logo
حرب حسن نصر الله الأخيرة – (2) – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024»

حرب حسن نصر الله الأخيرة – (2) – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024»

موقع كتاباتمنذ 2 أيام

لقد وعدتُ في المقال السابق أن أبحث طبيعة العلاقة القائمة بين «حزب الله» وإيران. إلا أني آثرتُ بحث المتشابه والمختلف بين حربي «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024».
يودُّ كاتب هذه السطور أن يبين أن هذا المقال هو حصيلة سماع وقراءة عشرات المقابلات المصورة والبحوث والتقارير، غالبيتها الساحقة من جهات قريبة جداً من بيئة «حزب الله» ومصادر يمكن الوثوق بها. ويمكن التحقق من ذلك عبر مراجعة قائمة المصادر المرفقة. كما يؤكد كاتب السطور أنه إنما يسعى لتقديم حقيقة ما جرى بغض النظر عن معتقداته وتمنياته الشخصية.
حرب «تموز 2006»
في الثاني عشر من تموز 2006، نفذّ «حزب الله» هجوماً على الحدود مع إسرائيل تمكن خلاله من قتل وأسر جندييْن إسرائيليين لغرض مبادلتهما بأسرى لبنانيين قابعين في السجون الإسرائيلية. إثر ذلك شنت إسرائيل هجوماً واسعاً بكافة الأسلحة شمل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت. حددت إسرائيل أهدافها في الإفراج غير المشروط عن الأسرى الإسرائيليين وتدمير «حزب الله» ونزع سلاحه وإنهاء تهديده للحدود الشمالية لإسرائيل.
ألحقت إسرائيل خسائر كبيرة بأسلحة «حزب الله»، إلا أن مقاتليه وقفوا بالند للقوات الإسرائيلية وخاضوا معها حرب عصابات ناجحة اسفرت عن تعطيل ووقف القوات المهاجمة. كما أجاد الحزب استخدام صواريخ الكاتيوشا والكورنيت والصواريخ المضادة للسفن التي فاجأت القوات الإسرائيلية المهاجمة وأصابتها في مقتل. يعود الفضل في ذلك إلى الاستعداد المسبق لقوات الحزب وإعداد خطط سرّية بديلة «لم يعرف بها سوى ثلاثة أو أربعة اشخاص، الأمر الذي منع إسرائيل من الاطلاع عليها» [1]. وكان عماد مغنية، ابن مدرسة منظمة «فتح» وأبرز القادة العسكريين في «حزب الله»، هو مبتكِر ومُعِد ومنفِّذ تلك الخطط البديلة التي أسماها الصحفي اللبناني علي هاشم بخطط من «خارج الصندوق» [1].
لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي من أهدافها وانتهت الحرب بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من اندلاعها امتثالاً لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1701. يقول طارق متري، وزير خارجية لبنان آنذاك ونائب رئيس الوزراء حالياً، وهنا انقل بتصرف، «إن تراكم مقاومة حزب الله ونجاحه في مقاومة إسرائيل اسهم بما لا شكّ فيه بوصولنا الى القرار 1701». ويضيف «أنا افترض أن كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك) هاتفت أيهود أولمرت (رئيس وزراء إسرائيل آنذاك) وقالت له 'أعطيناكم ثلاثة وثلاثين يوماً لكي توجهوا ضربة قوية لحزب الله، وها هو حزب الله يدافع عن نفسه بقوة وإن عمليتكم لم تنجح. خلاص انتهى اللعب» [2].
