
مقرر أممي: "إسرائيل" تدير حملة تجويع جماعيَّة بغزَّة منذ 500 يوم وكلُّ المعلومات كانت مُتاحة للعلن!
وأضاف لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الحكومات والشركات لا يمكنها الادعاء بأنها متفاجئة من هول ما يحدث الآن.
وتابع، "لقد بنت إسرائيل أكثر آلة تجويع فاعلية يمكن تخيلها. لذلك، ورغم أن رؤية الناس يتضورون جوعًا أمرٌ صادم دائمًا، فلا ينبغي لأحد أن يتظاهر بالمفاجأة. كل المعلومات كانت متاحة للعلن منذ أوائل عام 2024".
وأكمل: "إسرائيل تتعمد تجويع غزة. إنها إبادة جماعية. إنها جريمة ضد الإنسانية. إنها جريمة حرب. لقد ظللت أكرر ذلك مرارًا وتكرارًا".
وأشار فخري إلى تصريح وزير جيش الاحتلال آنذاك، يؤاف غالانت في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن "حصار كامل" على غزة، قائلًا إنه، سيوقف تزويد القطاع بالكهرباء والطعام والماء والوقود.
والآن، يتسبب التجويع الواسع النطاق، وسوء التغذية، والأمراض في الارتفاع الحاد في الوفيات المرتبطة بالجوع في غزة، حيث تم إدخال أكثر من 20,000 طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد بين نيسان/أبريل ومنتصف تموز/ يوليو، وفقًا لتصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، وهي مبادرة عالمية تقدم بيانات فورية عن الجوع والمجاعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.
وحذّر تصنيف الأمن الغذائي المتكامل في تنبيه صدر في وقت سابق هذا الأسبوع من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتجسد حاليًا" في قطاع غزة. وكان فخري من أوائل من حذروا من المجاعة الوشيكة، ومن ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف "إسرائيل" عن تجويع مليوني شخص في غزة.
وأوضح فخري: "تصوير المجاعة الجماعية على أنها نتيجة للحصار الأخير، هو سوء فهم لآلية عمل المجاعة وما يحدث في غزة. فالناس لا يموتون جوعًا فجأة، والأطفال لا يذوون بهذه السرعة. هذا لأنهم أُضعفوا عمدًا لفترة طويلة. لقد استخدمت إسرائيل الغذاء سلاحًا منذ إنشائها. وهي قادرة، بل تفعل، على تخفيف وطأة آلة المجاعة وتضييقها استجابةً للضغوط؛ لقد دأبت على ضبط هذا الوضع لمدة 25 عامًا".
واستمر في القول: "أرى خطابًا سياسيًا أقوى، وإدانةً أكبر، وخططًا مقترحة أكثر، لكن رغم تغير الخطاب، ما زلنا في مرحلة التقاعس. لا عذر للسياسيين والشركات، إنهم مُخزون حقًا. إن تزايد أعداد ملايين الناس يُظهر أن الجميع في العالم يُدركون حجم المسؤولية التي تقع على عاتق العديد من الدول والشركات والأفراد".
ويرى فخري أنه في ضوء استمرار الولايات المتحدة في استخدام حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقد أصبح من الواجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تدعو إلى إرسال قوات حفظ سلام لمرافقة القوافل الإنسانية إلى غزة.
وأوضح موقفه، بالقول: "إنهم يمتلكون أغلبية الأصوات، والأهم من ذلك، أن ملايين الناس يطالبون بذلك. يحاول الناس العاديون اختراق حصار غير قانوني لإيصال المساعدات الإنسانية، وتطبيق القانون الدولي الذي تعجز حكوماتهم عن تنفيذه. وإلا فلماذا ننشر قوات حفظ السلام إن لم يكن لإنهاء الإبادة الجماعية ومنع المجاعة؟".
