logo
على أنشطة الصين.. تايوان تبدأ أكبر تدريبات عسكرية سنوية

على أنشطة الصين.. تايوان تبدأ أكبر تدريبات عسكرية سنوية

الوئام٠٦-٠٤-٢٠٢٥

أفادت صحيفة 'تايبيه تايمز' التايوانية، اليوم الأحد بأن مناورات 'هان كوانج' العسكرية، التي تُعد أكبر تدريبات سنوية في تايوان، بدأت مساء أمس السبت.
وأشار الخبراء إلى أن هذه التدريبات، التي تمتد على مدار 14 يومًا، تعتبر ردًا على الأنشطة المتزايدة للصين في 'المنطقة الرمادية' وقدرتها على شن غزو شامل لتايوان.
تضمنت المناورات هذا العام محاكاة حربية بمساعدة الكمبيوتر على مدار الساعة باستخدام منصة 'محاكاة على مستوى المسرح المشترك' التي طورتها الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تشمل التدريبات بالذخيرة الحية في الفترة بين 9 و18 يوليو.
اقرأ أيضًا: عواصف وفيضانات مدمرة في أمريكا.. 16 قتيلاً وتحذيرات من المزيد
وأوضح الميجور جنرال تونج تشي هسينج، مدير إدارة التخطيط للعمليات المشتركة بوزارة الدفاع الوطني، أن الهدف من التدريبات هو محاكاة تصاعد الأنشطة العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني إلى مرحلة الهجوم على تايوان.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء الماضي، أشار تونج إلى أن مناورات 'هان كوانج' ستتضمن أيضًا محاكاة لأنشطة 'المنطقة الرمادية' لجيش التحرير الشعبي، وهي عمليات استفزازية أو عدوانية تقع بين الأنشطة العسكرية الخفيفة والصراع المباشر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة تسرع وتيرة تسليم الأسلحة إلى تايوان وسط تزايد التهديد بالغزو الصيني
الولايات المتحدة تسرع وتيرة تسليم الأسلحة إلى تايوان وسط تزايد التهديد بالغزو الصيني

الدفاع العربي

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الدفاع العربي

الولايات المتحدة تسرع وتيرة تسليم الأسلحة إلى تايوان وسط تزايد التهديد بالغزو الصيني

الولايات المتحدة تسرع وتيرة تسليم الأسلحة إلى تايوان وسط تزايد التهديد بالغزو الصيني وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة تايبيه تايمز في 6 مايو 2025، وأكدتها وزارة الدفاع الوطني التايوانية، سرّعت الولايات المتحدة . بشكل ملحوظ تسليم المعدات العسكرية المتطورة التي اشترتها تايوان. تعكس هذه الخطوة قلق الولايات المتحدة . المتزايد إزاء تصاعد تهديد العدوان العسكري من جمهورية الصين الشعبية، وهي جزء من جهود واشنطن الاستراتيجية لردع أي غزو صيني محتمل لتايوان. كجزء من اتفاقية مشتريات دفاعية متعددة السنوات بين تايوان والولايات المتحدة، بقيمة 32.52 مليار دولار تايواني جديد . (حوالي 1.08 مليار دولار أمريكي)، بدأت تايوان باستلام المكونات الرئيسية للحزمة الدفاعية قبل الموعد المحدد بكثير. في 7 يناير 2025، استلمت تايوان 16 نظامًا صاروخيًا تكتيكيًا للجيش من طراز MGM-140 ( ATACMS )، مما يمثل الدفعة الأولى . من الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى القادرة على ضرب الأصول الاستراتيجية لجيش التحرير الشعبي الصيني على بعد يصل إلى 300 كيلومتر. صممت هذه الصواريخ لتعزيز قدرة تايوان على تحييد القواعد الجوية ومواقع الصواريخ والبنية التحتية القيادية في حالة نشوب أعمال عدائية. حزمة الأسلحة الأوسع نطاقًا تشمل حزمة الأسلحة الأوسع نطاقًا أيضًا 84 صاروخًا من طراز ATACMS، و29 نظامًا صاروخيًا مدفعيًا عالي الحركة . من طراز M142 ( HIMARS )، و64 صاروخًا دقيق التوجيه، وجهازي محاكاة تدريب. وقد تم تسليم إحدى عشرة وحدة من نظام HIMARS مع أجهزة المحاكاة في وقت مبكر من سبتمبر 2024. كما تتضمن الصفقة 38 دبابة . قتال رئيسية من طراز M1A2T Abrams ، مصممة خصيصًا لتلائم تضاريس تايوان واحتياجاتها الدفاعية. وقد