
'مانوس' وكيل الذكاء الاصطناعي الصيني.. هل هو إنجاز حقيقي أم مجرد ضجة تسويقية؟
أثار إطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد (مانوس) Manus، الذي طورته شركة (Monica) الصينية الناشئة، جدلًا واسعًا في أوساط التكنولوجيا العالمية، إذ تدعي الشركة أن (مانوس) هو أول وكيل ذكاء اصطناعي عام في العالم، وقادر على إنجاز مهام معقدة باستقلالية كاملة.
ومع ذلك شكك العديد من الخبراء والمتخصصين في صحة هذه الادعاءات، قائلين إن قدرات (مانوس) لا ترقى إلى مستوى الإنجازات التي حققتها شركة (DeepSeek) في وقت سابق.
وجاء إعلان الوكيل أيضًا مصحوبًا بعرض توضيحي انتشر كالنار في الهشيم، وأشعل فتيل نقاش حاد عبر منصات التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين، فقد أشاد الكثيرون بقدرة (مانوس) على أداء مهام معقدة بنحو مستقل في العالم الحقيقي، متجاوزًا حدود النماذج التقليدية التي تقتصر على تقديم إجابات نصية، في حين شكك آخرون في مدى استقلاليته وفعاليته، مشيرين إلى ثغرات محتملة ومثيرين مخاوف جدية بشأن الخصوصية.
ومن ثم؛ يبرز سؤال أساسي، هو: هل يمثل هذا الوكيل فعلًا نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي، أم أنه مجرد محاولة لجذب الانتباه في سوق مزدحم بالابتكارات؟ إليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن (مانوس) أول وكيل ذكاء اصطناعي مستقل في العالم:
ما قدرات (مانوس)؟
طُور (مانوس) استنادًا إلى مفهوم الأنظمة المتعددة الوكلاء، إذ يجمع بين عدة نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة لتنفيذ المهام باستقلالية تامة، دون الحاجة إلى تدخل بشري متكرر، فبمجرد تلقي التوجيه الأولي من المستخدم، يستطيع الوكيل إكمال المهمة من البداية إلى النهاية، وذلك ما يميزه عن روبوتات الدردشة التقليدية.
ويظهر مقطع فيديو إطلاقه قدرته على فرز السير الذاتية، وتصنيف المرشحين، وتنظيم البيانات في جداول إلكترونية في غضون ثوانٍ معدودة، مما يدل على سرعته وكفاءته.
وقال ييتشاو بيك جي، المؤسس المشارك وكبير العلماء في (Manus AI): 'هذا ليس مجرد روبوت دردشة تقليدي أو أداة لأتمتة سير العمل، إنه وكيل مستقل كليًا يربط بين مرحلتي التصور والتطبيق الفعلي'.
وتؤكد الشركة أن (مانوس) يمتلك قدرات متقدمة تشمل: تحليل توجهات سوق الأسهم بدقة، واستخلاص البيانات من مواقع الإنترنت المختلفة، وحتى إنشاء مواقع ويب تفاعلية بالكامل، ويعمل النظام عبر السحابة، مما يتيح له مواصلة أداء مهامه حتى عندما يغادر المستخدمون المنصة، وهي ميزة تعزز من مرونته واستدامته.
كما يشير موقع (Manus) الرسمي إلى تفوقه على وكيل (Deep Research) من OpenAI في معيار (GAIA)، وهو معيار يستخدم لمقارنة أداء النماذج. ومع ذلك، فإن الوصول إلى (مانوس) يقتصر على مجموعة مختارة من المستخدمين في الوقت الحالي، ويتطلب دعوة خاصة للمشاركة في الاختبار.
من الذي طور (مانوس)؟
طُور وكيل الذكاء الاصطناعي (مانوس) بواسطة شركة (Monica) الصينية الناشئة، التي تشير التقارير إلى أنها تابعة لشركة تُسمى (The Butterfly Effect)، وتؤكد سياسة الخصوصية الخاصة بـ (مانوس) أن شركة (The Butterfly Effect) هي كيان مسجل في سنغافورة.
