركية الشهيرة 'يو إس ستيل'. ويمنح هذا الشرط الرئيس سلطة تعيين عضو بمجلس الإدارة وأن يكون له رأي في قرارات الشركة التي تؤثر على إنتاج الصلب المحلي والمنافسة مع المنتجين في الخارج . وبموجب هذا الشرط يحظى ترامب أو من يفوضه بسلطة اتخاذ القرار طالما ظل في منصبه. وتعود هذه السلطات إلى وزارة الخزانة ووزارة التجارة لدى تولي أي شخص آخر للرئاسة، بحسب الوثائق. وكانت نيبون ستيل، قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري اتمام صفقة الاستحواذ على يو.إس ستيل مقابل 14.9مليار دولار. وسوف تضخ الشركة اليابانية حوالي 11 مليار دولار كاستثمارات جديدة في الشركة الأميركية العريقة بحلول 2028. وفي الوقت نفسه، سوف تحتفظ يو.إس ستيل باسمها وسيظل مقر رئاستها في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية.