logo
طهران تلوّح بلقاء في روما.. هل يتحرّك الأوروبيون قبل سقوط الاتفاق النووي؟

طهران تلوّح بلقاء في روما.. هل يتحرّك الأوروبيون قبل سقوط الاتفاق النووي؟

في خضم التحركات الدبلوماسية المتسارعة بشأن الملف النووي الإيراني، كشفت مصادر دبلوماسية غربية، عن اقتراح إيراني لعقد اجتماع مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) في العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة المقبل، وذلك في إطار محاولة لإحياء المحادثات المتعثرة بشأن الاتفاق النووي لعام 2015، واستثمار الزخم الجديد بعد محادثات غير مباشرة مع واشنطن في سلطنة عمان.
وبحسب وكالة رويترز قال أربعة دبلوماسيين، إن إيران قدمت هذا العرض عقب جولة محادثات غير رسمية مع الجانب الأميركي يوم السبت في مسقط، وهو ما يُنظر إليه كخطوة تهدف إلى توسيع المشاورات قبل الجولة القادمة من المفاوضات، المقرر مبدئياً أن تُعقد في أوروبا مطلع مايو المقبل.
عرض إيراني.. وأوروبا تلتزم الصمت
بحسب ذات المصادر، فإن طهران لم تتلقَ حتى الآن رداً رسمياً من القوى الأوروبية بشأن حضور الاجتماع المقترح، وهو ما أكده أيضاً المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي عقده الاثنين، إذ أوضح أنه "لا يعلم ما إذا كانت الدول الأوروبية قد ردت على الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي".
ووفقاً لدبلوماسيين من الدول الأوروبية الثلاث، فإن إيران اقترحت أيضاً عقد لقاء تمهيدي في طهران قبل الموعد المقترح في روما، لكن العواصم الأوروبية لم تبدِ حماساً لفكرة الاجتماع على الأراضي الإيرانية، وفضلت تقييم التطورات على الأرض قبل اتخاذ قرار بشأن مكان وموعد اللقاء.
محاولة للحفاظ على التوازن
إيران، من جانبها، تسعى للحفاظ على التوازن في علاقاتها مع مختلف الأطراف المنخرطة في الاتفاق النووي، حيث أجرت الأسبوع الماضي سلسلة من المشاورات مع كل من روسيا والصين، وهما من الدول الموقعة على الاتفاق الأصلي.
كما تحاول استثمار المحادثات مع واشنطن – التي ما تزال غير رسمية – لفتح نافذة موازية مع الأوروبيين، الذين تتزايد خلافاتهم مع طهران منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق عام 2018.
ويُشار إلى أن طهران رفضت عقد الجولة المقبلة من المحادثات في العاصمة البريطانية لندن، وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية، ما يعكس تباينات في وجهات النظر حيال الطرف الأوروبي الأكثر قبولاً أو انفتاحاً على المفاوضات الحالية.
ضغوط «السناب باك» ومخاوف من العقوبات
ورغم أن الاجتماع المقترح لم يُعلن رسمياً بعد، إلا أن دبلوماسيين أكدوا أن جزءاً كبيراً من الهدف الإيراني من اللقاء يتعلق بتقييم الموقف الأوروبي من احتمال تفعيل آلية "سناب باك"، والتي تتيح إعادة فرض عقوبات أممية على طهران في حال انتهاكها لبنود الاتفاق النووي.
ومن المقرر أن تنتهي المهلة الزمنية للاتفاق الحالي في أكتوبر المقبل، ما يُعزز أهمية التحرك الدبلوماسي الإيراني قبيل هذا الموعد.
وفي هذا السياق، علّق إسماعيل بقائي على الغياب الأوروبي عن جولة مسقط بالقول: "استبعادهم كان خياراً اتخذوه بأنفسهم... نأمل أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات بدور بنّاء وإيجابي".
العراقجي: الكرة في ملعب أوروبا
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبدى، يوم الخميس الماضي، استعداده للتوجه إلى أوروبا بهدف مواصلة الحوار، لكنه أشار إلى أن الخطوة التالية تقع على عاتق العواصم الأوروبية، خاصة في ظل التوتر الذي يشوب العلاقة بين الطرفين منذ شهور.
ويُذكر أن آخر لقاء رسمي على مستوى فني بين طهران والترويكا الأوروبية كان في مارس الماضي، حيث ناقش الطرفان مجموعة من المعايير المحتملة لاتفاق جديد، من شأنه تقليص برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ثغرات وثقة مفقودة
إيران، التي تنفي سعيها لتطوير سلاح نووي، تشتكي من بطء وتيرة التقدم في المحادثات مع الولايات المتحدة، وتبدي تردداً واضحاً في قبول اتفاق مؤقت، إذ تخشى أن يفي الطرف الإيراني بالتزاماته بينما تتنصل واشنطن من تعهداتها.
وقال مسؤول إيراني بارز إن طهران "ترغب باتفاق نهائي وليس مؤقتاً"، مضيفاً: "نحتاج أن يفهم الأوروبيون أننا مستعدون لاتخاذ خطوات للحد من تخصيب اليورانيوم، لكن ذلك يتطلب وقتاً وضمانات".
الانسحاب الأمريكي وغياب الآلية
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي في عام 2018، معللاً ذلك بضعف بنود الاتفاق وقدرته على كبح طموحات طهران النووية.
وبموجب هذا الانسحاب، لم تعد واشنطن قادرة على تفعيل آلية "سناب باك" داخل مجلس الأمن الدولي، ما جعل من الترويكا الأوروبية اللاعب الوحيد القادر على تحريك هذه الآلية من الناحية القانونية.
وفي الوقت الذي امتنعت فيه وزارتا الخارجية البريطانية والألمانية عن التعليق على الاقتراح الإيراني، لم تُصدر الخارجية الفرنسية أي رد رسمي حتى لحظة نشر التقرير، ما يُعزز الضبابية بشأن احتمالية عقد الاجتماع في روما هذا الأسبوع.
المشهد القادم.. غموض
رغم الجهود الإيرانية لتوسيع رقعة الحوار النووي، إلا أن الموقف الأوروبي يبدو متريثاً، في انتظار ما ستؤول إليه الجولة المقبلة من المحادثات الأميركية – الإيرانية.
وبينما تواصل طهران إرسال إشارات انفتاح، تبقى الشكوك عالقة بشأن نوايا جميع الأطراف، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي دون التوصل إلى بديل واضح.
وبينما يُنظر إلى اجتماع روما – إن تم – كفرصة لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي، فإن احتمالات الفشل تبقى قائمة، خصوصاً إذا ما أصرّت طهران على مطالبها دون تقديم تنازلات توازي مخاوف الغرب من تجاوزات نووية مستقبلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول إيراني معلقاً على العرض الأمريكي: لا تنازلات في التخصيب
مسؤول إيراني معلقاً على العرض الأمريكي: لا تنازلات في التخصيب

