
تقدم بهما ساندرز .. 'الشيوخ' الأميركي يُسقط مشروعي قانون لوقف صفقة تسليح ضخمة لإسرائيل
فشل 'مجلس الشيوخ' الأميركي، مساء أمس الأربعاء، في تبنّي مشروعي قانون تقدّم بهما السيناتور الديمقراطي؛ 'بيرني ساندرز'، يقضيان بوقف صفقة أسلحة جديدة بين 'الولايات المتحدة' و'إسرائيل'؛ تُقدّر قيمتها: بـ (675) مليون دولار.
وشملت الصفقة شُحنة من نحو: (5000) قنبلة، وأعتدة عسكرية متطورة، وعشرات آلاف البندقيات الهجومية المخصصة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم رفض المشروعين، سجّل التصويت دعمًا ملحوظًا داخل الحزب (الديمقراطي)، إذ صوّت لمصلحة القرارين أكثر من نصف الكتلة الديمقراطية في 'مجلس الشيوخ'، في ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه: 'عدد ذروة' من السيناتورات المؤيدين لوقف تصدير السلاح إلى الكيان الإسرائيلي.
' ساندرز': لا يمكننا الاستمرار في دعم حكومة تسببت بمجاعة هائلة في غزة..
وكان السيناتور الديمقراطي؛ 'بيرني ساندرز'، قد اعتبر أمس الأربعاء، في بيان، أن الأوان قد آن لـ'الكونغرس' كي: 'يوقف تمويل حرب إسرائيل، غير القانونية والمروّعة، ضد الشعب الفلسطيني'.
وأضاف 'ساندرز': 'لا يُمكننا الاستمرار في دعم حكومة منعت المساعدات الإنسانية وتسببت بمجاعة هائلة في غزة'، مؤكّدًا أن: 'على الولايات المتحدة ألّا تدعم حكومة تُجوّع الأطفال في غزة'.
وفي السيّاق نفسه، أعرب عددٍ من أعضاء 'الكونغرس' الأميركي، في بيان مشترك، قبل أيّام، عن قلقهم من تدهور الوضع الإنساني في 'قطاع غزة'، مشيرين إلى استشهاد نحو: (700) مدني خلال محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية، في ظل الحصار المشدّد الذي تُفرضه حكومة 'بنيامين نتانياهو'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 11 ساعات
- موقع كتابات
نصرة لغزة .. كُردستان يرسم لوحة إنسانية عناصرها أرامل وسجناء وكبار سن يتبرعون بمدخراتهم
وكالات- كتابات: في وقتٍ تُخنّق فيه 'غزة' تحت وطأة التجويع والحصار ودوامة القصف المتواصل، انطلقت في 'إقليم كُردستان العراق' واحدة من أوسع حملات التبرع الشعبية لمسَّاندة الشعب الفلسطيني بالقطاع الفلسطيني؛ نقلتها الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي. وتولّت منظمات خيرية محلية؛ بينها (بخشین) و(بختوري) و(الرابطة الإسلامية) تنسيّق جهود جمع التبرعات وتحويلها إلى دعم حقيقي على الأرض. فقبل تشدّيد الحصار؛ في آذار/مارس الماضي، نجحت هذه الجمعيات في إرسال طرود غذائية ودوائية عبر مؤسسات وسيّطة في المناطق الحدودية، وهي تُقدم الدعم اليوم عبر الحوالات المالية بالتنسيّق مع جمعيات إنسانية داخل القطاع. وفي 'أربيل'؛ يقول 'حاجي كاروان'، رئيس منظمة (بختوري) الخيرية، التي جمعت نحو: (06) ملايين دولار منذ بدء العدوان الإسرائيلي على 'غزة'، إن حجم التفاعل الشعبي فاق كل التوقعات، سواء في قيمة التبرعات أو تنوع مصادرها. مسَّاهمات متنوعة.. ويُشير 'كاروان'؛ إلى أن المسَّاهمات جاءت من مختلف فئات المجتمع: 'فقد تبرع فلاحون بعائدات محاصيلهم، وباع شباب سياراتهم، وسجناء شاركوا بما لديهم، كما قدم البعض أقل من دولار واحد مقابل متبرع واحد قدم مئة ألف دولار، وأرملة تبرعت بخاتم زوجها المتوفى، في مشاهد إنسانية بالغة التأثير'. ويُضيف أن التبرعات اليومية – التي تصل أحيانًا إلى: (30) ألف دولار – مكّنت المنظمة من تنفيذّ مشاريع إيواء وتوزيع وجبات غذائية في 'غزة'، بينها إنشاء مخيَّمين للنازحين باسم: (أحفاد صلاح الدين)، يضم أحدهما أكثر من: (250) خيمة، إضافة إلى مساجد مؤقتة وشبكات مياه بالتعاون مع 'بلدية غزة'. أما المتبرع؛ 'حاجي محمد خوشناو'، فيوضح أن شعوره بالمسؤولية الأخلاقية أمام المأساة الإنسانية في 'غزة' كان دافعه الأول للتبرع، مؤكدًا أن التفاعل الشعبي جاء بدافع الضمير لا السياسة. تجارب سابقة.. ويُضيف 'خوشناو'؛ أن تضامن الكُرد مع 'غزة' يتجاوز الدين إلى مشاعر إنسانية مرتبطة بتجاربهم السابقة مع الحصار والاضطهاد. وردًا على انتقادات بعض الأصوات التي طالبت بتوجيه الأموال لفقراء 'كُردستان' أولًا، يقول 'خوشناو' إن التضامن مع 'غزة' لا يتعارض مع دعم الداخل، مشيرًا إلى أن هذه الحملة جمعت مكونات المجتمع الكُردي على موقفٍ موحد، مما شجعه على المساهمة. ومن