
حفل عشاء تكريمي سنوي لأهل الإعلام والصحافة في "اللويزة"
المركزية - لمناسبة ذكرى شهداء الصحافة وعيد تأسيس الجامعة، أقامت جامعة سيّدة اللويزة، وجرياً على عادتها، حفل عشائها السنوي في الحرم الرئيسي-ذوق مصبح، تكريماً لأهل الإعلام والصحافة اللبنانية، وذلك يوم الثلاثاء 6 أيار 2025.
حضر اللقاء راعي الإحتفال وزير الإعلام بول مرقص، المطران أنطوان نبيل العنداري رئيس اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، الأباتي إدمون رزق الرئيس العام للرهبانيّة المارونيّة المريميّة ورئيس المجلس الأعلى للجامعة، الأب بشارة الخوري محاطاً بنوابه ومساعديهم، ومدراء الفروع، والعمداء، والمدراء، الوزارء السابقين زياد بارود رئيس مجلس الأمناء في NDU، والإعلام: منال عبد الصمد، جورج قرداحي وزياد مكاري، روز شويري رئيسة المؤسّسة المارونيّة للإنتشار، رفيق شلالا مدير مكتب الإعلام في القصر الجمهوري، المونسنيور عبدو أبوكسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب طوني خضرا رئيس إتحاد أورا والإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان، جو مكرزل النائب الرديف في مجلس النواب الفرنسي، جاك كلاسي مدير عام تيلي لوميار ورئيس مجلس إدارة نورسات، العميد حسين غدّار مدير التوجيه في الجيش اللبناني، العميد بشارة أبو حمد مدير مكتب الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، المقدّم أندريه الخوري مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، ربى الفرنّ المسؤولة الإعلامية في المديرية العامة لأمن الدولة، بسام أبو زيد رئيس نادي الصحافة، رندلى جبور نقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، الإعلاميّة سعاد قاروط العشّي، مستشاري الإعلام في الأحزاب اللبنانيّة، رؤساء ومدراء تحرير المؤسسات الإعلامية، المرئية، المسموعة، المكتوبة والإلكترونيّة، الصحافيون والإعلاميون، بالإضافة إلى وجوه إعلامية وصحافية، شخصيات روحيّة وعسكرية، أكاديمية واجتماعية، إلى جانب أسرة جامعة سيدة اللويزة.
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، من ثم صلاة إفتتاحيَّة مع سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري.
بعدها، كانت كلمة ترحيب ألقاها ماجد بو هدير، مدير مكتب الشؤون العامة البروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة الذي قال:" في غمرة مراكز الإقتراع وأوراقها، ولوائحها التي بدأتم يا أهل الصحافة بإحصائها منذ يومين مع بدء الإستحقاق الإنتخابيّ البلدي والإختياري، الذي انتظم مع عودة الدولة إلى الدولة، أبت جامعة سيّدة اللويزة وجرياً على عادتها إلا أن تتحوّل هذا العام إلى صندوق اقتراع من خلاله سوف نضمّنه ورقةً واحدة نكتب عليها الكلمة التي تتواجه مع الصمت وهو ما يتذيّل على الهدية التذكارية التي سوف تحملون".
وأكمل بو هدير: "متحلّقين حول معالي وزير الإعلام الدكتور بول مرقص، هو الذي لم يتوانى عن رعاية هذه المناسبة في ذكرى شهداء الصحافة، كما تأسيس الجامعة، إيماناً منه بضرورة التحلّق مع العائلة التي تماهت وتواءمت معه طيلة السنين الفائتة، وها هو اليوم يتقدّمها حاملاً رايتَها ومدافعاً عنها".
لينهي بوهدير كلامه: "بحريّة مطلقة نتّحد هذه الليلة، في واحة جامعة سيدة اللويزة التي ترفع شعار فرح الحقيقة، والتي تسعى إلى زرعها في نفوس طلابها، من خلال رسالة عمرها أكثر من ثلاثة قرون. واليوم تلتزم الجامعة التي حازت على الإعتماد المؤسّسي العالمي نيتشه بأن ترفع راية العلم الأرقى، وصورةَ لبنان الأحلى، من خلال تصميم إدارتها.
