logo
ضربة أميركية للتجارة الإلكترونية... واشنطن تغير قواعد لعبة البيع العابر للحدود

ضربة أميركية للتجارة الإلكترونية... واشنطن تغير قواعد لعبة البيع العابر للحدود

العربي الجديدمنذ 3 أيام
قبل أسابيع من ذروة موسم الخريف، توجه واشنطن ضربة قوية إلى منصات
التجارة الإلكترونية
، وتغير قواعد اللعبة لتطبيقات البيع العابرة للحدود، فاعتباراً من 29 أغسطس/آب الجاري، تلغي الولايات المتحدة معاملة إعفاء الحد الأدنى دي مينيمس (de minimis) على جميع الطرود الأجنبية منخفضة القيمة، وهو الإعفاء الذي كان يسمح تاريخياً بدخول شحنات حتى 800 دولار بلا رسوم وبإجراءات مبسطة. وبحسب الأمر الرئاسي المنشور على موقع البيت الأبيض أواخر يوليو/تموز الماضي، يستهدف هذا القرار سد ثغرة استخدمت للتحايل على الرسوم وتخفيف التدقيق، مع التشديد على مخاطر
الشحنات الصغيرة
في التهرب والإخفاء.
ومنذ عقود طويلة، أقرت واشنطن إعفاء "دي مينيمس" لتخفيف عبء التخليص الجمركي على الشحنات الرخيصة، واتسع نطاقه بعد رفع السقف إلى 800 دولار في 2016، فازدهرت نماذج "من المصنع إلى الباب" على منصات تعتمد الشحن المباشر من آسيا. غير أن الإدارة الأميركية ترى اليوم أن هذا الإعفاء تطور إلى قناة التفاف تقوض أدوات
السياسة التجارية
والرقابية، ولا سيما مع طرود الصين وهونغ كونغ. وعليه، انتقل القرار من تقييد جزئي إلى تعليق شامل يغلق الإعفاء عالمياً اعتباراً من 29 أغسطس الجاري، بحيث تعامل كل الطرود - مهما صغرت قيمتها - على أنها استيراد كامل بواجبات محتملة ومتطلبات منشأ موسعة، بحسب منشور البيت الأبيض.
يشار إلى أن إعفاء "دي مينيمس" أقر في الولايات المتحدة عام 1938 بإضافة المادة 321 إلى قانون التعرفة لعام 1930، وكان سقفه آنذاك دولاراً واحداً لتجنب كلفة تحصيل رسوم تفوق العائد، ثم رفع إلى خمسة دولارات عام 1978 بموجب قانون إصلاح الإجراءات الجمركية وتبسيطها، وإلى 200 دولار عام 1993 ضمن قانون تحديث الجمارك بوصفه جزءاً من قانون تنفيذ نافتا، قبل أن يرفعه قانون تيسير وإنفاذ التجارة 2015 إلى 800 دولار ودخل حيز التنفيذ في 10 مارس/آذار 2016 وفق إعلان هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
التجارة الإلكترونية عبر أجهزة المحمول تتجاوز 2.2 تريليون دولار
أبرز المتضررين
بدءاً من 29 أغسطس الجاري، سيغلق "الطريق الرخيص والسريع" الذي سمح لعقود بتدفق ملايين الطرود من دون رسوم وبحد أدنى من البيانات، وستصبح الطرود الصغيرة ملفات استيراد كاملة: بلد منشأ مثبت مع أدلة تتبع، وفواتير تفصيلية، وتصنيف جمركي دقيق، ومسؤولية قانونية أعلى على البائعين ووكلائهم. ومن المرجح أن تتضرر غالبية المنصات العابرة للحدود التي تعتمد الطرود الصغيرة والشحن المباشر من آسيا، وعلى رأسها منصات صينية مثل تيمو التابعة لمجموعة بي دي دي هولدينغز، وشي إن، وعلي إكسبريس المملوكة لمجموعة علي بابا، إضافةً إلى تيك توك شوب التابعة لبايت دانس. كما سيتأثر جزء من مبيعات اللاعبين العالميين الذين يفتحون قنوات "بيع دولي" داخل أسواقهم مثل أمازون غلوبال ستور، وإي باي إنترناشيونال شيبينغ، وكذلك منصات سنغافورية مثل شوبي ولازادا. وكذلك كل من يعتمد على نموذج دروب-شيبينغ (Dropshipping)، وهو نموذج تنفيذ طلبات يبيع فيه التاجر منتجات لا يخزنها لديه، حيث يمرر الطلب إلى مورد - غالباً في بلد آخر - فيشحن المورد مباشرة إلى العميل باسم المتجر، ويكسب التاجر فرق السعر بعد تكاليف الشحن والعمولات.
