logo
التمنودونتوصور.. زاحف بحري احترف الصيد في الظلام قبل 183 مليون سنة

التمنودونتوصور.. زاحف بحري احترف الصيد في الظلام قبل 183 مليون سنة

الجزيرة٢٢-٠٧-٢٠٢٥
في اكتشاف مذهل يسلط الضوء على أسرار عصور ما قبل التاريخ كشف فريق بحثي دولي عن حفرية نادرة لزعنفة كائن بحري عملاق يعرف باسم "تمنودونتوصور"، أي الزاحفة قاطعة الأسنان.
ويعد التمنودونتوصور أحد أنواع الإكثيوصورات (زواحف بحرية من العصر الطباشيري تشبه الدلافين) التي عاشت قبل نحو 183 مليون عام، وأظهرت هذه المفترسات البحرية قدرات صيد صامتة شبيهة بتلك التي تتمتع بها طيور البوم في الظلام.
وتقدم الدراسة -التي نشرت يوم 16 يوليو/تموز الجاري في مجلة "نيتشر" وشارك فيها علماء من تخصصات متعددة شملت علم الحفريات والهندسة والفيزياء وعلوم الأحياء- أدلة غير مسبوقة على تكيفات مدهشة لدى هذا الزاحف البحري القديم مكنته من الحركة بصمت في أعماق البحر أو خلال ساعات الليل، مما يشير إلى إستراتيجية صيد معقدة كانت تضمن له تفوقا قاتلا على فرائسه في بيئة منخفضة الإضاءة.
قصة تطور غير مسبوقة
ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة يوهان ليندغرين المحاضر في البيولوجيا الجزيئية لما قبل التاريخ بجامعة لوند في السويد أن التحاليل أظهرت أن شكل الزعنفة أشبه بجناح، مع غياب العظام من الطرف النهائي وحافة خلفية مسننة على نحو واضح.
ويوضح ليندغرين في تصريحات للجزيرة نت أن هذه الصفات كلها تشير إلى أن الحيوان طوّر وسائل لتقليل الضجيج الناتج عن السباحة بشكل شبيه بالبوم الذي تطورت ريشاته ليصطاد بهدوء تام ليلا.
"لم نشهد مثل هذه التكيفات المعقدة في أي حيوان بحري من قبل" كما أوضح ليندغرين، ويضيف أن هذا الاكتشاف الفريد يعود إلى جامع حفريات ألماني يدعى جورج جولتز الذي عثر صدفة على الزعنفة الأحفورية أثناء تنقيبه عن الحفريات في موقع مؤقت بمحاذاة طريق في بلدة دوتيرنهاوزن بألمانيا، وتبين لاحقا أنها تمثل زعنفة أمامية شبه كاملة تتضمن الجانبين الداخلي والخارجي، مما سمح للفريق بتحليل تفاصيلها الدقيقة.
ويقول ليندغرين "المثير في هذه الزعنفة أنها احتفظت بأنسجة رخوة متحجرة، وهو أمر نادر للغاية، خاصة عند الكائنات البحرية العملاقة، ففي السابق اقتصرت بقايا الأنسجة الرخوة على أنواع صغيرة من الإكثيوصورات لا يتجاوز حجمها حجم الدلافين، أما في هذا الاكتشاف فقد تم توثيق أول نسيج رخوي محفوظ لكائن بحري يزيد طوله على 10 أمتار".
من أعماق التاريخ إلى مستقبل البحار
تتميز الزعنفة الخاصة بهذا الكائن بحافتها الخلفية المسننة التي تحتوي على هياكل معدنية دقيقة شبيهة بالعصيات الغضروفية، ولم يسبق رؤيتها في أي كائن حي أو منقرض، وفقا للدراسة.
ويشير المؤلفون إلى أن هذا النوع من الإكثيوصورات امتلك عيونا عملاقة بحجم كرة القدم، وهي الأكبر بين الفقاريات المعروفة، مما يعزز الفرضية القائلة إنه كان يتغذى في بيئات مظلمة، سواء في أعماق البحر أو خلال الليل.
الجانب الأكثر إلهاما في الدراسة لا يقتصر فقط على الجوانب التطورية، بل يمتد ليشمل الحاضر والمستقبل، فالصمت الذي تميز به هذا الزاحف قد يحمل دروسا للبشرية في تقليل التلوث الصوتي البحري الناتج عن أنشطة السفن والسونارات العسكرية والمسح الزلزالي ومزارع الرياح البحرية، بحسب الباحث.
ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أن الفريق البحثي استعان بمجموعة من الأساليب المتطورة لدراسة العينة شملت التصوير بأشعة السينكروترون والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والنمذجة الحاسوبية لديناميكيات السوائل، بالإضافة إلى تحاليل جزيئية دقيقة.
