logo
تصاعد المخاوف الأوروبية من التهديد الروسي واستراتيجيات تعزيز الدفاع

تصاعد المخاوف الأوروبية من التهديد الروسي واستراتيجيات تعزيز الدفاع

الإمارات نيوز١٥-٠٣-٢٠٢٥

متابعة: نازك عيسى
تزداد المخاوف الأوروبية من التهديد الروسي في ظل الحرب في أوكرانيا والتوترات على حدود الاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التحديات الأمنية والموقف 'المهادن' للرئيس الأمريكي السابق ترامب تجاه موسكو، الذي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام يُستثنى منه أوروبا.
وبينما تتسع رقعة التهديدات الأمنية، تسعى الدول الأوروبية إلى تبني استراتيجيات أكثر صلابة عبر تعزيز قدراتها الدفاعية وتطوير سياسات الردع. وتشمل هذه الاستراتيجيات زيادة الإنفاق العسكري وإعادة النظر في المنظومات الأمنية، بما يعكس تحولاً في عقيدة الدفاع المشترك.
في هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات نادرة على أهمية الردع النووي الفرنسي لحماية بعض الدول الأوروبية، خاصة من التهديدات الروسية. تعكس هذه التصريحات استراتيجية أوروبية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الضمانات الأمنية الأمريكية وسط الشكوك المتزايدة حول التزامات واشنطن المستقبلية.
وفقا للكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية عبد الرحمن عمار، يكمن التحدي الأكبر في تحويل الخطط الدفاعية إلى واقع ملموس بسبب تباين المواقف بين الدول الأعضاء. تعود هذه الفجوة إلى الاختلافات الاقتصادية بين دول شمال وجنوب القارة، مما يؤثر على قدرتها على زيادة الإنفاق العسكري.
وتُضاف إلى هذه التحديات المواقف السياسية لبعض الدول مثل المجر، التي تتبنى سياسات متحفظة تجاه روسيا، مما يعيق توحيد الموقف الأوروبي. كما أن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة يزيد من تعقيد المشهد، حيث تعارض بعض هذه القوى التصعيد العسكري ضد موسكو.
في ظل هذه الانقسامات، يدرس قادة الاتحاد الأوروبي خيارات لزيادة الإنفاق الدفاعي، منها إنشاء بنك أوروبي لإعادة التسلح على غرار البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. كما كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطة لتعزيز الدفاع الأوروبي بقيمة 800 مليار يورو لدعم أوكرانيا بعد تجميد المساعدات الأمريكية.
هذه التطورات تعكس انقسامات أعمق داخل الاتحاد الأوروبي، مما يعكس الهوية السياسية المتباينة للدول الأعضاء. وفقًا للمستشار السابق للبرلمان الأوروبي عبد الغني العيادي، فإن غياب التوافق على القيادة السياسية قد يعوق أي استراتيجية دفاعية موحدة. ويشير العيادي إلى أن السؤال الأهم هو: من يملك قرار الحرب والسلام داخل أوروبا؟
من حيث الاستراتيجيات، تطرح بعض القوى الأوروبية فكرة إنشاء جيش أوروبي مشترك بميزانية وقيادة موحدة، بينما يفضل غالبية القادة الأوروبيين تعزيز الميزانيات الدفاعية بشكل منفصل. إلا أن هذا الخيار الأخير يعكس الانقسام السياسي أكثر من كونه حلاً استراتيجياً، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها القارة.
مع تصاعد المخاوف من التهديد الروسي، تكشف الحرب في أوكرانيا عن الانقسامات الداخلية في الاتحاد الأوروبي وتظهر هشاشة الرؤية المستقبلية لأوروبا، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على بناء استراتيجية دفاعية موحدة في هذا السياق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«بوتين ليس مستعدًا لإنهاء الحرب».. ترامب يصدم الأوروبيين بشأن أوكرانيا
«بوتين ليس مستعدًا لإنهاء الحرب».. ترامب يصدم الأوروبيين بشأن أوكرانيا

