logo
تعاون 'مايكروسوفت' مع 'الموساد' حدّد الأهداف لآلة الحرب الاسرائيلية

تعاون 'مايكروسوفت' مع 'الموساد' حدّد الأهداف لآلة الحرب الاسرائيلية

نشرت صحيفة 'الغارديان' تقريرا أعده هاري ديفيز ويوفال أكد فيه أن الجيش الإسرائيلي قام بمشروع لتخزين مكالمات الفلسطينيين على برامج مايكروسوفت في أوروبا.
ففي ظهيرة أحد الأيام في نهاية عام 2021، التقى الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، بقائد وحدة المراقبة العسكرية الإسرائيلية 8200 وكان من بين بنود جدول أعمال رئيس التجسس: نقل كميات هائلة من مواد استخباراتية سرية للغاية إلى سحابة الشركة الأمريكية. وخلال اجتماع في مقر مايكروسوفت بالقرب من سياتل، حصل رئيس التجسس، يوسي سارييل، على دعم ناديلا لخطة من شأنها تمنح الوحدة 8200 إمكانية الوصول إلى منطقة مخصصة ومعزولة داخل منصة مايكروسوفت السحابية 'أزور'.
وقد بدات وحدة 8200 المزودة بقدرات أزور اللامحدودة ببناء أداة رقابة جماعية وقوية: نظام شامل ومتطفل يجمع ويخزن تسجيلات ملايين المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون يوميا في غزة والضفة الغربية.
ومكن هذا النظام الذي بدأ تشغيله عام 2022، الذي كشف عنه تحقيق 'الغارديان' مع مجلة '+972' و 'لوكال كول' العبري الوحدة 8200 من تخزين كم هائل من المكالمات يوميًا لفترات زمنية طويلة.
وتزعم مايكروسوفت أن ناديلا لم يكن على علم بنوع البيانات التي تعتزم الوحدة 8200 تخزينها في أزور، لكن مجموعة من وثائق مايكروسوفت المسربة ومقابلات مع 11 مصدرا من الشركة والمخابرات العسكرية الإسرائيلية تكشف كيف استخدمت الوحدة 8200 أزور لتخزين هذا الأرشيف الواسع من الاتصالات الفلسطينية اليومية.
وبحسب ثلاثة مصادر من الوحدة 8200، فقد أسهمت منصة التخزين السحابية، التحضير لغارات جوية قاتلة ورسمت ملامح العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية.
وبفضل سيطرتها على البنية التحتية للاتصالات الفلسطينية، اعترضت إسرائيل منذ فترة طويلة المكالمات الهاتفية في الأراضي المحتلة. ولكن النظام الجديد العشوائي يسمح لضباط المخابرات بتشغيل محتوى مكالمات الهاتف النقال التي يجريها الفلسطينيون، مسجلين بذلك محادثات شريحة أكبر بكثير من المدنيين العاديين.
وذكرت مصادر استخباراتية مطلعة على المشروع أن قيادة الوحدة 8200 لجأت إلى مايكروسوفت بعد أن خلصت إلى أنها لا تملك مساحة تخزين أو قوة حوسبة كافية على خوادم الجيش تتحمل عبء مكالمات هاتفية لسكان بأكملهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الغارديان": "مايكروسوفت" وفّرت البنية التحتية لتجسس "إسرائيل" الجماعي
"الغارديان": "مايكروسوفت" وفّرت البنية التحتية لتجسس "إسرائيل" الجماعي

