
الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – علاقات غير متوازنة!الطاهر المعز
الطاهر المعز
مقدّمة
يستمر تراجع العولمة، فقد انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر، وهي المبالغ التي تستثمرها الشركات في بلدان غير بلد المنشأ، سنة 2024، بنسبة 11% عالميًا، ليصل إلى 1,5 تريليون دولار، غير إنها ارتفعت في الولايات المتحدة واستمر الإرتفاع في بداية فترة رئاسة دونالد ترامب ( أي منذ بداية سنة 2025) وفق تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) الذي يتوقع استمرار الإنخفاض بسبب التوترات السائدة وتزايد المخاطر السياسية، وبسبب حالة عدم اليقين التي أحدثتها الحرب التجارية التي أعلنها دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وزيادة الرقابة على الاستثمار الأجنبي في العديد من الدول وفق أُونكتاد، وبالنسبة للولايات المتحدة – القوة المهيمنة على الإقتصاد العالمي – انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0,5% ( على أساس سنوي) خلال الرّبع الأول من سنة 2025، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية، (26 حزيران/يونيو 2025) وكانت التوقعات تُشير إلى انخفاض بنسبة 0,2% غير إن الإنخفاض كان أكْبَر بسبب ضُعْف إنفاق المستهلكين وانخفاض قيمة الصادرات ، وزيادة الواردات ( راكمت الشركات مخزوناتها قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها دونالد ترامب) وانخفاض الإنفاق الحكومي.
مع تراجع دونالد ترامب عن بعض أشدّ عقوباته التجارية صرامةً في محادثات التجارة الجارية، أو تأجيله لها، يقترب الموعد النهائي لشهر تموز/يوليو 2025 لفرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الشركاء التجاريين، مما يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
أوروبا، بين الصين والولايات المتحدة
ارتفعت صادرات الصين إلى بلدان الإتحاد الأوروبي، خلال النّصف الأول من سنة 2025، بنسبة 7% وبلغت 267 مليار دولارا، فيما انخفضت صادرات أوروبا إلى الصين بنسبة 6% لتصل إلى 125 مليار دولارا، بنهاية شهر حزيران/يونيو 2025، وخلال سنة 2024، بلغ الفائض التجاري الصيني مع الإتحاد الأوروبي نحو 350 مليار دولارا، رغم 'العقوبات' وزيادة الرّسوم الجمركية وحظر دخول بعض السلع الصينية، وتعمّق العجز الأوروبي بفضل تحسين جودة الإنتاج الصيني مع انخفاض ثمنه، بما في ذلك السيارات الكهربائية الصينية التي رفعت دول الإتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على دخولها أسواق أوروبا بذريعة حصولها على دعم الدّولة الصينية ( وتلوم أوروبا الصين على ما تقوم به كل الدّول الصناعية، من اليابان إلى الولايات المتحدة، مرورا بأوروبا)، وتمكنت منتوجات الصين من فَرْض نفسها في الأسواق الأوروبية، فيما تسعى الصين إلى إنتاج ما تحتاجه بهدف خفْض حجم وقيمة الواردات، من الإتحاد الأوروبي أو من غيره، وكانت قمة بكين ( يوم الخميس 24 تموز/يوليو 2025) بين الصين والإتحاد الأوروبي تهدف التّوصّل إلى اتفاق تجاري يضع حدًّا للتوتر بين الطّرَفَيْن، لكن مُمثلي الإتحاد الأوروبي، وبالأخص رئيسة المُفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تجاوزوا التّجارة وطلبوا من الصّين عدم دعم روسيا التي يعتبرها الإتحاد الأوروبي عدوًّا رئيسيا، وتعتبر أورسولا فون دير لاين إن الصين أنقذت اقتصاد الحرب في روسيا الذي تُقاطعه دول الإتحاد الأوروبي، رغم الضّرر الكبير الذي لحق اقتصاد أوروبا، وخصوصًا اقتصاد ألمانيا، جراء التوقف عن توريد المحروقات الرّوسية عالية الجودة ورخيصة الثمن، واستفاد الإقتصاد الأمريكي من مقاطعة أوروبا لروسيا، بزيادة صادرات النفط والغاز الصّخْرِي الأمريكي الرّديء ومرتفع الثّمن، وبفضل زيادة ميزانية الحرب لكافة أعضاء حلف شمال الأطلسي الذي يُمثل الإتحاد الأوروبي 23 عضوا داخله من إجمالي 32 عضو، وليس من باب الصدفة أن يكون لقاء بريستويك ( اسكتلندا، ببريطانيا) بين رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الأمريكي، يوم الأحد 27 تموز/يوليو 2025، مباشرة بعد القمة الصينية الأوروبية الفاشلة، وكان الرئيس الأمريكي قد وصل إلى بريستوك يوم الجمعة 25 تموز/يوليو 2025 وسط استنفار أمني كبير بفعل الإحتجاجات ضد زعيم الإمبريالية العالمية، الذي استهلّ زيارته بلعب الغولف في ملعب تيرنبيري التاريخي، رغم الأمطار، وخلال اجتماع يوم الأحد 27 تموز/يوليو 2025، تم توقيع اتفاق التجارة بين رئيسة مُفَوّضية الإتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وتُحدّد الإتفاقيةُ الرسومَ الجمركيةَ الأميركية على المنتجات الأوروبية بنسبة 15%، مع 'منح استثناءات لبعض القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك قطاع الطيران'، ويلتزم الاتحاد الأوروبي بشراء 750 مليار دولار من الطاقة الأمريكية ــ بهدف استبدال الغاز الروسي على وجه الخصوص ــ و600 مليار دولار من الاستثمارات الإضافية في الولايات المتحدة، وأبدى العديد من السياسيين والصناعيين الأوروبيين تحفظاتهم واعتبره العديد من القادة الأوروبيين في فرنسا وإسبانيا وغيرها 'غير متوازن' ولا يُفيد المصانع والمستهلكين الأوروبيين، بل مُخيبا للآمال واستسلاما أوروبيا للولايات المتحدة…
بعد لقاء كل منهما مع الإتحاد الأوروبي يلتقي قادة الصين والولايات المتحدة، يوم الإثنين 28 تموز/يوليو 2025 لإجراء جولة جديدة من المحادثات والمفاوضات التجارية في ستوكهولم، عاصمة السّويد لمدّة يَوْمَيْن، بهدف تمديد فترة تعليق زيادات الرسوم الجمركية التي استمرت تسعين يوما إثر مفاوضات شهر أيار/مايو 2025 بجنيف ويستمر تعليق الرسوم – إذا لم يتم تمديدها – حتى 31 تموز/يوليو 2025، وللتذكير فإن جميع المنتجات الداخلة إلى الولايات المتحدة تخضع لضريبة تتراوح بين 10% و50% ويستهدف أعلى معدل البرازيل، في حين تواجه كندا رسوما إضافية بنسبة 35% والمكسيك بنسبة 30% ونجح دونالد ترامب في إلغاء اتفاقية التجارة، من جانب واحد ودون مفاوضات، خلافًا لما تنص عليه اتفاقية التجارة الحرة بين الجيران الثلاثة، وتؤدي هذه الزيادات في متوسط الرسوم الجمركية المطبقة على المنتجات المستوردة، إلى بلوغ أعلى مستوى لها منذ أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، وفقا لبيانات مركز أبحاث Budget Lab في جامعة ييل
عن وكالة الصحافة الفرنسية + مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ( من 24 إلى 27 تموز/يوليو 2025)
حصيلة الإتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي
أعلن المفوض التجاري الأوروبي ماروس سيفكوفيتش 'إن شبح الحرب التجارية قد تراجع ( لكن الإتفاق التجاري مع الولايات المتحدة ) أثار الخلافات داخل الإتحاد الأوروبي لأن المفاوضات كانت مدفوعةً بمصالح ألمانيا التي يعتمد اقتصادها على التّصدير'، وهو نفس الإنطباع الذي ورد في تحليل بعض وسائل الإعلام، مثل فاينانشال تايمز ووكالة أسوشيتد برس، وأظْهَر هذا الإتفاق غير المتوازن إن الاتحاد الأوروبي لا يُمثل قوةً اقتصادية قادرةً على مواجهةِ الولايات المتحدة أو الصين، ويفتقر الإتحاد الأوروبي إلى الوسائل الضرورية للدّفاع عن 'التجارة الحرة' التي يُنادي بها، ويظهر عدم التّوازن في ارتفاع التعريفات الجمركية من 1,5% إلى 15%، وهي نفس النسبة التي تُطبقها الآن الولايات المتحدة على وارداتها من اليابان فيما تبلغ تعريفة دخول إنتاج بريطانيا 10%، وهي أفضل بكثير من التعريفات في بقية دول القارة…
قَدَّمَ الاتحاد الأوروبي جميع التنازلات، بينما لم تُقَدّم الولايات المتحد وتعهّد الإتحاد الأوروبي بشراء الطاقة الأمريكية الرديئة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، بمعنى آخر، وكما هو الحال مع اليابان، تريد الولايات المتحدة من دول العالم الأخرى سداد ديونها.