جانبه؛ أفاد 'رحيم حاجي خضر'، أحد وجهاء عشيرة (نورديني)، بأن العشيرة جمعت نحو: (100) مليون دينار عراقي؛ (الدولار الأميركي يساوي: 1405 دنانير). ويقول إن مشاهد القصف والمعاناة حرّكت ضمائر الناس، مؤكدًا أن التبرعات نابعة من قناعة داخلية وليست استعراضًا إعلاميًا، وأن واجبهم الأخلاقي يُحتم عليهم الوقوف مع أي مظلوم، خصوصًا من لا يجد قوت يومه. تفاعل واسع.. وشهدت محافظات: 'أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة'، تفاعلًا واسعًا، خصوصًا بين الشباب وطلبة الجامعات الذين نظّموا حملات مستقلة وأخرى بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، كما شاركت المساجد في إطلاق مبادرات تبرع عقب صلاة الجمعة ركزت على الدعم النقدي. ويؤكد الدكتور 'محمد شيخ لطيف'؛ مسؤول العلاقات في منظمة (بهخشین)، أن الحملة استقطبت مختلف شرائح المجتمع، حتى الأطفال والمرضى والفقراء، وبعضهم تبرع بممتلكاته الشخصية، في مشاهد إنسانية مؤثرة. ورُغم هذه الجهود؛ يتفق القائمون على الحملات أن الكارثة الإنسانية في 'غزة' تتجاوز إمكانيات الأفراد والمنظمات. ويقول 'شيخ لطيف': 'نُحاول توفير وجبة يوميًا لبعض الأسر حتى لا يموتوا جوعًا، لكن المجاعة في غزة أعمق وأخطر، ولا يُمكن إنهاؤها بالمبادرات الفردية فقط. وهناك حاجة ملحة لتدخل الدول الإسلامية والمجتمع الدولي قبل أن تكون العواقب كارثية'. ويُشير 'كاروان' إلى أن منظمته توثق كل عملية تحويل بالأرقام والفيديوهات وتنشر تقارير دورية على منصات التواصل لضمان الشفافية، لكنه يُقر بصعوبة التحديات في ظل القصف المستمر ونقص الموارد لدى الشركاء المحليين. ويرى مراقبون أن هذه المبادرات، التي جمعت بين التبرعات الفردية والحملات العشائرية والمواقف الوجدانية، تعكس نزعة إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، وتؤكد قدرة المجتمعات المحلية على إحداث فارق حين تتحرك بدافع الضمير والمسؤولية الأخلاقية تجاه قضايا الأمة الإسلامية.


ساحة التحرير
منذ 14 ساعات
- ساحة التحرير
الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – علاقات غير متوازنة!الطاهر المعز
الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – علاقات غير متوازنة! الطاهر المعز مقدّمة يستمر تراجع العولمة، فقد انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر، وهي المبالغ التي تستثمرها الشركات في بلدان غير بلد المنشأ، سنة 2024، بنسبة 11% عالميًا، ليصل إلى 1,5 تريليون دولار، غير إنها ارتفعت في الولايات المتحدة واستمر الإرتفاع في بداية فترة رئاسة دونالد ترامب ( أي منذ بداية سنة 2025) وفق تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) الذي يتوقع استمرار الإنخفاض بسبب التوترات السائدة وتزايد المخاطر السياسية، وبسبب حالة عدم اليقين التي أحدثتها الحرب التجارية التي أعلنها دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وزيادة الرقابة على الاستثمار الأجنبي في العديد من الدول وفق أُونكتاد، وبالنسبة للولايات المتحدة – القوة المهيمنة على الإقتصاد العالمي – انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0,5% ( على أساس سنوي) خلال الرّبع الأول من سنة 2025، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية، (26 حزيران/يونيو 2025) وكانت التوقعات تُشير إلى انخفاض بنسبة 0,2% غير إن الإنخفاض كان أكْبَر بسبب ضُعْف إنفاق المستهلكين وانخفاض قيمة الصادرات ، وزيادة الواردات ( راكمت الشركات مخزوناتها قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها دونالد ترامب) وانخفاض الإنفاق الحكومي. مع تراجع دونالد ترامب عن بعض أشدّ عقوباته التجارية صرامةً في محادثات التجارة الجارية، أو تأجيله لها، يقترب الموعد النهائي لشهر تموز/يوليو 2025 لفرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الشركاء التجاريين، مما يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي. أوروبا، بين الصين والولايات المتحدة ارتفعت صادرات الصين إلى بلدان الإتحاد الأوروبي، خلال النّصف الأول من سنة 2025، بنسبة 7% وبلغت 267 مليار دولارا، فيما انخفضت صادرات أوروبا إلى الصين بنسبة 6% لتصل إلى 125 مليار دولارا، بنهاية شهر حزيران/يونيو 2025، وخلال سنة 2024، بلغ الفائض التجاري الصيني مع الإتحاد الأوروبي نحو 350 مليار دولارا، رغم 'العقوبات' وزيادة الرّسوم الجمركية وحظر دخول بعض السلع الصينية، وتعمّق العجز الأوروبي بفضل تحسين جودة الإنتاج الصيني مع انخفاض ثمنه، بما في ذلك السيارات الكهربائية الصينية التي رفعت دول الإتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على دخولها أسواق أوروبا بذريعة حصولها على دعم الدّولة الصينية ( وتلوم أوروبا الصين على ما تقوم به كل الدّول الصناعية، من اليابان إلى الولايات المتحدة، مرورا بأوروبا)، وتمكنت منتوجات الصين من فَرْض نفسها في الأسواق الأوروبية، فيما تسعى الصين إلى إنتاج ما تحتاجه بهدف خفْض حجم وقيمة الواردات، من الإتحاد الأوروبي أو من غيره، وكانت قمة بكين ( يوم الخميس 24 تموز/يوليو 2025) بين الصين والإتحاد الأوروبي تهدف التّوصّل إلى اتفاق تجاري يضع حدًّا للتوتر بين الطّرَفَيْن، لكن مُمثلي الإتحاد الأوروبي، وبالأخص رئيسة المُفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تجاوزوا التّجارة وطلبوا من الصّين عدم دعم روسيا التي يعتبرها الإتحاد الأوروبي عدوًّا رئيسيا، وتعتبر أورسولا فون دير لاين إن الصين أنقذت اقتصاد الحرب في روسيا الذي تُقاطعه دول الإتحاد الأوروبي، رغم الضّرر الكبير الذي لحق اقتصاد أوروبا، وخصوصًا اقتصاد ألمانيا، جراء التوقف عن توريد المحروقات الرّوسية عالية الجودة ورخيصة الثمن، واستفاد الإقتصاد الأمريكي من مقاطعة أوروبا لروسيا، بزيادة صادرات النفط والغاز الصّخْرِي الأمريكي الرّديء ومرتفع الثّمن، وبفضل زيادة ميزانية الحرب لكافة أعضاء حلف شمال الأطلسي الذي يُمثل الإتحاد الأوروبي 23 عضوا داخله من إجمالي 32 عضو، وليس من باب الصدفة أن يكون لقاء بريستويك ( اسكتلندا، ببريطانيا) بين رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الأمريكي، يوم الأحد 27 تموز/يوليو 2025، مباشرة بعد القمة الصينية الأوروبية الفاشلة، وكان الرئيس الأمريكي قد وصل إلى بريستوك يوم الجمعة 25 تموز/يوليو 2025 وسط استنفار أمني كبير بفعل الإحتجاجات ضد زعيم الإمبريالية العالمية، الذي استهلّ زيارته بلعب الغولف في ملعب تيرنبيري التاريخي، رغم الأمطار، وخلال اجتماع يوم الأحد 27 تموز/يوليو 2025، تم توقيع اتفاق التجارة بين رئيسة مُفَوّضية الإتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وتُحدّد الإتفاقيةُ الرسومَ الجمركيةَ الأميركية على المنتجات الأوروبية بنسبة 15%، مع 'منح استثناءات لبعض القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك قطاع الطيران'، ويلتزم الاتحاد الأوروبي بشراء 750 مليار دولار من الطاقة الأمريكية ــ بهدف استبدال الغاز الروسي على وجه الخصوص ــ و600 مليار دولار من الاستثمارات الإضافية في الولايات المتحدة، وأبدى العديد من السياسيين والصناعيين الأوروبيين تحفظاتهم واعتبره العديد من القادة الأوروبيين في فرنسا وإسبانيا وغيرها 'غير متوازن' ولا يُفيد المصانع والمستهلكين الأوروبيين، بل مُخيبا للآمال واستسلاما أوروبيا للولايات المتحدة… بعد لقاء كل منهما مع الإتحاد الأوروبي يلتقي قادة الصين والولايات المتحدة، يوم الإثنين 28 تموز/يوليو 2025 لإجراء جولة جديدة من المحادثات والمفاوضات التجارية في ستوكهولم، عاصمة السّويد لمدّة يَوْمَيْن، بهدف تمديد فترة تعليق زيادات الرسوم الجمركية التي استمرت تسعين يوما إثر مفاوضات شهر أيار/مايو 2025 بجنيف ويستمر تعليق الرسوم – إذا لم يتم تمديدها – حتى 31 تموز/يوليو 2025، وللتذكير فإن جميع المنتجات الداخلة إلى الولايات المتحدة تخضع لضريبة تتراوح بين 10% و50% ويستهدف أعلى معدل البرازيل، في حين تواجه كندا رسوما إضافية بنسبة 35% والمكسيك بنسبة 30% ونجح دونالد ترامب في إلغاء اتفاقية التجارة، من جانب واحد ودون مفاوضات، خلافًا لما تنص عليه اتفاقية التجارة الحرة بين الجيران الثلاثة، وتؤدي هذه الزيادات في متوسط الرسوم الجمركية المطبقة على المنتجات المستوردة، إلى بلوغ أعلى مستوى لها منذ أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، وفقا لبيانات مركز أبحاث Budget Lab في جامعة ييل عن وكالة الصحافة الفرنسية + مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ( من 24 إلى 27 تموز/يوليو 