
وزارة الأوقاف تصدر كتابها الأول ضمن "سلسلة تقريب العلوم الشرعية"
8
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
❖ الدوحة - قنا
أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كتابها الأول ضمن "سلسلة تقريب العلوم الشرعية"، بعنوان: تهذيب المعين على تفهم الأربعين للإمام ابن الملقِّن، وذلك في إطار اهتمام الوزارة بالسنة النبوية الشريفة وعلومها.
وأوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن السلسلة تمثل مشروعا ثقافيا وعلميا يهدف إلى تسهيل فهم كتب العلوم الشرعية وإحياء تراث السلف الصالح، بما يسهم في الارتقاء بالوعي الديني في المجتمع.
وأشار إلى أن إصدار هذا الكتاب يأتي امتدادا لجهود الوزارة في خدمة الحديث النبوي الشريف، من طباعة الكتب وتوزيعها، إلى تنظيم الدروس والمسابقات في حفظ الحديث، لافتا إلى إصدار الإدارة سابقا كتاب المائة الجامعة في الأحاديث النافعة، الذي استكمل به الأحاديث التي جمعها الإمام النووي في الأربعين النووية، مع إضافات الإمام ابن رجب الحنبلي.
وأكد مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن هذا الإصدار يندرج ضمن مسيرة العناية بجمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وشرحها وبيان معانيها، حيث يُعد كتاب "الأربعون النووية" من أبرز المؤلفات التي حظيت بقبول واسع لدى علماء الأمة وطلاب العلم.
وقد اعتمدت إدارة البحوث في تهذيبها للكتاب على تحقيق الدكتور دغش بن شبيب العجمي، وركزت في عملها على بيان معاني ألفاظ الحديث، والأحكام الفقهية والفوائد المستفادة، مع حذف الاستطرادات التي لا يحتاج إليها طلاب العلم وعموم القراء.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 9 ساعات
- صحيفة الشرق
التسامح زينة الفضائل وبوابة الراحة النفسية
237 التسامح بالنسبة لي ليس مجرد قيمة أخلاقية عابرة، بل هو جوهر إنساني يُضفي على الشخصية بُعدًا روحيًا راقيًا، إنه الزينة التي تكتمل بها الأخلاق، والعنصر الذي يعيد التوازن إلى العلاقات، ويُصلح النفوس، ويمنح المجتمعات فرصة للاستمرار في أمان وسلام، أرى أن ما يجعل التسامح في نظري «زينة الفضائل» حقًا، هو قدرته على أن يجمع بين الحب والرحمة والعدل والغفران والعلو عن الصغائر، ليخلق من الإنسان كيانًا أرحب وأسمى. التسامح ليس ترفًا ولا ضعفًا كما يظنه البعض، بل ضرورة وجودية ومجتمعية، وعلامة نضج روحي وفكري..المتسامح لا يعني أنه مغلوب على أمره، بل هو في الواقع شخص قوي، قادر على أن يملك زمام مشاعره، ويقاوم رغبة الانتقام أو رد الأذى، ويمنح نفسه مساحة للنمو الداخلي، والمجتمع الذي يشيع فيه التسامح، هو مجتمع قادر على تجاوز خلافاته، ومهيأ لبناء مستقبل أكثر إشراقًا. لطالما آمنت أن التسامح هو خيار الشجعان، أن تسامح يعني أنك اخترت طريق النور بدلًا من الظلام، وأنك فضّلت أن تبني جسورًا نحو الآخرين بدلًا من أن ترفع جدرانًا في وجوههم، المتسامح إنسان صاحب قلب نقي وشجاعة حقيقية، لأن العفو يحتاج إلى قوة داخلية تفوق رغبة اللوم والقصاص. من واقع تجربتي، أدركت أن للتسامح أشكالًا متعددة، تبدأ بالتسامح الفكري، حين نمنح الآخر حق الاختلاف، ونقبل بأن يكون له رأي لا يشبه رأينا، في التسامح الفكري يتحقق المعنى الحقيقي للحوار، وتُصان قيمة التنوع، ويصبح المجتمع أكثر نضجًا وانفتاحًا، الاختلاف في الرأي لا يهدد قناعاتنا، بل يمنحنا فرصة لاختبارها وتطويرها،÷ لذلك، كل نقاش حر هو خطوة نحو التقدم، وكل عقل متسامح هو لبنة في بناء مجتمع متوازن. أما التسامح الديني، فأراه من أرقى صور الرحمة الإنسانية، أن نؤمن بأن الأديان جميعها تدعو للخير، وأن التعددية سنة من سنن الله في خلقه، هو إدراك لا يحتاج إلى تنازل عن العقيدة، بل إلى احترام قناعات الآخرين. الإسلام نفسه قدّم لنا أسمى صور التسامح، حين قال تعالى: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، و*»لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ»*، فالدين لا يُفرض بالقوة، بل يُحتضن بالقناعة والمحبة. وإذا انتقلنا إلى المعاملات اليومية، سنجد أن التسامح فيها يسهّل الحياة، ويقلل من الاحتكاكات والنزاعات. التسامح في البيع والشراء، وفي العلاقات الأسرية، وفي العمل، ومع الأصدقاء، هو ما يجعل الحياة أكثر سلاسة وأقل توترًا، وقد عبّر النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى». التسامح هنا ليس مجرد سلوك، بل عبادة تُقرّبنا من الله وتُريح أرواحنا. لكنني أجد أن أعظم أشكال التسامح، وأكثرها صعوبة، هو التسامح مع النفس. كم مرة حمّلنا أنفسنا ما لا تطيق؟ كم مرة جلَدنا ذاتنا على خطأ مضى، أو قرار لم يُثمر؟ أعترف أنني كثيرًا ما كنت قاسيًا على نفسي، وكنت أظن أن اللوم المستمر هو الطريق للإصلاح، لكنني مع الوقت أدركت أن التسامح مع النفس ليس ضعفًا ولا هروبًا، بل شفاء حقيقي، وبداية جديدة، لا يمكن أن نُسامح الآخرين بصدق، ونحن نحمل في دواخلنا ألمًا غير معالَج من ذواتنا. التسامح مع النفس يبدأ بالاعتراف دون قسوة، بفهم أن كل خطأ يحمل درسًا، وأن كل تجربة تُشكّلنا بطريقة أو بأخرى، لقد تعلّمت أن أتوقّف عن مقارنة بدايتي بمنتصف طريق الآخرين، وأن أقول لنفسي في كل محاولة: «أنت تحاول، وهذا كافٍ»، هذا الحديث الداخلي الإيجابي ليس شعارًا، بل دواء نفسي، ومفتاح للثقة بالنفس. ومن هنا، أقول بيقين: نعم، نحن بحاجة ماسة للتسامح مع أنفسنا. لأجل السلام الداخلي، لأن العقل لا يهدأ والقلب مُثقَل باللوم، ولأجل التقدّم، فالتعلم لا يحدث في ظل جلد الذات، ولأجل الاتزان العاطفي، لأن من يُسامح نفسه، يتصالح مع من حوله، ويعيش بعاطفة متزنة غير متوترة. ويكفي أن ننظر إلى القرآن الكريم لنُدرك كم دعا الإسلام إلى التسامح والعفو، فها هو يقول: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا * أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ»، وفي أروع مشهد قرآني، يُجسّد نبي الله يوسف عليه السلام التسامح المطلق حين يقول لإخوته الذين ظلموه: «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ * يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ»، وهكذا يعلّمنا القرآن أن القوة ليست في الانتقام، بل في العفو. فلماذا نحتاج إلى التسامح؟ لأننا نتوق إلى المحبة الحقيقية، ونبحث عن السلام، ونرغب في أن نعيش دون أعباء الماضي المؤلم، التسامح يمنحنا حرية من الذكريات السلبية، ويخلّصنا من الحقد، ويقرّبنا من الطمأنينة النفسية، هو الخطوة الأولى نحو راحة لا تُشترى، بل تُبنى بالتسامح، وبالإيمان، وبالنية الطيبة. حين نسامح، نحن لا نغيّر الماضي، لكننا نختار الحاضر، ونمنح أنفسنا أملًا جديدًا في المستقبل، التسامح لا يُحرر من نُسامحه فقط، بل يحررنا نحن أولًا، هو البذرة التي تُثمر سلامًا، والنور الذي يُضيء عتمة القلوب، هو رسالة حياة، وعهد نُجدد به إنسانيتنا كل يوم. ولعل أجمل ما يمكن أن نبدأ به، هو أن نسامح أنفسنا أولًا، ثم الآخرين. فالحياة أقصر من أن نضيعها في الحقد والغضب. ولعلّ في كلمة واحدة تختصر كل المعنى: فلنكن متسامحين، نصنع عالمًا أرحم، وأجمل، وأقرب إلى الله.


صحيفة الشرق
منذ 15 ساعات
- صحيفة الشرق
وزارة الأوقاف تصدر كتابها الأول ضمن "سلسلة تقريب العلوم الشرعية"
محليات 8 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ❖ الدوحة - قنا أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كتابها الأول ضمن "سلسلة تقريب العلوم الشرعية"، بعنوان: تهذيب المعين على تفهم الأربعين للإمام ابن الملقِّن، وذلك في إطار اهتمام الوزارة بالسنة النبوية الشريفة وعلومها. وأوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن السلسلة تمثل مشروعا ثقافيا وعلميا يهدف إلى تسهيل فهم كتب العلوم الشرعية وإحياء تراث السلف الصالح، بما يسهم في الارتقاء بالوعي الديني في المجتمع. وأشار إلى أن إصدار هذا الكتاب يأتي امتدادا لجهود الوزارة في خدمة الحديث النبوي الشريف، من طباعة الكتب وتوزيعها، إلى تنظيم الدروس والمسابقات في حفظ الحديث، لافتا إلى إصدار الإدارة سابقا كتاب المائة الجامعة في الأحاديث النافعة، الذي استكمل به الأحاديث التي جمعها الإمام النووي في الأربعين النووية، مع إضافات الإمام ابن رجب الحنبلي. وأكد مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن هذا الإصدار يندرج ضمن مسيرة العناية بجمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وشرحها وبيان معانيها، حيث يُعد كتاب "الأربعون النووية" من أبرز المؤلفات التي حظيت بقبول واسع لدى علماء الأمة وطلاب العلم. وقد اعتمدت إدارة البحوث في تهذيبها للكتاب على تحقيق الدكتور دغش بن شبيب العجمي، وركزت في عملها على بيان معاني ألفاظ الحديث، والأحكام الفقهية والفوائد المستفادة، مع حذف الاستطرادات التي لا يحتاج إليها طلاب العلم وعموم القراء. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
أفرغتَ يا أبا الوليد؟
372 كلمةٌ لو وُزِنت بثقل الأرض بيانًا، لرجحتها حكمةً وسكينةً ومهابة، لم تكن تلك الكلمة مشهدًا عابرًا في سيرة المصطفى ﷺ، بل كانت درسًا نُقِش في الأرض لأهل الرسالة، ليُعلّمهم كيف يقفون على باب العقول، لا ليكسروها، بل ليطرقوها بلُطف النبوة، وهدوء اليقين، وصبر الواعين. جلس أبو الوليد عُتْبة بن ربيعة – السياسيّ العريق، والبلاغيّ الفصيح – أمام النبي ﷺ، لا ليُحاور، بل ليُساوم. أراد أن يشتري الصمت بالنفوذ، وأن يُسكت الوحي بالعرض المغري، وأن يبدّل الرسالة بعرشٍ على الرمال! جلس بنفَس السياسة، وحنكة البيان، وخبرة المفاوضات، لكنّه لم يكن يعلم أنه يجلس بين يدي من أوتي جوامع الكلم، وأوتي معها سكينة