
دوامة غير عادية.. اكتشاف علمي جديد حول النظام الشمسي
كشفت محاكاة عرضت داخل قبة هايدن السماوية في متحف التاريخ الطبيعي بمدينة نيويورك، عن تكوين حلزوني داخل سحابة أورت، وهي إحدى أكثر البنى غموضا في محيط الشمس.
الاكتشاف حدث بالصدفة أثناء الإعداد لعرض علمي بعنوان "لقاءات في درب التبانة"، الذي بدأ تقديمه مؤخرًا داخل القبة السماوية، حيث لاحظ فريق العمل، أثناء مراجعتهم لمشهد بصري يظهر امتداد النظام الشمسي حتى أطرافه البعيدة، تشكل دوامة غير معتادة في البيانات، داخل ما يُفترض أنه حزام من الأجسام الجليدية يعرف باسم "سحابة أورت".
مفاجأة في قلب العرض
جاكي فاهيرتي، عالمة الفيزياء الفلكية في المتحف ومنسقة العرض، عبرت عن دهشتها قائلة: "عندما ضغطنا زر التشغيل للمشهد، ظهرت الدوامة أمامنا مباشرة. بدا الأمر غير متوقع تمامًا. لم أكن أعلم إذا كان هذا خللا بصريا أو شيئا حقيقيا".
وللتحقق من هذه الظاهرة الغامضة، تواصلت فاهيرتي مع ديفيد نيسفورني، الباحث في معهد أبحاث الجنوب الغربي في كولورادو وأحد أبرز الخبراء في دراسة سحابة أورت، وهو نفسه من قدّم البيانات العلمية التي استُخدمت في العرض، وذلك وفقا لما ذكرته 'سي إن إن'.
فاجأ نيسفورني الجميع عندما أكد لاحقا، وبعد مراجعة بياناته، أن التكوين الحلزوني ليس مجرد خلل في العرض أو تشويه بصري، بل هو نتيجة حقيقية لمحاكاة علمية معتمدة على قوانين الفيزياء، ونشر لاحقا ورقة بحثية علمية توثق هذه النتائج في مجلة الفيزياء الفلكية خلال أبريل الماضي.
ما هي سحابة أورت؟
سحابة أورت هي منطقة كروية ضخمة تحيط بالنظام الشمسي وتضم عددًا هائلا من الأجسام الجليدية.
وقد اقترح وجودها لأول مرة عالم الفلك الهولندي يان أورت عام 1950، باعتبارها منطقة تجمعت فيها بقايا تشكل النظام الشمسي، تقع على مسافة قد تصل إلى سنة ونصف ضوئية من الشمس.
ويُعتقد أن هذه السحابة تضم تريليونات من الأجسام الصغيرة التي لا تتشارك نفس المستوى المداري للكواكب، ما يجعلها تتحرك في مدارات عشوائية ومائلة.
وفي بعض الأحيان، يُدفع أحد هذه الأجسام نحو الشمس، فيبدأ بالاحتراق، مكوّنًا ما نعرفه بالمذنب.
لكن وعلى الرغم من هذه النظرية، لم يتم رصد سحابة أورت مباشرة حتى اليوم، بسبب صغر حجم الأجسام الجليدية وبُعدها الشديد عن الأرض، ما يجعلها غير مرئية باستخدام التلسكوبات التقليدية.
دوامة مدارية بفعل المجرة
التحليل العميق للبيانات قاد نيسفورني إلى تفسير علمي غير مسبوق: الأجسام الجليدية الموجودة في الجزء الداخلي من سحابة أورت تتأثر بمجال جاذبي خارجي يُعرف بـ"المد المجري"، وهو التأثير الذي تمارسه مجرتنا - درب التبانة - على الأجسام السماوية.
صعوبة الرصد والآمال المستقبلية
على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، فإن تأكيده ميدانيا لا يزال يمثل تحديا كبيرا فحتى اليوم، لم يتم رصد أي جسم من سحابة أورت بشكل مباشر. لكن الآمال معلّقة على مرصد فيرا سي. روبين، التلسكوب الضخم الذي بدأ مؤخرًا عملياته في تشيلي، والذي قد يكون قادرا على التقاط صور لبعض الأجسام الجليدية المنتمية للسحابة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 8 ساعات
- IM Lebanon
غروسي: الغارات الأميركية أصابت موقع فوردو
أكّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن 'الغارات الجوية الأميركية أصابت موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم الواقع في قلب جبل. وقال غروسي لشبكة سي.إن.إن: 'من غير الممكن بعد تقييم الأضرار التي وقعت تحت الأرض هناك'. ولم يتمكن مفتشو الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الذين يرأسهم غروسي، من تفتيش المنشآت النووية الإيرانية منذ الغارات الإسرائيلية الأولى عليها في 13 حزيران. وأمل في أن يتمكنوا من العودة إلى فوردو ومواقع أخرى في أقرب وقت ممكن.


