
ما هو سرّ الانفجارات الغامضة ضد الجيش؟
كتب نجم الهاشم في 'نداء الوطن':
بالتزامن مع تصعيد لهجة 'حزب الله' ضد الحديث عن نزع سلاحه والعودة إلى التهديد بقطع الأيدي، وقع انفجاران خلال عمل الجيش اللبناني على مصادرة أسلحة تابعة لـ 'الحزب'، أو خلال نقلها، أديا إلى استشهاد أربعة عسكريين، الأمر الذي طرح علامات استفهام كثيرة حول طبيعة هذه الحوادث وعمّا إذا كانت عرضية، أو متعمّدة تستهدف منع الجيش من استكمال عمليات جمع الذخائر والأسلحة، ووقف الحديث عن نزع سلاح 'الحزب'.
لم يكن من الممكن الربط بين هذه الانفجارات الغامضة وبين القرار الرسمي بحصر السلاح بالمؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية وبنزع سلاح 'الحزب'، لو لم تترافق مع تصعيد في لهجة 'الحزب' والرفض المطلق لهذا المسار ومحاولة إخراجه من التداول وبالتالي وقف تنفيذه.
التصعيد في المواقف وتكرار الأحداث الأمنية يكشف عن عمق الأزمة بين العهد الجديد وبين 'الحزب'. فالطرح بحد ذاته يضع الطرفين في موقعين متعارضين يهددان بالانفجار غير المحسوب النتائج الذي يفسر التردّد والتروّي الرسمي، ولكن من دون التراجع بعد أمام 'الحزب'، ومن دون إسقاط التعهّد بحصرية سلاح الدولة وتنفيذ مندرجات اتفاق وقف النار والقرارات الدولية 1559 و1680 و1701.
القرار اتُّخِذ والقطار انطلق
المواقف الرسمية تظهّرت على أكثر من مستوى، من خلال زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل في 21 نيسان الحالي لثكنة عصام شمعون في النبطية، حيث التقى ضباطاً وعسكريين من فوج الهندسة، وقدم إليهم التعازي بشهداء الفوج الثلاثة الذين استشهدوا قبل يوم واحد من جراء انفجار ذخائر كانوا ينقلونها بآلية عسكرية في بلدة بريقع – النبطية. وتظهّرت أيضاً من خلال مواقف رئيس الحكومة نوّاف سلام الذي أكّد على تنفيذ البيان الوزاري وحصرية السلاح بيد الأجهزة الرسمية، وتأكّدت أيضاً من خلال التفاف سياسي كبير حول الجيش والمهمة التي ينفّذها.
ولكن الموقف الرسمي الأهم عبّر عنه رئيس الجمهورية جوزاف عون من بكركي يوم عيد الفصح رداً على مواقف 'حزب الله' حيث قال: 'أؤكد أن هذا الموضوع لا يُناقش عبر الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن عبر مقاربة مسؤولة وحسّ وطني… وعندما تحدثت في خطاب القسم عن حصرية السلاح، لم أقل ذلك لمجرّد القول، بل لأنّني على قناعة بأنّ اللبنانيين لا يريدون الحرب… وليصبح هذا الأمر واقعاً، فعلى القوات المسلحة اللبنانية أن تصبح المسؤولة الوحيدة عن حمل السلاح وعن الدفاع عن سيادة واستقلال لبنان… أي موضوع خلافي في الداخل اللبناني لا يقارب إلا بالتحاور والتواصل وبالمنطق التصالحي وليس التصادمي، وإلّا سنأخذ لبنان إلى الخراب. فلا أحد يتحدث معي عن توقيت ولا عن ضغوطات، فحصر السلاح تحدثنا عنه في خطاب القسم، وسننفذه وقد اتخذ القرار بشأنه، ولكن علينا أن ننتظر الظروف المناسبة لذلك، والظروف هي الكفيلة بتحديد كيفية التنفيذ… إن قطار قيامة لبنان انطلق ولا أظن أنّ أحداً يمتلك ذرّة من المسؤولية الوطنية سيعرقل هذا القطار…'.