وتمتلك شركة (Butterfly Effect) مكاتب في بكين ووهان وفقًا لصحيفة (SCMP)، ويُقال إن الشركة لا تضم سوى بضع عشرات من الموظفين، لكنها اكتسبت اهتمامًا سريعًا في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين.
ويتكون الفريق المؤسس من رواد أعمال ومديري منتجات متمرسين، ويقوده (شياو هونج) Xiao Hong، وهو رائد أعمال يبلغ من العمر 33 عامًا، تخرج من جامعة هواجونج للعلوم والتكنولوجيا في ووهان، وهي إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية في الصين.
وقبل ذلك، طور شياو تطبيقات تعمل ضمن منصة WeChat، ثم استحوذت عليها شركات كبرى فيما بعد، ثم أطلق (Monica.ai)، وهو مساعد ذكاء اصطناعي متاح كإضافة للمتصفحات وتطبيق للهواتف الذكية.
ويشير موقع (مانوس) الرسمي إلى أن الاسم مشتق من الكلمة اللاتينية (Manus)، التي تعني اليد، وذلك للدلالة على قدرة الوكيل على تنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين، أو كما يمكن القول تقديم المساعدة لهم.
ما النماذج التي يعتمد عليها الوكيل؟
وفقًا لمنشورات (ييتشاو بيك جي) عبر منصة X، يعتمد الوكيل على نموذج (Claude 3.5 Sonnet) من Anthropic، وهو نموذج ذكاء اصطناعي عمره تسعة أشهر، بالإضافة إلى نسخ معدلة من نماذج (Qwen) من شركة (علي بابا) الصينية.
We use Claude and different Qwen-finetunes. Back when we started building Manus, we only got Claude 3.5 Sonnet v1 (not long-CoT, aka reasoning tokens), so we need a lot of auxiliary models. Now Claude 3.7 looks really promising, we are testing internally, will post updates!
— Yichao 'Peak' Ji (@peakji) March 10, 2025
ويعمل الفريق حاليًا على اختبار ترقية (مانوس) إلى أحدث وأقوى نماذج أنثروبيك وهو (Claude 3.7)، الذي يُتوقع أن يُحسن بنحو ملحوظ قدرات الاستدلال والتنفيذ لديه. ويعمل الوكيل حاليًا بشكل غير متزامن، مما يسمح للمستخدمين تكليفه بالمهام وتركه يعمل بشكل مستقل.
لماذا يُقارن مانوس بشركة DeepSeek؟
لقد أجرى الكثيرون مقارنات بين مانوس وشركة (DeepSeek) الصينية الناشئة، التي كشفت في شهر يناير الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي يتمتع بقدرات تنافس تلك التي لدى الشركات الأمريكية، وبتكلفة أقل بكثير.
وأثار هذا الإطلاق قلق المستثمرين، مما تسبب بخسارة شركة إنفيديا لما يصل إلى 600 مليار دولار من قيمتها السوقية مؤقتًا، كما أظهر قدرة الصين على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي رائدة، في ظل وجود القيود الأمريكية على تصدير الرقاقات المتقدمة، لذلك وصف الخبراء لحظة إطلاق نماذج (DeepSeek) بأنها (لحظة سبوتنيك) الصينية.
ويظهر الآن (مانوس) في دائرة الضوء مدعيًا الاستقلالية الكاملة، مما يعزز فكرة أن الصين تقترب من الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي. وقال دين بول، باحث في سياسات الذكاء الاصطناعي، في منشور عبر منصة X: 'من غير الدقيق وصف مانوس بلحظة DeepSeek، لأنه يتجاوز ذلك'.
وأوضح بول: 'كانت DeepSeek تهدف إلى تكرار القدرات التي حققتها الشركات الأمريكية بالفعل. أما (مانوس) فهو يوسع حدود الذكاء الاصطناعي. فالحاسوب الأكثر تطورًا الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي حاليًا يأتي من شركة صينية ناشئة، بكل بساطة'.
It is wrong to call manus a 'deepseek moment.' Deepseek was about replication of capabilities already publicly achieved by American firms. Manus is actually advancing the frontier.
The most sophisticated computer using ai now comes from a Chinese startup, full stop.
