
ترمب يطمئن الأوروبيين ويؤكد مطالبته بوتين بوقف إطلاق النار
ميرتس يستقبل زيلينسكي في برلين قبل قمة أوروبية تستضيفها برلين عن بعد(رويترز)
ومن جهة ثانية، التأكيد على أن أول ما يريد المطالبة به من فلاديمير بوتين هو وقف إطلاق النار الذي جعلته كييف والعواصم الأوروبية المعنية شرطاً لا بد منه من أجل انطلاق مفاوضات «جدية».
وما يجعل هذا الطلب حيوياً، أن القوات الروسية آخذة في السيطرة على مناطق إضافية في منطقة الدونباس، حيث استطاعت السيطرة على قرى ومساحات جديدة، كما أنها نجحت في اختراق خط الدفاع الثاني للقوات الأوكرانية. وقال ترمب: «إذا سار الاجتماع الأول مع بوتين بشكل جيد فسنعقد اجتماعاً آخر ثلاثياً مع زيلينسكي»، مضيفاً أن روسيا ستواجه عواقب إن لم تنه الحرب.
وبذلك يكون دونالد ترمب قد استجاب لما يشدد عليه الجانب الأوروبي في بياناته وبمناسبة الاتصالات العالية المستوى التي حصلت في الأيام الأخيرة. وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع «عن بعد» مع ترمب دام نحو الساعة، فيما تبدو أنها فترة زمنية قصيرة؛ نظراً لتعدد المشاركين ولأهمية المواضيع المطروحة، ومن بينها مصير أوكرانيا وأمن أوروبا.
وكان الاجتماع الذي شارك فيه ترمب الأهم من بين ثلاثة اجتماعات؛ أولها انحصر في الأوروبيين، وثالثها جاء في إطار «تحالف الراغبين» الذي يضم الدول المستعدة للمشاركة بقوة عسكرية تنتشر على الأراضي الأوكرانية بعد التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
الرئيس الفرنسي ورئيس المجلس الأوروبي ووزير الخارجية الفرنسي ووزير القوات المسلحة الفرنسية (رويترز)
وفي مؤتمر صحافي مرتجل مع الرئيس إيمانويل ماكرون عقب الاجتماع مع ترمب، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، وهو إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الرئيس الأميركي «أطلعنا على ثلاثة أهداف مهمة للغاية: أولاً، وقف إطلاق النار؛ وثانياً، لا أحد سوى أوكرانيا يمكنه التفاوض بشأن شؤون أوكرانيا؛ وثالثاً، استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع أوروبا في تعزيز الأمن عند التوصل إلى سلام دائم وعادل لأوكرانيا».
وكان قد أشاد الرئيس ترمب، الأربعاء، بقادة الدول الأوروبية، واصفاً إياهم بأنهم «أشخاص رائعون» قبيل محادثات برلين. وكتب ترمب على منصته «تروث سوشيال»: «سأتحدث إلى قادة أوروبيين بعد فترة وجيزة. إنهم أشخاص رائعون ويرغبون في التوصل إلى اتفاق».
ميرتس يستقبل زيلينسكي في برلين قبل قمة أوروبية تستضيفها برلين عن بعد (رويترز)
وبعكس الانتقادات التي انتشرت في الأيام الأخيرة ضد ترمب و«انفراده» بالملف الأوكراني وإبعاد زيلينسكي والقادة الغربيين عنه، فقد أكد كوستا أن الاجتماع المرتقب بين ترمب وبوتين يوم الجمعة في ألاسكا، لتحقيق وقف إطلاق النار وفتح الطريق للسلام في أوكرانيا، يعد نجاحاً كبيراً. وأكد ذلك المستشار الألماني فريدريتش ميرتس.
ومن جانبه، أثنى الرئيس الفرنسي على كلام كوستا عادًّا أنه «من المهم جداً أن يسمع صوت أوروبا قبل هذه القمة ومن الطبيعي تماماً أن تلتقي الولايات المتحدة مع روسيا، فهذا أمر جيد لتهدئة الأجواء». ويفهم من هذا الإطراء أيضاً أن ترمب وعد الأوروبيين وبينهم فولوديمير زيلينسكي بإطلاعهم سريعاً على النتائج التي يمكن أن تفضي إليها قمة ألاسكا.
واستعاد ماكرون ما سبق أن أشار إليه كوستا، لجهة إشادته بأهمية الاجتماع مع ترمب، مشدداً على أمرين: الأول، «إعادة التأكيد على أنه حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار ثم إلى سلام دائم، علينا أن نواصل دعم أوكرانيا، وأعني بذلك جميع الأوروبيين والأميركيين».
أما الأمر الثاني فيتناول وعد ترمب بأن «يكون هدفه خلال لقائه مع الرئيس بوتين في ألاسكا المطالبة بوقف إطلاق النار، وبنظري، فإن هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر». أما أمين عام الحلف الأطلسي، مارك روته، الذي شارك في الاجتماع مع ترمب، والذي دأب على الإشادة بكل ما يقوله الأخير أو يفعله، فقد وصف التواصل مع ترمب بأنه جاء «رائعاً». وكتب في تغريدة على منصة «إكس»: «نحن متحدون في السعي لإنهاء هذه الحرب المروعة على أوكرانيا، وتحقيق سلام عادل ودائم»، عادّاً أن «الكرة الآن في ملعب بوتين» لإنهاء الحرب.
ولم تشذ أورسولا فون دير لاين عن ردود الفعل الإيجابية؛ إذ رأت أن المحادثات مع الرئيس الأميركي كانت «جيدة للغاية». وقالت، ما حرفيته: «اليوم، عززت أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الموقف المشترك بشأن أوكرانيا»، مؤكدة تواصل التنسيق بين الغربيين جميعاً (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والحلف الأطلسي). ونوهت إلى أن «لا أحد يريد السلام أكثر منا، سلاماً عادلاً ودائماً».
ميرتس وزيلينسكي في برلين قبل المباحثات بين قادة أوروبا والرئيس ترمب عن بعد (رويترز)
برزت في الأسابيع الماضية مخاوف أوروبية من أن يتجاوب ترمب مع المطالب الروسية لجهة الرغبة في ضم ما لا يقل عن 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها راهناً القوات الروسية. وما فاقم المخاوف الأوروبية أن الرئيس الأميركي تحدث شخصياً عن «تبادل أراضٍ»، وأنه أبدى «انزعاجه» مما رآه رفضاً أوكرانياً لما يعدّه العنصر الأساسي في أي تسوية بين كييف وموسكو. من هنا، كان هذا الملف رئيسياً في قمة الأربعاء.
وبهذا الخصوص، سعى الأوروبيون إلى جعل التنازل عن بعض الأراضي الأوكرانية جزءاً من صفقة واسعة ترتبط بتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا. من هنا عدّ ماكرون أن «قضايا الأراضي المحتلة ستكون عناصر حاسمة في مفاوضات السلام، فهي لا تنفصل عن الضمانات الأمنية التي ستقدم إلى بقية الأراضي الأوكرانية وأوروبا، ولا يمكن مناقشتها دون حضور الرئيس الأوكراني إلى طاولة المفاوضات، ولا توجد اليوم مخططات جادة لتبادل الأراضي على طاولة المفاوضات».
يرى ماكرون، أن الضمانات الأمنية تشكل «الوسيلة الوحيدة للمحافظة على السلام» بعد انتهاء الحرب. وليس سراً أن الأوروبيين، يسعون في إطار ما يسمى «تحالف الراغبين» الذي تقوده فرنسا وبريطانيا، إلى تشكيل قوة ذات وزن، عصبها العناصر الفرنسية والبريطانية، يتم نشرها على الأراضي الأوكرانية بعيداً عن خط وقف إطلاق النار، بحيث لا تكون على تماس مع القوات الروسية ولكنها، بالمقابل، تشكل «رادعاً» لموسكو عن إعادة إشعال الحرب مع أوكرانيا، حيث إن الأوروبيين يرون في حرب أوكرانيا تعبيراً صريحاً عن «الطموحات الإمبريالية الروسية بقضم أراضي دول أخرى».
