logo
صحيفة بريطانية تتوقعات سيناريوهات الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي

صحيفة بريطانية تتوقعات سيناريوهات الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي

شفق نيوزمنذ 19 ساعات

شفق نيوز/ توقعت صحيفة "التايمز" البريطانية، يوم الجمعة، أربعة سيناريوهات للرد الإيراني على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية فجر اليوم.
ورجحت الصحيفة أن قد تكون القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ومنشآت الشحن والنفط في مرمى نيران إيران، توقعت سيناريوهات إيرانية مختلفة للرد.
وذهبت الصحيفة إلى السيناريو الأول يتمثل بأن ترد إيران بضربات صاروخية على قواعد أمريكية وإسرائيل.
وتمتلك إيران آلاف الصواريخ متوسطة المدى القادرة على الوصول إلى قواعد أمريكية منتشرة في أنحاء المنطقة، بما في ذلك مواقع في العراق المجاور.
إغلاق الملاحة البحرية
والسيناريو الثاني، وفقًا للصحيفة، قد يكون إغلاق إيران الملاحة في الخليج العربي، الذي يُعدّ ممرًا رئيسًا لشحنات النفط، حيث يمرّ ما يصل إلى 30% من النفط العالمي عبر مضيق هرمز، وقد يُؤدّي أيّ صراع إلى توقف الملاحة.
ونصحت وكالة الملاحة البحرية البريطانية، وهي وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، السفن المُبحرة في المنطقة بتوخّي الحذر.
استهداف إسرائيل
ورجحت الصحيفة أن يقتصر الرد الإيران، وفقًا للسيناريو الثالث، على مهاجمة إسرائيل فقط؛ حيث هدّدت إيران بمهاجمة إسرائيل مجدداً إذا هاجمت إسرائيل مواقعها النووية.
وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على إسرائيل، رداً على قصف إسرائيل لمنشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية.
ورغم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت مُعظم الصواريخ الصواريخ حينها، وذلك بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لكنّ صواريخ عديدة نجحت في اختراق الدفاعات الجوية، وهبطت في مطار يضمّ أسطولًا من طائرات "أف 35" على بُعد بضع مئات الأمتار فقط من مقرّ وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد".
وأردفت الصحيفة أن السيناريو الأخير يذهب إلى انضمام وكلاء إيران في المنطقة إلى ساحة القتال.
وبينما شكّل ميليشيا حزب الله اللبنانية، الحليف الرئيس لإيران، لعقود رادعًا لإسرائيل، لكن إسرائيل تمكنت من القضاء على الجماعة المسلحة في لبنان، وكذلك حركة حماس في قطاع غزة.
وفي حين ما يزال لإيران حلفاء حوثيون في اليمن، يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل، وقوات بالوكالة في العراق، والتي هاجمت أيضًا إسرائيل وقواعد أمريكية في العراق وسوريا، يبقى خيار مشاركتهم قائماً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مهنية الاستخبارات عند الصدمة وعند الرد
مهنية الاستخبارات عند الصدمة وعند الرد

