logo
فى مواجهة المستقبل

فى مواجهة المستقبل

صدى مصر٠١-٠٧-٢٠٢٥
فى مواجهة المستقبل
كتب .. على محمد الشرفاء
منذ القِدم وعلى مرِّ العصور، كل الأنظمة والدول التي ارتقت علوًّا،
وتفوقت على غيرها من الدول ونجحت في حماية أوطانها، وضعت التخطيط
العلمي معيارًا للانتصار، ودرست كافة الاحتمالات
التي يمكن أن تخترق الأمن القومي لها، ووضعت لذلك الخبراء والعلماء لدراسة
القدرات المتاحة، ومدى إمكانية تطويرها مقارنة بالجهة التي تمثل تهديدًا لأمنها، كما وضعت بعض التصورات لخلق صداقات مع دول مجاورة، وبناء أحلاف تمدها عند الحاجة بما يقصّر عليها من العتاد.
تلك من الأوامر الإلهية، حينما قال في كتابه الكريم، وبلّغه للناس الرسول الأمين عن ربه سبحانه:
﴿وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ إليكم وأنتم لا تُظلمون﴾
الأنفال (60)
تلك الأوامر الإلهية التي أمر الله بها القيادات السياسية، بمشاركة المفكرين والعلماء في المجتمعات، أن تستعد لمواجهة المستقبل وما يحمله في أيامه المقبلة من تحديات على كل المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والهوية الوطنية، يتطلب طاعة الله في تنفيذ أوامره لتحصين المجتمعات مما يتهددها من أخطار تُسقط الأنظمة، وتتشتت الشعوب، وتُشرّد الأسر، ويضيع المستقبل للأوطان، بينما الناس في صراع وتنافس على المصالح الشخصية الآنية، ناسين المستقبل وما ينتظرهم من تحديات.
وقد قال تعالى:
﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾
الرعد (11)
فلا نصرَ دائم ولا أمن مستقر إلا بالتغيير والإصلاح الحقيقي، والعودة إلى الحق والعدل والتخطيط المدروس. ومن أحبّ ذلك، جعل الله سبحانه الاستعداد والتخطيط لاحتمالات المستقبل بالعمل الجماعي، تقوده قيادات مخلصة تُفني ذاتها في جهد مخلص لتحصين الشعوب والأوطان من الأخطار، وحماية المواطنين من أن تتخذ الحكومات إجراءات استبدادية ارتجالية تُعطِّل مصالح المواطنين وتضعهم في موقف المتحفز، من خلال صدور قرارات فردية لم تأخذ في حسابها الأزمات والمشاكل التي تنتج عن قرارات غير مدروسة، ولم تحسب للناس حقوقهم ومتطلباتهم، مما ينتج عنه خلل في النظام الاجتماعي، وتُفرض حاجات المواطنين المحصورين بين متطلبات الحياة اليومية، وبين القرارات العشوائية التي يكتب تشريعاتها وقوانينها موظفون في مكاتبهم دون النزول إلى الشوارع ودراسة ظروف المواطنين واحتياجاتهم، مع المتغيرات في هبوط القوة الشرائية للعملة المحلية، وترتفع أسعار المواد الضرورية لبقاء حياة الإنسان، وحينها يشعر المواطن بأن ليس لديه ما يخسره. هنا تبدأ الكارثة التي لا يشعر بها الموظفون المرفهون في الحكومة، ولا يشعرون بآلام الناس، فينزل الغضب الإلهي عليهم، وتحدث الصاعقة على الذين ظنوا أنهم مخلدون في حكم الناس،
كما حذّر الله الناس في قوله سبحانه:
﴿حتى إذا أخذت الأرض زُخرُفها وازّينت وظن أهلُها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نفصل الآيات لقومٍ يتفكرون﴾
يونس (24)
وكما قال جل شأنه:
﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون﴾
الحشر (19)
فالنسيان والغفلة عن الله يقودان إلى ضياع البوصلة، وانتكاس الوعي، وانحدار القرار. وقد حدث ما حذّر الله الناس منه في كثير من الدول في العصر الحاضر،
ومنها عدة أمثلة من اليمن، والصومال، وليبيا، والعراق، وفلسطين، ولم يتخذ الناس الحذر من أمر الله لهم، ولم يعتبروا ما حدث لدول في عصرنا الحاضر الذي نعيشه، وكأنهم لا يسمعون، ولا يبصرون، وعلى عقولهم ركام من الأوهام، والاستمتاع بالسلطة يقودهم إلى ذلك، نفوس أمّارة بالسوء، متطلعة دومًا إلى الاستمتاع بمعاناة الإنسان وما يعيشه من شقاء، فجاءهم أمر الله الذي لا راد له سبحانه.
وقد قال عز وجل:
﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾
الروم (41)
وهكذا يكون فساد الأرض نتيجة مباشرة لفساد الإنسان وظلمه.
وقال تعالى أيضًا:
﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون﴾
الأنعام (65)
فهل اعتبر الناس؟ كلا
هل اتبعوا العِظات الإلهية؟ كلا
هل تعاطفوا مع الذين سقط
عليهم الغضب الإلهي؟ كلا
إذًا، فليذوقوا ما صنعته
أيديهم من ظلمٍ وبغيٍ وطغيان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمارات تُجسد قيم اليوم العالمي للعمل الإنساني عبر دعمها المتواصل لغزة
الإمارات تُجسد قيم اليوم العالمي للعمل الإنساني عبر دعمها المتواصل لغزة

