
ترمب: إيران تريد التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اعتقاده أن إيران تريد التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وصرح، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، بأن "طهران تريد التجارة معنا، وأنا أستخدم التجارة لتحقيق السلام... وإذا عقدنا اتفاقاً، فسيكونون سعداء جداً".
وأضاف أن إيران لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي، موضحاً أنه يفضل عدم اللجوء إلى العمل العسكري مع إيران.
وحث ترمب، الجمعة، طهران على التحرك السريع للرد على عرض أميركي رسمي بشأن برنامجها النووي، محذراً من أن "أمراً سيئاً" قد يحدث إذا لم تستجب إيران.
وأكد ترمب، في ختام جولته الخليجية أن واشنطن قدمت مقترحاً رسمياً لإيران، مضيفاً: "لديهم مقترح، والأهم من ذلك أنهم يعلمون أن عليهم التحرك بسرعة، وإلا فسيحدث أمر سيئ"، وفق تعبيره.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجمعة أن بلاده لم تتلق أي مقترح مكتوب في المفاوضات مع الولايات المتحدة في شأن برنامجها النووي، وذلك بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الإيرانيين لديهم "مقترح".
وكتب عراقجي في منشور على موقع "إكس" بعد ساعات من تصريحات ترمب "إيران لم تتلق أي مقترح مكتوب من الولايات المتحدة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأجرت إيران في تركيا الجمعة محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في شأن برنامجها النووي، تطرقت خلالها إلى المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة التي حض رئيسها دونالد ترمب طهران على الإسراع في اتخاذ قرار في شأن مقترح أميركي.
وأتى لقاء إسطنبول بعد تحذير وزير الخارجية الإيراني من تبعات "لا رجعة فيها" إذا تحركت القوى الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي أن طهران عرضت خلال لقاء الجمعة مسار المفاوضات النووية التي تجريها مع الولايات المتحدة منذ أبريل (نيسان) بوساطة عمان.
وكتب على "إكس"، "تبادلنا وجهات النظر وبحثنا آخر ما وصلت إليه المحادثات غير المباشرة في شأن (الملف) النووي ورفع العقوبات"، مضيفاً "سنلتقي مجدداً لاستكمال المحادثات في حال لزم الأمر".
وأجرت واشنطن وطهران منذ الـ12 من أبريل أربع جولات محادثات بوساطة من عمان، سعياً إلى اتفاق جديد في شأن برنامج طهران النووي، يحل بدلاً من اتفاق دولي أبرم قبل عقد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 44 دقائق
- عكاظ
مجلس الوزراء برئاسة الملك.. الموافقة على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع
وافق مجلس الوزراء على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع، واعتماد آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة؛ لمنع وصول المواد المشعة أو الخردة المعدنية الملوثة بالمواد المشعة إليها. وأعرب المجلس، خلال جلسته اليوم (الثلاثاء) في جدة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن شكره وتقديره لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترمب على تلبية الدعوة بزيارة المملكة العربية السعودية، كما أشاد خادم الحرمين بما توصلت إليه مباحثات مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ من نتائج ستسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، وبما يعزز التكامل الاقتصادي للبلدين الصديقين. ونوّه مجلس الوزراء في هذا السياق، بما اشتملت عليه القمة السعودية الأمريكية التي عقدت في إطار أول زيارة خارجية لفخامته خلال رئاسته الحالية؛ من التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين، وإعلان وتبادل اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم في مختلف المجالات، مجدداً التأكيد على عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأربع القادمة بتخصيص ما يزيد على مبلغ 600 مليار دولار، منها صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار أُعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي. وأوضح وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى وزير الإعلام بالنيابة الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، في بيانه عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بما اشتملت عليه كلمة ولي العهد خلال القمة الخليجية الأمريكية؛ من مضامين ورؤى شاملة جسدت نهج المملكة القائم على تكثيف التنسيق المشترك، والدفع بالعمل متعدد الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة نحو المزيد من الازدهار والتقدم، والتأكيد على دعم كل ما من شأنه إنهاء الأزمات الإقليمية والدولية ووقف النزاعات بالطرق السلمية. وثمّن مجلس الوزراء، استجابة فخامة الرئيس الأمريكي للمساعي الحميدة التي بذلها ولي العهد لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، متطلعاً إلى أن يسهم ذلك في دعم التنمية وإعادة إعمار هذا البلد الشقيق. وجدّد المجلس، ما أعربت عنه المملكة خلال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة؛ بشأن رفضها القاطع أي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب التأكيد على ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة. وعبر المجلس، عن الإشادة بإنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والعاملين فيه بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسه؛ مسهماً -بفضل الله- في تقديم المساعدات للملايين من الفئات المحتاجة في أكثر من 100 دولة. وبيّن أن مجلس الوزراء استعرض في الشأن المحلي، ما حققته الإستراتيجية الوطنية للصناعة من مستهدفات بجذب ثلاثة رواد عالميين في صناعة السيارات لتأسيس مصانع في المملكة؛ لتكون رافداً لجهود التنويع الاقتصادي ودعم القدرة التنافسية عالمياً. وقدّر المجلس، حصول طلاب المملكة وطالباتها على جوائز رفيعة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، مجسدين بهذا الإنجاز ما توليه الدولة من اهتمام بالغ بقطاع التعليم وتعزيز إسهاماته في آفاق المعرفة والابتكار، وبناء أجيال متميزة علمياً ومهاريّاً. واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها، وقد انتهى المجلس إلى ما يلي: أولًا: الموافقة على مذكرة تفاهم في شأن إنشاء مجلس الشراكة الإستراتيجية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة اليابان. ثانياً: تفويض وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال سلامة الطيران المدني بين الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية والوكالة الفيدرالية للنقل الجوي في روسيا الاتحادية، والتوقيع عليه. ثالثاً: الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية ووزارة التقنيات الرقمية في جمهورية أوزباكستان للتعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. رابعاً: الموافقة على اتفاق إطاري بين حكومة المملكة العربية السعودية ومنظمة العمل الدولية بشأن برنامجي الموظفين المهنيين المبتدئين والانتداب. خامساً: تفويض وزير الصناعة والثروة المعدنية -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الكازاخي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية ووزارة الصناعة والبناء في جمهورية كازاخستان للتعاون في مجال الثروة المعدنية، والتوقيع عليه. أخبار ذات صلة سادساً: الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ووزارة الصحة في جمهورية سنغافورة. سابعاً: تفويض وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الهندي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي الجيولوجي بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في المملكة العربية السعودية وهيئة المساحة الجيولوجية الهندية في جمهورية الهند، والتوقيع عليه. ثامناً: الموافقة على اتفاقية تعاون بين رئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية وجهاز المخابرات والأمن القومي في جمهورية الصومال الفيدرالية في مجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله. تاسعاً: الموافقة على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع. عاشراً: اعتماد آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة؛ لمنع وصول