وقال ماكرون إن أوكرانيا «تشكل خط الدفاع الأول» في وجه توسع هذه الإمبريالية. أما إذا أخفقت الجهود التي يقودها ترمب، فإن الأوروبيين يدعون لتشديد العقوبات على موسكو، الأوروبية منها والأميركية، بعدّها الوسيلة المتبقية لإضعاف روسيا وإعادتها إلى طاولة المفاوضات.
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
ما جاء على لسان ماكرون وكوستا، أكدته المصادر الأميركية التي نقل عنها موقع «أكسيوس» أن ترمب أبلغ زيلينسكي والقادة الأوروبيين أنه يسعى من خلال قمة ألاسكا مع بوتين إلى «التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، والحصول على فهم أفضل بشأن إمكانية التوصل لاتفاق سلام كامل»، وفق «أكسيوس». كذلك، طمأن ترمب محادثيه بأنه لا يمكنه اتخاذ قرارات نهائية بالنسبة لتخلي أوكرانيا عن بعض أراضيها، لكنه يعدّ أن أمراً كهذا «سيكون ضرورياً بوصفه جزءاً من اتفاق سلام مع روسيا».
ووفق ترمب، فإن بوتين وزيلينسكي «هما من يتوجب عليهما مناقشة مسألة الأراضي، وليس هو». وقال مصدر أوروبي في باريس إن الأوروبيين أخذوا يعدّون أن خسارة أوكرانيا لبعض أراضيها بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب المدمرة «أمر لا بد منه»، خصوصاً أن القوات الأوكرانية تتراجع على الجبهات وتفتقد العنصر البشري لتغذية الآلة الحربية، وأن استعادة أراضيها بالقوة «يبدو أمراً غير واقعي بالنظر لميزان القوى» بين الطرفين المتقاتلين. كذلك أبلغ ترمب الأوروبيين أن أهدافه من لقاء بوتين الوصول إلى رؤية «أكثر وضوحاً» بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام شامل في أوكرانيا.
وسبق للرئيس الأميركي في مؤتمره الصحافي، الاثنين الماضي، أن وصف اجتماعه بنظيره الروسي بـ«الاستشرافي». ما سبق يرهّص برغبة أميركية تصالحية إزاء الأوروبيين من جهة، وباستعداد أوروبي لتقبل المقاربة الأميركية مع محاولة «تليينها» للتقارب مع الأهداف الأوروبية. ولا يريد الأوروبيون القطيعة مع ترمب لأن ثمنها سيكون باهظاً. وسبق لنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، الذي شارك في اللقاء، أن أبلغ الأوروبيين أن دافع الضرائب الأميركي سيتوقف عن تمويل مشتريات السلاح لأوكرانيا، ما يعني عملياً أن الدعم الأميركي العسكري والمالي لكييف سيتوقف، ومن ثمّ سيكون على الأوروبيين، وحدهم، تحمل هذا العبء الثقيل وهم غير راغبين بتحمله.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 29 دقائق
- الشرق السعودية
قبل قمة ألاسكا.. بوتين يلمح إلى اتفاقات مرتقبة مع واشنطن للحد من التسلح
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، قبيل قمته المقررة الجمعة في ألاسكا مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، إن واشنطن "تكثف جهودها لوقف القتال وإنهاء الأزمة الأوكرانية"، مؤكداً أنه لا يستبعد التوصل مستقبلاً إلى اتفاقيات جديدة للحد من التسلح. وفي اجتماع عقده في الكرملين مع كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في روسيا، أوضح بوتين أنه أطلعهم على مستجدات المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، وكذلك على المحادثات الثنائية مع كييف. وقال بوتين: "أود أن أطلعكم على المرحلة التي وصلنا إليها مع الإدارة الأميركية الحالية، التي، كما يعلم الجميع، تبذل في رأيي جهوداً نشطة ومخلصة لوقف القتال، وإنهاء الأزمة، والتوصل إلى اتفاقات تخدم مصالح جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع". وأضاف أن المناقشات مع الولايات المتحدة تهدف إلى "تهيئة شروط طويلة الأمد للسلام بين بلدينا، وفي