2025) حصيلة الإتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي أعلن المفوض التجاري الأوروبي ماروس سيفكوفيتش 'إن شبح الحرب التجارية قد تراجع ( لكن الإتفاق التجاري مع الولايات المتحدة ) أثار الخلافات داخل الإتحاد الأوروبي لأن المفاوضات كانت مدفوعةً بمصالح ألمانيا التي يعتمد اقتصادها على التّصدير'، وهو نفس الإنطباع الذي ورد في تحليل بعض وسائل الإعلام، مثل فاينانشال تايمز ووكالة أسوشيتد برس، وأظْهَر هذا الإتفاق غير المتوازن إن الاتحاد الأوروبي لا يُمثل قوةً اقتصادية قادرةً على مواجهةِ الولايات المتحدة أو الصين، ويفتقر الإتحاد الأوروبي إلى الوسائل الضرورية للدّفاع عن 'التجارة الحرة' التي يُنادي بها، ويظهر عدم التّوازن في ارتفاع التعريفات الجمركية من 1,5% إلى 15%، وهي نفس النسبة التي تُطبقها الآن الولايات المتحدة على وارداتها من اليابان فيما تبلغ تعريفة دخول إنتاج بريطانيا 10%، وهي أفضل بكثير من التعريفات في بقية دول القارة… قَدَّمَ الاتحاد الأوروبي جميع التنازلات، بينما لم تُقَدّم الولايات المتحد وتعهّد الإتحاد الأوروبي بشراء الطاقة الأمريكية الرديئة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، بمعنى آخر، وكما هو الحال مع اليابان، تريد الولايات المتحدة من دول العالم الأخرى سداد ديونها. إيرلندا نموذج لأضرار أوروبا يعتمد اقتصاد إيرلندا – عضو الإتحاد الأوروبي – بشكل كبير على شركات الأدوية والتكنولوجيا والمؤسسات المالية الأمريكية العابرة للقارات (فايزر و وَإيْلِي لِيلِّي وجونسون آند جونسون، وكذلك بعض الإحتكارات الأمريكية الأخرى مثل أبل وغوغل وميتا/فيسبوك، التي تجذبها دولة تُعتبر ملاذًا ضريبيًا عمليًا داخل الاتحاد الأوروبي، بفعل انخفاض الرُّسُوم والضّرائب، وسجّلت العديد من الشركات الأمريكية – مثل شركات الأدوية – العديد من براءات الإختراع في إيرلندا بهدف خفض قيمة الضرائب التي تُسدّدها في بلدان أخرى، وأدّت إيرادات الحكومة الإيرلندية إلى تحقيق فوائض كبيرة في ميزانيتها، مما ساعدها على تحقيق نمو اقتصادي هائل منذ تسعينيات القرن العشرين، وذلك بفضل إدخال مستويات منخفضة بشكل خاص من الضرائب على الشركات التي نشأت أو نقلت مقرّاتها الرّسمية إلى إيرلندا، غير إن الكادحين والفُقراء لم يستفيدوا سوى من بعض الفُتات، استحوذت صناعة الأدوية على ما يقرب من نصف صادرات أيرلندا، أي ما يعادل 100 مليار يورو، منها ما يقرب من 40% من الولايات المتحدة،وتوظف هذه الصناعة بشكل مباشر حوالي 50 ألف عامل، وتشكل نسبة كبيرة من الأدوية المصنعة في أيرلندا أسماء تجارية تكون أيرلندا في بعض الأحيان المنتج الوحيد لها، مثل البوتوكس أو الفياغرا، وهي منتجات توفر هوامش ربح عالية، كما يعتمد الاقتصاد الأيرلندي أيضًا على شركات التكنولوجيا العملاقة التي تجذبها المزايا الضريبية، واتخذت هذه الشركات من أيرلندا مقرًا لها في أوروبا، ونقلت بعض حقوق ملكيتها الفكرية إليها… الهيمنة العسكرية الأمريكية لا تقتصر هيمنة الولايات المتحدة على المجال المالي والإقتصادي والإيديولوجي، بل تمتد إلى المجال العسكري، من خلال فَرْض رفع الإنفاق الحربي، فقد أقرّت قمة حلف شمال الأطلسي – بضغط أمريكي – زيادة الميزانيات العسكرية للدول الأعضاء إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. اجتمعت الدول الأعضاء الـ 32 للناتو بمناسبة القِمّة السنوية لهذا التحالف العسكري الإمبريالي في لاهاي ( هولندا) يومَيْ 04 و 05 تموز/يوليو 2025، لحضور القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتزمت بتخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو للإنفاق العسكري بحلول سنة 2035، ويُعد هذا القرار خطوة نحو حرب شاملة تدفع ثمنها الشعوب (من خلال الضرائب، والتخفيض الحاد في الإنفاق 'الاجتماعي'، وتدهور ظروف المعيشة والعمل)، وخصوصا في دول الإتحاد الأوروبي التي عقدت قمة جديدة للدول الأعضاء ( في الاتحاد الأوروبي ) في أعقاب قمة الناتو بهدف تنسيق جهود إعادة التسليح الضخمة، وللتذكير، فإن ثلاثًا وعشرين دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي هي أيضًا أعضاء في حلف شمال الأطلسي، ويُعد هذا التنسيق بين حلف شمال الأطلسي ( الذي تهيمن عليه الإمبريالية الأمريكية) والإتحاد الأوروبي