
نقابة الصحفيين تثمن موقف الأردن الإغاثي لقطاع غزة
وأوضح المجلس في بيان اليوم السبت، أن المساعدات الأردنية تصل إلى أهلنا في القطاع رغم كل التعقيدات والمعوقات والإجراءات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي والتي تهدف إلى خنق القطاع وتجويع المدنيين وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، بما يتنافى مع القوانين الدولية والإنسانية.
وأكد المجلس أن التحركات السياسية والدبلوماسية الأردنية في المحافل الدولية كافة لم تتوقف يومًا من أجل رفع المعاناة عن أبناء غزة، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، رافضا كل محاولات حرف البوصلة أو التشكيك بمواقف الأردن، مؤكدا دعمه الكامل لكل الإجراءات القضائية التي تتخذها الدولة الأردنية في سبيل حماية استقرار البلاد وسمعتها، والتصدي لكل من يحاول النيل منها أو التشكيك بنهجها القومي تجاه فلسطين.
وحذر المجلس من بعض الجهات والأفراد الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي ويبثون محتوى مضللًا يسيء للدولة الأردنية ومواقفها، لافتا إلى توجيه لجنة حماية المهنة برصد هذه الحالات، تمهيدًا لتحويلها إلى الوحدة القانونية في النقابة ثم إلى الادعاء العام، لضمان محاسبة كل من يخالف القانون ويتجاوز قواعد المهنية.
وجدد المجلس دعمه الكامل للثوابت الأردنية، ووقوفه خلف القيادة الهاشمية في مواقفها القومية تجاه فلسطين، مؤكدا أن منابر الصحافة الأردنية ستبقى صوتًا للحقيقة، ومساهمة في تعزيز الوعي الوطني في وجه كل من يحاول النيل من الأردن ومواقفه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 44 دقائق
- رؤيا نيوز
لن نلتفت ل'فحيح الحية'
صوت الحية، أو فحيح الأفعى، في لغتنا، هو صوت مخيف بالظاهر، لكنه بلا قوة حقيقية و'مجرد تهديدات' لا يخشى منها ولا تؤثر، فنحن في الأردن لم ولن نلتفت لهرطقات هذا وذاك، ولا للمشككين بمواقفنا التي تترجم بالأفعال لا بالأقوال، وبالتضحيات لا بالتنظير عن بعد، فهل يخشى الأردنيون 'فحيح الأفاعي'؟. 'فحيح الحية' لا يخيف الأسد، والأردن في موقفه تجاه غزة يشبه الأسد في قوته وثباته، لا يهاب التهديدات، ولا يغير اتجاهه، بل يزداد إصرارا على دعم إخوته في كل الظروف، وسيبقى فحيح الحية مجرد ضجيج عابر، لن يثني عزيمتنا ولن يقلل من حجم جهودنا الإنسانية والسياسية. للأسف، البعض يحاول في كل مرة التشكيك بمواقف الأردن الذي اختار العمل الصامت المؤثر بدلا من'الكلام الفارغ' والالتفات إلى 'فحيح الأفاعي'، فالأردن قدم لغزة يد العون بلا مقابل، وفتح المعابر، وسهل وصول المساعدات، وكسر الحصار مجددا برا وجوا وبقرارات شجاعة، رغم كل التحديات والضغوط. هنا نوجه رسالة لكل الأصوات المتسلطة، التي ربما تزعج لكنها لم ولن توقف مسيرة الحق والواجب التي ننتهجها في نصرة كل الأشقاء أينما كانوا ووُجدوا، فالأردن معروف بمواقفه القومية الوطنية التي ستظل منارة للكرامة، كما أن الأردن أكبر من كل محاولات التشكيك والتخوين والاستخفاف بمواقفه، فليس غريبا أن تواجه القضايا الوطنية التي نتبناها، أصواتا متطفلة تهاجمها من باب الحقد. ولكي تصل الحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها، نذكرهم بأن المملكة كانت أول من كسر الحصار على غزة فعليا، بعد إدخال شاحنات الطحين عبر معبر كرم أبو سالم في خطوة شجاعة سبقت الجميع، تبعتها سلسلة من الإنزالات الجوية نفذها سلاح الجو الملكي الأردني لإيصال المساعدات، كما تواصل المستشفيات الميدانية الأردنية تقديم خدماتها رغم القصف، لتبقى شاهدا حيا على صدق الموقف وعمق الالتزام. خلاصة القول، الأردن ثابت على مواقفه، مخلص لأشقائه في غزة، ولن ينشغل ويلتفت لـ'أصوات الأفاعي' السياسية التي تحاول تأجيج الفتن، وتبخيس المواقف، فالمملكة ستواصل دعمها اللامحدود لغزة، مؤكدة أن 'صوت الحق' والوفاء أعلى وأقوى من كل 'الأصوات الفارغة' و'فحيح الأفاعي' التي لم ولن نلتفت لها.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
