
الهند وباكستان.. من يتفوق في القدرات العسكرية؟
ألقى الهجوم المسلح على إقليم كشمير الذي أسقط ضحايا بظلاله على النزاع الحدودي المتواصل بين الهند وباكستان منذ 1947، وهو ما قد يُنذر باتساع رقعة التوتر، وتزايد احتمالات المواجهة العسكرية بينهما.
وبحسب موقع Global Firepower، المختص بترتيب القوى العسكرية حول العالم، تحتل الهند المرتبة الرابعة بين أقوى الجيوش في العالم، مقابل المرتبة الـ12 لباكستان.
وتتفوق الهند بشكل واضح فيما يتعلق بالأفراد العسكريين في الخدمة البالغ عددهم 1.5 مليون تقريباً، مقابل 650 ألف عسكري في باكستان.
وزادت الهند مؤخراً من الإنفاق العسكري بشكل مطرد، ليبلغ 75 مليار دولار خلال السنة المالية 2024، مقابل 7.6 مليار لباكستان من العام نفسه. كما تتفوق نيودلهي في تعداد قواتها الجوية بـ2229 طائرة حربية، مقابل 1399 طائرة حربية لإسلام آباد.
وتمتلك الهند نحو 180 قنبلة نووية، فيما تحتفظ باكستان بـ170 قنبلة نووية، وفق إحصائيات جمعية علماء الذرة الأميركيين، وتُصنّفان ضمن تسع دول نووية في العالم، رغم عدم إقرارهما رسمياً بامتلاك هذا السلاح الاستراتيجي.
المقاتلات الجوية الهندية
تمتلك الهند 2229 طائرة، من بينها 513 مقاتلة. وتشمل طرازات SU-30 الروسية، وRafale M الفرنسية، التي تعتبرها منافساً قوياً لمقاتلات الجيل الخامس.
وتحدَّث قائد القوات الجوية الهندية السابق، آر كيه إس بهادوريا، في تصريحات سابقة، عن الأهمية الاستراتيجية لطائرات Rafale المقاتلة، لافتاً إلى أنها "أقوى نظام أسلحة في المخزون" لدى الهند حالياً.
وأشار إلى أن وصول أول طائرة Rafale دفع الصين إلى نشر أربع مقاتلات من طراز J-20 رداً على تلك الخطوة.
قدرات الطائرة Rafale
وتُعتبر الطائرة Rafale مقاتلة متعددة المهام ثنائية المحرك وبجناح دلتا من الجيل الرابع والنصف، وهي من إنتاج شركة داسو للطيران الفرنسية.
وتبلغ سرعتها القصوى 1.8 ماخ، ويتجاوز مدى طيرانها 1000 كيلومتر. وتوفر إلكترونياتها المتطورة وعياً ظرفياً فائقاً وقدرة على البقاء، وفق موقع Vajiram البحثي.
وتتميز Rafale بتصميم انسيابي أنيق، مع تحميل مثالي للجناح، ومقاومة منخفضة للسحب، وثبات مريح لتعزيز القدرة على المناورة، ويوفر تصميم الجناح المثلث نسبة رفع إلى مقاومة عالية. كما توفر الأجنحة الجانبية رفعاً إضافياً وتسمح بالإقلاع القصير.
وتعتبر المعدات الإلكترونية الرئيسية هي رادار RBE2 AESA، وأجهزة البصريات في القطاع الأمامي، ونظام التحذير الشامل المنفصل، ونظام الحرب الإلكترونية المتقدم SPECTRA.
وتعمل بمحركين توربينيين من طراز SNECMA M88، يوفران قوة دفع جافة تبلغ 50 كيلو نيوتن، و75 كيلو نيوتن مع وجود حارقات لاحقة، وهذا يوفر قدرة فائقة على الطيران فوق الصوتي. وتحتوي الحقيبة على 14 نقطة تعليق يمكنها حمل حمولات خارجية تصل إلى 9500 كيلوجرام.
وتحتوي طائرات Rafale التابعة للقوات الجوية الهندية على 13 تحسيناً لتلبية متطلبات الهند، بما في ذلك أوضاع الرادار، وأجهزة التشويش منخفضة النطاق، والخوذات، وما إلى ذلك.
ويتم دمج شاشة عرض مثبتة على خوذة لتوفير استهداف الصواريخ عبر خط الرؤية، وأجهزة تشويش وأجهزة استقبال إنذار راداري لتعزيز القدرة على البقاء ضد الصواريخ. وتتيح القدرة على التشغيل البارد المخصص للطائرة العمل من قواعد عالية الارتفاع.
كما تم تركيب صاروخ كروز Brahmos الهندي لتعزيز قدرته على الضربة البحرية، والتكامل مع صواريخ جو-جو من طراز Astra وBrahmos NG الهندية لتعزيز القدرة القتالية الجوية.
وتوسيع نطاق الاتصالات الصوتية والبيانية عبر شبكات الأقمار الاصطناعية الهندية والإلكترونيات الجوية، بالإضافة إلى التوافق مع الأنظمة الهندية مثل طائرات التزود بالوقود جواً.
ولتحقيق قدرات متعددة الأدوار، يمكن لطائرة Rafale أن تحمل مجموعة واسعة من الأسلحة جو-جو، وجو-أرض، وأسلحة مضادة للسفن، منها، صواريخ جو-جو من طراز Meteor، وهو صاروخ موجه بالرادار النشط خارج مدى الرؤية مزود بدفع نفاث، ويصل مداه إلى أكثر من 100 كيلومتر، ويوفر هيمنة جوية ضد الأهداف السريعة والمناورة.
الطائرات المقاتلة الباكستانية
تتنوع القوى الجوية في باكستان بين المقاتلات والطائرات الاعتراضية والمسيّرة، والتفوق الجوي، بإجمالي 1399 طائرة، من بينها 328 مقاتلة.
وتبرز طائرات General Dynamics F-16 Fighting Falcon، وCAC/PAC JF-17 Thunder، وDassault Mirage III، وDassault Mirage 5، وJ-10C Fighter Jets، في سلاحها الجوي.
طائرة F-16 فالكون
تُعتبر طائرة F-16 falcon مقاتلة خفيفة الوزن ومتعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات جو-جو، والاعتراض، وإطلاق الأسلحة النووية التكتيكية.
وذكرت مجلة Air & Space Forces، أن مقاتلة 16 Falcon-F، واحدة من أكثر المقاتلات قدرة على المناورة. ويمكن تسليحها بمدفع M61A1 عيار 20 ملم، وما يصل إلى 6 صواريخ جو-جو من طراز AIM-9 Sidewinder، أو AIM-120 AMRAAMs.