إيرلندا نموذج لأضرار أوروبا
يعتمد اقتصاد إيرلندا – عضو الإتحاد الأوروبي – بشكل كبير على شركات الأدوية والتكنولوجيا والمؤسسات المالية الأمريكية العابرة للقارات (فايزر و وَإيْلِي لِيلِّي وجونسون آند جونسون، وكذلك بعض الإحتكارات الأمريكية الأخرى مثل أبل وغوغل وميتا/فيسبوك، التي تجذبها دولة تُعتبر ملاذًا ضريبيًا عمليًا داخل الاتحاد الأوروبي، بفعل انخفاض الرُّسُوم والضّرائب، وسجّلت العديد من الشركات الأمريكية – مثل شركات الأدوية – العديد من براءات الإختراع في إيرلندا بهدف خفض قيمة الضرائب التي تُسدّدها في بلدان أخرى، وأدّت إيرادات الحكومة الإيرلندية إلى تحقيق فوائض كبيرة في ميزانيتها، مما ساعدها على تحقيق نمو اقتصادي هائل منذ تسعينيات القرن العشرين، وذلك بفضل إدخال مستويات منخفضة بشكل خاص من الضرائب على الشركات التي نشأت أو نقلت مقرّاتها الرّسمية إلى إيرلندا، غير إن الكادحين والفُقراء لم يستفيدوا سوى من بعض الفُتات،
استحوذت صناعة الأدوية على ما يقرب من نصف صادرات أيرلندا، أي ما يعادل 100 مليار يورو، منها ما يقرب من 40% من الولايات المتحدة،وتوظف هذه الصناعة بشكل مباشر حوالي 50 ألف عامل، وتشكل نسبة كبيرة من الأدوية المصنعة في أيرلندا أسماء تجارية تكون أيرلندا في بعض الأحيان المنتج الوحيد لها، مثل البوتوكس أو الفياغرا، وهي منتجات توفر هوامش ربح عالية، كما يعتمد الاقتصاد الأيرلندي أيضًا على شركات التكنولوجيا العملاقة التي تجذبها المزايا الضريبية، واتخذت هذه الشركات من أيرلندا مقرًا لها في أوروبا، ونقلت بعض حقوق ملكيتها الفكرية إليها…
الهيمنة العسكرية الأمريكية
لا تقتصر هيمنة الولايات المتحدة على المجال المالي والإقتصادي والإيديولوجي، بل تمتد إلى المجال العسكري، من خلال فَرْض رفع الإنفاق الحربي، فقد أقرّت قمة حلف شمال الأطلسي – بضغط أمريكي – زيادة الميزانيات العسكرية للدول الأعضاء إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
اجتمعت الدول الأعضاء الـ 32 للناتو بمناسبة القِمّة السنوية لهذا التحالف العسكري الإمبريالي في لاهاي ( هولندا) يومَيْ 04 و 05 تموز/يوليو 2025، لحضور القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتزمت بتخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو للإنفاق العسكري بحلول سنة 2035، ويُعد هذا القرار خطوة نحو حرب شاملة تدفع ثمنها الشعوب (من خلال الضرائب، والتخفيض الحاد في الإنفاق 'الاجتماعي'، وتدهور ظروف المعيشة والعمل)، وخصوصا في دول الإتحاد الأوروبي التي عقدت قمة جديدة للدول الأعضاء ( في الاتحاد الأوروبي ) في أعقاب قمة الناتو بهدف تنسيق جهود إعادة التسليح الضخمة، وللتذكير، فإن ثلاثًا وعشرين دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي هي أيضًا أعضاء في حلف شمال الأطلسي، ويُعد هذا التنسيق بين حلف شمال الأطلسي ( الذي تهيمن عليه الإمبريالية الأمريكية) والإتحاد الأوروبي نموذجًا لواقع الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، والصراع بالوكالة بين الإمبريالية الأمريكية والأوروبية وروسيا، والعدوان الصهيوني على شعوب المشرق العربي وإيران بدعم من حلف شمال الأطلسي ومن الشركات العابرة للقارات، من بينها شركات صناعة الأسلحة وشركات المُعِدّات التكنولوجية والذكاء الإصطناعي وأصحابها من المليارديرات والأوليغارشيين…