يقول الإعلامي اللبناني قاسم قصير إن «حزب الله تفاجأ بحجم الرد الإسرائيلي الواسع. كان تقدير الحزب أن إسرائيل ستقوم برد محدود عبر تنفيذ عمليات قصف واستهداف دون الذهاب الى حرب واسعة» [3]. أي أن الحزب ما كان بوارد خوض حرب شاملة ضد إسرائيل. وقد أقر الحزب بذلك على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله في لقاء مع قناة الجديد اللبنانية في السابع والعشرين من آب 2006، حيث أكدّ «أن قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحد في المئة أن عملية الاسر ستؤدي الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم. ولو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا» [4]. وذلك لـ «أسباب إنسانية وأخلاقية واجتماعية وأمنية وعسكرية وسياسية. لا أنا اقبل، ولا حزب الله يقبل، ولا الأسرى اللبنانيون في السجون الإسرائيلية ولا أهالي الاسرى» [5]. يقول الإعلامي اللبناني علي هاشم الذي كان يعمل حينها في قناة المنار التابعة للحزب، إن مونتاج اللقاء تم في قناة المنار. وقد روجع السيد حسن فيما إذا كان يريد حذف هذه العبارة، إلاّ أنه أصر على ابقائها [1].
فشلت إسرائيل في تحقيق انتصار عسكري حاسم على «حزب الله». وحقق الأخير مبتغاه في تحرير أسراه بعد مفاوضات استمرت سنتين. كما أوجد الحزب معادلة ردع جديدة مع إسرائيل، فالأخيرة فهمت جيداً أن لبنان 2006 أقوى بكثير من لبنان 1978 أو 1982، دون الانتقاص من المقاومة البطولية التي أبداها اللبنانيون ضد الاحتلال الإسرائيلي آنذاك.
إخفاق إسرائيل في تحقيق انتصار حاسم في المواجهة البرية مع مقاتلي «حزب الله» لم يمنعها من ممارسة روتينها المعتاد في إلحاق أفدح الأضرار بالمدنيين والبنية التحتية للبنان، فقد دمرت محطات الكهرباء ومطار بيروت. كما تسبب القصف الإسرائيلي بمقتل وجرح الآلاف ونزوح أكثر من مليون إنسان. وأسفر عن تدمير أكثر من 150 ‏ألف وحدة سكنية ما بين تدمير كامل وجزئي [6]. وهذا ردع أيضاَ.
يقول الصحفي علي هاشم إن السيد حسن لم يرد لصور الدمار والتهجير التي تسببت بها حرب «تموز 2006» أن تتكرر [1]. ويمكن قراءة ذلك بين ثنايا لقائه مع قناة الجديد حين سُئِل عن الاستفزاز الإسرائيلي من إنزالات وخطف وخروقات جوية (بعد وقف إطلاق النار)؟ اجاب: «الحرب المفتوحة توقفت في الرابع عشر من آب، ولكن اسرائيل استمرت باستفزازنا حتى نُسْتَدرج إلى مواجهة وإذا ردينا على الاستفزاز نكون قد خرقنا القرار الدولي 1701 وهذا قد يفتح النقاش على قرار ثان يسعى له بوش له علاقة بنزع سلاح المقاومة، نحن ضبطنا أنفسنا ولم نستدرج لاسيما وإن القرار 1701 يعطي لإسرائيل حق الدفاع عن النفس وهذا ما تحفظنا عليه» [4].
هناك بعض عدم الوضوح في تعاطي السيد حسن مع عملية الأسر، فمرة يؤكد أنه ما كان ليقدِم على عملية الأسر لو كان يعلم أنها ستتسبب بالحرب التي حصلت، وقبلها يؤكد أن «كل من يقول إن سبب هذه الحرب الأسيرين هو مخطئ، فكل المعطيات التي تم التوصل اليها أن قرار الحرب كان متخذا ونحن فاجأنا الاسرائيلي بالتوقيت، هو وقع في الفخ وليس نحن». واضاف: «بذريعة أو من دون ذريعة الاسرائيلي كان سيعلن الحرب أواخر ايلول بداية تشرين الأول» [4].
حرب «8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرينالثاني 2024»
انتهت اللعبة. وأقرت إسرائيل بإخفاقها في حرب 2006 وبدأت تعد العدة للخروج منتصرة في المواجهة التي لا محالة قادمة. والتي أتت فعلاً. فبعد يوم واحد من عملية «طوفان الأقصى» التي شنَّتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، دخل حزب الله في الصراع من خلال شن هجمات على أهداف إسرائيلية متواجدة في المناطق اللبنانية المحتلة، أي حرب محددة السقف، أملاً في منع اندلاع حرب شاملة شبيهة بحرب «تموز 2006». وقد سقط هذا السقف بعد يومين من اندلاع