logo
التقارب الجزائري- الأميركي يلقي بظلاله على فرنسا

التقارب الجزائري- الأميركي يلقي بظلاله على فرنسا

Independent عربية٢٨-٠٣-٢٠٢٥

فتح تزامن التقارب بين الجزائر وواشنطن مع الأزمة الجزائرية- الفرنسية سواء عن قصد أو صدفة، أبواب التأويلات على مصراعيها، وبينما رحبت أطراف عدة بترقية العلاقات بين الدولة الأفريقية و"بلاد العم سام"، "ارتبكت وتوجست خيفة" باريس التي ترى في الأمر ما يستدعي التحذير.
السفير يكشف عن المستور
وانطلقت محادثات متضادة في الجزائر وواشنطن وباريس وبعض العواصم بعد لقاء السفير صبري بوقادوم صحافيين في العاصمة الأميركية، ولعل ما أشعل الجدالات السياسية على مختلف المستويات تصريح السفير الجزائري رداً على سؤال حول أولويات بلاده في توسيع هذا التعاون العسكري بأن "السماء هي الحد الأقصى"، وأشار إلى أن ممثلين عن البلدين يعملون على تشكيل ثلاث مجموعات عمل جديدة لتحديد خطوات تنفيذ مذكرة التفاهم، موضحاً أن هذه الخطط تشمل مجالات متنوعة تراوح ما بين تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية وصفقات شراء الأسلحة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وأضاف بوقادوم أن هذه الخطوات تضع أساساً قوياً للعلاقات العسكرية بين الجزائر والولايات المتحدة في المستقبل، شارحاً أن الجزائر ترى في هذا التعاون العسكري مع واشنطن فرصة لتعزيز مكانتها كحليف رئيس في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصاً في منطقة الساحل.
ولا يتعلق التقارب بين البلدين بالمجالين العسكري والأمني فحسب، بل يتعداهما إلى تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، وقال السفير إن بلاده تمتلك بيئة ملائمة لاستضافة مراكز البيانات بأسعار تنافسية، مما يشكل فرصة مهمة في مجال التكنولوجيا الرقمية، كما أشار إلى أهمية تناول مجال الموارد الطبيعية والمعادن الأساس، مثل الـ"ليثيوم" الذي يعد محط اهتمام عالمي في صناعة البطاريات.
تصريحات واشنطن تزعج باريس
وعلى رغم أنها تصريحات ولم ينطلق العمل بعد لتنفيذ ما يجمع البلدين من اتفاقات ومذكرات تعاون وتفاهم بصورة واسعة، فإن الصدى كان واسعاً في باريس، إذ أبدت دوائر سياسية فرنسية قلقاً وانزعاجاً من التقارب العسكري الجزائري- الأميركي، ورأت أنه في وقت تعزز أميركا- ترمب علاقاتها مع الجزائر، تزداد الأزمة مع فرنسا تدهوراً.
وعرفت جلسة نقاش كانت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) مسرحاً لها تجاذبات بين النواب حول تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا أمام أنظار وزير الخارجية جان نويل بارو، وقال النائب عن اليسار الديمقراطي والجمهوري ستيفان بو ضمن مداخلة له إن الوقت حان لإدراك أن سياسة المواجهة هي طريق مسدود وتزيد من تفاقم الوضع المقلق للغاية، معتبراً أن هذا الخيار لبعض السياسيين الفرنسيين في ما يتعلق بتأزيم العلاقات مع الجزائر يزداد خطورة في وقت تتعزز علاقات الجزائر وواشنطن أكثر فأكثر، وشدد على أن "خطورة هذه الاستراتيجية تزداد في وقت توقع أميركا- ترمب على اتفاق عسكري واستراتيجي مع الجزائر".
ودعا بو إلى حتمية أن تتحدث فرنسا بصوت واحد في ما يتعلق بملف العلاقات مع الجزائر، نظراً إلى الروابط التاريخية التي تجمع البلدين عبر شواطئ البحر المتوسط، مشيراً إلى أنه على رغم دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حوار قائم على الاحترام، فإن الحكومة ما زالت تعبر عن نفسها من خلال أصوات تتبنى خطاباً يبتعد من "الديغولية" ويريد التخلص منها لمصلحة أطروحات اليمين المتطرف، وأوضح أن هذه المزايدات تمزق المجتمع الفرنسي وتؤذي ملايين المواطنين الذين يرتبطون بصورة أو بأخرى بالجزائر.
رهان... وتبون يهدئ
وراهنت أطراف عدة على توتر في العلاقات الثنائية مع وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، بل وصفت عودته بالمحبطة بالنسبة إلى الجزائر، مرتكزين على العهدة الرئاسية "الترمبية" الأولى التي شهدت "اعترافاً" بمغربية الصحراء الغربية، إلى جانب تعيين السيناتور السابق ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية، وهو الذي قاد حملة في مجلس الشيوخ عام 2022 من أجل فرض عقوبات على الجزائر بسبب دعمها لروسيا في حرب أوكرانيا عبر تمويل الصناعة العسكرية الروسية، لكن جاء توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري غير مسبوقة واتصال بين وزيري خارجية البلدين وتشديدهما خلاله على "ديناميكية إيجابية" في العلاقات لتكشف عن ملفات جيوسياسية تتحكم في العلاقات الدولية، وعن ترقب تقارب قوي يعيد ترتيب منطقة المتوسط.