الضفة الغربية على شفا الانفجار
رمزي بارود* - (كونسورتيوم نيوز) 25/7/2025 ترجمة: علاء الدين أبو زينة القمع المنهجي الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي المحتلة مصمم لإثارة انفجار شعبي بين الفلسطينيين. ونقطة الانفجار تقترب سريعًا. اضافة اعلان * * * تتبع إسرائيل بدقة نموذجًا مدروسًا لإثارة الاضطرابات في الضفة الغربية المحتلة. وتمثل أحدث الاستفزازات في تجريد بلدية الخليل، التي يديرها الفلسطينيون، من صلاحياتها الإدارية على المسجد الإبراهيمي الشريف. والأسوأ من ذلك، بحسب صحيفة "إسرائيل هايوم"، هو أن هذه الصلاحيات مُنحت للمجلس الديني التابع لمستوطنة "كريات أربع" اليهودية، وهي كيان استيطاني معروف بالتطرف المفرط. وعلى الرغم من أن جميع المستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة يمكن وصفهم بالمتطرفين، فإن المستوطنين البالغ عددهم نحو 7.500 في كريات أربع يمثلون فئة أشد تطرفًا من البقية. وتخدم المستوطنة، التي أُنشئت في العام 1972 لتكون موطئ قدم استراتيجيا يبرر إخضاع مدينة الخليل لرقابة عسكرية أكثر شدة من الرقابة المفروضة على أي منطقة أخرى تقريبًا في الضفة الغربية. وترتبط كريات أربع بصورة سيئة السمعة بالمجزرة التي ارتكبها المستوطن الأميركي-الإسرائيلي باروخ غولدشتاين، الذي شن هجومًا مروعًا في شباط (فبراير) 1994، فتح فيه النار على المصلين المسلمين وهم يؤدون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي، وقتل 29 منهم بوحشية. وسرعان ما جاءت في أعقاب هذه المجزرة واحدة أخرى، حين انقض الجيش الإسرائيلي بمنتهى الوحشية على التظاهرات الفلسطينية في الخليل وسائر مدن الضفة، مما أسفر عن مقتل 25 فلسطينيًا آخرين. مع ذلك، خلصت "لجنة شمغار" الإسرائيلية، المكلّفة بالتحقيق في المجزرة، في العام نفسه إلى قرار بتقسيم الحرم الإبراهيمي -الموقع الذي يتسم بأهمية دينية بالغة- وبشكل فاضح بحيث يكون 63 في المائة منه للمصلين اليهود ومجرد 37 في المائة منه فقط للمسلمين الفلسطينيين. ومنذ ذلك القرار الكارثي، فُرضت على الفلسطينيين قيود قمعية منهجية. وشملت هذه القيود فرض رقابة شديدة، وفي بعض الأحيان فرض إغلاقات مطوّلة تعسفية وغير مبررة للموقع، وتخصيصه خلالها لاستخدام المستوطنين بشكل حصري. ينطوي القرار الأخير، الذي وصفته صحيفة "إسرائيل هيوم" بأنه "تاريخي وغير مسبوق"، على خطر بالغ. فهو يضع مصير هذا المسجد التاريخي الفلسطيني في يد جهات يهودية متطرفة تسعى بلا هوادة إلى الاستيلاء الكامل عليه. لكن الحرم الإبراهيمي ليس سوى تجلٍ مصغّر لواقع أكثر قتامة يتكشف في عموم الضفة الغربية. فقد استغلت إسرائيل حربها في غزة لتصعيد العنف في الضفة بشكل كبير، من خلال تنفيذ حملات الاعتقال الجماعية، ومصادرة مساحات شاسعة من الأرض، وتدمير المزارع والبساتين الفلسطينية، وتوسيع الاستيطان غير الشرعي بطريقة عدوانية محمومة. على الرغم من أن الضفة الغربية، التي خضعت طويلًا لتنسيق أمني مشترك بين الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، لم تكن طرفًا مباشرًا في هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، ولا في الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في غزة، فإنها أصبحت بشكل غير مبرر موضع تركيز رئيسيا للإجراءات العسكرية الإسرائيلية. في العام الأول من الحرب، تم اعتقال أكثر من 10.400 فلسطيني في الضفة، احتُجز آلاف منهم من دون مواجهة أي تهم. كما تم التطهير العرقي القسري لمئات الفلسطينيين، خصوصًا في شمال الضفة الغربية، حيث دُمّرت مخيمات وبلدات بأكملها خلال الحملات العسكرية الإسرائيلية المطوَّلة. والهدف الإسرائيلي الأشمل هو خنق الضفة الغربية. وهو ما يتم تحقيقه من خلال تقطيع أوصال المجتمع الفلسطيني بحواجز عسكرية في كل مكان، وإغلاق مناطق واسعة بالكامل، وحرمان عشرات آلاف العمال الفلسطينيين من تصاريح العمل، وهم الذين يعتمد معظمهم على سوق العمل الإسرائيلي كمصدر رئيسي للبقاء وكسب لقمة العيش. كما استهدف هذا المخطط الخبيث بشكل صريح جميع المواقع المقدسة الفلسطينية، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف في القدس الشرقية المحتلة والمسجد الإبراهيمي. وحتى عندما كانت هذه المزارات المقدسة متاحة اسميًا، جعلت قيود العمر ونقاط التفتيش العسكرية الخانقة من الصعب على الفلسطينيين، وأحيانًا من المستحيل عليهم تمامًا، أداء صلواتهم فيها. في آب (أغسطس) 2024، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حملته العنيفة المستمرة ضد الضفة الغربية تأتي في إطار مواجهة "محور الإرهاب الإيراني الأوسع". وكان هذا التصريح، عمليًا، بمثابة ضوء أخضر للجيش الإسرائيلي للتعامل مع الضفة الغربية كامتداد لحملة لإبادة الجماعية الجارية في غزة. وبحلول منتصف تموز (يوليو) 2025، كان أكثر من 900 فلسطيني قد قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، في حين قتل المستوطنون ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا آخرين. مع تزايد الضغط على الفلسطينيين ودفعهم أبعد إلى الجدار، وغياب استراتيجية مركزية من قيادتهم لمقاومة فعالة ذات معنى، زادت إسرائيل بشكل هائل من بناء المستوطنات غير القانونية وأضفت الشرعية على العديد من البؤر الاستيطانية التي شيدت في كثير من الأحيان بشكل غير قانوني حتى وفقًا لمعايير الحكومة الإسرائيلية نفسها. لم تكن أعمال إسرائيل في الضفة الغربية انحرافًا مفاجئًا، وإنما كانت امتدادًا لمخطط خبيث قائم منذ فترة طويلة. ويتضمن ذلك خطة أقرها الكنيست الإسرائيلي في العام 2020 تسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية رسميًا. وكان الهدف النهائي لإسرائيل دائمًا هو حصر غالبية الفلسطينيين في جيوب شبيهة بـ"البانتوستانات"، بينما تؤكد في الوقت نفسه سيطرتها الكاملة على الجزء الأكبر من المنطقة. عبر عن هذه الفكرة الشريرة في آب (أغسطس) 2023 وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، حين قال: "حقّي، وحق زوجتي وأولادي في التنقل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) أهم من حرية الحركة للعرب". وسرعان ما أعقبت ذلك إجراءات قسرية إضافية، منها قوانين طُرحت في الكنيست تحدّ من عمل "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، وتشريعات أخرى لتثبيت الضم بحكم الواقع. في أيار (مايو) الماضي، أعلن سموتريش بوقاحة عن إقامة 22 مستوطنة جديدة. وفي 2 تموز (يوليو)، دعا 14 وزيرًا إسرائيليًا نتنياهو علنًا إلى ضم الضفة