الاتحاد

timeمنذ 3 دقائق

  • الاتحاد

الإمارات تُجسد قيم اليوم العالمي للعمل الإنساني عبر دعمها المتواصل لغزة

في اليوم العالمي للعمل الإنساني، تؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بنهج العطاء الإنساني الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث تواصل عبر عملية «الفارس الشهم 3» تقديم الدعم لسكان قطاع غزة، وتوفير مقومات الحياة لهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها. وشكّلت دولة الإمارات، منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، جسراً إنسانياً متواصلاً براً وبحراً وجواً، لإيصال المساعدات المتنوعة، من غذاء ودواء، ومبادرات تشغيل المخابز والتكيات التي تعتمد عليها آلاف العائلات، إلى جانب تنفيذ مبادرات إغاثية متنوعة للتخفيف من وطأة المجاعة التي يعانيها سكان غزة، فضلاً عن دعم الأطفال وتوفير احتياجاتهم الأساسية. ولم يقتصر العطاء الإماراتي على الغذاء والدواء، بل شمل تقديم المساعدات الطبية للمستشفيات والمنظمات الدولية ومؤسسات الرعاية الطبية، إضافةً إلى إنشاء المستشفيات الميدانية في رفح والعريش، التي تعمل على تقديم العلاج اللازم للمرضى والجرحى وتقديم الرعاية العاجلة لهم. كما امتد الدعم ليشمل قطاعات البنية التحتية والبلديات والمياه، عبر تنفيذ مشاريع حيوية مثل حفر الآبار وصيانة الخطوط، وإطلاق مشروع «شريان حياة» خط المياه الإماراتي الذي يهدف لتأمين مصادر المياه للسكان النازحين، بما يجسد روح العطاء التي يمثلها يوم زايد للعمل الإنساني. ورغم كل التحديات والمعيقات التي تعترض إدخال المساعدات إلى غزة، فلم تتوقف دولة الإمارات يوماً عن أداء واجبها الإنساني، بل ابتكرت حلولاً بديلة لضمان استمرار العملية الإغاثية، حيث لجأت إلى شراء المواد الغذائية من السوق المحلية لدعم الأسر وتشغيل التكيات التي يعتمد عليها آلاف النازحين، إلى جانب إطلاق عملية «طيور الخير» للإسقاط الجوي، التي عكست إصرارها على تخطي الصعاب ومدّ يد العون في أصعب الظروف، مؤكدةً أن رسالتها الإنسانية ثابتة لا تعرف التراجع.

رئيس الدولة يتلقى رسالة خطية من الرئيس المصري تسلمها خليفة شاهين المرر
رئيس الدولة يتلقى رسالة خطية من الرئيس المصري تسلمها خليفة شاهين المرر

الاتحاد

timeمنذ 33 دقائق

  • الاتحاد

رئيس الدولة يتلقى رسالة خطية من الرئيس المصري تسلمها خليفة شاهين المرر

تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رسالة خطية من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز العمل العربي المشترك. تسلم الرسالة معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وذلك خلال استقباله يوم أمس، سعادة شريف عيسى، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، بديوان عام الوزارة في أبوظبي. وبحث الجانبان، خلال اللقاء، سُبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

أيها المنافقين كفي فانتم ليسوا بأوصياء علي الدين بقلم : المستشار اشرف عمر
أيها المنافقين كفي فانتم ليسوا بأوصياء علي الدين بقلم : المستشار اشرف عمر

