
حرب السودان: كيف يواجه السودانيون الأزمة الإنسانية المتفاقمة؟
أصدر برنامج الأغذية العالمي، بداية الأسبوع الجاري، بيانا حذر فيه من جديد من أن ملايين السودانيين، الذين نزحوا عن بلادهم إلى دول الجوار هربا من الحرب، باتوا قاب قوسين أو أدنى من السقوط في براثن كارثة إنسانية، سببها الجوع وسوء التغذية. وعزا البيان هذا الوضع لشح المساعدات الغذائية المنقذة للحياة بسبب أزمة التمويل الحادة التي تواجهها عمليات البرنامج.
وطبقا لإحصائيات الأمم المتحدة تجاوز عدد اللاجئين السودانيين خارج البلاد 4 ملايين شخص، منذ اندلاع الحرب في البلاد في نيسان/أبريل 2023. ووجد هؤلاء ملاذا في 7 دول أفريقية مجاورة هي جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا.
ويقول البرنامج إن تلك الأعداد التي تبحث عن الغذاء والمأوى والأمان خارج بلادها تصل إلى بلدان اللجوء مصدومة، تعاني سوء التغذية ولا تملك سوى القليل. وقدم البرنامج مساعدات غذائية ونقدية ووجبات ساخنة للاجئين وبعض المجتمعات المضيفة التي تعاني معظمها أصلا من انعدام الأمن الغذائي.
ودق البرنامج الأممي ناقوس الخطر في وجه المجتمع الدولي، محذرا من أن أنظمة دعم اللاجئين في هذه الدول، باتت على حافة الانهيار بسبب قرب نفاد موارده. وأضاف أنه ما لم تتوفر موارد مالية جديدة، فقد لا يجد ما يطعم به اللاجئين السودانيين في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا خلال أشهر معدودة. وحذر البرنامج من أن اللاجئين السودانيين في أوغندا يتناولون أقل من 500 سعرة حرارية في اليوم – أي أقل من ربع الاحتياجات الغذائية اليومية.
ويستعر الوضع الإنساني للاجئين في تشاد، التي تستضيف نحو ربع إجمالي اللاجئين السودانيين، وبسبب شح الموارد المالية أعلن البرنامج أنه سيلجأ إلى تقليص الحصص الغذائية المقدمة للاجئين، خلال الأشهر المقبلة، ما لم يحصل على مساهمات إضافية قريبا.
وذهب شون هيوز، منسق عمليات الطوارئ في البرنامج إلى أبعد من ذلك، واعتبر أن الأزمة في السودان ستأخذ طابعا إقليميا وقال: "نحن أمام أزمة إقليمية كاملة الأبعاد تتفاقم في بلدان تعاني أصلا من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي ونشوب الصراعات".
ولتفادي هذه الكارثة المحدقة يقول البرنامج إنه يحتاج إلى أكثر من 200 مليون دولار أمريكي لتمويل عمليات الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في دول الجوار و575 مليون دولار أمريكي داخل السودان خلال الأشهر الستة المقبلة.
وناشد المسؤول في البرنامج العالم التحرك على نحو عاجل لتوفير الدعم الإنساني وإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية عاجلة لإنهاء القتال وتحقيق السلام والاستقرار.
وفي نيويورك ردد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك التحذير نفسه وقال
إن الوضع الإنساني المتردي في السودان يُلقي بظلاله على الأطفال كونهم الفئة الأكثر عرضة لتأثيرات انعدام الأمن الغذائي. وأضاف أن معدلات سوء التغذية الحاد العالمي في مراكز استقبال اللاجئين السودانيين بين الأطفال في أوغندا وجنوب السودان تجاوزت عتبة الطوارئ.
وجدد دوجاريك دعوته لوقف الأعمال القتالية بين طرفي الصراع في السودان وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، كي يتسنى للمنظمات الإنسانية وشركائها توسيع نطاق الدعم، على الرغم من النقص الهائل في التمويل.
ولفت دوجاريك إلى أن انتشار الأمراض بين أطفال السودان من اللاجئين معضلة كبيرة وأن عدد حالات الإصابة بالكوليرا منذ تفشيها في البلاد في تموز/يوليو الماضي تجاوز 80 ألف بينها أكثر من ألفي حالة وفاة بين الكبار ونحو 7,300 إصابة بين الأطفال دون سن الخامسة توفي منهم مائتان.