ويقول ليندغرين إن "القدرة على إعادة بناء قدرات التخفي لدى حيوان منقرض بهذه الدقة أمر رائع بحد ذاته، لكن ما يضاعف أهمية هذا الاكتشاف هو إمكانية استخدامه كمصدر إلهام لتقنيات تساعد في تقليل التأثيرات السلبية للضوضاء البشرية على الحياة البحرية الحديثة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفلسفة المادية وجذور الدمار البيئي
الفلسفة المادية وجذور الدمار البيئي

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

الفلسفة المادية وجذور الدمار البيئي

يحكم سلوك أي مجتمع تجاه ذاته أو تجاه غيره من المجتمعات تصور وفلسفة تفسره، وتحدد معالمه، وكذلك يحكم سلوكنا تجاه العالم الطبيعي والبيئة -التي تحيط بنا ونستمد منها مقومات وجودنا- فلسفة تحدد رؤيتنا لها وطريقتنا في التعامل معها. وفي العصر الحديث- منذ النهضة الأوروبية- حتى اليوم، تعتبر الحضارة الغربية بحكم أنها الحضارة الغالبة على سائر الحضارات، هي صاحبة الرؤية الأكثر وضوحا في السلوك البشري- بفعل العولمة- والأكثر تأثيرا في محيطنا الطبيعي. وتعد الفلسفة المادية كرؤية عن الوجود والحياة والبشر وعلاقاتهم بالطبيعة وفيما بينهم، بمثابة المرجعية والبنية الفكرية للعديد من الفلسفات الغربية الحديثة. الاتجاه المادي للفلسفة رغم أن الفلسفة المادية تمتد في تاريخها القديم إلى الفلسفة الهندية قبل الميلاد، فإن حضورها الأبرز في السياق الغربي يرجع إلى فلاسفة اليونان القدماء، وعلى رأسهم ديمقريطس، وأبيقور، ولوكريتيوس، وتتلخص في أن الوجود كله في نظرهم يرجع إلى المادة، وأن ظواهر الحياة ترجع إلى تفاعلات المادة وحركتها، وأن الحياة خاضعة في ظواهرها للمادة وقوانينها وما تقرره فحسب. ثم تراجعت المادية بعد ذلك قرونا عدة إلى أن صعدت إلى الواجهة مرة أخرى مع الثورة العلمية في أعقاب عصر النهضة، خاصة مع ظهور نظريات نيوتن عن الحركة ورؤيته الميكانيكية للكون والعالم. وكان الحضور الأبرز للاتجاه المادي في الفلسفة الغربية مع مطلع القرن التاسع عشر إبان صعود داروين ونظريته عن النشوء والارتقاء في عالم الأحياء. والمادية هنا تبرز كونها وصفا يفسر كل أنشطة الطبيعة والبشر بعوامل مادية تتسم بالصراع بين الأحياء في معركة البقاء، أو الصراع بين الطبقات الاجتماعية في عالم البشر، وكونها تفسيرا ماديا للتاريخ يحكمه تطور وسائل وأدوات الإنتاج. فكيف تنظر المادية إلى الإنسان والطبيعة؟ إعلان من "الإيكو" إلى "الإيجو" لطالما كان الإنسان منذ العصور البدائية في تفاعل مع البيئة المحيطة به، خائفا من ظواهرها أحيانا، ومستكشفا ومتأملا أحيانا أخرى. ومع اكتسابه الخبرات، وتراكم وتناقل المعرفة بالعالم المحيط به تطورت تلك العلاقة من الخوف إلى الاستئناس ببيئته، فهو منها وهي منه، يستمد منها مقومات حياته، ويحترم قواها ويترفق بمواردها. كانت تلك العلاقة بين الإنسان وبيئته علاقة تكاملية تكافلية يعطي فيها ويأخذ، ويعتبر نفسه جزءا منها، صديقا لحيوانها ونباتها، ومنتميا إلى أرضها ومائها وسمائها، فيما يشير إليه علماء الأحياء والبيئة بحالة الإنسان "الإيكو"؛ أي الإنسان الموجود في علاقة متكاملة مع باقي المكونات، ولا ينفصل عنها، حتى حين يطغى عليها مختارا أو مضطرا، تستطيع البيئة تجاوز ذلك الخلل، وتعويض ما نقص منها. وقد برز إنسان "الإيكو" في الحضارات القديمة بعقله واتزانه في التعامل مع الطبيعة وثرواتها. وتاريخ الحضارات المتعاقبة وتطورها يشهد بمظاهر عدة من احترام الطبيعة ورعايتها وحمايتها؛ حفظا للموارد من الهدر وإبقاء عليها للأجيال القادمة، وعلى رأس تلك الحضارات نرى الحضارة الإسلامية في وصاياها الكبرى ونظرتها تجاه سائر الأحياء ووصفها لهم بـ "أمم أمثالكم"، ووصاياها بحرمة الهدر، ولو كان المصدر لا ينفد ولا ينتهي من قبيل "لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ". الإنسان "الإيجو" بيد