المواد المشعة أو الخردة المعدنية الملوثة بالمواد المشعة إليها. حادي عشر: تعيين سعد بن محمد السيف، والدكتور عبدالسلام بن محمد الشويعر، وعبدالحميد بن عبدالعزيز الغليقة، والدكتور أحمد بن عبداللّه المغامس، وسليمان بن عبدالعزيز الزبن، والدكتور عبداللّه بن عدنان السليمي، والدكتور سالم بن مبارك الضويلي، وفهد بن إبراهيم الحسين، وإبراهيم بن سالم الرويس، أعضاءً من ذوي الخبرة والكفاية والتخصص في مجلس إدارة الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم. ثاني عشر: اعتماد الحسابات الختامية للهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، وجامعة الملك عبدالعزيز لعامين ماليين سابقين. ثالث عشر: الموافقة على ترقيتين وتعيينين بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و(الرابعة عشرة)، وذلك على النحو التالي: - ترقية يوسف بن ناصر بن إبراهيم الزيد إلى وظيفة (مستشار قانوني أول) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية. - ترقية ناصر بن حمود بن عبدالعزيز الذييب إلى وظيفة (مستشار أول تقنية هندسة حاسب آلي) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوزارة المالية. - تعيين علي بن ناصر بن علي بشيه، على وظيفة (وكيل إمارة منطقة) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بإمارة منطقة الباحة. - تعيين نايف بن كميخ بن حنيضل المريخي على وظيفة (وكيل إمارة منطقة) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بإمارة منطقة تبوك. كما اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وصندوق التنمية العقارية، والمركز الوطني لسلامة النقل، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
"العمال الكردستاني" يدعو تركيا إلى "تخفيف سجن" أوجلان
دعا حزب العمال الكردستاني تركيا إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه التاريخي عبدالله أوجلان، وقدمه كمفاوض رئيس في حال إجراء محادثات سلام، بعد إعلان الحزب حل نفسه عقب عقود من النزاع. وخلال الأشهر الماضية اتخذ حزب العمال الكردستاني سلسلة قرارات تاريخية بدءاً بوقف لإطلاق النار مع تركيا ثم إعلانه في الـ12 من مايو (أيار) الجاري حل نفسه والتخلي عن السلاح، لينهي بذلك حقبة طاولت أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلح مع الدولة التركية الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل. وجاءت هذه الخطوات تلبية لدعوة أطلقها في الـ27 من فبراير (شباط) الماضي أوجلان المسجون على جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ 1999، حث خلالها مقاتليه على نزع السلاح وحل الحزب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال، زاغروس هيوا، لوكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس الإثنين "نتوقع من الدولة التركية تعديل شروط الحجز الانفرادي في سجن جزيرة إمرالي وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم أبو (أوجلان) حتى يتمكن من قيادة العملية". وأكد هيوا أن "الزعيم أبو هو كبير مفاوضينا"، وقال إن حزبه أبدى "جدية في السلام"، لكن "حتى الآن لم تقدم الدولة التركية أي ضمانات ولم تتخذ أي إجراء لتسهيل العملية"، مضيفاً أن تركيا تواصل قصفها مواقع الحزب، وأكد رفض حزبه نفي مقاتليه إلى خارج البلاد. وقال المتحدث إن "السلام الحقيقي يتطلب الاندماج، وليس النفي"، مضيفاً "إذا كانت الدولة التركية تريد السلام بصدق وجدية، فيتعين عليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة لدمج أعضاء حزب العمال الكردستاني في مجتمع ديمقراطي"، وأضاف "النفي يتعارض مع السلام وأي حل ديمقراطي".


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
جولة ترمب الخليجية تضع إسرائيل في خانة "الصديق المهمش"