الغربية على الفور. في الواقع، كان كل إجراء اتخذته إسرائيل، خصوصًا منذ بدء حملتها الإبادية المدمرة لغزة، محسوبًا بدقة ليُفضي إلى ضم لا رجعة فيه للضفة الغربية -وهو مسار سيليه حتمًا إعلان السكان الأصليين "غير مرغوب فيهم" في وطنهم الخاص. هذا المستوى من القمع المنهجي والضغط سيؤدي في النهاية إلى انفجار شعبي. وعلى الرغم من القمع الوحشي الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي، والإرهاب الذي يطلقه المستوطنون المسلحون، والإجراءات القمعية للسلطة الفلسطينية، فإن نقطة الانفجار تقترب بسرعة. على أولئك في الغرب الذين يطلقون النداءات والدعوات الجوفاء إلى الهدوء وتخفيف التصعيد أن يدركوا أن المنطقة تقترب مسرعة من حافة الهاوية. لا يمكن للبيانات الدبلوماسية الفارغة، ولا البيانات الصحفية العقيمة، أن تمنع الكارثة. ويُنصح هؤلاء بالتحرك بحسم ضد السياسات التدميرية التي تنتهجها إسرائيل، وعليهم أن يتحركوا على الفور. *رمزي بارود Dr. Ramzy Baroud: صحفي وكاتب ورئيس تحرير صحيفة "ذا باليستين كرونيكل". له ستة كتب منشورة، من بينها أحدث كتبه الذي شارك في تحريره مع إيلان بابي بعنوان "رؤيتنا للتحرير: قادة ومثقفون فلسطينيون منخرطون يتحدثون علنًا" Our Vision for Liberation: Engaged Palestinian Leaders and Intellectuals Speak Out. وتشمل كتبه الأخرى "أبي كان مقاتلًا من أجل الحرية" My Father was a Freedom Fighter ؛ و"الأرض الأخيرة" The Last Earth. وهو باحث أول غير مقيم في "مركز الإسلام والشؤون العالمية". *نشر هذا المقال تحت عنوان: West Bank on the Brink


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
هل يضغط ستارمر على ترامب لإنهاء المجاعة في غزة؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان جوناثان فريدلاند* - (الغارديان) 25/7/2025يلتقي رئيس وزراء بريطانيا نظيره الأميركي يوم الاثنين، وعليه أن يحث ترامب على فرض نهاية لعذاب الفلسطينيين.* * *عظيم جدًا هو اليأس، وكثيف جدًا بحيث أصبحت آمال الفلسطينيين في غزة معلقةً كلها على رجلٍ يطمع في أرضهم ويريد رؤيتهم وقد أزيلوا منها. الرجل المعني هو دونالد ترامب -وثمة في نهاية الأسبوع فرصة نادرة للضغط عليه من أجل أن يفعل الصواب.ولا ينبغي أن يكون ثمة غموض بشأن ما هو الصواب. في الوضع المثالي، يعني ذلك أن يستخدم الرئيس الأميركي نفوذه ليجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إنهاء حربه التي قاربت على دخول شهرها الثاني والعشرين في غزة. ولكن، إذا كان ذلك كثيرًا على ما يمكن طلبه، فثمة مطلب أكثر إلحاحًا يجب على ترامب أن يطرحه على الفور: أن ترفع إسرائيل جميع القيود، وتزيل العوائق البيروقراطية كافة، وتسمح بإغراق غزة بالغذاء والدواء الذي يحتاجه الناس هناك بشكل ملح -وأن يتم ذلك على الفور.هذه قضية لا ينبغي حتى أن نضطر إلى إقامتها. إنها أكثر من واضحة، خاصة في الصور التي هزّت العالم وصدمته هذا الأسبوع. لا بد أن صورة المرأة التي تحمل طفلًا هيكليًا على الصفحة الأولى من صحيفة "الغارديان"، وصورة الرضيع الهزيل على غلاف الـ"ديلي إكسبرس"، تطاردان كل من تقع أعينهم عليهما. ما إن تراهما، فإنك لا تستطيع سوى أن تظل تراهما.