
تكتيكات بوتين بين مماطلة الأمريكيين ومراوغة الأوروبيين – DW – 2025/5/24
رغم زخم دبلوماسي غير مسبوق برعاية أمريكية، لا تزال المفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تراوح مكانها، يطبعها تمسّك كلّ طرف بخطوطه الحمراء غير المقبولة لدى الطرف الآخر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح أن بلاده سوف "تقترح" على كييف العمل على "مذكّرة"، في خطوة مسبقة اعتبرها أساسية "لاتفاق سلام محتمل مستقبلا". فيما رد نظيره فولوديمير زيلينسكي بالقول إن موسكو تسعى لـ"كسب الوقت بغية مواصلة حربها واحتلالها" رغم مرور ثلاث سنوات من غزوها للأراضي الأوكرانية في حرب مدمرة أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من كلا البلدين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء هذه الحرب "خلال 24 ساعة"، بل وذهب للقول في أكثر من مناسبة، إنه لو كان رئيسا حينها لما سمح أصلا باندلاعها.
وفي آخر فصل من فصول جهود البيت الأبيض الدبلوماسية (غير المجدية لحد الآن) أجرى ترامب وبوتين مكالمة هاتفية (19 مايو/ أيار 2025) بهدف "وقف حمام الدم" في أوكرانيا، على حد تعبير الرئيس الأمريكي، بعد محادثات غير مثمرة في اسطنبول بين كييف وموسكو. وعقب المكالمة أوضح دونالد ترامب أن موسكو وكييف "ستباشران فورا المفاوضات بهدف التوصّل إلى هدنة"، دون تقديم جدول زمني بهذا الشأن. وعُلقت آمال كبيرة على هذه المكالمة التي لم تسفر عن أي تقدم حاسم، ما دفع كييف وعواصم غربية أخرى لاتهام بوتين بالمماطلة.
بين موسكو وكييف .. تبادل أسرى دون اختراق سياسي
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "لا فانغوارديا" الإسبانية (21 أيار/مايو 2025) معلقة على هذه المكالمة "قال دونالد ترامب إنه سينهي حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة، لكن بعد أربعة أشهر ما زال الوضع كما كان. الرئيس الأمريكي اتصل بفلاديمير بوتين، ولكن هذه الخطوة لم تُسفر عن أي شيء. لم يتم التوصل حتى إلى هدنة 30 يومًا، كما اقترح زيلينسكي. بوتين لعب معه (ترامب) كما شاء ولم يتعهد بأي شيء، بينما استمر في قصف آخر المواقع في دونباس. كان ترامب مخيبًا للآمال، لأنه كان يعتقد أنه يسيطر على سير المحادثات. لكن عقل رئيس جهاز المخابرات السابق (بوتين) أكثر تعقيدًا بكثير من عقل مليونير يستمد إلهامه السياسي من برامج الواقع التلفزيونية. الرئيس الأمريكي هو مفاوض ماهر في عالم الأعمال، لا يتردد في تهديد الشركاء والأعداء للحصول على مكاسب. لكن في شخص فلادمير بوتين يواجه متلاعبًا يريد أن يقدم نفسه للعالم كـ "قيصر إمبريالي" جديد. يحاول ترامب إقناع بوتين بأن إعادة بناء أوكرانيا يمكن أن يكون صفقة كبيرة للجميع، لكن الزعيم الروسي لا يهتم بالمال كثيرًا. هو يريد استعادة الفخر الوطني، بعد الإهانة التي تعرض لها بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفكيك البلاد. وبالتالي، سيكون من الصعب جدًا التوصل إلى تسوية متوازنة".
تصعيد ميداني متبادل للضغط على المفاوضات
تزامنا مع تواصل الجهود الدبلوماسية تشن روسيا وأوكرانيا هجمات متبادلة على طول خطوط جبهات القتال في الغالب بواسطة الطائرات المسيرة. ولا يمر يوم دون أن يعلن أحد الطرفين إسقاط العشرات من هذه المسيرات وأحيانا المئات. وتمكن الأوكرانيون أكثر من مرة من تعطيل حركة الطيران في العاصمة الروسية موسكو. وتضررت بشكل خاص أكبر مطارات روسيا، وهي مطار شيريميتيفو، إضافة إلى مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي. ويسعى الجيش الأوكراني من خلال محاولاته هذه إلى الضغط على القوّات الروسية بهدف دفع موسكو إلى تأمين حدودها بشكل أفضل وسحب جنودها من الجبهة. من جهته، أعلن الجيش الروسي الذي يحتلّ 20 % من الأراضي الأوكرانية عن تقدّم قوّاته في الأيام الأخيرة في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تدور أكثر المعارك ضراوة وحيث يتراجع الجيش الأوكراني. إلا أن القوات لم تحرز مع ذلك إلا مكاسب قليلة على الأرض مقارنة بالعام الماضي. وتشير بيانات ساحة القتال أنه رغم القوة البشرية للجيش الروسي فإن بيانات جمعتها خدمة "ديب ستيت" للخرائط، كشفت أن وتيرة التقدم الروسي في شرقي أوكرانيا انخفضت للنصف منذ بدء العام الجاري مقارنة بنفس الفترة حتى نهاية 2024.