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

مسؤول إيراني معلقاً على العرض الأمريكي: لا تنازلات في التخصيب

شفق نيوز/ أعلنت طهران عبر أحد كبار دبلوماسييها، يوم الاثنين، رفضها القاطع للمقترح الأمريكي الأخير الرامي إلى إنهاء حالة الجمود التي تخيّم على المفاوضات النووية منذ شهور. وصف الدبلوماسي الإيراني الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية المفاوضات، العرض الأمريكي بأنه "غير واقعي وغير قابل للتطبيق"، مؤكداً أن بلاده لا ترى فيه أي تغيير حقيقي في موقف واشنطن من مسألة تخصيب اليورانيوم، التي تعتبرها طهران "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، وفقا تصريحات نقلتها "رويترز"، وتابعتها وكالة شفق نيوز. وأضاف أن المقترح لم يقدم ضمانات ملموسة بشأن رفع العقوبات، بل تجاهل تماماً ما تسميه إيران "حقوقها النووية المشروعة"، ما يجعله تكراراً لصيغ سابقة لم تثمر سوى عن مزيد من التعقيد. وكانت واشنطن قد طرحت مؤخراً عبر وسطاء أوروبيين مبادرة جديدة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، ما فجّر دوامة من التوتر بين الجانبين.