ثم رحّب رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري بأهل الاعلام والحضور قائلاً: " منذُ عامٍ كانَ مُعْظَمُكم هُنا، وحضورُكم اليومَ هو امتدادٌ لما كانَ منذُ عامٍ، وقد جئتُمْ للإِسهامِ في إرساءِ هذا التقليدِ السَّنويِّ الذي يَحْمِلُ أكثَرَ مِنْ بُعْدٍ ومَعْنى، وأَوَّلُ ما يُضيءُ فيهِ هو الإنحِناءِ أمامَ أرواحِ وأقلامِ شُهَداءِ الصحافةِ، الذين سقطوا ويَسْقُطونَ كُلَّ يومٍ وفي كُلِّ مكانٍ، ضحايا الكلمةِ الحرَّةِ والوفاءِ لمهنَتِهِم وأوطانِهِم. ولأنَّ لِكُلِّ هؤلاءِ مكانَتَهُم في دواخِلِنا، في القَلْبِ والذاكرةِ، فَلَهُم مِنّا معَ إشراقَةِ كُلِّ شَمْسٍ تحيّة".
وتوجّه الأب الرئيس للحضور بالقول: "أيُّها الصحافيّاتُ والصحافيّونَ، يا أهْلَ القَلَمِ، يا شركاءَنا في بناءِ الرأيِ العامِ خصوصاً لدى الشريحةِ الشبابيّةِ الواعِدةِ، وفي تكوينِ ثقافَتِها وتربِيَتِها على المواطنةِ وَفَهْمِ الآخرِ المختلِف استِعْداداً لِقَبولِهِ والعيشِ مَعَهُ في إطارٍ واضحٍ من المؤالفةِ التي تجمَعُ التعايُشَ والعَيْشَ المُشْتَرَكَ".
وتابع:" لمّا أطْلَقْنا في السنةِ الماضية مسابقةً بينَ تلامذةِ المدارسِ، فإنّنا نطلِقُ معكم هذهِ السنةَ مبادرةً ثانيةً جديدةً وهي مسابقةٌ بين الصحافيّين الجُدُدِ الصّاعدينَ، وهدفُها إطْلاقُ مواهِبِهِم وَفَتْحُهُم على عالمِ الواقعِ، وَدَعْمُهُم في خطواتِهم الأولى نحو عتَبَةِ الإعلامِ الحقيقيّ. وتحت مِظَلَّةٍ إعلاميّةٍ واسعةٍ تشكِّلونَها أنتم المجتمعينَ اليومَ، في هذا اللقاءِ الذي تحوَّلَ إلى طقْسٍ يُمارِسُ شعائِرَهُ معاً، فكراً وخمراً، خبزاً ومِلحاً في جَوٍّ خالٍ من كُلِّ حساسيَّةٍ وتجاذُبٍ، مغمورٍ بجاذبيَّةِ الكلمةِ النقيَّةِ، مليءٍ بالتفاعُلِ والتشاركيَّةِ لأجْلِ هَدَفٍ سامٍ نتسابقُ إليه جميعاً."
