
روسيا تستجيب للضغوط الغربية لوقف إطلاق النار.. و"بوتين" يقترح مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا دون شروط
في تطورٍ مهمٍ في مسار الأزمة الأوكرانية، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ استئناف محادثات السلام المباشرة مع كييف في مدينة إسطنبول التركية، الأربعاء المقبل، وهذا العرض المفاجئ جاء كرد فعلٍ مباشر على ضغوطٍ مكثّفة مارستها أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الذين طالبوا موسكو بالالتزام بوقفٍ فوري وغير مشروطٍ لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً، مهدّدين بفرض عقوباتٍ إضافية غير مسبوقة في حال الرفض، تواكب هذه الدعوة للمفاوضات تصاعد التوترات على الجبهات وتزايد المطالبات الدولية بإيجاد مخرج للأزمة التي دخلت عامها الثالث.
الالتزام الجاد
وأشار بوتين؛ في تصريحاتٍ أدلى بها للصحفيين في وقتٍ مبكرٍ من اليوم (الأحد)، إلى محادثات السلام التي استضافتها إسطنبول بالفعل في مارس 2022، بعد فترة وجيزة من بدء العملية العسكرية الروسية، واصفاً إياها بأنها لم تكن ناجحة، لكنه عاد ليقترح "إعادة إطلاقها" هذه المرة "دون شروطٍ مسبقة".
وأكّد بوتين؛ التزام بلاده بـ"مفاوضات جادّة مع أوكرانيا"، لافتاً إلى أنه لا يستبعد إمكانية الموافقة على وقفٍ لإطلاق النار في مرحلةٍ لاحقة، وذلك "في سياق المحادثات المباشرة" مع الجانب الأوكراني.
وأعقب اقتراح بوتين؛ اجتماع قادة أربع دول أوروبية كبرى (فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا، وبولندا)، الذين هدّدوا بتصعيد الضغط على موسكو بشكلٍ كبيرٍ ما لم تقبل بوقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، وهذا العرض، الذي قدّموه أمس، جاء في إظهار قوي للوحدة والتضامن مع كييف، وقال القادة الأوروبيون: "إن مقترحهم لوقف إطلاق النار الذي يبدأ يوم الإثنين يحظى بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ الذي تحدثوا معه هاتفياً في وقتٍ سابقٍ من اليوم لإبلاغه بتفاصيل المبادرة"، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
مواقف متباينة
في حين دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ مراراً، إلى لقاءٍ بين أوكرانيا وروسيا؛ لإجراء "محادثات رفيعة المستوى للغاية"، معتبراً أنهما "قريبان جداً من اتفاقٍ" لإنهاء الحرب، كان موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ واضحاً في السابق، بأنه مستعدٌ لمحادثات السلام، لكن "فقط بعد سريان وقف إطلاق النار"، هذا التباين في المواقف حول أولوية وقف إطلاق النار يمثل تحدياً كبيراً أمام أي عملية تفاوضية محتملة.
وتحدث بوتين؛ عن مقترحات روسية سابقة لوقف إطلاق النار خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك وقف للهجمات على البنية التحتية للطاقة (الذي وافقت عليه أوكرانيا)، وهدنة أحادية بمناسبة عيد الفصح، ووقف إطلاق نار أحادي آخر في الفترة من 8 إلى 10 مايو الذي انتهى، ومع ذلك، ذكر مسؤولون أوكرانيون أن روسيا انتهكت جميع هذه الهدنات بشكلٍ متكرّر، واتهم بوتين اليوم أوكرانيا مراراً بتخريب "هذه المبادرات" وشن هجمات متعدّدة على روسيا.
شروط الهدنة
وفي مارس الماضي، اقترحت الولايات المتحدة هدنة فورية ومحدودة لمدة 30 يوماً، قبلتها أوكرانيا، لكن الكرملين تمسّك بشروطٍ أكثر ملاءمة له، وكرّر بوتين؛ اليوم، أن الكرملين بحاجة إلى هدنة تؤدي إلى "سلامٍ دائم"، وليس هدنة تسمح لأوكرانيا بإعادة التسلح وتعبئة مزيدٍ من الرجال في قواتها المسلحة، وأضاف أنه سيتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ وسيطلب منه تسهيل محادثات السلام المقترحة في 15 مايو، مؤكداً أن "أولئك الذين يريدون السلام حقاً لا يمكنهم إلا أن يدعموا" اقتراحه.
وفي كييف، وصف الرئيس زيلينسكي؛ لقاءه مع القادة الأوروبيين أمس، بأنه "إشارة مهمة جداً"، وفي بيانٍ مشتركٍ نُشر على موقعه الرسمي، دعا القادة الخمسة إلى وقف لإطلاق النار "لمدة 30 يوماً على الأقل" اعتباراً من يوم الإثنين، لإتاحة المجال لجهدٍ دبلوماسي لإنهاء الحرب، وأكّد البيان أن "وقف إطلاق النار غير المشروط بحكم تعريفه لا يمكن أن يخضع لأي شروطٍ، وإذا دعت روسيا إلى مثل هذه الشروط، فلا يمكن اعتبار ذلك إلا جهداً لإطالة أمد الحرب وتقويض الدبلوماسية".
وعلى الرغم من المبادرات الدبلوماسية، إلا أن الهجمات الروسية تتواصل على الأراضي الأوكرانية، فقد أعلنت السلطات المحلية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين في قصفٍ روسي على منطقة سومي الشمالية خلال اليوم الماضي، كما تُوفي مدني إثر سقوط طائرة مسيّرة روسية على مدينة خيرسون الجنوبية.