من السفير إلى سائر 'حزب الله'
كلام الرئيس المتحسِّب لخطورة المرحلة وتأكيده على المنطق التصالحي، لا يعكسان في الواقع الطريقة التي يقارب فيها 'حزب الله' هذا الموضوع. ذلك أنّ إعلانَه رفض نزع سلاحه لم يكن مجرّد موقف، بل اقترن بالتهديد وأتى في سياق حملة منظّمة بدأت في إيران وامتدت إلى لبنان وكأنّ هناك كلمة سرّ أُعطيت وانطلقت الحملة.
في 18 نيسان كتب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني على صفحته على موقع 'إكس': إن مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول. ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأميركية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولاً من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة. وبمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا. ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة. ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. إن حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال ولا ينبغي المساومة عليه'.
هذا الموقف الحاسم للسفير أماني أتى بعد تهديدات أطلقها عدد ممن تبقى من قادة 'الحزبً، من الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، إلى المسؤول الأمني الحاج وفيق صفا ونائب رئيس المجلس السياسي الحاج محمود قماطي في سلسلة مترابطة من المواقف، بدأت في 14 نيسان الحالي بهذه اللهجة التهديدية واستمرّت من دون توقف.
ولكن ماذا حصل في 14 نيسان؟
قتل جندي في الجيش اللبناني في انفجار 'جسم مشبوه' أثناء تفكيك ألغام ومواد متفجرّة في نفق في منطقة صور. وقال الجيش في بيان مقتضب إنه 'أثناء إجراء وحدة مختصة من الجيش مسحاً هندسياً لأحد المواقع في منطقة وادي العزية – صور، انفجر جسم مشبوه ما أدى إلى استشهاد عنصر من الوحدة وإصابة 3 بجروح متوسطة'. ما لم يقله الجيش في بيانه ربّما عبّر عنه الرئيس جوزاف عون الذي أعرب عن ألمه وقال: 'مرة جديدة يدفع الجيش اللبناني من دماء أبنائه ثمن بسط سلطة الدولة على الجنوب وتحقيق الاستقرار فيه من خلال تنفيذ القرار 1701'.
في 14 نيسان أيضاً، وقبل تغريدة السفير أماني، دُعِيَ عدد من الإعلاميين إلى لقاء في السفارة الإيرانية في بيروت مع مسؤول إيراني رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، وذلك من أجل إبلاغهم موقفاً إيرانياً رسمياً فيه رفض قاطع لنزع سلاح 'حزب الله'، بهدف نقل رسالة إلى السلطات الرسمية بأن 'انسوا تسليم السلاح'.
ماذا حصل في 20 نيسان؟
استشهد ضابط وعسكريان في الجيش وأصيب عدد من المواطنين نتيجة انفجار ذخائر، أثناء نقلها داخل آلية عسكرية في منطقة بريقع – النبطية. البيان الذي صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه قال إن 'الوحدات المختصة في الجيش تُجري التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادثة'. ولكن ماذا يمكن أن تكشف هذه التحقيقات وهل يمكن أن تجيب على الأسئلة المطروحة بعد هذه العمليات والتفجيرات؟ وهل الأجوبة تتعلّق بالمستوى الأمني فقط؟ أم يجب أن تذهب إلى المستوى السياسي؟
من هذه الأسئلة مثلاً:
• هل يكشف الجيش على مواقع 'الحزب' العسكرية بالتنسيق مع 'الحزب' وبوجود عناصر منه تساعد في عمليات الكشف والنقل؟ بمعنى آخر هل تحصل العمليات حبِّياً وبالتفاهم مع 'الحزب' وبموافقته وتسهيل منه؟
• هل هناك تفاهم من هذا النوع قد يكون الجيش تجاوزه نحو الدخول إلى مواقع لا يريد 'الحزب' أن يدخل إليها؟ أو مصادرة ذخائر لا يريد مصادرتها؟
• هل يقوم الجيش بعمليات سيطرة على المواقع العسكرية ويبقى فيها وينقل منها الإسلحة والذخائر بعد فحصها والتأكد من خلوّها مما قد يفجّرها؟ وما هي احتمالات الأخطاء غير المحتسبة في هذا المجال؟