دخلت الوحدات الأولى الخدمة بالفعل. كما وصلت خمس مركبات إطلاق لنظام صواريخ هاربون المضاد للسفن الساحلي، مما يعزز قدرات تايوان الدفاعية الساحلية. ومن المقرر تسليم شحنات إضافية – تشمل 18 وحدة أخرى من نظام HIMARS، و20 نظام ATACMS، وأكثر من 800 صاروخ موجه – حتى عام 2027. تأتي عمليات تسليم الأسلحة هذه في خضم ضغوط عسكرية متزايدة من بكين. في 25 أبريل/نيسان 2025، أبلغت تايوان عن توغل. كبير شاركت فيه 27 طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني و9 سفن بحرية صينية تعمل بالقرب من الجزيرة. عبرت 14 طائرة الخط الأوسط لمضيق تايوان، منتهكة بذلك القواعد المعمول بها منذ فترة طويلة، ودخلت قطاعات متعددة . من منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ). وشاركت في هذه المناورة طائرات مقاتلة متطورة من طراز J-16 . ومنصات إنذار مبكر محمولة جواً من طراز KJ-500، مما يشير إلى محاكاة لهجوم منسق. مناورة عسكرية صينية واسعة النطاق في وقت سابق، في الأول من أبريل، أطلقت الصين مناورة عسكرية واسعة النطاق متعددة الفروع حول تايوان. وشاركت في المناورة . مجموعة حاملة الطائرات الضاربة شاندونغ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، والتي اقتربت لمسافة 24 ميلًا بحريًا من الساحل الشرقي لتايوان. وهو أقرب اقتراب لمجموعة حاملة طائرات صينية حتى الآن. وحاكت هذه التدريبات حصارًا مشتركًا وعمليات هجوم برمائي، مما سلّط الضوء على قدرة بكين ونيتها المحتملة لفرض تطويق . عسكري أو شنّ غزو إذا لزم الأمر. أثار التعزيز العسكري السريع للصين وحزمها ردود فعل قوية في واشنطن. في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب. الذي أُعيد انتخابه في يناير 2025، اعتمدت الولايات المتحدة موقفًا عسكريًا أكثر حزمًا ومباشرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأعادت إدارة ترامب تنشيط مبادرة الردع في المحيط الهادئ، مما زاد بشكل كبير التمويل المخصص لتوسيع القوات المنتشرة . مسبقًا وتعزيز الجاهزية القتالية في جميع أنحاء المنطقة. وبرز أمن تايوان كركيزة أساسية في استراتيجية الإدارة لمواجهة التوسع الصيني. القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ عززت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ انتشار فرق العمل متعددة المجالات (MDTFs)، وهي وحدات مصممة . خصيصًا للبيئات عالية الخطورة، وتدمج بين إطلاق النيران الدقيق بعيد المدى، والعمليات السيبرانية، والدفاع الجوي، والحرب الإلكترونية. وتتمركز هذه القوات الآن في أنحاء غوام واليابان والفلبين، مما يُنشئ قوسًا متقدمًا للعمليات قادر على الاستجابة السريعة لأي أزمة تتعلق بتايوان. علاوة على ذلك، وسّعت الولايات المتحدة نطاق تبادل المعلومات الاستخباراتية. وكثّفت التدريب العسكري المشترك مع القوات التايوانية لتحسين التوافق التشغيلي. كما تكثفت عمليات البحرية الأمريكية في مضيق تايوان، مما عزز حرية الملاحة وتحدى محاولات الصين لعسكرة الممر البحري. وقد أنشأت الولايات المتحدة سلاسل لوجستية متينة، ووفرت الإمدادات مسبقًا عبر قواعدها في . المحيط الهادئ، استعدادًا لإرسال تعزيزات سريعة في حال حدوث أي تصعيد. يبرز هذا التقارب بين تسارع تسليم الأسلحة الأمريكية وتكثيف التموضع العسكري الصيني الانقسامَ المتعمق بين طموحات بكين الإقليمية. والجهود التي تقودها الولايات المتحدة للحفاظ على منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرةً ومفتوحةً. تقف تايوان الآن في قلب هذه المواجهة الاستراتيجية، معززةً بشكل متزايد، ومدعومة دبلوماسيًا، وعازمةً على الدفاع . عن سيادتها ضد التهديدات الخارجية. الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook

لماذا تتراجع العلمانية في تركيا؟
لماذا تتراجع العلمانية في تركيا؟

Independent عربية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

لماذا تتراجع العلمانية في تركيا؟

لعل كثيراً من متابعي الصحافة الغربية لاحظوا في الأعوام الكثيرة الأخيرة أن باحثين غربيين في شؤون الإسلام والإسلام السياسي يؤثِرون بل ويروجون نسخة معينة من الإسلام على ما عداها، هي نسخته الصوفية، التي تبدو لهم روحانية، مشغولة بالآخرة عن الدنيا، خلافاً لنسخ جماعات من قبيل "داعش" و"القاعدة"، ومن قبلهما "الإخوان المسلمون"، فهذه تزاحمهم على الدنيا بل تقاتلهم عليها، فضلاً عن رؤيتهم من جهتها نظرة عدائية تجاه الآخر. ولعل كثيراً أيضاً من كتاب الغرب ينظرون إلى تركيا – قبل مرحلة أردوغان في الأقل - باعتبارها نموذجاً للتصالح بين الإسلام والعلمانية والليبرالية. ويأتي كتاب جديد لصحافي مخضرم هو ديفيد تونج ليلقي شكوكاً عميقة على كلتا الفكرتين. صدر الكتاب حديثاً بعنوان "قبضة الإسلام الباقية في تركيا: إحياء الطرق الدينية وصعود أردوغان"، وقد قضى تونج أكثر من نصف حياته في تركيا مراسلاً لصحف "غارديان" و"أوبزرفر" و"فايننشال تايمز" وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في فترات مختلفة، فمن طول معايشة الكاتب لتركيا يكتسب الكتاب أهمية أكيدة. تكتب ليزا أندرسن في استعراضها للكتاب (فورين أفيرز- مايو/ أيار – يونيو/ حزيران 2025) أن السياسة في تركيا "غالباً ما تُصوَّر باعتبارها صراعاً بين العلمانية الموالية للغرب التي تبناها المؤسس التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك، والبعث الإسلامي السني الأحادي اللون الذي يتجسد في الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية). ويكشف تونج الديناميات المعقدة الكامنة وراء قبضة حزب "العدالة والتنمية" على السلطة السياسية وعمق الالتزام الديني الهائل التنوع الذي صمد أمام محاولات الإصلاحيين في القرن الـ19 فصل الدين عن السياسة". تشير أندرسن أيضاً إلى أن حقبة الحرب الباردة، بعدائها للشيوعية، كانت تؤثر التدين، فـ"شهدت هذه الفترة إحياء الكثير من الطرق الصوفية... ومع تلاشي وعد الاندماج في أوروبا بنهاية الحرب الباردة، ازداد الإسلام السياسي جاذبية، مهيئاً المسرح لصعود أردوغان وحزب العدالة والتنمية عام 2002، ويقنعنا تونج بأن الطرق الدينية ملمح دائم في السياسة والحياة العامة في تركيا". كتب بيتر فرانكوبان أستاذ التاريخ العالمي بجامعة أكسفورد مستعرضاً الكتاب (فايننشال تايمز التاسع من يناير 'كانون الثاني' 2025) أن ديفيد تونج يذكِّرنا في كتابه الممتاز بمقولة أن "هذا قرن تركيا"، وليست هذه المقولة الواثقة تصريحاً من تونج نفسه وإنما هي "تصريح الرجل المسيطر على المسرح التركي على مدى العقدين الماضيين: أي رجب طيب أردوغان. يقول تونج إن أردوغان تعهد بعد إعادة انتخابه عام 2023 بأن تركيا 'بعد التخلص من الوصاية الأجنبية' سوف تصبح 'من أكبر 10 بلاد في العالم في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والعسكرية والدبلوماسية وجميع المجالات'". يشير فرانكوبان إلى أن تونج يسعى في كتاب "قبضة الإسلام" إلى إيضاح الروابط التي تشد لحمة تركيا، فينصب تركيزه على "الإسلام السني بصفة عامة، والطرق الصوفية بصفة خاصة" باعتبار كليهما جزءاً لا يتجزأ في "ثقافة الأتراك اليوم". و"قد يُدهش الكثير من هذه الصورة التي يرسمها تونج. فمنذ انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1922، باتت تركيا في كثير من الأحيان مرادفة للاتجاه إلى العلمنة، والليبرالية الدينية... ولم يجسِّد أحد ذلك بقدر ما جسّده أتاتورك الذي قاد تركيا في أعقاب صدمات الحرب العالمية الأولى وتفكيك الإمبراطورية القديمة على أيدي القوى الأوروبية المنتصرة، كان أتاتورك عازماً على المضي بالأتراك إلى العصر الحديث، ورأى الدين ورجاله يعترضون طريق إصلاحاته". يذهب تونج في ما يرى فرانكوبان إلى أن القرن الماضي – على رغم المظاهر- لم يشهد انحداراً للدين في المجتمع التركي، وإنما العكس فـ'تركيا الجديدة في ظل حكم أردوغان ليست إحياءً للعثمانية وإنما هي العثمانية القديمة'، فقد استُعيد الإسلام السني، ببطء ولكن في ثبات، ليتولى دوره بوصفه عنصراً مركزياً في هوية الشعب الثقافية، وكانت الطريقة النقشبندية بشتى فروعها في صلب هذا البعث... فرسخت أقدامها في شتى المؤسسات التركية". والطرق (tarikats) بحسب تعريف الكاتب هي "أنظمة دينية مؤسسة بهدف البحث عن الحقيقة الإلهية، وهي جزء من الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية منذ قرون". ويرى تونج أن للطرق الصوفية اليوم قبضة هائلة على الدولة، وهي قادرة