
طائرات بونتلاند ومخاوف مقديشو: صراع السيطرة في وجه تمدد داعش
أعلنت سلطات
بونتلاند، الإقليم شبه المستقل في شمال شرق الصومال، عن حصولها على أربع مروحيات
قتالية حديثة لتعزيز عملياتها ضد تنظيم "داعش" في منطقة جبال الميسكاد،
بحسب ما أفاد موقع كاسيمادا أونلاين المحلي. وتأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه
التهديد الذي يشكله التنظيم المتشدد، وسط تراجع قدرة الحكومة الفيدرالية على فرض
سيطرتها على العاصمة مقديشو ومحيطها
.
وقال محمد أحمد
فاديجو، المتحدث باسم عملية "هيلاك"، القوة الأمنية الخاصة في بونتلاند،
إن المروحيات ستستخدم في "ضربات دقيقة ونشر سريع للقوات ودعم لوجستي وإجلاء
الضحايا من مناطق وعرة يصعب الوصول إليها برا". وأضاف أن بونتلاند قامت بشراء
هذه المروحيات بمواردها الخاصة، دون الإفصاح عن المصدر أو القيمة الكاملة للصفقة،
والتي تقدر بملايين الدولارات
.
داعش يستغل
الانقسام السياسي ويعزز وجوده
منذ تأسيس فرعه
المحلي عام 2015، سعى تنظيم داعش في الصومال إلى ترسيخ نفوذه في منطقة القرن
الأفريقي، مستفيدا من الانقسامات القبلية، وضعف الحكم المركزي، وموقع الصومال
الاستراتيجي. وتشير معلومات استخباراتية حديثة إلى تجدد جهود التنظيم لدمج نفسه
داخل الفصائل المحلية المسلحة، وتوسيع شبكات التجنيد لتشمل مجندين من إثيوبيا،
السودان، وتنزانيا
.
ويؤكد تقرير
صادر عن مركز مكافحة الإرهاب
(CTC)
أن التنظيم وسع نشاطه الدعائي ليشمل
لغات مثل الأمهرية والسواحيلية، مما يعكس تحولا استراتيجيا نحو التوسع في شرق
أفريقيا
.
تحول جهادي من
الداخل إلى العابر للحدود
ويوثق عدد جديد
من صحيفة النبأ، الناطقة باسم داعش، تحول التنظيم في الصومال من كونه حركة تمرد
محلية إلى لاعب في شبكة الإرهاب الدولية. فقد اتهم بالضلوع في هجوم استهدف السفارة
الإسرائيلية في السويد خلال مايو 2024، كما كثف دعواته للمقاتلين الأجانب للانضمام
إلى صفوفه، مروجا للصومال كـ"أرض تمكين" جديدة
.
ضعف الجهود
الدولية وتحديات
AUSSOM
ورغم تشكيل بعثة
الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال
(AUSSOM)
، والتي يفترض أن تحل محل
ATMIS
وتنشر أكثر من 12,000 عنصر، لا تزال التحديات الأمنية قائمة. فضعف
التنسيق، وعدم الاستقرار الإقليمي، والتمويل غير الكافي يقيد فعالية هذه الجهود في
مواجهة كل من داعش وحركة الشباب
.
التداعيات
الإقليمية والدولية
إن تزايد نفوذ
داعش في الصومال يشكل تهديدا مباشرا للأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن،
ويؤثر على دول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا. كما أن شبكات التهريب العابرة للحدود
التي يستخدمها التنظيم تعزز من قدراته على تمويل العمليات الخارجية وتنفيذ هجمات
بعيدة المدى
.
نحو مواجهة
شاملة
مع استمرار
هشاشة الوضع الأمني، وتحول الصومال إلى مركز جهادي ناشئ، يبدو أن الرد العسكري
وحده لن يكون كافيا. يتطلب الأمر تعاونا دوليا أوسع لمعالجة الأسباب الجذرية
للتطرف، من التهميش السياسي والفقر إلى ضعف الحكم المحلي
.