نموذجًا لواقع الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، والصراع بالوكالة بين الإمبريالية الأمريكية والأوروبية وروسيا، والعدوان الصهيوني على شعوب المشرق العربي وإيران بدعم من حلف شمال الأطلسي ومن الشركات العابرة للقارات، من بينها شركات صناعة الأسلحة وشركات المُعِدّات التكنولوجية والذكاء الإصطناعي وأصحابها من المليارديرات والأوليغارشيين… قرّرت الدّول الأعضاء بمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال قمة لاهاي ( 24 و 25 حزيران/يونيو 2025) زيادة الإنفاق العسكري من 2 كانت مُسْتَهْدَفة سنة 2024 إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة سنة 2025، بناءً على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكّد العديد من مُمثِّلي الدّول الأوروبية ( 23 من بين 32 عضو بالحلف) إن روسيا هي العدو الرئيسي وتتهيأ لغزو أوروبا بأكملها لو انتهت حرب أوكرانيا، لتبرير إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، وزيادة وتشديد الحصار و'العقوبات' ضدّ روسيا، وبما إن روسيا ليست طرفًا في الحروب العدوانية الدّائرة في 'الشرق الأوسط' تُبرّر دول الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي دعمها المُطلق بالمال والسّلاح والإعلام للكيان الصّهيوني 'بمحاربة الإرهاب' أو 'مكافحة العداء للسامية' ( وهي ظاهرة أوروبية بحتة) لأن الإيديولوجية الصهيونية جزء من الفكر الإستعماري الإمبريالي ( الأمريكي والأوروبي ) ويُمثّل الكيان الصّهيوني وكيلاً للإمبريالية في المنطقة، ويُعتبر الكيان الصّهيوني شريكًا استراتيجيا لحف شمال الأطلسي وشريكًا تجاريًّا مُبَجّلاً للإتحاد الأوروبي… قدّرت صحيفة 'نيويورك تايمز' ( 06 تموز/يوليو 2025) قيمة تعزيز موارد المالية لحلف شمال الأطلسي، وزيادة الإستثمارات العسكرية الأوروبية (خلال عشر سنوات) بنحو 16 تريليون دولارا، مما يسمح للشركات الأمريكية وبعض الشركات الأوروبية زيادة الإنفاق على البحث والإبتكار، لأن الولايات المتحدة تفرض منظومات دفاع بمعايير تعجز الدّول الأوروبية عن تحقيقها، مما يجعلها تشتري المعدات الدفاعية الضرورية والمطلوبة التي تُنتجها الشركات الأمريكية، لأن أوروبا تفتقر إلى بدائل عالية الجودة، وتمثل طائرة إف-35 نموذجًا لهذا الإرتهان الأوروبي، فقد سدّد الأعضاء الأوروبيون بحلف شمال الأطلسي الثمن المرتفع جدًّا لتصنيع هذه الطائرة المُقاتلة، كما تستورد أوروبا من الولايات المتحدة أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت وقاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة المتطورة والمدفعية بعيدة المدى الموجهة بالأقمار الصناعية وأنظمة القيادة والتحكم المتكاملة، ومُعدّات وقدرات الحرب الإلكترونية والسيبرانية، ومعظم البرمجيات اللازمة لتشغيلها، وما انفكّ استثمار الدول الأوروبية في الأسلحة الأمريكية يرتفع، لتكون أسلحتها متوافقة مع المعايير التي فَرَضَتْها الولايات المتحدة على حلف شمال الأطلسي الذي يُشكّل 34% من إجمالي صادرات الأسلحة الأمريكية سنة 2024، مما يُمكّن شركات صناعة الأسلحة الأمريكية من جَنْيِ عائداتٍ وأرباح كبيرةً. تداعيات الإتفاق التجاري المَفْرُوض علّقت وكالة بلومبرغ الأمريكية في تحليل نشرته يوم 28 تموز/يوليو 2025 على إعلان التوصل إلى اتفاق تجاري بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الامريكي دونالد ترامب، بأن الإتفاق يُعتَبَرُ أكبر اتفاق تجاري في تاريخ العلاقات عبر الأطلسي، من حيث الحجم، وكذلك طبيعة التنازلات التي قدّمتها أوروبا تحت الضغط، مما اعتبرته الوكالة رضوخًا كاملاً للإبتزاز الأمريكي، ويتمثل الرّضوخ في قُبول رسوم بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة التي تتمتع صادراتها إلى أوروبا بامتيازات ضخمة، واعتبر تحليل وكالة رويترز 'إن هذه الصفقة أعادت تشكيل العلاقات التجارية بين أوروبا وأمريكا لصالح الولايات المتحدة التي أبقت على نسبة 50% على الصلب والألمنيوم الأوروبيين، وتبلغ الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية 15% وفي المقابل تنخفض رسوم دخول السيارات الأميركية إلى دول الإتحاد الأوروبي من 10% إلى 2,5%، وحلل تقرير وكالة 'بلومبرغ' مناخ الصفقة ضمن مسار سياسي يُشكل 'الأمن والدفاع