
خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع
تاريخ النشر : 2025-06-23 - 12:30 pm
ليست كنيسة مار إلياس أول بيتٍ من بيوت الله يطالُه الإرهاب التكفيري في سوريا، لكنّها اليوم شاهدٌ دامٍ على أن نار الكراهية ما زالت تتغذى من فكرٍ متوحّش، لا يعرف من الدين سوى اسمه، ولا من الإيمان سوى زيف الشعارات.
في وضح النهار، فجّروا الكنيسة، وانهارت حجارة الصلاة، وتلطّخت جدران القداسة بدماء الأبرياء. فعلوا ذلك بلا خجل، بلا خوف، بلا رجفة في الجفن. لا لأنهم أقوياء، بل لأنهم تحوّلوا إلى أدوات عمياء، تحرّكها جهات معلومة ومموّلة، لا ترى في الإنسان سوى "مرتد' أو "عدو' أو "هدف مشروع'.
أيُّ عقل مريض هذا الذي يرى في تفجير كنيسة عملًا "جهاديًا'؟
أيّ يدٍ مجرمة تلك التي تُشهر سلاحها في وجه مصلّين، لا مقاتلين؟
من الذي يضيق بالصلاة سوى الشياطين؟ من الذي يخاف نور الإيمان سوى الظلاميين؟
سوريا لا تحتمل المزيد من الدم… والرئيس الشرع أمام امتحان الكرامة
اليوم، يقف الرئيس السوري أحمد الشرع أمام امتحان وطني وأخلاقي لا يُشبه سواه.
التفجير التكفيري الذي ضرب كنيسة مار إلياس ليس حدثًا عابرًا، بل إنذار حقيقي بأن سرطان التطرف ما زال حيًّا، ويضرب في العمق، ويتسلّل إلى حياة السوريين وهم يحاولون النهوض من سنوات الحرب والدمار.
الرئيس الشرع مطالبٌ اليوم بموقف واضح، صارم، لا رمادي فيه، موقف يُعلن فيه بكل صراحة أن زمن التهاون مع الفكر التكفيري قد انتهى، وأن سوريا الجديدة لا يمكن أن تُبنى ما لم تُجتثّ جذور هذا الفكر من العمق.
عليه أن يبدأ بتفكيك البنية الفكرية للتكفير من أساسها، لا من مظاهرها فقط، وأن يلاحق المنابر التي تزرع الكراهية باسم الدين أينما وُجدت، سواء كانت على المنصات أو في المساجد أو في الإعلام أو في التعليم.
المطلوب أيضًا محاسبة كل من يحرّض أو يبرّر أو يغضّ الطرف عن هذا الفكر، سواء حمل السلاح أو اكتفى بالكلمة، لأن الكلمة المسمومة قد تقتل كما تفعل القنبلة.
كما أن عليه أن يعيد الاعتبار لوحدة سوريا الوطنية، من خلال تجريم الطائفية قولًا وفعلًا، وعدم السماح بتحويل الانتماء الديني أو المذهبي إلى وسيلة للتمييز أو التحريض أو الإقصاء.
لا مصالحة مع القتلة… ولا تسامح مع من يكفّر شركاء الوطن
ما حدث في مار الياس ليس مجرّد اعتداء على كنيسة، بل ضربة جبانة لمجتمع يريد أن يتعافى، وأن ينهض على قاعدة التنوّع والعيش المشترك.
من يعتقد أن سوريا ستعود إلى حضنها الطبيعي بالتغاضي عن جرائم التكفيريين، فهو يُسهم في تمزيقها من جديد.
على الرئيس أحمد الشرع أن يختار إما أن يكون قائدًا لكل السوريين، وحاميًا لوطنٍ تعدديّ لا مكان فيه للتكفير،
أو أن يضيّع الفرصة التاريخية، ويترك الشياطين تعبث تحت عباءة "الاستقرار الموهوم'.
اسعد نمور
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 24 دقائق
- الوكيل
الملك يعزي الرئيس السوري
الوكيل الإخباري- بعث جلالة الملك عبدﷲ الثاني، برقية تعزية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، وأودى بحياة مدنيين أبرياء وتسبب بإصابة آخرين. اضافة اعلان وأعرب جلالته في البرقية باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها، عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب سوريا في مواجهة جميع أشكال الإرهاب والتطرف.


جفرا نيوز
منذ 30 دقائق
- جفرا نيوز
الملك يعزي الشرع
جفرا نيوز - قدم جلالة الملك عبدالله الثاني، التعازي للرئيس السوري أحمد الشرع بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق.

سرايا الإخبارية
منذ 34 دقائق
- سرايا الإخبارية
الملك يعزي الرئيس السوري بضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة في دمشق
سرايا - بعث جلالة الملك عبدﷲ الثاني، برقية تعزية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، وأودى بحياة مدنيين أبرياء وتسبب بإصابة آخرين. وأعرب جلالته في البرقية باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها، عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب سوريا في مواجهة جميع أشكال الإرهاب والتطرف. كما بعث جلالته برقية تعزية مماثلة إلى غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي. المملكة