ياسر سليمان: لا يصلح العرب إلا إذا صلحت مصر
قال الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية خلال كلمته بحفل الاعلان عن القائمة القصيرة ، أن مركز اللغة العربية راعي ممثلا بشخص رئيسه الدكتور علي بن تميم في رحلة عمل تختص بانتشار الكتاب العربي على المستوى العالمية .
كما رحب بالكتاب المرشحين للقائمة القصيرة والذين وصلوا للقائمة الطويلة بالجائزة، تابع سليمان خلال كلمته بمقوله "ان لا يصلح العرب الا إذا صلحت مصر" وهي المقوله التي يؤمن بها ، وان انطلاق الجائزة يؤكد على ريادة مصر الثقافية.كما وجه الشكر للقراء الذي وصفه بأنهم عماد الجائزة إذا قال :" لولا القراء لما كانت الجائزة ، فهم عمادها وهم من يعطون للجائزة طابعها الخاص ولولاهم لما كانت فكل التحية للقراء العرب الذين أعطوا رواجا كبيرة للجائزة العالمية للرواية العربية". وانطلق منذ قليل حفل الاعلان عن القائمة القصيرة للحائزة العالمية للرواية العربية والتي يتم الإعلان عنها من جمهورية مصر العربية للمرة الأولى بمكتبة الإسكندرية ويأتي حفل الاعلان بحضور كلا من احمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية ، و الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ، وفلور مونتانارو منسقة الجائزة ، ومنى بيكر رئيس لجنة التحكيم وأعضاء لجنة تجيك الجائزة مريم الهاشمي ، وسعيد بنكراد، وبلال الأرفة لي، سامبسا بلتونن. ويتنافس على القائمة القصيرة 16 رواية منهم رواية "دانشمند" لأحمد فال الدين ، ورواية "احلام سعيدة"أحمد الملواني، ورواية "وادي الفراشات"أزهر جرجيس,، ورواية "المشعلجي" لأيمن رجب طاهر، ورواية "هوّارية" إنعام بيوض، ورواية"أغنيات للعتمة" إيمان حميدان، ورواية "المسيح الأندلسي"تيسير خلف ، ورواية "الأسير الفرنسي" جان دوست، "الرواية المسروقة" لحسن كمال ، ورواية "ميثاق النساء" لحنين الصايغ" ورواية "ما رأت زينة وما لم ترَ" لرشيد الضعيف ورواية "وارثة المفاتيح" لسوسن جميل حسن ،ورواية"الآن بدأت حياتي" سومر شحادة، ورواية "البكّاؤون" لعقيل الموسوي ،ورواية"صلاة القلق" محمد سمير ندا، رواية "ملمس الضوء" نادية النجار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 6 أيام
- الدستور
قبل غلق باب الترشح.. جوائز أدبية عربية يمكنك التقدم لها
مع اقتراب موعد إغلاق باب الترشح لعدد من أبرز الجوائز الأدبية العربية، تتجه أنظار الكتّاب والروائيين والباحثين إلى فرص واعدة لتتويج أعمالهم الإبداعية، سواء في الرواية أو القصة القصيرة أو الشعر أو حتى الترجمة والفنون. وفيما يلي يستعرض "الدستور" قائمة بأهم الجوائز الأدبية التي ما تزال تستقبل طلبات التقدم، مع تفاصيل كل منها.. 1. الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) – دورة 2026 فترة الترشح: من 1 مايو حتى 30 يونيو 2025 تعد "البوكر العربية" من أرفع الجوائز في مجال الرواية المعاصرة. تُمنح لأفضل رواية عربية سنويًا، ويصل إجمالي الجوائز المالية إلى 110،000 دولار: 50 ألفًا للفائز، و10 آلاف لكل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة. الجهة المنظمة: مؤسسة الجائزة العالمية للرواية العربية بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. 