
بولوتيكو: الرئيس الفنلندى قد يحضر اجتماع ترامب مع زيلينسكى
موسكو –سبوتنيك. أعلنت شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصادر، السبت، أن نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي.
فانس، الذي سبق أن اختلف مع زيلينسكي، سيحضر اجتماع 18 أغسطس، بينما يتوقع مسؤولون أوروبيون انضمام زعيم أوروبي واحد إلى محادثات ترامب-زيلينسكي في البيت الأبيض، على الرغم من أنه لم يتضح بعد هوية هذا الزعيم تحديداً.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن ثلاثة مصادر، أن الخطط جارية لإرسال واحد على الأقل من محاوري ترامب المفضلين، ستاب، برفقة زيلينسكي عندما يسافر إلى واشنطن يوم الاثنين للقاء ترامب.
وفقا لمصادر بوليتيكو، استطاع ستاب منع نشوب صراع محتمل بين ترامب وزيلينسكي، مع إقناع الرئيس الأمريكي بإشراك أوروبا في أي محادثات لاحقة بشأن أوكرانيا.
أفادت وكالة فرانس برس أمس السبت، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرز، سيعقدون اجتماعا آخر لـ"تحالف الراغبين" عبر الفيديو يوم الأحد، وفي اليوم نفسه، أكد زيلينسكي زيارة مقررة للولايات المتحدة في 18 أغسطس للقاء ترامب.
في وقت سابق، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب محادثات في ألاسكا، حيث التقى الزعيمان في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية.
واستمرت محادثاتهما الضيقة، التي أُجريت على شكل "ثلاثة في ثلاثة"، ساعتين و45 دقيقة. مثل الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف. ومثل الولايات المتحدة وزير الخارجية ماركو روبيو والممثل الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 37 دقائق
- نافذة على العالم
«ألاسكا».. ترحيب بـ «النتائج الغامضة» للقمة الأمريكية
الخميس 21 أغسطس 2025 01:50 صباحاً نافذة على العالم - هل نجحت قمة «ألاسكا» بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تحقيق اختراقات بشأن الحرب في أوكرانيا، وملفات أخرى؟ ما الأسباب التي جعلت «ألاسكا» مسرحًا لهذا اللقاء التاريخي؟ لماذا أثار غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قلق حلفاء كييف؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه القمة على التوازنات الجيوسياسية العالمية؟ عُقدت قمة «ألاسكا»، مؤخرًا، بين ترامب وبوتين لمناقشة الحرب الروسية- الأوكرانية وقضايا ثنائية، مع تركيز على إمكانية وقف إطلاق النار، اختيار الولاية الأمريكية، القريبة جغرافيًا من روسيا والغنية برمزيتها التاريخية كأرض روسية سابقة، عكس دوافع لوجستية واستراتيجية، بما في ذلك تجنب مخاطر قانونية لبوتين. لم يحضر زيلينسكي، مما أثار مخاوف أوكرانيا وأوروبا من صفقة محتملة على حساب كييف، رغم تأكيد ترامب على إشراك أوكرانيا لاحقًا، وصف ترامب اللقاء بـ«الناجح للغاية»، لكن لم يتم الكشف عن اتفاقيات ملموسة، بينما اعتبر بوتين المحادثات «بناءة». قمة «ألاسكا» عززت صورة بوتين دبلوماسيًا، لكنها أثارت تساؤلات حول إمكانية تقارب أمريكي- روسي يعيد تشكيل التوازنات العالمية، خاصة مع استمرار تعقيدات الحرب وتأثير العقوبات على روسيا، وإن كانت نتائج القمة مرضية للطرفين. واستقبل ترامب نظيره الروسي بحفاوة كبيرة على سجادة حمراء مع تصفيق حار، ثم استقل الرئيسان سيارة ليموزين الرئاسية (المعروفة باسم «الوحش»). ولم يستعن ترامب بمترجم، وهو ما اعتبره البعض خرقًا للبروتوكول المعروف، مظهرًا مدى الود بينه وبين الزعيم الروسي. رمزية الولاية كان