موقع كتابات

timeمنذ 34 دقائق

  • موقع كتابات

مهنية الاستخبارات عند الصدمة وعند الرد

ايام الحرب العالمية الاولى قصفت الطائرات الحربية الالمانية لندن وبعد الاطلاع على الاهداف التي قصفتها تبين انها وهمية وبعضها مناطق خالية لا فائدة منها وعند التحقيق تبين ان لالمانيا خلية تجسس في لندن اكتشفتها المخابرات الانكليزية فامر تشرشل بالتكتيم والتعتيم على الخبر واستبدلهم بعناصر من جيشه وهم من اشاروا للطائرات الالمانية على اماكن القصف الوهمي . المهنية في التعامل مع المعلومة التي تحصل عليها ، هكذا استطاع ان يستوعب وافشل غارات المانيا ولم تلجا الى الخطة البديلة . قبل ايام اعلنت السلطات الايرانية عن حصولها على كم هائل من المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالكيان الصهيوني وذكرت شخصية عميلة ايرانية تتمتع بمنصب مهم كان المزود لهم عن معلومات ايرانية سابقا ، لا اريد ان اقول اين هي مخابرات ايران في كشف هكذا عناصر ، لكن طالما اكتشفتموها فلماذا الاعلان فورا ؟ وانا اعتقد ان الضربة الصهيونية لم يكن هذا موعدها لكن بمجرد ان اعلنتم عن هذه الوثائق فقاموا بتقديم الموعد قبل ان يتم تغيير المواقع من قبل ايران بعدما اكتشفت انها مكشوفة . نعم في حسابات قادة ايران بما فيهم السيد الخامنئي كل من يدخل في هذا المعترك بضع في حساباته الشهادة، وكم من قائد ايراني استشهد غيلة او على الجبهة ، ولكنها لازالت واقفة وما تعرضت له ايران ايام الحرب العراقية الايرانية لهو اكبر دليل على خروجها من تلك الازمات العسيرة في حينها . كنت في ايران قبل اكثر من سنة واستاجرت سائق تكسي يجيد العربية لغرض التجوال في ايران ومن الطبيعي حديثه معي كان دينيا سياسيا ، اخر يوم في طريقه لايصالي الى المطار قلت له اسال الله ان يحفظكم ويبعد عنكم الاعداء ، فقال اسمع اخي انا ضابط مخابرات فاعلم ان الكيان الصهيوني نتمكن من ان نتخلص منه بمجرد البصاق عليه ، لكن مشكلتنا من الداخل فهنالك نفوس ضعيفة لا تؤمن لا بالدين ولا بالوطن وخصوصا البعض من شريحة الشباب فعندما يحصل على مئة دولار من اجل القيام بعمل معين فانه يقوم به لانه في حسابات انه حصل على عشرة مليون تومان وهو مبلغ كبير جدا عنده ولا يعلم ماذا باع انه باع شرفه وقد امسكنا بعضهم . هذا الامر اثبتته الاحداث المتلاحقة من اغتيالات لشخصيات مهمة وضيوف بارزة وقد اكتشفت الامر بعد فوات الاوان ، لكن المهم ان يتم غربلة المسؤولين الايرانيين بشكل دقيق ، فالاحداث اثبتت ان اهم عنصر عند الموساد الصهيوني هو البحث عن ضعاف النفوس وكان لها ذلك في لبنان ، اما في فلسطين فان الشهيد يحيى السنوار قام بتطهير العملاء الفلسطينيين في حماس ونجح أي نجاح لدرجة اكثر من عشرين شهر لم يتمكن الموساد وهو على بقعة ارض صغيرة لا تساوي شيئا بالنسبة للمساحة الايرانية ان يصل الى مخبا سري مهم لم يتمكن انهاء حماس او اطلاق سراح اسراه ، لكنه يعول على الخونة من الخارج وخصوصا المحيطين بغزة لحصارها. في مرة ذكرت اليمن انها اكتشفت خلية تجسسية وهذه الخلية ليست مهنية وان اثرت بعض الشيء على الغارات السعودية الامريكية ايام حربهم لكنها اعلنت عنهم وانا اعتقد انها اعلنت بعدما اتخذت الاجراءات اللازمة بما حصلوا عليه من معلومات اضافة الى ذلك اثبتوا لمن تسول له نفسه من ضعاف النفوس في الداخل سيكون مصيرهم كما هو مصير هؤلاء الخونة .

حرب حسن نصر الله الأخيرة – (2) – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024»
حرب حسن نصر الله الأخيرة – (2) – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024»

موقع كتابات

timeمنذ 6 ساعات

  • موقع كتابات

حرب حسن نصر الله الأخيرة – (2) – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024»