المواجهات حيث أقدمت إحدى الفصائل الفلسطينية (منظمة الجهاد الإسلامي) العاملة من لبنان على استهداف وحدة عسكرية في الأراضي الإسرائيلية. وكان الرد الإسرائيلي فورياً وساحقاً وخارج المنطقة التي حددها «حزب الله» كمنطقة مواجهة. رغم ذلك، مارس الحزب أقصى درجات ضبط النفس عبر تجنب الرد المتماثل على الهجمات الإسرائيلية القاسية التي طالت مدنيين أيضاً. ثم بدأت إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال واسعة ومؤلمة وصلت إلى اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لمنظمة حماس، في بيروت في الثاني من كانون الثاني 2024. ولم يردّ «حزب الله» على استهداف بيروت. وبذلك سقطت ثنائية «تل أبيب مقابل بيروت». إسرائيل لم تقم وزناً للسقف الذي وضعه «حزب الله» وقرأت صبره وتأنيه ضعفاً ينبغي استغلاله لضربه ضربة ساحقة.
إسرائيل أرادت الحرب مع «حزب الله» واستعدت لها جيداً حتى قبل عملية «طوفان الأقصى»، فقد طوّرت أنظمة مقاومة الصواريخ (القبة الحديدية) لتقليل أضرار صواريخ الحزب. واستمكنت الغالبية الساحقة من قيادات «حزب الله» وبدأت باغتيالهم واحداً تلو الاخر وبالتوقيت الذي ارادت. كما تمكنتْ من استمكان القسم الأكبر من مخازن صواريخ الحزب.
واستثمر الموساد الاسرائيلي تفوقه الاستخباري والتكنولوجي في ابتكار وسائل حرب ذكية تلحق ضرراً كبيراً وصادماً بـ«حزب الله» تمثل في «عملية الصافرة»، حيث تمكن الموساد من تفخيخ صفقة شراء خمسة آلاف جهاز نداء آلي «بيجر» اشتراها الحزب من شركة تابعة للموساد عام 2022. وسبقتها صفقة أخرى اشترى الحزب بموجبها أجهزة راديو محمولة «ووكي توكي» عام 2015 [7]. وهذا يعني أن كل شخص كان يحمل أي من الجهازيْن المذكوريْن إنما كان يحمل عبوة ناسفة جاهزة للتفجير والفتك بحاملها وقتما يشاء الموساد.
في السابع عشر من أيلول 2024، أقدم الموساد على تفجير كل أجهزة «البيجر» المُفَعَّلة، الأمر الذي تسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصر «حزب الله» وغيرهم ممن كانوا يحملونها حيثما وجدوا في لبنان أو خارجه. وفي اليوم التالي، في الثامن عشر من أيلول، فعّلَ الموساد موجة التفجير الثانية، فانفجرت أجهزة الراديو المحمولة «ووكي توكي» بحامليها وتسببت بمقتل العشرات وإصابة المئات. بعض تلك الأجهزة انفجرت بحامليها أثناء تشييعيهم لضحايا انفجارات «أجهزة النداء الآلي».
إضافة للخسائر البشرية الكبيرة جداً، فالجريح أيضاً خسارة كبيرة، خاصة وأن الحزب كان في خضم مواجهة واسعة مع العدو الإسرائيلي، تسبب تفجير أجهزة الاتصال في انقطاع التواصل بين الوحدات المقاتلة والآمرين. إضافة للإرباك والهلع اللذين لحقا بالمدنيين.
في التاسع عشر من أيلول 2024، أدلى السيد حسن بخطاب اقتبس منه قوله إن «جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزّة. أياً تكن التضحيات، أياً تكن العواقب، أياً تكن الاحتمالات، أياً يكن الأفق الذي تذهب إليه المنطقة، المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة وأهل الضفة». وأضاف مخاطباً إسرائيل: «لن تستطيعوا أن تعيدوا المستوطنين المحتلين المغتصبين إلى المستعمرات في الشمال. وافعلوا ما شئتم. لن تستطيعوا هذا. وهذا تحد كبير بيننا وبينكم. السبيل الوحيد هو وقف العدوان على أهل غزة وقطاع غزة وطبعا الضفة الغربية. لا تصعيد عسكري ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع أن تعيد السكان إلى الحدود أبداً إن شاء الله. بل بالعكس، ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير السكان في الشمال» [8]. وهذا ما تمنى الإسرائيلي أن يسمعه ليمضي قُدُماً بمخططه، ففي الثالث والعشرين من أيلول استهدف الإسرائيلي كافة مخازن الأسلحة التي يعرفها وألحق بها خسائر فادحة. أما الخطوة الأخيرة قبل إعلان الحرب البرية، فتمثلت في اغتيال السيد حسن نصر الله شخصياً. وهو ما تحقق في السابع والعشرين من أيلول 2024. لقد اغتيل الأمين العام وكل القادة والمستشارين الذين كانوا معه.
يقول وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت إن الاستعدادات الإسرائيلية للحرب ضد «حزب الله» كانت مكتملة منذ زمن بعيد قبل عملية «طوفان الأقصى» وإنه طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شن هجوم كبير على «حزب الله» في 11 تشرين الأول 2023. إلا أن نتنياهو لم يوافق. ولو حصلت الحرب آنذاك لأدّت إلى نفس نتائج التي تحققت بعد سنة [9].
لقد كرر «حزب الله» نفسه في كلا الحربين؛ فهو الذي قدم لإسرائيل مبررات شن الحرب رغم معرفته بنِيّتِها المبيتة للهجوم عليه. أما المختلف بين الحربيْن فهو أن إسرائيل دخلت متسلحة بأشد المعدات الحربية تقدما وتدميرا. كما سخّرتْ كل التقدم التكنولوجي والاستخباري لابتكار خطط من «خارج الصندوق» تفاجئ بها الحزب. أما الأخير، فقد دخل الحرب مترنحاً ومُقطّع الأجنحة بفعل الضربات الإسرائيلية المسبقة التي ألحقت أضراراً فادحة بكافة أسلحته ووسائل اتصاله وكادره الحربي.
إن عنوان «1 أكتوبر 2024» الذي يطلق على المواجهة الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل يبدو عنواناً مجتزأ يؤرخ لبدء الأخيرة هجومها البري على لبنان. وهو تفصيل صغير في الحرب سبقته تفاصيل عدة أكثر أهمية كما بيّن المقال.
[2] يوتيوب. بودكاست هامش جاد – العربي تيوب. لقاء مع طارق متري. الدبلوماسية اللبنانية وكواليس صنع القرار. المحاوِر: جاد غصن. 19 كانون الأول 2024.
[3] موقع يوتيوب. إيران بودكاست. لقاء مع قاسم قصير. حزب الله.. من الآباء المؤسسين إلى طوفان الأقصى. المحاوِر: عدنان زماني. 9 نيسان 2025.
[4] يوتيوب. العلاقات الإعلامية في حزب الله. مقابلة السيد نصر الله مع قناة الجديد 27-8-2006
https://mediarelations-lb.org/post.php?id=3484
[5] موقع يوتيوب
[6] موقع قناة المنار اللبنانية. كلمة السيد حسن نصر الله – تأبين الشهداء على طريق القدس 03 تشرين الثاني 2023
https://program.almanar.com.lb/episode/295711
[7] موقع قناة دي دبليو (DW). عملاء سابقون يكشفون عن تفاصيل مثيرة لعملية تفجير أجهزة بيجر. في 23 كانون الأول 2024.
https://www.dw.com/ar/%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D8%AC%D9%87%D8%B2%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D8%B1/a-71142328
[8] موقع قناة المنار اللبنانية. كلمة السيد حسن نصر الله – حول التطورات الأخيرة في 19-09-2024.
https://program.almanar.com.lb/episode/350638
[11] يوتيوب. منصّة 'بالمباشر' الالكترونية. لقاء مع عبد الله قمح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: سيناريوهات ما بعد الانفجار الكبير!وليد الحيالي
اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: سيناريوهات ما بعد الانفجار الكبير!وليد الحيالي