— Dean W. Ball (@deanwball) March 9, 2025
ما مدى تفوق (مانوس) على منافسيه في الولايات المتحدة؟
يعود جزء كبير من شعبية مانوس إلى أدائه المتميز في الاختبارات المعيارية، فقد تفوق على وكيل (Deep Research) المدعوم بنموذج o3 من شركة OpenAI، بالإضافة إلى التقنيات الرائدة السابقة، كما هو موضح في الرسوم البيانية المنشورة في موقع (مانوس) الرسمي.
وبالإضافة إلى الأداء المعياري المتميز، أثبت (مانوس) قدراته الفائقة في سيناريوهات واقعية في منصات العمل الحر مثل: Upwork و Fiverr، إذ تمكن من إنجاز مهام معقدة بكفاءة عالية، كما أظهر قدراته في تحديات التعلم الآلي عبر منصة Kaggle، إذ نجح في تنفيذ مهام معقدة تتطلب قدرات تحليلية واستنتاجية متقدمة.
ومع ذلك؛ تتباين آراء الباحثين والمؤسسين في مجال الذكاء الاصطناعي حول قدرات (مانوس) وتأثيره المحتمل في الصناعة، إذ تتراوح الآراء بين الإعجاب الشديد والتشكيك في قدراته الحقيقية. بينما يرى العديد الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والمتبنين الأوائل أنه يمثل نقلة نوعية في هذا المجال، يشكك آخرون في قدرته على تحقيق الوعود التي يقدمها.
فقد وصف فيكتور موستار، رئيس قسم المنتجات في (Hugging Face)، (مانوس) بأنه أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي إثارة للإعجاب التي استخدمتها حتى الآن، مؤكدًا أن قدراته تعيد تعريف حدود الممكن.
بل ذهب موستار إلى أبعد من ذلك، واقترح في منشور عبر منصة X أن 'مانوس' قد يلغي الحاجة إلى البرمجة التقليدية، قائلًا: 'قد يقضي هذا على مفهوم البرمجة.. بل سيصبح الأمر أشبه بتناغم الأفكار، أو أي مسمى آخر تفضله'.
this could kill vibe coding… It's more like ideas vibing or name it however you want :)
— Victor M (@victormustar) March 8, 2025
وفي الوقت نفسه؛ لم يقتنع الجميع بقدرات (مانوس) فقد أشار كايل ويغرز من (TechCrunch) وألكسندر دوريا، المؤسس المشارك لشركة Pleias، إلى أنهم واجهوا أخطاء واقعية، وفشلًا في التنفيذ، ودخولًا في حلقات تكرار لا نهائية أثناء اختباراتهم.
وأبدى (بيير كارل لانغليه)؛ المؤسس المشارك لشركة Pleias، ردود فعل متباينة بعد تجربته، إذ أشاد بواجهة المستخدم التي تتيح للمستخدمين تتبع خطوات (مانوس) والتحقق منها، لكنه انتقد ما وصفه بتكتيكات (التسويق المتعطش)، أي صنع ضجة مصطنعة عن طريق تقييد الوصول إلى مجموعة مختارة من المؤثرين.
واختتم لانغليه حديثه بالدعوة إلى معايير أعلى من الانفتاح والشفافية في سوق الذكاء الاصطناعي، على جميع المستويات: النماذج، والبيانات، وممارسات الأعمال.
مانوس ومخاوف الخصوصية:
يثير وكيل الذكاء الاصطناعي (مانوس) مخاوف جدية تتعلق بخصوصية البيانات، على غرار المخاوف التي أثيرت حول شركة DeepSeek. وقد عبرت لويزا جاروفسكي، باحثة الذكاء الاصطناعي، عن قلقها العميق بشأن موقع تخزين بيانات (مانوس)، واحتمالية وصول السلطات الصينية إليها. ويتفاقم هذا القلق بسبب الغموض الذي يكتنف ملكية (مانوس)، مما يزيد من الشكوك حول الجهة المسؤولة عن حماية بيانات المستخدمين.