2. مسابقة "نجيب محفوظ للرواية" 2025 فترة الترشح: من 16 أبريل حتى 15 يوليو 2025 تنظمها وزارة الثقافة المصرية عبر المجلس الأعلى للثقافة، وتُفتح أمام الكتّاب المصريين والعرب. وتأتي هذه الدورة تحت عنوان "محفوظ في القلب"، تخليدًا لإرث الأديب الكبير. المجال: الرواية باللغة العربية الجهة المنظمة: المجلس الأعلى للثقافة – مصر 3. جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية – الدورة الثامنة فترة الترشح: من 1 مايو حتى 30 يونيو 2025 تركز على المجاميع القصصية المنشورة، وتمنح جائزتها لأفضل مجموعة وفق تقييم لجنة تحكيم مستقلة. الشهرة: توصف بأنها أهم جائزة للقصة القصيرة في العالم العربي. الجهة المنظمة: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت 4. جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للإبداع آخر موعد للترشح: 31 يناير 2026 جائزة عربية مرموقة تُمنح كل عامين، تشمل حقولًا إبداعية متعددة، ويشترط أن يكون الترشح عبر مؤسسة رسمية، وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دولار لكل فائز، بالإضافة إلى رصيعة ذهبية وشهادة تقدير. الجهة المنظمة: أمانة عمّان الكبرى – الأردن 5. جائزة "كنز الجيل" – الدورة الرابعة آخر موعد للترشح: 31 مايو 2025 تحتفي بالشعر النبطي وأعمال الشيخ زايد الشعرية، وتشمل فروعًا متعددة مثل المجاراة، الإصدارات، الترجمة، الفنون، الدراسات، والشخصية الإبداعية. الجهة المنظمة: مركز أبوظبي للغة العربية الفئات المتاحة: المجاراة الشعرية، الإصدارات الشعرية، الترجمة، الفنون (تشكيلي، خط، غناء، أفلام)، الدراسات والبحوث، والشخصية الإبداعية.


الدستور
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
أحمد الملواني: دور النشر تختار الأعمال وفق عدد «فولورز» الكاتب (حوار)
عوامل أخرى غير الجودة تتداخل في ترشيحات دور النشر لـ«البوكر» معظم دور النشر تهتم بـ«الأدب التجاري» لتعويض خسائرها أي كاتب يُخيَر بين النشر في دار مصرية كبيرة أو أخرى عربية سيختار المصرية القيمة المعنوية للجائزة كبيرة جدًا ودخول العمل للقائمة يجعله تحت الأضواء مراعاة المحاصصة الجغرافية تظهر أكثر في القوائم وليس في العمل الفائز أنتظر الجوائز بسبب القيمة المادية لها وهذا طموح مشروع هناك أعمال مصرية فازت بجوائز عربية لأن الكاتب اعتمد على محرر أدبي جروبات القراءة تستغل من بعض الناشرين والأدباء كواجهات دعائية لأعمالهم الشهرة والنجاح لا تتناسب بالضرورة مع حجم الموهبة بل «الشلة» و«الترند» يعلو نجم الأدب المصري من جديد في سماء الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» من جديد هذا العام، وفَضْلًا على فوز الكاتب محمد سمير ندا بالجائزة في نهاية المطاف، عن روايته «صلاة القلق»، الأمر االذي يؤكد حيوية المشهد السردي