
لوبان تحشد أنصارها في باريس وتصف حكم منعها من الترشح بالقرار السياسي
اعلان
تظاهر أنصار زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان في باريس الأحد، احتجاجًا على إدانتها بتهمة الاختلاس وصدور قرار يمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية لمدة خمس سنوات.
وأكدت
لوبان
،
التي استأنفت الحكم الصادر بحقها، أنها "لن تسمح بحرمانها من الترشح للرئاسة"، وقالت: "من المستحيل أن أخفي مدى تأثري حين أراكم هنا إلى جانبنا وفي جميع أنحاء فرنسا. أشكركم على دعمكم ودفاعكم عما أعتز به قبل كل شيء: شعبي، بلدي، وشرفي".
Related
بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر تعرضها لحملة تحريض إلكترونية
محكمة الاستئناف تصدر قرارها حول لوبان بحلول صيف 2026 فهل زال الترشح للرئاسة ممكنا؟
إدانة لوبان: رسالة ضد اليمين المتناغم مع ترامب وبوتين؟ أم مسار داخلي مستقل؟
وفي كلمة ألقتها خلال الاجتماع الذي نُظم قرب مقر الجمعية الوطنية (البرلمان) وقصر ليزانفاليد بالعاصمة الفرنسية، أكدت لوبان للحضور: "دعوني أطمئن الجميع: لن أستسلم".
كما انتقدت السياسية الفرنسية القرار الصادر بحقها، ووصفت الإجراء بأنه يأتي "باسم ما يسمى بالإخلال بالنظام العام الديمقراطي"، معتبرةً أن هذا المفهوم تم "اختراعه خصيصًا لهذه المناسبة". وشددت على أن هذا "القرار السياسي" يشكل اعتداءً على سيادة القانون والديمقراطية معًا.
مارين لوبان تلقي خطابها خلال التجمع الوطني للحزب اليميني المتطرف الفرنسي بالقرب من البرلمان في باريس ، 6 أبريل 2025.
Michel Euler/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
في الأثناء، تظاهرت مجموعة يسارية في ساحة الجمهورية احتجاجًا على ما وصفه المنظمون بـ"الانعطافة الترامبية" التي انتهجها حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان.
كما نظم حزب النهضة الوسطي بقيادة غابرييل أتال مظاهرة منفصلة في ضاحية سان دوني قرب باريس، حذّر خلالها من "تهديد وجودي لدولة القانون".
وأثار
الحكم القضائي الصادر ضد لوبان
ردود فعل واسعة خارج فرنسا، حيث صدم الأوساط اليمينية المتطرفة في أوروبا وخارجها، لا سيما بعد المكاسب التي حققتها أحزاب مشابهة، بما فيها حزب التجمع الوطني، في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من
الحكم القضائي
الصادر يوم الاثنين، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب التجمع الوطني لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة، حتى مع إمكانية ترشيح جوردان بارديلا، المُقرب من مارين لوبان، للرئاسة عام 2027 بدلاً منها.
ووفقاً لاستطلاع أجراه معهد Elabe لصالح قناة BFMTV وLa Tribune dimanche خلال الفترة بين 2 و4 أبريل، أي بعد أيام قليلة من إدانة مارين لوبان أمام المحكمة الابتدائية، حافظ كل وبارديلا ولوبان على تقدم واضح في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية لعام 2027.
وبحسب نتائج الاستطلاع، تأتي مارين لوبان وتلميذها المدلل جوردان بارديلا في المقدمة ضمن مختلف السيناريوهات المحتملة للخصوم. وتتراوح نسبة نوايا التصويت لصالح لوبان بين 32% و36%، بينما تتراوح النسبة لبارديلا بين 31% و35.5%.
بارديلا يدين القرار القضائي
وخلال كلمة ألقاها قبل خطاب مارين لوبان، ندّد جوردان بارديلا، بالقرار القضائي الذي أقصى زعيمة اليمين المتطرف من الانتخابات الرئاسية، واصفًا إياه بأنه "اعتداءً مباشراً على الديمقراطية" و"إساءة لملايين الفرنسيين الوطنيين".
وقال الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني في كلمته: "أرادوا إسكات صوت واحد، لكنهم بذلك أيقظوا شعب فرنسا كلّه"، مؤكدًا أن "10,000 شخص" كانوا حاضرين في ساحة فوبان. وأضاف: "لقد ضرب لنا التاريخ موعداً هنا". وقد أتى بارديلا على ذكر المظاهرة المضادة التي نظمها قسم من اليسار وأطلق تجاهها صيحات استهجان.