أن إنسان القرن التاسع عشر؛ صنع المحرك وفجر طاقة البخار وامتص وقود الأرض نفطا وفحما، وضرب بمعوله باطنها ليحفر مناجم لا حصر لها، وأسرف في استخدام معادنها ومواردها بصورة تفوق قدرة البيئة ونظمها على احتمال الخلل أو قدرتها على تعويضه في وقت قصير. كانت الأرض في تلك الفترة أسيرة إمبراطوريات غربية كبرى تتقاسم ثرواتها وتتنافس على مواردها وتتسابق في استعمارها وتتجه بنموها الجشع نحو الإنتاج والاستهلاك المفرطين من أجل الربح، والتوسع بأي ثمن. رأى إنسان ذلك العصر- ولا يزال- نفسه مالكا بلا حساب وصاحبا للكوكب بلا مسؤولية، فنظر إلى الطبيعة باعتباره في حالة صراع معها ولا بد له أن ينتصر ويفرض عليها سلطانه ويُخضعها، فكان إنسان "الإيجو" ذلك المتغطرس الذي رأى نفسه فوق البيئة وأحيائها، فمارس كل درجات الغلو والإفراط في الإنتاج والاستهلاك، حتى خرجت العلاقة البيئية الطبيعية -التي كانت متوازنة قديما- عن السيطرة، فكانت الصدمات التي هزت الأنظمة البيئية في الكوكب واحدا تلو الآخر، برا وبحرا وجوا، في السلم والحرب على السواء. المادية الغربية وروح العنصرية كانت تلك الحداثة المادية التي أتى بها الغرب تحمل روحا عدائية تجاه كل من سواهم من البشر أو الأحياء، وتتسم بمركزية ذاتية تختزل التفوق والتطور البشري في الرجل الأبيض الذي من حقه أن يحكم ويسيطر طالما أن مبرر القوة العلمية والتكنولوجية في صالحه، ومن هنا كانت النزعة الاستعلائية تجاه الآخر البشري والطبيعة على السواء، فعلى الجميع أن يخضع للرجل الأبيض، ويوفر له احتياجات تطوره، ويمد له سلطانه. وهي رؤية شديدة العنصرية تجلت في صور خطيرة من التنافس والصراع الاستعماري، أخضع الغرب خلالها أغلب شعوب الأرض، وأباد الملايين من السكان الأصليين باعتبار أنه الأقوى والأجدر بالبقاء، وأوغل في استنزافه الطبيعة من أجل الحصول على مواردها ليتمكن من إغراق العالم في حالة استهلاكية مفرطة وغير مسبوقة جعلت الإنسان عبدا للسوق، وتحت رحمة الرأسمالية التي تحكمه. وبتعبير سيرج لاتوش في كتابه "تغريب العالم": "إن الغرب لم يعد بقعة جغرافية ولا حتى لحظة تاريخية وإنما أصبح كالآلة التي تدور وتدوس الجميع بمن في ذلك صاحبها". غزو للطبيعة وإبادة للبشر صنعت الفلسفة المادية من الغرب ماردا يرى العالم كله خاضعا لسطوته، يصفها عبدالوهاب المسيري بقوله : " فبدلا من أن يضع الإنسان الغربي الجنس البشري في مركز الكون وضع الجنس الأبيض في هذا المركز، ووضع بقية البشر مع الطبيعة في الهامش؛ وبدلا من أن يكون الهدف من الوجود في الكون هو تحقيق مصلحة الإنسان، أصبح الهدف هو تحقيق مصلحة الإنسان الأبيض". وهو أمر جعل من الغرب قوة مهيمنة تسعى للسيطرة على سائر البشر والأحياء وتعمل على إخضاع الطبيعة للرجل الأبيض المتفوق بلا اعتبار قيمي أو أخلاقي، وبصورة عنصرية فجة يصفها المسيري: "انقسم البشر إلى بشر سوبر super men إمبرياليين يتحكمون في كل البشر والطبيعة وإلى submen أي دون البشر يذعنون لإرادة super men". ويتجسد ذلك في تجاربهم الاستعمارية وإبادة السكان الأصليين، كما تجسدت حديثا في النازية إبان الحرب العالمية الثانية ودعاوى تفوّق العرق الآري ورغبة هتلر في إثبات تفوقهم وإخضاع من سواهم من الأعراق والأجناس والشعوب، مثلما تفعل الصهيونية اليوم من إبادة -باعتبار تفوق السامية- وحقهم في استئصال الإنسان الفلسطيني العربي بل وأرضه وأشجار زيتونه وبيئته التي أبادوها كما أبادوا البشر والحجر. حصاد الغرور ونتيجة تلك النظرة كان الحصاد مرا بتدهور كارثي للبيئة ندفع اليوم ثمنه، فموارد البيئة تنضب وعدد هائل من الكائنات أصبح مهددا بالانقراض، والتربة إما دمرتها الحروب والمواد الخطرة المدفونة في عمقها أو المبيدات التي تشبعت بها بملايين الأطنان، ولن نستطيع التخلص منها، حتى الهواء والماء لم يسلما من التلوث والمخاطر التي تهدد صحتنا جميعا بلا استثناء؛ أبيضنا وأسودنا وأحمرنا، فمن يدفع فاتورة تلك الكلفة الكارثية التي قاد غزوتها ذلك الأبيض المغرور؟