قرّرت الدّول الأعضاء بمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال قمة لاهاي ( 24 و 25 حزيران/يونيو 2025) زيادة الإنفاق العسكري من 2 كانت مُسْتَهْدَفة سنة 2024 إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة سنة 2025، بناءً على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكّد العديد من مُمثِّلي الدّول الأوروبية ( 23 من بين 32 عضو بالحلف) إن روسيا هي العدو الرئيسي وتتهيأ لغزو أوروبا بأكملها لو انتهت حرب أوكرانيا، لتبرير إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، وزيادة وتشديد الحصار و'العقوبات' ضدّ روسيا، وبما إن روسيا ليست طرفًا في الحروب العدوانية الدّائرة في 'الشرق الأوسط' تُبرّر دول الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي دعمها المُطلق بالمال والسّلاح والإعلام للكيان الصّهيوني 'بمحاربة الإرهاب' أو 'مكافحة العداء للسامية' ( وهي ظاهرة أوروبية بحتة) لأن الإيديولوجية الصهيونية جزء من الفكر الإستعماري الإمبريالي ( الأمريكي والأوروبي ) ويُمثّل الكيان الصّهيوني وكيلاً للإمبريالية في المنطقة، ويُعتبر الكيان الصّهيوني شريكًا استراتيجيا لحف شمال الأطلسي وشريكًا تجاريًّا مُبَجّلاً للإتحاد الأوروبي…
قدّرت صحيفة 'نيويورك تايمز' ( 06 تموز/يوليو 2025) قيمة تعزيز موارد المالية لحلف شمال الأطلسي، وزيادة الإستثمارات العسكرية الأوروبية (خلال عشر سنوات) بنحو 16 تريليون دولارا، مما يسمح للشركات الأمريكية وبعض الشركات الأوروبية زيادة الإنفاق على البحث والإبتكار، لأن الولايات المتحدة تفرض منظومات دفاع بمعايير تعجز الدّول الأوروبية عن تحقيقها، مما يجعلها تشتري المعدات الدفاعية الضرورية والمطلوبة التي تُنتجها الشركات الأمريكية، لأن أوروبا تفتقر إلى بدائل عالية الجودة، وتمثل طائرة إف-35 نموذجًا لهذا الإرتهان الأوروبي، فقد سدّد الأعضاء الأوروبيون بحلف شمال الأطلسي الثمن المرتفع جدًّا لتصنيع هذه الطائرة المُقاتلة، كما تستورد أوروبا من الولايات المتحدة أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت وقاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة المتطورة والمدفعية بعيدة المدى الموجهة بالأقمار الصناعية وأنظمة القيادة والتحكم المتكاملة، ومُعدّات وقدرات الحرب الإلكترونية والسيبرانية، ومعظم البرمجيات اللازمة لتشغيلها، وما انفكّ استثمار الدول الأوروبية في الأسلحة الأمريكية يرتفع، لتكون أسلحتها متوافقة مع المعايير التي فَرَضَتْها الولايات المتحدة على حلف شمال الأطلسي الذي يُشكّل 34% من إجمالي صادرات الأسلحة الأمريكية سنة 2024، مما يُمكّن شركات صناعة الأسلحة الأمريكية من جَنْيِ عائداتٍ وأرباح كبيرةً.