وفيما تستمر مناشدات الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان وقف إطلاق النار يواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خوض اشتباكات عنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في تجاهل تام للدعوات الأممية لهدنة إنسانية مؤقتة لتسهيل إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين.
ونقلت تقارير أن المدينة تشهد أوضاعا إنسانية مأساوية في غياب شبه كامل للمواد الغذائية والأدوية وشح للمياه والوقود، وسط قصف عشوائي على المناطق السكنية.
برأيكم
هل يلتفت العالم لنداءات برنامج الغذاء العالمي لدعم موارده؟
هل يكترث العالم بالمدنيين في السودان وهل تناسى أن حربا أهلية ضروسا تدمره ؟
لماذا يرفض طرفا الصراع الحلول السلمية القائمة على التعايش بينهما؟
هل لا تزال هناك فرص لعودتهما إلى الحل السياسي؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 2 يوليو/تموز.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 20 ساعات
- الوسط
مشروع لإنشاء حمض نووي بشري اصطناعي يثير مخاوف على الأجيال القادمة
Getty Images بدأ مجموعة من العلماء العمل على مشروع يعد الأول من نوعه في العالم، وقد أثار جدلاً واسعاً يتمثل في إنشاء حمض نووي بشري اصطناعي يهدف إلى بناء الحياة البشرية من الصفر. كان البحث محظوراً حتى الآن بسبب مخاوف من أنه قد يؤدي إلى تغييرات غير متوقعة للأجيال القادمة. لكن الآن، تبرعت مؤسسة ويلكوم الخيرية الطبية، أكبر مؤسسة خيرية طبية في العالم، بمبلغ أولي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني لبدء المشروع، والذي تقول إن فوائده تفوق أضراره، حيث إنه قد يُسرّع علاج العديد من الأمراض المستعصية. صرح الدكتور جوليان سيل، من مختبر مجلس البحوث الطبية للبيولوجيا الجزيئية في كامبريدج، والمشارك في المشروع، لبي بي سي بأن البحث يمثل القفزة العملاقة القادمة في علم الأحياء. "لا حدود لإمكانياتنا. نحن نبحث عن علاجات تُحسّن حياة الناس مع تقدمهم في السن، وتؤدي إلى شيخوخة صحية مع انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض". وأضاف: "نسعى إلى استخدام هذا النهج لتوليد خلايا مقاومة للأمراض، يُمكن استخدامها لإعادة بناء الأعضاء التالفة، على سبيل المثال في الكبد والقلب، وحتى الجهاز المناعي". لكن يخشى المنتقدون أن يُمهد هذا البحث الطريق أمام باحثين "معدومي الضمير" يسعون إلى إنتاج بشر مُحسنين أو مُعدلين وراثياً. وقالت الدكتورة بات توماس، مدير حملة "ما وراء التعديل الجيني": "نميل إلى الاعتقاد بأن جميع العلماء موجودون لفعل الخير، ولكن يُمكن إعادة توظيف العلم لإلحاق الضرر ولأغراض الحرب". وقُدّمت تفاصيل المشروع إلى بي بي سي نيوز في الذكرى الخامسة والعشرين لإنجاز مشروع الجينوم البشري، الذي رسم خرائط الجزيئات في الحمض النووي البشري، والذي مُوّل بشكل كبير من ويلكوم. تحتوي كل خلية في أجسامنا على جزيء يُسمى الحمض النووي (DNA)، وهو يحمل المعلومات الوراثية اللازمة. يتكون الحمض النووي من أربع قواعد أصغر بكثير تُعرف باسم A، G، C، وT، وتتكرر مراراً وتكراراً في تركيبات مختلفة. ومن المثير للدهشة أن هذه القواعد تحتوي على جميع