بينما تمثل
مروحيات بونتلاند خطوة مهمة في ردع داعش محليا، فإن التحدي الأكبر يتمثل في منع
الصومال من أن يصبح معقل داعش العالمي التالي — وهو سيناريو بدأت ملامحه تتشكل
بالفعل
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء العراقية
منذ يوم واحد
- الأنباء العراقية
جهاز المخابرات وتفكيك قيادات الإرهاب
مستشار رئيس الوزراء ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام نجح جهاز المخابرات الوطني العراقي بالعمل على تفكيك أحجية الجماعات الإرهابية وخصوصا تنظيم داعش الإرهابي عبر إلقاء القبض على نساء القيادات العليا في التنظيم الإرهابي داعش ، وهذا ما يعني أنه هنالك معلومات استراتيجية تم الحصول عليها عبر الأسبقية الاستخبارية لجهاز المخابرات الوطني العراقي من أجل تجفيف منابع الإرهاب وتنفيذ الاستراتيجية العراقية لمكافحة الإرهاب واستثمار ذلك في زيادة روابط العلاقات الاستخبارية بين جهاز المخابرات الوطني العراقي والأجهزة المناظرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم . رسالة المقابلة الإعلامية لزوجات البغدادي وبنته والآن حواء الشيشانية هو إنجاز استخباري كبير ودلالة على رسوخ نظرية مكافحة الإرهاب في العراق وسقوط قناع داعش الإرهابي الذي حاول بإيهام أفراده من أجل تجنيدهم في القتال في العراق وسوريا اثناء الموجة الكبرى لحركة التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا والعالم . الدعم الكبير الموجه لقواتنا المسلحة العراقية من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني جعل منها سيوفا سريعة لإنهاء رؤس قيادات التنظيم الإرهابي في داعش ، وآخرها كان والي داعش في العراق وسوريا ابو خديجة . كشف أبعاد الفكر المنحرف عبر اعترافات نساء داعش وخصوصا من زوجات القياديات وعدم قدرته على التمويل والتجنيد والقتال والهروب من ساحة إلى ساحة ، وخصوصا وأن افكارهم الدنيوية التي تعترف بها حواء الشيشانية زوجة الإرهابي المقتول ابو خديجة عبدالله مكي مصلح مهدي الرفيعي والي داعش في العراق وسوريا . أن اعترافات هذه النسوة الإرهابيات هو دلالة على اقترداز قواتنا المسلحة العراقية في تحقيق النصر والانتصار على التنظيمات الإرهابية التي توهمت في العراق والعراقيين انها ستجد هنالك فرصة ، لكن التلاحم الشعبي وقدرة قواتنا المسلحة ونضوج تحالفاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي الذي نجح في القضاء على داعش بقيادة القوات المسلحة العراقية وأبطالنا بكل الصنوف للقوات والتشكيلات الوزارة والأجهزة الأمنية . اللقاء حمل رسائل واهية في العقيدة والفكر وخصوصا عن المقاتلين الأجانب وصور انهيار داعش بمراحل تأسيسه وصولا لصعوده حتى انهيار موجته الكبرى في معركة الموصل وكذلك الباغوز . التدقيق الاستخباري للمعلومات وتنميط الأفكار ضرورة وقائية لبيان أسلوب عمل التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا الذي بقى لغزا كبيرا يفكك الآن عبر معلومات التحقيقات الاستخبارية العراقية وكلا حسب عمليات الجمع والتحليل للوزارات والأجهزة الاستخبارية العراقية ، وخصوصا مفصل العمليات الخاصة الخارجية في التنظيم الإرهابي داعش الذي يعد تهديدات كبيرا على الأمن العالمي ، وخصوصا ان الخوف الكبير الذي خيم على ابو خديجة الإرهابي المقتول بعملية مشتركة بين القوات المسلحة العراقية وجهاز المخابرات الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب وخلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة والتحالف الدولي وهو كان يرتدي حزامين وليس حزام من أجل طمس الحقيقة عن التنظيم المهزوم لكن كلمات الأعتراف التي وردت في تحقيقات حواء الشيشانية جعلتهم عراة في المنطق والعقيدة والفكر ويبقى النصر للعراق والعراقيين .