الميادين

timeمنذ 12 ساعات

  • الميادين

"الغارديان": "مايكروسوفت" وفّرت البنية التحتية لتجسس "إسرائيل" الجماعي

صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر تقريراً يتناول تحقيقاً استقصائياً يكشف عن تعاون سري بين وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "8200" وشركة "مايكروسوفت"، حيث استخدمت الوحدة خدمات الحوسبة السحابية "Azure" لتخزين وتحليل كمّ هائل من المكالمات الهاتفية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في إطار نظام مراقبة جماعي واسع النطاق. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف: في ظهيرة أحد أواخر عام 2021، التقى الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، ساتيا ناديلا، بقائد وحدة المراقبة العسكرية الإسرائيلية 8200. وكان من بين أجندة رئيس التجسس نقل كميات هائلة من مواد استخبارية سرية للغاية إلى سحابة الشركة الأميركية. خلال اجتماع في مقر "مايكروسوفت" بالقرب من سياتل، مزرعة دجاج سابقة تحولت إلى مجمع تكنولوجي متطور، حصل رئيس التجسس، يوسي سارييل، على دعم ناديلا لخطة من شأنها منح الوحدة 8200 إمكانية الوصول إلى منطقة مخصصة ومعزولة داخل منصة مايكروسوفت السحابية "Azure". مُزودةً بسعة تخزين "Azure" شبه اللامحدودة، بدأت الوحدة 8200 ببناء أداة مراقبة جماعية جديدة وقوية: نظام شامل ومتطفل يجمع ويخزن تسجيلات ملايين المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون يومياً في غزة والضفة الغربية. كُشف هنا للمرة الأولى في تحقيق أجرته صحيفة "الغارديان" بالتعاون مع مجلة "+972" الإسرائيلية الفلسطينية وموقع "لوكال كول" الناطق بالعبرية. يُمكّن هذا النظام السحابي، الذي بدأ تشغيله عام 2022، الوحدة 8200 من تخزين كمّ هائل من المكالمات يومياً لفترات زمنية طويلة. تزعم "مايكروسوفت" أنّ ناديلا لم يكن على علم بنوع البيانات التي تعتزم الوحدة 8200 تخزينها في "Azure". لكن مجموعة من وثائق "مايكروسوفت" المسربة ومقابلات مع 11 مصدراً من الشركة والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تكشف كيف استخدمت الوحدة "8200" "Azure" لتخزين هذا الأرشيف الواسع من الاتصالات الفلسطينية اليومية. وفقاً لثلاثة مصادر من الوحدة "8200"، سهّلت منصة التخزين السحابية الإعداد لغارات جوية قاتلة، ورسمت ملامح العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية. بفضل سيطرتها على البنية التحتية للاتصالات الفلسطينية، اعترضت "إسرائيل" منذ فترة طويلة المكالمات الهاتفية في الأراضي المحتلة. لكن النظام الجديد العشوائي يسمح لضباط الاستخبارات بتشغيل محتوى المكالمات الخلوية التي يجريها الفلسطينيون، مسجّلين بذلك محادثات شريحة أكبر بكثير من المدنيين العاديين. ذكرت مصادر استخبارية مطلعة على المشروع أن قيادة الوحدة "8200" لجأت إلى مايكروسوفت بعد أن خلصت إلى أنها لا تملك مساحة تخزين أو قوة حوسبة كافية على خوادم "الجيش" لتحمل عبء مكالمات هاتفية لسكان بأكملهم. وقال عدد من ضباط الاستخبارات في الوحدة، التي تُضاهي وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) في قدراتها على المراقبة، إنّ شعاراً داخلياً برز يجسد نطاق المشروع وطموحه: "مليون مكالمة في الساعة". صُمم النظام ليُحفظ على خوادم مايكروسوفت خلف طبقات أمان مُعززة طورها مهندسو الشركة بتعليمات الوحدة 8200. وتشير ملفات مايكروسوفت المُسربة إلى أن نسبة كبيرة من بيانات الوحدة الحساسة قد تكون الآن محفوظة في مراكز بيانات الشركة في هولندا وأيرلندا. يأتي الكشف عن دور منصة "Azure" التابعة لشركة مايكروسوفت في مشروع المراقبة في الوقت الذي تواجه فيه شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة ضغوطاً من الموظفين والمستثمرين بشأن علاقاتها بالجيش الإسرائيلي والدور الذي لعبته تقنيتها في الهجوم الذي استمر 22 شهراً على غزة. في أيار/مايو، قاطع موظفٌ كلمةً رئيسيةً لنادالا احتجاجاً، وصاح في لحظةٍ ما: "ما رأيكَ أن تُظهر كيف تُدار جرائم الحرب الإسرائيلية بواسطة Azure؟". 