'الضغوط القصوى' تراوح مكانها .. ترمب يوجه بتعليق العقوبات الجديدة على إيران
'الضغوط القصوى' تراوح مكانها .. ترمب يوجه بتعليق العقوبات الجديدة على إيران

موقع كتابات

timeمنذ 5 ساعات

  • موقع كتابات

'الضغوط القصوى' تراوح مكانها .. ترمب يوجه بتعليق العقوبات الجديدة على إيران

وكالات- كتابات: كشفت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية؛ أن 'البيت الأبيض' أصدر توجيهًا بتعليق جميع الأنشطة المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على 'إيران'. وأكدت الصحيفة؛ نقلًا عن مصدر، أن حملة 'الضغوط القصوى' التي ينتهجها الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، ترّاوح الآن مكانها. وأشارت إلى أن كبار المسؤولين في 'مجلس الأمن القومي' الأميركي ووزارتي 'الخزانة والخارجية' تبّلغوا بهذا التوجّيه. وكانت 'واشنطن' قد فرضت عقوبات جديدة على 'إيران' قبيل الجولة الخامسة من المحادثات بين الطرفين، وهو ما وصفه المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية؛ 'إسماعيل بقائي'، بأنه: 'شرير وغير قانوني وغير إنساني'.

أوكرانيا تشن هجوم بطائرات بدون طيار على قاذفات روسية في سيبيريا
أوكرانيا تشن هجوم بطائرات بدون طيار على قاذفات روسية في سيبيريا