وتمتلك القوات الجوية الباكستانية حالياً نموذج Block 15 F-16A / B قيد التشغيل، والذي يحتوي على رادار 66-APG مطور يجعله قريباً من تقنية الرادار MLU، وفقاً لموقع F-16.net.
وتُعتبر الميزة الرئيسية في هذا المتغير، هي القدرة على استخدام صواريخ AIM-7 Sparrow و AIM-120 AMRAAM، بالإضافة إلى أن الرادار قادر على فرز التشكيلات الضيقة للطائرات ولديه زيادة في المدى بنسبة 15% - 20% مقارنة بالنماذج السابقة.
وتحمل طائرات F-16 الباكستانية عادة صاروخين من طراز AIM-9L Sidewinder على قضبان طرف الجناح جنباً إلى جنب مع زوج من AIM-9P-4 على الرفوف السفلية الخارجية.
ويمكن للنسخة الباكستانية إطلاق قنابل Paveway الموجهة بالليزر، وإطلاق الصاروخ الفرنسي AS-30 الموجه بالليزر.
طائرة JF-17
تتفوق باكستان بقدرتها على إنتاج مقاتلة محلية الصنع خفيفة الوزن JF-17 Thunder. وجرى تطويرها كمشروع مشترك بين مجمع الطيران الباكستاني - PAC، وشركة كامرا وشركة صناعة الطائرات تشنغدو - CAC الصينية.
وتمتلك قدرات قتالية جو-جو، وجو-أرض فائقة. وذكر موقع مجمع الصناعات الباكستاني، أن إلكترونيات الطيران الحديثة والأنظمة الفرعية المتكاملة وأجهزة التحكم في الطيران المحوسبة، والقدرة على استخدام أحدث الأسلحة توفر ميزة حاسمة لطائرة JF-17 على الخصوم من الفئة نفسها.
وتتمتع هذه المقاتلة القتالية الخفيفة متعددة الأدوار، في جميع الأحوال الجوية، بقدرة رائعة على المناورة القتالية على ارتفاعات متوسطة ومنخفضة.
وبفضل القوة النارية الفعّالة وخفة الحركة والقدرة على البقاء في القتال، من المرجح أن تبرز الطائرة كمنصة قوية لأي قوة جوية. وجرى طرح أول طائرة نموذجية من طراز JF-17 في مايو 2003، وأدت أول رحلة لها في أغسطس من العام ذاته.
وتم الانتهاء من اختبار الطيران الأساسي في عام 2007 والذي شهد أيضاً وصول طائرة JF-17 Thunder إلى باكستان. وجرى إدخال طائرات JF-17 رسمياً في القوات الجوية الباكستانية عن طريق استبدال الأسطول القديم.
ويعمل حالياً 7 أسراب من القوات الجوية الباكستانية على تشغيل طائرات JF-17.
وتحظى الطائرة الباكستانية-الصينية بالقدرة على حمْل بعض أحدث الأسلحة التقليدية والحديثة، بينها صواريخ نشطة تتجاوز المدى البصري، وصواريخ قصيرة المدى بالأشعة تحت الحمراء عالية الحركة، وصواريخ جو- بحر، والصواريخ المضادة للإشعاع، والأسلحة الموجهة بالليزر، وقنابل اختراق المدرج، وأسلحة المواجهة، وقنابل للأغراض العامة، وقنابل التدريب، ومدفع مزدوج الماسورة عيار 23 ملم.
قدارت الهند الصاروخية
أجرت الهند العام الماضي، نحو 14 تجربة صاروخية، بما في ذلك صواريخ كروز وباليستية وصواريخ فرط صوتية.
وفي بداية عام 2024، اختبرت الهند بنجاح صاروخ Agni-V المجهز بتقنية مركبات إعادة الدخول المتعددة القابلة للاستهداف بشكل مستقل (MIRV)، وذلك وفقاً لموقع The Diplomat.
وفي نوفمبر الماضي، اختبرت الهند صاروخاً بعيد المدى فرط صوتي، لتصبح واحدة من الدول القليلة التي تمتلك هذه التقنية. وأجْرت أيضاً تجربة إطلاق لصاروخ باليستي من غواصات K4 (SLBM) ونشرته على INS Arighaat.
كما اختبرت الهند نسخة محسّنة من صاروخ كروز Nirbhay، الذي يبلغ مداه نحو 1000 كيلومتر ويمكن أن يكون مكوناً مهماً في قوة الصواريخ المتكاملة الهندية المطورة حديثاً.
في المقابل، أجْرت باكستان اختباراً على منظومة صواريخ "فاتح-2"، وأعادت اختبار صاروخ "شاهين-2"، الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر، لتحسين دقته وتعزيز قدرته على البقاء.
وبنهاية العام الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على برنامج الصواريخ الباكستاني، زاعمة أن إسلام آباد تُصنّع صواريخ قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، وهو ادّعاء دحضته باكستان بشدة.
صاروخ Agni-V
يُعد صاروخ Agni-V الباليستي العابر للقارات (ICBM)، يتجاوز مداه 7 آلاف كيلومتر، ويمكن استخدام تقنية MIRV ضد أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي، كما أنها سلاح مضاد فعال.
ويمكن استخدام الصواريخ المجهزة بتقنية MIRV كخيار للضربة الأولى، ما يزيد بشكل كبير من قوة الهجوم من خلال زيادة التفوق العددي على القوة المدافعة، ويمكن كذلك استخدامها لتدمير أهداف محصنة باستخدام رؤوس حربية متعددة ضمن دائرة قطرها بضعة كيلومترات.
وتُسهم القدرة على نشر تقنية المركبات متعددة الرؤوس الحربية (MIRV) على صاروخ Agni-V في تغيير موقف الهند النووي من رادع أدنى موثوق إلى موقف قتالي في مواجهة باكستان.
ويعزز هذا التطور ادعاء باكستان بأن الهند تنتقل من استراتيجية عدم البدء بالاستخدام إلى استراتيجية الضربة الأولى الشاملة.
صاروخ Brahmos
يُعد Brahmos صاروخ كروز مضاد للسفن والهجمات البرية قصير المدى يعمل بمحرك نفاث ذو رأس حربي واحد، تم تطويره وتصنيعه من قِبَل الهند وروسيا.