• هل المواقع التي يدخل إليها الجيش سبق وتعرضت للقصف الإسرائيلي جنوب الليطاني أو حتى شماله؟ أم هي مواقع لم تتأثّر بالقصف ولا تزال سليمة؟ أي هل الأسلحة والذخائر التي يتم نقلها تعتبر تالفة أصلاً وغير صالحة للاستعمال ويجب التخلص منها في جميع الأحوال؟
• هل النفق الذي انفجر في صور سبق ودخلته قوات إسرائيلية مثلاً؟ وهل فخّخه الإسرائيليون؟
• هل الذخائر التي انفجرت في الآلية العسكرية على طريق النبطية – بريقع كانت سليمة وكيف تمت مصادرتها وكيف تم فحصها قبل نقلها؟ وهل انفجرت نتيجة خطأ أو تقصير في الكشف عليها؟ أم أنّها كانت مفخّخة بطريقة محترِفة لتنفجر أثناء النقل وذلك عبر عبوة تنفجر نتيجة الاهتزازات أم عبر عبوة موقتة؟
• هل ستجمد هذه العمليات مهمة الجيش في مصادرة الأسلحة والذخائر موقتاً من أجل إعادة تقييم أمنية شاملة للإجراءات المعتمدة لتلافي تكرارها؟ أم أنه سيوقف هذه العمليات بانتظار جلاء المواقف السياسية على ضوء اعتراضات 'حزب الله' على نزع سلاحه؟
إذا كان رئيس الجمهورية يرفض ربط موضوع تسليم السلاح بمهل زمنية ويؤكد أن قرار حصرية السلاح قد اتخذ، وأن قطار قيامة لبنان انطلق، فمتى يبدأ العد العكسي لتنفيذ هذا القرار؟ وهل الحوار في هذه المسألة ممكن بعد المواقف الرافضة التي أعلنها 'حزب الله'؟ على ماذا يمكن التحاور إذاً؟ ومن يجب أن يتنازل؟ 'الحزب' أم الدولة؟
لا شك في أن العهد الجديد يواجه أزمة في التعاطي مع 'حزب الله' تبدأ من إحراق يافطات 'عهد جديد للبنان' التي رفعت على طريق المطار ولا تنتهي بآخر قذيفة يمكن أن يصادرها الجيش. المسألة تتعلّق بمن يتراجع أولاً. ولا يمكن أن يتراجع العهد الجديد للبنان أمام 'الحزب' والعهد القديم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 42 دقائق
- ليبانون 24
لتفادي ما حصل مع "حزب الله"... هذا ما يقوم به الحوثيون
ذكرت "العربية"، أنّ وثائق مسربة ومصادر كشفت عن مساعٍ حثيثة للحوثيين لتطوير بنية الاتصالات التابعة لها من خلال استيراد معدات متقدمة من الصين وروسيا وبلدان أخرى، بدلاً عن المعدات المطورة إيرانياً والتي كانت تستخدمها منذ سنوات. فوفقاً لتقرير نشرته منصة "ديفانس لاين" المتخصصة بالشؤون الأمنية والعسكرية، استناداً إلى مصادر ووثائق، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الحوثيين إلى تقليل اعتمادها على المنظومة الإيرانية وتفادي الاختراقات الأمنية التي طالت حلفاءها في "محور المقاومة"، ولا سيما " حزب الله". وبحسب مضمون وثيقة نشرتها المنصة، فإن ال استيراد الحوثيون طلبوا استيراد أجهزة "تفريغ بيانات" من الصين بقيمة تتجاوز 60 ألف دولار، لصالح جهاز "الأمن الوقائي الجهادي"، الذراع السرية للأمن والاستخبارات، بإشراف القيادي أحسن عبدالله الحمران، المقرب من عبد الملك الحوثي. وتؤكد تقارير محلية ودولية عدة أن الحوثيين يتلقون معدات وأجهزة متطورة عبر شحنات تصل إلى مطار صنعاء ومواني الحديدة، بالإضافة إلى مسارات تهريب بحرية وبرية معقدة تمر عبر الحدود مع سلطنة عمان ، وتتلقى دعماً تقنياً ومعلوماتياً من الصين وروسيا، بالتزامن مع انسحاب سفن إيرانية كانت تشكل مراكز قيادة وتحكم في البحر الأحمر. وتفيد التقارير أن عمليات التهريب وتنفيذ الصفقات يتولاها ماجد أحمد سلمان مرعي، الذراع المالية للحمران. وكان الحوثيون عملوا خلال العامين الماضيين على تحديث شبكتها الاتصالاتية العسكرية والأمنية، عبر ما يعرف بـ"الاتصالات الجهادية"، وهي منظومة قيادة وتحكم داخلية للقوى القتالية والاستخباراتية، وأسند الملف إلى محمد حسين بدر الدين الحوثي، نجل مؤسس الحوثيين، الذي يشغل مناصب متعددة بينها رئاسة "دائرة الاتصالات الجهادية" و"الاتصالات العسكرية" في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، وفقا لتقرير نشره المصدر أونلاين. وإلى جانب محمد حسين الحوثي، يبرز اسم القيادي عبد الخالق أحمد محمد حطبة، الذي يقول الموقع إنه خضع لتدريب في إيران ، ويتولى منصب نائب أول لمدير الاتصالات العسكرية برتبة عميد.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