الجبل حين تُزمجر العاصفة. قال عتبة ما شاء، ومضى كما أراد، ونثر على الطاولة كل أوراق الصفقات: مالٌ، ومُلك، ونساء، وجاه، وسلطان. لكنّ محمداً ﷺ، ما نطق، ولا اعترض، بل تركه حتى أفرغ كلّ ما في جُعبته. ثم التفت إليه، بكل السكينة التي يورثها الإيمان، وبكل الهيبة التي يصوغها اليقين، وقال: «أفرغتَ يا أبا الوليد؟» فيا من تظن أن الحق لا يُقال إلا بصوتك، تأمّل سكون النبوة في حضرة الباطل! تأمل تلك الكلمة فإنها ليست مجرّد عبارة، بل هي ميزانُ عقول، ودرسُ حياة، ومنهجُ دعوة. لقد أبانت لنا هذه الكلمة أن الاستماع ليس ضعفًا، بل حُكمٌ من فوق، وأن الحوار لا يُختطف بالصراخ، بل يُبنى على توقير العقل، واحترام الوقت، وإعطاء الفرصة لكل فكرة أن تخرج، حتى تُرى على حقيقتها، ويُكشف غُثاؤها من ذهبها. من لا يُمهّد لسماع خصمه، لا يُمكن أن يُقيم عليه حجة. ومن لا يصبر على كلام الآخر، لا يملك قلبًا يَسعُه، ولا عقلًا يُقنعه، ولا نفسًا تُحاوره. الاختلاف في الإسلام ليس لعنة، بل سنة كونية (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ، وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُم) لكنّ الفتنة تنشأ حين لا يُحسن الناس أدبَه. حين لا يصبرون حتى «يفرغ» من يُحدّثهم، ولا يُمهلونه حتى يُتمّ حجّته، ولا يُنصتون إليه إلا ليسقطوه، لا ليفهموه. حينها تصير الكلمات رصاصًا، والمواقف سكاكين، وتُختزل الدعوة إلى تصنيفٍ وتبديعٍ وتكفيرٍ، وتضيق الأرض بمَن فيها. ولذلك، فإنّ أولى خطوات النجاة من فتنة الاختلاف هي في أدب الاختلاف، لا في كتمه. وإنّ من رحمة الله بالأمة أن جعل في سيرة نبيها ﷺ هذا الموقف العظيم، ليكون ميزانًا لا يزيغ، وأصلًا لا ينقض. فيا من تمسك بزمام الحجة، لا تمضِ فيها بعجلة، بل قف، وقل لصاحبك: «أفرغت؟»، ثم أنصت له، واعلم أن من لم يُحسن الإصغاء، لم يُحسن البيان، ومن لم يُتقن السكوت، لم يُجِد الدعوة. «أفرغتَ يا أبا الوليد؟» جملةٌ تختصر الدعوة، وتختبر الأخلاق، وتُفرز من يصلح للبناء، ومن يصلح للهدم. فليتنا نُعيدها لا جُملةً في الألسنة، بل خلقًا في القلوب، وليتنا نُعلّم أبناءنا كيف يُنصتون، قبل أن يُحسنوا الرد، وليصبح اختلافنا ميزة، لا مِعولًا للهدم. ولنُوقن، كما أيقن محمدٌ ﷺ، أن الحقّ لا يُخاف عليه من حوار، وأن الباطل لا ينجو من سكوت، وأن النور يعلو، وإن صمت. فهل نقدر – في زمن الضجيج – أن نقول:»أفرغتَ يا أبا الوليد؟» ثم نُعلّم الناس كيف يختلفون؟ وكيف يتناصحون؟ وكيف يُحاورون دون أن يهدموا الجسور؟ مساحة إعلانية