7 اب 09:22 6 اب 13:43 بعد أن كشفت صحيفة "الغارديان" وجهاتٌ أخرى في كانون الثاني/ يناير عن اعتماد "إسرائيل" على تقنيات مايكروسوفت خلال حرب غزة، أجرت الشركة مراجعةً خارجيةً للعلاقة. وقالت مايكروسوفت إن المراجعة "لم تجد أي دليلٍ حتى الآن" على استخدام "Azure" أو منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها "لاستهداف أو إيذاء الناس" في القطاع. وقال مصدرٌ كبيرٌ في مايكروسوفت إنّ الشركة أجرت محادثاتٍ مع مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، وحددت كيفية استخدام تقنياتها في غزة، مُصرةً على عدم استخدام أنظمة مايكروسوفت لتحديد أهداف الضربات القاتلة. مع ذلك، أفادت مصادر في الوحدة "8200" بأن المعلومات الاستخبارية المستمدة من مخازن المكالمات الهاتفية الضخمة المحفوظة في "Azure" استُخدمت للبحث عن أهداف القصف في غزة وتحديدها. وأوضح أحد المصادر أنه عند التخطيط لغارة جوية على شخص يقع في مناطق مكتظة بالسكان يوجد فيها عدد كبير من المدنيين، كان الضباط يستخدمون النظام السحابي لفحص مكالمات الأشخاص الموجودين في المنطقة المجاورة مباشرة. وأضافت المصادر أيضاً أنّ استخدام النظام قد ازداد خلال الحملة على غزة، التي أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص في القطاع، غالبيتهم من المدنيين، بمن فيهم أكثر من 18 ألف طفل. لكن التركيز الأساسي للنظام كان على الضفة الغربية، حيث يعيش ما يُقدر بثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي. وذكرت مصادر في الوحدة "8200" أنّ المعلومات المخزنة في "Azure" تُشكل مستودعاً غنياً للمعلومات الاستخبارية حول سكانها، زعم بعض أفراد الوحدة أنها استُخدمت لابتزاز الناس، أو احتجازهم، أو حتى تبرير قتلهم بعد وقوعه. قال ضابط عمل مع سارييل آنذاك: "كان ردّه هو البدء بـ"تتبّع الجميع، طوال الوقت". فبدلاً من المراقبة التقليدية لأهداف محددة، اعتمد مشروع سارييل على المراقبة الجماعية للفلسطينيين في الضفة الغربية، واستخدم أساليب ذكاء اصطناعي مبتكرة لاستخلاص المعلومات. عندما تولى سارييل قيادة الوحدة "8200" في أوائل عام 2021، أعطى الأولوية لعقد شراكة مع مايكروسوفت تُمكّن الوحدة من التعمق والتقاط وتحليل محتوى ملايين المكالمات الهاتفية يومياً. تشير الملفات إلى أنه بحلول تموز/يوليو من هذا العام، كان 11,500 تيرابايت من البيانات العسكرية الإسرائيلية، أي ما يعادل حوالى 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية، محفوظة في خوادم مايكروسوفت "أزور" في هولندا، بينما خُزنت نسبة أقل في أيرلندا. ليس من الواضح إذا ما كانت جميع هذه البيانات تابعة للوحدة "8200"؛ فقد ينتمي بعضها إلى وحدات عسكرية إسرائيلية أخرى. عام 2021، نشر سارييل كتاباً عن الذكاء الاصطناعي تحت اسم مستعار، كشفت صحيفة الغارديان أنه اسم رئيس جهاز الاستخبارات، حثّ فيه الجيوش وأجهزة الاستخبارات على "الانتقال إلى السحابة". ومع بدء الوحدة 8200 باستخدام قدرات تخزين Azure في عام 2022، استوعب ضباط الاستخبارات بسرعة الصلاحيات الجديدة المتاحة لهم. وقال مصدر مطلع على النظام: "السحابة هي مساحة تخزين لا نهائية". وأوضحت عدة مصادر استخبارية أن المكالمات - بما في ذلك مكالمات الفلسطينيين إلى أرقام دولية وإسرائيلية - تُحفظ عادةً في السحابة لمدة شهر تقريباً، مع إمكانية زيادة مساحة التخزين، ما يسمح للوحدة بالاحتفاظ بالمكالمات لفترات أطول عند الحاجة. هذا يسمح للوحدة بالعودة بالزمن واسترجاع المحادثات الهاتفية للأشخاص الذين يصبحون موضع اهتمام، على حد قولهم. في السابق، كان يتعين تحديد أهداف المراقبة مسبقاً لاعتراض محادثاتهم وتخزينها. أصرّت عدة مصادر على أن النظام السحابي قد منع هجمات قاتلة ضد الإسرائيليين. وقال أحد المصادر إن "إنقاذ أرواح" الإسرائيليين كان الدافع الرئيسي وراء رؤية سارييل للنظام. لكنه فشل بشكل ملحوظ في منع هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي قُتل فيها نحو 1200 شخص في جنوب "إسرائيل" وخُطف 240 شخصاً. خلال الحرب التي تلت ذلك في غزة، استُخدم النظام السحابي، الذي ابتكره سارييل، بشكل متكرر، إلى جانب سلسلة من أدوات تحديد الأهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي طُوّرت أيضاً في عهده، وأطلقها الجيش للمرة الأولى في حملة دمّرت حياة المدنيين وخلّفت أزمة إنسانية عميقة. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