اختيار ولاية «ألاسكا» لاجتماع الزعيمين يحمل رمزية تكمن في أن هذه الولاية كانت مستعمرة روسية حتى عام 1867، قبل أن تقوم موسكو ببيعها للولايات المتحدة بأكثر من 7 ملايين دولار في ذلك الوقت. وتعتبر «ألاسكا» أقرب نقطة جغرافية تقع على الحدود الخلفية لأمريكا، إذ يفصلها عن روسيا المحيط الهادئ فقط. كما أن توجه بوتين نحو هذه الولاية مباشرة يقلل من الأعباء اللوجستية والأمنية، ويجنب المخاطر الاستخباراتية. حسابات أخرى دفعت كل من ترامب وبوتين للقبول بعقد اللقاء في «ألاسكا» هي أن تلك الولاية تعتبر بوابة للموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز، مما يمنح رمزية لملف الطاقة بين البلدين، كما أنها تمثل فرصة لاستعراض إمكانيات استثمارية وإرسال رسائل للأسواق العالمية. حضر بوتين القمة بصحبة عدد من رجال الأعمال الروس، رغم إعلان ترامب أن الاجتماع سيركز حصريًا على قضايا أوكرانيا، لكن ربما كان ذلك مؤشرًا على استراتيجية بوتين. وقال ترامب في هذا الشأن: «يريدون ممارسة الأعمال، لكنهم لن يمارسوا أعمالهم حتى ننهي الحرب». تغيير الخطط وفي تغيير للخطط الأولية للقمة التي وفرت قدرًا من الهدوء لكييف وأوروبا، ألغى ترامب وبوتين اجتماعًا فرديًا كان مقررًا أن يعقد بين الزعيمين فقط، وفضلاً عقد اجتماع صغير ضمّ وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف واثنين من كبار مساعديهما الروسيين. ويرتبط ذلك بانتقادات طالت ترامب في ولايته الأولى بشأن بعض اللقاءات التي جمعته مع بوتين، عندما أعرب كبار مساعدي البيت الأبيض عن قلقهم من أن الزعيم الروسي قد استغل الاجتماعات الفردية للترويج لمزاعم وأهداف الكرملين دون معارضة تُذكر من الجانب الأمريكي. وتم تقليص وقت المحادثات من ست، أو سبع ساعات، كما كان مقرّرًا، إلى ثلاث ساعات فقط. وفي المؤتمر الصحفي الذي جمع بوتين وترامب، أكد الزعيمان أنهما أحرزا تقدمًا، لكنهما لم يقدما أي تفاصيل خلال ظهور قصير أمام الصحفيين. انتهز بوتين الفرصة للإشارة إلى «الأسباب الجذرية» للصراع في أوكرانيا، والتي تكمن في نزع سلاح كييف ومنع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما يشير إلى استمرار عدم رغبة الزعيم الروسي في تقديم تنازلات بهذا الشأن. وأضاف بوتين: «نحن مقتنعون بأنه لجعل التسوية دائمة وطويلة الأمد، علينا القضاء على جميع الأسباب الجذرية للصراع»، وهي مصطلحات لطالما استخدمها للتنديد برغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتمسّك باستقلالها التام عن موسكو. فيما قال ترامب للصحفيين: «لقد عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية، وتم الاتفاق على العديد من النقاط»، مضيفًا: «لم يبقَ سوى عدد قليل جدًا، بعضها ليس بتلك الأهمية، لكن لدينا فرصة جيدة جدًا للوصول. لم نصل بعد، لكن لدينا فرصة جيدة جدًا للوصول». تحقيق مكاسب ورغم عدم الإعلان عن أي اتفاق توصلا إليه الزعيمان بشأن الحرب في أوكرانيا، يرى مراقبون أن تلك الزيارة حققت مكاسب عدة للرئيس الروسي، تمثلت في إنهاء عزلته الدولية، وتحرير دولته فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية بمباركة الرئيس الأمريكي. غير أن الجانب الروسي كان يعلق بعض الآمال على تلك الزيارة، تكمن في أن تقوم الولايات المتحدة في نهاية المطاف بإصدار تأشيرات مرة أخرى للمواطنين الروس، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، ورفع العقوبات، وذلك مقابل وقف محدود لإطلاق النار في الغارات الجوية بين موسكو وكييف، وهو