ويُعتبر الصاروخ الذي اشتق اسمه من نهرَي براهمابوترا وموسكو في الهند وروسيا، مبني على تصميم روسي سابق لصاروخ كروز SS-N-26 (3M55، وذلك وفقاً لموقع Missile Threat.
وفي عام 1998، أُنشئ مشروع مشترك بين منظمة البحث والتطوير الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الهندية وشركة ماشينوسترويينيي الروسية. وأسست الشركتان شركة تُعرف الآن باسم Brahmos للفضاء الجوي، والتي ستتولى تطوير وتصنيع صاروخ Brahmos.
ويتميز صاروخ Brahmos PJ-10 بسرعته الفائقة التي تتراوح بين 2.0 و2.8 ماخ، حسب ارتفاع الطيران المستخدم. وبالإضافة إلى صعوبة اعتراضه، تُعزز هذه السرعة أيضاً قوة الضربة، بالإضافة إلى ذلك، تم تزويد الصاروخ الهندي الروسي بتقنية التخفي المصممة لتقليل وضوحه على الرادار ووسائل الكشف الأخرى.
كما أنه مزود بنظام ملاحة بالقصور الذاتي (INS) يُستخدم ضد أهداف السفن، ونظام ملاحة بالقصور الذاتي/نظام تحديد المواقع العالمي (INS) يُستخدم ضد الأهداف البرية. ويتم التوجيه النهائي بواسطة رادار نشط/سلبي.
ويتراوح مدى صاروخ Brahmos بين 300 و500 كيلومتر، وذلك حسب الطراز ومنصة الإطلاق المستخدمة. ويعمل الصاروخ بمحرك دفع يعمل بالوقود الصلب مع محرك نفاث Ram يعمل بالوقود السائل.
ويبلغ طول النسخة التي تُطلق من السفينة والأرض 8.2 متر، وقطر جسمها 0.67 متر، وتحمل حمولة وزنها 300 كيلوجرام، ووزن إطلاقها 3 آلاف كيلوجرام، أما النسخة التي تُطلق من الجو، فيبلغ طولها 8.0 متر، وقطرها 0.67 متر، وتحمل حمولة وزنها 200 كيلوجرام، ووزن إطلاقها يتراوح بين 2200 و2500 كيلوجرام.
وتحتوي جميع الإصدارات على 4 أجنحة دلتا ذات أطراف مقطوعة في منتصف الجسم، مع أربعة زعانف تحكم دلتا صغيرة في الخلف.
ويحمل صاروخ Brahmos إما رأساً حربياً شديد الانفجار شبه خارق للدروع وزنه 200 أو 300 كيلوجرام، أو رأساً حربياً صغيراً بوزن 250 كجم. ويمكن إطلاقه من نظام إطلاق عمودي، أو قاذف منحدر، أو بدلاً من ذلك من الجو.
وبالإضافة إلى النسخة الأسرع من الصوت من صاروخ Brahmos، تتعاون الهند وروسيا أيضاً على تطوير نسخة فرط الصوتية (التي تتجاوز سرعتها 5 ماخ).
وتشير تقارير إلى أن صاروخ Brahmos-2 سيعمل بمحرك Scramjet بدلاً من محرك Ramjet. كما زعم مسؤولو الدفاع الروس أن الصاروخ سيصل إلى سرعة 5 ماخ المطلوبة لتصنيفه كصاروخ فرط صوتي باستخدام وقود جديد خاص.
قدرات باكستان الصاروخية
ذكر موقع Missile Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن الترسانة الصاروخية الباكستانية تشكل جزءاً مهماً من استراتيجيتها الدفاعية للتعويض عن المزايا العسكرية التقليدية الكبيرة التي تتمتع بها منافستها الرئيسية الهند.
وتتكون الترسانة الباكستانية في المقام الأول من صواريخ باليستية متنقلة قصيرة ومتوسطة المدى، ولكنها تحقق أيضاً خطوات واسعة في قدرتها على صواريخ كروز.
وتلقَّت باكستان مساعدة فنية كبيرة من الصين بشأن برامجها النووية والصاروخية، بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع كوريا الشمالية وإيران في تطوير ونشر هذه الأنظمة.
صاروخ أبابيل
يُعتبر "أبابيل" أول صاروخ باليستي أرض-أرض متوسط المدى (MRBM) في باكستان، وتم الكشف عن الصاروخ ثلاثي المراحل الذي يعمل بالوقود الصلب في اختبار أجري في 24 يناير 2017.
ويشترك تصميمه الأساسي في العديد من الخصائص مع الصواريخ البالستية متوسطة المدى التي تعمل بالوقود الصلب الباكستانية الأخرى، مثل "شاهين 2"، و"شاهين 3"، بالإضافة إلى الصاروخ الصيني CSS-7 SRBM. ويصل أقصى مدى له إلى 2200 كيلومتر.
وفي عام 2010، ذكرت BBC، أن المهندسين الباكستانيين، بمساعدة صينية، كانوا في المراحل المتقدمة من تطوير تكنولوجيا 1 MIRV، وهو اختصار لعبارة "مركبات إعادة الدخول المتعددة القابلة للاستهداف بشكل مستقل"، وهي تقنية تسمح لصاروخ واحد بحمل رؤوس حربية متعددة، كل منها مبرمج بشكل فردي لمهاجمة أهداف مختلفة.
ولم يتم التحقق من تصريحات باكستان بأن صاروخ أبابيل يستخدم تقنية MIRV، وتشير تقارير إلى أن الصاروخ يمكن تجهيزه برؤوس حربية نووية وتقليدية.
صاروخ شاهين 3
يُصنّف "شاهين 3" ضمن قائمة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي تعمل بالوقود الصلب على مرحلتين وتقوم باكستان بتطويره.
ويمكن للصاروخ حمْل حمولات نووية وتقليدية إلى مدى يصل إلى 2750 كيلومتراً، ما يجعله الصاروخ الأطول مدى في الترسانة الاستراتيجية الباكستانية.
وظهر الصاروخ علناً للمرة الأولى خلال عرض عسكري في مارس 2016.
وتشير بعض التكهنات إلى أن باكستان تعمل أيضاً على تجهيز "شاهين 3" بمركبات إعادة الدخول المستقلة المتعددة (MIRV) رداً على المحاولات الهندية لتطوير قدرة دفاع صاروخي.
ويسمح النطاق الكبير للصاروخ "شاهين 3" باستهداف جزر أندامان ونيكوبار في خليج البنجال، وهو السبب الوحيد لتطويرها وفقاً للجنرال خالد كيدواي، الرئيس السابق لقسم الخطط الإستراتيجية.
