
مكتبة الإسكندرية تطرح أحدث إصداراتها في معرضها الدولي للكتاب
تحرص مكتبة الإسكندرية علي طرح أحدث مطبوعاتها في الدورة العشرين لمعرضها الدولي للكتاب، والذي تنظمه خلال الفترة من 7 يوليو وحتى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب.
ومن أحدث المطبوعات التي تتيحها المكتبة في المعرض: كتاب "الرماية وفنون الفروسية في العصر المملوكي"، وكتاب لوحات "تفاصيل الإسكندرية المعمارية – مبنى فينيسيا الصغرى"، وسلسلة "تراث الإنسانية للنشء والشباب" والتي تقدم أحدث إصداراتها وهي كتيب "حسن العطار (1766-1835م) الإمام المصلح المجدد"، وكتيب "ملك حفني ناصف باحثة البادية"، وكتيب "حسن فتحي.. مهندس الهوية المعمارية المصرية.. (حكاية قرية القُرنة الجديدة)".
وتقدم مكتبة الإسكندرية أيضًا من خلال المعرض كتاب "جدل الدين والتنوير.. مسارات العقلنة وآفاق الأنسنة"، كما تُفرد المكتبة مساحة كبيرة لعرض إصداراتها الدورية؛ ومن أهمها مجلة "ذاكرة مصر" التي تُعنى بالتراث والهوية والتاريخ الوطني المصري وسلسلة "مراصد" المتخصصة في علم الاجتماع الديني، و"أوراق" التي تتخصص في الدراسات المستقبلية، فضلاً عن حولية "أبجديات" التي تضم أبحاثًا علمية محكمة في مجال دراسات الكتابات والخطوط، وسلسلة "كراسات قبطية" المهتمة بالتراث القبطي، وكذلك سلسلة روايات المشروع القومي لتوثيق التراث المسرحي الصادرة من مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي.
جدير بالذكر أن "معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب" يشهد هذا العام مشاركة حوالي 78 دار نشر مصرية وعربية تشمل دور نشر من السعودية والإمارات وسوريا، بالإضافة إلى جناح للطفل يضم أكتر من 16 دار نشر متخصصة في طبع ونشر كتب الأطفال، كما تم تخصيص جناح للكتب القديمة والنادرة والخاص بسور الأزبكية بإجمالي عدد 12 دار نشر.
وتم اختيار وزير الخارجية المغربي السابق والمفكر الكبير محمد بن عيسى كشخصية المعرض هذا العام، وهو أحد أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية السابقين، والذي رحل عن دنيانا في مارس 2025.
كما يُقام على هامش المعرض برنامج ثقافي يشتمل على مجموعة كبيرة من الفعاليات تتجاوز 215 فعالية ثقافية يتحدث فيها ما يقارب من 800 متحدث ومحاضر، ويُشارك فيه بالتوازي مع مقر المكتبة الرئيسي بالإسكندرية كل من بيت السناري بحي السيدة زينب، وقصر خديجة بحلوان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ 7 أيام
- غرب الإخبارية
مكتبة الإسكندرية تطرح أحدث إصداراتها في معرضها الدولي للكتاب
المصدر - تحرص مكتبة الإسكندرية علي طرح أحدث مطبوعاتها في الدورة العشرين لمعرضها الدولي للكتاب، والذي تنظمه خلال الفترة من 7 يوليو وحتى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب. ومن أحدث المطبوعات التي تتيحها المكتبة في المعرض: كتاب "الرماية وفنون الفروسية في العصر المملوكي"، وكتاب لوحات "تفاصيل الإسكندرية المعمارية – مبنى فينيسيا الصغرى"، وسلسلة "تراث الإنسانية للنشء والشباب" والتي تقدم أحدث إصداراتها وهي كتيب "حسن العطار (1766-1835م) الإمام المصلح المجدد"، وكتيب "ملك حفني ناصف باحثة البادية"، وكتيب "حسن فتحي.. مهندس الهوية المعمارية المصرية.. (حكاية قرية القُرنة الجديدة)". وتقدم مكتبة الإسكندرية أيضًا من خلال المعرض