على حشد الملايين، وكثيراً ما تحشدهم فعلياً، سواء في انتخابات أو تظاهرات أو للتعبير عن رأي، ولأعلام هذه الطرق مصالحهم التجارية المتشابكة التي غالباً ما تعززها روابط عائلية وثيقة". "وكما أن للنقشبندية نفوذاً كبيراً في تركيا، فإن تأثيرها كبير خارجها، ويرجع ذلك جزئياً إلى انتشار جاليات تركية كبيرة في العالم، ويرجع أيضاً إلى بذل الطريقة جهداً وطاقة كبيرين لإقامة بنية أساسية واستثمارية تمتد من آسيا الوسطى إلى البلقان، ومن كولونيا إلى بروكلين، ويوضح تونج أن بين الجماعات النقشبندية المختلفة تنافساً على قلوب الأتباع وعقولهم، وكذلك على جيوبهم وعلى أروقة السلطة، وقد فهم أردوغان هذا، فأشاد بزعمائها الروحيين، وحضر جنائزهم، وألقى خطباً تتواءم مع رسائلهم، وأقام بذلك قاعدة قوية لا تُقهر". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي حين يرى تونج أن للتدين في ذاته جاذبية هي من أهم أسباب قوة هذه الدعوة، فإنه يرى أيضاً أن قوة هذه الطرق كبدت تركيا ثمناً باهظاً، إذ "استوجبت تقديم نسخة متشددة من الإسلام السني في المدارس التي تلقى فيها الداروينية اعتراضات مستمرة، أو كأن يقول كبار المفكرين إن مشاهدة التلفزيون أضر من 'الجلوس مع ثعبان'"، ويحق للقارئ، ولا أعني القارئ الغربي فقط، أن يرتبك أمام هذا الجمع بين الصوفية و"التشدد"، أو ينتبه إليه في الأقل. يشير فرانكوبان إلى أن أخطر وأوضح أمثلة "الثمن الباهظ" يتمثل في ما جرى عام 2016 حينما وقعت محاولة انقلابية شاملة، إذ قامت طائرات إف-16 تابعة لسلاح الجو التركي بقصف القصر الرئاسي. "وتوجه اللوم بالكامل إلى محمد فتح الله غولن، الذي كان يبدو لكثير في الغرب 'مثالاً للإسلام السمح، ورمزاً للاستنارة الإسلامية' وكانت الحكومة قبيل محاولة الانقلاب قد اعتبرت حركته منظمة إرهابية، وكان غولن، الذي مات في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مقرباً ذات يوم من أردوغان، ثم انتقل إثر خلاف حاد إلى المنفى في الولايات المتحدة فأشرف فيها على إمبراطورية بمليارات الدولارات، تضم مئات المدارس وعشرات المؤسسات الصحية والنقابات العمالية وغيرها". جعل فرانسيس جيلز الزميل الزائر لكلية لندن للكتاب من استعراضه للكتاب (ذي آراب ويكيلي الـ18 من مارس 'آذار' 2025) نقداً صريحاً للغرب وتصوراته التي أوهم بها نفسه عن تركيا وغيرها، فيستهله بقوله إن تركيا اليوم تجسيد لـ"خطأ القول إنه لا بد من دفن الإسلام من أجل إقامة مجتمع حديث". "لقد وضع الدبلوماسيون الغربيون -منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- سردية تظهر تركيا بلداً ديمقراطياً يتجه إلى الغرب، تلك كانت حقبة الحرب الباردة حيث بدا موائماً للأيديولوجية الغربية أن تنظر إلى البلد ذي الموقع الجغرافي المهم لأمن أميركا وأوروبا الغربية باعتباره نموذجاً لتوافق الإسلام مع الديمقراطية البرلمانية". "دونما نظر إلى الانقلابات العسكرية المتواترة التي درجت على اعتقال المسؤولين والنواب المنتخبين، وتعذيب الخصوم على نطاق واسع، وتقييد حرية الصحافة، وحتى حينما كانت تركيا تخضع لحكومات منتخبة، كان الجيش التركي القوي ذو الامتيازات الكثيرة يظل فارضاً رقابته على المدنيين، بل لقد كثر الحديث عن دولة عميقة يخشاها الأتراك... ويأتي مؤلف هذا الكتاب ليقدم بديلاً مفيداً لما ترسخ من أفكار في شأن تركيا، طارحاً للمرة الأولى باللغة الإنجليزية قصة عن الطرق الدينية التي ترجع أصولها إلى العصر العثماني وكيف أنها تسيطر على مستقبل تركيا وتحدده، وهي الجارة الغريبة لأوروبا والقوة الكبيرة في شرق المتوسط". يكتب فرانسيس جيلز أن مؤلف الكتاب عرف تركيا على مدى 60 عاماً عمل فيها مراسلاً لصحف غربية ثم مستشاراً مقيماً في إسطنبول، وأنه يتكلم التركية بطلاقة، ثم إن جيلز يكاشف قراءه بعلاقة تربطه بمؤلف الكتاب فيقول "ولا بد أن أعلن الآن أن لي مصلحة هنا، فقد تعرفت على تركيا عام 1980 من خلال ديفيد تونج حينما كنا نعمل معاً لـ'فايننشال تايمز'، وقد وافقت الكاتب في بعض آرائه في تركيا، لكنني حتى في ذلك الماضي كنت أرى غطرسة اعتقاد الغرب بتفوقه حضارياً وأرى أن هذا الاعتقاد هو الذي عصب عينيه في شمال أفريقيا، وهي المنطقة الجغرافية التي كنت متخصصاً فيها آنذاك، وأعمته عن الثقل الدائم للتاريخ والأنثروبولوجيا، تونج الآن يتكلم عن انتهاء الوصاية الغربية، ولقد انتهت هذه الوصاية الآن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فتركت كثيراً من ساسة الغرب وإعلامه في حيرة من أمرهم، عاجزين عن الفهم، ناهيكم عن صياغة سياسة". ولعل فرانسيس جيلز يبدد شيئاً من حيرة القارئ إزاء هذا الربط بين الصوفية والتشدد في تركيا حينما يقول إن "الولايات المتحدة