
صحيفة إسرائيلية.. مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: لم يعد لهذه الحرب أهداف أمنية
عندما انتهت ولايتي في البيت الأبيض في كانون الثاني كان لنا أمل في ظل كل المأساة. نجحنا في إحلال وقف نار على أساس إطار عرضه الرئيس بايدن في أيار، وتحرر في أعقابه 30 مخطوفاً، وتقررت جداول زمنية واضحة لاتصالات تحول وقف النار إلى إنهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين. إسرائيل دمرت منظومات حماس العسكرية، وصفت زعمائها في غزة، وتصدت بدعم من الولايات المتحدة لتهديدات إقليمية.
عندما انهار وقف النار، استؤنف القتال وتوقفت المفاوضات. توجهت، في هذه المرحلة كمواطن خاص، إلى محافل في حكومة إسرائيل. أما الآن فبودي أن أتوجه إليكم – مواطني إسرائيل، إلى الجمهور الذي عانى وقاتل، الذي يتصدى لنقد دولي متزايد وأغلبيته الساحقة تريد إنهاء الحرب. على زعمائكم وضع مقترح جديد لإعادة كل المخطوفين إلى الديار مقابل وقف نار دائم – إنهاء تام للقتال.
اسمحوا لي أن أشرح. اليوم، إسرائيل قوية، وأعداؤها ضعفاء. لكن إسرائيل لم تترجم إنجازاتها العسكرية إلى استراتيجية تضمن أمناً بعيد المدى لمواطنيها. الزعماء الإسرائيليون يتطلعون لخوض حرب بلا نهاية، تجلب إنجازات عملياتية طفيفة، تكاد لا ترى، بثمن كارثة إنسانية متواصلة وتقتيل رهيب لفلسطينيين أبرياء. العزلة الدولة لإسرائيل تتسع، وتتعمق وتتعزز – والأمر يمس بأمنها وبرفاهها على المدى البعيد. إضافة إلى ذلك، استمرار القرار يمنع أي إمكانية لرؤية إيجابية من الاستقرار والتطبيع الإقليمي.
في ضوء كل هذا، يجب أن يتسع الهدف الإسرائيلي في المفاوضات إلى ما يتجاوز وقف نار من 60 يوماً فقط، وأن يتضمن مقترحاً جريئاً وفورياً: إنهاء الحرب، مقابل إعادة سريعة لكل المخطوفين الأحياء والأموات. بلا جدالات إضافية عن مراحل، وبلا تصريحات علنية أخرى لوزراء إسرائيليين يعلنون استئناف الحرب بعد شهرين. في هذا المقترح، حماس تمنح السيطرة الإدارية في غزة لجسم فلسطيني مدعوم من دول المنطقة. والأسرة الدولية تساعد في مهمة عظيمة لإعمار غزة.
هل ستوافق حماس على مثل هذه الصفقة؟ أعتقد أنها ستكون ملزمة، وبخاصة إذا ما جندت الولايات المتحدة العالم لدعم ذلك وممارسة ضغط عليها.
ثمة من سيقول: لكن لا يزال هناك مقاتلون من حماس في غزة. وقف النار في جنوب لبنان أثبت أن إسرائيل قد تشعر بأمان حتى دون أن تقتل كل مخربي حزب الله – هدف عسكري غير قابل للتحقق على أي حال. إسرائيل يمكنها أن تتصرف بالشكل ذاته حيال حماس في غزة أيضاً.
آخرون سيقولون: لكن حماس ستتسلح من جديد. هنا أيضاً، الاستراتيجية التي تنفذها إسرائيل الآن في لبنان – أعمال لغرض منع نقل السلاح إلى حزب الله – يمكن أن تنفذ في غزة أيضاً. عملياً، إسرائيل في موقف أفضل لمنع إعادة تسليح حماس لأن لها تحكماً أوسع بكثير على حدود غزة مما على حدود لبنان. فضلاً عن ذلك، يمكن لإسرائيل أن تعمل على بلورة استراتيجية دبلوماسية مع الدول العربية التي دعت لأول مرة إلى نزع سلاح حماس.