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: سيناريوهات ما بعد الانفجار الكبير!وليد الحيالي

اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: سيناريوهات ما بعد الانفجار الكبير! بقلم: البروفيسور وليد الحيالي في لحظة كان العالم منشغلاً بصراعات أوكرانيا وأزمات الطاقة وتحديات المناخ، جاء الانفجار الكبير: اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، ليقلب ميزان الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط رأسًا على عقب. لم تكن هذه الحرب مفاجئة بالكامل، لكنها جاءت كتحققٍ دامٍ لتراكمات طويلة من التوتر، وحرب ظلّ امتدت لعقود عبر الاغتيالات، والهجمات السيبرانية، والتجاذبات في مسارح مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن. أولاً: من ميدان المعركة إلى الجبهة العالمية الحرب في جوهرها ليست محصورة بين دولتين. فإسرائيل تدخل المعركة محمية بترسانة متطورة، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وربما مباركة ضمنية من بعض العواصم الغربية، في حين أن إيران تخوضها كحرب وجود، مدفوعة بإيديولوجية الثورة وتاريخ طويل من الحصار والمجابهة. المتوقع؟ أن تنتقل الحرب من مجرد تبادل ضربات جوية إلى ما يشبه 'حرب المحاور': حزب الله يفتح جبهة الجنوب اللبناني، الحوثيون يهددون الملاحة في باب المندب، والمليشيات في العراق وسوريا تتحول إلى بيادق نيران. ثانيًا: الخليج على صفيح ساخن الخليج العربي سيكون المسرح الأكثر هشاشة. فإيران تدرك أن مفاتيح الضغط الكبرى تكمن في استهداف الاقتصاد النفطي العالمي، عبر مضيق هرمز، وعبر إرسال رسائل أمنية للموانئ والمنشآت الخليجية. ومع كل صاروخ يسقط في عمق الخليج، تتقلب أسعار النفط، وتترنح الثقة بالاستقرار العالمي. لكن في المقابل، فإن أي تورط علني من بعض الدول الخليجية في دعم الحرب قد يجعلها هدفًا مباشرًا، ويعيد خريطة التحالفات العسكرية إلى مرحلة ما قبل 'اتفاقات أبراهام'. ثالثًا: الهامش الشعبي والغضب العربي ما قد يغيب عن تقديرات بعض العواصم هو المزاج الشعبي في المنطقة. الشارع العربي، الذي كان ساكنًا تحت رماد الإحباط، قد يستفيق على وقع هذه الحرب، خصوصًا إذا اتخذت طابعًا عقائديًا أو تم تسييسها طائفيًا. الانتفاضات الشعبية قد تعود، ولكن هذه المرة ليس لأجل إصلاح اقتصادي، بل كرد فعل على الحرب والخذلان الإقليمي. رابعًا: النظام العالمي… على المحك ليس من المبالغة القول إن هذه الحرب قد تشكّل نواة حرب إقليمية كبرى، وربما شرارة لحرب عالمية بالوكالة، خاصة إذا اشتبكت المصالح الروسية والصينية فيها – ولو بطريق غير مباشر. الاتحاد الأوروبي سيجد نفسه في مأزق أخلاقي واستراتيجي. إما أن يواصل دعم الحليف الأمريكي والإسرائيلي، أو أن يغامر بمبادرة وساطة تفشل أمام نيران السماء. وأخيرًا: هل من مخرج؟ الحرب الإسرائيلية–الإيرانية قد لا تنتهي بنصر حاسم لأي طرف، لكنها ستخلف: • دمارًا ماديًا واسع النطاق. • اضطرابًا جيوسياسيًا في المنطقة. • تعزيزًا للأصوات المتطرفة على حساب الاعتدال. • وإرثًا دمويًا سيعقد أي مشروع سلام مستقبلي. لكن في زمن الكوارث الكبرى، قد يظهر بصيص أمل. فالحروب – كما علمنا التاريخ – قد تكون أحيانًا بداية لإعادة رسم المسارات، شرط أن يكون في الأفق من يقرأ الخرائط بعيون العقل، لا بغرائز الانتقام. ‎2025-‎06-‎15 The post اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: سيناريوهات ما بعد الانفجار الكبير!وليد الحيالي first appeared on ساحة التحرير.