اعتاد الرؤساء الأميركيون التوقف في إسرائيل خلال زياراتهم الشرق الأوسط، لكن هذه المرة قرر دونالد ترمب كسر هذا التقليد عبر السفر إلى ثلاث دول خليجية، من دون أن يسافر إلى إسرائيل، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية الرسمية والدوائر المقربة من تل أبيب في واشنطن. وفي الضفة الأخرى، مدَّ الرئيس الأميركي غصن الزيتون لإيران، لكنه هدد بالخيار العسكري في حال رفضت التوصل إلى اتفاق في شأن برنامجها النووي، وفي المشهد المكتمل لما بعد جولة ترمب، بدت إيران وإسرائيل الطرفين الأكثر تضرراً منها. التصريح الذي استفز خامنئي على رغم أن ترمب أبدى انفتاحه على التصالح مع إيران، فإن خطاباته في الخليج لم تخل من مشاكسات، وأبرزها المقارنة بين الخليج وإيران، التي بدا أنها أثارت حفيظة المرشد الإيراني علي خامنئي، وتحديداً عندما قال الرئيس الأميركي في خطابه من الرياض إن "هناك دولاً تجعل من الصحراء واحات خضراء، وأخرى تجعل من واحاتها صحاري"، في إشارة إلى تراجع إيران تحت نظامها الحالي. وفي كلمة أول من أمس لم يخرج المرشد الإيراني علي خامنئي عن نسق مهاجمة واشنطن، إذ علق على كلام ترمب قائلاً إنه "لا يستحق الرد"، واعتبر تصريحه بأنه يستخدم القوة لتحقيق السلام "كذبة"، واصفاً تصريحات الرئيس الأميركي خلال زيارته الشرق الأوسط بأنها مدعاة لـ"الخزي" للمتحدث وللشعب الأميركي، وأن نموذج التقدم الذي يطرحه ترمب للدول العربية "محكوم بالفشل". وبالنظر إلى مواقف إسرائيل وإيران، الصديق والعدو التقليديين في ضوء زيارة ترمب، بدا كلاهما معزولاً من مشهد المنطقة الكبرى الذي تصدرته الصفقات الاقتصادية الضخمة المبرمة بين أميركا ودول الخليج الثلاث السعودية وقطر والإمارات، وركزت وسائل الإعلام الدولية في تغطيتها على عزلة إسرائيل وإيران، مشيرة إلى تغير ديناميكيات القوى في الشرق الأوسط. إسرائيل "على الهامش" عنونت "نيويورك تايمز" تقريرها بعد الزيارة، "ترمب يتجاهل نتنياهو في جولة الخليج"، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي يعيد تشكيل السياسة الخارجية الأميركية المتجذرة في الشرق الأوسط منذ عقود من دون إسرائيل، مستشهدة بالاتفاق المفاجئ لوقف العمليات العسكرية في اليمن، الذي نُظر إليه على أنه يحمي المصالح الأميركية من دون اكتراث بالمصالح الإسرائيلية، ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا على رغم مخاوف إسرائيل تجاه حكومة أحمد الشرع، التي دفعتها إلى قصف مواقع سورية مئات المرات منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، ويعكس تجاهل إسرائيل بحسب المحللين تضاؤل أهميتها لدى دوائر صنع القرار في إدارة ترمب الثانية. وكتبت "نيويورك تايمز" "كثيراً ما تمتعت إسرائيل بمكانة خاصة في صلب السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة في العقود الأخيرة، في عهد رؤساء أميركيين من كلا الحزبين"، مشيرة إلى أن نتنياهو، الذي ظل في الحكم معظم العقدين الماضيين، كان لاعباً أساساً في النقاشات الخاصة بالشرق الأوسط، حتى عندما كان يُغضب نظراءه الأميركيين أحياناً". ولا توجد مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة تتخلى عن علاقاتها التاريخية مع إسرائيل، أو أنها ستوقف دعمها العسكري والاقتصادي لها، ونفى ترمب أي تهميش لها. ومع ذلك كشفت جولته الأخيرة على مدى خمسة أيام في الشرق الأوسط عن أن "إسرائيل ونتنياهو أصبحا خارج نطاق الاهتمام"، بحسب الصحيفة الأميركية، مشيرة إلى سعي ترمب إلى اتفاقات تهدئة وسلام تتعلق بإيران واليمن، وعقد صفقات تجارية تقدر بتريليونات الدولارات مع دول الخليج. وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة إيتمار رابينوفيتش، إن "الإحساس العام هو أن هناك تحولاً في الانتباه وتغيراً في المصالح نحو دول الخليج، حيث المقدرات المالية"، مضيفاً أن ترمب يبدو وكأنه فقد اهتمامه بالعمل مع نتنياهو على وقف الحرب في غزة، بسبب "شعوره بعدم جدوى ذلك"، في ضوء تمسك نتنياهو و"حماس" بموقفهما، مما جعل الوضع ميؤوساً منه. التفاوض "المقلق" مع إيران التوجه الترمبي الآخر الذي يقلق إسرائيل متعلق بإيران، فقد كرر مراراً خلال جولته رغبته في التوصل إلى اتفاق مع طهران في شأن برنامجها النووي، وقال في قطر إن المفاوضات مع إيران "جادة للغاية" لإرساء سلام طويل الأمد معها، مما قد ينهي الصراع الأميركي – الإيراني منذ نحو أربعة عقود. وهذه السياسة المنفتحة على إيران تأتي على النقيض من محاولات نتنياهو لدفع