أنا على علم تام بتحديات غير مسبوقة تتصدى لها إسرائيل في غزة، لكن بديل إنهاء الحرب هو مواصلة حرب لا نهاية لها، بثمن أخلاقي واستراتيجي باهظ لإسرائيل، دون إنجاز حقيقي باستثناء الهدف المنكر وغير المقبول لليمين المتطرف: تدمير تام لغزة وتقليص سكانها لإقامة مستوطنات بدلاً منهم. على إسرائيل أن تبدي بأن هذا ليس الاتجاه الذي تسعى إليه. وإلا فإنها سترى أصدقاءها يصبحون منتقديها.
أعرف أن إسرائيل لم تختر هذه الحرب. حماس هي التي انقضت على الجدار، ونفذت مذبحة وحشية بعائلات بريئة، واعتدت جنسياً على النساء، واختطفت مئات الأشخاص، وبعدها فرت عائدة إلى غزة كي تختبئ وتقاتل من خلف المدنيين. اضطرت إسرائيل لان تتصدى لتحدٍ غير مسبوق – أن تقاتل مخربين اختلطوا بسكان أبرياء ويعملون من منظومة أنفاق هائلة تمر من تحت مبان مدنية.
لكن التعقيدات التي تتصدى لها إسرائيل في ميدان المعركة هذا لا تبرر الواقع الصادم الذي يتضور فيه أبرياء جوعاً. لا شيء يبرر هذا. استمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. أنا على اتصال مع مسؤولين إسرائيليين كبار حول معاناة عميقة يمر بها الفلسطينيون الأبرياء، ولا سيما الأطفال. في الأشهر الأخيرة، رأينا حصاراً طويلاً على دخول المنتجات الأساسية لكل القطاع. وبعده تنفيذ خطة غير منظمة لتوزيع المساعدات مست بشكل معيب بالمواطنين الفلسطينيين وساهمت بجباية ثمن إنساني رهيب.
تدعي المحافل الإسرائيلية بأن هذا ليس مسؤوليتهم – إن الشاحنات تدخل إلى غزة، لكن الأمم المتحدة أو حماس مذنبون في عدم توزيع المساعدات. لكن الحقيقة أن إسرائيل هي التي تسيطر عسكرياً في غزة، وبالتالي تلقى عليها مسؤولية خلق الظروف التي تسمح لرجال المساعدات الإنسانية المهنيين بتوزيع الإغاثة لمواطني غزة بشكل آمن.
الخطوات الأخيرة، مثل الهدن الإنسانية، هي خطوات في الاتجاه الصحيح. لكن المقياس الوحيد المهم هنا ليس الجهد – بل النتيجة. إذا لم تصل المساعدات لمن يحتاجها، فعلى إسرائيل إيجاد السبيل لإيصالها. عندما تقرر إسرائيل حل مهمة خطيرة ومعقدة، تثبت قدرتها على عمل ذلك. 'هذا ببساطة صعب للغاية' ليست بجملة تصدر عن زعماء إسرائيليين في أمر يهمهم. ولا يعد هذا رداً مقبولاً على هذه الأزمة الإنسانية.
جذر المشكلة، بالطبع، هو استمرار الحرب. المعاناة لن تنتهي ما لم تنته الحرب. ومرة أخرى: لم يعد لهذه الحرب أهداف ترمي إلى حماية أمن إسرائيل. وعليه، فإني أدعو إلى تغيير نهج إسرائيل، وإنهاء تام للحرب، وإعادة كل المخطوفين.