وختم الأب الخوري ليقول: " أودّ أن أوجّه تحيّة تقديرٍ واعتزازٍ لوزير الإعلام الشاب راعي هذا اللقاء الدكتور بول مرقص، الذي ومن خلال التزامه بحكومة الإنقاذ والإصلاح، ووضعِه على سلّم أولويّاتِه، تحصين وتحسين صورة لبنان، نستمدّ الثقةَ، بأن قطار عودة الدولة إلى الدولة يسير بالإتجاه الصحيح. نَعَمْ، جميلٌ جدّاً هذا اللقاءُ بين الصحافيّين والصحافيّاتِ المتمرّسينَ، وغداً سيكون اللقاءُ بين الكليّاتِ في جامِعَتِنا وكليّاتٍ من جامعاتٍ أُخرى، أيضاً جميلاً، ولَعَلَّ الأجمَلَ الأجمَلَ سيكونُ لقاءُ الصحافيّين الصّاعدينَ الجُدُدَ، ما يَحْمِلُنا على الأمَلِ بمستقبَلٍ إعلاميٍّ واعِدٍ، يُكْمِلُ مسيرَتَهُ البِنائيَّةَ ومسارَهُ في نَشْرِ الوعيِ ورسالتَهُ في الدّفاعِ عن الحقِّ والحقيقةِ وعن ِ الكرامَةِ والعدالةِ. كما يسرّنا الإعلان عن أنّ كليّة الإنسانيات في جامعة سيّدة اللويزة إستحوذت على ترخيص بمباشرة التدريس بماجيستير الإعلام مع تخصص الإعلام وداتا المعلومات".
بعد كلمة الأب الرئيس، كان لوزير الإعلام كلمة جاء فيها: " كأنّنا في هذه الأمسية نُمسِك المجدَ من طرفيه: الكلمة في ذكرى شهداء الصحافة، والعلم في عيد تأسيس جامعة سيدة اللويزة. وأيُّ مجد يسمو على قول الحقيقة ونشر نور العلم؟ لعلّ قدَرَ الصحافة عبر التاريخ أن تكون شاهدةً وشهيدة، تطولُ لائحةُ الشهداءِ الأحرارِ وتطول، ولا تنتهي، فجميعهم امتشقوا القلم سلاحا وحيدا حاربوا به الظلمَ والاستبدادَ والاحتلال، وجميعهم نذروا حياتهم لقضية محقة، وطنية ووجودية، وجميعُهم واجهوا مصيرا واحدا: الشهادة من أجل الحقيقة، بعد الشهادةِ لها ".
وتابع وزير الاعلام: "نستذكر الليلة شهداء صحافتنا في صرح جامعي عريق يحتفل بعيد تأسيسه. ونغتنم الفرصة لنعلن أنّ التعاون مع جامعة سيّدة اللويزة سوف يكون من خلال تبادل الطاقات مع وزارة الإعلام وتلفزيون لبنان، عبر الدراسات والأبحاث التي قد تقدّمها الكليّات، وبخاصة قسم الدراسات السمعيّة والبصريّة في كليّة الإنسانيّات، الذي سيساهم في إنتاج الوثائقيّات والأفلام القصيرة من أجل بثّها على الهواء من خلال برامج متخصّصة تكون من تقديم الطلاب أيضاً".
وأنهى مرقص كلمته: "هوذا إعلامُنا، حاملُ آمالِنا وناشرُ آلامِنا، وهؤلاءِ هم صحافيونا، في عروقِهم حبرٌ وفي أقلامهم دماء! من مقاعدِ المدرسة يتبرعمونَ على الكلمة وتتفتّحُ مداركُهم على المعرفة، وإلى الجامعةِ ينتقلون وقد نضجت ثقافتُهم وترسّخ وعيُهم. إنّ وطنًا عِمادُه الكلمةُ والعِلمُ لا يَذوي مهما خاصَرَتْهُ المِحن، وصِحافةً مُنطلَقُها دماءٌ زكيةٌ لا تموت، وإن نزَفت، بل تبقى وَلّادةَ حياةٍ ومصدرَ فكرٍ في هذا اللبنان. كلُّ الشكرِ والتقديرِ لجامعة سيدة اللويزة، والتحيّةُ الأرفع لتلاميذنا وطلابنا الواعدين بمستقبل باهر".
خلال الحفل، تم توزيع الجوائز على الفائزين بالمسابقة السنويّة التي شملت طلاب المدارس العام الفائت، حول أفضل فيلم مصوّر عن رؤيتهم للبنان الجديد.