أوروبا، والعالم بأسره. وأشار بوتين إلى أن المرحلة التالية من المفاوضات مع الولايات المتحدة قد تكون التوصل إلى "اتفاقيات بشأن ضبط الأسلحة الاستراتيجية". وتملك روسيا والولايات المتحدة أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، فيما يُعد معاهدة "ستارت الجديدة" آخر اتفاق قائم بين البلدين للحد من الأسلحة النووية، وتنتهي في 5 فبراير 2026. وفي وقت سابق، الخميس، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف للصحافيين إن بوتين وترمب سيناقشان "الإمكانات الهائلة غير المستغلة" للعلاقات الاقتصادية بين روسيا والولايات المتحدة، وكذلك فرص إنهاء الحرب في أوكرانيا عندما يلتقيان في ألاسكا غدا الجمعة. وأضاف أوشاكوف أن القمة ستبدأ في الساعة 19:30 بتوقيت جرينتش، حيث سيجتمع الزعيمان وجهاً لوجه، برفقة المترجمين فقط، مشيراً إلى أن وفدي البلدين سيلتقيان بعد ذلك ويتناولان غداء عمل، ثم يعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً. القضايا الأمنية والدولية واتفق ترمب وبوتين الأسبوع الماضي على عقد الاجتماع، وهو أول قمة بين بلديهما منذ التقى بوتين بالرئيس الأميركي السابق جو بايدن في يونيو 2021، في الوقت الذي يضغط فيه ترمب من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف في أوكرانيا. وقال أوشاكوف إن "من الواضح للجميع" أن أوكرانيا ستكون محور الاجتماع، لكن القضايا الأمنية والدولية الأوسع نطاقاً ستتم مناقشتها أيضاً. وأضاف أوشاكوف: "من المتوقع تبادل وجهات النظر حول تعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك المجالين التجاري والاقتصادي، وأود أن أشير إلى أن هذا التعاون ينطوي على إمكانات هائلة، وللأسف لم تُستغل بعد". وذكر أوشاكوف، وهو مستشار بوتين للسياسة الخارجية، أن الأعضاء الآخرين في الوفد الروسي سيكونون وزير الخارجية سيرجي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، والمبعوث الخاص لبوتين لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي كيريل دميترييف.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
النفط يرتفع وسط مخاطر الإمدادات الروسية.. وزيادة المعروض تحّد من المكاسب
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الخميس، مع دراسة المستثمرين لتأثير القمة الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، التي ستعقد يوم الجمعة، على تدفقات النفط الخام الروسي، في ظل فرض عقوبات ثانوية على عملاء موسكو، في حين حدّت توقعات زيادة المعروض، من المكاسب. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتًا، أو 0.7%، لتصل إلى 66.08 دولارًا للبرميل الساعة 06:31 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 44 سنتًا، أو 0.7% أيضًا، لتصل إلى 63.09 دولارًا. سجل كلا العقدين أدنى مستوياتهما في شهرين يوم الأربعاء، بعد توقعات بانخفاض الإمدادات من الحكومة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الأربعاء بـ"عواقب وخيمة" إذا لم يوافق بوتين على السلام في أوكرانيا. ولم يحدد ترمب العواقب المحتملة، لكنه حذر من فرض عقوبات اقتصادية إذا لم يُثمر اجتماع ألاسكا يوم الجمعة. تكبدت أسعار النفط الخام أسبوعًا ثانيًا من الخسائر الفادحة وسط مخاوف مستمرة من تباطؤ الطلب، وقد انخفضت بشكل حاد يوم الأربعاء بعد أن أظهرت البيانات زيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية. وقالت شركة ريستاد إنرجي في مذكرة لعملائها: "لا يزال عدم اليقين بشأن محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا يُضيف علاوة مخاطر