وقد تساءلت جاروفسكي في منشور عبر منصة Substack: 'أين تقع الخوادم؟ وهل تُنقل بيانات المستخدمين إلى الصين؟' وتعكس هذه التساؤلات قلقًا متزايدًا بين المستخدمين حول كيفية التعامل مع بياناتهم الشخصية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويشارك ميل موريس، الرئيس التنفيذي لشركة (Corpora.ai)، جاروفسكي قلقها بشأن خصوصية البيانات، مشيرًا إلى ارتباط (مانوس) بالصين. ويرى موريس أن هذه العوامل ستزيد من حدة الجدل المستمر حول أمن الذكاء الاصطناعي وحوكمته، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على هذه التقنيات في مختلف جوانب الحياة.
الخلاصة:
بغض النظر عن صحة الادعاءات حول وكيل الذكاء الاصطناعي (مانوس)، فإن إطلاقه يظهر التقدم السريع الذي تحرزه الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع استمرار الصين في الاستثمار في هذا المجال، فمن المتوقع أن تزداد المنافسة بينها وبين الولايات المتحدة في السنوات القادمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
تجربة صادمة.. ماذا حدث عندما قادت الروبوتات شركة كاملة؟
في تجربة جريئة وغير مسبوقة، أجرى باحثون من جامعة كارنيغي ميلون الأمريكية محاكاة كاملة لشركة يديرها الذكاء الاصطناعي من الألف إلى الياء، دون أي تدخل بشري. الشركة الافتراضية التي حملت اسم TheAgentCompany صُممت لتكون بيئة عمل متكاملة، ضمت نظاما داخليا للاتصالات، ملفات إدارية، أدلة الموظفين، وأقساما افتراضية للموارد البشرية والدعم الفني. أما "الموظفون"، فكانوا وكلاء ذكاء اصطناعي متقدمين من تطوير شركات مثل OpenAI، وAnthropic، وGoogle، وMeta، وAmazon، وAlibaba. أداء مخيب للآمال على الرغم من الإمكانيات المتقدمة لهذه النماذج، كانت النتائج بعيدة عن التوقعات. فبحسب ما نقلته Business Insider، لم يتمكن أفضل الوكلاء أداءً، وهو Claude 3.5 Sonnet من شركة Anthropic، من إتمام سوى 24% من المهام المكلف بها بشكل كامل، وفقا لـ indiandefencereview. وارتفعت النسبة إلى 34.4% عند احتساب المهام المنجزة جزئيا. أما نموذج Google، Gemini 2.0 Flash، فلم ينجح سوى في 11.4%، فيما فشلت نماذج أخرى في تجاوز 10%. المهام التي كُلف بها الوكلاء شملت كتابة تقييمات الأداء، تحليل قواعد بيانات، واستعراض جولات افتراضية لمقار شركات، غير أن الوكلاء أخفقوا في تنفيذ حتى التعليمات البسيطة، مثل التعرف على صيغة ملفات مايكروسوفت وورد، أو التنقل ضمن مواقع إلكترونية وإغلاق النوافذ المنبثقة. أين الخلل الحقيقي؟ لم تقتصر الإخفاقات على الجانب التقني فحسب، بل ظهرت أيضا فجوات في الفهم والسلوك المنطقي. ففي موقف لافت، بدلاً من أن يبحث وكيل عن موظف في دليل الشركة الداخلي لطلب المساعدة، قام بإنشاء ملف جديد باسم الشخص المطلوب. وعلّق البروفيسور غراهام نوبيغ، أحد القائمين على الدراسة، قائلاً: "هذه النماذج قد تساعد في تسريع بعض المهام، لكنها لا تزال غير مؤهلة لتحمل المسؤولية الكاملة". وأضاف أن الأداء غالبا ما يبدأ بشكل واعد، لكنه يتدهور مع زيادة تعقيد المهمة بسبب ضعف قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على المتابعة وتذكر السياق وإتمام الخطوات المتسلسلة. رغبة مستمرة ورغم هذا الأداء المحدود، تواصل كبرى الشركات إظهار اهتمام متزايد بالاعتماد على وكلاء الذكاء الاصطناعي، فقد كشف استطلاع أجرته Deloitte أن أكثر من ربع القيادات التنفيذية يدرسون إدماج هذه التقنية في أعمالهم، وبالفعل، بدأت شركات كبرى