أوروبا تخطط لإنشاء نظام بيانات مناخية مستقل عن واشنطن
أوروبا تخطط لإنشاء نظام بيانات مناخية مستقل عن واشنطن

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

أوروبا تخطط لإنشاء نظام بيانات مناخية مستقل عن واشنطن

كشفت أكثر من 12 دولة أوروبية عن خطط لحماية البيانات الأساسية في مجالات المناخ والبيئة والصحة وغيرها بمراجعة اعتمادها قواعد البيانات الأميركية التي كانت متاحة سابقا، بل ودعوة العلماء الأميركيين الذين تأثروا بقرارات ترامب إلى الانضمام إلى المؤسسات الأوروبية. وأكد مسؤولون أوروبيون لوكالة رويترز، أن القارة تسعى إلى تعزيز أنظمة جمع البيانات الخاصة بها في مجالات المناخ والظواهر الجوية المتطرفة والصحة في تخوّف مما وصفوه "انسحابا أميركيا عاما من البحث العلمي". وقال أدريان ليما، مدير المركز الوطني لأبحاث المناخ في المعهد الدانماركي للأرصاد الجوية، إن "البيانات الموثوقة تدعم تحذيرات الطقس المتطرف وتوقعات المناخ، وهي في نهاية المطاف تُنقذ الأرواح". كما أوضح أن مؤسسته تعتمد على بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "نووا" (NOAA) الأميركية لقياس درجات حرارة سطح البحر والجليد البحري في القطب الشمالي وغيرها. وفي بداية ولايته الثانية، انسحب الرئيس دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، وأقر تخفيضات كبيرة من ميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا) والمعاهد الوطنية للصحة، ووكالة حماية البيئة، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وغيرها من الوكالات. كما عمل على تفكيك البرامج التي تجري أبحاثا في مجالات المناخ والطقس والبيانات الجغرافية والصحة، وعطّل بعض قواعد البيانات العامة، وسط تراجعات عامة عن السياسات المناخية والبيئية السابقة. وتسعى خطة موازنة البيت الأبيض لعام 2026 إلى تقليص حجم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بشكل أكبر، باقتراح خفض بقيمة 1.8 مليار دولار، أي ما يعادل 27% من الميزانية، إضافة إلى تقليص عدد الموظفين بنسبة 20%. وتشمل الخطة لإلغاء مكتب أبحاث المحيطات والغلاف الجوي، وهو الذراع البحثية الرئيسة للإدارة، والمسؤول عن أنظمة رصد المحيطات، وشبكات المراقبة الساحلية، وأجهزة استشعار الأقمار الصناعية، ومختبرات نمذجة المناخ. كما أعلنت "نوا" في الفترة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، إيقاف تشغيل 20 مجموعة بيانات أو منتجا متعلقا بالزلازل وعلوم البحار. ويرى المسؤولون الأوروبيون أنه في حال عدم استمرار الوصول إلى بيانات الطقس والمناخ المدعومة من الولايات المتحدة، ستواجه الحكومات والشركات تحديات كبيرة في التخطيط للظواهر الجوية المتطرفة وتحديدها والاستثمار طويل الأجل في البنية التحتية، حسب تصريحاتهم لوكالة رويترز. وفي مارس/آذار، الماضي حثّت أكثر من 12 دولة أوروبية المفوضية الأوروبية على التحرك بسرعة لتوظيف العلماء الأميركيين الذين سيفقدون وظائفهم بسبب هذه التخفيضات في الولايات المتحدة. وعندما طُلب من مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض التعليق على تخفيضات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وتحركات الاتحاد الأوروبي لتوسيع قاعدة بياناته العلمية، صرّح بأن التخفيضات التي اقترحها ترامب على ميزانية الوكالة لعام 2026 تستهدف البرامج التي تنشر ما وصفه بـ"العلم الأخضر الجديد المزيف"، في إشارة إلى أبحاث وسياسات تغير المناخ. وقالت راشيل كاولي، المتحدثة باسم المكتب، عبر البريد الإلكتروني: "تحت قيادة الرئيس ترامب، بدأت الولايات المتحدة في تمويل العلوم الحقيقية مرة أخرى". مشروع بديل أجرت وكالة "رويترز" مقابلات