إدارة ترمب إلى دعم إسرائيل أو المشاركة معها في شن ضربات عسكرية ضد إيران، ومع ذلك، فقد لوح ترمب بخيار شن ضربات واسعة النطاق تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال لم توافق طهران على اتفاق جديد. وعلى رغم أن ترمب لم يشرك نتنياهو في قرارات مهمة في شأن الشرق الأوسط، إذ فاجأه في المكتب البيضاوي مثلاً بقرار التفاوض مع إيران، فإن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عمر دستري، نفى وجود خلاف جوهري بين البلدين، مشيراً إلى زيارتين قام بهما نتنياهو للبيت الأبيض خلال الأشهر الماضية، وقول ترمب "نحن على الجانب نفسه في كل القضايا" مع إسرائيل. وفي وقت سابق من هذا الشهر، فاجأ ترمب العالم بإعلانه اتفاقاً مفاجئاً لوقف لإطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، على رغم استمرارهم في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ونجحت إدارته بعد أيام في تأمين إطلاق سراح إيدن ألكسندر، آخر رهينة أميركي حي في غزة بالتواصل المباشر مع "حماس"، من دون إشراك إسرائيل. وقال المستشار السابق لنتنياهو، نداف شتراوخلر، إن رئيس الوزراء لا يزال يحتفظ بعلاقة مع ترمب، لكنها مختلفة عن علاقاته مع رؤساء أميركيين سابقين، مشيراً إلى أنه "مع بايدن، كان بإمكان نتنياهو تأجيل القرارات، أما مع ترمب فتُتخذ القرارات فوق رأس نتنياهو، وهذا تغيير يقلق كثراً في إسرائيل". "الاستغناء" عن إسرائيل ليس مستحيلاً جاءت عناوين الصحف الإسرائيلية والعالمية مشوبة بالقلق والتساؤلات حول مستقبل إسرائيل في الحسابات الأميركية في شأن الشرق الأوسط. وسادت عبارات من قبيل "ترمب يتجاوز إسرائيل واستياء بصمت"و "إهانات ترمب: ماذا يعني تراجع مكانة نتنياهو العالمية لمستقبله السياسي؟" و"البيت الأبيض يشير إلى الإحباط من نتنياهو" و"جولة ترمب الشرق أوسطية تترك نتنياهو على الهامش مجدداً". وكتبت "نيويورك تايمز"، "لا يبدو أن ترمب في الوقت الحالي سيُغير مساره، على رغم تأكيد مستشاريه أن علاقته بنتنياهو لا تزال قوية، إذ لم يعد الرئيس يتعامل مع إسرائيل على أنها الدولة التي لا غنى عنها في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى إسرائيل ونتنياهو فإن لهذا التحول تبعات بعيدة المدى، لكنه حتى الآن لم يتفاعل معه رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر تغيير نهجه في الحكم أو طريقة تعامله مع الصراعات التي تخوضها بلاده مع "حماس" وإيران وسوريا واليمن. ونشرت "واشنطن بوست" مقالة بعنوان "في الشرق الأوسط، ترمب يُهمّش إسرائيل من دون أن يساعد غزة"، إذ أشارت إلى أن ترمب ركز على صفقات تجارية وعسكرية كبرى مع حلفائه الخليجيين، في حين همّش رئيس الوزراء الإسرائيلي حليفه التقليدي وفتح قنوات مع خصوم تل أبيب مثل إيران وسوريا. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن تهميش نتنياهو في الجولة الأخيرة تكرر في خطوات سابقة مثل بدء المحادثات النووية مع إيران، والتفاوض مع "حماس" من دون علم إسرائيل، ولفتت إلى تقرير "رويترز" الذي أفاد بأن ترمب يدرس تقديم عرض للسعودية يتيح لها الوصول إلى التكنولوجيا النووية المدنية، من دون شرط إقامة علاقات مع إسرائيل الذي وضعه الرئيس السابق جو بايدن. وأثارت هذه الخطوات بحسب الصحيفة تساؤلات كثير من الإسرائيليين عما إذا ستصبح بلادهم "الحليف التالي الذي قد يتخلى عنه رئيس كانت تُعتبر علاقته بإسرائيل، قبل أشهر قليلة فقط، الأقوى في التاريخ الأميركي"، وقال السفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن، مايكل أورين، "الأمر مقلق". كذلك وصف المستشار السابق لنتنياهو، الباحث في المجلس الأطلسي، شالوم ليبنر، المزاج العام في إسرائيل بأنه "ذعر تام"، وكتب الدبلوماسي الأميركي المخضرم الذي عمل مبعوثاً في الشرق الأوسط لدى رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين، دينيس روس، أن المخاوف الإسرائيلية حيال المفاوضات النووية وغيرها من التهديدات "لم تُؤخذ في الاعتبار، أو إن أُخذت فهي تُهمّش". ورجح روس بأن الأصوات داخل إدارة ترمب التي تنادي بتقليص التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط باتت هي الأقوى، وأن أولوية ترمب هي تأمين استثمارات خليجية بمليارات الدولارات، مضيفاً، "ترمب يرى المصلحة الأميركية من منظور مالي وتجاري، لا جيوسياسي أو أمني، وربما يعتبر أنه يقدم ما يكفي لإسرائيل بمنحها 4 مليارات دولار سنوياً كمساعدات عسكرية". تعزيز مكانة الدول العربية عنونت "وول ستريت جورنال" بأن "جولة ترمب في الشرق الأوسط تعزز مكانة الدول العربية على حساب إسرائيل"، مشيرة إلى أن الزيارة قلّصت مركزية التحالف الأميركي – الإسرائيلي الذي استمر عقوداً، مما يثير تساؤلاً عما إذا كان ذلك يمثّل تحولاً إستراتيجياً، أم أنه مجرد مناورة موقتة؟ وأشارت الصحيفة إلى العلاقة الشخصية بين ترمب ونتنياهو التي كثيراً ما اتسمت بالتوتر، إذ لم ينسَ ترمب تهنئة نتنياهو العلنية لبايدن بعد فوزه في انتخابات 2020، حسبما ذكر مقربون من الرئيس، ونقلت عن محللين رأيهم بأن الخلافات الحالية تتعلق بأجندة ترمب، لا بتحوّل جذري في السياسة الأميركية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن ستيفن كوك، إن "الخلافات حقيقية والتوتر حقيقي، لكن الناس يبالغون كثيراً في أهمية استبعاد إسرائيل من جدول الزيارة، فنتنياهو التقى ترمب مرتين أخيراً، والاتصالات بين القيادات الإسرائيلية والأميركية لا تزال مستمرة". وبالنسبة إلى دول الخليج فإن هذا التحول الموقت لصالحها يُعد تطوراً مرحباً به، وقال أستاذ شؤون الخليج والعالم العربي في جامعة الكويت، بدر السيف، "كثيراً ما ظن بعضهم في الخليج أن الطريق إلى أميركا لا يمر إلا عبر إسرائيل، اليوم نرى نافذة مفتوحة يمكننا من خلالها الوصول مباشرة إلى واشنطن، لقد أصبح لدينا وصول مباشر إلى الرجل الأول، وهو يصغي". وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ الخميس الماضي، قال مرشح ترمب لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبورن إن "دول الخليج أصبحت الشريك المفضل... ورحلة الرئيس تثبت أن الوقت قد حان لتوسيع علاقاتنا في الخليج، ليس فقط على المستوى الأمني، بل الاقتصادي أيضاً". ودفعت مواقف حكومة نتنياهو المتشددة الكاتب الأميركي توماس فريدمان إلى القول إن "هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا"، وأشار في مقالة استبقت جولة ترمب إلى أن نتنياهو اعتقد أنه يستطيع استغلال ترمب، لكن الأخير أربكه بالمفاوضات المستقلة مع "حماس" وإيران والحوثيين. وخاطب فريدمان الرئيس ترمب قائلاً، "نادراً ما أيدت المبادرات التي اتخذتها منذ وصولك إلى البيت الأبيض، باستثناء ما يتعلق بالشرق الأوسط. زيارتك المرتقبة المنطقة ولقاؤك زعماء السعودية والإمارات وقطر، من دون نية لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توحي بأنك بدأت تدرك حقيقة جوهرية: هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية تتصرف بطرق تُهدد المصالح الأميركية الجوهرية في المنطقة، نتنياهو ليس صديقنا". وأثنى فريدمان على سياسة ترمب وقال، "كونك لم تسمح لنتنياهو بأن يهيمن على قراراتك كما فعل مع رؤساء أميركيين سابقين، يُحسب لك، ويؤكد أهمية حماية البنية الأمنية التي أرساها أسلافك في المنطقة". جولة "لا تبشر بالخير" لإسرائيل عنونت مجلة "بوليتيكو" بأن "جولة ترمب الخليجية لا تُبشّر بالخير لإسرائيل"، مشيرة إلى أن نتنياهو فضل خسارة كامالا هاريس متوقعاً أن يحصل من ترمب على حرية أكبر في التعامل مع غزة، لكن الحسابات تغيرت، فعلى رغم أن نتنياهو حصل على هامش أوسع في غزة، فإن ترمب لا يتفق معه على كثير من الملفات الأخرى، وجولة ترمب الحالية تُبرز هذا التباعد. من جانبه، رفض السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، القول إن واشنطن تتجاهل مخاوف إسرائيل، وقال في مقابلة قبل أكثر من أسبوع لقناة تلفزيونية إسرائيلية إن "الولايات المتحدة ليست ملزمة بأخذ إذن من إسرائيل" للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين، لكنه عاد ليخفف من حدة تصريحاته عبر تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، حين انتقد تقارير إعلامية وصفها بـ"المتهورة وغير المسؤولة" حول خلاف بين ترمب ونتنياهو.