تدفع ثمن عماها، وكذلك القوى الاستعمارية السابقة، من قبيل فرنسا وبريطانيا اللتين أدى توغلهما العميق في قلب أرض الإسلام إلى تشكيل روح عداء للغرب في أعماق الطريقة النقشبندية وهي من أعظم الطرق الإسلامية وأقواها اليوم في تركيا، ويندهش الكتاب الغربيون من قوة هذه الطرق الإسلامية في الشرق الأوسط، متعمدين تناسي تاريخ القسوة التي فرضوها على ملايين المسلمين في القرنين الـ19 والـ20. وما هذا غير مثال من أمثلة كثيرة على الأمية التاريخية التي تعانيها النخب الغربية التي لا يتجاوز التاريخ عندها ما جرى في العقد الماضي أو نحوه". يكتب ديفيد تونج أنه "قد ولَّت الآمال التي خرجت من رحم صدمة ما بعد الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 بأن تكون الجمهورية التي صاغها أتاتورك هي المثال المقتدى به في امتزاج الإسلام بالحداثة كما وصفها حلفاء تركيا الغربيون، لقد كانت تلك الجمهورية في نظر مقاتلي الحرب الباردة والليبراليين نموذجاً لإمكانية وضرورة إبعاد الإسلام عن السياسة، فهي بديل تقدمي لخطاب 'القاعدة' و'داعش'". ويؤكد فرانسيس جيلز هذا بقوله إن العلمانية في تركيا "تعيش تراجعاً تاماً بدأ قبل نصف قرن، بل قبل انضمام تركيا إلى حلف شمال الأطلسي عام 1950. ويسرد تونج بالتفصيل كيف أنه على رغم تعاقب الحكومات التركية ظل ثابت واحد مستمراً فيها وهو تقدم الإسلام باطراد. إذ يصف تونج كيف استطاعت فرق فرعية من النقشبندية أن تشق طريقها راجعة إلى الجيش والاقتصاد والتعليم، ولو أن هذه التفاصيل قد تكون أحياناً أشد تعقيداً من أن يدركها القارئ ذو الاهتمام بتركيا، وليس فتح الله غولن 'استثناءً من هذه العملية' ولكن الأميركيين -حسبما يؤكد تونج- أساءوا فهمه تماماً، بسبب أن واشنطن بعد الـ11 من سبتمبر كانت تبحث عن صوت إسلامي يمثل التسامح والحوار وبدت حركة غولن في ذلك الوقت مناسبة تماماً، بل لقد بدت على قول دبلوماسي أميركي آنذاك 'أفضل من أن تكون حقيقة'". ينقل فرانسيس جيلز عن تونج قوله إن "الإسلام في الإمبراطورية العثمانية كان 'ثرياً وعميقاً ومتنوعاً، فقد كان العلماء الدارسون الباحثون، والمثقفون من أهل المدن، والحرفيون والتجار في المدن الصغيرة بطوائفها الحرفية الباقية من القرون الوسطى، والمجتمعات الريفية، يتبعون جميعاً أشكالاً مختلفة من الإسلام السني، ويتفاعلون في الوقت نفسه مع إخوانهم العلويين ومع أقليات الأرمن واليونانيين واليهود'، ولكن نطاق الإسلام اليوم ضاق وتقلص، وأصبح العرض الثقافي الذي تطرحه الصوفية أضيق أيضاً". ويعلق فرانسيس جيلز، "ولكن على المرء ألا ينسى أن اختفاء الأقليات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو إلى حد كبير للغاية نتيجة للسياسات الاستعمارية ولإنشاء دولة إسرائيل، إذ أدى هذا وذاك إلى ترويج شكل من الدين العرقي لا يتسامح مع الآخر مثلما كانت الحال قبل قرن من الزمن". قد يكون مفاجئاً للقارئ أن النقشبندية لم تعد مرادفاً للصوفية، ولكن هذا ما يلمح إليه بيتر فرانكوبان إذ ينهي مقاله بأن تونج يخلص من تنقله البارع بين أشواك السياسة والهوية والمعتقدات الروحية في تركيا إلى نتيجة مؤسفة مفادها أن رحابة الإسلام في تركيا اليوم تتقلص مع إفساح الصوفية والطيبة مجالاً لرؤية العالم النقشبندية المنتشرة بين جميع الجماعات الصاخبة غير المتسامحة، ثم إنه يحذر قائلاً إن "تركيا أكبر من أردوغان، و'تركيا الجديدة تتخذ من النقشبندية أساساً لها'، ولدى النقشبندية هياكل عريضة ومنتشرة وقوية، و'الملايين من الأتباع الذين سيكونون متأهبين لتشكيل معالم تركيا ما بعد العلمانية'، وهذا أمر لا بد من استيعابه، سواء كان قرننا هذا هو القرن التركي أم لا، لقد برع تونج في مهمته بتذكيرنا أن المهم في التاريخ ليس الأفراد وإنما المؤسسات التي توفر أعمدة تقوم عليها السلطة". وينهي فرانسيس جيلز قراءته للكتاب بقوله إن تونج "يقدم دليلاً مفيداً لما ينبغي أن يعرفه ويفهمه قادة الغرب وإعلامه عن البلد، وما يصدق في حق تركيا يصدق في حق دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فجهل غالبية الكتاب الغربيين -ناهيكم بالدبلوماسيين- الذين لا يفقهون التركية ولا العربية، ناهيكم بغيرهما من اللغات، أصدق دليل على الغطرسة الغربية المستمرة على رغم فقدان أميركا وأوروبا للنفوذ الاقتصادي والدبلوماسي، ولذلك يجب أن تروج قراءة هذا الكتاب بين من يتعاملون مع تركيا من الغربيين، وبخاصة أن كثيراً منهم يوهمون أنفسهم بأن تركيا قد ترجع إلى طبيعتها -إن أمكن القول- بعد أن يترك أردوغان السلطة". العنوان: The Enduring Hold of Islam in Turkey: The Revival of the Religious Orders and Rise of Erdogan تأليف: David S. Tonge الناشر: Hurst