مثل Moody's وJohnson & Johnson استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية، ولكن مع رقابة بشرية مشددة. شركة Moody's، على سبيل المثال، تستخدم نماذج مدربة على بياناتها الخاصة الممتدة لعقود لتحسين التحليلات المالية، أما Johnson & Johnson، فتوظف أدوات ذكاء اصطناعي لتسريع عمليات المختبرات الكيميائية. وقال جيم سوينسون، رئيس قسم المعلومات بالشركة: "نرى هذه الأدوات كدعم قوي لموظفينا عندما نستخدمها بمسؤولية". الذكاء الاصطناعي بعيد عن الاستقلالية التجربة التي أجرتها جامعة كارنيغي ميلون تقدم رؤية واقعية لحالة الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل، فرغم التقدم السريع في مجالات خدمة العملاء وتوليد الشيفرات، فإن الوكلاء لا يزالون يفتقرون إلى مهارات بشرية أساسية، مثل التكيف، التعاون، واتخاذ القرارات الحدسية. ويؤكد الباحث في معهد MIT، ستيفن كاسبر، أن "القدرات الحالية للنماذج مبالغ فيها إلى حد كبير"، موضحاً أن بناء نموذج يتحاور بذكاء أسهل بكثير من تدريبه على تنفيذ مهام حقيقية بدقة وفعالية. لقد كشفت TheAgentCompany، رغم كونها بيئة افتراضية، واقعاً لا يمكن إنكاره أن الذكاء الاصطناعي متقدم، لكنه لا يزال غير قادر على مجاراة الإنسان في إدارة العمل، حتى في أبسط تفاصيله.


الإمارات اليوم
منذ 7 ساعات
- الإمارات اليوم
"أبل" قد تحيلها على التقاعد أو تفصلها .. هواتف آيفون قريباً دون "سيري"
لطالما كانت المساعدة الافتراضية "سيري" ركنًا أساسًا في شركة أبل لسنوات، لكن الأمر قد يتغير الآن، بعد سماح الشركة باستبدال سيري بمساعدين صوتيين آخرين. ولا يتخيل الكثيرون عالمًا لا تكون فيه "سيري" حاضرة لتلبية جميع احتياجاتهم والإجابة عن جميع أسئلتهم. لكن الآن، فتحت أبل نظام iOS لتطبيقات الجهات الخارجية، وقد تختفي سيري من أجهزة آيفون. وقبل أكثر من عام بقليل، اضطرت أبل لإجراء هذا التغيير، وأصبح أحد أكبر التغييرات في تاريخ آيفون، وسمح للمستخدمين في الاتحاد الأوروبي بتثبيت التطبيقات من خلال متاجر خارجية. وكانت هذه خطوة غير مسبوقة، فحتى ذلك الحين، كانت أبل تختار بعناية الشركات التي يمكنها التفاعل مع أجهزتها. وبالفعل، بدأت أبل بإعادة تصميم بعض أنظمة تشغيلها الخاصة لتتكيف مع لوائح الاتحاد الأوروبي المُخطط لها، والتي ستُجبرها على السماح للمستخدمين باستبدال سيري بمساعدين صوتيين آخرين إذا أرادت الاستمرار في العمل داخل حدود الاتحاد. ومع أن "سيري" هي المساعدة الافتراضية لشركة أبل، ولكن مع صعود الذكاء الاصطناعي، لم تعد هي الأداة الوحيدة أو الأكثر كفاءة في الإجابة على الاستفسارات، وهذا يعني أن المستخدمين قد يضطرون إلى استخدام موارد أكثر جودة لتحل محلها. ولعل التغيير الآخر الأهم هو أن أبل تخطط للتكامل مع "ChatGPT"، تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة التي أحدثت ضجة كبيرة في العالم. وبفضل هذه الشراكة الجديدة، ستتمكن أبل من استخدام روبوت المحادثة "OpenAI" للإجابة عن الاستفسارات التي لا تستطيع سيري الإجابة عنها. ومع ذلك، من المهم التذكير بأن أبل لم تؤكد هذا الخبر. وفي السياق عينه، أعلنت شركة أبل بالفعل أنها تعمل على توفير المزيد من التكامل في نظام التشغيل، ومن المتوقع أن تتيح للمستخدمين استخدام جيميني الخاص على "غوغل" بنفس طريقة استخدام "ChatGPT" الحالية. وكذلك، أفادت التسريبات أن أبل تجري محادثات مع "Perplexity" أيضًا، لتوفير نسخة من أداة الذكاء الاصطناعي مخصصة لهواتف آيفون.