مع مسؤولين من 8 دول أوروبية، أفادوا بأن حكوماتهم تُجري مراجعات لمدى اعتمادها على البيانات الأميركية المتعلقة بالمناخ والمحيطات والطقس. وأكد مسؤولون من 7 دول، وهي الدانمارك وفنلندا وألمانيا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وجود جهود مشتركة في مراحلها الأولى لحماية بيانات الصحة والمناخ، وبرامج البحث الأساسية. وقال مسؤول كبير في المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي يسعى كأولوية، إلى توسيع نطاق وصوله إلى بيانات مراقبة المحيطات، والتي تُعد بالغة الأهمية لقطاعي الشحن والطاقة، إضافة إلى أنظمة الإنذار المبكر بالعواصف. وأوضح المسؤول أن الاتحاد يخطط خلال العامين المقبلين لتوسيع شبكة المراقبة والبيانات البحرية الأوروبية، التي تجمع وتستضيف معلومات عن طرق الشحن، وموائل قاع البحر، والنفايات البحرية، وغيرها من المخاوف البيئية. وذكر أن المبادرة تهدف إلى "محاكاة الخدمات الموجودة في الولايات المتحدة، وربما استبدالها". وأشار مسؤول ثانٍ، في الاتحاد الأوروبي لرويترز، إلى أن أوروبا تشعر بقلق خاص من تأثير خفض التمويل الأميركي للذراع البحثية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والتي تُعد عنصرا أساسيا في نظام مراقبة المحيطات العالمي، وهو شبكة تدعم خدمات الملاحة، وطرق الشحن، والتنبؤ بالعواصف. وتعتمد شركات التأمين على سجلات الكوارث في هذا النظام لنمذجة المخاطر، كما يستخدم مخططو السواحل بيانات خط الساحل ومستوى سطح البحر والمخاطر البيئية لتوجيه استثمارات البنية التحتية. كما يعتمد قطاع الطاقة كذلك على البيانات المحيطية والزلزالية لتقييم جدوى مشاريع الحفر البحري أو إنشاء مزارع الرياح. وأضاف المسؤول أن الاتحاد الأوروبي يدرس أيضا زيادة تمويله برنامج "أرغو"، وهو جزء من نظام مراقبة المحيطات العالمي، يدير شبكة من العوّامات لرصد محيطات العالم، وتتبع ظواهر الانحباس الحراري، والأحداث الجوية المتطرفة، وارتفاع مستوى سطح البحر. وكانت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قد وصفت البرنامج، الذي يعمل منذ أكثر من 25 عاما، بأنه "جوهرة التاج في علوم المحيطات"، ويُوفر بياناته مجانا لقطاعات النفط والغاز، والسياحة البحرية، وغيرها. وتُموّل الولايات المتحدة 57% من النفقات التشغيلية السنوية لبرنامج أرغو (40 مليون دولار)، بينما يموّل الاتحاد الأوروبي 23%. ولم يُجب البيت الأبيض أو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي عن استفسارات بشأن الدعم المستقبلي للبرنامج. ويُقر العلماء الأوروبيون بالدور الريادي الذي لعبته الولايات المتحدة في البحث العلمي وجمع البيانات عالميا، مؤكدين في الوقت ذاته، أن الدول الأوروبية أصبحت تعتمد بشكل مفرط على هذا الدور. وقالت كاترين بونينغ-جايس، المديرة العلمية لمركز هيلمهولتز الألماني لأبحاث البيئة: "الأمر أشبه بالدفاع: نحن نعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في هذا المجال أيضا. إنهم رواد وقدوة، لكن هذا يجعلنا أيضا تحت رحمتهم". وتتخذ عدة حكومات أوروبية حاليا تدابير للحد من هذا الاعتماد. فقد صرّحت وزيرة البحث والتعليم العالي النرويجية، سيغرون آسلاند، بأن دول الشمال الأوروبي اجتمعت في مارس/آذار لتنسيق جهود تخزين البيانات، كما ناقش وزراء العلوم الأوروبيون التخفيضات الأميركية في اجتماع عُقد في باريس في مايو/أيار. وقالت آسلاند إن النرويج خصصت مليوني دولار لدعم وتخزين البيانات الأميركية لضمان الوصول المستقر إليها، كما بدأ المعهد الدانماركي للأرصاد الجوية في فبراير/شباط بتنزيل البيانات المناخية الأميركية التاريخية تحسبا لاحتمال حذفها من الحكومة الأميركية. كما كلّفت الحكومة الألمانية من جهتها منظمات علمية، منها مركز "هيلمهولتز"، بمراجعة مدى اعتمادها على قواعد البيانات الأميركية.