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
"شاهدوا الجحيم".. توصية أمريكية للعراق باحتواء ألفي طفل إيزيدي جندهم "داعش"
شفق نيوز/ حذر مركز الدراسات الأمنية التابع لجامعة جورجتاون الأمريكية، يوم الجمعة، من إهمال جريمة "العسكرة الممنهجة" التي خضع لها الأطفال الإيزيديون في العراق، مؤكداً أن العالم ركز اهتمامه على معاناة الفتيات الإيزيديات اللواتي جرى إخضاعهن لـ"استعباد جنسي"، بينما جرى تجاهل معاناة الفتيان الذين تم تحويلهم إلى أدوات للقتل والعنف. وتحت عنوان "هؤلاء الذين شاهدوا الجحيم"، ذكر المركز في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه "فيما بعد هجوم الإبادة الذي شنه تنظيم داعش على الطائفة الإيزيدية في سنجار، ركز الاهتمام العالمي بشكل محق، على استعباد النساء والفتيات الإيزيديات، إلا أنه فشل في معالجة فظاعة أخرى والمتمثلة في تجنيد الفتيان الإيزيديين كجنود، وهو ما يمثل فشلاً في معالجة النطاق الكامل لإستراتيجية داعش الخسيسة لإبادة الشعب الإيزيدي". العسكرة الممنهجة للأطفال وأشار التقرير إلى أن "العسكرة الممنهجة للأطفال الإيزيديين، تحتاج إلى اعتراف وتحرك بشكل عاجل، حيث أنهم لم يكونوا مجرد ضحايا جانبيين، بل أن داعش استخدمهم كوسيلة لإدامة الإبادة الجماعية من خلال الدمج القسري والتلقين العقائدي". واعتبر أن "الصدمة النفسية الطويلة التي عانى منها الفتيان الإيزيديون المجندون قسراً من قبل داعش، لا تمثل أزمة إنسانية فقط، وإنما أيضاً بمثابة قنبلة موقوتة أمنية واجتماعية، حيث يحمل هؤلاء، الناجون من أسر داعش، ندوباً جسدية ونفسية عميقة حيث عانى العديد منهم من العنف وسوء تغذية خلال فترة تجنيدهم القسري، بما في ذلك فقدان أطرافهم جراء القتال، ومشاكل صحية مزمنة". وأوضح أن "نحو 2000 طفل إيزيدي هربوا من داعش، تركوا يعانون من أزمة صحية جسدية ونفسية لا سابق لها، وغالباً ما يتم إهمالهم وبلا دعم كافٍ". "أنتم كفار" ونقل التقرير عن منظمة العفود الدولية، أن "كثيرين منهم يعانون من نوبات غضب، وذكريات مؤلمة، وكوابيس"، حيث أظهرت دراسة سريرية أجريت على 81 طفلاً من جنود داعش السابقين، معظمهم من الأولاد الإيزيديين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاماً، أن نحو نصفهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (48.3%)، ومن الاكتئاب (45.6%) واضطرابات القلق (45.8%). وحذر التقرير من أنه "بدون دعم نفسي واجتماعي قوي، ستستمر معاناة العديد منهم من الاكتئاب وذنب الناجي والأفكار الانتحارية، كما أن عدم معاجلة الصحة العقلية لا يسبب معاناة فردية فقط، وإنما يمكن أن تغذي أيضاً دورات عنف مستقبلاً". ولفت إلى أن "الزرع الممنهج للتطرف بحق الفتيان الإيزيديين شكل عنصراً أساسياً في مشروع الإبادة الجماعية لداعش"، مذكراً بأن التنظيم "أجبر الأطفال الإيزيديين على التخلي فوراً عن دينهم تحت التهديد بالقتل". ونقل التقرير عن أحد الناجين البالغ من العمر 16 عاماً، أنه قيل له "أنتم إيزيديون وكفار، نريد أن نهديك إلى الدين الحق حتى تدخل الجنة"، منوهاً بأن "داعش أجبر فتياناً لا تتخطى أعمارهم سبع سنوات على الصلاة خمس مرات يومياً، ودراسة القرآن الكريم، وترديد شعارات داعش، بينما