صدى مصر

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى مصر

أيها المنافقين كفي فانتم ليسوا بأوصياء علي الدين بقلم : المستشار اشرف عمر

أيها المنافقين كفي فانتم ليسوا بأوصياء علي الدين بقلم : المستشار اشرف عمر القران قد نزل باحكام من رب العزه لكي يقوم بتطبيقها والالتزام بها بني البشر ولكن في الواقع تجد ان اغلب الناس لا يلتزمون باحكام هذا الدين الحنيف وياخذون منه ماتروق لهم انفسهم لكي يقضوا بها حاجاتهم منه اما الباقي فلا يعيرونه اهتماما ولنا في ذلك عده امثله الزكاه مفروضة علي جميع المسلمين لو تم اخراجها من كل مسلم مكلف وتوزيعها علي عباد الله ممن تنطبق شروطها عليهم هل ستجد في احوال المسلمين من يتكففون العيش اعتقد – لا -لان الزكاه هي اقتصاد الفقراء ورغم ذلك لاتجد لها اثر حقيقي في نفوس أكثر المسلمين لحب الكثير لاكتناز المال بما يخالف الرسالة الحقيقية للدين الاسلامي المساجد التي تكلفت الملايين من اموال المسلمين خاوية من المصليين الا من رحم ربي وكذلك تصرفات الناس في الشوارع وطمعم وبلطجتهم وسبهم وغشهم واكلهم للحقوق وتعطيل المصالح وعدم تاديه الاعمال بامانه وازلال البعض عند تاديه الخدمات وسلبيتهم وكثير من السلييات الاخري من اغلب البشر هل تتوافق مع الدين في شيء بالطبع لا وايضا الزنا الذي يتكاثر بانواعه في بلاد المسلمين و ينتشر في بعض الناس والترويج له بطريق مباشر وغير مباشر تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان هل يتوافق مع الدين في شيء وهل انقطاع الرحمه والتراحم والشفقه وانتشار الغل والحقد والكراهيه بين بلاد المسلمين الذين يتاجرون من اجل الاخرة والتعالي المنتشر والكبر واكل المواريث والحقوق وعدم الاخلاص في العمل والنفاق في الحديث يتوافق مع الدين الاسلامي في شيء و هل شهاده الزور والحلف بالله المستمر في الفاضي والمليان بين البشر، والكذب تحت مسمي الزحلقه وشهادة الزور يتفق مع الدين في شيء وهل اكل حقوق الناس والطمع والنصب والتظاهر الكاذب بحب الخير الذي اجتاح الكثير والسلبيه في قول الحق ودفع الظلم وعدم اداء الشهاده بواقعها يتفق مع الدين في شيءً اللهف واللف واكل الرشي الحرام واموال الناس والتعدي علي حرمات الله وغيره مماحرم الله ويرتكب بصفه يوميه يتفق مع الدين في شيء واستغلال حاجات البشر وابتزازهم هل يتفق مع الدين في شيء هذا قليل من كثير ممن يرتكبه بني البشر في حق انفسهم وفي حق الله دون خجل ومما يؤلمك حقا ان كل من يرتكب بعض هذه الافعال واعتاد عليها يدعي ان علاقته بخالقه مثاليه وانه علي يقين ان الله يرضي عنها وانه غفور رحيم يرتاد البعض المساجد الخاويه ويخرج منها ليرتكب المعاصي والتقطيع في اجساد الناس هل هذه علاقه سويه مع الله وكذلك الكثير يحفظ القرأن ولا يلتزم باحكامه بسبب انانيه بني البشر واطماعهم الدنيويه بحجه ان هذه نقره وهذه نقره اخري ويطلب من الناس مسامحته ايضا لذلك ماتت الانفس وماتت رهبه الدين والموت ولقاء الله في نفوس الكثير من بني البشر وهل نحن مؤمنين بعظمه لقاء الله ورهبه هذا اللفاء اعتقد -لا – لان الانسان لو دخلت في نفسه الرهبه لن يقدم علي فعل الخطأ مطلقا ولن يخرج من بيته مطلقاوالدليل علي ذلك ان الانسان يخاف من تطبيق القانون عليه عندما يمس جيبه او حريته ولكن مع الله يتمادي في اخطاءه. لذلك ان لم يكن الانسان صادقا مع الله فلن يكون صادقا مع بني البشر نهائيا وستنعدم الرحمه لان اساس الرهبه في النفس هي الخوف من الله وعقابه وحسب الموجود في هذا الزمان فان بني البشر يتعاملون مع الله بسطحيه شديده جعلت منهم منافقين في علاقتهم مع الله واصبح لكل واحد دينه الذي يهواه بالرغم من ان الدين واحد واحكامه واحده لا تتغير وينبغي ان يدرك المرء انه عندما لا يلتزم باحكامه كما وردت فان في ذلك عبس شديد وان الدين يظهر في المعاملات المرتبطه ببن البشر وترجمه حقيقيه لها فالله ليس رب قلوب فقط كما يروج لذلك وانما رب كل شيء فان لم يكن ظاهرك مثل باطنك فيه مخافه من الله والالتزام باحكامه والخوف من عقابه فانه بذلك يكون هذا هو النفاق الديني الذي يعيشه المرء والاستهتار بالخالق واستخفاف به وكفي تنظيرا لان الدين سلوك المسلم ولييس النفاق الذي اصبح سلوكا في حياتنا اليومية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store