القدرات البرية للهند
تمتلك الهند 4201 دبابة، ونحو 149 ألف مركبة عسكرية، إضافة إلى 100 مدفع ذاتي الحركة، و3975 مدفع مقطور، و264 راجمة صواريخ.
وتتمتع الهند بأحد أكبر أساطيل الدبابات على مستوى العالم، حيث تضم ما يقرب من 3700 دبابة قتال رئيسية، بما في ذلك دبابة Arjun المنتجة محلياً، ودبابات T-90 وT-72 الروسيتين، وفقاً لمجلة The National Interest.
وأكدت المجلة الأميركية أن استثمار الهند في ترسانة الدبابات الضخمة يأتي من حاجتها إلى الحماية وسط التوترات الإقليمية مع جارتيها الصين وباكستان.
وفي حين أن الدبابات الهندية قد تكون أقل تقدماً من بعض نظيراتها الغربية، فإن أعدادها الكبيرة وانتشارها الاستراتيجي يعكس طموحات الهند العسكرية المتنامية والمشهد الجيوسياسي المعقد الذي تتعامل معه.
ويتألف أسطول الدبابات الهندي من أنواع محلية وروسية، ورغم عدم انحيازها لأي من القوتين العظميين خلال الحرب الباردة، إلا أن الهند تشتري أسلحة من روسيا منذ عقود، بينما دبابتا T-90S/MS Bhishma وT-72 Ajeya هما تصميمان هنديان للدبابة الروسية T-90 و T-72.
دبابة Arjun
على غرار تركيا، استثمرت الهند في الدبابات المحلية، وتُعتبر Arjun دبابة من الجيل الثالث مزودة بدروع تفاعلية مركبة ومتفجرة، وجرى تطويرها بواسطة منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) للجيش الهندي، في إطار برنامج متعدد المختبرات التابع لمنظمة البحث والتطوير الدفاعي بشكل رئيسي في منشأة أبحاث وتطوير المركبات القتالية (CVRDE)، وفق موقع Army Technology.
وتبع تطوير Arjun Mk1 تطوير نسختين مُحسّنتين هما Mk1A وMkII. وأكملت دبابة Arjun Mk1A، المُحسّنة بقوة نيرانية وأنظمة نقل الحركة، اختبارات التكامل النهائية في عام 2019، وحصلت على الموافقة للإنتاج.
فيما تُعتبر نسخة MkII هي دبابة قتال رئيسية مستقبلية خفيفة الوزن (FMBT) مزودة بأجهزة استشعار كهروضوئية وأشعة ليزر عالية الطاقة. ويجري تطويرها بواسطة منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) بإجمالي 93 ترقية، وفقاً لمتطلبات الجيش.
وتُعتبر هذه الدبابة بديلاً محتملاً لأسطول دبابة T-72 الروسية القديمة التابعة للجيش، والبالغ عددها 2400 دبابة.
وكشفت BEL عن نظام جديد للتحكم في الأسلحة للمدفع عيار 12.7 ملم في دبابة Arjun MkII، في معرض Aero India 2017 الجوي الذي أقيم في فبراير 2017.
وبدأ تطوير دبابة القتال الرئيسية Arjun في مارس 1974. واعتمدت بشكل كبير على التكنولوجيا والمعدات الأجنبية.
وقدّم مطور دبابة Leopard 2 الألماني، كراوس مافي، المساعدة في التصميم، لذا فإنها تُشبه دبابة Leopard إلى حد كبير. ويتم استيراد ما بين 25% إلى 30% من مكونات الدبابة، بما في ذلك المحرك، وناقل الحركة، وماسورة المدفع، والمسارات، ونظام التحكم في إطلاق النار.
كما تم تجهيز دبابة Arjun بمدفع رئيسي عيار 120 ملم تم تطويره محلياً مع ذخيرة خارقة للدروع مثبتة على الزعانف (FSAPDS) وذخيرة رأسية شديدة الانفجار (HESH).
ويُثبت مدفع رشاش محوري مضاد للأفراد عيار 7.62 ملم إلى جانب المدفع الرئيسي، ومدفع رشاش عيار 12.7 ملم في أعلى البرج لاستهداف الطائرات والأهداف الأرضية. كما يجري تطوير قذيفة مضادة للمروحيات لمواجهة التهديدات الجوية للدروع.
وتحتوي الدبابة على حاويات خاصة لحمل 39 قذيفة من عيار 120 ملم . تُبقي هذه الحاويات الذخيرة بعيداً عن الطاقم، مما يُعزز فرص البقاء.
ويوفر درع كانشان المركب المعياري المطور حديثاً حماية شاملة للدبابة من الذخيرة المضادة للدبابات، وصُنع هذا الدرع بواسطة قسم تصميم وتطوير الدروع في مختبر أبحاث المعادن الدفاعية (DMRL).
ويتكون الدرع من ألواح مركبة محصورة بين درع متجانس ملفوف (RHA)، قادر على صد قذائف APFDS أو HEAT، ويحتوي البرج على درع كانشان خفيف الوزن ومدمج.
ويتوفر أيضاً خيار إضافة دروع تفاعلية متفجرة، كما تعمل منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) على تطوير تقنية نظام التمويه المتحرك (MCS) بالتعاون مع شركة Barracuda Camouflaging Limited.
القوة البرية الباكستانية
في المقابل، تمتلك باكستان 2627 دبابة، وأكثر من 17 ألف مركبة عسكرية، و662 مدفع ذاتي الحركة، و2629 مدفع مقطور، و600 راجمة صواريخ.
دبابة VT4
تمتلك باكستان عدداً من دبابات القتال الرئيسية المميزة، بينها دبابات محلية الصنع مثل "خالد"، ولكن تبرز VT4 الصينية من الجيل الثالث بإمكانياتها المتطورة في ترسانة القوات البرية.
تُعتبر VT4 لنسخة التصدير، هي جيل جديد من دبابات القتال الرئيسية التي صممتها وصنعتها شركة NORINCO، إذ تستفيد من أحدث التقنيات لدبابات القتال الرئيسية المصممة خصيصاً لمواجهة تحدي الحرب عالية التقنية.
ويضع أداء الدبابة الشامل وقدرتها القتالية بين الدبابات الأكثر تقدماً في العالم، بحسب موقع Army Recognition. وتم الكشف عن هذه الدبابة للمرة الأولى في معرض الدفاع الدولي Eurosatory في يونيو 2012.