والتجارة' محاوره الأساسية، خصوصًا بعد رضوخ أعضاء حلف شمال الأطلسي للتهديدات الأمريكية، برفع الإنفاق الحربي من 2% كانت متوقعة سنة 2024 ( لم تبلغها العديد من الدّول الأعضاء ) إلى 5% ويستفيد المُجمّع الصناعي العسكري الأمريكي من هذه الزيادة لأنه المُزَوّد شبه الحصري لجيوش حلف شمال الأطلسي، ويستفيد اقتصاد الولايات المتحدة من بنود الإتفاق الأخرى، مثل شراء أوروبا الغاز الصخري والوقود الأحفوري الأمريكيين بقيمة 750 مليار دولار وضخ استثمارات أوروبية مباشرة بقيمة 600 مليار دولار في اقتصاد الولايات المتحدة، وفق بلومبيرغ، واعتبرت صحيفة فايننشال تايمز إن هذه المبالغ مُشطّة ويعسر على الإتحاد الأوروبي إنفاقها في الإقتصاد الأمريكي، غير إن دونالد ترامب أعلن إن أوروبا سوف تُموّل صفقات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، في ظل التراجع الأميركي عن التورط المباشر في الحرب الدّائرة في أوروبا، خلافًا للتورّط العسكري الأمريكي المباشر في المشرق العربي وإيران… اعتبر تحليل وكالة بلومبرغ 'إن هذه الصّفقة تسوية سياسية قَسْرِيّة وحلقة ضمن سلسلة اتفاقات فرضها دونالد ترامب على الحلفاء' في آسيا (اليابان وفيتنام والهند ) وأميركا الجنوبية، وخصوصًا المكسيك ( التي تربطها اتفاقية تجارة حرة بالويات المتحدة وكندا، وتنكّر لها دونالد ترامب) والبرازيل، وعلّقت وكالة أسوشيتد برس 'وافقت أوروبا على اتفاقٍ لم تَكُنْ لِتُوَقّعَهُ قبل سنوات '، مما أعاد تشكيل التجارة العالمية بشكل أحادي، كما فرضت الولايات المتحدة تقويض خطة أوروبا للتصنيع العسكري بقيمة خمسمائة مليار يورو، والتي تم إقرارها قبل بضعة أسابيع، وسوف يتم تحويل ذا المبلغ لشراء الأسلحة الأمريكية 'المتوافقة مع مَعايير حلف شمال الأطلسي' ولشراء أسلحة أمريكية وإرسالها إلى أوكرانيا، وأثبت هذا الاتفاق سطوة الإمبريالية الأمريكية وانحدار الإمبريالية الأوروبية وتبعيتها العسكرية والإقتصادية للحليف الأمريكي المُهَيْمِن تأثيرات الرّسوم الجمركية على المواطنين ( المستهلكين ) الأمريكيين تشير الإدارة الأميركية إن هدف الرسوم الإضافية والحماية الجمركية هو إعادة التوطين الصناعي، وتحقيق دخل إضافي للخزينة من الرسوم، غير إن المُواطنين الأمريكيين ( المُستهلكين) يُسدّدون ثمن هذه الزيادات، ويُتَوَقَّعُ ارتفاع أسعار الإستهلاك داخل الولايات المتحدة، ليدفعَ المواطنون ثمن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من السلع الأساسية مثل السيارات ومواد البناء والطاقة والملابس والأحذية، إذ تعتمد سوق الملابس والأحذية الأمريكية على الاستيراد من الصين وفيتنام وبنغلاديش، فضلا عن القهوة وزيت الزيتون والكحول، وسوف يضطر التُّجّار المحليون الأمريكيون إلى تمرير زيادات الرسوم الجمركية على أسعار الإستهلاك ( 30% على الواردات الصينية و 35% على واردات بنغلادش و 19% على السلع الفيتنامية والإندونيسية…)، ويتوقع 'مُختَبَر الميزانية في جامعة ييل'، أن ترتفع أسعار الغذاء في القريب بنسبة 3,4% ;أن تقفز أسعار الملابس بنسبة تصل إلى 37% في المدى القصير، وهي زيادة غير مسبوقة منذ عقود بينما أعلنت العديد من العلامات التجارية زيادات متفاوتة النّسبة بداية من الأول من آب/أغسطس 2025، وسوف ترتفع أسعار السيارات لأن قطاع السيارات يعتمد على قطع أجنبية، أو على التّجْمِيع في كندا أو المكسيك أو غيرهما، ما يجعلها أيضًا عرضة للرسوم، كما سوف ترتفع تكلفة بناء المساكن بفعل اعتمادها على الخشب المستورد، وفق تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي بتاريخ 29 تموز/يوليو 2025)، ووفقًا لتقديرات جامعة ييل، فإن معظم آثار هذه الرسوم لم تصل بعد إلى المستهلكين، لكن الأسعار سوف ترتفع خلال الأشهر المقبلة… عن موقع شبكة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي 29 تموز/يوليو 2025 تأثيرات الهيمنة الأمريكية على ألمانيا ارتبطت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي باتفاقيات تجارة حرة وكان معدّل الرسوم الجمركية 1% وارتفع حاليا – بعد اتفاقية تموز/يوليو 2025 – إلى 15% مما يَضُرُّ بالعديد من قطاعات الإقتصادالأوروبي، والألماني بشكل خاص، وفق محطة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الحكومية 'إيه أر دي' ورد ذِكر تأثيرات