مليون مكالمة بالساعة.. وثائق تكشف تجسس مايكروسوفت على ملايين الفلسطينيين
مليون مكالمة بالساعة.. وثائق تكشف تجسس مايكروسوفت على ملايين الفلسطينيين

صدى البلد

timeمنذ 19 ساعات

  • صدى البلد

مليون مكالمة بالساعة.. وثائق تكشف تجسس مايكروسوفت على ملايين الفلسطينيين

في أواخر عام 2021، اجتمع الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، مع قائد وحدة الاستخبارات الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، المعروفة بـ 'الوحدة 8200'، في مقر الشركة بولاية واشنطن، الهدف نقل كميات ضخمة من البيانات الاستخباراتية السرية إلى خوادم مايكروسوفت السحابية. وخلال الاجتماع، نجح قائد الوحدة، يوسي سريئيل، في الحصول على دعم ناديلا لإنشاء منطقة مخصصة وآمنة داخل منصة 'أزور' التابعة لـ مايكروسوفت، لتخزين بيانات استخباراتية شديدة الحساسية. بحلول عام 2022، بدأت الوحدة باستخدام المنصة لبناء نظام تجسس واسع النطاق يعتمد على جمع وتخزين ملايين المكالمات الهاتفية اليومية التي يجريها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقا لتحقيق مشترك أجرته صحيفة "الجارديان" ومجلتا '+972' و"لوكال كول" الإسرائيليتين. تخزين ملايين المكالمات واستخدامها في تحديد أهداف للضربات الجوية بحسب مصادر استخباراتية ووثائق مسربة من مايكروسوفت، أتاحت منصة 'أزور' لوحدة 8200 إمكانات تخزين وتحليل هائلة، مكنت من استخدام تلك البيانات في الإعداد لهجمات جوية داخل الأراضي الفلسطينية، وتحديد أهداف في المناطق السكنية المكتظة. وكانت إسرائيل عبر سيطرتها على البنية التحتية للاتصالات، قادرة منذ سنوات على اعتراض المكالمات داخل الأراضي المحتلة. لكن النظام الجديد، المدعوم بالتخزين السحابي، أتاح تسجيل وتحليل كم هائل من المكالمات اليومية، بما يشمل أشخاصا عاديين ليسوا ضمن أي قائمة مراقبة. مليون مكالمة في الساعة قال ضباط من الوحدة إن المشروع كان يدار تحت شعار داخلي يعكس طموحه: 'مليون مكالمة في الساعة'، وأن النظام بني خصيصا ليخزن بيانات على خوادم أزور مع طبقات حماية صممتها مايكروسوفت بالتعاون المباشر مع خبراء الوحدة. وتشير الوثائق إلى أن بيانات الوحدة – بما فيها تسجيلات صوتية حساسة – أصبحت تخزن في مراكز بيانات مايكروسوفت في هولندا وأيرلندا، بمعدل 11500 تيرابايت، أي ما يعادل 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية. الشركة تنفي علمها رغم نفي مايكروسوفت علمها بنوعية البيانات المخزنة في أزور، إلا أن التحقيق كشف عن مراسلات ولقاءات تشير إلى إدراك