وبالمثل، لا يمكنك أن تمحو من سمعك صوت الأم الغزية التي كان أشد ألمها ليس جوعها هي، وإنما عجزها عن إطعام ابنتها. لا يمكنك أن تتظاهر بعدم معرفة أن الأطباء في غرف الطوارئ القليلة المتبقية في غزة يفقدون وعيهم هم أنفسهم من قلة الطعام. أو أن وكالات أنباء مثل "بي بي سي" و"أسوشيتد برس" و"فرانس برس" و"رويترز" اتحدت في التحذير من أن الصحفيين الميدانيين الذين تعتمد عليهم -لأن إسرائيل ما تزال تمنع الصحفيين من الدخول الحر إلى غزة- لم يعودوا قادرين على العمل لأنهم يتضورون جوعًا. أو أن عمال الإغاثة أنفسهم، شأنهم شأن الناس الذين يحاولون أن يساعدوهم، "يضمحلون" ويتلاشون، وفقًا لبيان مشترك لأكثر من مائة منظمة إغاثة دولية ومنظمة حقوقية، من بينها "أطباء بلا حدود"، و"أنقذوا الأطفال"، و"أوكسفام".تُصر إسرائيل على أن الكثير من المساعدات تدخل إلى غزة؛ وتنشر مقاطع فيديو تُظهر مئات الحاويات داخل القطاع، وتقول إنها تنتظر فقط أن تقوم الأمم المتحدة وغيرها بأخذها وتوزيعها. وتدّعي أن "عنق الزجاجة المتمثل في أخذها" هو المشكلة. وترد الأمم المتحدة بأنها لا تستطيع أولًا أن تحصل من إسرائيل على التصاريح اللازمة لنقل المساعدات عبر مناطق أعلنتها إسرائيل نفسها مناطق عسكرية، وأنها -ثانيًا- لا تتلقى ضمانات بأن الفلسطينيين الذين يقتربون من قوافل الإغاثة لاستلام المساعدات لن يتعرضوا لإطلاق النار.يمكنك أن ترى لماذا تُعدّ هذه الضمانات ضرورية، بالنظر إلى أن أكثر من ألف فلسطيني، الذين لم تكن جريرتهم سوى كونهم جائعين ويائسين، قد تم -بحسب الأمم المتحدة- إطلاق النار عليهم وقتلهم في، أو بالقرب من، نقاط توزيع الغذاء التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، الهيئة الأميركية-الإسرائيلية المشتركة التي أوكلت المهام التي كانت تؤديها الأمم المتحدة وغيرها إلى الأيدي السعيدة بضغط الزناد للمقاولين الأميركيين وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي. وبتوزيع الطعام في أربعة مواقع فقط -بدلًا من المئات التي يمكن أن تديرها الوكالات الدولية- والتي لا تفتح أحيانًا سوى لمدة 11 دقيقة فقط، وصف أحد مسؤولي الأمم المتحدة هذا الأسبوع عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها "مصيدة موت سادية".لا معنى لتذمر إسرائيل بشأن عنق الزجاجة وما شابه. إن هذه دولة تمتلك من المعرفة التقنية والعبقرية ما يمكّنها من ضرب أهداف نووية وغيرها في عمق إيران، ومن اغتيال مقاتلي "حزب الله" من خلال أجهزة النداء الخاصة بهم. ولو أنها أرادت أن تضمن حصول أهالي غزة الجائعين على الغذاء والماء والدواء، ولو توافرت لديها النية، لأمكنها أن تفعل ذلك الآن. (لاحظ قرار الجمعة، الذي جاء بلا شك استجابةً للغضب الدولي الحالي، بالسماح بإسقاط المساعدات من الجو من الأردن والإمارات العربية المتحدة). إنها إذن مسألة قرار سياسي يتخذه نتنياهو، وهو قرار لا أخلاقي، يستخدم فيه تدفق المساعدات كورقة مساومة في مفاوضاته الجارية -التي لم تُثمر شيئًا حتى الآن- مع "حماس" حول وقف إطلاق النار، تمامًا كما هو قرار سياسي من "حماس" أن ترفض تقديم التنازلات التي قد تُخفف من هول الكارثة الواقعة على شعبها.إذا كان نتنياهو و"حماس" يفتقران إلى الإرادة اللازمة لإنهاء هذا الكابوس، فإن ذلك يترك شخصًا واحدًا فقط يمكنه بالتأكيد أن يفرض نهاية له: ترامب. إن الولايات المتحدة هي التي تسلح إسرائيل وتمدّها بالحياة. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الأسلحة المورّدة من الولايات المتحدة بشكل رئيسي هي التي تتيح لإسرائيل أن تمطر "أكثر من ألف قنبلة وصاروخ على غزة كل أسبوع"، حتى في هذا الوقت، على الرغم من أن الجزء الأكبر من المناطق هناك قد تحول إلى أنقاض. إذا أصرّ ترامب على وجوب إنهاء هذه الحرب، فإنها سوف تنتهي بالتأكيد. وإذا أصرّ على أن أطفال غزة يجب أن يأكلوا، فسوف يأكلون. هذه هي القوة التي يتيحها له منصبه، وقوة تأثيره الخاصة على نتنياهو: على عكس جو بايدن، لا يوجد من يقف فوق كتفي هذا الرئيس الأميركي ليكبحه. وليس لدى نتنياهو أحد آخر يلجأ إليه.