زعيم الجبهة الوطنية جوردان بارديلا يصل إلى التجمع الوطني للحزب اليميني المتطرف الفرنسي لدعم مارين لوبان في باريس ، الأحد 6 أبريل 2025.
Michel Euler/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
وتعقيبا على عدد المشاركين كتب أحد الصحفيين في منشور على موقع إكس أن أغلب المتظاهرين الذين قابلهم قد قدموا من منطقة باريس وضواحيها، باستثناء حافلة واحدة جاءت من هينان بومون، المعقل الرئيسي لحزب التجمع الوطني في شمال فرنسا.
وقبل انطلاق فعاليات المظاهرة في ساحة فوبان، شهد المشاركون تجمعا مضادا نظمته حركة "فيمن" طالبت خلالها ب"عدم أهلية مارين لوبان للترشح مدى الحياة". لكن عناصر الأمن التابع لحزب التجمع الوطني أبعد أعضاء الحركة عن المكان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
لوبان تحشد أنصارها في باريس وتصف حكم منعها من الترشح بالقرار السياسي
اعلان تظاهر أنصار زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان في باريس الأحد، احتجاجًا على إدانتها بتهمة الاختلاس وصدور قرار يمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية لمدة خمس سنوات. وأكدت لوبان ، التي استأنفت الحكم الصادر بحقها، أنها "لن تسمح بحرمانها من الترشح للرئاسة"، وقالت: "من المستحيل أن أخفي مدى تأثري حين أراكم هنا إلى جانبنا وفي جميع أنحاء فرنسا. أشكركم على دعمكم ودفاعكم عما أعتز به قبل كل شيء: شعبي، بلدي، وشرفي". Related بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر تعرضها لحملة تحريض إلكترونية محكمة الاستئناف تصدر قرارها حول لوبان بحلول صيف 2026 فهل زال الترشح للرئاسة ممكنا؟ إدانة لوبان: رسالة ضد اليمين المتناغم مع ترامب وبوتين؟ أم مسار داخلي مستقل؟ وفي كلمة ألقتها خلال الاجتماع الذي نُظم قرب مقر الجمعية الوطنية (البرلمان) وقصر ليزانفاليد بالعاصمة الفرنسية، أكدت لوبان للحضور: "دعوني أطمئن الجميع: لن أستسلم". كما انتقدت السياسية الفرنسية القرار الصادر بحقها، ووصفت الإجراء بأنه يأتي "باسم ما يسمى بالإخلال بالنظام العام الديمقراطي"، معتبرةً أن هذا المفهوم تم "اختراعه خصيصًا لهذه المناسبة". وشددت على أن هذا "القرار السياسي" يشكل اعتداءً على سيادة القانون والديمقراطية معًا. مارين لوبان تلقي خطابها خلال التجمع الوطني للحزب اليميني المتطرف الفرنسي بالقرب من البرلمان في باريس ، 6 أبريل 2025. Michel Euler/Copyright 2025 The AP. All rights reserved في الأثناء، تظاهرت مجموعة يسارية في ساحة الجمهورية احتجاجًا على ما وصفه المنظمون بـ"الانعطافة الترامبية" التي انتهجها حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان. كما نظم حزب النهضة الوسطي بقيادة غابرييل أتال مظاهرة منفصلة في ضاحية سان دوني قرب باريس، حذّر خلالها من "تهديد وجودي لدولة القانون". وأثار الحكم القضائي الصادر ضد لوبان ردود فعل واسعة خارج فرنسا، حيث صدم الأوساط اليمينية المتطرفة في أوروبا وخارجها، لا سيما بعد المكاسب التي حققتها أحزاب مشابهة، بما فيها حزب التجمع الوطني، في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من الحكم القضائي الصادر يوم الاثنين، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب التجمع الوطني لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة، حتى مع إمكانية ترشيح جوردان بارديلا، المُقرب من مارين لوبان، للرئاسة عام 2027 بدلاً منها. ووفقاً لاستطلاع أجراه معهد Elabe لصالح قناة BFMTV وLa Tribune dimanche خلال الفترة بين 2 و4 أبريل، أي بعد أيام قليلة من إدانة مارين لوبان أمام المحكمة الابتدائية، حافظ كل وبارديلا ولوبان على تقدم واضح