ما يُسمى «الهدنة الجوية»، بالإضافة إلى إمكانية الموافقة على اجتماع لمناقشة وقف إطلاق نار بحضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع الرئيسين ترامب وبوتين في لقاء آخر. لكن لم تكن هناك مؤشرات فورية تُذكر على توصلهم إلى هذا الاتفاق، ويسعى ترامب لتحقيق فكرة مبادلة الأراضي بحيث تقايض روسيا مناطق بمناطق أخرى، حيث تستولي روسيا على أربع مقاطعات حدودية أوكرانية هي: لوهانسك، ودونيتسك، وزاباروجيا، وخيرسون، فضلًا عن شبه جزيرة القرم. وتعتبر موسكو شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها عام 2014، خارج نطاق التفاوض، مؤكدة أنها أرض روسية، فيما كانت كييف تسيطر على منطقة كورسك الروسية لكنها انسحبت منها مارس الماضي. ويشير مراقبون إلى أن المفاوضات تتعلق بتنازل موسكو عن منطقتين فقط من المناطق الأربع التي تسيطر عليها. ووفق التصورات المطروحة فإن ذلك مقابل وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، على أن يتم نزع سلاح الجيش الأوكراني، وعدم انضمام كييف إلى حلف الناتو حاليًا أو مستقبلًا، وعدم عقد أي اتفاقات أمنية بين أوكرانيا وأي دولة أوروبية أو أي دولة من حلف الناتو، وأهمها الولايات المتحدة. تمسك بالأهداف ويرى مراقبون أن عدم الإعلان عن أي اتفاق أثناء القمة يشير إلى تمسّك بوتين بتلك الأهداف، التي تعارضها كل من أوكرانيا والدول الأوروبية، وأن ترامب ربما يريد بعض الوقت لممارسة مزيد من الضغط على أوكرانيا وداعميها الأوروبيين لتقديم بعض التنازلات والقبول بالشروط الروسية. ويأتي ذلك في وقت تصعد فيه موسكو هجماتها على أوكرانيا، وتحقق مزيدًا من المكاسب على الأرض، تزامنًا مع تهديد ترامب الدائم بعدم الإنفاق على الحرب في أوكرانيا، وأن تتحمل الدول الأوروبية جميع نفقات الحرب. وبعد انتهاء القمة التي وصفت بالتاريخية، أجرى الرئيس ترامب محادثة هاتفية مطولة مع الرئيس الأوكراني، حيث دعا ترامب زيلينسكي للقائه في البيت الأبيض لمناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء الحرب. وقال زيلينسكي: «من المهم أن يشارك الأوروبيون في كل مرحلة من أجل الحصول على ضمانات أمنية موثوقة مع أمريكا». كما أشار زيلينسكي إلى أنه تحدث مع ترامب وقادة أوروبيين في مكالمة أخرى بعد القمة الروسية- الأمريكية استغرقت ساعة ونصف. وتموّل الولايات المتحدة أوكرانيا للحرب ضد روسيا منذ اندلاعها، بمشاركة دول حلف الناتو، لتحرير الأراضي التي استولت عليها روسيا، بينما تسعى أوكرانيا بمباركة أمريكية إلى الانضمام إلى حلف الناتو. وهو الأمر الذي تعتبره موسكو تهديدًا لأمنها القومي، لما يشتمل عليه انضمام كييف للحلف من إمكانية إنشاء قواعد عسكرية على الأراضي الأوكرانية المتاخمة للحدود الروسية، لذا سعت روسيا إلى ضم العديد من الأراضي الأوكرانية لتأمين حدودها ضد أي تهديد أوروبي أو أمريكي. وتسعى موسكو إلى الحصول على ضمانات لوقف الحرب، أهمها عدم توسع الحلف ليشمل دولًا مجاورة لروسيا، أو عقد اتفاقات أمنية بين أي دولة من دول الحلف ودول أخرى مجاورة لروسيا. كما تحدث ترامب مع عدد من قادة الناتو عقب مكالمته مع زيلينسكي لاطلاعهم على مخرجات القمة الروسية- الأمريكية، لكن بعد هذه القمة التاريخية، يبقى السؤال: هل ترضخ أوكرانيا والدول الأوروبية لضغوط ترامب من أجل إنهاء الحرب الأوكرانية؟

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
روسيا: المحادثات بشأن أمن أوكرانيا بدون موسكو هي طريق إلى لا مكان