فهل سيصدر ترامب هذا التوجيه، ويخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن لحظة "كفى" قد حانت أخيرًا؟ يُقال لنا إنه لا يستطيع أن يتحمل رؤية مشاهد المعاناة على شاشة التلفاز، وإن نفوره من التورط العسكري الأميركي يعود جزئيًا إلى هذا الاشمئزاز. ومن الواضح أيضًا أن أناهُ تتوق إلى الغنيمة الوحيدة التي راوغته وأفلتت منه، والتي أُعطيت، في ما يثير حنقه الأبدي، إلى سلفه الأول. إنه يريد أن يكون مثل باراك أوباما ويحصل على جائزة نوبل للسلام.ومع ذلك، فإن هذا هو الرجل نفسه الذي تتمثل خطته لغزة في إفراغها من سكانها -"مؤقتًا أو ربما على المدى الطويل"- وتحويلها إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، التي تمتلئ بما وصفه صهره ذات مرة بشكل لا يُنسى بـ"العقارات المطلة على الواجهة المائية". إذا ظل هذا هو هدفه، فلن يكون في عجلة من أمره لإنقاذ أولئك الذين يريد إزاحتهم من الطريق.والأكثر من ذلك أنه خلال الأيام العديدة التي قضاها في اجتماعات في البيت الأبيض مع نتنياهو هذا الشهر، لم يمارس ترامب أي ضغط تمكن رؤيته على رئيس الوزراء الإسرائيلي لعقد صفقة مع "حماس"، وفضّل، كما يبدو، الانغماس في التربيت المتبادل على الظهر بعد عمليتهما العسكرية المشتركة ضد إيران قبل أسبوعين تقريبًا. وقد اختفى ذلك الترامب الذي فرض نهاية لتلك الحلقة من خلال إصدار تعليماته لنتنياهو بالتوقف عن قصف إيران، وإعادة الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها، وهو ما فعله نتنياهو بإذعان.في هذه الأيام، ثمة فرصة لحثّ "الحمامة" داخل ترامب على أن تتغلّب على "الصقر"، ولا تقع هذه الفرصة في يد أحد آخر سوى كير ستارمر. الآن، يقوم الرئيس الأميركي بزيارة إلى ملاعب الغولف التي يملكها في اسكتلندا، لكنه سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني. وقد يجد ستارمر إغراء في استخدام هذا الاجتماع للتوسل بشأن الرسوم الجمركية، بالنظر إلى أن ترامب تحدث بشكل مشؤوم عن رغبته في "تنقيح" اتفاقية التجارة الأميركية-البريطانية. وقد يرغب أيضًا في الحديث عن أوكرانيا أو "الناتو". وكل هذا مهم. لكن على ستارمر أيضًا أن يستغل هذه اللحظة، وأي قدر من الثقة وحسن النية يكون قد بناه مع ترامب، ليضغط عليه بشأن غزة.ربما يذكره بجائزة نوبل؛ وربما يستخدم الإطراء، فيخبر ترامب بأنه الرجل الوحيد في العالم القادر على إحداث فرق -وهذا بالمناسبة، صحيح. أيًا كانت الوسيلة، يجب على ستارمر أن يُقدم على هذه الخطوة. هذه أزمة لم يعد بالإمكان أن تنتظر أكثر بعد الآن.*جوناثان فريدلاند Jonathan Freedland: صحفي وكاتب ومقدم برامج بريطاني، ويُعرف بكونه كاتب عمود بارزًا في صحيفة الغارديان. يكتب في قضايا السياسة والشؤون الخارجية والمسائل اليهودية، وقد نال تقديرًا واسعًا لتعليقاته حول الشرق الأوسط والسياسة الأميركية. كما نشر روايات إثارة وتشويق تحت الاسم المستعار "سام بورن"، ويُسهم بانتظام في برامج "هيئة الإذاعة البريطانية" (BBC)، مما يجعله صوتًا بارزًا في الخطاب العام البريطاني.*نشر هذا المقال تحت عنوان: To end the starvation in Gaza, Trump must lean on Netanyahu – so Starmer must lean on Trump