في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية لعام 2027. وبحسب نتائج الاستطلاع، تأتي مارين لوبان وتلميذها المدلل جوردان بارديلا في المقدمة ضمن مختلف السيناريوهات المحتملة للخصوم. وتتراوح نسبة نوايا التصويت لصالح لوبان بين 32% و36%، بينما تتراوح النسبة لبارديلا بين 31% و35.5%. بارديلا يدين القرار القضائي وخلال كلمة ألقاها قبل خطاب مارين لوبان، ندّد جوردان بارديلا، بالقرار القضائي الذي أقصى زعيمة اليمين المتطرف من الانتخابات الرئاسية، واصفًا إياه بأنه "اعتداءً مباشراً على الديمقراطية" و"إساءة لملايين الفرنسيين الوطنيين". وقال الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني في كلمته: "أرادوا إسكات صوت واحد، لكنهم بذلك أيقظوا شعب فرنسا كلّه"، مؤكدًا أن "10,000 شخص" كانوا حاضرين في ساحة فوبان. وأضاف: "لقد ضرب لنا التاريخ موعداً هنا". وقد أتى بارديلا على ذكر المظاهرة المضادة التي نظمها قسم من اليسار وأطلق تجاهها صيحات استهجان. زعيم الجبهة الوطنية جوردان بارديلا يصل إلى التجمع الوطني للحزب اليميني المتطرف الفرنسي لدعم مارين لوبان في باريس ، الأحد 6 أبريل 2025. Michel Euler/Copyright 2025 The AP. All rights reserved وتعقيبا على عدد المشاركين كتب أحد الصحفيين في منشور على موقع إكس أن أغلب المتظاهرين الذين قابلهم قد قدموا من منطقة باريس وضواحيها، باستثناء حافلة واحدة جاءت من هينان بومون، المعقل الرئيسي لحزب التجمع الوطني في شمال فرنسا. وقبل انطلاق فعاليات المظاهرة في ساحة فوبان، شهد المشاركون تجمعا مضادا نظمته حركة "فيمن" طالبت خلالها ب"عدم أهلية مارين لوبان للترشح مدى الحياة". لكن عناصر الأمن التابع لحزب التجمع الوطني أبعد أعضاء الحركة عن المكان.


يورو نيوز
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
لوبان تنتقد الحكم الصادر بحقها وتصفه بأنه"قرار سياسي" و"يوم كارثي على الديمقراطية"
اعلان أُدينت مارين لوبان بتهمة اختلاس أموال عامة في قضية المساعدين البرلمانيين للجبهة الوطنية (التجمع الوطني حاليا) في البرلمان الأوروبي، وحُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات، منها سنتان سجنًا قابلة للتعديل عبر إلزام السياسي على وضع سوار إلكتروني، وغرامة قدرها 100 ألف يورو، إضافة إلى إسقاط الأهلية عنها لتولي منصب عام لمدة خمس سنوات وقد أقر القاضي النفاذ المؤقت للحكم الصادر. وهذا يعني أنه على الرغم من إعلان محامي لوبان أن الأخيرة ستستأنف قرار إدانتها، فإنها لا تملك أي وسيلة للطعن في التطبيق الفوري لعدم أهليتها. وبالتالي، فإن لهذا الحكم تداعيات خطيرة على المدى البعيد: فبانتظار صدور قرار آخر مستقبلا، فإن لوبان لن تتمكن من الترشح في أي انتخابات لمدة خمس سنوات، وهذا يعني أن الأمر ينسحب أيضا على الانتخابات الرئاسية لعام 2027. Related حكم القضاء الفرنسي قد يعرقل ترشح لوبان للرئاسة عام 2027 فتح تحقيق ضد مارين لوبان بتهمة تمويل غير قانوني لحملتها الرئاسية 2022 بين الاتهام والإصرار.. هل ستتمكن مارين لوبان من الصمود أمام القضاء؟ بأثر فوري.. الحكم على مارين لوبان بالسجن النافذ سنتيْن وبمنعها من الترشح لأي منصب عام مدة 5 سنوات بعد إعلان الحكم، اجتمعت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف وأركان التجمع الوطني بعد ظهر الاثنين في العاصمة باريس. حيث ندد رئيس الحزب جوردان بارديلا بما سماها "فضيحة ديمقراطية "، قائلاً إن" جزءًا من النظام القضائي " يحاول" منع وصول السيدة لوبان إلى قصر الإليزيه بأي وسيلة ممكنة " . ودعا التجمع الوطني ناخبيه إلى "تعبئة شعبية وسلمية" ، ونشر عريضة دعم على الموقع الإلكتروني للحزب. وجاء