وفي ختام حفل العشاء، قدّم الأب الرئيس، بإسمه وبإسم جامعة سيّدة اللويزة، هدية تذكاريَّة للمطران العنداري وللوزير مرقص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 2 أيام
- الشرق الجزائرية
سلام في مؤتمر «أيام بيروت للتحكيم»: نعمل على حصر السلاح بيد الدولة
استضاف بيت المحامي – بيروت النسخة الأولى من مؤتمر «أيام بيروت للتحكيم»، الذي دعا إليه مركز التحكيم اللبناني والدولي في نقابة المحامين في بيروت liac – bba ويستمر يومي 21 و22 أيار. وألقى كلمات الافتتاح كل من وزير العدل عادل نصار، وزير الاعلام المحامي بول مرقص ونقيب المحامين في بيروت فادي مصري، كما ألقى الكلمة الرئيسية رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام. رئيس الحكومة نواف سلام أكد أن الحكومة الجديدة تعمل على بناء مستقبل لبنان الجديد وملتزمة العمل على إنجاز التحول الرقمي في المؤسسات الرسمية، كما تعمل على إعادة بناء الثقة بلبنان. وشدد على أن الحكومة تعمل على تطوير مطار بيروت الدولي وطريق المطار كما تعمل على إعادة تشغيل مطار ثان وهو مطار القليعات اضافة الى ذلك تعمل على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وإيقاف الخروقات الاسرائيلية وإنهاء الاحتلال. وزير العدل عادل نصار أكد أن لبنان يمتلك جميع المكونات اللازمة للعب الدور الأساسي في هذا المجال على الصعيد الوطني والدولي وعلينا كوزارة العدل ان نساهم في تطوير التحكيم. ورأى نصار أن الملاحظة الأولى حتى لو كان التحكيم الوسيلة البديلة عن القضاء للنزاع فلا يجب غض النظر عن القضاء، فإذا كان مطلوب التعاون بين القاضي والمحكم يجب أن يحصل ذلك، أما الملاحظة الثانية فهي أنه يجب على لبنان أن يلعب دورًا مهمًا في التحكيم لأنه يتمتع بطاقات داخلية. وسأل نصار: «هل من المستحب أن نضع معايير معينة من أجل الحكم المطلق؟ هل من المستحب أن نضع إجراءات صارمة من أجل التحكيم؟» وزير الاعلام بول مرقص قال بدوره إن تنظيم المؤتمر في العدلية هو اعلان واضح عن ايماننا العميق بقدرة لبنان رغم الصعوبات على النهوض مجددًا مستندًا على إرث قانوني عميق وبيئة معرفية ونقابات المهن الحرة وفي طليعتها نقابة المحامين في بيروت والمجتمع الدولي. وأشار مرقص إلى أن التحكيم خيار حضاري يعزّز ثقة المستثمرين بالبلد ونسعى لتكون بيروت عاصمة للتحكيم في المنطقة، لافتًا إلى أن التحكيم والإعلام يلتقيان في نشر ثقافة العدل والحوار والتحكيم بحاجة الى بيئة ثقافية تكرس الإيمان به وهنا دور التثقيف من خلال الاعلام. وشدد مرقص على أن نقابة المحامين مدرسة في الحفاظ على الحقوق والحريات وأثبتت أن المحاماة رسالة. نقيب المحامين في بيروت فادي مصري أكد أن الأزمات العاتية التي عصفت بلبنان لن تنجح في كسر أم الشرائع وليّ ذراع القانون معربًا عن افتخاره في أن تُقام في رحاب النقابة اكبر فعالية قانونية. وقال مصري: «بالعودة الى التحكيم في لبنان والعالم لم يكن وليد صدفة بل مواكبة للعولمة ومعالجة فعلية للمشاكل التجارية والقانونية فكانت الحاجة الى عدالة فاعلة تساعد المتنازعين على حساب حقهم بسرعة غير متوفرة لدى للقضاء العدلي وتساعد القضاء في البت بالقضايا العالقة». وشدد مصري على ان اهمية هذا الحدث وطنية لانها مساهمة حقيقية في مسيرة النهوض وحقوقية لأنها تضع مدماكًا أول للعمارة اللبنانية وتؤكد على دور النقابة في خلق الديناميكية القانونية ومواكبتها وإنجاحها. ولفت المصري إلى أن أهمية هذا الحدث وطنية ومهمة في طريق النهوض وتؤكد على دور نقابة المحامين ووجود الرئيس سلام بيننا يضفي على أيام التحكيم هيبة وهالة ورسالة.