صعودية، نظرًا لاحتمال مواجهة مشتري النفط الروسي لمزيد من الضغوط الاقتصادية". وأضافت: "قد تُسفر كيفية حل الأزمة الأوكرانية الروسية وتغير تدفقات النفط الروسية عن مفاجآت غير متوقعة". وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية ثانوية على مشتري النفط الخام الروسي، وخاصة الصين والهند، إذا استمرت روسيا في حربها في أوكرانيا. وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في مجموعة البنك الهولندي الدولي، في مذكرة: "من الواضح أن هناك مخاطر صعودية للسوق إذا لم يُحرز تقدم يُذكر بشأن وقف إطلاق النار". وأضاف باترسون أن فائض النفط المتوقع خلال النصف الأخير من هذا العام وحتى عام 2026، بالإضافة إلى الطاقة الإنتاجية الفائضة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يعني أن السوق ستكون قادرة على إدارة تأثير الرسوم الجمركية الثانوية على الهند. لكن الأمور ستصبح أكثر صعوبة إذا رأينا رسومًا جمركية ثانوية على مشترين رئيسيين آخرين للنفط الخام الروسي، بما في ذلك الصين وتركيا. كما أن التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر تدعم النفط أيضًا. ويتفق المتداولون بنسبة 100% تقريبًا على أن الخفض سيحدث بعد ارتفاع التضخم الأمريكي بوتيرة معتدلة في يوليو. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إنه يعتقد أن خفضًا حادًا بمقدار نصف نقطة أمر ممكن نظرًا لضعف أرقام التوظيف الأخيرة. يرجح السوق احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 16 و17 سبتمبر بنسبة 99.9%. سيؤدي انخفاض أسعار الاقتراض إلى زيادة الطلب على النفط. وحافظت أسعار النفط على استقرارها مع ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع بمقدار 3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 8 أغسطس، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء. كما ساهم في انخفاض أسعار النفط توقع وكالة الطاقة الدولية بأن العرض العالمي سيرتفع بوتيرة أسرع من المتوقع في عامي 2025 و2026، مع زيادة إنتاج أوبك وحلفائها، ونمو إنتاج الدول خارج المنظمة. وصرّح تجار ومحللون يوم الخميس بأن علاوات أسعار النفط المرجعية الفورية عالميًا تتراجع مقارنةً بالأسعار في الأشهر المقبلة، وذلك مع ارتفاع الإنتاج من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأوروبا، بالتزامن مع انتهاء ذروة الطلب الصيفي. وأضافوا أن انحسار المخاوف من احتمال فرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على روسيا وتعطيل إمدادات النفط يُلقي بظلاله أيضًا على أسعار النفط. انخفضت فروق الأسعار على مدى ستة أشهر لعقود برنت الآجلة، وعقود غرب تكساس الوسيط الأمريكي، وخام دبي، وهو مؤشر رئيسي في الشرق الأوسط، بأكثر من دولار واحد للبرميل منذ بداية الشهر. يشير مصطلح "التراجع" إلى هيكل سوق تكون فيه الأسعار الفورية أعلى من أسعار الأشهر المقبلة، مما يشير إلى نقص في المعروض. ويشير تضييق الهيكل إلى وجهة نظر السوق بأن من المتوقع ارتفاع المعروض. تتراجع فروق أسعار برنت ودبي بشكل رئيسي نتيجةً لتوقعات بزيادة إمدادات أوبك+ اعتبارًا من سبتمبر، وتراجع المخاوف من الاضطرابات الروسية بعد التدفقات الثابتة الأخيرة عبر كل من بحر البلطيق والبحر الأسود. ولا يزال إنتاج الخام الأمريكي مستقرًا، لكن تشغيل المصافي سينخفض تدريجيًا خلال موسم الذروة، مما يخفف من حدة النقص المفاجئ في المعروض. وقال محللون في سيتي جروب إن برنت قد يهبط إلى نطاق 60 دولارًا للبرميل، في حال حدوث تقدم نحو اتفاق أمريكي روسي. ويستعد التجار لمزيد من