وبشأن الأضرار التي يسببها العدوان الروسي على أوكرانيا كتبت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية (21 أيار/مايو 2025) معلقة "على أوروبا أن تتخذ قرارًا بالغ الأهمية: ألا يتعين علينا الآن استعمال نحو 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا لمساعدة أوكرانيا؟ أم نعيدها إلى روسيا بعد بضعة أشهر، مما يعني مكافأتها على عدوانها؟ يجب أن نمتلك الإرادة السياسية لنقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وأن نضع هذه الأموال في تصرف أوكرانيا لمساعدتها على تغيير مجريات هذه الحرب (..) ولكن قد يتساءل البعض: ماذا عن الإجراءات الانتقامية الروسية المحتملة؟ الحقيقة أن روسيا لم تكن يومًا بيئة آمنة أو مستقرة للأعمال، وكانت مخاطر الاستثمار فيها قائمة منذ زمن بعيد، بغض النظر عن إجراءات الاتحاد الأوروبي أو مجموعة السبع. فقد جمدت روسيا بالفعل أصول شركات غربية وصادرتها، واستولت على فروع الشركات الفرعية في روسيا مثل شركة الطاقة الألمانية "يونيبر"، وشركة الطاقة الفنلندية «فورتوم»، وشركة الألبان الفرنسية "دانون"، ومصنع الجعة الهولندي "كارلسبرغ" (..) لا شك أن مصادرة الأصول الحكومية الروسية ستُشكّل سابقة قانونية، ولكن هذا ما فعله أيضًا غزو روسيا الواسع النطاق في القرن الحادي والعشرين".
انتقادات للمستشار الالماني ميرتس بتقلب مواقفه بشأن تعزيز الدعم الالماني العسكري لكييف منذ تنصيبه مستشارًا لألمانيا.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
المستشار ميرتس: روسيا تهدد أمن أوروبا
دق المستشار الألماني فريدريش ميرتس ناقوس الخطر (22 أيار/مايو 2025) بالتحذير من أن روسيا تمثل تهديدا على أمن أوروبا برمته. تصريح ميرتس جاء خلال زيارته إلى ليتوانيا احتفالا بأول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال ميرتس "هناك تهديد لنا جميعا من روسيا... نحن نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم". وتهدف هذه الوحدة العسكرية إلى تقوية وتعزيز الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي من التهديد الروسي. ويذكر أن برلين تعتبر أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد واشنطن. واستطرد ميرتس موضحا "نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا، ولكننا أيضا نقف معا كأوروبيين، ومتى كان ذلك ممكنا، نعمل كفريق مع الولايات المتحدة". وبشأن أوكرانيا أكد المستشار أن برلين تأمل في أن تكون هناك "فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن ثم الدخول في مفاوضات سلام" لكنه لفت إلى أن هذه العملية قد تستغرق أسابيع إن لم يكن أشهرا. وكان كتب في منشور على إكس أن الزعماء الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا عبر العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج مكالمته مع بوتين.
وبهذا الشأن ذهبت صحيفة "فرانكفورته روندشاو" الألمانية (22 أيار/مايو 2025) إلى القول بأنه "بعد المكالمة الهاتفية التي لاقت اهتمامًا كبيرًا بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، زاد الضغط على المستشار فريدريش ميرتس، ذلك أن استراتيجيته في زيادة الضغوط على روسيا بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين يُنظر إليها من قبل أطراف عديدة على أنها فاشلة. السخرية من دور ألمانيا في حرب أوكرانيا كبيرة، خصوصًا في صفوف المعارضة. رئيس حزب اليسار فان آكن تهكم في قناة "فيلت" التلفزيونية قائلاً "كل هذا كان مجرد كلام!" وأضاف "ميرتس بدأ بداية قوية ثم اصطدم بالحائط تمامًا. أعتقد أنه لن يُؤخذ على محمل الجد في الكرملين لأشهر. يمكنه أن يقول عقوبات خمس مرات ولن يصدقه أحد".