في العريضة أن" ديكتاتورية القضاة [...] ترغب في منع الشعب الفرنسي من التعبير عن نفسه ". رد فعل مارين لوبان في برنامج 20 ساعة على قناة TF1 نددت مارين لوبان ب ـ"القرار السياسي" المتعلق بالتطبيق الفوري لعدم أهليتها واصفةً إياه ب ـ"انتهاك لدولة القانون" . وتحدثت عن "يوم كارثي بالنسبة للديمقراطية" ، قائلةً إن الفرنسيين لن يتمكنوا من التصويت "للمرشحة المفضلة في الانتخابات الرئاسية". وأكدت" نحن جميعًا أبرياء" ، مؤكدةً عزمها على الطعن في الحكم ، على الرغم من اعترافها بأن الوقت الزمني قصير جدًا، لتتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2027 إذا ما حدث وقبل القاضي الطعن في قرار المحكمة. ردود الفعل الدولية كان قادة اليمين المتطرف في الخارج من بين أوائل من تفاعلوا مع القضية، حيث أن فيكتور أوربان ، رئيس الوزراء المجري وأحد حلفاء لوبان القدامى، كتب على الفور على موقع X: "أنا مارين"... كما ردّ زعيم حزب الرابطة ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني في بيان له فقال: لا تدعونا نخاف! "دعونا لا نخاف، دعونا لا نتوقف: بأقصى سرعة يا صديقتي!". أما في هولندا، فقد أعرب زعيم الحزب اليميني المتطرف من أجل الحرية، خيرت فيلدرز، عن "صدمته" من الحكم "القاسي للغاية" ضد مارين لوبان. كما أعربت روسيا بقيادة فلاديمير بوتين عن دعمها. إذ قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمره الصحفي اليومي، ردًا على سؤال حول إدانة مارين لوبان: "المزيد والمزيد من العواصم الأوروبية تسلك طريق انتهاك المعايير الديمقراطية".


يورو نيوز
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
إدانة لوبان: رسالة ضد اليمين المتناغم مع ترامب وبوتين؟ أم مسار داخلي مستقل؟
اعلان في خطوة قضائية تاريخية، أصدرت محكمة الجنح في باريس حكمًا يُعيد رسم خريطة المشهد السياسي الفرنسي؛ حيث أدانت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بتهمة اختلاس أموال عامة. الحكم الذي يشمل السجن لمدة أربع سنوات (سنتان مع وقف التنفيذ وسنتان تحت الإقامة الجبرية باستخدام سوار إلكتروني)، بالإضافة إلى غرامة قدرها 100 ألف يورو، ومنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027، يضع نهاية مؤقتة لأحد أكثر الشخصيات السياسية جدلًا في فرنسا وأوروبا. قضية "العقود الصورية": كيف بدأت؟ القضية التي استمرت سنوات طويلة تعود إلى اتهام تسعة نواب أوروبيين من حزب "التجمع الوطني"، بمن فيهم لوبان، بتوظيف مساعدين برلمانيين بشكل صوري، بينما كانوا يقومون بمهام لصالح الحزب وليس البرلمان الأوروبي. المحكمة قدّرت الأضرار الناجمة عن هذا الاختلاس بمبلغ 2.9 مليون يورو، واعتبرت أن هذه الممارسات شكلت استغلالًا غير مشروع للمال العام. الحكم القضائي جاء بعد سنوات من التحقيقات القانونية والسياسية، وشكل ذروة مواجهة بين المؤسسات القانونية الفرنسية وبين أحد أقوى التيارات الشعبوية في أوروبا. لكن ما يميز هذا الحكم هو شموله بنودًا تنفيذية فورية، مما يعني أن مارين لوبن لن تكون قادرة على الترشح حتى قبل النظر في الاستئناف، وهو ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل الديمقراطية والتوازن السياسي في فرنسا. هل هي النهاية السياسية لمارين لوبن؟ بالنظر إلى الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به لوبان، والتي كانت تتقدم استطلاعات الرأي بنسبة تتراوح بين 34% و37%، يبدو أن الحكم القضائي قد يعيد كتابة قواعد اللعبة السياسية في البلاد. ومع ذلك، لا يمكن اعتبار هذا الحكم نهاية سياسية مطلقة لها. لوبان ، التي استطاعت إعادة تشكيل صورتها خلال السنوات الماضية عبر تقديم خطاب أقل تطرفاً وأكثر تركيزًا على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ما زالت تمثل قوة جماهيرية لا يستهان بها. ورغم الحكم القضائي، فإن مناصريها قد ينظرون إلى القضية باعتبارها "مؤامرة" ضد اليمين المتطرف، وهو ما قد يعزز دعمهم لها ويجعلها شخصية محورية حتى من موقع المعارضة. Related مارين لوبان تواجه اختباراً حاسماً في محكمة باريس: هل يؤثر الحكم على مستقبلها السياسي؟ حكم القضاء الفرنسي قد يعرقل ترشح لوبان للرئاسة عام 2027 بين الاتهام والإصرار.. هل ستتمكن مارين لوبان من الصمود أمام القضاء؟ تحليل: أهمية حكم لوبان على مصير الدعم لكييف في ظل الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، يكتسب هذا الحكم أهمية دولية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالدعم الغربي لأوكرانيا . مارين لوبان، التي طالما اتخذت موقفًا معارضًا للعقوبات الغربية على روسيا ولإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، تمثل جزءًا من التيار السياسي الأوروبي الذي يدعو إلى "مراجعة العلاقة مع موسكو" وإنهاء التصعيد العسكري. في حال تمكنت لوبان أو أي من أقطاب اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة في المستقبل، فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير جذري في السياسة الخارجية الفرنسية والأوروبية تجاه أوكرانيا. وعدم وجود لوبان في المعادلة الانتخابية لعام 2027 يمنح الرئيس إيمانويل ماكرون وتيار الوسط الأوروبي فرصة لاستمرار توافق الدول الأوروبية على دعم كييف سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. ومع ذلك، فإن الحكم القضائي قد يخلق حالة من الاستقطاب داخل المجتمع الفرنسي، حيث قد يرى قطاع كبير من الناخبين أن منع لوبان من الترشح يمثل انتهاكًا لمبدأ الديمقراطية. هذا الاستقطاب قد يعزز من قوة اليمين المتطرف على المدى البعيد، ويؤدي إلى تصاعد الخطاب المناهض للنظام الليبرالي الغربي، بما في ذلك السياسات الداعمة لأوكرانيا. ردود فعل دولية الحكم لم يكن حدثًا داخليًا فرنسيًا فقط، بل أثار ردود فعل دولية. رئيس الوزراء البولندي فيكتور أوربان، الحليف التقليدي للحركات الشعبوية في أوروبا، استنكر الحكم باعتباره "ضربة للديمقراطية". وفي الكرملين، أعرب المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف عن أسفه لما وصفه بـ"انتهاك الأعراف الديمقراطية"، في حين اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الحكم "دليل على احتضار الديمقراطية". مستقبل التيار اليميني المتطرف في فرنسا ومع غياب لوبان عن الساحة الانتخابية في 2027، يبرز السؤال حول مستقبل حزب "التجمع الوطني" الذي تقوده. هل سيتمكن الحزب من العثور على قائد جديد قادر على الحفاظ على شعبيته واستقطاب المزيد من الناخبين؟ أم أن الحكم القضائي سيضعف من قوة الحزب ويجعله في موقع الدفاع بدلاً من الهجوم؟ والحكم على مارين لوبان ليس مجرد قضية محلية فرنسية، بل هو حدث سياسي له انعكاساته على مستوى أوروبا والعالم. فهو يطرح أسئلة حول دور القضاء في الحياة السياسية، ومدى تأثير القرارات القضائية على المسار الديمقراطي. كما أنه يثير النقاش حول كيفية التعامل مع التيارات الشعبوية التي تتحدى النظام الليبرالي التقليدي. اعلان بينما يرى البعض في الحكم ضربة لليمين المتطرف، يعتقد آخرون أنه قد يكون نقطة تحول تقوي هذا التيار وتزيد من استقطاب المجتمع الفرنسي. وفي كلتا الحالتين، فإن الحكم على لوبان يعكس تعقيدات المشهد السياسي الحالي، ويعكس أيضًا مدى تداخل القضايا المحلية بالملفات الدولية الكبرى مثل الحرب في أوكرانيا والصراع بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.