لقد وعدتُ في المقال السابق أن أبحث طبيعة العلاقة القائمة بين «حزب الله» وإيران. إلا أني آثرتُ بحث المتشابه والمختلف بين حربي «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024». يودُّ كاتب هذه السطور أن يبين أن هذا المقال هو حصيلة سماع وقراءة عشرات المقابلات المصورة والبحوث والتقارير، غالبيتها الساحقة من جهات قريبة جداً من بيئة «حزب الله» ومصادر يمكن الوثوق بها. ويمكن التحقق من ذلك عبر مراجعة قائمة المصادر المرفقة. كما يؤكد كاتب السطور أنه إنما يسعى لتقديم حقيقة ما جرى بغض النظر عن معتقداته وتمنياته الشخصية. حرب «تموز 2006» في الثاني عشر من تموز 2006، نفذّ «حزب الله» هجوماً على الحدود مع إسرائيل تمكن خلاله من قتل وأسر جندييْن إسرائيليين لغرض مبادلتهما بأسرى لبنانيين قابعين في السجون الإسرائيلية. إثر ذلك شنت إسرائيل هجوماً واسعاً بكافة الأسلحة شمل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت. حددت إسرائيل أهدافها في الإفراج غير المشروط عن الأسرى الإسرائيليين وتدمير «حزب الله» ونزع سلاحه وإنهاء تهديده للحدود الشمالية لإسرائيل. ألحقت إسرائيل خسائر كبيرة بأسلحة «حزب الله»، إلا أن مقاتليه وقفوا بالند للقوات الإسرائيلية وخاضوا معها حرب عصابات ناجحة اسفرت عن تعطيل ووقف القوات المهاجمة. كما أجاد الحزب استخدام صواريخ الكاتيوشا والكورنيت والصواريخ المضادة للسفن التي فاجأت القوات الإسرائيلية المهاجمة وأصابتها في مقتل. يعود الفضل في ذلك إلى الاستعداد المسبق لقوات الحزب وإعداد خطط سرّية بديلة «لم يعرف بها سوى ثلاثة أو أربعة اشخاص، الأمر الذي منع إسرائيل من الاطلاع عليها» [1]. وكان عماد مغنية، ابن مدرسة منظمة «فتح» وأبرز القادة العسكريين في «حزب الله»، هو مبتكِر ومُعِد ومنفِّذ تلك الخطط البديلة التي أسماها الصحفي اللبناني علي هاشم بخطط من «خارج الصندوق» [1]. لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي من أهدافها وانتهت الحرب بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من اندلاعها امتثالاً لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1701. يقول طارق متري، وزير خارجية لبنان آنذاك ونائب رئيس الوزراء حالياً، وهنا انقل بتصرف، «إن تراكم مقاومة حزب الله ونجاحه في مقاومة إسرائيل اسهم بما لا شكّ فيه بوصولنا الى القرار 1701». ويضيف «أنا افترض أن كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك) هاتفت أيهود أولمرت (رئيس وزراء إسرائيل آنذاك) وقالت له 'أعطيناكم ثلاثة وثلاثين يوماً لكي توجهوا ضربة قوية لحزب الله، وها هو حزب الله يدافع عن نفسه بقوة وإن عمليتكم لم تنجح. خلاص انتهى اللعب» [2]. يقول الإعلامي اللبناني قاسم قصير إن «حزب الله تفاجأ بحجم الرد الإسرائيلي الواسع. كان تقدير الحزب أن إسرائيل ستقوم برد محدود عبر تنفيذ عمليات قصف واستهداف دون الذهاب الى حرب واسعة» [3]. أي أن الحزب ما كان بوارد خوض حرب شاملة ضد إسرائيل. وقد أقر الحزب بذلك على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله في لقاء مع قناة الجديد اللبنانية في السابع والعشرين من آب 2006، حيث