
أسامة طبش.. اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس
أعلن الجيش الإسرائيلي، عن مقتل أسامة طبش، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، في عملية استخباراتية معقدة نفذها بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
العملية التي جرت، استهدفت أبرز القيادات الأمنية لحركة حماس، وأسفرت عن تصفية طبش الذي كان يُعد من أبرز الشخصيات العسكرية في التنظيم، والمسؤول المباشر عن العديد من الهجمات والعمليات العسكرية في المنطقة.
وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد تم تنفيذ العملية الاستخباراتية بناءً على معلومات دقيقة، حيث عمل الجيش والشاباك على تحديد موقع طبش بدقة.
وذكر البيان أن طبش كان يشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس في جنوب غزة، بالإضافة إلى كونه قائد وحدة الرصد والاستهداف التابعة للجناح العسكري للحركة.
وقد تجسد دوره في قيادة الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية التي كانت تتم في المنطقة، سواء في مجال جمع المعلومات أو تنفيذ الخطط العملياتية ضد القوات الإسرائيلية.
أسامة طبش لم يكن مجرد اسم في جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس، بل كان أحد أبرز القادة العسكريين الذين يشرفون على تخطيط وتنفيذ العمليات ضد إسرائيل.
بدأ طبش مسيرته العسكرية في صفوف حماس في فترة مبكرة، حيث شغل عدة مناصب هامة قبل أن يتولى منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية.
من بين المناصب التي تولاها، كان قائدًا لكتيبة في لواء خان يونس، المنطقة التي شهدت العديد من العمليات العسكرية الكبرى بين حماس والقوات الإسرائيلية.
من أهم المحطات في حياة طبش العسكرية كانت مشاركته في التفجير الانتحاري الذي وقع في عام 2005 عند مفترق غوش قطيف في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل منسق جهاز الشاباك الإسرائيلي عوديد شارون.
هذا الهجوم كان علامة فارقة في مسيرة طبش، إذ شكل نقطة انطلاق له نحو أدوار قيادية أكبر داخل صفوف حماس، ليصبح أحد الأسماء التي تثير القلق داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
طبش، باعتباره رئيسًا لجهاز الاستخبارات العسكرية، كان مسؤولًا عن صياغة الاستراتيجيات القتالية لحركة حماس في جنوب غزة.
لم تقتصر مهمته على جمع المعلومات الاستخباراتية، بل شملت أيضًا تنسيق تلك المعلومات بين مختلف الوحدات العسكرية التابعة للحركة.
وكان له دور محوري في توجيه العمليات الميدانية والتكتيكية التي كان يتم تنفيذها ضد القوات الإسرائيلية في مناطق مثل خان يونس ورفح، وهي مناطق شهدت العديد من العمليات العسكرية الكبرى.
كما كان طبش أحد القادة الرئيسيين الذين شاركوا في إعادة بناء القدرات العسكرية لحركة حماس، لا سيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي ألحق فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالجناح العسكري للحركة.
وقد أسهم بشكل مباشر في تطوير أنظمة الرصد والاستهداف، مما عزز قدرة حماس على تنفيذ العمليات الهجومية ضد إسرائيل على الرغم من الضغوط العسكرية والاقتصادية التي كانت تتعرض لها الحركة.
واحدة من أبرز المهام التي كان يتولاها أسامة طبش هي قيادة وحدة الرصد والاستهداف، وهي وحدة مختصة في جمع البيانات الاستخباراتية حول تحركات القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تحديد الأهداف العسكرية الحساسة التي يمكن استهدافها.
وكان طبش يساهم في تنسيق العمليات الهجومية المعقدة التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة بدقة.
كان طبش أيضًا عضوًا بارزًا في القيادة العليا لحركة حماس، ويمثل أحد الأذرع التنفيذية المهمة في التنظيم، وقد تجلى تأثيره الكبير على أرض الواقع في قدرته على تنظيم وتوجيه العمليات العسكرية بشكل يحقق توازنًا بين استخدام القوة العسكرية التقليدية، والتكتيك الاستخباراتي الدقيق الذي يعتمد على معرفة متعمقة بالأهداف الإسرائيلية.
مقتل أسامة طبش يُعد ضربة موجعة لحركة حماس، خاصة في وقت حساس تواجه فيه الحركة تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة.
ويعتبر فقدان شخصية بارزة مثل طبش خسارة لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تمتد لتشمل البُعد الاستخباراتي أيضًا، إذ كان يعتبر مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الدقيقة حول التحركات العسكرية الإسرائيلية.