يوروفايتر تايفون.. مقاتلة أوروبية متعددة الأدوار
يوروفايتر تايفون.. مقاتلة أوروبية متعددة الأدوار

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

يوروفايتر تايفون.. مقاتلة أوروبية متعددة الأدوار

هي واحدة من أكثر المقاتلات تطورا ومرونة في العالم، إذ تجمع بين أنظمة استشعار وتحكم متطورة وتصميم متقدم يعتمد على مواد تسمح لها بالتخفي، إلى جانب قدرة فائقة على حمل أسلحة متنوعة. تمثل هذه الطائرة نموذجا فريدا للمقاتلات متعددة المهام، القادرة على أداء مهام جو-جو وجو-أرض بفعالية عالية، سواء في الاشتباكات بعيدة المدى أو المعارك القريبة. تتميز بمحركات قوية وفعالة تمنحها قدرة فائقة على المناورة، إذ توفر قوة دفع كبيرة مقارنة بوزنها، مما يجعلها تتفوق بشكل ملحوظ على منافساتها في اختبارات الأداء، ويضعها ضمن صفوة الطائرات القتالية عالميا. تملكها كل من المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وهي الدول التي تعاونت على تصنيعها وتطويرها. واقتنتها كل من السعودية والنمسا والكويت وسلطنة عمان واليابان لتحديث ترسانة قواتها الجوية، كما وافقت الحكومة الألمانية أواخر يوليو/تموز 2025 على المضي قدما في إبرام صفقة تسليم 40 طائرة من هذا الطراز إلى تركيا ، وفقا لما أفادت به مجلة شبيغل الألمانية. التصنيع والتطوير بدأ مشروع تطوير "يوروفايتر تايفون" رسميا عام 1983، عندما اتفقت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على التعاون المشترك لتطوير مقاتلة متعددة المهام تلبي الاحتياجات الدفاعية المستقبلية لهذه الدول، قبل أن تنسحب فرنسا من المشروع عام 1985 بسبب خلافات بشأن شكل الطائرة. وفي عام 1986 أسست الدول الأربع المتبقية تحالف "يوروفايتر جي إم بي إتش" لإدارة المشروع من الناحية الصناعية والتقنية. وضم التحالف شركات "بي أي إي سيستمز" البريطانية و"ليوناردو" الإيطالية، التي كانت تعرف من قبل باسم "فنميكانيكا"، و"أيدس كاسا" الإسبانية وشركة أخرى ألمانية. بلغت تكلفة المقاتلة ملايين اليوروهات وتقاسمتها الدول الأربع، إذ مولت كل من ألمانيا وبريطانيا المشروع بنسبة 33% لكل منهما، وساهمت إيطاليا بنسبة 21%، بينما لم تتعد مساهمة إسبانيا 13%. أطلقت الدول المصنعة النموذج الأولي للطائرة في 27 مارس/آذار 1994، وأجرت أولى الاختبارات في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، واستمرت عمليات الاختبار والتطوير المكثفة التي اعتمدت على تقييمات طيارين عاملين في القوات الجوية الأوروبية، حتى دخول الطائرة الخدمة الفعلية في أوائل القرن 21، عندما سلمت أول نسخة عام 2003. تميز تصنيع المقاتلة بالتكامل بين وحدات إنتاج موزعة في عدة دول أوروبية، إذ تولت شركات " إيرباص"، و"بي إيه إي سيستمز"، و"ليوناردو" إنتاج مكونات الهيكل والمحركات وأنظمة الأسلحة وأجهزة الاستشعار بالتزامن، قبل تجميعها في خطوط إنتاج متخصصة لضمان الدقة والجودة العالية، واعتمدت الشركات أثناء العملية على تقنيات رقمية وروبوتات متطورة لتقليل الأخطاء وتعزيز الكفاءة. شهدت الطائرة على مدى سنوات لاحقة تحديثات مستمرة شملت تعزيز قدرات المحركات وتطوير أنظمة التحكم وترقية المستشعرات وأنظمة الاتصال وتحسين برمجيات إدارة الأسلحة، وهو ما أتاح توسيع نطاق مهام الطائرة وزيادة مرونتها التشغيلية، وجعلها من أكثر المقاتلات متعددة الأدوار تطورا وفاعلية في العالم. تتميز "يوروفايتر تايفون" بتصميم متطور يلبي متطلبات القتال الحديث، إذ يمكن أن تعمل بطاقم مكون من مقعد واحد في الطراز العملياتي، أو مقعدين في نسخة التدريب. ويبلغ طول الطائرة حوالي 15.96 مترا، ويمتد جناحاها على مسافة 10.95 أمتار، ويصل ارتفاعها إلى 5.28 أمتار. ويبلغ وزن الطائرة وهي فارغة نحو 11 ألف كيلوغرام، ومع الحمولة قد يصل إلى 23500 كيلوغرام، مما يعكس قدرتها على حمل تجهيزات وأسلحة متعددة. تعمل الطائرة بمحركين من طراز "إي جيه 200″، وهما محركان توربينيان مروحيان مزودان بنظام حرق إضافي يزيد قوة الدفع. ويوفر كل محرك قوة دفع تبلغ 60 كيلو نيوتن عند التشغيل الجاف (دون استخدام نظام الحرق الإضافي(، وتزداد