مصدر إيراني: استخدام صواريخ "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن" في الهجوم على تل أبيب وحيفا
مصدر إيراني: استخدام صواريخ "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن" في الهجوم على تل أبيب وحيفا

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 11 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

مصدر إيراني: استخدام صواريخ "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن" في الهجوم على تل أبيب وحيفا

أفاد مصدر مطلع لوكالة فارس الإيرانية، مساء السبت (14 حزيران 2025)، أن القوات المسلحة الإيرانية استخدمت صواريخ باليستية متطورة من طراز "عماد" و"قدر" و"خيبرشكن" في الهجوم الواسع الذي استهدف مواقع حيوية في مدينتي تل أبيب وحيفا داخل الأراضي المحتلة. وأوضح المصدر أن هذا الرد الصاروخي يأتي في إطار المرحلة الجديدة من عملية "الوعد الصادق 3"، التي أطلقتها إيران رداً على الاعتداءات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد منشآت إيرانية، وبعضها عبر المجال الجوي العراقي. وأكد المصدر أن نوعية الصواريخ المستخدمة تعكس تصعيداً في طبيعة الرد الإيراني، مشيراً إلى أن الصواريخ الثلاثة تتمتع بقدرات تدميرية دقيقة، ومدى بعيد، وقد صُممت لضرب أهداف استراتيجية بفعالية عالية.

تداعيات بيان 'مقتدى الصدر' بتحذير قادة فصائل الحشد الشعبي بتوريط العراق في حرب كارثية؟
تداعيات بيان 'مقتدى الصدر' بتحذير قادة فصائل الحشد الشعبي بتوريط العراق في حرب كارثية؟

موقع كتابات

timeمنذ 14 ساعات

  • موقع كتابات

تداعيات بيان 'مقتدى الصدر' بتحذير قادة فصائل الحشد الشعبي بتوريط العراق في حرب كارثية؟