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
من تحت رماد الأزمات... "أيام بيروت للتحكيم": خطوة مفصلية في إعادة تموضع لبنان القانوني في المنطقة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب إنطلقت امس فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر "أيام بيروت للتحكيم" في بيت المحامي، تحت تنظيم مركز التحكيم اللبناني والدولي التابع لنقابة المحامين في بيروت، في خطوة بارزة تعكس عودة العاصمة اللبنانية إلى خارطة التحكيم الدولية بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وشهدت جلسة الافتتاح حضور شخصيات بارزة تقدمتهم رئيس الحكومة القاضي نواف سلام، ونقيب المحامين في بيروت الأستاذ فادي المصري، إلى جانب الأستاذ المحامي البروفيسور نجيب الحاج شاهين صاحب فكرة ايام بيروت للتحكيم، مدير أيام بيروت للتحكيم، ووزير الإعلام الدكتور بول مرقص، ووزير العدل القاضي عادل نصار. وافتتح البروفسور نجيب الحاج شاهين، مدير مركز التحكيم اللبناني والدولي في نقابة المحامين في بيروت LIAC-BBA)) وصاحب فكرة المؤتمر، كلمته بالتأكيد على أهمية هذا الحدث، واصفاً إياه بأنه "محطة مفصلية في مسيرة العدالة والقانون في لبنان والمنطقة". وأوضح أن "أيام بيروت للتحكيم" ليست مجرد مؤتمر عادي، بل هي منصة حوار قانوني دولي تهدف إلى إبراز بيروت كمركز إقليمي متقدم في مجال التحكيم وتسوية النزاعات، تستقطب أكثر من ألف مشارك من أكثر من أربعين دولة، ومشاركة أكثر من ستين متحدثاً لبنانياً ودولياً. وأضاف الحاج شاهين أن "مركز التحكيم شهد إعادة هيكلة شاملة، تضمنت تشكيل هيئة إدارية جديدة ومجلس أعلى للتحكيم، وتعديل قواعد التحكيم المعمول بها لتكون متوافقة مع أفضل المعايير العالمية، مع الالتزام بالشفافية والكفاءة، معززين بذلك مكانة لبنان كمركز قانوني رائد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا." ومن جهته، أكد نقيب المحامين في بيروت فادي مصري أن "الأزمات العميقة التي ضربت لبنان لن تقهر إرادة القانون ولا "أم الشرائع""، كما يُلقب تاريخياً لبنان، مشيراً إلى فخر نقابة المحامين باستضافة أكبر فعالية قانونية على أراضيها. وشرح مصري أن "التحكيم في لبنان والعالم ليس وليد الصدفة، بل جاء تلبية لحاجة حقيقية الى مواكبة العولمة وحل المشكلات التجارية والقانونية بشكل أسرع وأكثر فعالية من القضاء العدلي التقليدي". وأضاف أن "التحكيم يوفر عدالة فاعلة تُمكن المتنازعين من نيل حقوقهم بسرعة، مما يخفف الضغط على القضاء العدلي ويساعده في البت بالقضايا العالقة". وشدد على أن "أهمية هذا الحدث ليست فقط قانونية، بل وطنية وحقوقية، كونه يضع لبنة أساسية لإعادة بناء المنظومة القانونية في لبنان، ويبرز دور النقابة في خلق ديناميكية قانونية حيوية تدعم مسيرة النهوض الوطني". وبدوره، أكد وزير العدل القاضي عادل نصار أن "لبنان يمتلك جميع المقومات الضرورية ليكون لاعبًا أساسيًا في مجال التحكيم على الصعيدين الوطني والدولي". وأشار إلى ضرورة مساهمة وزارة العدل بشكل فعال في تطوير هذا القطاع، مشددًا على أن التحكيم هو وسيلة بديلة لتسوية النزاعات ولا