وتزداد حدّة الجوع في قطاع غزة، فيما تعجز المنظمات الدولية عن إيجاد آلية لإدخال المساعدات والأدوية والمكملات الغذائية للأطفال المجوَّعين، نتيجة السياسات الإسرائيلية المفروضة، الأمر الذي يهدّد حياة الآلاف الذين يفتقرون إلى التغذية السليمة، فيما تتصاعد التحذيرات من خطورة التجويع المتعمّد في قطاع غزة.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، منقلبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا.
وخلفت الإبادة "الإسرائيلية" بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
المصدر / وكالات

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 5 ساعات
- معا الاخبارية
لماذا يُقتل المئات يوميًا في غزة؟
غزة – معا – ليست هذه حربًا بالمعنى التقليدي، بل سياسة عسكرية تقوم على القصف المكثف للمدنيين، وتدمير مقومات الحياة، وتفريغ الأرض من سكانها. ما يجري في غزة هو كارثة إنسانية وحقوقية يجب أن تُوثق وتُواجه بأدوات القانون الدولي والرأي العام العالمي. بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 61,258 شهيدًا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 152,045، وكشف تقرير للأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70% منهم. بحسبة بسيطة من تقسيم عدد الشهداء على عدد أيام الحرب (670 يوما) بما في ذلك أيام الهدنة فان النتيجة 92 شهيدا يوميا. هذه الأرقام تمثل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وتعكس سياسة عسكرية ممنهجة تستهدف السكان المدنيين في القطاع المحاصر. حسب منظمات حقوق الإنسان، تستخدم إسرائيل أسلحة مدمرة في مناطق مكتظة بالسكان بذريعة استهداف "عناصر معادية"، مما يؤدي إلى قتل عائلات بأكملها. أحد الأمثلة البارزة كان قصف بناية سكنية أسفر عن استشهاد أكثر من 130 فردًا من عائلة واحدة. الجيش الإسرائيلي أجبر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم عبر أوامر إخلاء شملت معظم قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي صُنفت "آمنة" سابقًا، في سياسة توصف بأنها تطهير عرقي تدريجي. استُهدفت المستشفيات، والمدارس، والجامعات، ومحطات المياه والكهرباء، مما أدى إلى انهيار تام في الخدمات الصحية والمعيشية، وزيادة أعداد الضحايا حتى بين المصابين. وكذلك تمنع سلطات الاحتلال دخول كميات كافية من الغذاء، والدواء، والوقود إلى القطاع، ما أدى إلى تفشي الأمراض وسقوط المزيد من الضحايا، خاصة الأطفال وكبار السن. المنظمات الحقوقية الدولية، ومنها منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، خلصت إلى أن إسرائيل قد ترتكب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في غزة، استنادًا إلى النية المعلنة بتدمير "بنية غزة التحتية" وسحق "الوجود الحمساوي" بأي ثمن. مدعمة فرضيتها بالخطاب الرسمي التحريضي لبعض الوزراء الإسرائيليين الذين وصفوا سكان غزة بـ"الحيوانات البشرية". واستمرار القتل الجماعي رغم الإدانات الدولية ومذكرات المحكمة الجنائية الدولية. وثقت عدة تحقيقات وتقرير من مؤسسات دولية صحفية وحقوقية عشرات الحوادث ففي تحقيق بصحيفة NPR الأميركية أثبت أن غالبية القتلى في غارات أكتوبر 2024 كانوا من المدنيين. في حين وثق تقرير لهيومن رايتس ووتش قصف مدارس ومستشفيات وبيوت دون تحذير مسبق. بينما أغلقت تحقيقات داخلية إسرائيلية دون محاسبة، ما يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب. المنظمات الدولية طالبت بتوسيع نطاق التوثيق الإعلامي والحقوقي لمنع طمس الأدلة وفتح تحقيق دولي عاجل في جرائم الحرب والإبادة الجماعية ومحاسبة المسؤولين أمام المحكمة الجنائية الدولية وتجميد دعم الدول الغربية لإسرائيل عسكريًا حتى وقف العدوان.