البارحة وفي خطوة استباقية ، خرج علينا السيد 'مقتدى الصدر' زعيم التيار الوطني الشيعي بيبان عقلاني وبعد أن رأى خطورة تصاعد حدة اللهجة الشرسة لبعض قادة الفصائل الولائية المنضوية تحت عباءة 'مؤسسة الحشد الشعبي' هدفها المباشر كان توريط العراق في حرب كارثية ما تزال تجري الإن رحاها بين 'الوعد الصادق/3 'و 'الأسد الصاعد' يحذر فيها السيد 'الصدر' وبلهجة حادة وواضحة لالبس فيها أو تأويل ,هؤلاء (القادة) من هذه اللغة الجنونية , ومن أهم ما جاء ببيانه فقراته :' المهم جل المهم أن تكون ارض المعصومين ومقدساتهم في العراق بعيدة عن تلك الحرب، فأن العراق وشعبه ليس بحاجة الى حروب جديدة.. ولذا ندعو لكتم الأصوات الفردية الوقحة.. والإصغاء إلى صوت الحكمة وصوت العلماء الإعلام رعاهم الله برعايته' وردا على 'البيان' وبعد دقائق وليس ساعات , يخيل اليك بان هناك من 'الجيوش الالكترونية' الجرارة تنتظر وتترقب وتتابع عن كثب ومتهيئة لأي خطاب او تغريدة يكتبها السيد 'الصدر' حيث شنت هجمة شرسة غير مسبوقة على ما جاء من فقراته العقلانية ببيانه ومن على جميع مواقع منصات التواصل الاجتماعي ، وحتى وصل الامر من قبل بعض أعضاء ومسؤولين بالحكومة العراقية وبالأخص ما جاء به البيان من عبارة وجملة مفادها :' ونطالب الحكومة العراقية ــ أن وجدت ــ بالعمال على معاقبة الكيان بالطرق المعمول بها دوليا لضمان عدم تكرار خرق الأجواء ' مما اعتبرها البعض بان هذه العبارة أو الجملة هي إهانة صريحة وواضحة موجهة مباشرة للحكومة ولا يجب أن يتم مخاطبتها بهذه اللغة الحادة؟ ولكن نرى بان هذه العبارة هي مرآة تعكس حقيقة الوضع الحكومي تجاه عدم قدرتها على ضبط بعض قادة الفصائل والخوف من تهور البعض لتوريط العراق بهذه الحرب التي فيها بين فكي كماشة مدمرة. أن أي رد فعل متهور وعشوائي قد تقوم به خلال الساعات أو الأيام القادمة بعض الفصائل الولائية المسلحة , او من خلال أوامر ملزمة لها تأتي من الخارج باتجاه استهداف التواجد الأمريكي بالعراق أو استهداف إسرائيل قد يُشعل حربًا ليس معهما فقط ولكن قد يشعل معها حرب أهلية 'شيعية / شيعية ' وبين من يرى بضرورة المشاركة الفعلية لدعم إيران وبين من يرى خلاف ذلك وتُمزق معها النسيج الاجتماعي العراقي. وفي تطور خطير يُنذر بكارثة , قد تستعد حاليآ فصائل ولائية مسلحة منضوية تحت عباءة الحشد الشعبي، بقيادة وكلاء إيران مثل :' حزب الله العراقي / عصائب أهل الحق / كتائب سيد الشهداء ' وغيرها ، في انتظار الأوامر وحسب ما سوف تكون عليه نتائج هذا التصعيد والقصف الصاروخي المتبادل من الانجرار إلى حرب إقليمية مدمرة ومن خلال ستار وحجة تريد أن تستغلها حاليا , ويتم الترويج لها إعلاميا على نطاق واسع ومحاولة محمومة لغرض تهيئة الراي العام الشيعي , حتى وصل الأمر الى التثقيف بها من قبل رجال دين ومن خلال الحسينيات والجوامع بخطب صلاة الجمعة البارحة مفاده بأنه : ' هناك أصبح اليوم ضرورة الرد المباشر , بعد اختراق إسرائيل للأجواء العراقية ضد إيران الإسلامية حامية المذهب الشيعي من خطر الانهيار والتي بدأت عدوانها الهمجي البربري خارج الشرعية الدولية ' هذه الفصائل، التي تُدار من غرف عمليات الحرس الثوري ، تُخطط للرد على الضربات الإسرائيلية باستهداف قواعد أمريكية أو إسرائيلية، مُعرضة