كتاب "جدل الدين والتنوير.. مسارات العقلنة وآفاق الأنسنة"، كما تُفرد المكتبة مساحة كبيرة لعرض إصداراتها الدورية؛ ومن أهمها مجلة "ذاكرة مصر" التي تُعنى بالتراث والهوية والتاريخ الوطني المصري وسلسلة "مراصد" المتخصصة في علم الاجتماع الديني، و"أوراق" التي تتخصص في الدراسات المستقبلية، فضلاً عن حولية "أبجديات" التي تضم أبحاثًا علمية محكمة في مجال دراسات الكتابات والخطوط، وسلسلة "كراسات قبطية" المهتمة بالتراث القبطي، وكذلك سلسلة روايات المشروع القومي لتوثيق التراث المسرحي الصادرة من مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي. جدير بالذكر أن "معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب" يشهد هذا العام مشاركة حوالي 78 دار نشر مصرية وعربية تشمل دور نشر من السعودية والإمارات وسوريا، بالإضافة إلى جناح للطفل يضم أكتر من 16 دار نشر متخصصة في طبع ونشر كتب الأطفال، كما تم تخصيص جناح للكتب القديمة والنادرة والخاص بسور الأزبكية بإجمالي عدد 12 دار نشر. وتم اختيار وزير الخارجية المغربي السابق والمفكر الكبير محمد بن عيسى كشخصية المعرض هذا العام، وهو أحد أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية السابقين، والذي رحل عن دنيانا في مارس 2025. كما يُقام على هامش المعرض برنامج ثقافي يشتمل على مجموعة كبيرة من الفعاليات تتجاوز 215 فعالية ثقافية يتحدث فيها ما يقارب من 800 متحدث ومحاضر، ويُشارك فيه بالتوازي مع مقر المكتبة الرئيسي بالإسكندرية كل من بيت السناري بحي السيدة زينب، وقصر خديجة بحلوان.


Independent عربية
٠٨-٠٦-٢٠٢٥
- Independent عربية
"ذكرياتي" لسميحة أيوب... مسرح الحياة أكثر قسوة أحيانا
كانت تطمح سميحة أيوب (1932 – 2025) إلى أن تصبح راقصة باليه، ثم تعاملت مع الغناء بجدية وقضت وقتاً في التدريب، إلا أنها أصبحت ممثلة بعدما دخلت معهد الفنون المسرحية طمعاً في راتب شهري ضخم في الأربعينيات (6 جنيهات). المخرج والمؤلف والرائد المسرحي زكي طليمات لم يكن مقتنعاً بموهبتها في البداية ثم أصبحت تلميذته المدللة. زاملت يوماً بيوم فاتن حمامة في المعهد وفي التكريمات كذلك، لكن كانت سميحة أيوب أكثر إخلاصاً للمسرح، على رغم دأبها السينمائي والعلامات المهمة التي قدمتها على الشاشة الكبيرة. مسيرة سميحة أيوب من الأطول في عالم الفن، إذ اقترب مشوارها الفني من الـ80 عاماً، كان آخر أعمالها العام الماضي وهو فيلم "ليلة العيد"، حيث عرض بينما كانت تخطو نحو عامها الـ92، ومن خلال كتابها "ذكرياتي" لن يستغرب القارئ أبداً كيف لامرأة في عمرها أن تستمر بالعطاء بنفس المحبة، حتى لو خانتها الحركة بعض الشيء، فالكتاب الذي يقع في نحو 600 صفحة، يكشف كيف نسجت سميحة أيوب علاقتها بالفن، وكيف عاشت مراهقتها وربما طفولتها على خشبة المسرح، وفي ما بعد عشقها ميكروفون الإذاعة وكاميرا السينما وشاشة التلفزيون. سميحة أيوب، تحكي بغزارة وكأنها لن تتوقف أبداً في مذكراتها التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب قبل نحو 22 عاماً ولم تأخذ حقها من الاهتمام الذي تستحق. السجينة تعرف سميحة أيوب كيف تصيب بالكلمات، تماماً كما تعرف كيف تطلق مشاعرها على الشاشة بنفس الثبات والقوة، من دون أن تخشى أحداً. تلمح إلى غيرة زميلاتها منها في سطر، وفي السطر الثاني تشيد ببراعة أدائهن بمنتهى