المصري، وقدرته المستمرة على إثارة الدهشة والإعجاب. يبرز اسم الكاتب أحمد الملواني، الذي وصل إلى القائمة الطويلة، من خلال روايته «أحلام سعيدة»، والتي لا تعد مجرد رواية عابرة، بل رحلة وجدانية تخترق أعماق النفس البشرية، تاركةً القارئ بين قبضة المشاعر الجياشة وتأملات العقل، في مزج فريد أكسبها مكانتها بين الروايات المرشحة، رغم المنافسة الشرسة وتحديات التحولات الثقافية المتسارعة التي يعيشها عالم الأدب اليوم. في حواره مع «الدستور»، ينفض «الملواني» الغبار عن كواليس الإبداع في زمن التغيرات الجارفة، ويكشف عن الخيوط الدقيقة التي نسج بها عالمه الروائي، وكيف استطاع أن يقدم رؤية إنسانية عميقة تلامس الواقع ببراعة، دون أن تقع في فخ الخطابية أو المباشرة. فزت بعدة جوائز مصرية وتأهلت للقائمة الطويلة لـ«البوكر».. هل هناك فارق لديك بين جائزة وأخرى؟ بالطبع القيمة المعنوية لجائزة «البوكر» كبيرة جدًا، ومجرد دخول العمل للقائمة الطويلة يصبح تحت الأضواء وترتفع معدل قراءاته بشكل ملحوظ. وهذا لا يحدث مع الجوائز الأخرى سواء المصرية أو العربية، فأنا فزت بجائزة «ساويرس» عن روايتي «الفابريكة». ورغم هذا لم تحصل على نصف الاهتمام الذي حصلت عليه رواية «أحلام سعيدة» عند دخولها لقائمة البوكر الطويلة. هل ينتظر المبدع جائزة ليشعر بالتحقق؟ بالنسبة لي أنتظر الجوائز بسبب القيمة المادية للجائزة، وهو طموح مشروع. فبالنسبة لكاتب مثلي ليس من كتاب «البيست سيلر»، ولا أربح الكثير من مبيعات الكتب، فالجوائز تعتبر المكسب المادي الوحيد من الكتابة. أما عن القيمة الأدبية للجائزة. فكما قلت تبقى جائزة «البوكر» وجائزة «نوبل» هما الوحيدتان من وجهة نظري القادرتان على إحداث فارق في مسيرة الكاتب وشهرته. والجوائز كتقييم أمر مشكوك فيه. كون الجوائز في النهاية تعتمد على لجنة التحكيم وذائقة المحكمين الخاصة، وربما عوامل وتأثيرات أخرى غير أدبية، فهناك رأي قال إن روايتي «أحلام سعيدة» تتضمن تساؤلات عن الثورة كانت مشتعلة في الرؤوس مؤخرًا مع أحداث الثورة السورية وسقوط نظام «الأسد». وربما هذا ساهم في لفت أنظار لجنة تحكيم «البوكر» لها. وأنا أقول إن هذا وارد جدًا. فربما نفس لجنة التحكيم إذا قرأت نفس الرواية في زمن آخر لاختلف تقييمهم لها. لماذا غاب الإبداع المصري عن «البوكر» لـ16 سنة؟ وهل هذا الغياب يعكس أصالته في ظل ما يثار حول الجوائز خاصة الكبري من أنها تدار بمنطق «المحاصصة الجغرافية»؟ ربما فكرة «المحاصصة الجغرافية» موجودة بالفعل، ولكن لا أظن أنها السبب وحدها في هذا الغياب الطويل للأدباء المصريين عن الفوز بالجائزة، فمراعاة الجغرافيا ربما تظهر أكثر وضوحًا في القوائم وليس في العمل الفائز بالجائزة، فمثلا هذا العام كنا 4 روائيين مصريين في القائمة الطويلة للجائزة، وكان السؤال الذي يدور في الأوساط الأدبية هو: مَن مِن الأربعة سيدخل القائمة القصيرة؟ أي أن هناك قناعة راسخة أن القائمة القصيرة ستتضمن مصري واحد فقط. وهذا يدل على اعتياد الجمهور على فكرة التمثيل الجغرافي في الجائزة. ففي عام 2023 وصلت خمس روايات مصرية للقائمة الطويلة، أي تقريبًا ثلث القائمة، وهو رقم قياسي، وبرغم هذا تأهلت منهم رواية واحدة فقط للقائمة القصيرة، ولكن لا يجب أن نغفل عن أن هناك أزمة في النشر في مصر، وعندما نتخلص منها يمكننا عندها أن نلوم الظروف والتحيزات وغيرها، ولكن في مصر التكلفة المادية للنشر أصبحت كبيرة، وسعر الكتاب في ارتفاع مستمر. ومعظم دور النشر من أجل تعويض هذا أصبحت تهتم أكثر وأكثر بالكتابات الأكثر رواجًا، أو الأدب التجاري إن صح التعبير، وأصبحت فرص الكاتب الذي يمتلك جماهيرية وشعبية في النشر أكبر بكثير من فرص الكاتب الذي يمتلك موهبة عظيمة لكن أعماله غير تجارية، أو ليست له أي شعبية. حتى أن عدد متابعي الكاتب على «السوشيال ميديا» أصبحت تؤثر على قرار بعض الناشرين في قبول عمله أو رفضه. وهذه أزمة واضحة وموجودة منذ سنوات، ربما لا أستطيع لوم دور النشر بالكامل، لأنهم في النهاية مؤسسات ربحية، تنفق أموالا لتجني أموالا، ولكن هذا لا يمنع أنها أزمة، هناك كذلك الغياب شبه التام لوظيفة المحرر الأدبي في دور النشر، بل وعدم اهتمام بعض دور النشر بالتدقيق اللغوي بشكل صحيح، ومعروف أن جائزة البوكر تضع اللغة فوق أي اعتبار، وهناك في تاريخ الجائزة أعمال تم استبعادها بسبب كثرة الأخطاء اللغوية. كذلك المحرر الأدبي يساعد على صياغة جملة أدبية محكمة وقوية، وهي من الأشياء المؤثرة كذلك في جائزة «البوكر»، وهناك أعمال مصرية فازت بجوائز عربية لأن الكاتب اعتمد على محرر أدبي في مراجعة عمله، ولكنها كانت مبادرة من الكاتب نفسه وليس من دار النشر. وأخيرًا.. فأنا أعتقد أن اختيار دور النشر للروايات التي ترشحها لجائزة «البوكر»، أحيانًا ما تتدخل فيه عوامل أخرى غير الجودة الفنية. وربما إحقاقًا للحق، هناك دارا نشر مصريتين يمكن اعتبارهما الأفضل أداءً في «البوكر» من بين كل دور النشر المصرية، وهما «العين» و«الشروق». ولكن في النهاية هما داران فقط من بين مئات دور النشر المصرية. ويكفي أن تقرير اللجنة في كل عام يؤكد أن أكثر الروايات المقدمة للجائزة من مصر، بسبب حركة النشر الكبيرة بها. فهل أداء مصر في الجائزة يتناسب مع حركة النشر المهولة تلك؟ أشرت إلى وجود العديد من المبدعين المصريين القادرين علي المنافسة والفوز بالجوائز الثقافية لكنهم لا يفوزون نظرا للمناخ العام.. هل وضحت أكثر؟ أزمة النشر التي تحدثت عنها من الطبيعي أن تجعل عددا مهولا من الأدباء يجدون صعوبة في الحصول على فرصة نشر جيدة، فمنهم من يلجأ إلى دور نشر صغيرة لا توفر له سوى طبعة محدودة بجودة رديئة، ومنهم من يضع روايته في الدرج مستسلمًا، بل وهناك مواهب كبيرة تركت الكتابة يأسًا. أنا شخصيًا خضت أكثر من مرة تجربة محاولة مساعدة كاتب لنشر روايته اقتناعًا مني بجودة الرواية، وكنت أرى مدى صعوبة الأمر ومدى الإحباط الذي يصل إليه الكتاب، السؤال هنا أليس في كل هذه الأعمال المهدرة لمواهب حقيقية، ولو عملا واحدا قادر على المنافسة والفوز بالجوائز؟ مع ملاحظة أني أتحدث هنا عن كتاب يبحثون عن فرصة أولى. وربما من الطبيعي أن يكون الأمر صعبًا. ولكن هناك كتاب متحققون، ومشهود لهم بالجودة، وسبق لهم نشر العديد من الروايات، بل والفوز بالجوائز الهامة، ولكنهم يعانون في البحث عن ناشر في كل مرة. أنا مثلا عانيت في البحث عن ناشر لرواية «أحلام سعيدة»، وهناك تصريح للكاتب محمد سمير ندا أنه عانى في البحث عن ناشر لروايته «صلاة القلق» الفائزة بجائزة «البوكر». بين أول رواياتك «زيوس يجب أن يموت» لأحدثها «أحلام سعيدة» التي وصلت لـ«البوكر».. بما تصف تجربتك مع الكتابة والنشر؟ بالنسبة لي الكتابة والنشر عمليتان منفصلتان. فأنا عندما أكتب لا أفكر إلا في الكتابة، ولا أضع النشر كشرط لعملية إنجاز عمل أدبي. أنا أكتب لنفسي بالأساس ولاحتياجي الشخصي للكتابة. أما النشر فأنا أفكر فيه بشكل مستقل عن الكتابة، فليس كل ما أكتبه أقرر نشره. بالنسبة لتجربة النشر أعتبر نفسي محظوظًا فيها، فأنا بدأت النشر في وقت لم تكن دور النشر في مصر بكل هذا العدد، والوصول لناشر أمر في منتهى الصعوبة. ولكني كنت محظوظا بوجودي في هذه الفترة ضمن مجموعة متميزة من الأدباء تحت مسمى «منتدى التكية الأدبي»، ومن خلالهم كانت تجربتي الأولى في النشر في سلسلة إصدارات التكية، برعاية د. إيمان الدواخلي، ثم انطلقت بعدها وكنت محظوظًا بالنشر مع دور نشر كبيرة. هل خضت تجربة النشر خارج مصر؟ بعد الكتاب الأول «زيوس يجب أن يموت» في عام 2010، حاولت كثيرًا البحث عن ناشر. وكما قلت الأمر في هذه الفترة لم يكن سهلا، حتى تعرفت عن طريق الانترنت على دار نشر كويتية مبتدئة تطلب أعمالا، فأرسلت لهم. وكانت تجربتي الثانية في النشر عام 2013 من خلال مجموعة قصصية بعنوان «سيف صدئ وحزام ناسف»، وهي تجربة محدودة ولم تكن ذات أثر كبير في مسيرتي، لأن الكتاب لم يوزع داخل مصر، كما أن تجربة الدار نفسها فشلت ولم تستمر طويلا، بعدها حاولت التواصل مع دار نشر عربية كبرى لنشر رواية «الفابريكة». ولكن وقتها جاءتني فرصة النشر مع الدار المصرية اللبنانية، ففضلتها بالطبع، وأعتقد أن أي كاتب يوضع أمامه الاختيار بين النشر في دار مصرية كبيرة أو النشر في دار عربية كبيرة فسيختار الدار المصرية. فليست تجربة مفيدة أن يتوفر كتابك في دولة عربية ولا يتوفر في بلدك، وإن توفر يكون بسعر مرتفع جدًا. ألم يسبق وتلقيت مقترحات من الناشر أو المحرر الأدبي بتعديلات في نصوصك؟ وهل تقبلها أم ترفضها؟ ولماذا؟ أنا لم أتعامل من قبل مع محرر أدبي.. فهي وظيفة شبه غائبة في مصر، وهي نقطة مهمة يمكن أن نتناولها في سياق آخر. ولكن بالطبع تلقيت كثيرًا مقترحات وتعديلات من الناشرين على العمل. وأنا أوافق على ما أعتقد أنه يفيد العمل، وأرفض ما أظنه لن يفيد. وأتذكر عند نشر رواية «الفابريكة» في الدار المصرية اللبنانية أنهم قاموا بتسليمي تقريرين من لجنة القراءة، وكانت بهما نقاط مفيدة جدًا، وأدخلت تعديلات على الرواية بفضلهما أعتقد أنها جعلتها أفضل. وبرغم هذا كان بهما بعض النقاط التي لم أحب الالتزام بها، وتناقشت مع الدار في أسباب تمسكي بها، وهم تركوا لي الكلمة الأخيرة. وبشكل عام أنا أرحب بالتعديلات طالما لن تؤثر على المحاور الأساسية للرواية، وستجعل العمل أفضل. إلي أي مدى تضع عينك على المتلقي؟ وهل رقيبك الداخلي يتدخل في عملك الإبداعي؟ أنا أضع عيني دائمًا على حق القارئ في الاستمتاع، فأنا أعتبر أن الفن بمختلف أشكاله إذا لم يكن جذابًا وممتعًا فإنه لن يحدث أي تأثير، فمهما طرح العمل من أفكار ورؤى وفلسفات عميقة، فإن القارئ لن يهتم بها إن كان العمل مملا أو منفرًا، بل إنه لن يكمل قراءته حتى، أما بالنسبة للرقيب الداخلي فأنا لا أملك رقيب داخلي. ولا أجد أي داعي لوجوده. ففي رأيي الإبداع هو الممارسة الواقعية الوحيدة للحرية المطلقة. فأنا إن لم أمارس حريتي وأنا أكتب، فلماذا أكتب؟ مارست عدة ألوان إبداعية بين الرواية والمسرح والقصة.. هل يؤثر جنس أدبي على الآخر وإلى أي مدى؟ بالنسبة لي كل جنس منهم مختلف تمامًا عن الآخر، ربما المسرح والرواية يشتركان في كونهما دراما تتضمن حبكة ممتدة، بينما القصة تعتمد أكثر على اللقطة والحدث الواحد، ولهذا ربما التأثير الوحيد الذي اختبرته، هو أني توقفت تمامًا عن كتابة القصة بعد أن اعتدت على كتابة الرواية والمسرح، وأعتقد أن هذا متعلق بأن عقلي أصبح مبرمجًا على تخيل الحبكات الطويلة وعلى توليد الأحداث من الأحداث، وما عاد يكتفي بلقطة واحدة. إلى أي مدي صارت مقولة «الجمهور عاوز كده» حاكمة لحركة الإبداع والنشر؟ أي إبداع يتم تقديمه كمنتج معد للتسويق من الطبيعي أن يتحكم فيه المتلقي، لأنه هنا هو المستهلك، وطبيعي أن يسعى المنتج لإرضائه وتحقيق رغباته لكي يشتري منتجه، فمثلا كثير من دور النشر تنظر للشاب الصغير أو المراهق كجمهور مستهدف لأنهم أصحاب القوة الشرائية الأكبر والأكثر شغفًا بالقراءة. ومنذ عشرات السنين نجد أن الكتاب الأكثر نجاحًا والأعلى مبيعًا هم الذين يكتبون للناشئين، ولهذا نجد الإقبال الأكبر من الناشرين على أدب النوع، مثل الرعب والفانتازيا والخيال العلمي والألغاز البوليسية، أو ما يطلق عليه «بوب آرت». وبالمناسبة هذا ليس انتقاصا من أدب النوع، بالعكس، أي رواية يمكن أن تكون رواية عظيمة مهما كان نوعها، ولكن للأسف بعض الناشرين لا يهتمون بجودة الرواية طالما أنها تنتمي لنوع له جاذبيته وجماهيره. هل تؤثر مجموعات القراءة في حركة النشر والتلقي؟ تؤثر بدرجة كبيرة. وهي في رأيي من أشكال التطور الجيدة في الوسط الأدبي، أنا أحب متابعة جروبات القراءة وأندية الكتاب، وأشعر أنها تساهم في تطور ذائقة أعضائها من خلال تبادل الخبرات بينهم، طبعًا هناك القليل من جروبات القراءة يتم استغلالها من قبل بعض الناشرين والأدباء كواجهات دعائية لأعمالهم. ولكن يمكنني أن أفكر في أسماء أكثر من جروب للقراءة لا تشعر فيهم بتوجيه متعمد أو دعائي. ومع الوقت أصبحت هي الجروبات التي تحصل على ثقة القراء والكتاب أكثر من سواها، فالقارئ ليس غبيًا ويفهم من يوجهه لقراءة عمل لأنه يراه يستحق، ومن يوجهه لقراءة عمل لأنه تلقى أموالا من الناشر أو الكاتب.