ما دلالات المناورات الجوية الأولى بين مصر والصين؟
ما دلالات المناورات الجوية الأولى بين مصر والصين؟

Independent عربية

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

ما دلالات المناورات الجوية الأولى بين مصر والصين؟

أثار إعلان أول مناورة جوية مشتركة بين الصين ومصر، وهو مستوى غير مسبوق من التعاون العسكري بين البلدين، التي أطلق عليها "نسر الحضارة 2025" كثيراً من التساؤلات حول دلالات هذا التحرك في ظل التوتر الإقليمي بالشرق الأوسط، ومساعي بكين لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة في تحوّل عن سياسة الاكتفاء بالصعود الاقتصادي السلمي. وبينما يجمع مراقبون على أن هذا التدريب الذي تستضيفه مصر يأتي ضمن خطة التدريبات السنوية المشتركة والأنشطة التدريبية للقوات المسلحة، التي شملت العام الماضي 58 تدريباً ونشاطاً تدريبياً مشتركاً، منها 48 داخل مصر و10 تدريبات خارج الحدود المصرية، فإن دلالات نوعية هذا التدريب وتوقيته مع الصين يشيران إلى نقطة تحوّل في مسار تطوير قدرات وأسلحة الجيش المصري خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بسلاح الجو، الذي تعمل الولايات المتحدة على ضمان تفوق إسرائيل به على المستوى الإقليمي، وقبل ذلك تفوق واشنطن وحلفائها جوياً على المستوى العالمي. وشرعت الصين ومصر في إجراء أول مناورة جوية مشتركة بينهما، أُطلق عليها اسم "نسر الحضارة 2025" انطلقت منتصف أبريل (نيسان) الجاري، ومن المقرر أن تستمر حتى أوائل مايو (أيار) المقبل، إذ تنفذ القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني، التي تحتل ثالث أكبر قوة جوية في العالم، بالتعاون مع القوات الجوية المصرية طلعات جوية مُنسقة وتدريبات تكتيكية. مراقبون تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" اعتبروا أن المناورة، التي وصفتها وزارة الدفاع الوطني الصينية بأنها "خطوة لتشجيع التعاون العملي، وتوطيد الصداقة والثقة المتبادلة"، تُمثل لحظة مهمة في تطور العلاقات بين بكين والقاهرة، وتؤكد حضورها العسكري في المنطقة، وبصمتها على المستوى الإستراتيجي. كذلك أكدت وزارة الدفاع الوطني الصينية وصول مفرزة من سلاح الجو الصيني إلى مصر، مع هبوط خمس طائرات نقل من طراز "شيآن واي - 20 كونبينج" في الأقل في القاهرة لدعم المناورات، صُممت هذه المناورات لتعزيز التوافق التشغيلي وتبادل الخبرات في القتال الجوي والتكتيكات الحديثة، علماً أن التفاصيل الدقيقة حول أنواع الطائرات المقاتلة المشاركة أو المواقع الدقيقة للتدريب غير معلنة. دلالات عسكرية ورسائل سياسية كامنة من جانبها علقت بعض التقارير الصحافية الأميركية والإسرائيلية حول هذه المناورات، إذ قالت مجلة "نيوزويك" الأميركية إن الجيش الصيني يستعرض عضلاته في الشرق الأوسط وسط الغارات الجوية الأميركية، مضيفة "رُصدت طائرات النقل العسكرية الصينية فوق البحر الأحمر، حيث تُشارك حاملة الطائرات الأميركية 'هاري أس ترومان' في حملة قصف ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وشنت شقيقتها، حاملة الطائرات 'كارل فينسون' غارات جوية من بحر العرب". وأشار موقع "المونيتور" الأميركي إلى أن تقارير استخباراتية كشفت في وقت سابق عن إعلان بكين المناورات عن "جسر جوي" ناشئ بين الصين ومصر. والأسبوع الماضي أشارت تقارير عدة إلى أن ما لا يقل عن خمس طائرات نقل عسكرية من طراز شيآن Y-20 تابعة لسلاح الجو الصيني هبطت في مواقع مختلفة في مصر، مضيفاً "إذا غيّرت الولايات المتحدة سياستها ووفرت تحديثات لطائرات 'أف 16'، فإن القاهرة سترحب بذلك، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإن مصر متأكدة من وجود بدائل أمامها". وفي تقريرها، قالت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الحكومية "إن القوات الجوية الصينية والمصرية تتقاسمان بعض أساليب التدريب والتكتيكات المماثلة، وقد يمهّد التدريب المشترك الطريق للتعاون المحتمل في مجال المعدات في المستقبل". يقول نائب مدير الاستخبارات الحربية المصرية سابقاً، اللواء أحمد إبراهيم كامل، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، إن مناورات نسر الحضارة "تعكس ترقية وزيادة العلاقات العسكرية والتعاون العسكري بين مصر والصين خلال الفترة الماضية، منطقة الشرق الأوسط والعالم كله يمر بمرحلة عدم استقرار، وحرب اقتصادية عوضاً عن الحرب العسكرية بين الولايات المتحدة والصين، وبكين تنتهز فرصة تنامي العلاقات العسكرية مع مصر في شتى المجالات، وهذه العلاقات متنامية وتزداد رسوخاً حتى أصبحت شراكة إستراتيجية بين البلدين، وما يتم حالياً هو تفعيل لهذه الشراكة في المجال العسكري وعلى المستوى العملي". ويضيف كامل، "مصر حريصة على تنويع مصادر السلاح، وتطوير قواتها المسلحة في كل المجالات، وهناك عقد توريد طائرات صينية شبحية من الجيلين الرابع والخامس من طراز (جيه 9) الصينية، وهي تعادل الطائرة (أف 16) الأميركية الموجودة لدى مصر، ووجود المناورة دليل على التعاون العسكري، بخاصة في مجال القوات الجوية، لمعرفة قدرات وإمكانات هذه الطائرات ورفع الكفاءة القتالية واكتساب الخبرة والمهارات من خلال التدريب مع الطيارين الصينيين، لتسريع عملية استيعاب هذا النوع من الطائرات المتقدمة". وبحسب