موظفين داخل الشركة – بينهم من سبق لهم الخدمة في وحدة 8200 – لحجم المشروع وطبيعته. وقال أحدهم: 'لم يكن من الصعب فهم الأمر… قلت لهم إن البيانات عبارة عن ملفات صوتية، وهم فهموا الرسالة'. وأوضحت الشركة أن تعاونها مع الوحدة اقتصر على 'تعزيز الأمن السيبراني'، مشيرة إلى أن ناديلا حضر الاجتماع لمدة عشر دقائق فقط ولم يناقش تفاصيل البيانات، لكن محاضر داخلية أفادت بأنه أبدى دعمه لخطة نقل 70% من بيانات الوحدة إلى السحابة. الذكاء الاصطناعي لتصنيف الرسائل النصية ومراقبة جماعية أشرف سريئيل، الذي قاد الوحدة بين 2021 و2024، على تطوير أنظمة تعتمد الذكاء الاصطناعي لتحليل الرسائل النصية بين الفلسطينيين وتصنيفها حسب 'درجة الخطورة' تلقائيا، بناء على كلمات مثل 'سلاح' أو 'رغبة في الموت'. وأوضح ضباط أن المشروع تطور إلى مراقبة جماعية لا تقتصر على أهداف محددة، بل شملت 'كل المجتمع'، وقال أحدهم: 'فجأة أصبح كل شخص عدوا محتملا'. الاتهامات باستخدام البيانات للابتزاز والاعتقال وحتى القتل كشف عدد من المصادر أن المعلومات المخزنة في أزور استخدمت في حالات اعتقال بدون مبرر قانوني كاف، بل وجرى توظيفها لاحقا لتبرير عمليات قتل، وقال أحد الضباط: "عندما يحتاجون لاعتقال شخص بدون دليل كاف، يبحثون في هذه البيانات عن سبب". دور في حرب غزة وادعاءات بمنع هجمات أوضح عدد من ضباط الوحدة أن النظام حال دون وقوع هجمات، لكنهم أقروا أيضا باستخدامه في حرب غزة التي اندلعت بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، بينهم 18 ألف طفل. وأفادوا بأن ضباط الاستخبارات كانوا يعودون لتسجيلات سابقة لمكالمات من مناطق معينة عند التخطيط لهجمات، وهو ما يثير تساؤلات حول دور أزور في استهداف المدنيين، رغم نفي مايكروسوفت استخدام منصتها في تحديد أهداف القصف. استقالة القائد وانتقادات لاستخدام التكنولوجيا استقال سريئيل العام الماضي عقب الانتقادات لفشل الوحدة في توقع هجمات 7 أكتوبر، وسط اتهامات له بالتركيز على أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا 'المثيرة' بدلا من الاستخبارات التقليدية. لكن النظام الذي أسسه لا يزال يستخدم، خاصة مع التوقعات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بـ 'سيطرة طويلة الأمد' على غزة، بحسب أحد المصادر.

مايكروسوفت والوحدة 8200... بصمة في المراقبة والاغتيال!
مايكروسوفت والوحدة 8200... بصمة في المراقبة والاغتيال!

ليبانون ديبايت

timeمنذ يوم واحد

  • ليبانون ديبايت

مايكروسوفت والوحدة 8200... بصمة في المراقبة والاغتيال!