تداعيات الإتفاق التجاري المَفْرُوض
علّقت وكالة بلومبرغ الأمريكية في تحليل نشرته يوم 28 تموز/يوليو 2025 على إعلان التوصل إلى اتفاق تجاري بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الامريكي دونالد ترامب، بأن الإتفاق يُعتَبَرُ أكبر اتفاق تجاري في تاريخ العلاقات عبر الأطلسي، من حيث الحجم، وكذلك طبيعة التنازلات التي قدّمتها أوروبا تحت الضغط، مما اعتبرته الوكالة رضوخًا كاملاً للإبتزاز الأمريكي، ويتمثل الرّضوخ في قُبول رسوم بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة التي تتمتع صادراتها إلى أوروبا بامتيازات ضخمة، واعتبر تحليل وكالة رويترز 'إن هذه الصفقة أعادت تشكيل العلاقات التجارية بين أوروبا وأمريكا لصالح الولايات المتحدة التي أبقت على نسبة 50% على الصلب والألمنيوم الأوروبيين، وتبلغ الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية 15% وفي المقابل تنخفض رسوم دخول السيارات الأميركية إلى دول الإتحاد الأوروبي من 10% إلى 2,5%، وحلل تقرير وكالة 'بلومبرغ' مناخ الصفقة ضمن مسار سياسي يُشكل 'الأمن والدفاع والتجارة' محاوره الأساسية، خصوصًا بعد رضوخ أعضاء حلف شمال الأطلسي للتهديدات الأمريكية، برفع الإنفاق الحربي من 2% كانت متوقعة سنة 2024 ( لم تبلغها العديد من الدّول الأعضاء ) إلى 5% ويستفيد المُجمّع الصناعي العسكري الأمريكي من هذه الزيادة لأنه المُزَوّد شبه الحصري لجيوش حلف شمال الأطلسي، ويستفيد اقتصاد الولايات المتحدة من بنود الإتفاق الأخرى، مثل شراء أوروبا الغاز الصخري والوقود الأحفوري الأمريكيين بقيمة 750 مليار دولار وضخ استثمارات أوروبية مباشرة بقيمة 600 مليار دولار في اقتصاد الولايات المتحدة، وفق بلومبيرغ، واعتبرت صحيفة فايننشال تايمز إن هذه المبالغ مُشطّة ويعسر على الإتحاد الأوروبي إنفاقها في الإقتصاد الأمريكي، غير إن دونالد ترامب أعلن إن أوروبا سوف تُموّل صفقات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، في ظل التراجع الأميركي عن التورط المباشر في الحرب الدّائرة في أوروبا، خلافًا للتورّط العسكري الأمريكي المباشر في المشرق العربي وإيران…
اعتبر تحليل وكالة بلومبرغ 'إن هذه الصّفقة تسوية سياسية قَسْرِيّة وحلقة ضمن سلسلة اتفاقات فرضها دونالد ترامب على الحلفاء' في آسيا (اليابان وفيتنام والهند ) وأميركا الجنوبية، وخصوصًا المكسيك ( التي تربطها اتفاقية تجارة حرة بالويات المتحدة وكندا، وتنكّر لها دونالد ترامب) والبرازيل، وعلّقت وكالة أسوشيتد برس 'وافقت أوروبا على اتفاقٍ لم تَكُنْ لِتُوَقّعَهُ قبل سنوات '، مما أعاد تشكيل التجارة العالمية بشكل أحادي، كما فرضت الولايات المتحدة تقويض خطة أوروبا للتصنيع العسكري بقيمة خمسمائة مليار يورو، والتي تم إقرارها قبل بضعة أسابيع، وسوف يتم تحويل ذا المبلغ لشراء الأسلحة الأمريكية 'المتوافقة مع مَعايير حلف شمال الأطلسي' ولشراء أسلحة أمريكية وإرسالها إلى أوكرانيا، وأثبت هذا الاتفاق سطوة الإمبريالية الأمريكية وانحدار الإمبريالية الأوروبية وتبعيتها العسكرية والإقتصادية للحليف الأمريكي المُهَيْمِن
تأثيرات الرّسوم الجمركية على المواطنين ( المستهلكين ) الأمريكيين
تشير الإدارة الأميركية إن هدف الرسوم الإضافية والحماية الجمركية هو إعادة التوطين الصناعي، وتحقيق دخل إضافي للخزينة من الرسوم، غير إن المُواطنين الأمريكيين ( المُستهلكين) يُسدّدون ثمن هذه الزيادات، ويُتَوَقَّعُ ارتفاع أسعار الإستهلاك داخل الولايات المتحدة، ليدفعَ المواطنون ثمن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من السلع الأساسية مثل السيارات ومواد البناء والطاقة والملابس والأحذية، إذ تعتمد سوق الملابس والأحذية الأمريكية على الاستيراد من الصين وفيتنام وبنغلاديش، فضلا عن القهوة وزيت الزيتون والكحول، وسوف يضطر التُّجّار