وفي أبريل 2020، أفادت تقارير بأن شركة Inner Mongolia First Machinery Group Co، وهي شركة تابعة لشركة China North Industries Group Corporation (NORINCO)، بدأت في تسليم دبابات قتال رئيسية جديدة من طراز VT4 إلى باكستان.
ويتكون التسلح الرئيسي لدبابة VT4 من مدفع أملس عيار 125 ملم مزود بغطاء حراري ومستخرج دخان، ويتم تغذيته بواسطة محمل آلي يحمل إجمالي 22 قذيفة وشحنة يمكن تحميلها بمعدل ثمانية في الدقيقة.
ويمكن للدبابة الباكستانية حمل ما مجموعه 38 طلقة من الذخيرة الرئيسية، وتشمل أنواع ذخيرة التحميل المنفصلة التي يمكن إطلاقها بواسطة مدفع أملس عيار 125 ملم مخترق الطاقة الحركية، ورأس شديد الانفجار، ورأس حربي مضاد للدبابات شديد الانفجار.
ويتمثَّل التسلح المحوري المثبت على يمين المدفع مدفع رشاش عيار 7.62 ملم. ويوجد على قبة القائد محطة أسلحة بعيدة مسلحة بمدفع رشاش ثقيل عيار 12.7 ملم، للاشتباك مع الأهداف الأرضية والجوية.
وتم تجهيز الدبابة بمجموعة من الأسلحة الموجهة، ما يسمح باستخدام الصاروخ الموجه 9K119 Refleks بمدى يصل إلى 5 كيلومترات.
القدارت البحرية للهند
تتفوق الهند بشكل كبير في القدرات البحرية مقارنة بباكستان، وتأتي نيودلهي في المركز السادس عالمياً من حيث الترسانة البحرية، مقابل المرتبة 27 لإسلام آباد.
وتمتلك الهند 293 قطعة بحرية، تأتي في المرتبة السادسة عالمياً، وتشمل حاملتَي طائرات، و13 مدمرة، و14 فرقاطة، و18 كورفيت، و18 غواصة، و135 سفينة دورية، وفق موقع Defense Arabia.
ودشنت البحرية الهندية مؤخراً، أول غواصة من الجيل التالي من فئة Arihant القادرة على حمل صواريخ باليستية، وذلك في إطار جهود نيودلهي لتعزيز قدرات أحد أهم أذرع ثالوثها النووي.
وحملت الغواصة الجديدة المطورة اسم INS Arighat، والتي واجهت عملية تحضيرها للخدمة في القوات البحرية صعوبات كبيرة منذ إطلاقها قبل 8 سنوات في 19 نوفمبر 2017، لتتأخر بذلك أكثر من 3 سنوات عن موعدها المحدد لدخولها الخدمة، وفقاً لمجلة Military Watch.
غواصة Arighat
تُعد الغواصة Arighat واحدة من أخف الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في العالم، حيث تبلغ قوة إزاحتها 6 آلاف طن فقط عندما تكون تحت الماء، وتضم مفاعلاً نووياً بقوة 83 ميجاواط لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيلها.
وعند مقارنة الغواصة الهندية بالغواصة الصاروخية الروسية من فئة Borei، تزن الأخيرة 24 ألف طن وتعمل بمفاعل نووي بقوة 190 ميجاواط، في حين أن أكبر غواصة صواريخ باليستية في العالم من فئة Typhoon السوفيتية تزن أكثر من 40 ألف طن.
تتمتع غواصات الفئة Arihant بالقدرة على حمل ما يصل إلى 12 صاروخاً باليستياً قصير المدى من طراز K-5. ويصل مدى هذه الصواريخ 750 كيلومتراً فقط، أي ما يعادل مدى صاروخ Scud تقريباً. وبإمكان هذه الغواصات حمْل 4 صواريخ باليستية متوسطة المدى من طراز K-4، والتي يبلغ مداها 3500 كيلومتر.
وتحتفظ غواصات الفئة Arihant بأقصر مدى اشتباك من أي نوع من الغواصات القادرة على حمل صواريخ باليستية. ويُعتقد أن الهند تخطط لاقتناء صواريخ باليستية عابرة للقارات لتسليح غواصاتها الاستراتيجية المستقبلية.
وعلى الرغم من أن البحرية الهندية لديها بالفعل غواصة واحدة من فئة Ariant وهي الغواصة INS Arihant، إلا أنه كان يُنظر إليها بمثابة غواصة ذات تصميم مؤقت حتى يمكن إدخال تحسينات عليها مستقبلاً، ولهذا تُعد الغواصة الجديدة INS Arighat أول غواصة محسنة من هذه الفئة.
وتنتج الهند حالياً غواصتين أخريين من فئة Arihant، حيث تشير بعض التقارير إلى أن الغواصتين ستكونان مجهزتين بصواريخ باليستية متوسطة المدى من طراز K-4، بينما سيتم تسليح الغواصة INS Arighat بصواريخ K-5 قصيرة المدى.
وتُعد باكستان وإسرائيل الدولتين الوحيدتين من بين الدول النووية التسع في العالم، اللتين لا تملكان غواصات صواريخ باليستية، على الرغم من أنهما تنشران صواريخ كروز مزودة برؤوس حربية نووية على متن غواصات أصغر تعمل بالديزل والكهرباء.
وتعد الهند وكوريا الشمالية أحدث دولتين نوويتين في بناء عواصات صواريخ باليستية مسلحة نوويًا، حيث أكملت القوات البحرية الكورية بناء غواصتها الثانية من فئة Gorae القادرة على حمل صواريخ باليستية في أواخر عام 2023.
وفي حين أن جميع الغواصات الحديثة في كوريا الشمالية محلية الصنع، فإن الهند لا تزال تعتمد على تصميمات الغواصات الروسية لتشكيل الجزء الأكبر من أسطولها، حيث تعتزم نيودلهي اقتناء غواصات هجومية روسية من فئة Akula التي تعمل بالطاقة النووية.
سلاح البحرية الباكستاني
في المقابل تمتلك باكستان ترسانة متواضعة نسبياً في مواجهة التفوق الهندي، إذ تمتلك 121 قطعة بحرية، تأتي في المرتبة 27 عالمياً، وتشمل 9 فرقاطات، و9 كورفيتات، و8 غواصات، و69 سفينة دورية، بحسب موقع Defense Arabia.