ومع ذلك، فمن المتوقع أن تسعى حماس لتعويض هذا الفراغ القيادي من خلال تصعيد الأدوار القتالية لأشخاص آخرين داخل صفوف الحركة.
حتى لحظة نشر الخبر، لم تصدر حركة حماس أي تعليق رسمي حول مقتل أسامة طبش، وهو ما يعكس عادة سياسة الحركة في التعامل مع مثل هذه الأنباء.
ومن المتوقع أن تصدر بيانات تعزية أو تهديدات في وقت لاحق ردًا على مقتل أحد قادتها البارزين، لكن المؤكد أن فقدان طبش سيؤثر بشكل كبير على هيكل القيادة العسكرية للحركة في جنوب غزة.
مقتل أسامة طبش، الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين لحركة حماس في جنوب غزة، يأتي في إطار سلسلة العمليات الاستخباراتية والعسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد الحركة.
وبفقدانه، تفقد حماس أحد أبرز القادة العسكريين الذين ساهموا في إعادة بناء قدراتها العسكرية وتطوير استراتيجياتها القتالية ضد إسرائيل.
في الوقت نفسه، فإن تأثير هذا الحدث على الساحة الفلسطينية يبقى مفتوحًا، إذ أن الحركة ستسعى بلا شك إلى ملء الفراغ القيادي الذي خلفه طبش.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
دخول 90 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، وتحذيرات من أن "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً"
واصلت شاحنات عديدة مُحمّلة بالدقيق، ومواد غذائية للأطفال الرُضّع ومساعدات أخرى، دخول قطاع غزة يوم الخميس. وقالت الأمم المتحدة إن بعض المساعدات الغذائية التي دخلت غزة على متن نحو 90 شاحنة يوم الأربعاء، وصلت الآن إلى المستودعات المُعدّة لها، وإن الدقيق وصل إلى المخابز في القطاع. ودخلت المساعدات من خلال معبر كرم أبوسالم، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل تخفيف حصار مُطبق دام 11 أسبوعاً. ورأت الأمم المتحدة أن هذه الإمدادات "بعيدة عمّا يكفي لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة" ولسدّ العجز الذي أحدثه الحصار الإسرائيلي. وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، إنه يتوقع أن تُنتج المخابز في القطاع الخبز في وقت لاحق اليوم الخميس". وأضاف الشوا، لوكالة رويترز للأنباء، أن 90 شاحنة فقط دخلت غزة، مشيراً إلى أنه في أثناء الهُدنة، كان يدخل إلى القطاع 600 شاحنة يومياً - وعليه فإن هذه الكمية تعتبر "قطرة في محيط" على حد تعبيره. Reuters "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي" فيما قالت إسرائيل إنها سمحت بدخول 100 شاحنة تحمل مواد غذائية للأطفال ومُعدات طبية لقطاع غزة يوم الأربعاء، بعد إعلان أوّل تخفيف للقيود التي تفرضها على القطاع - وهي الخطوة التي جاءت من الجانب الإسرائيلي استجابة لضغوط دولية متزايدة. وتتسبب قيودٌ إسرائيلية ومخاوف من تعرُّض المساعدات للنهب في تأخُّر وصولها، وتقول إسرائيل إن حركة حماس تصادر هذه المساعدات لمقاتليها، وهي التهمة التي تنفيها الحركة الفلسطينية. وفي حديث لبي بي سي، قال أنطوان رينارد من برنامج الأغذية العالمي، إن منظمات الإغاثة في غزة لا توظِّف مُسلّحين لحراسة المخازن نظراً لِما يكتنف ذلك من خطورة شديدة. وفي مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو إن أياماً قليلة تفصلنا عن تنفيذ خطة جديدة لتوصيل المساعدات في غزة – فيما يُعرف بـ "منطقة مُعقّمة خالية من حماس" – حيث سيُنقَل الغزيّين للحصول على الإمدادات. وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى أنها لن تتعاون مع الخطة الإسرائيلية، قائلين إنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وإنها كما يبدو "تتّخذ من المساعدات سلاحاً". وقال رينارد لبي بي سي: "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي ... ينبغي أن يذهب الغذاء إلى الناس، لا أنْ يذهب الناس إلى الغذاء". "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً" وحذّرت منظمات إنسانية من تسجيل مستويات حادة من الجوع بين 2.1 مليون نسمة، في ظل ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحادّ بسبب نقص الأغذية الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل كبير في القطاع. وفي ذلك، قال رينارد، من برنامج الأغذية العالمي: "بحسب أسعار السوق في غزة الآن، تقدّر تكلفة كل حافلة محملة بالدقيق بنحو 400 ألف دولار". وأضاف رينارد لبي بي سي: "الحلّ هو دخول مئات ومئات