اليوم السابع
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- اليوم السابع
رئيس "أبو ظبي للغة العربية": معرض أبو ظبي للكتاب منصة للابتكار وتعزيز الهوية.. المعرفة سلاح في وجه التطرف.. الذكاء الاصطناعي انتقل من التحدي إلي التحول.. الحروب أكبر التحديات التي تواجه الثقافة العربية المعاصرة
يعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربي، حيث يلعب دورًا محوريًا في تعزيز صناعة الكتاب والنشر ولا تقتصر أهمية المعرض على كونه نقطة تجمع للناشرين والمؤلفين فقط، بل يتجاوز ذلك ليكون منصة لتقديم تجارب معرفية متنوعة ترتبط بالقراءة والكتاب ومن هنا حرص "اليوم السابع" علي مقابلة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية لمعرفة الدور التثقيفي الذي يقدمه المعرض للزوار وكيفية مواجهة التحديات الثقافية في الوطن العربي. وقال علي بن تميم ، إن المعرض مكانًا يتيح للزوار فرصة استكشاف العديد من الخبرات المتنوعة، بدءا من الكتب الورقية وصولا إلى الكتب الصوتية والرقمية، كما يبرز أهمية دمج التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، في صناعة النشر، مما يساهم في إحداث نقلة نوعية في طريقة تفاعل الجمهور مع الكتاب. واستكمل علي بن تميم، أن أحد الخبراء أن الجمال لا يكمن فقط في الشكل، بل في المحتوى الذي يقدمه، فنجاح المعرض لا يتوقف على التنظيم الجيد فقط، بل يتطلب تقديم تجارب حية تساهم في تحفيز الزوار على التفاعل مع المعرفة بشكل أعمق. ولفت علي بن تميم، إلي شهد المعرض تطورًا ملحوظًا على مدار السنوات، حيث أصبح يحتل مكانة بارزة على المستوى الدولي، ويجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما يساهم في تعزيز حضور الكتاب العربي في السوق العالمي، من خلال الترويج للكتب العربية وتسليط الضوء على إبداع المؤلفين العرب. وتابع علي بن تميم، أن على الرغم من التحديات التي قد تواجه صناعة النشر في المستقبل، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب، إلا أن المعرض يعكس التزامًا قويًا بالحفاظ على الهوية الثقافية العربية، ويعول المعرض أيضًا على دور القوانين التي تحمي حقوق المؤلف في دعم هذه الصناعة وتوفير بيئة محفزة للمبدعين. وأضاف علي بن تميم، أن المعرض لا يقتصر على العرض التجاري فقط، بل يتضمن فعاليات تعليمية وثقافية تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الطلبة الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من الزوار، وتعد هذه الفعاليات فرصة مثالية لتعريف الأجيال القادمة بقيمة الكتاب وأهمية القراءة في تطوير الفكر والمجتمع، ومع استمرار تطور المعرض، أصبح من الواضح أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يمثل أكثر من مجرد حدث ثقافي؛ بل هو حجر الزاوية في تطوير صناعة النشر والكتاب في المنطقة العربية، ويعزز من دور الثقافة في بناء مجتمعات أكثر معرفة وتقدمًا وإذا نظرنا إلى المعارض بشكل عام، نلاحظ أنها تتشابه في الكثير من الجوانب، لكن لماذا يحضر حوالي 20,000 طالب يوميًا إلى المعرض لأننا نولي اهتمامًا أكبر بالتنوع في الأنشطة المعروضة، على سبيل المثال، يجب أن تشمل المعارض أيضًا الكتب التي تتناول مجالات مختلفة، مثل تاريخ الطعام، حيث يمكن استضافة خبراء وأساتذة أكاديميين لعرض كيفية تحضير أطعمة كانت