الإمدادات بعد أن وافقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك+، على زيادة إنتاج سبتمبر، في الوقت الذي بدأ فيه منتجون من خارج أوبك مثل غيانا والبرازيل والنرويج إنتاجًا جديدًا. كما أن ذروة الطلب على النفط خلال صيف نصف الكرة الشمالي على وشك الانتهاء، مما يُخفّض هوامش أرباح الديزل المرتفعة للغاية في أوروبا، ويُخفّض استهلاك النفط الخام لتوليد الطاقة في المملكة العربية السعودية، وفقًا للمصادر. في الوقت نفسه، تراوحت علاوات الأسعار الفورية لخامي دبي وعمان القياسيين في الشرق الأوسط عند أدنى مستوياتها في أكثر من شهر لإمدادات أكتوبر. مع ذلك، يظل خام دبي أقوى نسبيًا من خام برنت، مما يُبقي فارق السعر بين الخامين القياسيين - المعروف باسم بورصة العقود الآجلة للمقايضات - ضيقًا، ويسمح لإمدادات حوض الأطلسي بالتوجه إلى آسيا. وقد استحوذت مصافي التكرير الآسيوية بالفعل على ملايين براميل النفط من الولايات المتحدة وأفريقيا وأوروبا للتسليم في سبتمبر وأكتوبر. وقال نيل كروسبي، المحلل في سبارتا كوموديتيز، إنه لا يزال هناك غموض بشأن الإمدادات الروسية، حيث قامت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، بشراء شحنات فورية لتحل محل النفط الروسي في الأسابيع الأخيرة. وأضاف: "ستتجه بعض شحنات خام الأورال (الروسي) إلى الصين، لكن الأمر لم ينتهِ بعد، ولا تزال هناك بعض المخاطر المتعلقة بما سيحدث للنفط الروسي الذي لا يمكن تصفيته، مما يجعل تداول عقود المبادلات الآجلة على المدى القصير أكثر صعوبة من المعتاد".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
دالي من «الفيدرالي»: لا مبرر لخفض الفائدة 50 نقطة أساس في سبتمبر
رفضت ماري دالي، رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» في سان فرانسيسكو، الحاجة إلى خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر في سبتمبر (أيلول)، وفق ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم الخميس. وقالت دالي في مقابلة مع الصحيفة يوم الأربعاء: «لا أرى أن خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أمر ملح، وأخشى أن يُرسل إشارة استعجال لا أرى أنها مناسبة لقوة سوق العمل الحالية». وأضافت: «لا أرى حاجة للانخراط في هذه الخطوة». ومنذ قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الشهر الماضي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، لوحظ تحول في توجهات البنك المركزي الأميركي، إذ أعرب العديد من مسؤوليه عن قلق متزايد بشأن سوق العمل، وأبدوا استعدادهم، إن لم يكن صبرهم، لخفض سعر الفائدة في سبتمبر. وقد يُرضي هذا الموقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ضغط طوال العام لخفض أسعار الفائدة. وأيدت دالي قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الشهر الماضي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وأشارت منذ ذلك الحين إلى أنها ستدعم خفضاً محتملاً في سبتمبر، نظراً لأن ضغوط التضخم لم تكن بالقوة المتوقعة، ولتحسن ظروف سوق العمل. وقالت دالي: «من المرجح أن تكون السياسة النقدية مقيدة للغاية بالنسبة لاتجاه الاقتصاد الحالي، وهذا يستدعي إعادة تقييم». وأوضحت أنها تفضل الانتقال تدريجياً إلى وضع أكثر حيادية «خلال العام المقبل أو نحو ذلك». وفي الوقت نفسه، حثَّ وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت على خفض أسعار الفائدة مع استمرار الإدارة في بحثها عن بديل لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، حيث ارتفعت قائمة المرشحين المحتملين إلى 11 شخصاً.