ويعود تاريخ إنشاء سلاح الغواصات في القوات البحرية الباكستانية إلى عام 1964 عندما اشترت غواصة أميركية مستعمله بعد تحديثها من فئه Tench وأطلقت عليها اسم "غازي"، وتبعها لاحقاً بشراء 3 غواصات فرنسيه فئة "دافني" (Daphne).
غواصات Khalid
تُعتبر غواصة "خالد" (Khalid) الأبرز لدى سلاح البحرية الباكستانية، وهي غواصة فرنسية من طراز Agosta class.
وفي مطلع التسعينيات، كانت غواصات من فئة "دافني" التابعة للبحرية الباكستانية تقترب من نهاية عمرها الافتراضي، وفازت شركة DCN International الفرنسية بطلب شراء 3 غواصات Agosta 90B، بحسب موقع Submarines On Stamps.
وكانت البحرية الباكستانية بحاجة إلى تصميم حديث تماماً، يجمع بين الفاعلية التكتيكية وانخفاض تكلفة الشراء والملكية.
ووجدت البحرية الباكستانية في غواصة Agosta خياراً جذاباً للغاية؛ نظراً لإلمامها بالتصميم واحتفاظها بكمية كبيرة من قطع الغيار لغواصات فئة Agosta الأصلية، لذا فإن طلب غواصة الغواصة الفرنسية يُمكنها من خفض النفقات وتخصيص المزيد من الأموال لأنظمة الغواصات.
وسُلّمت أول غواصة من هذه الفئة، وهي الغواصة PNS خالد، إلى البحرية الباكستانية عام 2001. وهي غواصة هجومية، تعمل بالديزل، ومزودة بهيكل مزدوج، وتعمل بطاقم مكون من 36 شخصاً، من 7 ضباط و29 جندياً.
كما يتم تسليحها بصاروخ 4*Aerospatiale SM-39 Exocet المضاد للسفن، ويتم تزويدها أيضاً بـ4 أنابيب طوربيد مقوسة مقاس 21 بوصة، بإجمالي 20 طوربيداً أو صاروخاً.
وتم بناء 3 غواصات، الفئة الأولى خالد S-137، بواسطة حوض بناء السفن الفرنسي DCN، وتم تكليفها في عام 1999، والفئة الثانية سعد S-138، وأرسلت الأجزاء إلى باكستان وتم الانتهاء من البناء بواسطة حوض بناء السفن PN، كراتشي، وتم تكليفها في فبراير 2002.
وكانت آخر غواصة من فئتها غازي S-139، التي بناها حوض بناء السفن الباكستاني بكراتشي، ودخلت الخدمة في ديسمبر 2002، وكانت مُخططة لتزويدها بنظام دفع هوائي مستقل (MESMA) يعمل بالأكسجين السائل بقوة 200 كيلوواط، والذي من شأنه أن يُوسّع هيكل الغواصة بنحو 9 أمتار.
ويُضاعف نظام الدفع الهوائي المستقل أداء الغوص أربع مرات عند سرعة 4 عقد.
في يونيو 2024، ضمت البحرية الباكستانية سفينتين حربيتين، بابور وهونين، إلى أسطولها، بعد أيام من توليها قيادة قوة مهام متعددة الجنسيات، CTF-150، المسؤولة عن ضمان الأمن البحري في المياه الجنوبية الشرقية للشرق الأوسط، والتي تعمل في بحر العرب وخليج عمان وخليج عدن.
سفينة PNS Yamama
في صيف 2024، تسلمت البحرية سفينة PNS Hunain الهولندية. ويبلغ متوسط طول سفينة PNS Yamama نحو 98 متراً بسعة إزاحة تبلغ نحو 2600 طن.
كما يمكنها الإبحار بسرعة 25 ميلاً بحرياً، وهي مناسبة لأداء مجموعة واسعة من العمليات البحرية بما في ذلك الأمن البحري والعمليات العسكرية غير الحربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 44 دقائق
- الوطن
شبهة تحريم الحج وشبهة تحريم التصريح له
جاء كلام يظهر على أنه فتاوى بتحريم الحج هذا العام، وبعضها تحرمه منذ أعوام وبعضها لا تحرم الحج وإنما تفتي بحرمة المال الناتج عنه. وهو كلام لا نزال نسمعه منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حين لم يكن هناك سوى ما تروج له الدولة العثمانية، ومن يتصدرون لتأليف الكتب على ما تريد، كأحمد زيني وابن عبدالشكور وابن جرجيس وابن سند وغيرهم، أما الآن فقد أصبح بإمكان كل فرد أن يكون إعلاماً بذاته، ولذلك فحينما يكثر المعارضون للسعودية تكبر معه جماهيريتهم وتشيع دعايتهم، وهكذا كان. وقلة ممن تحدث في هذا الموضوع من طلبة العلم بشكل علمي رصين، يرجو الحق، ويبتعد عن التَّسيِيس؛ وقد اطلعت على رد أحد هؤلاء وهو مبادرة طيبة، جزاه الله خيراً، لكنه أهمل كثيراً من الجوانب المهمة جداً التي يكتمل رده لو أضافها. وهنا أقول كان كثيرون يقولون إن السعودية كدولة تأخذ كثيراً من المال على الحجاج عند إصدار التأشيرة؛ وإن كان الكلام ليس جديداً، فقد كان يقال مثله منذ أسست مع أنها كانت تصدر تأشيرات الحج مجاناً، فلا غرابة أن يأتي الكلام عليها حين جعلت رسم تأشيرة الحج مبلغ 300 ريال أي أقل من الـ100 دولار وبالتحديد حوالى 80 دولاراً وهو السعر نفسه لتأشيرة الزيارة ولتأشيرة السياحة، أي إن من يدخل السعودية لأي غرض سواء أكان حجاً أم عمرة أم سياحة سيدفع المبلغ نفسه. وهذا المبلغ لا يقتضي هذه الفتوى الشنيعة بتحريم الحج أو تأثيم فاعله أو غير ذلك، لأمور منها: أنه مبلغ أقل بكثير جداً من المبلغ الذي تأخذه من الحجيج دولهم، إذ تأخذ الدول مبالغ تتفاوت ما بين 4 آلاف دولار و500 في بعض الدول العربية، إلى 15 ألف دولار في دول أخرى. إذاً هل يصبح أن يكون دفع 80 دولاراً مؤدياً إلى القول بالتحريم؟ أمر آخر: إن الحج واجب على القادر عليه أياً كان وأينما كان؛ ولو بُلي الناس بحاكم لا قدر الله يأخذ المال الضخم على الحجاج لوجب الحج مع وجود هذا الحاكم، ومع إثمه، فيما إذا كان ما يأخذه فوق ما يكلفه عمل الحج وخدمته بكثير، فإن كان ما يأخذه الحاكم دون ما يكلفه عمل الحج أو مثل ما يُكلفه عمل الحج أو فوقه بمقدار يعادل ربح العمل فهذا أمر مباح وليس محرماً ومن قال بالتحريم فإنما هو من السفهاء حقاً. نعم هم السفهاء حقاً، وليسوا بعلماء ولا بطلاب علم على الحقيقة؛ وذلك أنهم يقولون مثلاً: إن الأموال التي يدفعها الحاج تعود إلى الكيان الصهيوني، وهذا أولاً زعم مخالف للحقيقة كما أنه زعم يَتَصَور صاحبه لجهله أن الـ300 ريال التي يقدمها الحاج كأنها تصير بمجموعها 3 تريليونات أو أكثر، وهذا تصورٌ لا نقول إنه طفولي؛ بل الأطفال يتصورون أفضل منه؛ لأن الـ300 ريال تصير إذا حَسَبْنا الحجاج بمليوني نسمة إلى 600 مليون ريال أي 160 مليون دولار، وهو مبلغ لا يصل إلى قيمة طائرة حربية من الطائرات التي يستخدمها الصهاينة؛ كما أن السعودية وهذا هو الكلام الحق ليس بينها وبين الكيان الصهيوني أية علاقة، وقد حاول خصوم المملكة إثبات ذلك بكلام استطاعوا به تأليب الشعوب غير المتعاطفة مع السعودية، لكنه غير صحيح، وليس لديهم شاهد على ذلك صورة واحدة بين مسؤول سعودي في موقع المسؤولية وأي مسؤول صهيوني؛ مع أن الصهاينة ينشرون الصور بشكل مريب كما نشروا صور بعض من زارهم من كبراء العرب ولهم معهم علاقات وطيدة، وحاول هؤلاء العرب ستر تلك الصور؛ لكن ولع الصهاينة بالفضائح فوق كل اعتبار عندهم. على أي حال هذا رد على القول بوجود علاقة بين السعودية والكيان الصهيوني، مع أنه في حال وجود علاقة لا يمكن القول بتحريم الحج؛ فليست العلاقة تعني الإمداد المالي، وليست أموال الحج هي التي تغني العدو بالسلاح، ومعروفة مصادر العدو من الأسلحة؛ وعلى افتراض كون العدو يشتري الأسلحة بمال السعودية، وهذا افتراض أبعد من الشمس، ولكننا نقوله جدلاً فلا يجعل ذلك الحج محرماً، لأن الله أمر عباده بالحج إلى مكة، ولم يكلف أحداً بتتبع ما يدفعه من مال وأين يصير؛ لأن الله إذا شاء نَصْرَ المسلمين نَصَرَهُم ولو كانت الدنيا تُمِد عدوهم كما فعل، عز وجل، بالمسلمين الأوائل فانتصروا في اليرموك والقادسية وغيرها. وقضية أخرى يذكرها المسيسون ضد السعودية ولم نر عالماً بذل نفسه للعلم- لا للسياسة- ذكرها؛ وهي إنكارهم على المملكة اشتراط التصريح للحج؛ وأَعْلَمُ أن هؤلاء المنكرين لو تولى من يُحِبونه- لأقدر الله- شأن الحج، ونسأله أن يزيد عزنا بمن ولاه الله حكمنا، لأقر التصاريح، وربما زاد عليها؛ ولكن حديثنا هنا سيكون للبعيدين عن تأثير السياسة والحقد والحسد فيهم؛ فنقول لنفرض صحة ما قالوه من عدم ضرورة التصاريح وجواز الاحتيال، نعوذ بالله من ذلك، وهذا ما قاله بعض أدعياء العلم واستدلّ بقوله تعالى «سبيلاً» الواردة في قوله تعالى «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً»، وقال إنها نكرة في سياق الإثبات فتعم كل سبيل، سواء بتصريح أو غير تصريح أو احتيال أو غيره ؛ فأولاً: النكرة في سياق الإثبات لا تعم وهذا وهم منه؛ ثانياً: لو فرضنا صحة ذلك هل سيكون الإسلام هو الإسلام؟ هل الإسلام الذي يدعو إلى الصدق والسماحة والعدل والانضباط والوقار والاعتدال وحفظ المروءة والكرامة، هو الإسلام الذي يبيح الكذب والحيلة والتزوير والاندساس والتذلل للبشر، وكل هذه الصفات هي التي لا بد للمحتال من اقترافها، فهل هذا هو الإسلام، لا والله لا يكون الإسلام بهذا الشكل أبدا. واستدلال هذا المتمشيخ معارض بالكتاب ومعارض بالمصالح، أما معارضته بالكتاب فقوله تعالى ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاسِ وَالحَجِّ وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتُوا البُيوتَ مِن ظُهورِها وَلكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقى وَأتُوا البُيوتَ مِن أَبوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [البقرة: 189] فقوله تعالى «ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها» وقوله «وأتوا البيوت من أبوابها» ظاهر في أن دخول البيوت من ظهورها زيادة مبتدعة في أعمال الحج، وكان الأحمسيون وهم قريش يعملونها، وكذلك الأنصار، فنهوا عن ذلك، فإذا كان دخول البيوت من ظهورها منهي عنه في ذلك الزمن، ففي هذا الزمن أولى ألا تدخل للحج بالحيلة، وهي تقتضي الكذب والكذب محرم في الإسلام، وهو أشد تحريماً إذا كان في عبادة يرجو المرؤ منها أن يخرج من سيئاته كيوم ولدته أمه، فكيف يفتتحها بالحيل والأكاذيب. هذا وإن الحكومة السعودية ترجو أن تضخم من أعداد الحجيج، ولكن كيف تُضَخِّمُهم ومنهم من يحجون دون تصريح فيصلون بذلك إلى ضعف عددهم، وربما إن أتيح الأمر دون رقابة كما يطالب هؤلاء أن يتضاعف العدد أضعافاً أخرى، لذلك فضبط هذا الأمر مما لا شك في ضرورته واتخاذ كافة الوسائل لفعله، فلولا ضبط عدد الحجاج لبطل حج كثير من الناس وذلك لأن عرفة لن تستغرقهم وسوف يبقى كثيرون خارج عرفة والحج كما يعلم الكل: عرفة، وكذلك الأمر في منى ومزدلفة، وقد وجدنا هذا الأمر حدث فعلاً في المشاعر الثلاثة ووجدناه في منى بشكل فظيع، فهل يريد هؤلاء المتهورون المتهوكون في ما يبثونه على المسلمين من فتاوى ألَّا يحج الناس أم يريدون مكسباً سياسياً في وهمهم حين تقع السعودية في هذه العقبات وتسقط المسلمين. أضف إلى ذلك أمراً هو الأهم، وهو أن منع الحج دون تصريح بل وتحريمه يسهم في تأمين الحجاج وسلامتهم من كثير من الأمور، ومنها: الفوضى وما تؤدي إليه، وقد علمنا ما نتج عن الفوضى في أزمان سابقة من موت المسلمين وما حل ببعضهم، ومنها: أن مكة في أيام الحج يعدها كبار قادة المخدرات في العالم مكاناً مناسباً للتبادل، ولا أعني هنا أن القادمين للزيارة من هذا النوع حاشا لله فكثير منهم بل والغالب عليهم حسن الديانة إلا أننا نجد استخدام الحج غير النظامي وسيلة لانتهاك الحج بكثير من المعاصي ومنها هذه المعصية أمراً مقبولاً عند هؤلاء أجارنا الله وإياكم.