ويبدو أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون هدّأ من روع المخاوف الفرنسية بعد أن أرسل إشارات "تهدئة" وبعث برسائل "طمأنة" خلال لقائه الدوري مع الصحافة المحلية، حين قال إن "هناك فوضى عارمة وجلبة سياسية في فرنسا حول خلاف جرى افتعاله بالكامل، وإننا نعتبر أن الرئيس ماكرون هو المرجع الوحيد ونحن نعمل سوياً، وبالفعل كان هناك سوء تفاهم، لكنه يبقى رئيس الجمهورية الفرنسية"، وتابع أنه "بالنسبة لي فإن تسوية الخلافات يجب أن تكون سواء معه أو مع الشخص الذي يفوضه، أي وزيره للشؤون الخارجية، وهو الصواب".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف تبون "في ما يخصني، فإن ملف الخلاف المفتعل بين أيادٍ أمينة، بين يدي شخص كفء جداً يحظى بكامل ثقتي ألا وهو وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف" الذي سبق أن وصفت بيانات صادرة عن وزارته الجزائر بأنها ضحية لمؤامرة من اليمين المتطرف الفرنسي الحاقد والكاره، معتبراً أن زيارات مسؤولين فرنسيين إلى إقليم الصحراء الغربية ليست استفزازاً، وشدد أن الجزائر وفرنسا دولتان مستقلتان، قوة أفريقية وقوة أوروبية، ورئيسان يعملان سوياً و"الباقي لا يعنينا".
تقارب علني بعد الحذر
ووفق بيان قيادة "أفريكوم" بخصوص مذكرة التفاهم للتعاون العسكري التي وقعها الوزير الجزائري المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجنرال سعيد شنقريحة وقائد القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال مايكل لانغلي فإن "الرؤية المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي من خلال الحوار الاستراتيجي" هو الهدف الأول المرجو من البلدين.
ولم يعُد خافياً التقارب الجزائري- الأميركي خلال الأشهر الأخيرة بعد عقود من التعاون الأمني "الحذر" في قضايا الإرهاب والحوار الاستراتيجي، مما جعل المتابعين يفسرون ذلك بتحول في السياسة الخارجية للجزائر فرضته تحديات وتطورات يشهدها الفضاءين الأفريقي والمتوسطي، إضافة إلى متغيرات في أدوار اللاعبين الدوليين بالمنطقة، كشف مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع عن أهمها والمتمثل في وجود مجموعة "فاغنر" الروسية ضمن عمليات الجيش المالي ودعوته أمام الحضور الأممي إلى محاسبتها.
تخوفات في 3 نقاط مهمة
وفي السياق ترى الباحثة في الدراسات الاستراتيجية والأمنية نجاة زروقي أن العلاقات الجزائرية- الأميركية ليست وليدة اليوم فكلا البلدين لهما محطات تاريخية أصيلة بينهما، ومن خلال التقارب العسكري بين البلدين عبر اتفاق التعاون الذي وُقع بين وزارة الدفاع الجزائرية وقيادة قوات الولايات المتحدة في القارة الأفريقية "أفريكوم"، بدأت بوادر القلق والانزعاج في البرلمان الفرنسي من خلال تصريحات نواب الغرفة السفلى في الـ11 من مارس (أذار) الجاري عبر طرح كثير من الأسئلة على وزير الخارجية جان نويل بارو.
وتابعت زروقي في تصريح إلى "اندبندنت عربية" أن التخوفات الفرنسية يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط مهمة، الأولى تتمثل في خسارة فرنسا بسبب تراجع مكانتها ونفوذها في المنطقة، حيث لا تزال ترى في الجزائر منطقة نفوذ تقليدية لها وأي تقارب مع أميركا يؤدي إلى تقويض مصالحها، بخاصة في ظل التنافس الكبير والمتزايد بين القوى الكبرى على الموارد في أفريقيا، مضيفة أن النقطة الثانية تتعلق بالتخوف من أن يؤدي التقارب إلى تهميش دورها في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل على اعتبار أن الجزائر تعتبر دولة استراتيجية ومحورية في هذا المجال.
ويُعتبر التعاون الأميركي- الجزائري الذي يهدف إلى تحقيق مصالح مشتركة للبلدين التخوف الثالث الذي يسكن باريس، إذ ترى الأمر تهديداً لعلاقاتها مع واشنطن في ظل التوترات الجزائرية- الفرنسية وبإمكان التعاون المشترك بين واشنطن والجزائر أن يصنع فارقاً مهماً ضمن أبرز الملفات المتعلقة بالحفاظ على المصالح الفرنسية في المنطقة الأفريقية، بخاصة بعد تراجع دور باريس داخل هذه الدول.
علاقات ليست محملة بثقل الماضي
من جانبه يقول الناشط السياسي دحو بن مصطفى إنه في سياق المقاربة الأميركية البرغماتية تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى بناء شراكات اقتصادية وتجارية ترتكز على المنفعة وليس على الأيديولوجيا، بالتالي فإن العلاقات الجزائرية- الأميركية ليست محملة بثقل الماضي أو المعايير الفرنسية التي تستخدم الديمقراطية وحقوق الإنسان كوسيلة للضغط والابتزاز السياسي، كما أن أميركا تبتعد من أوروبا التي تشعر بالضعف وسحب المظلة الأميركية.
ويردف أن فرنسا تخشى من فقدان نفوذها وسوقها في الجزائر وتأثير ثقافتها، إذ لا تزال تعتبرها حديقتها الخلفية، كما تخشى من التوجه الاستراتيجي الأميركي الجديد والتحالفات التي تعيد صياغة الخريطة الجيوسياسية والجيوستراتيجية، بخاصة مع انحصار النفوذ الفرنسي في الساحل الأفريقي، كما ترى في التقارب الجزائري-الأميركي تنويعاً للشراكات الجزائرية، مما يمنح الجزائر مساحة أوسع من الحرية والحركة والتأثير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا
ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا

رواتب السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • رواتب السعودية

ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا

نشر في: 23 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورة التقطت في الكونغو على أنها توثّق ما وصفه بـ«القتل الجماعي للمزارعين البيض« في جنوب إفريقيا، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. الصورة، التي التقطت من مقطع فيديو نشرته وكالة »رويترز« في 3 فبراير، أظهرت عمال إغاثة ينقلون جثثًا في مدينة غوما شرقي الكونغو، عقب معارك دامية مع متمردي حركة »23 مارس« المدعومين من رواندا. وعرض ترامب الصورة باعتبارها دليلاً على »الإبادة الجماعية« في جنوب إفريقيا، مستندًا إلى مقال نُشر في مجلة »أمريكان ثينكر« المحافظة، التي أشارت إلى الصورة بأنها »لقطة من فيديو على يوتيوب«، دون توضيح مصدرها الحقيقي، ولم يرد البيت الأبيض حينها على طلبات للتعليق. وأكدت أندريا ويدبرغ، مديرة تحرير المجلة، أن ترامب »أخطأ في تحديد مصدر الصورة«، لكنها دافعت عن محتوى المقال، الذي انتقد ما وصفه بـ«سياسات رامافوزا الماركسية« وتطرق إلى الضغوط التي تواجه البيض في البلاد. جعفر القطانطي، مصور رويترز الذي التقط الفيديو الأصلي، عبّر عن صدمته، قائلًا: »في ذلك اليوم، كان من الصعب الدخول إلى المنطقة، واضطررت للتفاوض مع متمردي (إم 23) ومع الصليب الأحمر للسماح بالتصوير، لم تكن هناك أي وسيلة أخرى للوصول إلى المشهد«. وأضاف القطانطي أن رؤية عمله يُستخدم في سياق مضلل أمام أعين العالم كانت مؤلمة ومقلقة، مؤكدًا أن الفيديو يوثق مأساة إنسانية في الكونغو لا علاقة لها بما يحدث في جنوب إفريقيا. يُذكر أن رامافوزا زار واشنطن في محاولة لإعادة بناء العلاقات مع الإدارة الأمريكية، بعد انتقادات وجهها ترامب لسياسات حكومة جنوب إفريقيا، لا سيما المتعلقة بالأراضي ومزاعم التمييز ضد الأقلية البيضاء، وهي المزاعم التي تنفيها حكومة بريتوريا بشدة. إقرأ أيضًا: ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورة التقطت في الكونغو على أنها توثّق ما وصفه بـ«القتل الجماعي للمزارعين البيض« في جنوب إفريقيا، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. الصورة، التي التقطت من مقطع فيديو نشرته وكالة »رويترز« في 3 فبراير، أظهرت عمال إغاثة ينقلون جثثًا في مدينة غوما شرقي الكونغو، عقب معارك دامية مع متمردي حركة »23 مارس« المدعومين من رواندا. وعرض ترامب الصورة باعتبارها دليلاً على »الإبادة الجماعية« في جنوب إفريقيا، مستندًا إلى مقال نُشر في مجلة »أمريكان ثينكر« المحافظة، التي أشارت إلى الصورة بأنها »لقطة من فيديو على يوتيوب«، دون توضيح مصدرها الحقيقي، ولم يرد البيت الأبيض حينها على طلبات للتعليق. وأكدت أندريا ويدبرغ، مديرة تحرير المجلة، أن ترامب »أخطأ في تحديد مصدر الصورة«، لكنها دافعت عن محتوى المقال، الذي انتقد ما وصفه بـ«سياسات رامافوزا الماركسية« وتطرق إلى الضغوط التي تواجه البيض في البلاد. جعفر القطانطي، مصور رويترز الذي التقط الفيديو الأصلي، عبّر عن صدمته، قائلًا: »في ذلك اليوم، كان من الصعب الدخول إلى المنطقة، واضطررت للتفاوض مع متمردي (إم 23) ومع الصليب الأحمر للسماح بالتصوير، لم تكن هناك أي وسيلة أخرى للوصول إلى المشهد«. وأضاف القطانطي أن رؤية عمله يُستخدم في سياق مضلل أمام أعين العالم كانت مؤلمة ومقلقة، مؤكدًا أن الفيديو يوثق مأساة إنسانية في الكونغو لا علاقة لها بما يحدث في جنوب إفريقيا. يُذكر أن رامافوزا زار واشنطن في محاولة لإعادة بناء العلاقات مع الإدارة الأمريكية، بعد انتقادات وجهها ترامب لسياسات حكومة جنوب إفريقيا، لا سيما المتعلقة بالأراضي ومزاعم التمييز ضد الأقلية البيضاء، وهي المزاعم التي تنفيها حكومة بريتوريا بشدة. إقرأ أيضًا: ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو المصدر: صدى

ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا
ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا

صدى الالكترونية

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى الالكترونية

ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا

رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورة التقطت في الكونغو على أنها توثّق ما وصفه بـ'القتل الجماعي للمزارعين البيض' في جنوب إفريقيا، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. الصورة، التي التقطت من مقطع فيديو نشرته وكالة 'رويترز' في 3 فبراير، أظهرت عمال إغاثة ينقلون جثثًا في مدينة غوما شرقي الكونغو، عقب معارك دامية مع متمردي حركة '23 مارس' المدعومين من رواندا. وعرض ترامب الصورة باعتبارها دليلاً على 'الإبادة الجماعية' في جنوب إفريقيا، مستندًا إلى مقال نُشر في مجلة 'أمريكان ثينكر' المحافظة، التي أشارت إلى الصورة بأنها 'لقطة من فيديو على يوتيوب'، دون توضيح مصدرها الحقيقي، ولم يرد البيت الأبيض حينها على طلبات للتعليق. وأكدت أندريا ويدبرغ، مديرة تحرير المجلة، أن ترامب 'أخطأ في تحديد مصدر الصورة'، لكنها دافعت عن محتوى المقال، الذي انتقد ما وصفه بـ'سياسات رامافوزا الماركسية' وتطرق إلى الضغوط التي تواجه البيض في البلاد. جعفر القطانطي، مصور رويترز الذي التقط الفيديو الأصلي، عبّر عن صدمته، قائلًا: 'في ذلك اليوم، كان من الصعب الدخول إلى المنطقة، واضطررت للتفاوض مع متمردي (إم 23) ومع الصليب الأحمر للسماح بالتصوير، لم تكن هناك أي وسيلة أخرى للوصول إلى المشهد'. وأضاف القطانطي أن رؤية عمله يُستخدم في سياق مضلل أمام أعين العالم كانت مؤلمة ومقلقة، مؤكدًا أن الفيديو يوثق مأساة إنسانية في الكونغو لا علاقة لها بما يحدث في جنوب إفريقيا. يُذكر أن رامافوزا زار واشنطن في محاولة لإعادة بناء العلاقات مع الإدارة الأمريكية، بعد انتقادات وجهها ترامب لسياسات حكومة جنوب إفريقيا، لا سيما المتعلقة بالأراضي ومزاعم التمييز ضد الأقلية البيضاء، وهي المزاعم التي تنفيها حكومة بريتوريا بشدة. إقرأ أيضًا:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store