العراق لخطر التحول إلى ساحة حرب لا مصلحة له فيها، بل ستُغرقه في الفوضى وتُدمر ما تبقى من بنيته التحتية المنهارة. الحكومة العراقية، بقيادة رئيس الوزراء 'محمد شياع السوداني'، تواجه ضغوطًا هائلة من قبل أمريكا للسيطرة على هذه الفصائل الولائية، التي تُهدد بتحويل العراق إلى ساحة حرب بالوكالة، وإن المحاولات المتكررة من قبل بعض قادة الفصائل الولائية في تنفيذ أجندات خارجية تحت عباءة الحشد الشعبي هو خيانة لتضحيات الشعب العراقي. وعلى الحكومة العراقية أن تستعيد زمام المبادرة، وتفرض سيطرتها على كل الأسلحة والمعدات العسكرية لهذه الفصائل، وتضع حداً للعبث بمستقبل البلاد. فصائل الحشد الولائية، التي ترى نفسها 'حائط الصد الأخير' للدفاع عن إيران، تدفع العراق نحو مواجهة كارثية. أي هجوم ينطلق من الأراضي العراقية سيُقابل برد أمريكي-إسرائيلي مدمر، لن يفرق بين مقرات الفصائل والبنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها المواطن العراقي. محطات الكهرباء، المصانع، الجسور، والمستشفيات – كلها أهداف محتملة في حرب لا يملك العراق فيها قراراً ولا قدرة على تحمل تبعاتها , وباقتصاده الهش ووضعه المعيشي المتردي، ليس في وضع يسمح له بالدفاع عن نفسه، فكيف يُطلب منه حماية دولة أخرى؟ البطالة تتجاوز 30% بين الشباب، الخدمات الأساسية تكاد تكون معدومة، والفساد ينخر مؤسسات الدولة. بينما يعاني المواطن العراقي من انقطاع الكهرباء ونقص المياه، تُستخدم الأراضي العراقية كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. أليس من المخجل لهؤلاء أن يتم تحويل أرض الرافدين إلى مجرد أداة طيعة في يد أطراف خارجية؟ الولاء العقائدي والمرجعية الدينية والسياسية والعسكرية في اتخاذ القرارات لبعض قادة الفصائل لـ'الولي الفقيه' ليس مجرد مسألة دينية، بل هو تهديد وجودي لسيادة العراق. هؤلاء (القادة) الذين يتغنون بالوطنية، يتصرفون كوكلاء لدولة أجنبية، متجاهلين مصلحة الشعب العراقي. إطلاق الصواريخ من العراق ليس مقاومة، بل استدراج حتمي لانتظار الكارثة والخراب . لان كل صاروخ يُطلق هو دعوة مفتوحة للدمار، وكل عملية عسكرية تُنفذ تحت راية 'المقاومة' هي طعنة في ظهر الشعب العراقي. وفي هذا السياق، العراق بحاجة ماسة إلى حكومة قوية تستعيد السيادة، تضبط الفصائل المسلحة، وتضع حداً لتحويله إلى ساحة حرب بالوكالة. لكن، في ظل الواقع الحالي، يبدو هذا الحلم بعيد المنال. الشعب العراقي، الذي يدفع ثمن طيش الفصائل وطموحات القوى الإقليمية، يستحق قيادة تحميه، لا أن تجعله وقوداً لحروب الآخرين.الحكومة العراقية أمام اختبار تاريخي: إما تفكيك هذه الميليشيات وإنقاذ العراق، أو الاستسلام لأجندات طهران وواشنطن، مُحولة أرض الرافدين إلى رماد. مقتدى الصدر استوعب الدرس، فمتى تستوعبه بغداد قبل أن تكون 'بداية النهاية'؟ ونداء للعراقيين: أيها الشعب العراقي بجميع اطيافه ، هل تسمحون لهذه الفصائل بسرقة مستقبلكم مجددًا؟ العراق ليس ملكية خاصة لأي دولة أو فصيل مسلح ، ولا ملعباً لتصفية الحسابات. شعبه يستحق حياة كريمة، لا أن يكون وقوداً لحروب الآخرين . فهل ستستيقظ الدولة العراقية قبل أن تُدمر ' الضربة المرتقبة ' ما تبقى من أمل؟.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store