البساطة ولسان حالها يقول، هذه نقرة وهذه نقرة، مثلما فعلت مع سهير البابلي التي اتهمتها في وجهها بأنها مع زملاء آخرين كانوا يرغبون أن تنفصل عن الفنان محمود مرسي، وقد كان لهم ما أرادوا، لكنها على بعد صفحات قليلة تتغزل في أداء سهير البابلي في عرض مسرحي وتذوب فيه عشقاً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) سيدة المسرح العربي، ابنة حي شبرا، التي تخرجت في المدارس الفرنسية، وطافت بلاداً كثيرة وهي في مقتبل حياتها تستعرض موهبتها، كاد الحب يعوق مسيرتها، لكن عاد الحب نفسه لينقذها مجدداً، فلم تمل سميحة أيوب من الوقوف أمام عائلتها التي رفضت بشدة احترافها التمثيل، بل قاطعت أباها لهذا السبب، لتعود بعد أعوام من اقتناع نصف الأسرة بمهنة لم تكن شائعة للنساء في هذا الوقت، وتهددهم بأنها ستترك البيت وتهرب إذا لم يزوجوها الفنان محسن سرحان، وبالفعل يرضخون، لتتفاجأ بأنها ذهبت بقدميها إلى السجن، فالفنان الشهير كان يحبسها في المنزل بسبب غيرته المرضية عليها، وفقاً للمذكرات، وجعلها تترك دراستها ومنعها من التمثيل، ولم تتحرر من هذه العلاقة إلا بعدما تنازلت عن جميع مستحقاتها المالية. الحب والحرب والثورة هذا الاسم الذي جاء إليها مجدداً في هيئة حب أسطوري وقصة مليئة باللمحات الرومانسية التي تشبه سحر السينما ومأسويتها كذلك. فالنجم محمود مرسي كان قصة الحب الاستثنائية في حياة سميحة أيوب، لكنها انتهت بصورة مدوية، لتترك النجمة الكبيرة في دوامة من الأسى لم تفق منها بسهولة، حيث ضاق مرسي ذرعاً أيضاً باهتمامها بعملها وقضائها وقتاً طويلاً في التصوير والبروفات وطلقها غيابياً، بينما ظل ابنهما علاء حلقة وصل ودلالة المودة الدائمة بينهما. في المذكرات الشجاعة تحكي سميحة أيوب عن تعقيدات الحب ومنعطفات السياسة والاقتصاد والأدب والفنون، متعثرة في أسماء ترصد التحول المجتمعي والثقافي في كل عصر، فالأديب البارز بهاء طاهر كان شاهدها على محطات قصتها مع محمود مرسي، وبعد اكتئابها الشديد عوضت بصديق مخلص هو الصحافي السياسي إبراهيم عامر، حيث تذكر كيف وقع خبر وفاته كالصاعقة عليها، إذ فارق الحياة إثر إصابته في اعتداء القذائف الذي ضربت به صحيفة "بيروت" وكان أحد مؤسسيها، وذلك في بدايات الحرب الأهلية في لبنان، مما أفقدها التوازن النفسي أيضاً بعض الوقت. خاضت سميحة أيوب معارك الحياة طولاً وعرضاً، وانتظمت في تمردات شتى، فعلى رغم وقوفها إلى جانب ثورة يوليو (تموز)، فإنها لم تخف رفضها للتعنت الذي حدث لأستاذها زكي طليمات بعد إقصائه عن المشهد الثقافي في تلك الفترة، إضافة إلى تسميتها يوسف وهبي "الديكتاتور" بعدما وضعته "لجنة التطهير" على رأس الفرقة المسرحية التي تعمل بها، كما أبدت اعتراضاتها على التغييرات الصحافية التي جرت عام 1964 في الصحف الكبرى، وسمتها مذبحة ومهزلة، إذ تم نقل خيرة الكتاب بجرة قلم إلى جرائد أخرى. سيدة قرارها وعلى رغم أن ما تسرده سميحة أيوب في الكتاب الذي يحظى بتقديم رفيع للكاتبين سناء البيسي ورجاء النقاش، تفضل أن تسميه "ذكريات" وليس "مذكرات موثقة"، إلا أنها تؤرخ فيه بصورة سلسة لتطورات الحياة في مصر منذ أربعينيات القرن الماضي، بخاصة في ما يتعلق باستقلال النساء، وسعيهن للإمساك بزمام حيواتهن، فقد أقدمت على إجراء جراحة ولادة قيصرية في ستينيات القرن الماضي، وهو أمر كان شديد الندرة، على رغم رفض