قالت روسيا، إن محاولات حل القضايا الأمنية المتعلقة بأوكرانيا دون مشاركة موسكو هي "طريق إلى لا مكان"، مما يشكل تحذيرا للغرب في سعيه للتوصل إلى ضمانات لحماية كييف في المستقبل، بحسب ما ذكرت "رويترز". وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الأربعاء،، بشكل خاص دور الزعماء الأوروبيين الذين التقوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي، لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي يمكن أن تساعد في إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف.لافروف: روسيا تؤيد تقديم ضمانات موثوقة لأوكرانياوقال لافروف إن روسيا تؤيد تقديم ضمانات "موثوقة" لأوكرانيا واقترح أن يتم صياغة هذه الضمانات على غرار مسودة اتفاق تمت مناقشتها بين الأطراف المتحاربة في إسطنبول عام 2022، في الأسابيع الأولى من الحرب.وفي ذلك الوقت، رفضت كييف هذا الاقتراح على أساس أن موسكو كانت ستتمتع بحق النقض (الفيتو) الفعلي على أي رد عسكري لمساعدتها. وأضاف وزير الخارجية الروسي، في مؤتمر صحفي مشترك بعد لقائه بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، "لا يمكننا أن نتفق مع حقيقة أنه من المقترح الآن حل مسائل الأمن والأمن الجماعي بدون روسيا. إن هذا لن ينجح."وأضاف: "أنا متأكد من أنهم في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، يدركون جيدا أن مناقشة القضايا الأمنية بجدية بدون روسيا هي طريق إلى لا مكان".موسكو تجدد رفضها لنشر قوات الناتو في أوكرانياكما جددت موسكو هذا الأسبوع رفضها القاطع "لأي سيناريوهات تتعلق بنشر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا".واتهم لافروف الزعماء الأوروبيين الذين التقوا ترامب وزيلينسكي بتنفيذ "تصعيد عدواني إلى حد ما للوضع، ومحاولات خرقاء وغير أخلاقية بشكل عام لتغيير موقف إدارة ترامب ورئيس الولايات المتحدة شخصيا،" مؤكدا: "لم نسمع أية أفكار بناءة من الأوروبيين."


الأسبوع
منذ 2 ساعات
- الأسبوع
«ألاسكا».. ترحيب بـ «النتائج الغامضة» للقمة الأمريكية
دعاء محمود هل نجحت قمة «ألاسكا» بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تحقيق اختراقات بشأن الحرب في أوكرانيا، وملفات أخرى؟ ما الأسباب التي جعلت «ألاسكا» مسرحًا لهذا اللقاء التاريخي؟ لماذا أثار غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قلق حلفاء كييف؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه القمة على التوازنات الجيوسياسية العالمية؟ عُقدت قمة «ألاسكا»، مؤخرًا، بين ترامب وبوتين لمناقشة الحرب الروسية- الأوكرانية وقضايا ثنائية، مع تركيز على إمكانية وقف إطلاق النار، اختيار الولاية الأمريكية، القريبة جغرافيًا من روسيا والغنية برمزيتها التاريخية كأرض روسية سابقة، عكس دوافع لوجستية واستراتيجية، بما في ذلك تجنب مخاطر قانونية لبوتين. لم يحضر زيلينسكي، مما أثار مخاوف أوكرانيا وأوروبا من صفقة محتملة على حساب كييف، رغم تأكيد ترامب على إشراك أوكرانيا لاحقًا، وصف ترامب اللقاء بـ«الناجح للغاية»، لكن لم يتم الكشف عن اتفاقيات ملموسة، بينما اعتبر بوتين المحادثات «بناءة». قمة «ألاسكا» عززت صورة بوتين دبلوماسيًا، لكنها أثارت تساؤلات حول إمكانية تقارب أمريكي- روسي يعيد تشكيل التوازنات العالمية، خاصة مع استمرار تعقيدات الحرب وتأثير العقوبات على روسيا، وإن كانت نتائج القمة مرضية للطرفين. واستقبل ترامب نظيره الروسي بحفاوة كبيرة على سجادة حمراء مع تصفيق حار، ثم استقل الرئيسان سيارة ليموزين الرئاسية (المعروفة باسم «الوحش»). ولم يستعن ترامب بمترجم، وهو ما اعتبره البعض خرقًا للبروتوكول المعروف، مظهرًا مدى الود بينه وبين الزعيم الروسي. رمزية الولاية كان اختيار ولاية «ألاسكا» لاجتماع الزعيمين يحمل رمزية تكمن في أن هذه الولاية كانت مستعمرة روسية حتى عام 1867، قبل أن تقوم موسكو ببيعها للولايات المتحدة بأكثر من 7 ملايين دولار في ذلك الوقت. وتعتبر «ألاسكا» أقرب نقطة جغرافية تقع على الحدود الخلفية لأمريكا، إذ يفصلها عن روسيا المحيط الهادئ فقط. كما أن توجه بوتين نحو هذه الولاية مباشرة يقلل من الأعباء اللوجستية والأمنية، ويجنب المخاطر الاستخباراتية. حسابات أخرى دفعت كل من ترامب وبوتين للقبول بعقد اللقاء في «ألاسكا» هي أن تلك الولاية تعتبر بوابة للموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز، مما يمنح رمزية لملف الطاقة بين البلدين، كما أنها تمثل فرصة لاستعراض إمكانيات استثمارية وإرسال رسائل للأسواق العالمية. حضر بوتين القمة بصحبة عدد من رجال الأعمال الروس، رغم إعلان ترامب أن الاجتماع سيركز حصريًا على قضايا أوكرانيا، لكن ربما كان ذلك مؤشرًا على استراتيجية بوتين. وقال ترامب في هذا الشأن: «يريدون ممارسة الأعمال، لكنهم لن يمارسوا أعمالهم حتى ننهي الحرب». تغيير الخطط وفي تغيير للخطط الأولية للقمة التي وفرت قدرًا من الهدوء لكييف وأوروبا، ألغى ترامب وبوتين اجتماعًا فرديًا كان مقررًا أن يعقد بين الزعيمين فقط، وفضلاً عقد اجتماع صغير ضمّ وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف واثنين من كبار مساعديهما الروسيين. ويرتبط ذلك بانتقادات طالت ترامب في ولايته الأولى بشأن بعض اللقاءات التي جمعته مع بوتين، عندما أعرب كبار مساعدي البيت الأبيض عن قلقهم من أن الزعيم الروسي قد استغل الاجتماعات الفردية للترويج لمزاعم وأهداف الكرملين دون معارضة تُذكر من الجانب الأمريكي. وتم تقليص وقت المحادثات من ست، أو سبع ساعات، كما كان مقرّرًا، إلى ثلاث ساعات فقط. وفي المؤتمر الصحفي الذي جمع بوتين وترامب، أكد الزعيمان أنهما أحرزا تقدمًا، لكنهما لم يقدما أي تفاصيل خلال ظهور قصير أمام الصحفيين. انتهز بوتين الفرصة للإشارة إلى «الأسباب الجذرية» للصراع في أوكرانيا، والتي تكمن في نزع سلاح كييف ومنع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما يشير إلى استمرار عدم رغبة الزعيم الروسي في تقديم تنازلات بهذا الشأن. وأضاف بوتين: «نحن مقتنعون بأنه لجعل التسوية دائمة وطويلة الأمد، علينا القضاء على جميع الأسباب الجذرية للصراع»، وهي مصطلحات لطالما استخدمها للتنديد برغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتمسّك باستقلالها التام عن موسكو. فيما قال ترامب للصحفيين: «لقد عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية، وتم الاتفاق على العديد من النقاط»، مضيفًا: «لم يبقَ سوى عدد قليل جدًا، بعضها ليس بتلك الأهمية، لكن لدينا فرصة جيدة جدًا للوصول. لم نصل بعد، لكن لدينا فرصة جيدة جدًا للوصول». تحقيق مكاسب ورغم عدم الإعلان عن أي اتفاق توصلا إليه الزعيمان بشأن الحرب في أوكرانيا، يرى مراقبون أن تلك الزيارة حققت مكاسب عدة للرئيس الروسي، تمثلت في إنهاء عزلته الدولية، وتحرير دولته فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية بمباركة الرئيس الأمريكي. غير أن الجانب الروسي كان يعلق بعض الآمال على تلك الزيارة، تكمن في أن تقوم الولايات المتحدة في نهاية المطاف بإصدار تأشيرات مرة أخرى