المحليون الأمريكيون إلى تمرير زيادات الرسوم الجمركية على أسعار الإستهلاك ( 30% على الواردات الصينية و 35% على واردات بنغلادش و 19% على السلع الفيتنامية والإندونيسية…)، ويتوقع 'مُختَبَر الميزانية في جامعة ييل'، أن ترتفع أسعار الغذاء في القريب بنسبة 3,4% ;أن تقفز أسعار الملابس بنسبة تصل إلى 37% في المدى القصير، وهي زيادة غير مسبوقة منذ عقود بينما أعلنت العديد من العلامات التجارية زيادات متفاوتة النّسبة بداية من الأول من آب/أغسطس 2025، وسوف ترتفع أسعار السيارات لأن قطاع السيارات يعتمد على قطع أجنبية، أو على التّجْمِيع في كندا أو المكسيك أو غيرهما، ما يجعلها أيضًا عرضة للرسوم، كما سوف ترتفع تكلفة بناء المساكن بفعل اعتمادها على الخشب المستورد، وفق تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي بتاريخ 29 تموز/يوليو 2025)، ووفقًا لتقديرات جامعة ييل، فإن معظم آثار هذه الرسوم لم تصل بعد إلى المستهلكين، لكن الأسعار سوف ترتفع خلال الأشهر المقبلة… عن موقع شبكة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي 29 تموز/يوليو 2025
تأثيرات الهيمنة الأمريكية على ألمانيا
ارتبطت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي باتفاقيات تجارة حرة وكان معدّل الرسوم الجمركية 1% وارتفع حاليا – بعد اتفاقية تموز/يوليو 2025 – إلى 15% مما يَضُرُّ بالعديد من قطاعات الإقتصادالأوروبي، والألماني بشكل خاص، وفق محطة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الحكومية 'إيه أر دي'
ورد ذِكر تأثيرات الإتفاق التجاري الأوروبي/الأمريكي على إيرلندا، في فقرة سابقة، ولكن الإقتصاد الألماني أكبر بكثير، بل يُعد الإقتصاد الألماني قاطرةَ اقتصاد مجموعة الإتحاد الأوروبي، لكن أحزاب وحكومات ألمانيا مُصْطَفّة سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وراء الموقف الأمريكي، مما يُخلّف أضرارًا اقتصادية كبيرة، وعاني، ولا يزال يُعاني اقتصاد ألمانيا من توقف الحكومة عن شراء الغاز الروسي الرخيص وذي الجودة العالية مما أدّى إلى ارتفاع نفقات الطّاقة سواء للشركات والمصانع أو للأفراد، بينما تُصرّ الحكومة الألمانية السابقة ( تحالف الحزب الدّيمقراطي الإجتماعي والخُضْر) والحكومة الحالية ( ائتلاف الحزب الديمقراطي المسيحي وشركائه) على إرسال المزيد من الأسلحة والذّخائر إلى الكيان الصهيوني وأوكرانيا، رغم انكماش الناتج المحلي الإجمالي خلال سنتَيْ 2023 و 2024، وبنسبة 0,1% خلال الربع الثاني من سنة 2025، مقارنة بالربع الأول، وفق مكتب الإحصاء الألماني، يوم الأربعاء 30 تموز/يوليو 2025، ويتوقع أن يكون اقتصاد ألمانيا أكبر متضرر من الرسوم الإضافية الأميركية التي قد تُعرقل صادرات السيارات الألمانية والصلب والمواد الكيماوية، وتعرقل كذلك خطط الإستثمار التي أعلنها المُستشار فريدريش ميرتس، لاستثمار المليارات في البنية التحتية والتّسَلّح والمُعدّات والبناء بالإضافة إلى مبادرة الاستثمار الخاص بقيمة أكثر من 600 مليار يورو (693 مليار دولار)، مع الإشارة إلى ارتفاع الإستثمارات الأوروبية في الإقتصاد الأمريكي – قبل هذا الإتفاق – إلى 5,7 تريليونات دولارا، وعلى ضوء هذه المُعْطَيات، يتوقع صندوق النقد الدّولي أن يُحقق اقتصاد ألمانيا، بنهاية سنة 2025، نموًا طفيفًا بنسبة 0,1% وبنسبة 0,9% خلال سنة 2026. أما بالنسبة لمنطقة اليورو ( 20 دولة من دول الإتحاد الأوروبي السّبع والعشرين) فيتوقع صندوق النّقد الدّولي نموًّا بنسبة 1% سنة 2025 و بنسبة 1,2% سنة 2026…
خاتمة:
تندرج العلاقات بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وكذلك علاقات الولايات المتحدة مع جميع شُركائها التّجاريين ضمن سياسة غَطْرَسَة الإمبريالية الأقوى، بفعل النّهب المالي ( عبر الدّولار والسيطرة على الشبكة الإلكترونية والتحويلات المالية) وعبر القوة العسكرية، وعدم وجود قوة أو تحالف قوى يعترض على مخططاتها وممارساتها، وتُسمّي الصين وروسيا هذا الوضع 'هيمنة القُطب الواحد' وتريد تغييره ب'عالم متعدّد الأقطاب' وهو عالم رأسمالي بالطّبع وإن كان 'مُتعدّد الأقطاب'، والرأسمالية تميل بطبيعتها إلى التّوسّع واكتساح أسواق خارجية، واستغلال موارد الشعوب الفقيرة، لأن الرّأسمالية تضعف وقد تضْمَحِلّ إن لم تفعلْ ذلك…
لذلك عندما نُشِير إلى الهيمنة الأمريكية على أوروبا فإن ذلك لا يعني إن أوروبا أقل خطورة، فأوروبا مهد الرأسمالية والإستعمار والإمبريالية، وما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني سوى 'أبناءً شرعِيِّين لأوروبا الإستعمارية'، غير إن الإمبريالية الأوروبية في انحدار، منذ الحرب العالمية الثانية، وتدرّجت الإمبريالية الأمريكية في سُلّم الهيمنة وهي تحاول إنهاك أو إضْعاف كافة المنافسين، من الصين إلى أوروبا مرورًا بمجموعة بريكس، خصوصًا بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، المنافس الوحيد الذي كان له مشروع بديل للهيمنة الإمبريالية الأمريكية، أما الصين فلا تعدو أن تكون أهم منافس للولايات المتحدة وهي ليست صديقةً لأحد، لأن النّظام الصيني، كما أي نظام رأسمالي لا يُؤْمِنُ سوى بالمصالح، ولذلك فلا مجال للتعويل على الصين أو مجموعة بريكس أو غيرها، ويبقى المجال الوحيد للتغيير هو صمود ومقاومة الكادحين والشعوب المُضْطَهَدَة لمخططات الرأسمالية والإمبريالية والأنظمة الوكيلة لها مثل الأنظمة العربية و'الإسلامية' المتواطئة مع الكيان الصهيوني…
2025-08-01
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
البرلمان الإيراني يقرّ حذف 4 أصفار من العملة الوطنية
صادق البرلمان الإيراني، يوم الأحد، على مشروع قانون لحذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، في خطوة تهدف إلى تبسيط المعاملات المالية والتعامل مع آثار التضخم المستمر الذي يعاني منه اقتصاد البلاد منذ سنوات. ونقل موقع "إيكانا" التابع لمجلس الشورى الإيراني عن رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس، شمس الدين حسيني، قوله إن "اجتماع اللجنة الاقتصادية اليوم وافق على اسم الريال كعملة وطنية، وكذلك إزالة أربعة أصفار". وكان محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين أعلن في أيار/ مايو الماضي، إن الريال الإيراني "لا يتمتع بصورة إيجابية" في الاقتصاد العالمي. وبحسب مشروع القانون فإن الريال الجديد سيعادل 10 آلاف ريال حالي، وسيتم تقسيمه إلى 100 قيران، وهي وحدة تعادل السنت، بحسب المصدر نفسه. وطرح الاقتراح أولاً عام 2019 قبل أن يُسحب. ويتعين طرحه للتصويت في مجلس الشورى وأن يقره مجلس صيانة الدستور، الجهة المسؤولة عن مراجعة القوانين. وفي السنوات الأخيرة، واصل الريال انخفاضه، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على طهران. وتسارع الانخفاض أيضاً منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير الماضي، بعدما اتسمت ولايته الأولى بسياسة "الضغوط القصوى" على إيران. وذكرت صحيفة "دنيا الاقتصاد" اليومية أن سعر الدولار بلغ في السوق السوداء، الأحد، 925 ألف ريال، مقارنة بـ913 ألفاً و500 ريال أمس السبت. وأشار المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى حاكم مامكان، الاثنين الماضي، إلى أن مقترح الحكومة يهدف إلى "تسهيل المعاملات والتدقيق داخل مؤسسات الدولة". لتبسيط المعاملات، أطلق الإيرانيون منذ سنوات على عملتهم اسم التومان، وذلك بطرح صفر من قيمة الريال، وهو ما يتسبب بارتباك للزوار الأجانب.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 5 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
مساعد ترامب يتهم الهند بتمويل روسيا في حربها مع أوكرانيا