غالبية من حولها لهذا القرار، حيث كان هذا الأمر حدثاً كبيراً للغاية. كذلك لم تأبه سميحة أيوب بحرمانها من ميراث أبيها اعتراضاً على عملها بالفن، وأصرت على أن تنفق على نفسها في وقت باكر من مسيرتها، بل وأقامت في بيت حصلت عليه بمالها الخاص وهي في مقتبل الشباب، كذلك واجهت "كلام الناس" بكل حزم وحسم، ففي بداية معرفتها بالكاتب المسرحي الأبرز سعد الدين وهبة، فوجئت بأنه حتى زملاء الوسط يلوكون سيرتها ووصل الأمر إلى والدتها، فما كان من سميحة أيوب، سيدة قراراها، إلا أن ذهبت فوراً إلى المأذون وعقدت قرانها على وهبة لتستمر زيجتهما 30 عاماً، قدما خلالها معاً كثيراً من المسرحيات الناجحة والراسخة، وكل منهما حقق نجاحات منفصلة لا تزال ذات صدى وبصمة حتى اليوم. المخرجة سميحة أيوب وعلى رغم أن السبعينيات شهدت ما يمكن تسميته الهبوط السينمائي في مسيرة سميحة أيوب بفعل متغيرات كثيرة، فإنها أيضاً شهدت بدء انطلاقتها التلفزيونية، واستمرت أيضاً في متابعة عملها المسرحي، حيث يمتلئ الكتاب بتفاصيل النهضة التي صنعها جلال الشرقاوي وسعد أردش وكرم مطاوع، ولويس عوض، وأمينة رزق وسناء جميل، إلى جانب سعد الدين وهبة بطبيعة الحال، الذي شهدت فترة رئاسته أيضاً مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على مدى 12 عاماً بريقاً خاصاً. ارتبط اسم سميحة أيوب بمسرحيات مهمة مثل "دائرة الطباشير القوقازية" و"المومس الفاضلة" و"رابعة العدوية" و"السلطان الحائر" و"فيدرا"، إذ قدمت شخصيات من عوالم بريخت وجان بول سارتر وشكسبير وتوفيق الحكيم وغيرهم، فيما التجربة الفنية والإنسانية والمهنية لسميحة أيوب من خلال مذكراتها شهدت كفاحاً على أكثر من مستوى. ففي حين كانت احترفت الفن بعد دراسة وتدريب وخبرة، إلا أنها كانت تواجه رفضاً من بعض زملائها، لا سيما حينما احترفت الإخراج المسرحي، إذ صدمت من عدم تقبلهم لها كامرأة لتكون قائدة العمل، وهي التي تربت في أروقة المسرح. بطلة جان بول سارتر المفضلة كذلك أدارت سميحة أيوب المسرح الحديث ثم المسرح القومي كذلك، وخاضت صراعات قانونية مع الأجهزة الرسمية بعد إبعادها عن منصبها ثم ربحت القضية، وتمتعت بعلاقات وطيدة مع غالبية المسؤولين السياسيين الكبار، وكان لها لدى جمال عبدالناصر مكانة خاصة، إذ تكشف المذكرات كيف شعرت بالحسرة عقب إعلان نبأ وفاته، وظلت لأعوام طويلة تتمتع بعلاقات صداقة مع عائلته، وبينهم ابنته هدى عبدالناصر. سيرة سميحة أيوب الحافلة لم يكفها بالطبع كتاب واحد، فإلى جانب الكتاب الذي سردت فيه قصتها على لسانها عام 2003، واقتطعت جزءاً ليس هيناً منه لحكايات رفيق دربها الكاتب سعد الدين وهبة، هناك تجارب متعددة كشفت جوانب أخرى من رحلتها، بينها كتاب "أسطورة المسرح العربي" لأيمن الحكيم الذي صدر مطلع العام الحالي، حيث يكشف الكتاب ذكريات سميحة أيوب مع الكاتب الفرنسي جان بول سارتر "1905 - 1980" في ستينيات القرن الماضي، وذلك حينما ذهل من أدائها لشخصية إلكترا في مسرحيته "الندم"، والمعروفة أيضاً باسم "الذباب"، وعلى رغم أنها حاولت الهرب من المسرح كي لا تلتقي به خوفاً من ألا يعجبه أداؤها، فإنه لخص إعجابه بها قائلاً "لقد وجدت أخيراً إلكترا في القاهرة"، كذلك يسرد الكتاب كيف منحت سميحة أيوب عمرها للمسرح، ولم تكن مهتمة بأن تجني من ورائه ثروة، بل كانت مشغولة بالمساهمة في نهضة هذا الفن.