نائب مدير الاستخبارات الحربية المصرية فإن مصر في الوقت نفسه منفتحة على الحصول على منظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة (أتش كيو 9 بي)، التي تعادل أنظمة الدفاع الجوي الروسي (أس 300) وتتفوق عليها بقدراتها في مدى الاشتباك تتجاوز 300 كم وتعمل ضمن أجهزة تشويش ضد الصواريخ ومدى التحكم في ثمانية صواريخ صغيرة، بما يجعلها شبيهة بمنظومة (أس 400)، وحصول مصر على هذا النوع من التسليح يعزز فرص تسويق هذه الأسلحة الصينية في الشرق الأوسط". الباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن يرى أن المناورات الجارية الآن تعد تسويقاً للصين لمقاتلاتها الأكثر فتكاً J-10 وطائرات النقل العسكري Y-20، مشيراً إلى أنه في حال تعاقد مصر مع واحدة من هذه الطرازات يمكننا القول "إنه ستُدشن خطوط إنتاج في مصر للأسلحة الصينية أو بعض مكوناتها، وبالطبع نحن نتحدث عن أسلحة المستوى الأول، وفي هذا الأمر نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وتدشين جديد لواقع الجغرافيا السياسية بالمنطقة، الذي بدأ يتغير من أعوام بوتيرة متسارعة". تبعث مناورات نسر الحضارة برسائل واضحة وأخرى كامنة على المستويين الدولي والإقليمي في سياق عالمي مضطرب، وعليه يعتقد متخصص الشؤون الدولية مصطفى عيد إبراهيم أن هذه المناورات تُمثل فصلاً جديداً في العلاقات الصينية - المصرية، إذ تستند إلى التعاون البحري السابق، لكنها تتجه إلى مجال العمليات الجوية الأكثر تعقيداً، كذلك تأتي في ظل توتر العلاقات الأميركية مع دول العالم أجمع واحتمالية إعادة تشكيل التكتلات والتحالفات الدولية، وتعكس تحركات جديدة للصين بعد إنشائها القاعدة العسكرية الأولى لها خارج الصين في القرن الأفريقي في جيبوتي. ويصف إبراهيم المناورات بأنها "تحول تكتيكي عالٍ قد يتحول إلى إستراتيجي إذا ما أصرت الولايات المتحدة على سلوك نهجها الإقصائي للأطراف الدولية عامة والدول المحورية، وعلى رأسها مصر في الشرق الأوسط. الصين تواجه الولايات المتحدة بشدة على الصعيد الاقتصادي وتحاول أن توجه لها سهاماً في مناطق تعاملها التقليدية في الشرق الأوسط، بخاصة بالتعاون مع مصر التي كانت تتعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأكثر وثوقاً منذ 1979، وعليه إذا تحول هذا التكتيك إلى تعاون إستراتيجي فإن هذا يعني تحول دفة المنطقة إلى الشرق". وفي السياق ذاته، يعتبر اللواء أحمد إبراهيم كامل أن أهم الرسائل التي تبعثها مصر إلى الولايات المتحدة الأميركية في ظل التوتر في شأن القضية الفلسطينية، أنها "منفتحة على العالم كله لتطوير قواتها المسلحة، وأن اعتمادها على التسليح الأميركي لم يعد أمراً ذا أهمية قصوى في هذا الوقت"، لافتاً إلى أن واشنطن كانت تفرض عدداً من القيود على نوعيات معينة من الأسلحة، وبعض التكنولوجيا المتطورة كان عليها حظر تصدير خلال الأعوام السابقة، ومن ثم مصر تحصل على هذه التكنولوجيا المتطورة من دول أخرى، لتعزيز قدرات قواتها المسلحة في مواجهة تنامي القوة العسكرية الإسرائيلية، وتعهد الولايات المتحدة لإسرائيل بضمان تفوقها على جميع الدول العربية من الناحية العسكرية والتكنولوجية. نفوذ صيني متصاعد ويرى الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من المناطق الإستراتيجية للنفوذ الصيني المتصاعد خلال العقد الحالي، فهي المنطقة التى تتزوّد فيها الصين بنصف احتياجها من النفط، وهي المنطقة الأولى التي تتمركز فيها الصين عسكرياً، وبشكل علني في جيبوتي، وعليه فالحضور العسكري للصين يتنامى في هذه المنطقة الحرجة والمهمة إستراتيجياً، بخاصة إذا ما نظرنا إلى حركة الطيران العسكري الأميركي في المنطقة والآخذة بالانتشار الواسع في غالبية القواعد العسكرية الأميركية في الخليج العربي والأردن تحديداً، فهناك سيل من طائرات الـ C-5 و C-17يتحرك باتجاه قواعد المنطقة. الدافع الآخر، بحسب الباحث، يرتبط بتعزيز الصين حضورها البحري في المنطقة، تحديداً في خليج عدن، حيث تنفذ مدمرات صينية مهمات مرافقة السفن ومهمات الدعم والإسناد لقاعدتها قبالة باب المندب، ومن هنا ارتأت الحاجة إلى تعزيز الحضور الصيني جواً من خلال إطلاق مناورات جوية مع شريك إستراتيجي كمصر التى تتمتع بعلاقات إستراتيجية مع الصين على مختلف الصعد. تنظر الصين، التي تعهد زعيمها شي جينبينغ بتقديم تمويل بقيمة 51 مليار دولار لأفريقيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، إلى علاقتها مع مصر باعتبارها "شراكة إستراتيجية شاملة"، يتجه فيها البلدان نحو "عقد ذهبي"، وفي ظل اعتبار المعارض الدفاعية والأمنية والمناورات العسكرية أبرز السبل لتسويق صادرات الأسلحة، عوضاً عن ساحات الحرب، هكذا يتصوّر مصطفى عيد إبراهيم، متخصص الشؤون الدولية، لافتاً إلى أن هذه ستكون المرة الثانية التي ينتشر فيها الجيش الصيني في مصر منذ الصيف الماضي، عندما أرسل سبع طائرات مقاتلة من طراز J-10 تابعة لفريق استعراض جوي تابع للقوات الجوية، وطائرة نقل من طراز Y-20، إلى عرض جوي من أواخر أغسطس (آب) إلى أوائل سبتمبر (أيلول) 2024. وهذا الأسبوع، أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية مفتوحة المصدر وصول كثير من الطائرات العسكرية الصينية إلى مصر بما في ذلك خمس طائرات نقل