المعلومات الوراثية التي تحدد تكويننا الجسدي. مكّن مشروع الجينوم البشري العلماء من قراءة جميع الجينات البشرية كما لو كانت شفرة ضوئية. ويُتوقع أن يُحقق العمل الجديد الجاري، والمُسمى مشروع الجينوم البشري الاصطناعي، قفزة هائلة إلى الأمام، إذ سيُتيح للباحثين ليس فقط قراءة جزيء من الحمض النووي، بل أيضاً إنشاء أجزاء منه- وربما كله يوماً ما- جزيئاً تلو الآخر من الصفر. BBC الهدف الأول للعلماء هو تطوير طرق لبناء كتل أكبر من الحمض النووي البشري، وصولاً إلى مرحلة بناء كروموسوم بشري اصطناعي. تحتوي هذه الكتل على الجينات التي تنظم نمونا وإصلاحنا والحفاظ على أنفسنا. يمكن بعد ذلك دراستها وإجراء التجارب عليها لمعرفة المزيد عن كيفية تنظيم الجينات والحمض النووي لأجسامنا. تحدث العديد من الأمراض عندما تتعطل هذه الجينات، لذا قد تؤدي الدراسات إلى علاجات أفضل، وفقاً للبروفيسور ماثيو هيرلز، مدير معهد ويلكوم سانجر الذي قام بتسلسل أكبر جزء من الجينوم البشري. "يسمح لنا بناء الحمض النووي من الصفر باختبار كيفية عمله واختبار نظريات جديدة، لأنه لا يمكننا حالياً تحقيق ذلك إلا من خلال تعديل الحمض النووي الموجود بالفعل في الأنظمة الحية". BBC سيقتصر عمل المشروع على أنابيب الاختبار والأطباق، ولن تكون هناك أي محاولة لخلق حياة اصطناعية. لكن هذه التقنية ستمنح الباحثين سيطرة غير مسبوقة على الأنظمة الحية البشرية. ورغم أن المشروع يسعى لتحقيق فوائد طبية، فلا شيء يمنع العلماء "معدومي الضمير" من إساءة استخدام هذه التقنية. يمكنهم، على سبيل المثال، محاولة صنع أسلحة بيولوجية، أو بشر مطوَّرين، أو حتى مخلوقات تحمل حمضاً نووياً بشرياً، وفقاً للبروفيسور بيل إيرنشو، عالم الوراثة المرموق في جامعة إدنبرة، والذي صمم طريقة لإنشاء كروموسومات بشرية اصطناعية. وقال لبي بي سي: "لقد خرج المارد من الزجاجة". وأضاف: "قد نضع مجموعة من القيود الآن، ولكن إذا قررت منظمة تمتلك الآلات المناسبة البدء في تصنيع أي شيء، فلا أعتقد أننا سنتمكن من إيقافها". وتشعر الدكتورة توماس بالقلق إزاء كيفية تسويق هذه التقنية من قبل شركات الرعاية الصحية التي تُطور علاجات ناتجة عن البحث. "إذا نجحنا في صنع أجزاء جسم اصطناعية، أو حتى أشخاص اصطناعيين، فمن يملكها إذن؟ ومن يملك البيانات الناتجة عن هذه الإبداعات؟". بالنظر إلى احتمال إساءة استخدام هذه التقنية، فإن السؤال المطروح على ويلكوم هو لماذا اختارت تمويلها؟، "لم يكن القرار سهلاً"، وفقاً للدكتور توم كولينز، الذي منح الموافقة على التمويل. وقال لبي بي سي: "لقد سألنا أنفسنا ما هي تكلفة التقاعس عن العمل". وأضاف: "ستُطور هذه التقنية يوماً ما، لذا، ومن خلال القيام بها الآن، فإننا نحاول على الأقل القيام بها بمسؤولية ومواجهة المسائل الأخلاقية والمعنوية بشفافية قدر الإمكان". سيجري إطلاق برنامج متخصص في العلوم الاجتماعية بالتزامن مع التطوير العلمي للمشروع، بقيادة البروفيسور جوي تشانغ، عالمة الاجتماع في جامعة كينت. وقالت تشانغ: "نريد أن نحصل على آراء الخبراء وعلماء الاجتماع وخاصة الجمهور حول كيفية ارتباطهم بالتكنولوجيا وكيف يمكن أن تكون مفيدة لهم والأهم من ذلك ما هي الأسئلة والمخاوف التي لديهم".