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

«بوتين ليس مستعدًا لإنهاء الحرب».. ترامب يصدم الأوروبيين بشأن أوكرانيا

أخبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القادة الأوروبيين بأن الرئيس الروسي بوتين غير مستعد لإنهاء حرب أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه يحقق مكاسب على الأرض. جاء هذا الاعتراف بعد محادثة استمرت أكثر من ساعتين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبوتين، في أول اعتراف علني من ترامب بهذا الموقف، رغم إدلائه بتصريحات متضاربة حول نوايا بوتين. رغم إدراك ترامب أن بوتين ليس مستعدًا للسلام، لكنه لم يتخذ خطوات عملية لزيادة الضغط على روسيا، كما كان يطالب به القادة الأوروبيون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ففي مكالمة سابقة يوم الأحد، ألمح ترامب إلى إمكانية فرض عقوبات إضافية على روسيا إذا رفض بوتين وقف إطلاق النار، لكنه تراجع عن ذلك في مكالمته مع القادة الأوروبيين يوم الإثنين، وأوضح أنه يفضل المضي قدمًا في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان. شارك في مكالمة الإثنين كل من زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقد جاءت هذه المكالمة بعد حملة دبلوماسية أوروبية مكثفة استمرت حوالي عشرة أيام، هدفها دفع ترامب للضغط على بوتين للقبول بوقف إطلاق النار. ورغم فشل الأوروبيين في دفع ترامب لفرض عقوبات جديدة، إلا أنهم رأوا في المكالمة فرصة لتوضيح الموقف للجميع، بما في ذلك ترامب نفسه، بأن بوتين غير مستعد لإنهاء الحرب في الوقت الراهن. كما أكدت للأوروبيين أن مسؤولية دعم أوكرانيا تقع بشكل رئيسي على عاتقهم، مع توقعات بأن تواصل الولايات المتحدة تصدير الأسلحة طالما أن أوروبا أو أوكرانيا تدفع ثمنها. بعد المكالمة، صرح ترامب للصحفيين قائلاً: "هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر لم يكن ينبغي أن نشارك فيه". وأشار إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص كيث كيلوغ إلى المحادثات المرتقبة في الفاتيكان، رغم أنه بدا أقل التزامًا بدور أمريكي فاعل في هذه المحادثات. وقد أصر بعض القادة الأوروبيين على أن تكون نتيجة المحادثات في الفاتيكان وقف إطلاق نار غير مشروط، لكن ترامب اعترض على هذا الوصف، قائلاً إنه لم يستخدمه قط، رغم أنه دعا سابقًا إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا. وفي النهاية، وافق الأوروبيون على التخلي عن إصرارهم على استخدام مصطلح "غير مشروط". تصاعدت الحملة الدبلوماسية الأوروبية بعد تولي المستشار الألماني فريدريش ميرتس منصبه، حيث أظهر ميرتس موقفًا أكثر صرامة تجاه روسيا مقارنة بسلفه، وقام ائتلافه الحاكم بتعديل الدستور الألماني لزيادة الإنفاق العسكري ودعم أوكرانيا. وفي 10 مايو/أيار، زار ميرتس وماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك كييف، وحثوا زيلينسكي على الامتثال لدعوة ترامب لوقف إطلاق النار، مهددين بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم تقبل. رد بوتين على الضغوط الأوروبية والأمريكية باقتراح أول مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما دفع ترامب إلى تبني العرض واقتراح المشاركة في المحادثات التي عُقدت في إسطنبول، لكن بوتين لم يحضر وأرسل ممثلين من مستوى منخفض قدموا مطالب رفضتها أوكرانيا تمامًا. بعد هذا الإخفاق، جدد الأوروبيون ضغوطهم على ترامب لزيادة الضغط على روسيا، ووافقوا على فرض عقوبات محدودة، مع استمرار العمل على حزمة إجراءات أقوى. من جانبه، أعلن ترامب أنه رتب مكالمة مع بوتين، مؤكدًا أن فرص السلام تعتمد على تواصلهما المباشر. aXA6IDgyLjIxLjIyOS44NSA= جزيرة ام اند امز PL

النواب الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضخم لخفض الضرائب
النواب الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضخم لخفض الضرائب

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

النواب الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضخم لخفض الضرائب

واشنطن-أ ف ب صوّت مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، الخميس، لصالح إقرار مشروع قانون ضخم للسياسة الداخلية، تشمل أبرز نقاطه تمديد خفض الضرائب الذي بدأ فيه خلال ولايته الأولى، وذلك بعد نقاشات مكثّفة جرت خلال الليل. وسيتم حالياً رفع «القانون الكبير والجميل»، كما أطلق عليه ترامب، والذي يخفض الإنفاق على برنامج التأمين الصحي الحكومي «ميدك إيد» Medicaid والمساعدات الغذائية، إلى مجلس الشيوخ؛ حيث يتوقع أن يخضع لتغييرات كبيرة.

البرلمان الأوروبي يقر فرض رسوم إضافية على الأسمدة الروسية.. والكرملين يرد
البرلمان الأوروبي يقر فرض رسوم إضافية على الأسمدة الروسية.. والكرملين يرد

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

البرلمان الأوروبي يقر فرض رسوم إضافية على الأسمدة الروسية.. والكرملين يرد

موسكو ـ (أ ف ب) اعتبر الكرملين، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي من خلال فرضه رسوماً إضافية على الأسمدة الروسية يلحق الأذى بمصالحه الخاصة. وصوت البرلمان الأوروبي، الخميس، لصالح فرض رسوم جمركية كبيرة على الأسمدة ومنتجات زراعية محددة من روسيا وحليفتها روسيا البيضاء لمنع تهديد محتمل للأمن الغذائي في الاتحاد الأوروبي والحد من موارد التمويل الذي تستخدمه روسيا خلال حربها ضد أوكرانيا. ـ معدل الارتفاع في الرسوم وسترتفع الرسوم الجمركية على أسمدة نيتروجينية محددة على مدى السنوات الثلاث المقبلة من 6.5 % إلى ما يعادل نحو 100 %، وهو مستوى من شأنه أن يوقف التجارة فعلياً. وبالنسبة للمنتجات الزراعية، من المقرر فرض رسوم إضافية بنسبة 50 في المئة. ـ رد فعل روسيا ومن المتوقع أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في الأول من يوليو/ تموز. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال إحاطته اليومية: «في نهاية المطاف، سيجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام سماد أعلى سعراً وأقلّ جودة»، مشيراً إلى أن «الأسواق في مجالات أخرى ستعوّض هذه الرسوم الجمركية، لكن الأوروبيين سيستمرّون على عادتهم» في إلحاق الأذية بمصالحهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store