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
"مليون مكالمة في الساعة"... هكذا تُجنّد إسرائيل "مايكروسوفت" لمراقبة الفلسطينيين
متابعة/ فلسطين أون لاين في أواخر عام 2021، التقى الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، ساتيا ناديلا، بقائد وحدة المراقبة الإلكترونية الإسرائيلية الشهيرة "8200"، يوسي سارييل، في مقر الشركة بالقرب من سياتل. اللقاء لم يكن عادياً، فقد تمخض عن اتفاق يتيح للوحدة الإسرائيلية الوصول إلى "منطقة سحابية معزولة" داخل منصة "أزور – Azure" التابعة لمايكروسوفت، بهدف تخزين بيانات استخباراتية ضخمة. ووفقاً لتحقيق أجرته صحيفة الغارديان بالتعاون مع مجلة +972 وموقع "لوكال كول"، بدأت الوحدة 8200 باستخدام هذا الفضاء السحابي لبناء نظام مراقبة جماعية غير مسبوق، يجمع ويسجل ملايين المكالمات الهاتفية اليومية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية منذ عام 2022. وبحسب التحقيق، استفادت الوحدة من قدرات "أزور" التخزينية الضخمة، والتي عجزت عنها البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية، لتصميم نظام قادر على تسجيل ما يصل إلى "مليون مكالمة في الساعة"، بحسب شعار داخلي للوحدة. وأشارت إلى أن هذا الكم الهائل من البيانات ويُخزَّن في مراكز بيانات "مايكروسوفت" في هولندا وآيرلندا، ضمن بيئة سحابية مؤمّنة طورتها الشركة وفقاً لمواصفات خاصة قدمتها الوحدة 8200. وتشير مصادر استخباراتية إلى أن هذا النظام يُستخدم لتحديد أهداف الغارات الجوية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، عبر تحليل مكالمات الأشخاص المحيطين بالهدف المفترض. ويمكّن النظام السري الوحدة من إعادة تشغيل وتحليل مكالمات الفلسطينيين، مما يوسّع رقعة المراقبة لتشمل مدنيين لا تربطهم أي صلات أمنية. وتقول مصادر من الوحدة 8200 إن هذه البيانات تُستخدم في عمليات اعتقال، وابتزاز، وحتى لتبرير عمليات قتل بعد وقوعها، لا سيما في الضفة الغربية. يقف خلف هذا المشروع يوسي سارئيل الذي قاد وحدة 8200 بين 2021 و2024 واشتهر بدفعه نحو التحول إلى الحوسبة السحابية واستخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة الشاملة، لكن السابع من أكتوبر 2023 وفشل النظام في منعها، تعرض سارئيل لانتقادات بسبب اعتماده المفرط على التكنولوجيا على حساب أساليب الاستخبارات التقليدية، واستقال لاحقًا متحملًا مسؤولية فشل الوحدة. وخلال الحرب على غزة تم استخدام النظام السحابي الذي أسسه سارئيل بكثافة إلى جانب أدوات التوصية بالأهداف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية المدنية وخلق أزمة إنسانية حادة. ورغم نفي "مايكروسوفت" علمها باستخدام بيانات "أزور" لمراقبة المدنيين، كشفت وثائق داخلية مسرّبة وشهادات 11 مصدرًا من داخل الشركة ووحدة 8200، أن مايكروسوفت كانت على علم بالبنية التي طُلب بناؤها، حتى وإن لم تُبلّغ رسميًا بنوع البيانات التي ستُخزَّن فيها. وقالت الشركة في بيان إنها لم تجد أي دليل على أن تقنياتها استُخدمت لاستهداف المدنيين، لكنها لم تنفِ تقديم خدمات للبنية التحتية الاستخباراتية الإسرائيلية. الجدير بالذكر أن الضغوط على "مايكروسوفت" تتزايد من موظفيها ومساهميها الذين طالبوا بإعادة النظر في علاقاتها بالجيش الإسرائيلي، خاصة في ظل ما يُقال عن دور تقنياتها في العدوان الذي خلّف أكثر من 60 ألف شهيد في غزة، غالبيتهم من الأطفال والنساء.