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة
Reuters قد تُسبب الخطوة التي اتخذها الرئيس، دونالد ترامب، بخفض معظم التمويل الأمريكي للمساعدات الإنسانية الخارجية وفاة أكثر من 14 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030، وفقاً لبحث نُشر في مجلة لانسيت الطبية. وتوقع الباحثون أن يكون ثلث المعرضين لخطر الوفاة المبكرة من الأطفال. وقال ديفيد راسيلا، الذي شارك في إعداد التقرير، إن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تواجه صدمة "تُضاهي في حجمها جائحة عالمية أو نزاعاً مسلحاً كبيراً". وصرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في مارس/ آذار 2025، أن أكثر من 80 في المئة من جميع برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قد أُلغيت. وهي جزء من عدة برامج استهدفتها إدارة ترامب باعتبارها تبذير في الإنفاق. وقد أشرف إيلون ماسك على هذه التخفيضات المثيرة للجدل - التي تعرضت لإدانة من المنظمات الإنسانية حول العالم - وكان الملياردير الأمريكي حينها يقود مبادرة لتقليص القوى العاملة الفيدرالية. وخلال فترة ولايته الثانية، كرر ترامب رغبته في أن يكون الإنفاق الخارجي متوافقاً بشكل وثيق مع نهجه "أمريكا أولاً". وأفاد بيان صادر عن راسيلا، الباحث في معهد برشلونة للصحة العالمية، بأن تخفيضات تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "تُهدد بوقف - بل وحتى عكس - التقدم المحرز على مدار عقدين في مجال الصحة بين الفئات السكانية الضعيفة". وفي التقرير، قدر راسيلا وزملاؤه الباحثون أن تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد حال دون وفاة أكثر من 90 مليون حالة في الدول النامية بين عامي 2001 و2021. وقاموا بوضع نموذج للتأثير المحتمل على معدلات الوفيات بافتراض أن التمويل سينخفض بنسبة 83 في المئة - وهو الرقم الذي قدمه روبيو في مارس/ آذار. وأشار الباحثون إلى أن هذه التخفيضات قد تؤدي إلى عدد "مذهل" يتجاوز 14 مليون حالة وفاة كان من الممكن تجنبها بحلول عام 2030. وأضافوا أن ذلك سيشمل وفاة أكثر من 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة. Reuters ونُشر تقرير مجلة لانسيت بالتزامن مع اجتماع عشرات من قادة العالم في مدينة إشبيلية الإسبانية، هذا الأسبوع لحضور مؤتمر مساعدات تقوده الأمم المتحدة، وهو الأكبر من نوعه منذ عقد. ومن غير المتوقع حضور الولايات المتحدة. وتُعد الولايات المتحدة، أكبر مُقدِّم للمساعدات الإنسانية في العالم بفارق كبير، حيث عملت في أكثر من 60 دولة، مباشرة أو من خلال مقاولين. ووفقاً لبيانات حكومية، أنفقت 68 مليار دولار على المساعدات الدولية في عام 2023. ووُصفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأنها جزء لا يتجزأ من نظام المساعدات العالمي. وبعد إعلان ترامب عن تخفيضات الميزانية، حذت دول أخرى حذوها بتخفيضات خاصة بها - بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وقد لاقت هذه الخطوات إدانة واسعة من المنظمات الإنسانية. وفي الشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة إنها تواجه "أسوأ تخفيضات تمويلية على الإطلاق في القطاع الإنساني الدولي". ووفقاً لتصريحات روبيو في مارس/ آذار، لا يزال هناك ما يقرب من 1000 برنامج أمريكي متبقٍّ ستُدار "بفعالية أكبر" تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية وبالتشاور مع الكونغرس. ومع ذلك، لم يتحسن الوضع الميداني، وفقاً لموظفي الأمم المتحدة. ففي الشهر الماضي، صرّح مسؤول في الأمم المتحدة لبي بي سي بأن مئات الآلاف من الناس "يتضورون جوعاً ببطء" في مخيمات اللاجئين الكينيين بعد أن أدى خفض التمويل الأمريكي إلى انخفاض الحصص الغذائية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. وفي مستشفى بكاكوما، شمال غرب كينيا، شاهدت بي بي سي رضيعة بالكاد تستطيع الحركة، وكانت تظهر عليها علامات سوء التغذية، بما في ذلك تجعد وتقشر أجزاء من جلدها.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
حرب السودان: كيف يواجه السودانيون الأزمة الإنسانية المتفاقمة؟