عسكرية من طراز Y-20 في الأقل، إضافة إلى طائرة رادار واحدة من طراز KJ-500، وفقاً لمجلة "أفياشن وييك" المتخصصة. أما على مستوى الحضور العسكري الصيني عالمياً، فيرى عيد إبراهيم أن "هناك علاقة بين التمدد الاقتصادي والتمدد العسكري، فالولايات المتحدة توسعت في التمدد العسكري حتى نال من التمدد الاقتصادي وأنهك قواها، وهو ما تحاول الصين أن تتحاشاه من خلال تعلم الدرس وتحاول تحقيق التوازن بينهما، لذلك فإن بكين تعمل على التمدد الانتقائي الذي يرسل برسائل إستراتيجية إلى الولايات المتحدة والعالم. وتعد مناورات نسر الحضارة رسالة مهمة في تحقيق التمدد الانتقائي عبر استخدام طائرة (شيان واي 20)، التي غالباً ما تُقارن بطائرة (بوينج سي 17 جلوبماستر 3) الأميركية، التي تعد حجر الزاوية في جهود التحديث العسكري الصيني". لماذا تقلق تل أبيب من "نسر الحضارة"؟ وعلى رغم موافقة واشنطن لمصر في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 على صفقة صواريخ ستينغر، تتضمن 720 صاروخاً بقيمة 720 مليون دولار أميركي، مع استئناف تقديم مساعداتها العسكرية للقاهرة كاملة بقيمة 1.3 مليار دولار، فإن التقارير تتحدث عن توتر مكتوم في العلاقة بين الجانبين، وسط استمرار التحريض الإعلامي الإسرائيلي لواشنطن في شأن قدرات وتحركات مصر عسكرياً. مشيرة إلى أن حصول مصر على طائرات صينية "قد يسلب تل أبيب تفوقها الجوي"، ومحذرة من أن هذا قد يفتح الباب أمام سباق تسلح جديد في المنطقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويعلق نائب مدير الاستخبارات الحربية المصرية سابقاً اللواء أحمد إبراهيم كامل على التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي أبرزت القلق الإسرائيلي من المناورات المصرية - الصينية، قائلاً "استيعاب التسليح الصيني سيحتاج إلى مدة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، لكن ما يُنشر بوسائل الإعلام الإسرائيلية نوع من الضغط في الوقت الحالي على الولايات المتحدة، لتقديم مزيد من الدعم العسكري لإسرائيل، والحصول على مزيد من الطائرات بخاصة (أف 35) ومنظومات الدفاع الجوي والقبة الحديدية، بخاصة الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز 'أرو'، والمنظومة الصاروخية 'ثاد'، لصد الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تطلق من اتجاهات مختلفة سواء اليمن أو الدول المجاورة لإسرائيل مثل العراق، إضافة إلى إيران". ويضيف، "الولايات المتحدة تضمن لإسرائيل التفوق على الدول العربية من خلال الدعم اللامحدود، وتولي ترمب أدى إلى توريد كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تقدر كلفتها حتى الآن بما يزيد على 12 مليار دولار، لدعم عدوان إسرائيل على غزة، أو لإمكان تنفيذ ضربة للبرنامج النووي الإيراني، إسرائيل تستغل انفتاح مصر وتطوير قواتها المسلحة بأحدث التكنولوجيا من الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا بما يشكل نوعاً من التهديد لإسرائيل، فضلاً عن اتهام مصر بحشد عدد من قواتها المسلحة شرق قناة السويس، باتجاه حدودها مع قطاع غزة وإسرائيل، بما يشكّل نوعاً من التهديد على رغم أنه نوع من التأمين تجاه حدود إسرائيل، في حين أن وجود تل أبيب في محور فيلادلفي واحتلالها قطاع غزة يهدد الأمن القومي المصري، من خلال إصرارها وخطتها الخاصة بالتهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية". ووفقاً للباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن "بدأت بكين في سياسة إيجابية نشطة مضادة للحضور الأميركي في منطقة تمتد من جزر سليمان وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان وصولاً إلى باب المندب، وفي وقت تتوالى الضربات الأميركية على جماعة الحوثي في اليمن، وأخيراً أية ترقية في التعاون الإستراتيجي الشامل بين مصر والصين تثير قلق إسرائيل لأسباب عدة، أبرزها التخوف من تنامى الآلة العسكرية المصرية بأقوى منظومات التسليح، والثاني تماثل الموقفين المصري والصيني في تسوية القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين ورفض السياسات الإسرائيلية في فلسطين والمنطقة، أي تشكيل محور ضاغط له وزنه الثقيل على إسرائيل وحليفتها واشنطن، مما يمثل حداً لسياسة الانتهاكات الإسرائيلية ودعماً لإنشاء وتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية." ومن جهته، أكد متخصص الشؤون الدولية مصطفى عيد إبراهيم أن مصر ترسل رسائل واضحة إلى الولايات المتحدة والعالم بأسره، بأنها تفتح يديها للتعاون مع العالم شرقه وغربه، وأن التعاون العسكري ليس حكراً على قوة معينة دون غيرها، وأن القاهرة لم تعد تعطي المساعدات العسكرية الأميركية الأهمية القصوى، كذلك فإنها تضع الولايات المتحدة نفسها في حرج إذا ما ساومت بالمساعدات على علاقة مصر بالصين، والحقيقة أن هذه التدريبات العسكرية في هذا التوقيت تكشف أيضاً عن المراهقة في السلوك الأميركي ومخاطرته بوضع النظام العالمي كله على المحك وعدم قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط النزيه في الملف الفلسطيني والسماح بإبادة الفلسطينيين في غزة، ووضع الإدارة الأميركية أمام مسؤوليتها الدولية"، على حد وصفه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store