هل أخطأ ترامب في تقدير تأثيره على بوتين؟
في حوار مع إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية (22 أيار/مايو 2025)، حذر "فرانك مانفريد فيبر رئيس كتلة "الشعب الأوروبي" في البرلمان الأوروبي وعضو الحزب المسيحي الاجتماعي الألماني من سوء تقدير نوايا روسيا. وقال "روسيا لا تريد السلام. هذه هي الحقيقة التي نواجهها". ومع ذلك، شدد على مدى أهمية إجراء المحادثات بين موسكو وكييف. وأوضح فيبر أن (دونالد) ترامب يرغب في استعادة روسيا كشريك "إنه يفكر في ذلك إلا أنني أرى ذلك وهما مطلقا. يعتقد أنه يمكن تحرير روسيا من قبضة الصين (..) لقد فشل ذلك بالفعل في عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، عندما قامت ألمانيا ببناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بدلاً من فرض عقوبات صارمة". وأضاف فيبر "بوتين تحت ضغط كبير. لا يجب أن ننسى ذلك. العقوبات تؤثر بالفعل (..) لا يمكن لبوتين تحمّل ذلك على المدى الطويل. لذلك، يجب أن نواصل اتخاذ هذه الخطوات".
من جهته، أوضح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (22 مايو) أن الرئيس دونالد ترامب أخطأ إلى حد كبير في تقدير مدى تأثيره على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما لم تسفر مكالمة هاتفية بين الزعيمين عن أي تقدم في محادثات السلام في أوكرانيا مما دفع أوروبا إلى إعلان عقوبات جديدة على روسيا. وقال بيستوريوس بدوره في حوار مع دويتشلاند فونك" "أشك أنه (ترامب) قيم موقفه التفاوضي بشكل غير صحيح". ويعمل الاتحاد الأوروبي حاليا على إعداد حزمة جديدة من العقوبات على موسكو. وقال بيستوريوس إنه لا يزال من غير الواضح هل ستنضم واشنطن إلى هذه الإجراءات بينما تستمر المحادثات عبر القنوات الدبلوماسية المعتادة. لكن المراقبين يستبعدون انضمام واشنطن لعقوبات جديدة، فعند سؤاله عن عقوبات أمريكية محتملة ضد روسيا، قال ترامب إنه لا يعتقد أن هذه فكرة جيدة وأضاف أنه يعتقد أن بوتين يريد التوصل إلى اتفاق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 40 دقائق
- DW
نظام "القبة الذهبية" لحماية سماء وفضاء أمريكا.. لكن ضد من؟ – DW – 2025/5/24
في غضون 3 سنوات، يُفترض أن يكون نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الجديد "القبة الذهبية" جاهزًا. ووفقًا لترامب، فإنه سيكون قادرًا حتى على اعتراض الصواريخ القادمة من الفضاء. النموذج المحتذى هو نظام القبة الحديدية الإسرائيلي. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط مجددًا لأمرٍ كبير: كما كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية، يعتزم إنشاء نظام دفاع صاروخي جديد يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات القادمة من الجوّ، بل ومن الفضاء أيضًا. وقد أوضح ترامب أن "القبة الذهبية" ستكلّف ما لا يقل عن 175 مليار دولار، وأنها ستُنجز بحلول نهاية ولايته في يناير من عام 2029. وتُشير معلومات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تواجه خطرًا متزايدًا من روسيا والصين. لكنّ منتقدين يحذّرون من التكاليف الباهظة والإطار الزمني غير الواقعي. كما أعرب نواب ديمقراطيون عن قلقهم بشأن عملية الشراء، وبشأن احتمال مشاركة شركة "سبيس إكس"، التابعة لحليف ترامب إيلون ماسك . وعلى الصعيد الدولي، أثار المشروع كذلك قلقًا؛ إذ انتقدت الصين المشروع، معتبرةً أنه يهدد "التوازن الاستراتيجي العالمي والاستقرار". كيف يمكن أن يعمل درع الحماية؟ قيل إن النموذج المُعتمد في تصميم "القبة الذهبية" هو نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي . هذا النظام الإسرائيلي يُستخدم منذ آذار/ مارس عام 2011، ويقوم باعتراض الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المدفعية. ويتكوّن من ثلاثِ وحدات: وحدة رادار، ومركز تحكُّم، وقاذفة صواريخ. الفرق الكبير بين "القبة الحديدية" ونظام ترامب "القبة الذهبية" يكمن في أن الأول مُصمَّم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ولحماية منطقة صغيرة، كما أنه نظام متنقل يمكن استخدامه في مواقع متعددة. حرب النجوم.. حماية أم تهديد؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video