المستقلة/-اتهم أحد كبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، الهند بتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا بشكل فعال عبر شراء النفط من موسكو، وذلك بعد أن صعّد الرئيس الأمريكي الضغط على نيودلهي للتوقف عن شراء النفط الروسي. وقال ستيفن ميلر نائب كبير موظفي البيت الأبيض وأحد أكثر مساعدي ترامب نفوذا 'ما قاله (ترامب) بوضوح شديد هو أنه من غير المقبول أن تواصل الهند تمويل هذه الحرب بشراء النفط من روسيا'. كانت تصريحات ميلر من أقوى الانتقادات التي وجهتها إدارة ترامب حتى الآن إلى أحد الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وقال ميلر في تصريحات لقناة فوكس نيوز 'سيصدم الناس عندما يعلمون أن الهند مرتبطة بشكل أساسي مع الصين في شراء النفط الروسي. إنها حقيقة صادمة'. ولم ترد السفارة الهندية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق. وذكرت مصادر في الحكومة الهندية لرويترز يوم السبت أن نيودلهي ستواصل شراء النفط من موسكو على الرغم من التهديدات الأمريكية. ودخلت رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على المنتجات الهندية حيز التنفيذ يوم الجمعة نتيجة شراء نيودلهي العتاد العسكري والطاقة من روسيا. وهدد ترامب أيضا بفرض رسوم جمركية 100 بالمئة على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تشتري النفط الروسي ما لم تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. وخفف ميلر من حدة انتقاداته بالإشارة إلى علاقة ترامب برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والتي وصفها بأنها 'رائعة'.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 5 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
ماسك يبحث عن ود ترامب بأنفاق ملايين الدولارات
المستقلة/-ذكرت تقارير صحفية أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك تبرع بمبلغ 15 مليون دولار لثلاث لجان سياسية داعمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والحزب الجمهوري، في محاولة لاستعادة ود ترامب بعد خلافهما. وأوضحت مجلة 'نيوزويك'، السبت، أن ماسك قدم خمسة ملايين دولار لكل من لجنة 'ماغا إنك'، وصندوق قيادة مجلس الشيوخ، وصندوق قيادة مجلس النواب، وتم جمع هذه التبرعات في 27 حزيران، أي قبل نحو أسبوع من إعلان ماسك نيته تأسيس حزب سياسي جديد باسم 'حزب أمريكا'. وأشار المصدر إلى أن آخر تبرعات ماسك كانت لصالح لجنة العمل السياسي الأميركية 'أميركا باك' في 30 يونيو، وبلغت قيمتها 27 مليون دولار، وذلك بحسب وثائق لجنة الانتخابات الفيدرالية التي اطلعت عليها 'نيوزويك'. كما تبرع الملياردير الأميركي لحملات إعادة انتخاب اثنين من نواب الحزب الجمهوري، وهما مارغوري تايلور غرين من ولاية جورجيا، وباري مور من ولاية ألاباما. وأضافت 'نيوزويك' أن ماسك تبرع بهذه المبالغ في الوقت الذي اشتد فيه الصراع بينه وبين ترامب حول مشروع الإنفاق والضرائب، في محاولة منه لكسب ود صديقه القديم. وبعد تقديم هذه التبرعات بحوالي أسبوع، قرر إيلون ماسك تأسيس 'حزب أميركا'. وذلك عقب استطلاع أجراه على منصته 'إكس' في الرابع من يوليو الماضي. وكان ماسك من كبار الممولين للحملة الرئاسية لترامب، إذ تبرع بأكثر من 250 مليون دولار. وإلى وقت قريب، كان ماسك يصف نفسه بـ'الصديق الأول' لترامب، غير أن صداقتهما لم تصمد طويلا، فبعد أشهر من دخول ماسك إلى البيت الأبيض، وتوليه مهام حكومية، نشب صراع بينه وبين ترامب بشأن قانوني الضرائب والإنفاق. وفي آخر حديث له عن ماسك، قال ترامب في منشور على منصته 'تروث سوشيال'، بتاريخ 24 تموز، إنه لا يسعى إلى تدمير شركات إيلون ماسك عبر سحب الدعم المالي الكبير الذي تحصل عليه. مشيرا إلى أنه يرغب في أن تزدهر جميع الشركات الأمريكية، بما فيها شركات ماسك، من أجل تحقيق أرقام قياسية.