في المقابل، حذّرت السفارة الأمريكية في كييف، الجمعة الماضي، من هجومٍ جوي روسي "من المحتمل أن يكون كبيراً" في الأيام المُقبلة، ويبقى مصير هذه الحرب، وإمكانية التوصل إلى حلٍ سلمي، معلقاً بين التصعيد الميداني والمناورات الدبلوماسية المعقدة، في انتظار ما ستُسفر عنه الأيام المقبلة، وهل ستنجح دعوة بوتين لإسطنبول في فتح مسارٍ جديد، أم ستبقى مجرد محاولة أخرى في سجل الأزمة الطويلة؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 16 دقائق
- العربية
الذهب يرتفع وسط تزايد قلق المستثمرين إزاء الدين الحكومي الأميركي
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس وسط إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن نتيجة لتزايد المخاوف إزاء مستويات الدين الحكومي وضعف الطلب على سندات للخزانة الأميركية لأجل 20 عاما. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3320.37 دولار للأونصة بحلول الساعة 00:26 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3322.20 دولار. وقال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إنه يقترب من طرح مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتصويت، مما يعني أنه ربما تمكن من تهدئة اعتراضات زملائه الجمهوريين الذين كانوا يرفضون تمريره، نقلاً عن وكالة "رويترز". وتصاعدت المخاوف بشأن مساعي ترامب للدفع بمشروع قانون خفض الضرائب الذي قد يؤدي إلى تفاقم عبء الديون بما يتراوح بين 3 تريليونات دولار و5 تريليونات دولار. وشهدت وزارة الخزانة الأميركية طلبا ضعيفا على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عاما أمس الأربعاء، مما يسلط الضوء على انحسار الإقبال على الأصول الأميركية. وعادة ما يُنظر إلى الذهب على أنه استثمار آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 33.47 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 0.4% إلى 1072.70 دولار، وهبط البلاديوم 1.1% إلى 1026.58 دولار.

العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
لجنة برلمانية تمهد الطريق أمام مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب
صوتت لجنة القوانين بمجلس النواب الأميركي، التي يسيطر عليها الجمهوريون، يوم الأربعاء، لصالح مشروع القانون الشامل الذي يتبناه الرئيس دونالد ترامب للإنفاق وخفض الضرائب، مما يمهد الطريق للتصويت عليه في مجلس النواب خلال الساعات القادمة. ولا يزال الجمهوريون منقسمين حول تفاصيل مشروع قانون الضرائب. وصرح رئيس مجلس النواب مايك جونسون بأن متشددين داخل الحزب لا يزالون يرون أن مشروع القانون لا يخفض الإنفاق بشكل كاف. وبحسب محللين غير حزبيين، من المتوقع أن يضيف مشروع القانون ما يتراوح بين 3 و5 تريليونات دولار لديون البلاد. وزار ترامب مبنى الكابيتول الأميركي، صباح الثلاثاء الماضي، لحثّ المشرعين الجمهوريين على التوصل إلى اتفاق بشأن ما وصفه بـ"مشروعي الكبير والجميل"، محذرًا من أنه في حال الفشل، فإن التخفيضات الضريبية التي أقرها في عام 2017 ستنتهي بنهاية العام.


العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
الدولار يتراجع وسط مخاوف مالية و"بيتكوين" تواصل الصعود القياسي
دفعت المخاوف المالية والطلب الفاتر على سندات للخزانة الأميركية الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوعين مقابل الين اليوم الخميس بالتزامن مع محاولة الرئيس دونالد ترامب تمرير مشروع قانون شامل للإنفاق وخفض الضرائب في الكونغرس. وصعدت عملة بيتكوين إلى أعلى مستوى على الإطلاق، اليوم الخميس، لأسباب من بينها بحث المستثمرين عن بدائل للأصول الأميركية. واستفاد الذهب أيضا ووصل إلى أعلى مستوى في أسبوعين تقريبا عند 3325.79 دولار مما يجعله على بعد 175 دولارا من المستوى القياسي المرتفع الذي سجله في أبريل/نيسان. وقال جيمس نيفتون خبير التداول لدى كونفيرا "على الرغم من هبوط الأسهم، فإن الدولار الأميركي لم يشهد طلبا تقليديا كملاذ آمن، في حين استفاد الذهب واليورو والين". ولا يزال الجمهوريون منقسمين حول تفاصيل مشروع قانون الضرائب. وصرح رئيس مجلس النواب مايك جونسون بأن متشددين داخل الحزب لا يزالون يرون أن مشروع القانون لا يخفض الإنفاق بشكل كاف. وبحسب محللين غير حزبيين، من المتوقع أن يضيف مشروع القانون ما يتراوح بين 3 و5 تريليونات دولار لديون البلاد. وانخفض الدولار إلى 143.27 ين في التداولات المبكرة في آسيا، وهو أضعف مستوى منذ السابع من مايو/أيار. وقفزت عملة كوريا الجنوبية أمس الأربعاء إلى أعلى مستوى منذ الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني إلى 1368.90 مقابل الدولار، بعد أن ذكرت صحيفة (كوريا إيكونوميك ديلي) أن واشنطن طالبت سول باتخاذ إجراءات لتعزيز قيمة الوون الذي تراجع قليلا اليوم الخميس إلى 1377.00. واستقر اليورو في أحدث التعاملات عند 1.1330 دولار بعد ارتفاعه0.4 % أمس الأربعاء وتسجيل مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي. واستقر الجنيه الإسترليني أيضا عند 1.3426 دولار. وزاد الفرنك السويسري قليلا بواقع 0.1% إلى 0.8245 مقابل الدولار. وصعد سعر عملة بيتكوين في أحدث التداولات 1.6% إلى 110049.82 دولار، بعد أن وصل في وقت سابق لأعلى مستوى له على الإطلاق عند 110636.58 دولار.