الإتفاق التجاري الأوروبي/الأمريكي على إيرلندا، في فقرة سابقة، ولكن الإقتصاد الألماني أكبر بكثير، بل يُعد الإقتصاد الألماني قاطرةَ اقتصاد مجموعة الإتحاد الأوروبي، لكن أحزاب وحكومات ألمانيا مُصْطَفّة سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وراء الموقف الأمريكي، مما يُخلّف أضرارًا اقتصادية كبيرة، وعاني، ولا يزال يُعاني اقتصاد ألمانيا من توقف الحكومة عن شراء الغاز الروسي الرخيص وذي الجودة العالية مما أدّى إلى ارتفاع نفقات الطّاقة سواء للشركات والمصانع أو للأفراد، بينما تُصرّ الحكومة الألمانية السابقة ( تحالف الحزب الدّيمقراطي الإجتماعي والخُضْر) والحكومة الحالية ( ائتلاف الحزب الديمقراطي المسيحي وشركائه) على إرسال المزيد من الأسلحة والذّخائر إلى الكيان الصهيوني وأوكرانيا، رغم انكماش الناتج المحلي الإجمالي خلال سنتَيْ 2023 و 2024، وبنسبة 0,1% خلال الربع الثاني من سنة 2025، مقارنة بالربع الأول، وفق مكتب الإحصاء الألماني، يوم الأربعاء 30 تموز/يوليو 2025، ويتوقع أن يكون اقتصاد ألمانيا أكبر متضرر من الرسوم الإضافية الأميركية التي قد تُعرقل صادرات السيارات الألمانية والصلب والمواد الكيماوية، وتعرقل كذلك خطط الإستثمار التي أعلنها المُستشار فريدريش ميرتس، لاستثمار المليارات في البنية التحتية والتّسَلّح والمُعدّات والبناء بالإضافة إلى مبادرة الاستثمار الخاص بقيمة أكثر من 600 مليار يورو (693 مليار دولار)، مع الإشارة إلى ارتفاع الإستثمارات الأوروبية في الإقتصاد الأمريكي – قبل هذا الإتفاق – إلى 5,7 تريليونات دولارا، وعلى ضوء هذه المُعْطَيات، يتوقع صندوق النقد الدّولي أن يُحقق اقتصاد ألمانيا، بنهاية سنة 2025، نموًا طفيفًا بنسبة 0,1% وبنسبة 0,9% خلال سنة 2026. أما بالنسبة لمنطقة اليورو ( 20 دولة من دول الإتحاد الأوروبي السّبع والعشرين) فيتوقع صندوق النّقد الدّولي نموًّا بنسبة 1% سنة 2025 و بنسبة 1,2% سنة 2026… خاتمة: تندرج العلاقات بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وكذلك علاقات الولايات المتحدة مع جميع شُركائها التّجاريين ضمن سياسة غَطْرَسَة الإمبريالية الأقوى، بفعل النّهب المالي ( عبر الدّولار والسيطرة على الشبكة الإلكترونية والتحويلات المالية) وعبر القوة العسكرية، وعدم وجود قوة أو تحالف قوى يعترض على مخططاتها وممارساتها، وتُسمّي الصين وروسيا هذا الوضع 'هيمنة القُطب الواحد' وتريد تغييره ب'عالم متعدّد الأقطاب' وهو عالم رأسمالي بالطّبع وإن كان 'مُتعدّد الأقطاب'، والرأسمالية تميل بطبيعتها إلى التّوسّع واكتساح أسواق خارجية، واستغلال موارد الشعوب الفقيرة، لأن الرّأسمالية تضعف وقد تضْمَحِلّ إن لم تفعلْ ذلك… لذلك عندما نُشِير إلى الهيمنة الأمريكية على أوروبا فإن ذلك لا يعني إن أوروبا أقل خطورة، فأوروبا مهد الرأسمالية والإستعمار والإمبريالية، وما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني سوى 'أبناءً شرعِيِّين لأوروبا الإستعمارية'، غير إن الإمبريالية الأوروبية في انحدار، منذ الحرب العالمية الثانية، وتدرّجت الإمبريالية الأمريكية في سُلّم الهيمنة وهي تحاول إنهاك أو إضْعاف كافة المنافسين، من الصين إلى أوروبا مرورًا بمجموعة بريكس، خصوصًا بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، المنافس الوحيد الذي كان له مشروع بديل للهيمنة الإمبريالية الأمريكية، أما الصين فلا تعدو أن تكون أهم منافس للولايات المتحدة وهي ليست صديقةً لأحد، لأن النّظام الصيني، كما أي نظام رأسمالي لا يُؤْمِنُ سوى بالمصالح، ولذلك فلا مجال للتعويل على الصين أو مجموعة بريكس أو غيرها، ويبقى المجال الوحيد للتغيير هو صمود ومقاومة الكادحين والشعوب المُضْطَهَدَة لمخططات الرأسمالية والإمبريالية والأنظمة الوكيلة لها مثل الأنظمة العربية و'الإسلامية' المتواطئة مع الكيان الصهيوني… 2025-08-01


ساحة التحرير
منذ 19 ساعات
- ساحة التحرير
واشنطن تقود الإرهاب في الشرق!محمد بن سالم التوبي