'لغة السلام' على طاولة السيسي
جاء في 'الراي الكويتية': … عين على القاهرة، حيث عُقدت قمة مصرية – لبنانية أكملتْ دعائم الدعم العربي – الخليجي لـ «بلاد الأرز»، وعين على الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية ونتائجها المدجَّجة بخلاصاتٍ سياسية شعبية خصوصاً في زحلة. هكذا كانت بيروت، وهي ترصد المباحثاتِ التي أجراها الرئيس جوزاف عون في القاهرة، واللقاء الذي جَمَعه بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، في وقت كانت العاصمة اللبنانية ومحافظتا البقاع وبعلبك الهرمل تحصيان نتائج انتخابات الأحد البلدية، وتضعانها في «الغربال» السياسي. ومن مصر، ارتسمت رسائل واضحة من السيسي، الذي شدد خلال المؤتمر الصحافي مع عون على الموقف الثابت في دعم لبنان «سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي أو صون سيادته الكاملة، ورفْضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها». وإذ جدّد «دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان»، حضّ «الهيئات الدولية والجهات المانحة على المشاركة بفاعلية في هذا الجهد، لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي على طريق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة». من جهته، قال عون «اليوم، نحن أمام تحدّي السلامِ لكلِ منطقتِنا ونحن جاهزون له. ونقول للعالم أجمع: وحدَه سلامُ العدالة هو السلامُ الثابتُ والدائم ولنا ملءُ الثقة بأنّ العالمَ الساعي إلى السلامِ الحقيقي، وبفضلِ مساعدتِكم، وبفضلِ إسماعِ مصرَ لصوتِها وصوتِنا سيسمعُ وسيلبّي واجبَ الاستجابة». وكان عون استهلّ كلمته بإعلان «حين يقولون إنّ مصر أم الدنيا وبيروت ست الدنيا فهم يؤكدون للعالم أجمع، اننا إخوة أشقاء منذ أزل الدنيا وحتى أبدها». كما أكد «أن لبنان يحرص على قيام أفضل العلاقات مع الجارة سوريا، وعلى أهمية التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة ولا سيما في ما يتعلق بملف النازحين السوريين، وضرورة تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم، ونرحب بقرار رفع العقوبات عنها، آملا أن يساهم في تعافيها واستقرار المنطقة». وعشية محادثاته في القاهرة، حيث زار أيضاً مشيخة الأزهر الشريف وكان في استقباله الإمام الأكبر أحمد الطيب، أكد الرئيس اللبناني في مقابلة مع قناة «ON TV» المصرية «اننا بدأنا في خطوات إصلاحية واقتصادية»، موضحاً أنّه «لا يمكن حصر موضوع السلاح حزب الله ضمن مدة زمنية ويجب عدم العمل بتسرّع»، مشدداً على أن «الحوار يحل جميع المشاكل وليس فقط موضوع السلاح». أورتاغوسوعن زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس، قال «نتواصل مع أميركا دائماً من أجل الضغط على إسرائيل»، مشيراً إلى «أننا نتوقع زيارة من أورتاغوس إلى لبنان». وأكد «ألا خيار أمام حزب الله إلا القبول بمفهوم الدولة، ومن حقه المشاركة السياسية لكن السلاح بيد الدولة»، موضحاً 'لا يمكن لأحد الضغط على إسرائيل إلا أميركا وأعتقد أن نيات واشنطن، إيجابية». مكافأة أميركيةوفي موازاة ذلك، أعلن الحساب الرسمي لبرنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية تخصيص مكافأة قد تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الشبكات المالية للحزب في أميركا الجنوبية. وجاء على