أكدّ «أن قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحد في المئة أن عملية الاسر ستؤدي الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم. ولو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا» [4]. وذلك لـ «أسباب إنسانية وأخلاقية واجتماعية وأمنية وعسكرية وسياسية. لا أنا اقبل، ولا حزب الله يقبل، ولا الأسرى اللبنانيون في السجون الإسرائيلية ولا أهالي الاسرى» [5]. يقول الإعلامي اللبناني علي هاشم الذي كان يعمل حينها في قناة المنار التابعة للحزب، إن مونتاج اللقاء تم في قناة المنار. وقد روجع السيد حسن فيما إذا كان يريد حذف هذه العبارة، إلاّ أنه أصر على ابقائها [1]. فشلت إسرائيل في تحقيق انتصار عسكري حاسم على «حزب الله». وحقق الأخير مبتغاه في تحرير أسراه بعد مفاوضات استمرت سنتين. كما أوجد الحزب معادلة ردع جديدة مع إسرائيل، فالأخيرة فهمت جيداً أن لبنان 2006 أقوى بكثير من لبنان 1978 أو 1982، دون الانتقاص من المقاومة البطولية التي أبداها اللبنانيون ضد الاحتلال الإسرائيلي آنذاك. إخفاق إسرائيل في تحقيق انتصار حاسم في المواجهة البرية مع مقاتلي «حزب الله» لم يمنعها من ممارسة روتينها المعتاد في إلحاق أفدح الأضرار بالمدنيين والبنية التحتية للبنان، فقد دمرت محطات الكهرباء ومطار بيروت. كما تسبب القصف الإسرائيلي بمقتل وجرح الآلاف ونزوح أكثر من مليون إنسان. وأسفر عن تدمير أكثر من 150 ‏ألف وحدة سكنية ما بين تدمير كامل وجزئي [6]. وهذا ردع أيضاَ. يقول الصحفي علي هاشم إن السيد حسن لم يرد لصور الدمار والتهجير التي تسببت بها حرب «تموز 2006» أن تتكرر [1]. ويمكن قراءة ذلك بين ثنايا لقائه مع قناة الجديد حين سُئِل عن الاستفزاز الإسرائيلي من إنزالات وخطف وخروقات جوية (بعد وقف إطلاق النار)؟ اجاب: «الحرب المفتوحة توقفت في الرابع عشر من آب، ولكن اسرائيل استمرت باستفزازنا حتى نُسْتَدرج إلى مواجهة وإذا ردينا على الاستفزاز نكون قد خرقنا القرار الدولي 1701 وهذا قد يفتح النقاش على قرار ثان يسعى له بوش له علاقة بنزع سلاح المقاومة، نحن ضبطنا أنفسنا ولم نستدرج لاسيما وإن القرار 1701 يعطي لإسرائيل حق الدفاع عن النفس وهذا ما تحفظنا عليه» [4]. هناك بعض عدم الوضوح في تعاطي السيد حسن مع عملية الأسر، فمرة يؤكد أنه ما كان ليقدِم على عملية الأسر لو كان يعلم أنها ستتسبب بالحرب التي حصلت، وقبلها يؤكد أن «كل من يقول إن سبب هذه الحرب الأسيرين هو مخطئ، فكل المعطيات التي تم التوصل اليها أن قرار الحرب كان متخذا ونحن فاجأنا الاسرائيلي بالتوقيت، هو وقع في الفخ وليس نحن». واضاف: «بذريعة أو من دون ذريعة الاسرائيلي كان سيعلن الحرب أواخر ايلول بداية تشرين الأول» [4]. حرب «8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرينالثاني 2024» انتهت اللعبة. وأقرت إسرائيل بإخفاقها في حرب 2006 وبدأت تعد العدة للخروج منتصرة في المواجهة التي لا محالة قادمة. والتي أتت فعلاً. فبعد يوم واحد من عملية «طوفان الأقصى» التي شنَّتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، دخل حزب الله في الصراع من خلال شن هجمات على أهداف إسرائيلية