يجب أن يغيب عن الأذهان دور القضاء، بل يجب تعزيز التعاون بين القضاة والمحكمين. كما طرح نصار تساؤلات مهمة حول "الحاجة إلى وضع معايير صارمة للحكم المطلق في قضايا التحكيم، وضمان إجراءات محكمة تضمن نزاهة وشفافية العملية التحكيمية"، مؤكدًا أن لبنان يملك الطاقات البشرية والقانونية التي تؤهله لتبوؤ مكانة مميزة في هذا المجال. كما ألقى وزير الإعلام، الدكتور بول مرقص، كلمة ركز فيها على أهمية الدور الذي يؤديه الإعلام في نشر ثقافة العدالة والحوار المجتمعي. وقال إن "تنظيم هذا المؤتمر الكبير يعكس إيمان لبنان العميق بقدرته على النهوض من جديد، رغم كل التحديات التي يواجهها". وأشار مرقص إلى أن "التحكيم خيار حضاري يعزز ثقة المستثمرين، ويساهم في خلق بيئة استثمارية جاذبة، مشدداً على ضرورة أن تصبح بيروت عاصمة إقليمية للتحكيم، حيث يلتقي الإعلام والقانون لنشر ثقافة العدل والشفافية". كما لفت إلى دور نقابة المحامين في الحفاظ على الحقوق والحريات، واعتبرها "مدرسة فريدة في رسالة المحاماة التي أثبتت تاريخياً أنها ليست مجرد مهنة، بل رسالة مجتمع ومسؤولية وطنية." وكان الحدث الأبرز في الجلسة كلمة لرئيس الحكومة القاضي نواف سلام، الذي ألقى كلمة افتتاحية، باللغة الإنكليزية، عكست أهمية المؤتمر في سياق العدالة الدولية وتعزيز موقع لبنان القانوني، حيث قال إن "لبنان يمتلك الإرث القانوني والمؤسسات المهنية التي تؤهله لأن يكون مركزاً إقليمياً ودولياً للتحكيم وتسوية النزاعات". وأكد أن "الحكومة تعمل على تحديث التشريعات وتعزيز البنية التحتية القضائية، بالإضافة إلى التحول الرقمي في الإدارات العامة كمحرك رئيسي لتعزيز بيئة الأعمال والاستثمار". وأشار سلام إلى أن "نقابة المحامين في بيروت ومركز التحكيم هما من الركائز الأساسية التي تدعم جهود الحكومة في تعزيز سيادة القانون"، مؤكداً التزام الدولة بـ "توفير كافة الدعم اللازم لتطوير مركز التحكيم اللبناني والدولي، وتحديث قواعد التحكيم لتكون على أعلى مستويات الشفافية والكفاءة". وشدد على "أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين مراكز التحكيم العالمية"، موضحًا أن "المؤتمر يشكل منصة هامة في هذا الإطار لتعزيز موقع لبنان القانوني على الساحة الدولية". وشهد اليوم الافتتاحي لفعاليات "أيام بيروت للتحكيم" محطة لافتة تمثّلت بتوقيع اتفاقية تعاون بين مركز التحكيم اللبناني والدولي في نقابة المحامين في بيروت (LIAC-BBA) وجمعية المحامين القطرية، بحضور شخصيات قضائية وحقوقية ودولية رفيعة المستوى. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون القانوني والتحكيمي العربي – العربي، من خلال تبادل الخبرات، وتطوير برامج التدريب، وتنظيم الفعاليات المشتركة، وتفعيل التواصل بين المؤسسات القانونية في البلدين. وقد شكّل توقيع هذا الاتفاق خطوة نوعية في سياق ترسيخ موقع بيروت كمركز إقليمي للتحكيم، وتأكيداً على ثقة المجتمع القانوني العربي في إمكانيات نقابة المحامين في بيروت ومركزها التحكيمي، الذي شهد مؤخرًا إعادة هيكلة شاملة. وفي كلمته خلال حفل التوقيع، أعرب المحامي مبارك بن عبد الله السليطي، رئيس