أما مشروع النسخة الأمريكية، فتهدف إلى اعتراض الصواريخ العابرة للقارات المزوّدة برؤوس نووية. وهي ترتبط بخطط أمريكية تعود إلى عهد الرئيس رونالد ريغان من (1981 ـ 1989)، الذي أراد إنشاء درع دفاع صاروخي أُطلق عليه اسم "حرب النجوم" تيمُّنًا بسلسلة الأفلام الشهيرة، وكان من المُفترض أن تُوضَع فيه أنظمة الاعتراض في الفضاء. ويهدف مشروع ترامب الفضائي إلى إنشاء شبكة من الأقمار الصناعية لرصد الصواريخ القادمة ، مثلًا من روسيا أو الصين وتعقُّبها واعتراضها عند الحاجة. وقد قيل إن درع الحماية قد يشمل مئات الأقمار الصناعية المخصَّصة لرصد الصواريخ ومتابعة مسارها. بحسب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث، فإن الدرع الدفاعي المزمع إنشاؤه "سيحمي الوطن من صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والصواريخ فرط الصوتية، والطائرات المسيَّرة، سواء كانت هذه الصواريخ تقليدية أو نووية". إلا أنَّ التقنيات التي سيجري استخدامها لتحقيق ذلك لا تزال غير معروفة. ترامب يخطط لبناء نظام دفاعي صاروخي To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video "القبة الحديدية" اليونانية إلى جانب الولايات المتحدة، هناك دول أخرى استلهمت نموذج "القبة الحديدية" الإسرائيلي أو استخدمته على الأقل كشعار إعلامي فعّال لنظامها الدفاعي. ووفقًا للعميد الإسرائيلي المتقاعد شاحَر شوحات، فإن ذلك تسبب في كثير من الالتباس، إذ قال في مقابلة مع مجلة "ديفنس نيوز" العسكرية إن "القبة الحديدية" أصبحت "علامة تجارية مثل كوكا كولا، يستخدمها الجميع الآن لأنها ناجحة جدًا". "القبة الحديدية" الإسرائيلية اصبحت "ماركة مسجلة" تحاكيها دول أخرى أو ترغب في شرائها صورة من: picture alliance/dpa/A. Safadi أعلنت اليونان في نهاية عام 2024 عن نيتها زيادة ميزانية الدفاع بشكل كبير، وإنشاء درع حماية شبيه بـ"القبة الحديدية" بهدف التصدي للطائرات المسيَّرة والصواريخ، وذلك بعد أن رأت أن التقدُّم في مشروع نظام الدفاع الجوي الأوروبي "درع السماء الأوروبية" يسير ببطء شديد. لكن وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس أوضح أن "القبة الحديدية" اليونانية تختلف عن نظام الدفاع الصاروخي المتنقّل الإسرائيلي، لأن التهديد الذي تواجهه اليونان مختلف، فهي تحتاج بشكل رئيسي إلى الحماية من هجمات الطائرات المسيَّرة. وقد أبدت دولٌ أخرى اهتمامًا بشراء نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي نفسه. ووفقًا لما صرّح به الباحث بيتر وايزمان من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لمجلة "نيوزويك" الأمريكية في عام 2023، فإن الدول التي أبدت هذا الاهتمام كانت رومانيا وقبرص في عام 2022، أذربيجان في عام 2016، كوريا الجنوبية في عام 2012، الهند في عام 2010، وسنغافورة في عام 2009. غير أن الهند وكوريا الجنوبية لم تتابعا هذه الخطط، ولا توجد في الحالات الأخرى أي تأكيدات على وجود طلبات شراء أو عمليات تسليم فعلية. درع السماء الأوروبي .."المنطق ذاته" تمت الإشارة إلى نظام "القبة الحديدية" أيضًا على المستوى الأوروبي. ففي عام2022، أُطلقت مبادرة "درع السماء الأوروبية" (ESSI) كمشروع أوروبي للدفاع الجوي والصاروخي. وتهدف المبادرة إلى شراء أنظمة دفاعية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى بشكل منسَّق قدر الإمكان، من أجل التصدّي لجميع أنواع التهديدات الجوية. ووفقًا لوزارة الدفاع الألمانية، فقد انضمّ إلى هذه المبادرة حتى الآن 23 دولة. وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش النمساوي، الفريق برونو هوفباور، لوكالة الأنباء النمساوية بأن مشروع "درع السماء" يتبع "المنطق ذاته" الذي يقوم عليه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. فكلا النظامين يهدفان إلى التصدي للتهديدات الجوية على عدّة مستويات. أعده للعربية: عباس الخشالي تحرير: عبده جميل المخلافي


DW
منذ 5 ساعات
- DW
تكتيكات بوتين بين مماطلة الأمريكيين ومراوغة الأوروبيين – DW – 2025/5/24