أتذكر كيف حصل في زيارتي الأولى لإسرائيل كمستشار أمن قومي للولايات المتحدة، أن امتدت لقاءاتي مع المسؤولين الإسرائيليين إلى أكثر مما كان متوقعاً. كان هذا في 'الحانوكا'، وعندما حل المساء أشعلنا معاً شموع الشمعدان. في تلك اللحظات، على ضوء الشموع، لم يشعر الكثيرون بمسافة آلاف الكيلومترات بين واشنطن والقدس. دولتانا ديمقراطيتان مصممتان وتعجان بالحياة. نتجادل، لكننا قادرون على إصلاح طريقنا. ونتحدث معاً بصراحة، بصدق، كأصدقاء حقيقيين. بهذه الروح أكتب هذه الأقوال.
جاك سوليفان
يديعوت أحرونوت 1/8/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 دقائق
- العربي الجديد
"أكسيوس": ترامب لا يعارض خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل
نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين في واشنطن وتل أبيب، يوم الأربعاء، قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يعارض خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشن عملية عسكرية جديدة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، لكنه قرر عدم التدخل وترك الحكومة الإسرائيلية تتخذ القرار بنفسها. وقال مصدر مقرّب من نتنياهو للموقع: "لسنا مستعدين للبقاء في هذا الوضع المأزوم، ولسنا مستعدين للرضوخ لمطالب حماس، لذا لم يتبقَّ لنا سوى خيار واحد، وهو اتخاذ خطوة حاسمة. هذه هي الورقة الأخيرة التي نملكها". من جهته، أكّد مسؤول أميركي أن ترامب "تأثر بالفيديو الذي نشرته حماس لمحتجز لديها وهو يحفر قبره بنفسه"، ولهذا قرر ترك القرار لإسرائيل بشأن احتلال غزة. في المقابل، يعتزم البيت الأبيض التركيز في الأسابيع المقبلة على ملف التجويع في قطاع غزة، رغم أن توسيع نطاق الحرب سيجعل ذلك أكثر صعوبة، وفق ما أفاد به الموقع الأميركي. وناقش ترامب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، خلال اجتماع عُقد مساء الاثنين في البيت الأبيض، خططًا لزيادة الدور الأميركي بشكل كبير في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. وصرّح مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" قائلاً: "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في تخفيف حدة الوضع في غزة، وتدعم الجهود المبذولة لزيادة المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تتولى مسؤولية جهود الإغاثة". أخبار التحديثات الحية ترامب يعلق على خطط إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بالكامل وتأتي هذه الخطة في ظل تباينات داخل دوائر الحكم والجيش الإسرائيلي بشأن جدوى السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة. إذ عبّر عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، عن تحفظهم على خطة الاحتلال، محذرين من تبعاتها الميدانية والسياسية والإنسانية، لا سيما في ظل غياب رؤية واضحة لليوم التالي. في المقابل، يضغط نتنياهو باتجاه المضي قدماً في العملية. وفي وقت سابق، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإفصاح عمّا إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على قطاع غزة عسكرياً، مشيراً إلى أن تركيز إدارته ينصب حالياً على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع. وقال ترامب في تصريحات للصحافيين أمس الثلاثاء: "في ما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقاً. سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل".