كانوا في معسكرات التدريب، يطلق عليهم أسماء إسلامية عربية، ويمنعهم من التحدث باللغة الكوردية، وجرى تلقينهم أن المعتقدات الإيزيدية هي بمثابة عبادة للشيطان". وبين أن "الهدف من ذلك كان محو الهوية الإيزيدية، وأن داعش نجح في إعادة تشكيل عقول هؤلاء الأطفال الذي صاروا يحملون إيديولوجية داعش، وتحولوا إلى ضحايا وأدوات عنف في الوقت نفسه، لدرجة أن بعض الناجين رفضوا عائلاتهم ومجتمعاتهم بعد إنقاذهم". وبحسب واحدة من الأمهات الإيزيديات، فإن ابنها العائة صار يعتبر تنظيم "داعش" كأنه عائلته بعد عامين من الأسر، بينما سعى فتى آخر، إلى العودة للتنظيم، ووصف والدته وإخوته بـ"الكفار"، وهذه الروايات تظهر كيف أن "داعش" وظف الهوية كسلاح لفصل الأطفال عن مجتمعاتهم. إعادة الدمج وأوضح التقرير، أن "إعادة دمج هؤلاء الفتيان ليست مجرد إعادتهم إلى ديارهم، بل هي رحلة طويلة وصعبة"، مشيراً إلى أن "الفتيان محرومون من التعليم ومن لغتهم وروابطهم الأسرية، كما أن أفراد أسرهم وجيرانهم قد ينظرون إليهم بخوف، من إن يكونوا قنابل موقوتة، كما أن وصمة العار المرتبطة بانتمائهم إلى داعش، غالباً ما تجعلهم منبوذين اجتماعياً". ولفت التقرير إلى أنه "برغم صدور قانون الناجيات الإيزيديات، الذي أقره البرلمان العراقي عام 2021، حيث يوفر تعويضات مالية وخدمات دعم للنساء والفتيات الناجيات من قبضة داعش، إلا أنه لا يشمل الفتيان بشكل هادف، ولهذا ما يزال الأولاد، مستبعدين بدرجة كبيرة من خدمات الدعم النفسي والتعليمي وإعادة الدمج التي ترعاها الدولة". وبين أن "تجارب الفتيان الإيزيديين تتقاطع مع معاناة الفتيات الإيزيديات الموثقة بشكل جيد، حيث أنه بينما أخضع داعش الفتيات لاستعباد جنسي وأجبرهن على الولادة، فأنه على النقيض من ذلك، حول داعش الفتيان الإيزيديين إلى أدوات للعنف، وجعلهم يرتكبون أو يشهدون فظائع، أحياناً بالإكراه"، مضيفاً أن "صدمة المجموعتين عميقة، لكن طبيعة معاناتهم وتحديات إعادة دمجهم تختلف". واقترح التقرير توسيع خدمات الصحة النفسية المخصصة للفتيان الإيزيديين الذين كانوا محتجزين لدى داعش، مشيراً إلى أنه "من دون هذه الرعاية الطويلة، فأنه من الممكن أن تتفاقم هذه الجروح النفسية، مما يعوق جهود إعادة الدمج ويعرض المجتمع الإيزيدي لمزيد من العنف، ولهذا فأنه من أجل كسر الحلقة المفرغة، يتحتم على الجهات المانحة الدولية والحكومة العراقية، أن تستثمر في بنية تحتية للصحة النفسية تراعي الاعتبارات الثقافية والصدمات النفسية". وحذر من أن "ترك هذا الجيل في حالة من الضياع الفكري وبحالة انعزال عن تراثه الإيزيدي والمجتمع العراقي الأوسع، إذ أن تركهم بدون دمج سيجعلهم يعانون من تشوش دائم في الهوية، ومن العزلة الاجتماعية والسخط، مما يجعلهم أكثر عرضة للتطرف والإجرام، أو إعادة التجنيد من قبل الجماعات المسلحة". وشدد التقرير، على "ضرورة توسيع قانون الناجيات الإيزيديات وإشراك الفتيان فيه، حيث أنه في وضعه الحالي، يعترف بالنساء والفتيات كضحايا، لكنه يستثني الفتيان الذين اختطفوا وغسلت عقولهم واستخدموا كجنود، ولذلك فإن هناك حاجة لتعديل صياغة القانون ليشمل بشكل واضح الناجين الذكور، وإنشاء آليات لتسجيلهم وتقييمهم وتعويضهم أو من خلا منح دراسية ومساعدات صحية".