صوت بيروت
منذ 3 أيام
- صوت بيروت
فيديو.. حريق قرب مكتب مايكروسوفت في بئر السبع بإسرائيل جراء صاروخ إيراني
كشفت مصادر عبرية، اليوم الجمعة، أن صاروخاً إيرانياً تمكن من اجتياز الدفاعات الجوية الإسرائيلية وسقط في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، محدثاً دماراً هائلاً. وكانت صافرات الإنذار قد دوّت في مناطق واسعة جنوب إسرائيل، إلا أن صاروخ ايران تجاوز الدفاعات الجوية وسقط في بئر السبع، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي نشره عبر منصة 'إكس'. وأفادت وسائل إعلام عبرية وناشطون بأن الصاروخ الإيراني سقط في ساحة مقر تابع لشركة 'مايكروسوفت' الأمريكية مخصص لتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما ذكرت شبكة سي.إن.إن أن عدة حرائق اندلعت في أحد شوارع مدينة بئر السبع بجنوب إسرائيل، بالقرب من حديقة تكنولوجية تضم مقرا لشركة مايكروسوفت. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، 'سقط الصاروخ الإيراني بشكل مباشر في بئر السبع ولم يتم اعتراضه'، فيما تعمل فرق الإنقاذ والإغاثة في موقع الحادث الذي ورد فيه بلاغ عن سقوط الصاروخ. وقالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن دماراً هائلاً لحق بالمنطقة التي سقط فيها الصاروخ الإيراني، وأصيبت عشرات الشقق السكنية التي يقطنها إسرائيليون على بعد مئات الأمتار من منطقة سقوط الصاروخ. وأشارت إلى أن الحادث الذي وقع في بئر السبع وقع في موقف سيارات بالقرب من مبانٍ سكنية، حيث شوهدت حفرة صغيرة واشتعلت النيران في عدة مركبات.


الديار
منذ 6 أيام
- الديار
اكتشاف غامض في القارة القطبية الجنوبية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكتشف باحثون يعملون في القارة القطبية الجنوبية موجات راديو غامضة تنبعث من أعماق الجليد، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "Physical Review Letters". وجاء هذا الاكتشاف المفاجئ عبر تجربة "ANITA" التي تهدف عادة لرصد الجسيمات الكونية باستخدام بالونات تحمل أجهزة متطورة إلى ارتفاعات تصل إلى 40 كيلومتراً فوق سطح الجليد. وأوضحت البروفيسورة ستيفاني ويسل، المتخصصة في الفيزياء الفلكية بجامعة ولاية بنسلفانيا، أن الفريق كان يبحث عن جسيمات "النيوترينو" عديمة الكتلة والتي تُعتبر نوافذ نادرة لفهم الأحداث الكونية البعيدة. لكن المفاجأة كانت باكتشاف إشارات راديو قوية تنبعث بزوايا حادة تصل إلى 30 درجة تحت سطح الجليد، وهو أمر يناقض القوانين الفيزيائية المتعارف عليها. وأضافت ويسل: "هذه الموجات كان يفترض نظريا أن تمتص في الصخور بعد عبورها آلاف الكيلومترات، لكننا التقطناها بوضوح". يذكر أن القارة القطبية الجنوبية تعد الموقع المثالي لمثل هذه التجارب بسبب نقص التشويش الراديوي، لكن هذا الاكتشاف فتح أسئلة أكثر من إجابات. وبعد مقارنة النتائج مع تجربتين مستقلتين، استبعد الباحثون فرضية أن تكون الإشارات صادرة عن "النيوترينو"، مما دفعهم إلى التكهن بإمكانية ارتباطها بـ"المادة المظلمة" الغامضة التي تشكل 27% من الكون المرئي. ومع ذلك، تؤكد ويسل أن الفريق لا يزال أمام تفسيرات محتملة عديدة، بما في ذلك ظواهر غير معروفة لانتشار موجات الراديو بالقرب من الطبقات الجليدية. يذكر أن النيوترينوات، رغم مرور تريليونات منها عبر أجسامنا كل ثانية، تظل من أصعب الجسيمات اكتشافاً بسبب ضعف تفاعلها مع المادة. لكنها عند رصدها، يمكن أن تحمل معلومات عن أحداث كونية بعيدة تتجاوز قدرة أقوى التلسكوبات، مما يجعل هذا الاكتشاف المحير فرصةً لفهم أعمق لأسرار الكون.