معا الاخبارية
منذ يوم واحد
- معا الاخبارية
بالصور: هكذا تبدو غزة من السماء
بيت لحم معا- حصلت صحيفة الغارديان البريطانية يوم الثلاثاء على إذن للسفر على متن طائرة عسكرية أردنية لتقديم المساعدات. وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي استئنافها عمليات الإنزال الجوي الإنساني المنسقة فوق غزة، في أعقاب تزايد الضغوط الدولية بسبب النقص الحاد في الغذاء والإمدادات الطبية، الذي بلغ حدًا خطيرًا من المجاعة. اعد مراسل الصحيفة تقريرا عن مشاهد الدمار الذي لحق بقطاع غزة بفعل الهدم الممنهج الذي تنفذه اسرائيل منذ عامين . يقول المراسل لم تقتصر الرحلة على مشاهدة إسقاط ثلاثة أطنان من المساعدات غير الكافية فوق غزة، بل وفّرت أيضًا فرصة نادرة لمراقبة منطقة معزولة عن الإعلام الدولي منذ هجوم 7 أكتوبر. ويضيف فمنذ ذلك التاريخ، منعت إسرائيل الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، في خطوة غير مسبوقة بمنع التغطية الصحفية لمنطقة حرب نشطة. حتى من ارتفاع نحو 2000 قدم (600 متر)، كان من الممكن رؤية أماكن تمثل بعض الفصول الأكثر تدميراً في الصراع - وهي المناظر الطبيعية المحفورة بندوب هجماتها الأكثر دموية. هذه هي مواقع القصف والحصار التي وثّقها الصحفيون الفلسطينيون بشجاعة، مضحّين بحياتهم في كثير من الأحيان. يرقد أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا تحت الأنقاض في مقابر حُفرت على عجل. بعد حوالي ساعة ونصف من الإقلاع، حلقت الطائرة فوق أنقاض شمال غزة ومدينة غزة، التي أصبحت الآن أرضًا قاحلة من الخرسانة المتهدمة والغبار. تحولت المباني إلى أنقاض، والطرق مليئة بالحفر، وأحياء بأكملها سُوّيت بالأرض. من هذه المسافة، يكاد يكون من المستحيل رؤية سكان غزة. فقط من خلال عدسة كاميرا قريبة من 400 مم، يُمكن تمييز مجموعة صغيرة من الناس يقفون بين أنقاض مشهد طبيعي مُدمّر - العلامة الوحيدة للحياة في مكان يبدو غير صالح للسكن. وبينما تقترب الطائرة من مخيم النصيرات للاجئين، تفتح الباب الخلفي وتخرج منه منصات المساعدات، وتنتشر المظلات خلفها وهي تسقط نحو الأرض. جنوبًا، حلقت الطائرة فوق دير البلح، وسط غزة. هناك، في منطقة البركة، في 22 مايو/أيار، قُتلت الطفلة ياقين حماد، البالغة من العمر 11 عامًا، والمعروفة بأصغر مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في غزة ، بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على منزلها بينما كانت تسقي الزهور في رقعة صغيرة من الخضرة في مخيم للنازحين من السماء، يُلفت الانتباه مدى صغر مساحة غزة - قطعة صغيرة من الأرض أصبحت مسرحًا لأحد أكثر الصراعات دموية في العالم. مساحتها أصغر بأربع مرات من مساحة لندن الكبرى. في هذه البقعة الصغيرة من الشرق الأوسط، قُتل أكثر من 60 ألف شخص في غارات إسرائيلية، وفقًا للسلطات الصحية. ويُقدر أن آلافًا آخرين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.