logo
الأردن يصنع التوازن بين بؤر الأزمات بحنكة قيادية ودبلوماسية فاعلة

الأردن يصنع التوازن بين بؤر الأزمات بحنكة قيادية ودبلوماسية فاعلة

الدستور١٩-٠٧-٢٠٢٥
تُجسّد عمّان مثالاً رائداً على التعامل الراشد مع تداعيات الأزمات الإقليمية، بفضل الإرشاد الحكيم لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله. تتماهى سياستها الخارجية مع ثوابت الأمن القومي العربي، فتتدرّج جهودها الداعمة لأشقائها في غزة إلى المبادرات المتعاظمة بشأن سوريا، مواصلةً استثمار موقعها الجغرافي ودورها التاريخي في مدّ جسور التواصل والحوار.
انطلقت محطة الدعم الأردني لغزة عبر فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتنسيق النقل الطبي والتخفيف عن المدنيين المحاصرين. تناغمت هذه المبادرات مع المساعي الدؤوبة لإعادة تشغيل منظومة الإغاثة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، ما شهد رضاً واسعاً عن استقرار الشق الإنساني والأمني في الجنوب الأردني.
تمثّل لقاءات معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع نظيره السوري أسعد الشيباني، واجتماعاته المكثفة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس بارك، حرص المملكة على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وحماية وحدة الأراضي السورية، حيثُ حمل حديث الصفدي مع بارك تأكيدات عملية باستمرار التنسيق الثنائي لحقن الدم السوري وحماية المدنيين، مما رسّخ صورة الأردن كشريك يعتمد عليه في ترسيخ أسس السلام الإقليمي.
تثبت السياسة الأردنية قدرتها على تحقيق التوازن الاستراتيجي بين مصالح متعددة، مع الحفاظ المطلق على أمن الحدود واستقرار الداخل. حافظت عمّان على مسافة متوازنة من جميع التوترات، فكانت نقطة ارتكاز دبلوماسية محايدة تستند إلى القانون الدولي وسيادة الدول. منح هذا التوازن المملكة مناعة أمام التصعيد المحيط بها، وتحفيز قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية نحو مواصلة مسيرة التنمية المستدامة.
تتيح رؤية جلالة الملك مساراً واضحاً للسياسة الخارجية، يجمع بين الوسطية والمرونة وتوظيف النفوذ الناعم لحماية الوطن والمواطن. تواصل الدبلوماسية الأردنية نهجها الحكيم خارج نطاق الدبلوماسية التقليدية، مسهمةً في رسم خريطة تعاون إقليمي يرتكز إلى حفظ الأمن والأمل. تستكمل مسيرة الأردن في مواجهة الأزمات بإيمان ثابت بضرورة الوحدة والعمل المشترك، مستندةً إلى توجيهات جلالة الملك التي وضعت مصلحة المواطن ورفعة الوطن فوق كل اعتبار. كسبت المملكة مكانة مرموقة بين دول الجوار، فتجلّت مناراتها الدبلوماسية كملاذ للسلام ومحطة للإنقاذ، مؤكدة جدارتها في حماية الأمن والاستقرار الداخليين، ومعززة قدراتها على إدارة التحديات المستقبلية بروح العطاء والتوازن التي رسّخت ثقة الحلفاء وتطلعات الشعوب إلى نموذج أردني يُحتذى به في الحكمة والمسؤولية.
حفظ الله الأردن وقائده من كل مكروه
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة
التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة

الوكيل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوكيل

التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة

الوكيل الإخباري- ينعى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة ،والامين العام للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة ،والامين العام للشؤون الادارية والمالية الدكتورة سحر شخاترة، ومدير التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية الدكتور رعد خصاونة، بمزيد من الحزن والاسى وفاة الطالب عبد الله صالح العلاونة من طلبة الصف الرابع في مدرسة علي بن ابي طالب الأساسية للبنين. اضافة اعلان كما يتقدمون باحر مشاعر التعزية والمواساة إلى والده الزميل المعلم صالح العلاونة، سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. وكان قد انتقل الى رحمة الله الطالب عبدالله صالح العلاونة اثر حادث دهس تعرض له قبل 10 ايام مما تسبب بدخوله بغيبوبة وما لبث الا ان فارق الحياة. عبدالله هو احد مشجعي ولاعبي نادي الحسين -اربد وكان يطمح بان يصبح لاعبا كبيرا وفقا لما قال ابن عمه لـ "الوكيل الاخباري".

مستوطنون يهاجمون ويحرقون.. بلدة فلسطينية تحت الهجوم مجددا
مستوطنون يهاجمون ويحرقون.. بلدة فلسطينية تحت الهجوم مجددا

الرأي

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرأي

مستوطنون يهاجمون ويحرقون.. بلدة فلسطينية تحت الهجوم مجددا

هاجم مستوطنون، فجر الاثنين، بلدة الطيبة شرق رام الله، وأحرقوا مركبتين، وخطوا شعارات عنصرية على الجدران. وأفادت مصادر فلسطينية بأن مستوطنين تسللوا إلى البلدة فجر الاثنين، وهاجموا منازل فلسطينيين، وأضرموا النار في مركبتين، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، كما خطوا شعارات عنصرية على الجدار الخارجي لأحد المنازل. وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال بعدة آليات عسكرية اقتحمت البلدة عقب الهجوم. وفي 4 حزيران الماضي، أقام المستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض بيوت عائلة فلسطينية جرى تهجيرها قبل نحو عام، بعد سلسلة هجمات عنيفة، في بلدة الطيبة. وفي 7 تموز، أضرم مستوطنون النار قرب مقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخية في البلدة، ما أثار ردود فعل كنسية ودولية واسعة، والتي نددت باعتداءات المستوطنين على المقدسات ودور العبادة. وفي 14 تموز، زار عدد من بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في ظل التصاعد الخطير في اعتداءات المستوطنين على البلدة، وممتلكاتها، ومقدساتها، خاصة الكنائس والمقابر المسيحية.