الموقع بوست
منذ ساعة واحدة
- الموقع بوست
الحوثيون: 1.4 مليار دولار خسائر موانئ الحديدة جراء الغارات الأمريكية والإسرائيلية
قالت جماعة الحوثي إن خسائر موانئ الحديدة، جراء الغارات الأمريكية والإسرائيلية بلغت نحو 1.4 مليار دولار. وذكرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للجماعة، في بيان إن خسائر مباشرة وغير مباشرة تجاوزت مليارا و387 مليون دولار في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، نتيجة لسلسلة غارات العدوان الصهيوني الأمريكي، التي استمرت من يوليو (تموز) 2024 حتى مايو/أيار 2025، وفق وكالة سبأ نسخة صنعاء. وأشارت إلى أن الأضرار المباشرة بلغت أكثر من 531 مليون دولار، في الوقت الذي قدرت المؤسسة الخسائر غير المباشرة بـ 856 مليون دولار نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات. وأكدت أن هذه الاعتداءات استهدفت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، كما تسببت في تدمير أرصفة، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية. وحسب البيان شمل الدمار الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية، في الموانئ الثلاثة المذكورة. وأفاد أن الغارات تسببت بتدمير الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.


الموقع بوست
منذ ساعة واحدة
- الموقع بوست
بعثة أممية تزور الحديدة لتقييم الأوضاع الإنسانية وسلطات الحوثيين تدعو لاستئناف المشاريع المتوقفة
دعت سلطات الحوثيين في محافظة الحديدة، غرب اليمن، الأمم المتحدة، لاستئناف المشاريع المتوقفة وتوسيع الاستجابة الطارئة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة بالمحافظة، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد. جاء ذلك خلال زيارة بعثة أممية مشتركة، لمحافظة الحديدة، برئاسة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ماريا روزاريا برونو، وضمت البعثة ممثلين عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة. وقالت وكالة سبأ الحوثية، إن زيارة البعثة الأممية تهدف للاطلاع على الأوضاع الإنسانية وتحديد التدخلات الممكنة في القطاعات الخدمية ذات الأولوية، في ظل استمرار التداعيات الناجمة عن "العدوان". وأشارت إلى لقاء البعثة الأممية مع محافظ الحديدة عبدالله عطيفي المعين من قبل الحوثيين، حيث ناقش اللقاء التحديات التي تواجه المحافظة، وفي مقدمتها الخدمات والتدخلات الممكنة في مجالات الصحة، المياه، والتعليم، والطرق، والدفاع المدني، وكيفية تعزيز دور الأمم المتحدة في تلبية الاستجابة الإنسانية. واستعرض عطيفي، الاحتياجات الضرورية التي تفتقر لها محافظة الحديدة، وعلى رأسها دعم قطاع الصحة، وتعزيز قدرات الدفاع المدني، وتوفير مشاريع خدمية في مجالات المياه والصرف الصحي، مشيراً إلى أن المحافظة تضررت بشكل بالغ من السيول العام الماضي، وأودت بحياة العشرات وتسببت في تدمير مئات المنازل. وطالب عطيفي، الأمم المتحدة بتكثيف التدخلات وتوسيع نطاق المشاريع التنموية والإنسانية، في محافظة الحديدة، بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين، وتحقيق استجابة فاعلة ومستدامة تتناسب مع حجم التحديات. وأكد القيادي الحوثي إسماعيل المتوكل المعين من قبل الحوثيين وكيلا لقطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، خلال اللقاء، أن ميناء الحديدة بات جاهزاً لاستقبال المساعدات الإنسانية، معبرًا عن الأمل في وفاء الأمم المتحدة بالتزاماتها السابقة وتوسيع حجم المساعدات بشكل عاجل. بدورها، أكدت مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية برونو، أن البعثة الأممية تتفق مع السلطات المحلية في العديد من الأولويات المتعلقة بالاستجابة للكوارث وتغير المناخ. وأشارت إلى أن تأخر بعض التدخلات الإنسانية يعود لتقليص التمويلات، داعية إلى تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات لتسريع الاستجابة، خصوصاً في مواجهة الأوبئة. وفي وقت سابق اليوم، قالت جماعة الحوثي إن خسائر موانئ الحديدة، جراء الغارات الأمريكية والإسرائيلية بلغت نحو 1.4 مليار دولار. وذكرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للحوثيين، في بيان لها، أن خسائر مباشرة وغير مباشرة تجاوزت مليارا و387 مليون دولار في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، نتيجة لسلسلة غارات العدوان الصهيوني الأمريكي، التي استمرت من يوليو (تموز) 2024 حتى مايو/أيار 2025، وفق وكالة سبأ نسخة صنعاء. وأشارت إلى أن الأضرار المباشرة بلغت أكثر من 531 مليون دولار، في الوقت الذي قدرت المؤسسة الخسائر غير المباشرة بـ 856 مليون دولار نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات. وأكدت أن هذه الاعتداءات استهدفت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، كما تسببت في تدمير أرصفة، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية. وبحسب البيان، فقد شمل الدمار الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية، في الموانئ الثلاثة المذكورة. وأفاد أن الغارات تسببت بتدمير الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.