متواجدة في المناطق اللبنانية المحتلة، أي حرب محددة السقف، أملاً في منع اندلاع حرب شاملة شبيهة بحرب «تموز 2006». وقد سقط هذا السقف بعد يومين من اندلاع المواجهات حيث أقدمت إحدى الفصائل الفلسطينية (منظمة الجهاد الإسلامي) العاملة من لبنان على استهداف وحدة عسكرية في الأراضي الإسرائيلية. وكان الرد الإسرائيلي فورياً وساحقاً وخارج المنطقة التي حددها «حزب الله» كمنطقة مواجهة. رغم ذلك، مارس الحزب أقصى درجات ضبط النفس عبر تجنب الرد المتماثل على الهجمات الإسرائيلية القاسية التي طالت مدنيين أيضاً. ثم بدأت إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال واسعة ومؤلمة وصلت إلى اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لمنظمة حماس، في بيروت في الثاني من كانون الثاني 2024. ولم يردّ «حزب الله» على استهداف بيروت. وبذلك سقطت ثنائية «تل أبيب مقابل بيروت». إسرائيل لم تقم وزناً للسقف الذي وضعه «حزب الله» وقرأت صبره وتأنيه ضعفاً ينبغي استغلاله لضربه ضربة ساحقة. إسرائيل أرادت الحرب مع «حزب الله» واستعدت لها جيداً حتى قبل عملية «طوفان الأقصى»، فقد طوّرت أنظمة مقاومة الصواريخ (القبة الحديدية) لتقليل أضرار صواريخ الحزب. واستمكنت الغالبية الساحقة من قيادات «حزب الله» وبدأت باغتيالهم واحداً تلو الاخر وبالتوقيت الذي ارادت. كما تمكنتْ من استمكان القسم الأكبر من مخازن صواريخ الحزب. واستثمر الموساد الاسرائيلي تفوقه الاستخباري والتكنولوجي في ابتكار وسائل حرب ذكية تلحق ضرراً كبيراً وصادماً بـ«حزب الله» تمثل في «عملية الصافرة»، حيث تمكن الموساد من تفخيخ صفقة شراء خمسة آلاف جهاز نداء آلي «بيجر» اشتراها الحزب من شركة تابعة للموساد عام 2022. وسبقتها صفقة أخرى اشترى الحزب بموجبها أجهزة راديو محمولة «ووكي توكي» عام 2015 [7]. وهذا يعني أن كل شخص كان يحمل أي من الجهازيْن المذكوريْن إنما كان يحمل عبوة ناسفة جاهزة للتفجير والفتك بحاملها وقتما يشاء الموساد. في السابع عشر من أيلول 2024، أقدم الموساد على تفجير كل أجهزة «البيجر» المُفَعَّلة، الأمر الذي تسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصر «حزب الله» وغيرهم ممن كانوا يحملونها حيثما وجدوا في لبنان أو خارجه. وفي اليوم التالي، في الثامن عشر من أيلول، فعّلَ الموساد موجة التفجير الثانية، فانفجرت أجهزة الراديو المحمولة «ووكي توكي» بحامليها وتسببت بمقتل العشرات وإصابة المئات. بعض تلك الأجهزة انفجرت بحامليها أثناء تشييعيهم لضحايا انفجارات «أجهزة النداء الآلي». إضافة للخسائر البشرية الكبيرة جداً، فالجريح أيضاً خسارة كبيرة، خاصة وأن الحزب كان في خضم مواجهة واسعة مع العدو الإسرائيلي، تسبب تفجير أجهزة الاتصال في انقطاع التواصل بين الوحدات المقاتلة والآمرين. إضافة للإرباك والهلع اللذين لحقا بالمدنيين. في التاسع عشر من أيلول 2024، أدلى السيد حسن بخطاب اقتبس منه قوله إن «جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزّة. أياً تكن التضحيات، أياً تكن العواقب، أياً تكن الاحتمالات، أياً يكن الأفق الذي تذهب إليه المنطقة، المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة وأهل الضفة». وأضاف مخاطباً إسرائيل: «لن تستطيعوا أن تعيدوا المستوطنين المحتلين المغتصبين إلى المستعمرات في الشمال. وافعلوا ما شئتم. لن تستطيعوا هذا. وهذا تحد كبير بيننا وبينكم. السبيل الوحيد هو وقف العدوان على أهل غزة وقطاع غزة وطبعا الضفة الغربية. لا تصعيد عسكري ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع أن تعيد السكان إلى الحدود أبداً إن شاء الله. بل بالعكس، ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير السكان في الشمال» [8]. وهذا ما تمنى الإسرائيلي أن يسمعه ليمضي قُدُماً بمخططه، ففي الثالث والعشرين من أيلول استهدف الإسرائيلي كافة مخازن الأسلحة التي يعرفها وألحق بها خسائر فادحة. أما الخطوة الأخيرة قبل إعلان الحرب البرية، فتمثلت في اغتيال السيد حسن نصر الله شخصياً. وهو ما تحقق في السابع والعشرين من أيلول 2024. لقد اغتيل الأمين العام وكل القادة والمستشارين الذين كانوا معه. يقول وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت إن الاستعدادات الإسرائيلية للحرب ضد «حزب الله» كانت مكتملة منذ زمن بعيد قبل عملية «طوفان الأقصى» وإنه طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شن هجوم كبير على «حزب الله» في 11 تشرين الأول 2023. إلا أن نتنياهو لم يوافق. ولو حصلت الحرب آنذاك لأدّت إلى نفس نتائج التي تحققت بعد سنة [9]. لقد كرر «حزب الله» نفسه في كلا الحربين؛ فهو الذي قدم لإسرائيل مبررات شن الحرب رغم معرفته بنِيّتِها المبيتة للهجوم عليه. أما المختلف بين الحربيْن فهو أن إسرائيل دخلت متسلحة بأشد المعدات الحربية تقدما وتدميرا. كما سخّرتْ كل التقدم التكنولوجي والاستخباري لابتكار خطط من «خارج الصندوق» تفاجئ بها الحزب. أما الأخير، فقد دخل الحرب مترنحاً ومُقطّع الأجنحة بفعل الضربات الإسرائيلية المسبقة التي ألحقت أضراراً فادحة بكافة أسلحته ووسائل اتصاله وكادره الحربي. إن عنوان «1 أكتوبر 2024» الذي يطلق على المواجهة الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل يبدو عنواناً مجتزأ يؤرخ لبدء الأخيرة هجومها البري على لبنان. وهو تفصيل صغير في الحرب سبقته تفاصيل عدة أكثر أهمية كما بيّن المقال. [2] يوتيوب. بودكاست هامش جاد – العربي تيوب. لقاء مع طارق متري. الدبلوماسية اللبنانية وكواليس صنع القرار. المحاوِر: جاد غصن. 19 كانون الأول 2024. [3] موقع يوتيوب. إيران بودكاست. لقاء مع قاسم قصير. حزب الله.. من الآباء المؤسسين إلى طوفان الأقصى. المحاوِر: عدنان زماني. 9 نيسان 2025. [4] يوتيوب. العلاقات الإعلامية في حزب الله. مقابلة السيد نصر الله مع قناة الجديد 27-8-2006 [5] موقع يوتيوب [6] موقع قناة المنار اللبنانية. كلمة السيد حسن نصر الله – تأبين الشهداء على طريق القدس 03 تشرين الثاني 2023 [7] موقع قناة دي دبليو (DW). عملاء سابقون يكشفون عن تفاصيل مثيرة لعملية تفجير أجهزة بيجر. في 23 كانون الأول 2024. [8] موقع قناة المنار اللبنانية. كلمة السيد حسن نصر الله – حول التطورات الأخيرة في 19-09-2024. [11] يوتيوب. منصّة 'بالمباشر' الالكترونية. لقاء مع عبد الله قمح.

هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى
هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى

موقع كتابات

timeمنذ 6 ساعات

  • موقع كتابات

هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى

ما يلاحظ في المشهد الأول من الهجوم على إيران، أن الضربة الأولى على الأرض الإيرانية كان مخطط لها مسبقا وليست وليدة طرف وأحد ' إسرائيل' بل الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها الدور الكبير في الاستراتيجية المطروحة والدعم العسكري، وكيفية التنفيذ ومتى التنفيذ، وهذا يعطي للعيان أن البيت الأبيض منذ مجيء دونالد ترامب كان يخطط لهذا اليوم بوسائل وتوافقات دولية وإقليمية. ورغم الدبلوماسية التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران وكانت سلطنة عمان مركز ووسيط للتفاوض النووي بين الأطراف، غير إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد نزع برنامج النووي الإيراني بالكامل وبالتالي تخلي، وتنازل إيران عن طموحاتها النووية بشكل كامل وبدون قيود. وهذا ما كان سائد عند أفكار دونالد ترامب الذي أمهل الإيرانيين 60 للموافق على الاتفاق أو الذهاب إلى خيار الحرب، وهو الذي أنهى الاتفاق النووي الذي ابرمته إيران مع الولايات المتحدة ودول أوروبية خلال ولايته الأولى، واليوم الرؤية واضحة وهي إذا لم تقبل إيران بالاتفاق المطروح على الطاولة في كما قال ستنتهي ' الإمبراطورية الإيرانية'. هذا لا شك، تطور خطير على مستوى الإقليمي والدولي ،ويحيل إلى التوجه إلى حرب مباشرة مع إيران، لكن بطريقة مخفية واجهتها إسرائيل غير أن التنفيذ والتنسيق والإستراتيجية المطروحة مقدمة من الويات المتحدة الأمريكية ، في الخطة الأمريكية استبدال الأقوال ،ولكنها لم تتغير في التنفيذ ،بمعنى إن 'دونالد ترامب ' لا يعطي الانطباع بالأقوال ، بأنه سيقوم بحرب ضد إيران كما فعل 'بوش الابن' اتجاه العراق أو أفغانستان ،ولكن دونالد ترامب يعتد على ما يبدو على استراتيجية الردع البعيدة ،وذلك بدعم ' إسرائيل' بكل ما تحتاجه من معدات عسكرية واستراتيجية و تخطيطية للحرب على إيران. وفي اتجاه أخر، يطرح السؤال: أين حلفاء إيران من هذه الموقعة؟ ، ونعني هنا روسيا الاتحادية والصين الشعبية التي تجمعهم مع طهران اتفاقيات استراتيجية في المجال العسكري والاستراتيجي؟ لماذا لم يساعدون إيران في صد الهجمات الإسرائيلية الممولة بالسلاح الأمريكي أم أن هناك تحالف خفي بين القوى العظمى لتقليص نفوذ إيران إقليمياً أو هناك توافق أمريكي روسيا في هذا الاتجاه تكون إيران مقابل أوكرانيا؟ هذه التساؤلات تبقى مطروحة ،وتعطي الانطباع إن القوى الكبرى بدأت تلعب لعبة عالمية من خلال رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ،وهذا يمكن إدخاله في مجال التوازن الدولي بين القوى العظمى، ونعني هنا الولايات المتحدة الأمريكية و وروسيا والصين ،وتكون إيران خارج هذا الطرح الإقليمي داخل الشرق الأوسط .و بهذا الواقع الجديد ،تكون تابعة للتوجهات وهذا لن يأتي حتى يتم الموافق على تدمير قدراتها العسكرية والنووية ،هذا ما بدأ بالفعل العمل عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال دعمها الاستراتيجي والعسكري والأمني لإسرائيل لتنفيذ المأمورية.. وكما وقع لقيادة حزب الله، والضربة الإسرائيلية التي شلت حركة الحزب وأدت إلى توقف الحرب بشروط، حيث لم يكون يقبل بها الحزب الله لولا الاختراق والصدمة التي أصابت مواقعه ومحيطه وقتل هرم قياداته. لذلك، كانت ضربة صباح الجمعة مشابه وقوية على إيران من حيث عدد قتل العلماء وقتل القيادات والمواقع المستهدفة. وهذا أيضا، يطرح عدد من التأويلات أين كانت طهران من الناحية الأمنية والعسكرية، وهي تعرف أنها مندو زمن بعيد تواجه تهديدات حقيقية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، ولماذا لم تستطيع التصدي لهذا العدوان وحماية قياداتها في الصف الأول وعلماءها وبالتالي موافقة أقوالها مع أفعالها على الأرض.. وهذا يحلنا إلى طرح السؤال الأكبر هل فعلاً تنهض إيران بعد الضربة الأولى أم أننا أمام تغيير تاريخي سيغير معالم الصراع في الشرق الأوسط… في الختام، لا شك أن ما حدث صباح الجمعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو عامل أساسي لمعرفة هل فعلاً إيران تمتلك من القدرة العسكرية والبشرية، ما يمكنها من مواجهة هذه الضربات، وبالتالي مواجهة 'إسرائيل' ومحركها وداعمها الولايات المتحدة الأمريكية ورسم بذلك خريطة لتوازن القوى في الشرق الأوسط ،ومن جهة ثانية هو اختبار لحليف إيران (روسيا) هل تقوم بدعمها عسكرياً وأمنيا لمواجهة هذه الحرب أم ستتخلى عنها كما فعل مع ' بشار الأسد ' ونكون بذلك أمام إيران بواقع جديد؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store