رغم زخم دبلوماسي غير مسبوق برعاية أمريكية، لا تزال المفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تراوح مكانها، يطبعها تمسّك كلّ طرف بخطوطه الحمراء غير المقبولة لدى الطرف الآخر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح أن بلاده سوف "تقترح" على كييف العمل على "مذكّرة"، في خطوة مسبقة اعتبرها أساسية "لاتفاق سلام محتمل مستقبلا". فيما رد نظيره فولوديمير زيلينسكي بالقول إن موسكو تسعى لـ"كسب الوقت بغية مواصلة حربها واحتلالها" رغم مرور ثلاث سنوات من غزوها للأراضي الأوكرانية في حرب مدمرة أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من كلا البلدين. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء هذه الحرب "خلال 24 ساعة"، بل وذهب للقول في أكثر من مناسبة، إنه لو كان رئيسا حينها لما سمح أصلا باندلاعها. وفي آخر فصل من فصول جهود البيت الأبيض الدبلوماسية (غير المجدية لحد الآن) أجرى ترامب وبوتين مكالمة هاتفية (19 مايو/ أيار 2025) بهدف "وقف حمام الدم" في أوكرانيا، على حد تعبير الرئيس الأمريكي، بعد محادثات غير مثمرة في اسطنبول بين كييف وموسكو. وعقب المكالمة أوضح دونالد ترامب أن موسكو وكييف "ستباشران فورا المفاوضات بهدف التوصّل إلى هدنة"، دون تقديم جدول زمني بهذا الشأن. وعُلقت آمال كبيرة على هذه المكالمة التي لم تسفر عن أي تقدم حاسم، ما دفع كييف وعواصم غربية أخرى لاتهام بوتين بالمماطلة. بين موسكو وكييف .. تبادل أسرى دون اختراق سياسي To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وبهذا الصدد كتبت صحيفة "لا فانغوارديا" الإسبانية (21 أيار/مايو 2025) معلقة على هذه المكالمة "قال دونالد ترامب إنه سينهي حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة، لكن بعد أربعة أشهر ما زال الوضع كما كان. الرئيس الأمريكي اتصل بفلاديمير بوتين، ولكن هذه الخطوة لم تُسفر عن أي شيء. لم يتم التوصل حتى إلى هدنة 30 يومًا، كما اقترح زيلينسكي. بوتين لعب معه (ترامب) كما شاء ولم يتعهد بأي شيء، بينما استمر في قصف آخر المواقع في دونباس. كان ترامب مخيبًا للآمال، لأنه كان يعتقد أنه يسيطر على سير المحادثات. لكن عقل رئيس جهاز المخابرات السابق (بوتين) أكثر تعقيدًا بكثير من عقل مليونير يستمد إلهامه السياسي من برامج الواقع التلفزيونية. الرئيس الأمريكي هو مفاوض ماهر في عالم الأعمال، لا يتردد في تهديد الشركاء والأعداء للحصول على مكاسب. لكن في شخص فلادمير بوتين يواجه متلاعبًا يريد أن يقدم نفسه للعالم كـ "قيصر إمبريالي" جديد. يحاول ترامب إقناع بوتين بأن إعادة بناء أوكرانيا يمكن أن يكون صفقة كبيرة للجميع، لكن الزعيم الروسي لا يهتم بالمال كثيرًا. هو يريد استعادة الفخر الوطني، بعد الإهانة التي تعرض لها بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفكيك البلاد. وبالتالي، سيكون من الصعب جدًا التوصل إلى تسوية متوازنة". تصعيد ميداني متبادل للضغط على المفاوضات تزامنا مع تواصل الجهود الدبلوماسية تشن روسيا وأوكرانيا هجمات متبادلة على طول خطوط جبهات القتال في الغالب بواسطة الطائرات المسيرة. ولا يمر يوم دون أن يعلن أحد الطرفين إسقاط العشرات من هذه المسيرات وأحيانا المئات. وتمكن الأوكرانيون أكثر من مرة من تعطيل حركة الطيران في العاصمة الروسية موسكو. وتضررت بشكل خاص أكبر مطارات روسيا، وهي مطار شيريميتيفو، إضافة إلى مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي. ويسعى الجيش الأوكراني من خلال محاولاته هذه إلى الضغط على القوّات الروسية بهدف دفع موسكو إلى تأمين حدودها بشكل أفضل وسحب جنودها من الجبهة. من جهته، أعلن الجيش الروسي الذي يحتلّ 20 % من الأراضي الأوكرانية عن تقدّم قوّاته في الأيام الأخيرة في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تدور أكثر المعارك ضراوة وحيث يتراجع الجيش الأوكراني. إلا أن القوات لم تحرز مع ذلك إلا مكاسب قليلة على الأرض مقارنة بالعام الماضي. وتشير بيانات ساحة القتال أنه رغم القوة البشرية للجيش الروسي فإن بيانات جمعتها خدمة "ديب ستيت" للخرائط، كشفت أن وتيرة التقدم الروسي في شرقي أوكرانيا انخفضت للنصف منذ بدء العام الجاري مقارنة بنفس الفترة حتى نهاية 2024. وبشأن الأضرار التي يسببها العدوان الروسي على أوكرانيا كتبت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية (21 أيار/مايو 2025) معلقة "على أوروبا أن تتخذ قرارًا بالغ الأهمية: ألا يتعين علينا الآن استعمال نحو 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا لمساعدة أوكرانيا؟ أم نعيدها إلى روسيا بعد بضعة أشهر، مما يعني مكافأتها على عدوانها؟ يجب أن نمتلك الإرادة السياسية لنقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وأن نضع هذه الأموال في تصرف أوكرانيا لمساعدتها على تغيير مجريات هذه الحرب (..) ولكن قد يتساءل البعض: ماذا عن الإجراءات الانتقامية الروسية المحتملة؟ الحقيقة أن روسيا لم تكن يومًا بيئة آمنة أو مستقرة للأعمال، وكانت مخاطر الاستثمار فيها قائمة منذ زمن بعيد، بغض النظر عن إجراءات الاتحاد الأوروبي أو مجموعة السبع. فقد جمدت روسيا بالفعل أصول شركات غربية وصادرتها، واستولت على فروع الشركات الفرعية في روسيا مثل شركة الطاقة الألمانية "يونيبر"، وشركة الطاقة الفنلندية «فورتوم»، وشركة الألبان الفرنسية "دانون"، ومصنع الجعة الهولندي "كارلسبرغ" (..) لا شك أن مصادرة الأصول الحكومية الروسية ستُشكّل سابقة قانونية، ولكن هذا ما فعله أيضًا غزو روسيا الواسع النطاق في القرن الحادي والعشرين". انتقادات للمستشار الالماني ميرتس بتقلب مواقفه بشأن تعزيز الدعم الالماني العسكري لكييف منذ تنصيبه مستشارًا لألمانيا. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video المستشار ميرتس: روسيا تهدد أمن أوروبا دق المستشار الألماني فريدريش ميرتس ناقوس الخطر (22 أيار/مايو 2025) بالتحذير من أن روسيا تمثل تهديدا على أمن أوروبا برمته. تصريح ميرتس جاء خلال زيارته إلى ليتوانيا احتفالا بأول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال ميرتس "هناك تهديد لنا جميعا من روسيا... نحن نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم". وتهدف هذه الوحدة العسكرية إلى تقوية وتعزيز الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي من التهديد الروسي. ويذكر أن برلين تعتبر أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد واشنطن. واستطرد ميرتس موضحا "نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا، ولكننا أيضا نقف معا كأوروبيين، ومتى كان ذلك ممكنا، نعمل كفريق مع الولايات المتحدة". وبشأن أوكرانيا أكد المستشار أن برلين تأمل في أن تكون هناك "فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن ثم الدخول في مفاوضات سلام" لكنه لفت إلى أن هذه العملية قد تستغرق أسابيع إن لم يكن أشهرا. وكان كتب في منشور على إكس أن الزعماء الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا عبر العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج مكالمته مع بوتين. وبهذا الشأن ذهبت صحيفة "فرانكفورته روندشاو" الألمانية (22 أيار/مايو 2025) إلى القول بأنه "بعد المكالمة الهاتفية التي لاقت اهتمامًا كبيرًا بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، زاد الضغط على المستشار فريدريش ميرتس، ذلك أن استراتيجيته في زيادة الضغوط على روسيا بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين يُنظر إليها من قبل أطراف عديدة على أنها فاشلة. السخرية من دور ألمانيا في حرب أوكرانيا كبيرة، خصوصًا في صفوف المعارضة. رئيس حزب اليسار فان آكن تهكم في قناة "فيلت" التلفزيونية قائلاً "كل هذا كان مجرد كلام!" وأضاف "ميرتس بدأ بداية قوية ثم اصطدم بالحائط تمامًا. أعتقد أنه لن يُؤخذ على محمل الجد في الكرملين لأشهر. يمكنه أن يقول عقوبات خمس مرات ولن يصدقه أحد". هل أخطأ ترامب في تقدير تأثيره على بوتين؟ في حوار مع إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية (22 أيار/مايو 2025)، حذر "فرانك مانفريد فيبر رئيس كتلة "الشعب الأوروبي" في البرلمان الأوروبي وعضو الحزب المسيحي الاجتماعي الألماني من سوء تقدير نوايا روسيا. وقال "روسيا لا تريد السلام. هذه هي الحقيقة التي نواجهها". ومع ذلك، شدد على مدى أهمية إجراء المحادثات بين موسكو وكييف. وأوضح فيبر أن (دونالد) ترامب يرغب في استعادة روسيا كشريك "إنه يفكر في ذلك إلا أنني أرى ذلك وهما مطلقا. يعتقد أنه يمكن تحرير روسيا من قبضة الصين (..) لقد فشل ذلك بالفعل في عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، عندما قامت ألمانيا ببناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بدلاً من فرض عقوبات صارمة". وأضاف فيبر "بوتين تحت ضغط كبير. لا يجب أن ننسى ذلك. العقوبات تؤثر بالفعل (..) لا يمكن لبوتين تحمّل ذلك على المدى الطويل. لذلك، يجب أن نواصل اتخاذ هذه الخطوات". من جهته، أوضح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (22 مايو) أن الرئيس دونالد ترامب أخطأ إلى حد كبير في تقدير مدى تأثيره على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما لم تسفر مكالمة هاتفية بين الزعيمين عن أي تقدم في محادثات السلام في أوكرانيا مما دفع أوروبا إلى إعلان عقوبات جديدة على روسيا. وقال بيستوريوس بدوره في حوار مع دويتشلاند فونك" "أشك أنه (ترامب) قيم موقفه التفاوضي بشكل غير صحيح". ويعمل الاتحاد الأوروبي حاليا على إعداد حزمة جديدة من العقوبات على موسكو. وقال بيستوريوس إنه لا يزال من غير الواضح هل ستنضم واشنطن إلى هذه الإجراءات بينما تستمر المحادثات عبر القنوات الدبلوماسية المعتادة. لكن المراقبين يستبعدون انضمام واشنطن لعقوبات جديدة، فعند سؤاله عن عقوبات أمريكية محتملة ضد روسيا، قال ترامب إنه لا يعتقد أن هذه فكرة جيدة وأضاف أنه يعتقد أن بوتين يريد التوصل إلى اتفاق.


DW
منذ 12 ساعات
- DW
رفع العقوبات الأمريكية رسميا عن سوريا... الشروط والدلالات؟ – DW – 2025/5/24
في تحول كبير للسياسة الأمريكية بعد الإطاحة ببشار الأسد يفتح الباب أمام الاستثمارات في بلد دمرته الحرب رفعت الولايات المتحدة رسميا العقوبات الاقتصادية عن سوريا. من جانب آخر أعلن محافظ السويداء استقالته. أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب علي المخلافي أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب علي المخلافي أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب رحبت سوريا في وقت مبكر اليوم السبت (24 مايو/أيار 2025) برفع العقوبات المفروضة عليها، وهو ما وصفته وزارة الخارجية السورية بأنه "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد". وقالت الوزارة في بيان إن سوريا "تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة". ورفعت الولايات المتحدة أمس الجمعة (23 مايو/أيار 2025) رسميا العقوبات الاقتصادية عن سوريا، في تحول كبير للسياسة الأمريكية بعد الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد، يفسح المجال أمام استثمارات جديدة في البلد الذي دمرته الحرب. من جانبها رحبت سوريا بقرار رفع العقوبات الأمريكية واعتبرته "خطوة إيجابية". وجاء في بيان لوزير الخزانة سكوت بيسنت أنه يجب على سوريا "مواصلة العمل لكي تصبح بلدا مستقرا ينعم بالسلام، على أمل أن تضع الإجراءات المتخذة اليوم البلاد على مسار نحو مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر". وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان إنه أصدر إعفاء لمدة 180 يوما من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر لضمان عدم إعاقة العقوبات للاستثمارات وتسهيل توفير الكهرباء والطاقة والمياه والرعاية الصحية وجهود الإغاثة الإنسانية. السوريون يحتفلون برفع العقوبات To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video إعفاء مشروط وتأتي الخطوة تنفيذا لقرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي. فخلال جولة خليجية، أعلن ترامب على نحو مفاجئ أنه سيرفع العقوبات عن سوريا، لافتا إلى أن قراره يأتي استجابة لطلبات تركيا والسعودية. ووفق وزارة الخزانة فإن رفع العقوبات يشمل الحكومة السورية الجديدة شرط عدم توفيرها ملاذا آمنا لمنظمات إرهابية وضمانها الأمن لأقليات دينية وإثنية. وقال البيت الأبيض بعد لقاء ترامب مع الشرع قبل أيام إن الرئيس طلب من سوريا الالتزام بعدة شروط مقابل تخفيف العقوبات، بما في ذلك مطالبة جميع المسلحين الأجانب بمغادرة سوريا وترحيل من وصفهم بـ "الإرهابيين الفلسطينيين" ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية. وأصدرت وزارة الخارجية قرارا بإعفاء سوريا لمدة