Getty Images أصدر برنامج الأغذية العالمي، بداية الأسبوع الجاري، بيانا حذر فيه من جديد من أن ملايين السودانيين، الذين نزحوا عن بلادهم إلى دول الجوار هربا من الحرب، باتوا قاب قوسين أو أدنى من السقوط في براثن كارثة إنسانية، سببها الجوع وسوء التغذية. وعزا البيان هذا الوضع لشح المساعدات الغذائية المنقذة للحياة بسبب أزمة التمويل الحادة التي تواجهها عمليات البرنامج. وطبقا لإحصائيات الأمم المتحدة تجاوز عدد اللاجئين السودانيين خارج البلاد 4 ملايين شخص، منذ اندلاع الحرب في البلاد في نيسان/أبريل 2023. ووجد هؤلاء ملاذا في 7 دول أفريقية مجاورة هي جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا. ويقول البرنامج إن تلك الأعداد التي تبحث عن الغذاء والمأوى والأمان خارج بلادها تصل إلى بلدان اللجوء مصدومة، تعاني سوء التغذية ولا تملك سوى القليل. وقدم البرنامج مساعدات غذائية ونقدية ووجبات ساخنة للاجئين وبعض المجتمعات المضيفة التي تعاني معظمها أصلا من انعدام الأمن الغذائي. ودق البرنامج الأممي ناقوس الخطر في وجه المجتمع الدولي، محذرا من أن أنظمة دعم اللاجئين في هذه الدول، باتت على حافة الانهيار بسبب قرب نفاد موارده. وأضاف أنه ما لم تتوفر موارد مالية جديدة، فقد لا يجد ما يطعم به اللاجئين السودانيين في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا خلال أشهر معدودة. وحذر البرنامج من أن اللاجئين السودانيين في أوغندا يتناولون أقل من 500 سعرة حرارية في اليوم – أي أقل من ربع الاحتياجات الغذائية اليومية. ويستعر الوضع الإنساني للاجئين في تشاد، التي تستضيف نحو ربع إجمالي اللاجئين السودانيين، وبسبب شح الموارد المالية أعلن البرنامج أنه سيلجأ إلى تقليص الحصص الغذائية المقدمة للاجئين، خلال الأشهر المقبلة، ما لم يحصل على مساهمات إضافية قريبا. وذهب شون هيوز، منسق عمليات الطوارئ في البرنامج إلى أبعد من ذلك، واعتبر أن الأزمة في السودان ستأخذ طابعا إقليميا وقال: "نحن أمام أزمة إقليمية كاملة الأبعاد تتفاقم في بلدان تعاني أصلا من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي ونشوب الصراعات". ولتفادي هذه الكارثة المحدقة يقول البرنامج إنه يحتاج إلى أكثر من 200 مليون دولار أمريكي لتمويل عمليات الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في دول الجوار و575 مليون دولار أمريكي داخل السودان خلال الأشهر الستة المقبلة. وناشد المسؤول في البرنامج العالم التحرك على نحو عاجل لتوفير الدعم الإنساني وإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية عاجلة لإنهاء القتال وتحقيق السلام والاستقرار. وفي نيويورك ردد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك التحذير نفسه وقال إن الوضع الإنساني المتردي في السودان يُلقي بظلاله على الأطفال كونهم الفئة الأكثر عرضة لتأثيرات انعدام الأمن الغذائي. وأضاف أن معدلات سوء التغذية الحاد العالمي في مراكز استقبال اللاجئين السودانيين بين الأطفال في أوغندا وجنوب السودان تجاوزت عتبة الطوارئ. وجدد دوجاريك دعوته لوقف الأعمال القتالية بين طرفي الصراع في السودان وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، كي يتسنى للمنظمات الإنسانية وشركائها توسيع نطاق الدعم، على الرغم من النقص الهائل في التمويل. ولفت دوجاريك إلى أن انتشار الأمراض بين أطفال السودان من اللاجئين معضلة كبيرة وأن عدد حالات الإصابة بالكوليرا منذ تفشيها في البلاد في تموز/يوليو الماضي تجاوز 80 ألف بينها أكثر من ألفي حالة وفاة بين الكبار ونحو 7,300 إصابة بين الأطفال دون سن الخامسة توفي منهم مائتان. وفيما تستمر مناشدات الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان وقف إطلاق النار يواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خوض اشتباكات عنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في تجاهل تام للدعوات الأممية لهدنة إنسانية مؤقتة لتسهيل إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين. ونقلت تقارير أن المدينة تشهد أوضاعا إنسانية مأساوية في غياب شبه كامل للمواد الغذائية والأدوية وشح للمياه والوقود، وسط قصف عشوائي على المناطق السكنية. برأيكم هل يلتفت العالم لنداءات برنامج الغذاء العالمي لدعم موارده؟ هل يكترث العالم بالمدنيين في السودان وهل تناسى أن حربا أهلية ضروسا تدمره ؟ لماذا يرفض طرفا الصراع الحلول السلمية القائمة على التعايش بينهما؟ هل لا تزال هناك فرص لعودتهما إلى الحل السياسي؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 2 يوليو/تموز. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.