واشنطن تقود الإرهاب في الشرق! محمد بن سالم التوبي الرئيس الأمريكي أو الرئيس رقم واحد في العالم وهي الحقيقة التي لا مناص من الاعتراف، بها لأنه الواقع المُرّ الذي يعيشه العالم وتعيشه البشرية سواءً، كان ترامب أو سابقوه ممّن جعلوا سيوفهم في رقاب الملايين من البشر الذين سفكت دمائهم منذ الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا. وما زالت الآلة الأمريكية تفتك بالبشرية شرقًا وغربًا، ولنا في اليابان عبرةً وعظه؛ فقد قُتِل من جرّاء القنابل الذريّة ما يزيد عن (٣٠٠) ألف شخص إمّا بالموت المُباشر أو من خلال الأمراض الفتّاكة التي سبّبتها الإشعاعات إن المُتتبّع للحروب الأمريكية منذ حرب الاستقلال إلى يومنا هذا يجد أنّها حروب عبثية مُقيته لم يكن الإنسان فيها ذا قيمة؛ سواء كان الإنسان جُندي أمريكي أم شعوب يُمَارَسْ ضِدَّها الاستعمار أو القتل من أجل القتل والتصفية. لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروبها في الشرق والغرب من غير أسباب مُقنعة، وحتى حربهم على السُّكّان الأصليين من الهنود الحُمر الذين ما زالوا يعانون من التمييز في القرن الواحد والعشرين هي حرب تطهير عرقي . لقد قتل الجيش الأمريكي من جنوده ما يزيد عن المليون جندي في حروب عبثية لا يمكن وصفها بالحروب التي تنادي بها أمريكا من أجل حُرّية الشعوب، أو من أجل الديموقراطية أو مكافحة الإرهاب؛ بل جُلّها حروب تتمحور حول الإمبريالية والسلطة والتوسع والنفوذ؛ فالعقيدة الأمريكية من أجل النفوذ يجب أن تشعل حروبا هنا وهناك حتى يتأتّى لها أن تمسك بقيادة العالم ليأتوا إليها صاغرين تتسابق إليهم الرقاب حتى إذا ما وجدت الفرصة للتخلص منها أقاموا عليها الحدّ وأتوا بقيادة جديدة تكون خاضعة منقادة مسلوبة الحرية والكرامة . لقد عانى العالم من الحروب الأمريكية سواء في أمريكا اللاتينية أم في الشرق القريب أو البعيد كما هي الحرب في كوريا (١٩٥٠–١٩٥٧) التي أودت بحياة ما يزيد عن ٣٦ ألفًا من الجنود الأمريكان، وما يزيد عن مليوني إنسان من الكوريتين ومن الصينيين الذين دخلوا الحرب عندما وجدوا الأمريكان على حدودهم وهذه الحرب جرّت لاحقًا إلى الحرب في فيتنام (١٩٥٠-١٩٧٥) التي راح ضحيتها ما يقارب ٦٠ ألفًا من الجنود الأمريكان وأكثر من مليونين من الأبرياء الفيتناميين إلى أن تحررت وخسرت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب وعادت منكسة الرأس، وما هو الداعي لهذه الحرب التي شنّتها واشنطن من أجل دحر الشيوعية وكانت النتيجة أن توحّد المعسكر الشمالي والجنوبي تحت حكم شيوعي . الحرب في العراق كلّفت العراق أمنه واستقراره وتفكيكه؛ فبعد أن كان بلدًا ينعم بالاستقرار والوحدة تحوّل إلى وطن تحكمه الطائفية والقبلية والمذهبية التي مزّقته شر ممزق وكلّفت اقتصاده رقمًا فلكيًا لا يمكن أن يحصره مركز بحثي ولا حجم الدمار الذي تعاني منه العراق في الوقت الحالي أو مستقبلاً. لقد شردت الحرب ملايين من أبناء العراق وقتلت الجيوش ما يزيد عن مائتي ألف مدني وتسببت الحرب في فشل منظومة الخدمات وزيادة مستوى الفساد وانهيار البنى التحتية لكل العراق. كما أن ما زاد وعمّق المشاكل الاقتصادية هو ظهور ميليشيات مسلّحة وتفشّي الطائفية وانقسام المجتمع إلى سنّي وشيعي. حصيلة الحرب في أفغانستان ونتائجها على مدى عشرون عامًا كانت وخيمة على الشعب الأفغاني؛ حيث قتل ما يزيد عن ٤٧ ألف مدني و٦٦ ألف قتيل من الجيش الأفغاني وما يقارب من ٦٥ ألف من حركة طالبان، والملايين من البشر الذين نزحوا داخل أفغانستان وخارجها، وفي نهاية المطاف حكم طالبان افغانستان وخرج الأمريكان من الحرب بخسائر تقدر بما يزيد من ٢ ترليون دولار ضاعفت من حجم الديون في الخزانة الأمريكية التي تعاني من أثر هذه الديون، وقد صُنّفت تلك الحرب كأطول الحروب على البشرية وقد استنزفت الكثير من الموارد المالية؛ مما أدّى إلى فقدان الثقة في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتحالفات في الحروب إن التدخلات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا وسوريا والسودان واليمن ومؤخرًا ضرباتها الأخيرة لإيران على إثر رد إيران المستحق على ما قامت به إسرائيل من هجوم مباغت عليها، وكذلك قيام واشنطن بوقوفها مع إسرائيل في حرب الإبادة في غزة ومدّها بالسّلاح والجنود والتكنولوجيا المتقدمة؛ كل ذلك يثبت جليًا إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على جعل الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة من أجل هيمنتها وحماية إسرائيل الدولة اللقيطة التي صنعها الغرب على حساب الفلسطينيين. 2025-08-01