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 21 ساعات

  • وكالة الصحافة المستقلة

أوكرانيا تشن هجوم بطائرات بدون طيار على قاذفات روسية في سيبيريا

المستقلة/- شنّت أوكرانيا هجومًا 'واسع النطاق' بطائرات مسيرة ضد قاذفات عسكرية روسية في سيبيريا، حيث أصابت أكثر من 40 طائرة حربية على بُعد آلاف الأميال من أراضيها، وفقًا لمسؤول أمني، بعد تهريب الطائرات المسيرة إلى محيط المطارات المخبأة في شاحنات. عشية محادثات السلام، كان الهجوم بطائرات مسيرة على أربعة مطارات منفصلة جزءًا من تصعيد حاد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، حيث أطلقت روسيا موجات من الطائرات المسيرة على أوكرانيا، بينما اتهمت موسكو أوكرانيا بالمسؤولية عن خروج قطارين عن مسارهما، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. أظهرت مقاطع فيديو من عدة مطارات عسكرية في جميع أنحاء روسيا طائرات مدمرة وطائرات مشتعلة، على الرغم من أن المدى الكامل للأضرار لا يزال غير واضح. من بين أكثر من 40 طائرة أُبلغ عن إصابتها، كانت قاذفات استراتيجية من طراز Tu-95 وTu-22، والتي تستخدمها روسيا لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على المدن الأوكرانية. صرحت وكالة الاستخبارات الداخلية الأوكرانية (SBU) بأنها ضربت طائرات عسكرية روسية بقيمة إجمالية 7 مليارات دولار في موجة من ضربات الطائرات المسيرة. إذا تأكد حجم الأضرار، فإن هذا الهجوم سيمثل أكبر ضربة بطائرات مسيرة تشنها أوكرانيا منذ بدء الحرب حتى الآن، وسط تصعيد في التوغلات عبر الحدود قبل جولة جديدة من المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم الاثنين. قدم المسؤول الأوكراني لقطات فيديو لوسائل الإعلام، حسبما ورد، تُظهر الضربات، حيث ذكرت رويترز أن عدة طائرات كبيرة، بدت أنها قاذفات من طراز Tu-95، كانت تحترق. طُوّرت طائرة Tu-95 في الأصل لحمل قنابل نووية، وهي الآن قادرة على إطلاق صواريخ كروز. وأفادت العديد من وسائل الإعلام الروسية والأوكرانية أن أوكرانيا نفذت العملية بإطلاق طائرات مسيرة من شاحنات متوقفة بالقرب من مطارات عسكرية في عمق روسيا. صرح مسؤولون أوكرانيون لوسائل الإعلام بأن العملية – التي تحمل الاسم الرمزي 'Spiderweb' – كانت قيد الإعداد لأكثر من 18 شهرًا. تم تهريب الطائرات المسيرة إلى روسيا في البداية، ثم أُخفيت تحت أسقف حظائر خشبية صغيرة، حُمِّلت على شاحنات وسُيقت إلى محيط القواعد الجوية. وأوضح المسؤول أن ألواح أسقف الحظائر رُفعت بواسطة آلية تُفعَّل عن بُعد، مما سمح للطائرات المسيرة بالتحليق وبدء هجومها. أظهرت صورٌ نشرها مسؤولون أمنيون أوكرانيون عشرات الطائرات الرباعية المروحية قصيرة المدى مكدسةً في منشأة صناعية. وأظهرت صورٌ أخرى حظائر خشبيةً مُزالة ألواح أسقفها المعدنية، والطائرات المسيرة مُثبتةً في التجاويف بين عوارض السقف. وفي مقطع فيديو منفصل نُشر على قنوات تيليجرام الروسية، بدا أن الحظائر متطابقة على ظهر شاحنة، وألواح السقف ملقاة على الأرض، وطائرتان مسيَّرتان على الأقل ترتفعان من أعلى الحظائر وتطيران بعيدًا. ونشرت قناة ماش، وهي قناة على تيليجرام مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية، لقطاتٍ تُظهر رجالًا في منطقة إيركوتسك بسيبيريا يتسلقون إحدى الشاحنات في محاولة لمنع انطلاق الطائرات المسيرة. وأفادت تقارير إعلامية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أشرف شخصيًا على هذه العملية الجريئة. ووصفها مساء الأحد بأنها 'رائعة' وأنها 'عمليتنا الأطول مدىً'. في مقطع فيديو، صُوّر في قاعدة أولينيغورسك الجوية المحترقة بمنطقة مورمانسك، يُسمع جندي روسي يقول: 'الوضع كارثي هنا'، بينما تحترق عدة قاذفات في الخلفية. منذ بدء الغزو الشامل في فبراير/شباط 2022، تفوقت روسيا على أوكرانيا بشكل مزمن من حيث القوة النارية العسكرية. لكنها طورت أسطولًا سريعًا وكبيرًا من الطائرات الهجومية المسيرة المستخدمة لضرب الجيش الروسي والبنية التحتية للطاقة. تبعد قاعدة بيلايا الجوية التي استُهدفت يوم الأحد في مقاطعة إيركوتسك أكثر من 4000 كيلومتر عن أوكرانيا. أكدت وزارة الدفاع الروسية أن العديد من طائراتها العسكرية 'اشتعلت فيها النيران' في الهجوم الذي وقع في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك. وأضافت أنه لم تقع إصابات، وأنه تم اعتقال العديد من 'المشاركين'. في مارس/آذار، أعلنت أوكرانيا أنها طورت طائرة مسيرة جديدة بمدى 3000 كيلومتر، دون تقديم مزيد من التفاصيل. في وقت سابق من يوم الأحد، أعرب محققون روس عن اعتقادهم بأن 'انفجارات' تسببت في انهيار جسرين في منطقتي كورسك وبريانسك الحدوديتين خلال الليل، مما أدى إلى خروج القطارات عن مسارها ومقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، يُجري المحققون الروس تحقيقًا في انفجارات الجسر باعتبارها 'أعمالًا إرهابية'. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى إحاطة طوال الليل. وفي سياق منفصل، تضررت مسارات خط أونيتشا-زيتشا للسكك الحديدية في منطقة بريانسك الروسية دون وقوع إصابات، وفقًا لما ذكرته شركة السكك الحديدية الروسية، المشغل الوطني للسكك الحديدية. وتعرضت روسيا لعشرات الهجمات التخريبية منذ أن شنت موسكو هجومها على أوكرانيا عام 2022، واستهدف العديد منها شبكة السكك الحديدية الواسعة. وتقول كييف إن السكك الحديدية مستهدفة لأنها تنقل القوات والأسلحة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store