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، استنادًا إلى تقارير استقصائية نُشرت في مجلة "+972" وموقع "Local Call" وصحيفة "الغارديان" البريطانية، عن شراكة استراتيجية سرية بين شركة مايكروسوفت الأميركية و"الوحدة 8200"، الذراع السيبراني للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بهدف بناء بنية تحتية رقمية متقدّمة لتخزين كميات ضخمة من البيانات الاستخباراتية حول الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبحسب الوثائق، أنشأت مايكروسوفت نسخة خاصة من منصتها السحابية "Azure" لصالح هذه الوحدة، عقب اجتماع عُقد أواخر عام 2021 بين الرئيس التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا ورئيس الوحدة حينها العميد يوسي شاريئيل، في مقر الشركة في سياتل. وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تخصيص "منطقة معزولة" داخل Azure لمعالجة بيانات تصل إلى مليون مكالمة في الساعة. استُخدمت هذه المنصة في عمليات مراقبة شاملة، شملت التنصت على ملايين المكالمات، وتخزين بيانات ضخمة قُدّرت حتى تموز 2025 بـ11,500 تيرابايت، ما يعادل نحو 200 مليون ساعة من الصوت، تم تخزينها على خوادم في هولندا، إضافة إلى مراكز بيانات فرعية في أيرلندا وإسرائيل. واعترفت مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية بأن هذه البيانات استُخدمت كأساس لتخطيط غارات جوية واعتقالات واغتيالات، وأنّ قاعدة البيانات باتت "ذريعة جاهزة" للتحرك ضد أي فلسطيني، حتى في حال غياب سبب مباشر. وأشارت التقارير إلى أن عدداً من مهندسي مايكروسوفت المشاركين في المشروع هم من خريجي الوحدة 8200، مما ساهم في تسهيل التعاون، بينما اعتبر شاريئيل المشروع "ثورة في التعامل مع الساحة الفلسطينية"، خصوصًا بعد موجة عمليات الطعن عام 2015، حيث اعتمدت العقيدة الأمنية على مراقبة شاملة "للجميع، طوال الوقت". ورغم تحذيرات من وزارة العدل الأميركية حول احتمال تعرّض الشركة لملاحقات قانونية أوروبية في حال ثبوت انتهاكات لحقوق الإنسان، استمرّت الشراكة، التي قدّرت مايكروسوفت أرباحها بنحو مئات ملايين الدولارات خلال خمس سنوات. وبعد اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول 2023، اتسع نطاق المشروع ليشمل القطاع، حيث أصبحت قاعدة البيانات "أداة مركزية" في العمليات الإسرائيلية، وسط تأكيدات بأن هذه المنظومة ستبقى في قلب الحملة العسكرية لفترة طويلة. ورغم اعتراض بعض الضباط داخل الوحدة على تكاليف التخزين في خوادم خارج إسرائيل، واعتبارات أمنية تتعلق بالبيانات الحساسة، أصرّت قيادة الوحدة على المضي قدمًا، ونقلت ما يصل إلى 70% من معلوماتها، بما فيها "السرية للغاية"، إلى منصة Azure. الوثائق المسرّبة أظهرت أن إدارة مايكروسوفت كانت مدركة تمامًا لحجم التعاون، رغم عدم الإشارة صراحة إلى الفلسطينيين كأهداف مراقبة، ووصفت داخليًا الوحدة 8200 بأنها "فرصة تجارية استثنائية"، فيما اعتبر ناديلا هذا التعاون بمثابة "لحظة تاريخية" في تاريخ Azure. وفيما تتصاعد الضغوط الحقوقية والشعبية على الشركة، نفت مايكروسوفت في بيان لها وجود أدلة على استخدام تقنياتها لإيذاء المدنيين، ووصفت دعمها لإسرائيل بأنه "مساعدة طارئة محدودة" بعد هجمات 7 تشرين الأول، لكنها لم تُجب بشكل مباشر على تفاصيل ما ورد في الوثائق المسرّبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store