موجودة قبل 5000 عام في بلاد الرافدين أو غيرها، كل هذه الفعاليات تساهم في تقديم مجموعة من الخبرات والمعرفة التي تحفز على القراءة وتعزز من حضور الكتاب في الحياة اليومية. وأكد علي بن تميم، اليوم تم جمع حوالي 1400 ناشر لهذه عملية مهمة، ولكن الأمر لا يقتصر على الأعداد فقط،و يجب أن تكون هناك مؤسسات تساهم في تقديم مشروعات ثقافية جادة، ويجب أن تركز على تطوير صناعة النشر والمساهمة في نشر الثقافة بطريقة مبتكرة وفعالة. وحول المخاوف من اندثار اللغة العربية، قال علي بن تميم، إن اللغة العربية ليست مهددة، ولكنها تحتاج إلى مسؤولية ووعي جماعي، لقد تحدثت في ندوة قانونية عن أهمية المبادرات التي تربط اللغة بالتكنولوجيا، وخصوصًا التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تخدم العربية في مجالات التعليم والثقافة والإعلام، هذه المبادرات تمثل تقاربًا ثقافيًا وتعليميًا كبيرًا، ويجب أن تُبنى على أسس تربوية وأسرية متينة. واوضح علي بن تميم، لدينا اليوم جوائز عالمية تسلط الضوء على الإبداع العربي، مثل الجائزة العالمية للرواية العربية، وجائزة العويس، وجائزة الشيخ زايد، وغيرها من الجوائز في الشعر والسرد والتراث، هذه الجوائز لا تقتصر على كبار الكتاب بل تفتح المجال أيضًا أمام الشباب والمواهب الجديدة، وتسهم في تعزيز الإنتاج الثقافي المرتبط باللغة العربية في أفقه الجمالي والإبداعي، لكننا نحتاج إلى مزيد من التركيز، لا يكفي فقط أن نحتفي بالجوائز، بل يجب أن نوجه الاهتمام أيضًا إلى القارئ – سواء الأكاديمي أو العام أو الناشئ، دورنا لا يقتصر على النخبة، بل يشمل كل من له علاقة باللغة، سواء عبر المعارض أو المبادرات التعليمية أو الإعلامية. ولفت علي بن تميم، إلي أننا نحن بحاجة إلى رؤية شاملة ومشروعات ثقافية تعني بالتراث المادي واللامادي، وتواجه تحديات ضعف الدعم والتمويل، وانخفاض الترجمة، وتراجع الاهتمام العام باللغة، الثقافة هي ما يحمينا من التطرف، وهي ما يبني الوعي ويشكل الهوية، في النهاية ليست الكتابة فعلًا عاديًا، بل هي تعبير عن تطور فكري ووجودي، وهي أساس لتطورنا الحضاري، وهي أيضًا جسر نحتاجه اليوم لنؤكد حضورنا في العالم الحديث، نحن في أمس الحاجة إلى تطوير أدواتنا الثقافية في العالم العربي. وعن التحديات التي تواجه الثقافة العربية في الوقت المعاصر، قال نواجه تحديات حقيقية أبرزها الحروب في المنطقة العربية وما تخلفه الحروب من تدمير وسرقة فنحن نحتاج لسنوات طويلة لإعادة مكانتها، وايضاً تحديات متعلقة بضعف التحكيم في الجوائز والمسابقات، وغياب الدعم المؤسسي، وقلة التمويل المخصص للمبادرات الثقافية، التحدي الأكبر هو كيف نُحدث تأثيرًا فعليًا على الجمهور، وكيف نعيد الزخم إلى الحركة الثقافية لتنهض من جديد. وحول ما نحتاجه للنهوض بالثقافة العربية، نحتاج إلى دعم خاص ومستدام، نحتاج إلى تعزيز الترجمة، وتنظيم المعارض الدولية في عواصمنا مثل القاهرة والرياض، والتوسع في المدى الثقافي العربي، وتطوير المتاحف في العالم العربي بعض الدول تدرك قيمة الثقافة، لكنها لا تترجم هذا الإدراك إلى سياسات ملموسة، وعندما تهمل الثقافة، يفسح المجال للتطرف ولأفكار تفتقر إلى العمق والرؤية، الثقافة هي من تُوجه الرؤى الحديثة، وهي الأساس في بناء مستقبل جديد، قائم على صناعات ثقافية حقيقية، لا بدائية ولا هامشية.