إيران: فشل المفاوضات وتفعيل ما تبقى من الجبهات
إيران: فشل المفاوضات وتفعيل ما تبقى من الجبهات

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

إيران: فشل المفاوضات وتفعيل ما تبقى من الجبهات

اضافة اعلان تشير تطورات المشهد الإقليمي إلى احتمالية دخول المنطقة في مرحلة تصعيدية جديدة، عنوانها الأبرز تعثّر عودة إيران إلى المفاوضات وفقاً للشروط الأميركية، والتهديد الأميركي المتزايد بتقديم الدعم النوعي لإسرائيل في إطار جولة المواجهة القادمة مع طهران.تعثّرت المفاوضات المتعلقة بالهدنة في غزة، وتبنّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لهجة تلويم حادّة تطال حماس بسبب إفشالها المستمر للصفقة، وهو ما يمكن تفسيره إسرائيلياً على الأرض بعمليات نوعية وتعزيز لفكرة تفريغ غزة ديموغرافيا، وهي الفكرة التي ستعمل عليها حكومة نتنياهو بشكل أكبر في المرحلة القادمة. ويتوافق هذا التصعيد أيضاً مع الخطوات التي تعمل إسرائيل عليها في الضفة الغربية في إطار سعيها لضم أراضٍ واسعة وخلق واقع جديد.من هنا، يمكن رصد أيضاً ردّة فعل وزير المالية سموتريتش على تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، حيث كان ردّه بالإعلان ضمنيا عن أراضٍ في الضفة الغربية، وهو ما قد يدفع هذه الحكومة الإسرائيلية إلى تسريع هذه الخطوة، مستفيدين أيضاً من موقف الرئيس ترامب، الذي أشار إلى كلام ماكرون بوصفه عديم القيمة والأثر، حيث صرح ترامب قائلاً عن ماكرون قائلاً: "ما يقوله لا يهم."على الصعيد اللبناني، لا توحي الرسائل القادمة من حزب الله بامتثال الحزب للشروط الأميركية، كما أن تسليم سلاح الحزب لا يبدو أمرًا ممكنًا بسهولة، وهو ما يفتح المشهد اللبناني على سيناريو التصعيد، خصوصاً مع استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات متكرّرة تستهدف ترسانة حزب الله وعناصره. ويواكب هذا التصعيد الإسرائيلي، الذي يجعل المشهد اللبناني مفتوحا على احتمالية التدهور الأمني، سعي أميركي دبلوماسي مباشر لتعديل مهام قوات اليونيفيل وتحويلها إلى قوات فرض سلام، مما يعني دورًا أكبر على الأرض واحتمالية مواجهة ميدانية مع حزب الله.أما الجبهة السورية، التي كان عنوانها الأبرز في الأسابيع الماضية "مواجهات السويداء"، فإن الدخول الإسرائيلي على خط المواجهة المباشرة ناتج أيضاً عن قلق حقيقي من تحويل المناطق المحاذية للجولان إلى مناطق فوضى يمكن استغلالها لخلق حالة من الانفلات الأمني تستثمر في استهداف الداخل الإسرائيلي. وتخشى إسرائيل من أن يشكّل هذا الوضع المناخ الأمثل لعودة إيران ووكلائها إلى النشاط الفعلي ضدها.أما جبهة اليمن، فهي الجبهة التي لم تهدأ، والتي أبقت على حالة استهداف إسرائيل بالصواريخ، حتى وإن لم تؤدِّ هذه الاستهدافات إلى أضرار كبيرة، فإنها ما تزال تشكّل تهديداً حقيقياً بالنسبة لإسرائيل، خصوصاً وأن هذه الجبهة هي الأكثر صعوبة حتى الآن، والأقل اختراقاً على المستوى الاستخباري، مما يعكس استعصاءً استخبارياً واضحاً – على الأقل في المرحلة الحالية، مما يجعلها الجبهة الأمثل بالنسبة لإيران للإبقاء على مناخ التهديد قائماً، ويمنح إيران القدرة على الحفاظ على جزء من توازن الردع، لا سيما بعد انتقال إسرائيل للعمل المباشر داخل إيران أثناء حرب الأيام الـ12 أو بعدها.وفي ظل تعثّر إنجاز أي من الملفات العالقة على كافة الجبهات، من غزة إلى لبنان، اليمن وإيران، فإن المنطق الإيراني لا بد أن يتجه نحو تخفيض الضغوط باستخدام آخر ما تبقّى من أوراق، في ظل تعثّر الحلول وتعطّل التسويات الدبلوماسية. فالجبهات التي كانت تسعى إيران من خلالها لتهديد إسرائيل تم احتواؤها إلى حدّ كبير، والسعي الإيراني لفرض المواجهة على إسرائيل من حدودها أو من داخلها، كما جرى في السابع من أكتوبر، لم يعد خياراً قائماً. بل إن إسرائيل قلبت المعادلة بفرض المواجهة على إيران داخل أراضيها، وبالتالي فإن تخفيف الضغوط على إيران اليوم قد يتم عبر سعيها للاستفادة ممّا تبقى من قدرات لوكلائها، وتفعيل عوامل الخطر المحيطة بإسرائيل من الجبهات القريبة، أو حتى عبر التطورات في القدرات الصاروخية القادمة من اليمن. إن تفعيل إيران لما تبقّى من جبهات يأتي في إطار الاستفادة من حالة الضغط الحالي في أي مفاوضات مقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store