الشاحنات يومياً" إلى القطاع، مشيراً إلى أنّ "قلّة أعداد الشاحنات الداخلة للقطاع تعني مزيداً من الخطر والقلق بين سُكانه". ويشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الذي تدعمه الأمم المتحدة) إلى أن نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً في الأشهر المقبلة. ومن جانبها، تصرّ إسرائيل على أنه لم يكن هناك نقص في المساعدات، متّهمةً حماس بسرقة الإمدادات وإعطائها لمقاتليها أو بيعها من أجل الحصول على الأموال. وتقول إسرائيل إنها فرضت الحصار كوسيلة للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح 58 رهينة لديها في غزة، بينهم حوالي 23 رهينة يُعتقد أنهم أحياء. ووصل عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، 16 ألفاً و503 أطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. وبحسب الوزارة، توزّعتْ الفئات العمرية لهؤلاء الأطفال على النحو التالي: "الرُضّع - أقل من عام: 916 قتيلا؛ الأطفال من 1-5 أعوام: 4365 قتيلا؛ الأطفال من 6-12 عاماً: 6101 قتيلاً؛ الفِتية من 13–17 عاماً: 5124 قتيلا". "مناطق قتال خطيرة" في غضون ذلك، ومع وصول أوّل دُفعة من المساعدات إلى القطاع، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته على غزة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً يوم الخميس، وفقاً لمصادر صحيّة فلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحرص على عدم وقوع إصابات بين المدنيين، وإنه يستهدف مسلّحين فقط. وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء من 14 من الأحياء الواقعة في شمال غزة، بما فيها بيت لاهيا وجباليا. وقال الجيش إن هذه الأحياء هي "مناطق قتال خطيرة". وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي، إن الجيش الإسرائيلي "سيقوم بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ ... من أجل أمْنكم أخلوا فوراً جنوباً". ويأتي إنذار الجيش يوم الخميس غداة إطلاق مقذوفات من غزة على إسرائيل، سقط بعضها داخل القطاع.


شفق نيوز
منذ 21 ساعات
- شفق نيوز
"المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
بينما تدخل الحرب الإسرائيلية في غزة مرحلة جديدة من العنف، تتصاعد الأصوات الرافضة لها في إسرائيل، وللطريقة التي تتعامل بها الحكومة. وكان يائير غولان، السياسي اليساري البارز ونائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد أشعل موجة غضب يوم الاثنين عندما قال: "إسرائيل تسير نحو أن تُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة". وأضاف أثناء حديثه في برنامج إخباري صباحي في إذاعة إسرائيل: "الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية، ولا تتبنى هدفاً يتمثل في إجلاء السكان من مناطقهم". وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تلك التصريحات، ووصفها بأنها "محض افتراء". أما موشيه "بوغي" يعالون، وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فذهب لما هو أبعد من ذلك في تصريحاته. وقال في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: "ما يحدث ليس 'هواية'، بل سياسة تتبعها الحكومة، وغايتها النهائية هي التشبث بالسلطة، تلك السياسة تجرّنا نحو الدمار". هذه التصريحات كان لا يمكن تصوّرها، قبل 19 شهراً فقط، عندما اجتاز مسلحو حركة حماس السياج الحدودي إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، واحتجزوا 251 رهينة آخرين في غزة. أما الآن، فغزة غارقة في الدمار، وأطلقت إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً، وعلى الرغم من إعلانها الموافقة على إنهاء الحصار الذي دام 11 أسبوعاً، فإن المساعدات التي وصلت حتى اللحظة لا تزال ضئيلة جداً. وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن، في حين يؤيد 25 في المئة فقط تصعيد العمليات العسكرية واحتلال غزة. وتصر إسرائيل على تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين، كما يصرّ نتنياهو على قدرته على تحقيق "انتصار كامل"، معتمداً في ذلك على قاعدة دعم شعبية قوية لا تزال متمسكة به. لكن الشعور السائد بين فئات أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هو "الإحساس باليأس والصدمة، وغياب الشعور بالقدرة على إحداث أي تغيير"، وفقاً لما قاله غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضايا الرهائن. وأضاف: "الغالبية العظمى من عائلات الرهائن ترى جميعها أن الحرب يجب أن تنتهي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق". كما ترى نسبة ضئيلة أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون القضاء على حماس أولاً، ثم تحرير الرهائن. وشهد يوم الأحد خروج نحو 500 متظاهر، العديد منهم يرتدون قمصاناً تحمل عبارة "أوقفوا الرعب في غزة"، ورفعوا صوراً لأطفال قُتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، ونظموا مسيرة من مدينة سديروت إلى الحدود مع غزة، احتجاجاً على الهجوم العسكري الجديد لإسرائيل. ونظمت التظاهرة مجموعة تُطلق على نفسها "الوقوف معاً"، وهي مجموعة صغيرة يتزايد عددها من مواطنين يهود وفلسطينيين داخل إسرائيل يعارضون الحرب، وسعوا إلى إغلاق طريق، واعتُقل قائد المجموعة، ألون-لي غرين، وثمانية آخرون. وقال غرين لبي بي سي: "أعتقد أنه من البديهي ملاحظة وجود صحوة بين الإسرائيليين، وملاحظة تبني المزيد من الأشخاص لموقف صريح". ولفت أوري فيلتمان، أحد نشطاء مجموعة "الوقوف معاً"، إلى أنه يعتقد أن ثمة قناعة تتزايد بأن استمرار الحرب "لا يضر المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يعرض حياة الرهائن، وحياة الجنود، وحياة الجميع منا للخطر". جدير بالذكر أن الآلاف من قوات الاحتياط الإسرائيلية، من مختلف أسلحة الجيش، وقّعوا في شهر أبريل/نيسان الماضي، رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف المعارك والتركيز على التفاوض من أجل إعادة الرهائن المتبقين. وعلى الرغم من ذلك تتفاوت وجهات النظر الأخرى بين الكثيرين في إسرائيل. وأجرت بي بي سي، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، يوم الأربعاء، مقابلة مع غيديون هاشافيت، عضو في مجموعة تحتج على السماح بدخول المساعدات. ووصف الموجودين في غزة بأنهم "ليسوا أبرياء، لقد اتخذوا قرارهم، عندما اختاروا الانتماء إلى منظمة إرهابية". وأعلنت المملكة المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على بعض من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وهي جماعات المستوطنين. وفي أقوى إجراء اتخذته حتى الآن، أوقفت المملكة المتحدة محادثات متعلقة باتفاقية تجارية مع إسرائيل واستدعت سفير الدولة، كما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، التصعيد العسكري في غزة بأنه "غير مبرر أخلاقياً". كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، إن "أغلبية قوية" من الأعضاء يؤيدون إعادة النظر في هذه الاتفاقية التي مضى عليها 25 عاماً. وشاركت أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، يوم الاثنين، في توقيع بيان مشترك شديد اللهجة، يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، ويحذر من "اتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة" في حال عدم تحسّن الوضع الإنساني في غزة. وقال فيلتمان: "الأجواء تتغير، والرياح بدأت تعصف في الاتجاه المعاكس".


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني
صعد إبراهيم رئيسي سريعاً في هيكل السلطة في إيران، لكن رئاسته انتهت فجأةً، بحادث تحطم مروحية، لم يُسهم تفسيره الرسمي - المتعلق بالطقس - في تهدئة أمة غارقة في الشكوك. في 19 مايو/أيار 2024، توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، بالقرب من الحدود مع أذربيجان. كما قُتل في الحادث أيضا وزير الخارجية آنذاك، حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من كبار المسؤولين. بعد عام، لا يزال التفسير الرسمي - أن سوء الأحوال الجوية تسبب في اصطدام الطائرة بجبل - موضع تساؤل واسع النطاق داخل إيران، حيث يسود انعدام ثقة الجمهور في روايات الحكومة. أصدر الجيش الإيراني ثلاثة تقارير تستبعد التخريب أو الاغتيال. وأشار أحدثها إلى تراكم الضباب المتصاعد كسبب. مع ذلك، صرّح رئيس الأركان السابق في عهد رئيسي بأن الطقس كان صافيا، ويشير منتقدون إلى احتمال وجود أعطال فنية بالطائرة. بينما حاولت الدولة إغلاق القضية، تزايدت التكهنات العامة. ولم تؤدِّ الصور المحدودة والضبابية لحطام الطائرة إلا إلى تأجيج الشكوك. جاء الحادث بعد تغيير في خطط سفر رئيسي. ووفقاً لـ مجتبى موسوي، الذي ترأس شقيقه فريق أمن رئيسي وتوفي في الحادث، فإن الرحلة إلى