ستة أشهر من مجموعة صارمة من العقوبات التي فرضها الكونغرس في عام 2019 وأمرت وزارة الخزانة بوقف تنفيذ العقوبات ضد أي شخص يقوم بأعمال تجارية مع مجموعة من الأفراد والكيانات السورية، بما في ذلك البنك المركزي السوري. وصحيح أن من شأن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا أن يفسح المجال أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا وتشجيع الاستثمار الأجنبي والتجارة مع إعادة إعمار البلاد، لكن الولايات المتحدة فرضت طبقات من الإجراءات على سوريا وعزلتها عن النظام المصرفي الدولي وحظرت العديد من الواردات الدولية، ويمكن أن يؤدي احتمال عودة العقوبات على بلد ما إلى تثبيط استثمارات القطاع الخاص. خدمات واستثمارات وتزامنا أصدرت وزارة الخارجية إعفاء من العقوبات يمكِّن الشركاء الأجنبية والحليفة من المشاركة في إعادة إعمار سوريا، ما يمنح شركات ضوءا أخضر لمزاولة الأعمال في البلاد. وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان الجمعة إن الإعفاء من العقوبات من شأنه "تسهيل توفير خدمات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي وتمكين استجابة إنسانية أكثر فعالية في جميع أنحاء سوريا". ويتيح الإعفاء القيام باستثمارات جديدة في سوريا وتقديم خدمات مالية وإجراء تعاملات على صلة بالمنتجات النفطية السورية. وأضاف روبيو أن "الإجراءات التي اتخذناها اليوم تمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية الرئيس بشأن علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة". وخلال الحرب التي استمرت 14 عاما في سوريا، فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على التعاملات المالية مع البلاد، وشددت على أنها ستفرض عقوبات على كل من ينخرط في إعادة الإعمار طالما الأسد في السلطة. بعد هجوم قاده إسلاميون العام الماضي وأطاح الأسد، تتطلع الحكومة الجديدة في سوريا إلى إعادة بناء العلاقات مع الحكومات الغربية ورفع العقوبات القاسية المفروضة على البلاد. وفُرضت معظم العقوبات الأمريكية على سوريا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وشخصيات بارزة في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية هناك. وقاد الشرع قوات المعارضة التي أطاحت بالأسد في ديسمبر / كانون الأول 2025. ويذكر الترخيص العام على وجه التحديد اسم الشرع، الذي كان مدرجا في السابق تحت اسم أبو محمد الجولاني، من بين الأفراد والكيانات الذين يسمح الآن بالتعامل معهم. كما يدرج أيضا الخطوط الجوية العربية السورية ومصرف سوريا المركزي وعددا من البنوك الأخرى والعديد من شركات النفط والغاز الحكومية وفندق فور سيزونز دمشق. وكانت الولايات المتحدة قد وضعت سوريا لأول مرة على قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 1979، ومنذ ذلك الحين أضافت مجموعات إضافية من العقوبات، بما في ذلك عدة جولات في أعقاب انتفاضة البلاد ضد الأسد في 2011. رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video استقالة محافظ السويداء من جانب آخر قدم محافظ السويداء مصطفى البكور استقالته أمس الجمعة، ويعود لرئيس الجمهورية أحمد الشرع الموافقة أو عدم الموافقة على طلب الاستقالة، وفق مصادر سورية في العاصمة دمشق. وتأتي استقالة البكور بعد الاعتداء الذي حصل عليه من قبل مسلحين يوم الأربعاء الماضي داخل مكتبه في مبنى المحافظة. وشهدت محافظة السويداء جنوب سوريا انتشارا أمنيا كبيرا أمام الدوائر الحكومية في المحافظة. ونقلت مصادر اعلامية محلية في محافظة السويداء جنوب سوريا أن " تعزيزات للفصائل المحلية انتشرت أمام فرع الأمن الجنائي في السويداء، تمهيدا لانتشارها أمام مختلف المؤسسات الحكومية، بهدف دعم تفعيل الضابطة العدلية"، وفق إعلان الفصائل المحلية. وأضافت المصادر: "يأتي انتشار الفصائل يأتي استجابة لنداء مشيخة العقل ومرجعيات المحافظة يوم أمس بدعم دور الضابطة العدلية والمؤسسات الشرطية، تطبيقا للاتفاق الأخير في الأول مايو/ أيار 2025، بتفعيل الشرطة من أبناء المحافظة لضبط القانون. وهذه أول استقالة لمسؤول حكومي رفيع بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر/ كانون الأول 2024. تحرير: خالد سلامة