Independent عربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
"حي بن يقظان" ما زال يعاصرنا بعد 850 عاماً
سبق للباحث المصري المتخصص في آداب العصور الوسطى عادل يحي عبد المنعم، أن تناول شخصية أبي بكر بن طفيل (توفى سنة 1185) ضمن كتابه "النقد الاجتماعي عند المؤرخين والكتاب الأندلسيين بين القرنين التاسع والخامس عشر الميلاديين"؛ الصادر عام 2018 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وهو عاد إلى تحقيق أحمد أمين (1886 – 1954) لرسالة "حي بن يقظان" بدراسة تصدَّرت طبعة جديدة من العمل صدرت ضمن سلسلة "التراث الحضاري" (الهيئة المصرية العامة للكتاب). وتحقيق أحمد أمين صدرت طبعته الأولى عن "دار المعارف" في القاهرة عام 1952، وتناول فيه عمل ابن طفيل مقارناً إياه بأصل عربي سابق له ينسب إلى ابن سينا (980 – 1037)، وأصل عربي آخر لاحق منسوب للسهروردي (1155 – 1191م). وتقول الروائية سلوى بكر، رئيس تحرير سلسلة "التراث الحضاري" إن ابن طفيل أراد أن يصل الفلسفة بالدين، ليس فقط عند الخواص والنخب المثقفة في زمنه، ولكن عند البسطاء وعامة الناس أيضاً، فوضع أفكاره الفلسفية ضمن إطار حكائي شيق؛ "نشرت حي بن يقظان، مرارا ولكن هذه المرة تصدرتها دراسة عميقة تضيف إلى ما سبق من دراسات تناولت العمل نفسه شرقاً وغرباً. وهذه القصة غرضها إثبات عدم وجود تعارض بين الفلسفة والدين" ص6. أدب العصور الوسطى ترجم المستشرق الإنجليزي إدوارد بوكوك (1604 -1691) رسالة "حي بن يقظان" لابن طفيل الأندلسي إلى اللاتينية عام 1671م، تحت عنوان "الفيلسوف الذي علَّم نفسه"، فلاقت اهتماماً واسعاً في الوسطين الفلسفي واللاهوتي، لتبنيها فكرة أن العقل وحده قد يقود إلى الخالق. وتأثر بها كذلك الكثير من الأدباء في العصر الوسيط حيث شكلت الأساس للعديد من روائع الأدب العالمي مثل كتاب "عقيدة القس من جبل السافوا" للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، ورواية "روبنسون كروزو" للكاتب دانييل ديفو. وعلى الرغم من أن فن القصة فن حديث النشأة نسبياً، فإن ما تمثَّل في هذا القصة من جوانب النضج القصصي جعل الكثير من النقاد يعدُّونها أفضل قصة عرفتها العصور الوسطى. أما الترجمة الإنجليزية للقصة نفسها فقد أنجزها القس الإنجليزي سايمون أوكلي Simon Ockley، سنة 1708، أي على عتبة عصر التنوير. وضع المترجم عنواناً فرعياً لترجمته: "وفيها تتم البرهنة على الطرائق التي تمكننا بالنور الطبيعي من تحصيل معرفة الأشياء الطبيعية والفائقة للطبيعة، خاصة معرفة الله والحياة الآخرة". كما كتب المترجم ملحقاً للترجمة، عنوانه: "ملحق مختصر في النظر في إمكان معرفة الإنسان الحقة بالله وبالضروري لخلاصه، دون إرشاد". ولم يفعل فلاسفة التنوير اللاحقون سوى التأكيد على هذه الأفكار، بطرق كثيرة. كتاب "حي بن يقظان" (نيل وفرات) وهكذا باتت "حي بن يقظان" أكثر الكتب مبيعاً