للمواطنين الروس، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، ورفع العقوبات، وذلك مقابل وقف محدود لإطلاق النار في الغارات الجوية بين موسكو وكييف، وهو ما يُسمى «الهدنة الجوية»، بالإضافة إلى إمكانية الموافقة على اجتماع لمناقشة وقف إطلاق نار بحضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع الرئيسين ترامب وبوتين في لقاء آخر. لكن لم تكن هناك مؤشرات فورية تُذكر على توصلهم إلى هذا الاتفاق، ويسعى ترامب لتحقيق فكرة مبادلة الأراضي بحيث تقايض روسيا مناطق بمناطق أخرى، حيث تستولي روسيا على أربع مقاطعات حدودية أوكرانية هي: لوهانسك، ودونيتسك، وزاباروجيا، وخيرسون، فضلًا عن شبه جزيرة القرم. وتعتبر موسكو شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها عام 2014، خارج نطاق التفاوض، مؤكدة أنها أرض روسية، فيما كانت كييف تسيطر على منطقة كورسك الروسية لكنها انسحبت منها مارس الماضي. ويشير مراقبون إلى أن المفاوضات تتعلق بتنازل موسكو عن منطقتين فقط من المناطق الأربع التي تسيطر عليها. ووفق التصورات المطروحة فإن ذلك مقابل وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، على أن يتم نزع سلاح الجيش الأوكراني، وعدم انضمام كييف إلى حلف الناتو حاليًا أو مستقبلًا، وعدم عقد أي اتفاقات أمنية بين أوكرانيا وأي دولة أوروبية أو أي دولة من حلف الناتو، وأهمها الولايات المتحدة. تمسك بالأهداف ويرى مراقبون أن عدم الإعلان عن أي اتفاق أثناء القمة يشير إلى تمسّك بوتين بتلك الأهداف، التي تعارضها كل من أوكرانيا والدول الأوروبية، وأن ترامب ربما يريد بعض الوقت لممارسة مزيد من الضغط على أوكرانيا وداعميها الأوروبيين لتقديم بعض التنازلات والقبول بالشروط الروسية. ويأتي ذلك في وقت تصعد فيه موسكو هجماتها على أوكرانيا، وتحقق مزيدًا من المكاسب على الأرض، تزامنًا مع تهديد ترامب الدائم بعدم الإنفاق على الحرب في أوكرانيا، وأن تتحمل الدول الأوروبية جميع نفقات الحرب. وبعد انتهاء القمة التي وصفت بالتاريخية، أجرى الرئيس ترامب محادثة هاتفية مطولة مع الرئيس الأوكراني، حيث دعا ترامب زيلينسكي للقائه في البيت الأبيض لمناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء الحرب. وقال زيلينسكي: «من المهم أن يشارك الأوروبيون في كل مرحلة من أجل الحصول على ضمانات أمنية موثوقة مع أمريكا». كما أشار زيلينسكي إلى أنه تحدث مع ترامب وقادة أوروبيين في مكالمة أخرى بعد القمة الروسية- الأمريكية استغرقت ساعة ونصف. وتموّل الولايات المتحدة أوكرانيا للحرب ضد روسيا منذ اندلاعها، بمشاركة دول حلف الناتو، لتحرير الأراضي التي استولت عليها روسيا، بينما تسعى أوكرانيا بمباركة أمريكية إلى الانضمام إلى حلف الناتو. وهو الأمر الذي تعتبره موسكو تهديدًا لأمنها القومي، لما يشتمل عليه انضمام كييف للحلف من إمكانية إنشاء قواعد عسكرية على الأراضي الأوكرانية المتاخمة للحدود الروسية، لذا سعت روسيا إلى ضم العديد من الأراضي الأوكرانية لتأمين حدودها ضد أي تهديد أوروبي أو أمريكي. وتسعى موسكو إلى الحصول على ضمانات لوقف الحرب، أهمها عدم توسع الحلف ليشمل دولًا مجاورة لروسيا، أو عقد اتفاقات أمنية بين أي دولة من دول الحلف ودول أخرى مجاورة لروسيا. كما تحدث ترامب مع عدد من قادة الناتو عقب مكالمته مع زيلينسكي لاطلاعهم على مخرجات القمة الروسية- الأمريكية، لكن بعد هذه القمة التاريخية، يبقى السؤال: هل ترضخ أوكرانيا والدول الأوروبية لضغوط ترامب من أجل إنهاء الحرب الأوكرانية؟