شفق نيوز
منذ 3 أيام
- شفق نيوز
سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا
شفق نيوز/ سلّط موقع "دويتشه فيليه عربية" الألماني، يوم الخميس، الضوء على التطورات المتسارعة في الساحة السورية ما بين الحكومة الجديدة المؤقتة برئاسة أحمد الشرع، والتنظيمات "الإرهابية" وفي مقدمتها "داعش" الذي أخذ في الآونة الأخيرة بتصعيد لهجته المعادية والداعية بشكل واضح إلى توجيه ضربات للنظام الجديد. وبحسب الموقع الألماني فإن تنظيم "داعش" بات يشجع المقاتلين الأجانب على الانقلاب على الحكومة السورية الجديدة، ويصف رئيسها بأنه "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفق ما نشره في العدد الأخير من نشرته الأسبوعية. العداوة السابقة تتجدد ويلفت الموقع إلى أن هذا النوع من العداوة ليس بالجديد بين تنظيم "داعش" وجماعة "هيئة تحرير الشام" التي أسسها وقادها الشرع حين كان يًطلق عليه اسم "أبو محمد الجولاني". فبين عامي 2012 و2013، كانت "هيئة تحرير الشام" جزءاً مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن تتحالف مع تنظيم "القاعدة". وبعد قطع العلاقات مع تنظيم "القاعدة" في العام 2016، أمضت "هيئة تحرير الشام" ما يقرب من عقد من الزمان في قتال "داعش" بأجزاء من البلاد التي كانت تسيطر عليها. لذا فإن انتقاد المسار السياسي الحالي الأكثر اعتدالاً للشرع يعتبر أمراً متوقعاً. المقاتلون الأجانب ولكن هناك جانب آخر مثير للاهتمام في النشرة الإخبارية، إذ دعا تنظيم "داعش" المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الانشقاق عن الحكومة الحالية بقيادة الشرع. وحثت الجماعة المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إلى "داعش". وأعاد هذا الحديث، فضلاً عن اجتماع الشرع مع ترامب، الاهتمام لواحد من أصعب الملفات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، وهو ملف المقاتلين الأجانب الموجودين في البلاد. وكان الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء الذي جمعه بالشرع، قد ضغط "لإجبار جميع الإرهابيين الأجانب على مغادرة سوريا" كواحد من شروط تخفيف العقوبات. وأدلى المبعوثون الفرنسيون والألمان بتصريحات مماثلة، إذ يخشى كثيرون من أن تصبح سوريا ملاذاً للجماعات ذات الإيديولوجيات المتطرفة التي يمكن أن تنشط دولياً لاحقاً. من الصعب تحديد عدد الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب "هيئة تحرير الشام". ويمكن أن يتراوح العدد ما بين 1500 و6000 مقاتل، وفقاً لخبراء يرجحوا أن يكون الرقم الحقيقي ما بين العددين. وتتكون أكبر مجموعة من المقاتلين من الأويغور، الذين يشار إليهم أيضاً باسم "التركستان"، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. ويأتي المقاتلون الآخرون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ومنطقة البلقان وتركيا ودول عربية ودول أوروبية. وجاء معظم المقاتلين إلى سوريا في وقت مبكر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا استجابة لدعوات من تنظيم "داعش"، الذي كان يحاول حينها إقامة ما يسمى بـ"خلافة". ولكن بعد قطع "هيئة تحرير الشام" لعلاقتها مع "داعش" و"القاعدة"، غادر بعض الأجانب التنظيم بينما بقي آخرون. وفي أواخر عام 2024، خلال العملية التي قادها تنظيم "هيئة تحرير الشام" للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، لعبت عدة مجموعات من الأجانب، بمن فيهم الأويغور والشيشان، دوراً أساسياً في نجاح الحملة. المقاتلون الأجانب في قمة الهرم وقال الشرع في حينها إنه يجب مكافأتهم على مساعدتهم، وتم تعيين عدد منهم في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بمناصب عليا في الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار بعض الجدل. ويرى الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في حوار مع الموقع الألماني، أنه من الصعب تحديد مدى أهمية المقاتلين الأجانب لقوات الأمن السورية الآن "لأن عدد السوريين يفوق بكثير عدد الأجانب". لكنه أشار إلى أن بعضهم يتمتع بأهمية أكبر، فعلى سبيل المثال، يعمل مقاتلو الكتيبة الأويغورية الآن كقوة أمنية