عرب هاردوير
منذ 14 ساعات
- عرب هاردوير
Claude Opus 4 وSonnet 4: أنثروبيك تتفوق على عمالقة الذكاء الاصطناعي
كشفت شركة أنثروبيك (Anthropic)، إحدى أبرز الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، عن الجيل الجديد من نماذجها اللغوية، Claude Opus 4 وClaude Sonnet 4، والتي تُعتبر من بين أكثر النماذج تقدمًا في مُعالجة المهام البرمجية وحل المشكلات المُعقدّة. Claude Opus 4: أقوى نموذج برمجي حتى الآن وصفت أنثروبيك Claude Opus 4 بأنه "أفضل نموذج برمجي في العالم"، حيث تفوّق على مُنافسيه مثل Google Gemini 2.5 Pro وGPT-4.1 من OpenAI في اختبارات البرمجة والاستدلال المنطقي. ومن أبرز ميزاته: القدرة على العمل بشكل مُستمر لعدّة ساعات، حيث استمر في مُعالجة المهام لمُدّة تصل إلى 7 ساعات خلال الاختبارات. أداء متفوق في استخدام الأدوات مثل البحث عبر الويب ومُعالجة البيانات المُعقدّة. تحسينات كبيرة في تخزين المعلومات أثناء المهام الطويلة، خاصةً عند الوصول إلى الملفات المحلية. Claude Sonnet 4: نموذج متوازن بتكلفة أقل أمّا Claude Sonnet 4 ، فهو إصدار أكثر كفاءة من حيث التكلفة، ومُصمّم للمهام العامة. ويأتي كخليفة لـ Sonnet 3.7 الذي أُطلق في فبراير 2024. ومن مميزاته: تحسينات في الدقة والاستدلال المنطقي. قدرة أعلى على تجنُّب الحلول المُختصرة وغير الموثوقة بنسبة 65⁒ مُقارنةً بالإصدارات السابقة. ميزات جديدة لتحسين التفاعل مع المستخدم أضافت أنثروبيك ميزتين رئيسيتين لكلا النموذجين: "ملخصات التفكير": تُبسّط طريقة عرض تحليل النموذج للمعلومات، والذي يُسهّل فهمها. "التفكير الموسّع": تتيح للمُستخدمين التحكم في أنماط الاستدلال، لزيادة الدقة في المهام المُعقدّة. التوافر والخطّط السعرية يتوفر النموذجان عبر: واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بأنثروبيك. منصتّي Amazon Bedrock وGoogle Cloud Vertex AI. أمّا بالنسبة للخطط السعرية: يمكن لمُستخدمي الحسابات المدفوعة الوصول إلى Claude Opus 4 وتجربة ميزة "التفكير الموسّع" في نسختها التجريبية. بينما يقتصر المستخدمون المجانيون على Claude Sonnet 4. بالتوازي مع ذلك، أعلنت أنثروبيك عن الإطلاق الرسمي لأداة Claude Code، وهي أداة ذكية لمُساعدة المُطورين في كتابة الأكواد البرمجية، بعد أن كانت مُتاحة في وضع تجريبي مُنذ فبراير الماضي. استراتيجية أنثروبيك في مواجهة المُنافسة تسعى أنثروبيك إلى تعزيز وجودها في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي، وتخطط لإضافة تحديثات مُتكررة لنماذجها لمواكبة التطورات السريعة من OpenAI (مُطورة ChatGPT) وجوجل وميتا. مع إطلاق Claude Opus 4 وSonnet 4، تؤكّد أنثروبيك مكانتها كمُنافس قوي في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً في المهام البرمجية وحل المشكلات المُعقدّة. ومن المُتوقع أن تزداد حدّة المُنافسة في هذا القطاع مع تسارُّع وتيرة التطوير من جميع الأطراف.