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
لولا يدعو لمحاسبة بولسونارو لتحريضه ترامب على فرض رسوم ضد البرازيل
قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم الأربعاء، إن الرئيس السابق جايير بولسونارو يجب أن يواجه تهمًا جديدة، على خلفية اتهامات بتحريضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فرض رسوم جمركية مشددة على السلع البرازيلية، ما تسبب بأضرار للاقتصاد الوطني. وقال لولا: "هو (بولسونارو) يُحاكم على أفعاله. وأعتقد الآن أنه يجب أن يواجه إجراءات قانونية إضافية بسبب ما يفعله، من تحريض الولايات المتحدة ضد البرازيل، والتسبب في أضرار للاقتصاد البرازيلي، وللعاملين البرازيليين". وكان النائب في ساو باولو، إدواردو بولسونارو، قد انتقل إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام للحصول على دعم ترامب لوقف الإجراءات الجنائية ضد والده، الذي يُحاكم بتهمة التآمر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2022 التي خسرها أمام لولا. وادعى إدواردو بولسونارو أنه لعب دورًا في دفع البيت الأبيض لإعلان رسوم جمركية بنسبة 50% على معظم السلع البرازيلية، وهي الأعلى التي تُفرض على أي دولة، وقد دخلت حيّز التنفيذ هذا الأربعاء. اقتصاد دولي التحديثات الحية بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على البرازيل وقال لولا: "لا يوجد سابقة في التاريخ لرئيس جمهورية ونجل له، وهو نائب في البرلمان، أن يذهبا إلى الولايات المتحدة لتحريض رئيسها ضد البرازيل"، مضيفًا أن عائلة بولسونارو "خونة للوطن". وشدد لولا على أن المحكمة العليا البرازيلية مستقلة، وهي تحاكم الرئيس السابق استنادًا فقط إلى أدلة قانونية، دون أي تدخل من الولايات المتحدة. من جانبه، رفض محامي جايير بولسونارو، الخاضع حاليًا للإقامة الجبرية بسبب انتهاكه لأمر صادر عن المحكمة العليا في نهاية الأسبوع، التعليق. كما قال ممثل للنائب إدواردو بولسونارو إنهما "يناضلان من أجل حرية الشعب في التعبير عن آرائهم واختيار الرئيس الذي يريدونه". (رويترز)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
إصابات بغارات إسرائيلية مكثفة على دير سريان ومحيطها جنوبي لبنان
نفّذ طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق عدة في جنوب لبنان، تركزت على المثلث الجغرافي الواقع بين بلدات يحمر الشقيف وعدشيت القصير ودير سريان، حيث أُطلقت صواريخ من نوع جو - أرض باتجاه أهداف محددة. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن إحدى الغارات استهدفت مرأبًا للآليات والجرافات قرب منازل مأهولة في بلدة دير سريان، ما أسفر عن وقوع إصابات، لم يُعرف عددها بعد. وأضافت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي عاود استهداف الموقع ذاته بعد وقت قصير بغارة جديدة عنيفة، وسط تحليق مكثّف للطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة. وفي بلدة دير ياسين، تواجه فرق الإطفاء والإسعاف صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الغارة بسبب الغارات المتواصلة وتحليق المسيرات الإسرائيلية، ما يعيق عمليات الإنقاذ والإجلاء. بدورها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو بدأ بشن موجة من الغارات الجوية على مناطق جنوب لبنان، في إطار ما وصفته بعمليات عسكرية متواصلة ضد أهداف محددة. تقارير عربية التحديثات الحية ماذا بقي من ترسانة حزب الله التي تعتزم الحكومة اللبنانية تفكيكها؟ وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن حزب الله أنه سيتعامل مع القرار الذي اتخذته حكومة الرئيس نواف سلام بشأن حصر السلاح في يد القوات النظامية وكأنه "غير موجود"، واصفاً الخطوة بـ"الخطيئة الكبرى". وقرّر مجلس الوزراء اللبناني في جلسة عقدها الثلاثاء في قصر بعبدا الجمهوري برئاسة الرئيس جوزاف عون، واستمرّت لنحو ستّ ساعاتٍ "تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي بيد الجهات المحددة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها". كذلك، أكد حزب الله انفتاحه "على الحوار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وتحرير أرضه والإفراج عن الأسرى، والعمل لبناء الدولة، وإعمار ما تهدَّم بفعل العدوان الغاشم"، مبدياً استعداده "لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، ولكن ليس على وقع العدوان". كما أكد ضرورة "تنفيذ الاتفاق من الجانب الإسرائيلي أولاً، وعلى الحكومة أن تعمل كأولوية باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، كما ورد في بيانها الوزاري". وختم بالقول "غيمة صيف وتمر إن شاء الله، وقد تعودنا أن نصبر ونفوز".