في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر. والأفكار المعبّر عنها في هذا العمل الرائد يمكن العثور عليها في كتب توماس هوبز وجون لوك وإسحاق نيوتن وإيمانويل كانت، وظهر تأثيرها جلياً في الأدب ومن ثم في السينما في الغرب الحديث. بلوغ العالمية نشر جميل صليبا وكامل عياد رسالة "حي بن يقظان" محققة عام 1935 عن "المكتب العربي" في دمشق. وتلت ذلك عشرات الطبعات المختلفة في شتى أنحاء العالم العربي. وسبق للدكتور شوقي ضيف في كتابه "تاريخ الأدب العربي"، أن فنَّد ما ذهب إليه بعض المستشرقين من أن أصول "حي بن يقظان" ليست إسلامية. ونقل عادل يحي عبد المنعم قول رئيس مركز الفلسفة بالإنابة في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الباحث المغربي إبراهيم بورشاشن إن ابن طفيل بلغ العالمية برسالته "حي بن يقظان". وأسهبت الكثير من الدراسات في بيان أثر "حي بن يقظان" في الغرب الأوروبي، والذي بدا واضحاً من خلال مدرسة طليطلة في القرن الثالث عشر الميلادي التي كان لها دور كبير في نشر الثقافة العربية في أوروبا، عبر ترجمة القصة إلى القشتالية. ومن الأعمال التي ظهر فيها أثر "حي بن يقظان"، التي ترجمت مبكراً في الأندلس إلى العبرية، قصة "الصنم والملك وابنته"، ومخطوطها الذي يرجع إلى القرن الـ16، محفوظ في مكتبة الأسكوريال، وقصة "الكريتيكون" لغارسيان المطبوعة في القرن الـ17. وهي أثرت في الكاتب الفرنسي دانيال دو فو، وقصته "روبنسون كروزو" المنشورة سنة 1719م. واشتهر مستشرقون في إحياء هذا الأثر الفلسفي، ومنهم الفرنسي ليون غوتييه، والإسباني غارسيا غوميز. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكاتب الجزائري كمال داود، ذهب في مقدّمته للترجمة الفرنسية التي وضعها جان باتيست برونيه لـ "حيّ بن يقظان"، إلى القول إن هذه الرواية الفلسفية تعاني من مرض "الأسبقية"، فهذا العمل الفذّ الذي ترك أثراً كبيراً على الأدب والفلسفة شرقاً وغرباً في القرون الماضية، وقع اليوم في طيّ النسيان وبات، حين يتم استحضاره، "مجرّد نصّ أوّلي أو مسودّة تُنبئ بسردية أخرى لاحقة" هي رواية الإنكليزي دانييل ديفو، "روبنسون كروزو"، ولعل هذا تحديداً، كما يقول إبراهيم العريس، في مقال نشر في "اندبندت عربية" بتاريخ 2 أكتوبر / تشرين الأول 2023، ما حثّ برونيه على نقل هذا العمل إلى الفرنسية بتصرّفٍ كبير، وإلى منح ترجمته، التي صدرت عن دار "فيردييه" الباريسية، عنوان "روبنسون الغرناطي". الرمز والإسقاط وسبق أن رأى عبد الرحمن بدوي (1917 – 2002) أن قصة "حي بن يقظان" لابن طفيل كانت أوفر الكتب العربية حظاً من التقدير والعناية والتأثير في أوروبا في العصر الحديث، وظهر أثرها في "الأدغال" للبريطاني روديارد كبلنغ و"طرزان" للأميركي إدغار رايس بوروس . ورأى عادل يحيى عبد المنعم أن ابن طفيل كان سباقاً في استخدام ألفاظ ومفاهيم مثل الأسلوبية والرمزية والإيحاء والإسقاط في درته اليتيمة "حي بن يقظان". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يرى عبد المنعم أن ابن طفيل في استلهامه التاريخ، تأثر بما جاء في قصة العباسة أخت هارون الرشيد، واستخدم الرمز والإسقاط كاشفاً عن براعة أدبية. وأضاف أن هذه القصة هي نموذج للأدب العربي القديم؛ "استخدم فيها ابن طفيل أساليب عرفت بعد ذلك في الأدب العالمي، منها الأسلوب العجائبي". ولد ابن طفيل في الأندلس وتوفي في مراكش، وهو كان طبيباً فيلسوفاً، واشتغل ببعض الأعمال الإدارية في دولة الموحدين، حتى صار طبيباً للخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذي اتخذه مستشاراً له. وبحسب عبد المنعم فإن ابن طفيل أراد بهذه القصة أن يشارك في أحداث عصره بما يبرهن على أن الفلاسفة ليسوا أقل دوراً في مجتمعهم من الفقهاء والمتصوفة، خصوصاً في مسألة بلوغ كنه الوجود الإلهي بالعقل. أما ابن طفيل فقد ذكر في مقدمة "حي بن يقظان" أن هدفه هو بث ما أمكنه من أسرار الحكمة الشرقية، وقد رأى أحمد أمين أنها تقابل حكمة اليونان مستنداً إلى كتاب لابن سينا ألَّفه في المنطق وأسماه "منطق المشارقة للرد على منطق أرسطو وحكمة اليونان". الحكمة الشرقية لكنّ عادل يحيى عبد المنعم يرجح أن المقصود بالحكمة الشرقية تلك التي ترتبط بتعاليم الإسلام وحكمته على النحو الذي أراده ابن طفيل في "حي بن يقظان". وقصة "حي بن يقظان" هي تلخيص فلسفي لأسرار الخليقة، عرضت خلال حياة وأعمال طفل خلق من بطن الأرض في جزيرة مجهولة من جزائر الهند جنوب خط الاستواء، وهذا الطفل استطاع بالملاحظة والتأمل التدريجي أن يصل إلى أن للكون خالقاً هو الله سبحانه وتعالى. ورأى عبد الرحمن بدوي أنها قصة رمزية فلسفية تعرض نمو العقل الموحِد من بداية خلقه حتى وصوله إلى مرتبة الاتحاد بالخالق، وهو ما يعبر عن الجانب الصوفي في تلك القصة، بحسب عبد المنعم. وأول من استخدم تلك الفكرة في الحضارة الإسلامية هو ابن سينا المتوفى سنة 1036م، واستخدمها أيضا السهروردي المتوفي سنة 1191م وأسماها "الغربة الغريبة"، وابن النفيس المتوفى سنة 1288م وأسماها "فاضل بن ناطق"، أو "الرسالة الكاملية في السيرة النبوية". وتعد فكرة الانتقال من العالم الأرضي والخروج من خلاله إلى الملكوت الأعلى القاسم المشترك بين الرسائل الثلاث عند ابن سينا والسهروردي وابن النفيس، بما يشير إلى التأثر بالثقافة الإسلامية في حادثة الإسراء والمعراج. تأثر ابن طفيل بـ"حي بن يقظان" لابن سينا، وأضاف إلى ما كتبه الشيخ الرئيس كثيراً من الجوانب الفنية. وهكذا ذاعت شهرة هذا العمل في الآفاق منسوباً إلى ابن طفيل. وعلى الرغم من أن للحكاية ما يشبهها مثل "الولد المسيَّب" لهوميروس، وأسطورة "الصبي اليتيم" من الأدب الشعبي التركي، فإن "حي بن يقظان" لابن طفيل تضمَّنت، كما يقول عبد المنعم، "ما يجعل منها عملا شرقياً أصيلاً، مع مراعاة تأثر الحركة الأدبية والعلمية الأندلسية على الأقل في بداياتها بآداب وعلوم إغريقية".