الحساب: «حزب الله يمارس أنشطته في مناطق بعيدة عن مقره في لبنان، بما في ذلك في أميركا الجنوبية. إذا كانت لديك معلومات حول تهريب حزب الله أو غسيل الأموال أو أي آليات مالية أخرى في منطقة الحدود الثلاثية، يرجى الاتصال بنا. قد تكون مؤهلاً للحصول على مكافأة والانتقال». وبحسب المنشور فإن «شبكات حزب الله المالية في أميركا الجنوبية، خصوصاً في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، قامت بتوليد إيرادات من خلال عمليات غسل الأموال، وتهريب المخدرات، وتزوير الدولارات الأميركية، وتجارة الألماس غير المشروعة، وتهريب النقود بالجملة، والفحم، والسجائر، والنفط. كما أنهم يشاركون في أنشطة تجارية تبدو مشروعة، مثل البناء، الاستيراد والتصدير، وبيع العقارات». الانتخابات البلدية والاختياريةولم تحجب هذه التطورات الأنظارَ عن الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل والتي انطبعت نتائجها بالمفارقات الآتية: – نجاح الائتلاف الواسع بين الأحزاب الوازنة على اختلاف مشاربها السياسية في تأمين الفوزِ لـ 23 من 24 اسماً ضمّتهم لائحة «بيروت بتجمعنا» التي حملت لواء «حراسة المناصفة» الإسلامية – المسيحية في المجلس البلدي، وفق نمط متعارَف عليه بوصفه أحد التعبيرات الرئيسية عن التعايش في عموم لبنان ومن ضمانات الحفاظ على وحدة العاصمة وتَفادي تقسيمها إدارياً إلى أكثر من مجلس محلي. ورغم معاني هذا الفوز، فإن التقارير التي تحدثت عن خَرْقِ رئيس لائحة «بيروت بتحبّك» (المدعومة من النائب نبيل بدر والجماعة الاسلامية) العميد المتقاعد محمود الجمل، لائحة ائتلاف الأحزاب تكتسب دلالاتٍ بارزةً، إذ انها تعني «نصراً معنوياً» لا يُستهان به بانتظار تفنيد تفاصيل الأرقام التي نالها، وفي الوقت نفسه اهتزاز المناصفة باعتبار أن هذا الفوز هو على حساب مرشح مسيحي من اللائحة الأولى. وعن تداعيات فوز الجمل بعد سقوط مبدأ المناصفة والمعلومات عن أنّ الأخير قد ينسحب من أجل الحفاظ على هذا المبدأ، أشار النائب بدر (لموقع «النشرة» الإلكتروني) إلى «أنّه من المبكر الحديث عن الأمر، وهناك فائزون آخِرون من اللّائحة المنافسة من الممكن طلب ذلك منهم». – تسجيل حزب «القوات اللبنانية» انتصاراً كاسحاً في مدينة زحلة وُصف بـ «تسونامي» حيث نجحت اللائحة المدعومة منه في تسجيل فوز «نظيف» بـ 21 مقعداً كاملاً وبنتيجة مُضاعَفة عن الأرقام التي حققتها اللائحة التي ترأسها رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب ودعَمَها نواب حاليون عن المنطقة وأحزاب الكتائب اللبنانية، الطاشناق، الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل»، الكتلة الشعبية (ميريام سكاف) ونواب سابقون. وتم التعاطي مع هذا الفوز، الذي احتفل به رئيس «القوات» سمير جعجع ليل الأحد من مقره في معراب حيث أعلن «اليوم زحلة، طلعت قدّ الكل لوحدها»، على أنه ميزان شعبي بحمولةٍ سياسية كبيرة تعكس التقدّم المتدحرج الذي تحقّقه «القوات اللبنانية» على الساحة المسيحية وستكون له انعكاساتٌ في الانتخابات النيابية بعد سنة. – نجاح «حزب الله» و«أمل» في الحفاظ على حضورهما الكبير في بعلبك – الهرمل بفوز لوائحهما، رغم الدلالة المعبّرة للأرقام التي سُجلت في مدينة بعلبك، حيث بلغ الفارق بين المرشح الأخير الفائز من لائحة «الثنائي» (ضمت 21 اسماً) وأول الخاسرين من لائحة «بعلبك مدينتي» (ضمّت معارضين ومن المجتمع المدني)، 267 صوتاً فقط. – إعلان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أن «التيار أثبت حضوره» في انتخابات البقاع وبعلبك – الهرمل، مذكّراً «بتعاطينا مع الاستحقاق البلدي على قاعدة أننا ندعم خيار العائلات، ولذلك عنوان الناس منا وفينا، نذكّر فيه دائماً».