حدود أذربيجان لم تكن الوجهة الأصلية - وقد عارضتها وحدة الأمن بشدة. وقال إنه تم تقديم خطاب رسمي يعترض على الزيارة. رفض الجيش هذه التعليقات ووصفها بأنها محاولة "لزرع الشك"، لكن هذه الرواية اكتسبت زخماً، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية واجتماع رئيسي مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، قبل وقت قصير من الحادث. شائعات التصفية السياسية ألمح سياسيون متشددون علناً إلى أن رئيسي ربما يكون قد قُتل عمداً. ادعى عضو البرلمان، حامد رسايي، أنه "أقُصي" لإزالة عقبة داخلية أمام التطورات الإقليمية. وذهب نائب آخر، وهو كامران غضنفري، إلى أبعد من ذلك، مدعياً وجود عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأذربيجان أسفرت عن مقتله - دون تقديم أدلة. تتزامن هذه الادعاءات مع أحداث إقليمية، بما في ذلك مقتل قادة من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني على يد إسرائيل. وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون أي تورط في الحادث. في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع تظهر امرأة، عُرِّفت بأنها والدة رئيسي، في حالة من الضيق الشديد، وهي تقول: "أياً كان من قتلك، أرجو من الله أن يُقتل". لم يتسن التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل، ولكنه انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. غموض حول موقع التحطم كانت التقارير الإعلامية الإيرانية الأولية متناقضة. قال البعض إن رئيسي واصل رحلته براً، ووصف آخرون الحادث بأنه "هبوط اضطراري". وسرعان ما تحول السرد إلى حادث تحطم مميت، وبدأت حملة وطنية للدعاء. كان رئيسي على متن إحدى ثلاث طائرات هليكوبتر تحلّق في دوائر. أدلى المسؤولون بتصريحات متضاربة حول ترتيبات الموكب. استغرق تحديد موقع الحطام أكثر من 16 ساعة، على الرغم من مزاعم بأن أحد الركاب رد على اتصال عبر هاتف محمول بعد الحادث. أعلنت تركيا أن إحدى طائراتها المسيرة حددت الموقع، لكن بي بي سي الخدمة الفارسية وجدت أن الإحداثيات التي تمت مشاركتها غير دقيقة. بدلاً من ذلك، كانت مجموعة من سائقي الدراجات النارية عبر الطرق الوعرة أول من وصل إلى الموقع، وهي حقيقة لم تعترف بها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. جثث محترقة، وأمتعة غير محترقة أظهرت الصور المنشورة جثثاً متفحمة، إلا أن بعض المتعلقات والأمتعة بدت سليمة نسبياً. زعم أحد المشاركين في التأبين، وهو مؤيد للحكومة، أن جثمان رئيسي كان محترقاً بشدة لدرجة أنه تم إجراء "التيمم" للكفن، بدلاً من الغسل التقليدي. وبحسب ما ورد، لم يُسمح لزوجة الرئيس ووالدته برؤية الجثمان. صرح بعض المسؤولين لاحقاً بأنه لم يتم العثور على أجزاء من جثمان رئيسي، ما زاد من شكوك الرأي العام. إرث من انعدام الثقة لا يمكن فصل الشكوك المحيطة بوفاة رئيسي عن تاريخ إيران الطويل من السرية. من إسقاط طائرة أوكرانية عام 2020، إلى وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، إلى عقود سابقة من الاغتيالات السياسية، شهد الإيرانيون مراراً وتكراراً روايات رسمية لم تحل ألغاز تلك الأحداث. حتى لو كان حادث التحطم عرضياً بحتاً، فإن سجل الدولة أدى إلى عدم تصديق رواية الأجهزة الأمنية من قِبل مواطنيها. صعود رئيسي وأفوله السياسي كان رئيسي، رجل الدين ورئيس السلطة القضائية السابق، يُنظر إليه في السابق على أنه "خليفة محتمل" للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. بدعم من النخبة المحافظة في إيران، انتُخب عام 2021، مع وعوده بالإصلاح الاقتصادي والاستقرار السياسي. لكن رئاسته واجهت صعوبات. ارتفع التضخم بشكل حاد، وتعثرت دبلوماسيته الدولية، وأدت الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني إلى إضعاف إدارته بشكل أكبر. ووصف محللون من مختلف الأطياف السياسية حكومته بأنها غير فعالة. بحلول عام 2024، كان مستقبل رئيسي السياسي غامضاً. لقد أنهى موته فجأةً مشروعاً سعى إلى بناء جيل جديد من القيادة "الشبابية والثورية". نهاية مفتوحة على الرغم من جهود الدولة لتصوير رئيسي على أنه "شهيد"، إلا أن ظروف وفاته زادت من سخرية الرأي العام. وبعد مرور عام على الحادث، لا تزال فكرة أن الرئيس الإيراني اختفى في سحابة، بالنسبة لكثير من الإيرانيين، غير معقولة لدرجة يصعب تقبلها.