جمعية المحامين القطرية، عن اعتزازه بوجوده في بيروت، واصفًا المدينة بأنها "منارة الفكر الحقوقي العربي ومهد ثقافة القانون في المنطقة". وقال السليطي إن التوقيع على هذه الاتفاقية "ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل يعكس إيمانًا مشتركًا بين قطر ولبنان بأهمية دعم ثقافة التحكيم كوسيلة حضارية وفعالة لحل النزاعات، ودور المحامين في قيادة هذا المسار". وشدّد على أن الجمعية ترى في نقابة المحامين في بيروت "شريكًا طبيعيًا في أي مشروع إقليمي يهدف إلى ترسيخ سيادة القانون وتطوير أدوات العدالة البديلة"، مضيفًا أن "هذه الاتفاقية ستُترجم إلى برامج تدريبية متخصصة، ومشاريع قانونية مشتركة، ومبادرات مهنية ملموسة". ومن جهته، رحّب نقيب المحامين في بيروت، الأستاذ فادي مصري، بالشراكة مع جمعية المحامين القطرية، معتبرًا أنها "خطوة رائدة على طريق تعزيز التواصل بين النقابات العربية وتوحيد الرؤى القانونية في ما يخص التحكيم وتحديث القوانين.". وأشار مصري إلى أن "هذه الاتفاقيات، التي تتضمن أيضًا تعاونًا مع جمعيات ونقابات أخرى في المنطقة، تشكل جزءًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى وضع بيروت على خارطة المراكز القانونية الدولية الفاعلة". ويُنتظر أن تؤسّس هذه الاتفاقيات، وفي مقدّمتها الاتفاق مع الجانب القطري، لشبكة عربية متكاملة في مجالات التحكيم، التدريب المهني، وتبادل الخبرات القانونية، في وقت يتزايد فيه الاعتماد على التحكيم كمجال بديل لتسوية النزاعات. وشهدت الجلسة الحوارية الأولى من فعاليات "أيام بيروت للتحكيم" لعام 2025، التي عُقدت في 20 أيار في بيت المحامي، نقاشًا معمّقًا حول موضوع: "هل يمكن لبيروت أن تصبح عاصمة التحكيم في العالم العربي؟ من الجذور التاريخية إلى الفرص المستقبلية". واستعرض كل من الدكتور عبد الحميد الأحدب (رئيس مجلس أمناء المركز اللبناني للتحكيم، وأحد أبرز روّاد التحكيم في العالم العربي) والبروفيسور فايز الحاج شاهين (رئيس مركز التحكيم في نقابة المحامين في بيروت وأستاذ القانون وخبير في القانون الدولي والتحكيم)، التاريخ القانوني الغني لبيروت، مؤكدين على دورها كمركز قانوني وثقافي في العالم العربي، ومشيرين إلى أهمية هذا الإرث في تعزيز مكانتها في مجال التحكيم. وناقش المشاركون الحاجة إلى تطوير الإطار القانوني والمؤسسي في لبنان لدعم التحكيم، بما في ذلك تحديث القوانين وتوفير بيئة قضائية مستقلة وفعالة. وتحدث بيار إيف غونتر (شريك في مكتب Bär & Karrer السويسري، وخبير دولي في التحكيم التجاري والاستثماري) ومارك هنري (محامٍ دولي ومحكّم بارز في قضايا التحكيم الدولي، شريك مؤسس في مكتب Marc Henry Avocats بباريس)، عن التحديات التي تواجه بيروت، مثل الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأكدوا على الفرص المتاحة لتعزيز موقعها كمركز تحكيم إقليمي من خلال التعاون الدولي وتطوير البنية التحتية القانونية. وأشارت البروفيسورة لارا كرم بستاني (نائبة رئيس المركز اللبناني للتحكيم، وعميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة القديس يوسف) إلى أهمية التعليم