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
رد على تصريحات وزير الخارجية السوري حول سجن رومية وملف النازحين السوريين
ردًّ المنسق العام للحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين النقيب مارون الخولي على تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بشأن سجن رومية والتي وردت عبر منصة 'إكس'، والمتعلقة بملف السجناء السوريين في سجن رومية اللبناني، وقال:' نرفض التدخل في السيادة اللبنانية ونعتبر تصريحات السيد الشيباني تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للبنان، وتناقض مبدأ احترام السيادة الوطنية. فلبنان دولة مستقلة تُدير مؤسساتها القضائية والأمنية وفقًا للقوانين المحلية والدولية، ولا تقبل الوصاية من أي جهة خارجية'. وأضاف: 'نذكر السيد الشيباني بأن سجن رومية يعد منشأة تخضع للإشراف القضائي اللبناني، ويُنفَّذ فيه أحكام قانونية صادرة بحق المحتجزين بعد محاكمات عادلة. أما الادعاء بوجود 'معتقلين دون محاكمة' ونرد عليه بأن السلطات اللبنانية تعمل حاليًّا على تسريع الإجراءات القضائية لجميع السجناء، بما فيهم السوريون، في إطار خطة إصلاحية شاملة '. واستنكر الخولي استخدام مصطلحات مثل 'معاناة السجناء' و'التداعيات الحربية' التي تُوحي بتشويه سمعة لبنان. فالسجون اللبنانية لا تعتمد التعذيب، بل تُطبق المعايير الدولية لحقوق الإنسان، رغم التحديات الناجمة عن الأزمات الإقليمية الممتدة' . وراى' إذا كان الهدف الحقيقي للحكومة السورية هو تحسين أوضاع مواطنيها، فليتم ذلك عبر القنوات الرسمية وبتنسيق مع المؤسسات اللبنانية، وليس عبر تصريحات إعلامية تُثير الفتنة. واول عمل يجب أن تقوم به السلطات السورية هو استعادة أبنائها ودعوتهم للعودة إلى سوريا وعدم اغفال الملف الأساسي المتمثل بوجود مليونين ونصف مليون نازح سوري في لبنان ، وبالتالي دحض أي محاولة لاستغلال الملف إعلاميًّا '. وطالب الخولي 'الحكومة السورية بالكشف عن تفاصيل 'الخطوات العملية' المزعومة التي تم الاتفاق عليها مع الجانب اللبناني، وتوضيح كيفية تنفيذها دون المساس بسيادة لبنان أو خلط الملف الإنساني بالأجندات السياسية '. وختم بإن 'الحملة الوطنية تؤكد أن لبنان لن يكون ساحةً لتسويق الشعارات السياسية تحت غطاء القضايا الإنسانية'. ودعا 'الحكومة اللبنانية إلى مراقبة أي محاولات لاستغلال ملف السجناء لتبرير التدخل في الشأن اللبناني، ونذكّر بأن لبنان كان وما زال صمام أمانٍ للاجئين والنازحين والسجناء على حد سواء، وفقًا لإمكاناته المحدودة'.