هذه القوة إلى أكثر من 90 كيلو نيوتن عند تشغيله، مما يتيح للطائرة تسارعا وقدرة أداء عالية. تحتوي الطائرة على سعة وقود داخلية تبلغ حوالي 5 آلاف كيلوغرام، تدعم مهام الطيران الطويلة والعمليات المتنوعة، مع إمكانية زيادة هذه السعة باستخدام خزانات الوقود الخارجية عند الحاجة. تعتمد "يوروفايتر تايفون" على هيكل متطور مصنوع من المعدن بنسبة لا تتجاوز 15%، ما يمنحها قدرات تخفٍّ عالية وفعالية في مواجهة أنظمة الرادار. ويجمع تصميمها بين قدرة مناورة فائقة في السرعات المنخفضة، وكفاءة عالية أثناء التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت، بما يمكنها من التعامل مع أكبر عدد ممكن من سيناريوهات القتال. المحرك والأداء شكلت تكنولوجيا المحركات المتقدمة ركيزة أساسية في مشروع تايفون منذ انطلاقه، ولذلك اعتمد على محرك "إي جيه 200″، الذي يعد واحدا من أكثر المحركات الموثوقة على مستوى العالم. يولد المحركان قوة دفع إجمالية تصل إلى 180 كيلو نيوتن (كل محرك 90 كيلو نيوتن)، رغم صغر حجمهما وخفة وزنهما وقدرتهما على تحمل درجات الحرارة العالية، ما يمنح الطائرة نسبة دفع استثنائية مقارنة بوزنها. تتميز المحركات بخفة الوزن، مما يتيح للطائرة التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت لفترات طويلة دون الحاجة لتفعيل نظام زيادة الدفع عبر نظام الحرق الإضافي. إعلان علاوة على ذلك يمكن لـ"يوروفايتر تايفون" الطيران نحو 1200 ساعة دون الحاجة إلى صيانة، وذلك بفضل نظام متطور مدمج في المحركات مهمته مراقبة سلامة الطائرة. تزود المقاتلة طيارها بالبيانات باستمرار، وتساعده على تتبع ساحة المعركة لحظة بلحظة، مما يمكنه من السيطرة الكاملة على مجريات القتال، وذلك بفضل منظومة متكاملة من أنظمة الاستشعار والاتصال والدفاع، من أبرزها: الرادار الإلكتروني الماسح (E-SCAN)، الذي يوفّر تغطية أوسع بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالأنظمة التقليدية الثابتة، مع أوضاع قتالية متقدمة لمهام جو-جو وجو-أرض. مستشعر الأشعة تحت الحمراء (PIRATE)، الذي يتيح الكشف والتتبع المتزامن لعدة أهداف متحركة عبر نظام استشعار لا يصدر إشارات يمكن للعدو رصدها، مما يعزز قدرة المقاتلة على متابعة الأهداف دون كشف موقعها. نظام توزيع المعلومات الرقمية متعدد الوظائف (MIDS)، الذي يضمن اتصالا سريعا وآمنا ومقاوما للتشويش، ويسمح بتبادل البيانات الحيوية مع القوات الجوية والبرية والبحرية في ميدان المعركة. نظام المساعدات الدفاعية الفرع (DASS)، الذي يتولى مراقبة التهديدات الجوية والأرضية والبحرية وتقديم استجابة أوتوماتيكية عبر وسائل دفاع متعددة، تشمل وحدات التشويش وأجهزة إنذار اقتراب الصواريخ وموزعات الخداع والمشاعل، التي تطلق شرائح صغيرة تعكس إشارات الرادار، كما يشمل النظام مشاعل ساخنة تخدع الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات. نظام يمكّن الطيار من التمييز بدقة بين الأهداف الصديقة والعدوة ضمن الحركة الجوية العسكرية والمدنية، مما يقلل احتمالات الخطأ ويعزز فعالية المهام. تتمتع قمرة قيادة الطائرة "يوروفايتر تايفون" بتصميم حديث تم تطويره بناء على تقييمات شارك فيها طيارون عاملون من القوات الجوية المشغِّلة للطائرة، بما يضمن توافقها مع متطلبات القتال الفعلي. يجمع هذا التصميم بين أحدث تقنيات العرض الرقمي وسهولة التشغيل والصيانة، ويُوفر للطيار بيئة عمل مريحة وفعالة أثناء مختلف مراحل المهمة. شاشة العرض الأمامية (HUD): توفر بيانات دقيقة وثابتة بزمن تأخير منخفض، وتتميّز بتوافقها مع نظارات الرؤية الليلية وأنظمة الحماية من أشعة الليزر، مما يغني الطيار عن النظر إلى الأسفل. شاشات العرض السفلية (MHDD): ثلاث شاشات متطابقة متعدّدة الوظائف تعرض صورة تكتيكية شاملة، مع إمكانية التحكم في محتواها يدويا وفق تفضيلات الطيار أو تلقائيا بحسب مرحلة الطيران والأحداث المتوقعة. نظام التحكم المتكامل (VTAS): يجمع بين إدخال الأوامر الصوتية وتقنية تتيح للطيار تشغيل معظم الوظائف الحيوية دون الحاجة إلى رفع يديه عن المقود، مما يعزز سرعة الاستجابة ويحافظ على تركيزه الكامل أثناء القتال. يتكون من شبكة أنابيب متصلة بوصلات مرنة عبر جسم الطائرة والأجنحة، مع صمامات تنفيس لضبط الضغط ومعدل التدفق للحفاظ على مركز الثقل. ويتيح نظام الوقود الذكي هذا مدى طويلا ومرونة تشغيلية عالية، وتصل السعة القصوى لخزانات الوقود إلى 7600 كيلوغرام. التسليح تتميز المقاتلة بقدرتها على حمل مجموعة متنوعة ومتطورة من الأسلحة، بما يمنحها مرونة كبيرة في أداء أنواع مختلفة من المهام القتالية: أسلحة جو-جو: تشمل صواريخ قصيرة المدى مثل صاروخ "إيه آي إم-132 أسرام" وصاروخ "إيريس- تي" للاشتباك القريب عالي المناورة، إضافة إلى صواريخ متوسطة وبعيدة المدى مثل "إيه آي إم-120 أمرام" و"ميتور" لتدمير الأهداف الجوية قبل وصولها إلى مدى الاشتباك القريب. أسلحة جو-أرض: تضم صواريخ موجهة مثل "بريمستون" و"لاستورم شادو "بعيدة المدى للهجمات العميقة، إضافة إلى قنابل موجهة بدقة من نوع" بيفيواي" وذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام) لاستهداف المواقع الأرضية بدقة عالية. إعلان ويمكن هذا التنوع في التسليح من تنفيذ مهام متعددة في طلعة واحدة دون الحاجة للعودة إلى القاعدة وتغيير الأسلحة، سواء للدفاع الجوي أو الهجوم على أهداف أرضية. أنظمة السلامة المقاتلة مجهزة بأنظمة فريدة، مثل لباس الطيار المضاد للجاذبية، وسترة الضغط الخاصة بالصدر، إضافة إلى ملابس تبريد سائلة. كما تتمتع "يورو فايتر تايفون" بحماية من التهديدات النووية والبيولوجية والكيميائية. تتميز المقاتلة بمقعد قاذف خفيف، يقل وزنه بنسبة 30% مقارنة بالمقاعد التقليدية، نتيجة دمج أسطوانات مدفع القذف في هيكل المقعد نفسه. كما يتمتع المقعد بمميزات تساعد على تحسين الرؤية الخلفية للطيار، ويضم نظاما داخليا لتوليد الأوكسجين وأنظمة اتصالات متطورة. يحتوي المقعد كذلك على حزام للسلامة ونظام تثبيت للساقين يلغي الحاجة إلى أحزمة إضافية، ويعمل بوحدة تحكم إلكترونية من الجيل الثاني، مع تصميم يراعي سهولة الصيانة والوصول الكامل إلى مكونات قمرة القيادة. المميزات تتمتع المقاتلة بزمن إقلاع سريع يقل عن 8 ثوانٍ، ما يتيح لها استجابة فورية في حالات الطوارئ. تولد المحركات قوة دفع إجمالية تصل إلى 180 كيلو نيوتن بفضل نظام زيادة الرفع (عند تشغيل نظام الحرق الإضافي)، إذ يوفّر كل محرك 90 كيلو نيوتن، مما يمنح الطائرة تسارعا فائقا وقدرة عالية على المناورة. تبلغ السرعة القصوى للمقاتلة على ارتفاعات عالية حوالي 2 ماخ (ما يعادل نحو 2495 كيلومترا في الساعة)، مما يدعم تنفيذ المهام على ارتفاعات عالية بفعالية. أما على مستوى سطح البحر، فتصل السرعة القصوى إلى 1.25 ماخ (حوالي 1530 كيلومترا في الساعة)، مما يضمن أداء متفوقا في العمليات المنخفضة الارتفاع. نظام الوقود يعتمد نظام الوقود على وصلات مرنة تربط خزانات الوقود الموزعة في الهيكل والأجنحة، ومن ثم تضمن نسب تدفق محسوبة للحفاظ على مركز الثقل المثالي للطائرة، إضافة إلى صمامات تنفيس تحافظ على توازن ضغط الهواء والوقود. هذا النظام الذكي -المدعوم بنظام تحكم إلكتروني- يوفر مدى طويلا للتحليق ومرونة تشغيلية عالية مع ضمان أقصى درجات الأمان. تم تصميم هيكل الطائرة بحيث يصبح مرنا، وهو ما يمنحها قدرة استثنائية على المناورة والتعامل مع سيناريوهات القتال المختلفة بكفاءة فائقة. استخدمت "يوروفايتر تايفون" في نزاعات عسكرية عدة، وأدت أدوارا مهمة في العديد من العمليات القتالية، من أبرزها: الحملة الجوية على ليبيا عام 2011، حين قصفت المقاتلة أهدافا أرضية دعما لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا ، إذ كان لها دور بارز في دعم القوات البرية بعمليات قصف جوي دقيقة. علاوة على استخداماتها الحربية، تعتمد دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا على المقاتلة في مراقبة وحماية مجالها الجوي. كما تستعين بها بانتظام في تدريبات عسكرية مشتركة لتعزيز جاهزية القوات وتطوير التكتيكات القتالية، مما يساعد على تطويرها وتحديث قدراتها لتواكب متطلبات ساحات الحرب الحديثة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store