والتدريب في مجال التحكيم، ودعت إلى تعزيز البرامج الأكاديمية والتدريبية لتأهيل جيل جديد من المحكمين والمحامين المتخصصين. وأكد الدكتور طلال جابر (رئيس لجنة التدريب في المركز اللبناني للتحكيم، وأستاذ جامعي ومحكّم معتمد) على ضرورة تعزيز التعاون بين بيروت ومراكز التحكيم الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الشراكات والتبادل المعرفي يمكن أن تسهم في رفع مستوى التحكيم في لبنان. واتفق المشاركون على أن بيروت تمتلك المقومات التاريخية والثقافية لتكون عاصمة التحكيم في العالم العربي، ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا متضافرة لتحديث الإطار القانوني، وتعزيز الاستقرار، وتطوير الكفاءات البشرية، وتوسيع التعاون الدولي. ويُشار إلى أن "أيام بيروت للتحكيم" تستمر لثلاثة أيام، من 20 أيار حتى الـ 22 منه وتستضيف أكثر من ألف مشارك من أكثر من 40 دولة، من بينهم نخبة من القضاة والمحامين والباحثين، وتُعتبر من أكبر الفعاليات القانونية في المنطقة للعام 2025.


النهار
منذ 2 أيام
- النهار
سلام في مؤتمر "أيام بيروت للتحكيم": نعمل على حصر السلاح بيد الدولة
أكد رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام أن الحكومة الجديدة تعمل على بناء مستقبل لبنان الجديد وملتزمة العمل على إنجاز التحول الرقمي في المؤسسات الرسمية، كما تعمل على إعادة بناء الثقة بلبنان. وقال خلال مشاركته في مؤتمر "أيام بيروت للتحكيم" في بيت المحامي، بحضور وزير العدل عادل نصار، ووزير الاعلام المحامي بول مرقص ونقيب المحامين في بيروت فادي مصري، إن الحكومة تعمل على تطوير مطار بيروت الدولي وطريق المطار كما تعمل على إعادة تشغيل مطار ثان وهو مطار القليعات اضافة الى ذلك تعمل على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وإيقاف الخروقات الاسرائيلية وإنهاء الاحتلال. ورأى وزير العدل عادل نصار أن لبنان يمتلك جميع المكونات اللازمة للعب الدور الأساسي في هذا المجال على الصعيد الوطني والدولي وعلينا كوزارة العدل ان نساهم في تطوير التحكيم. وقال: "إذا كان مطلوب التعاون بين القاضي والمحكم يجب أن يحصل ذلك، أما الملاحظة الثانية فهي أنه يجب على لبنان أن يلعب دورًا مهمًا في التحكيم لأنه يتمتع بطاقات داخلية". وسأل نصار: "هل من المستحب أن نضع معايير معينة من أجل الحكم المطلق؟ هل من المتسحب أن نضع إجراءات صارمة من أجل التحكيم؟" وزير الاعلام بول مرقص قال بدوره إن تنظيم المؤتمر في العدلية هو اعلان واضح عن ايماننا العميق بقدرة لبنان رغم الصعوبات على النهوض مجددًا مستندًا على إرث قانوني عميق وبيئة معرفية ونقابات المهن الحرة وفي طليعتها نقابة المحامين في بيروت والمجتمع الدولي. وأشار مرقص إلى أن التحكيم خيار حضاري يعزّز ثقة المستثمرين بالبلد ونسعى لتكون بيروت عاصمة للتحكيم في المنطقة، لافتًا إلى أن التحكيم والإعلام يلتقيان في نشر ثقافة العدل والحوار والتحكيم بحاجة الى بيئة ثقافية تكرس الإيمان به وهنا دور التثقيف من خلال الاعلام. وشدد مرقص على أن نقابة المحامين مدرسة في الحفاظ على الحقوق والحريات وأثبتت أن المحاماة رسالة.