شخصية للشرع. ويقول زيلين "هم أساساً من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح في القتال ضد الأسد". ويذكر لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه التقى بعدد من المقاتلين الأجانب أثناء قتاله قوات نظام الأسد في مدينة حلب السورية. وقال اللاجئ السوري للموقع الألماني "كان بعضهم جيداً، بينما لم يكن البعضهم الآخر جيداً. كانوا شديدي التركيز على القتال، وكان لدى الكثير منهم عقلية سلفية. أرادوا الذهاب إلى حيث تدور المعارك". ويضيف المصدر "الذين بقوا الآن لديهم عائلات في سوريا. لهذا، شخصياً، سأمنحهم فرصة، خاصة لأننا لو طردناهم، سنطرد أيضاً النساء والأطفال. على أي حال، لا تنسوا أن هناك أيضاً الكثير من السوريين الذين يشاركون ولو جزءاً من هذه العقلية (الدينية)". خطورة المقاتلين الأجانب اتُهم مقاتلون أجانب ذوو توجه ديني أكثر تشدداً بالمشاركة في أعمال عنف وقعت حديثاً ضد الأقليات السورية، كما أُلقي عليهم اللوم في محاولات فرض رقابة على ملابس النساء والسلوكيات الاجتماعية في المدن السورية. ويوضح الباحث والخبير في الشؤون السورية، عروة عجوب، في تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أنه حتى وقت قريب جداً، كانت "هيئة تحرير الشام" ما تزال تُصوّر نفسها على أنها "مدافعة عن الإسلام السني". ولكن بعد سقوط نظام الأسد، اتخذت الجماعة مساراً أكثر ليبرالية، بحسب التقرير. ويقول عجوب "يُمثل هذا التغيير المفاجئ في السردية تعديلاً كبيراً للصفوف. قد يكون هذا التحول تحدياً للمقاتلين الذين اعتادوا على وجهة نظر طائفية أضيق. يواجه العديد من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين لم يغادروا أبدًا البيئة المحافظة في إدلب، مجتمعات أقل تحفظًا في دمشق". الانضمام إلى "داعش" ويرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، محمد صالح، أنه "إذا استمرت هيئة تحرير الشام في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، مثل التسامح مع النساء غير المحجبات والسماح ببيع الكحول والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، فقد تنشق العناصر المتشددة داخل هيئة تحرير الشام، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تنشق عنهم، أو تتعاون مع داعش أو القاعدة". ولكن يتشكك الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في أن يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا "أي تهديد واسع النطاق"، على حد تعبيره. ويري زيلين أن "أولئك الذين شعروا أن هيئة تحرير الشام لم تعد متشددة بما يكفي بالنسبة لهم قد غادروا بالفعل على الأرجح، وأن العديد من المقاتلين الأجانب الأقل تطرفاً الذين بقوا، يتمتعون بانضباط شديد". كما حاول الشرع لفترة طويلة تهميش أو اعتقال أو طرد أي مقاتل أجنبي قاوم المسار الجديد للجماعة. وما يزال بإمكان المقاتلين الأجانب بالطبع ارتكاب جرائم أو التسبب في مشاكل. إلا أن التهديد الأكبر يأتي حقيقة من المقاتلين الأجانب الأعضاء في تنظيم "داعش"، والذين يواصلون تمردًا محدودًا في شرق سوريا، بالإضافة إلى مقاتلين معتقلين في شمال شرق سوريا. وماذا بعد؟ بعد اجتماع الشرع مع ترامب، ظهرت أنباء بشأن مداهمات من قوات الأمن السورية لقواعد خاصة بالمقاتلين الأجانب في محافظة إدلب. ويرى مراقبون ومحللون أنه ما يزال من غير الواضح ما إن كان الأمر صحيح أم مجرد شائعات أو "مسرحيات سياسية". ويبدو أن شن حملة كبيرة ضدهم هو أمر غير مرجح. ويجادل أعضاء في الحكومة السورية الجديدة بأن المقاتلين الأجانب لا يشكلون أي تهديد للدول الأخرى وأن عددهم أقل من أن يؤثر بشكل كبير على الجيش السوري الجديد، كما أنهم موالون لإدارة الشرع الجديدة على أي حال. بل ويرى البعض أن دمج المقاتلين الأجانب في القوات السورية الجديدة ربما يكون أفضل طريقة للتعامل معهم على أرض الواقع. ويقول زيلين: "من بين جميع الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة، ربما يكون هذا هو الأصعب بالنسبة لسوريا. لا أعتقد أنهم يريدون حقاً تسليم المقاتلين الأجانب إلا إذا كانوا، على سبيل المثال، يفعلون شيئاً مخالفاً للقانون".