وبحسب مجلة بارونز (Barron's) المالية الأميركية الأسبوعية، سجلت تطبيقات تسوق مرتبطة بسلاسل توريد صينية في الولايات المتحدة هبوطاً حاداً بعد الإعلان، تراجعت تنزيلات "تيمو" بنحو 77% وتنزيلات "شي إن" بنحو 51% خلال أسابيع قليلة، ما يوحي بإعادة تموضع لوجستي من خلال تقليص الشحن المباشر عبر الحدود لصالح التخزين داخل الولايات المتحدة، أو استخدام محاور توزيع قريبة في المكسيك وكندا لتخفيف أثر الرسوم والمهلة الزمنية. وأشارت "بارونز" إلى أن لاعبين محليين مثل أمازون ووولمارت مرشحون لاستعادة حصة ضمن الفئات منخفضة السعر التي كانت تستفيد من إعفاء "دي مينيمس".
تضييق مواز
ويأتي إلغاء "دي مينيمس" وسط موجة رسوم وقيود أميركية أوسع على واردات متعددة المنشأ، بالتوازي مع خطوات أوروبية في قطاعات مثل الأخشاب والسيارات الكهربائية والإطارات، وسط تحذيرات من أثر سلبي محتمل على النمو التجاري في 2025 إذا استمر التصعيد، بحسب "فاينانشال تايمز". وبعد إلغاء إعفاء الطرود الرخيصة، لم تعد المنافسة بين المنصات والبائعين فقط على السعر والسرعة. وأصبح المطلوب الآن أن يثبت البائعون والمنصات الامتثال، وذلك عبر تقديم أوراق منشأ صحيحة، وتصنيف جمركي دقيق، وفواتير واضحة.
وقامت السلطات الأميركية مؤخراً بالتضييق على حيلة "التجميع الخفيف" التي كانت تغير بلد المنشأ على الورق. ففي 21 إبريل/نيسان 2025، أعلنت وزارة التجارة الأميركية نتائج نهائية إيجابية في تحقيقات مكافحة الإغراق والدعم على الخلايا/الوحدات الشمسية الواردة من كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، معتبرة أن الإنتاج هناك يستند إلى مدخلات صينية تعيد تسعير المنافسة وتلتف على أوامر قائمة. ثم قضت لجنة التجارة الدولية في مايو/أيار الماضي بوجود ضرر مادي للصناعة المحلية، ممهدة لفرض الرسوم بصورة نهائية. وأظهرت تقارير وزارة التجارة الأميركية أن هذه البلدان الأربعة شكلت في فترة سابقة نحو 80–84% من واردات الخلايا/الوحدات الشمسية إلى الولايات المتحدة.
وفي 11 يوليو/تموز 2025 فتحت وزارة التجارة الأميركية تحقيقات التفاف/تحايل ضد أوعية الألمنيوم ذات الاستخدام الواحد المنجزة في دول ثالثة باستخدام رقائق ألمنيوم صينية المنشأ، مع توسعة لاحقة للتحقيق تشمل واردات فيتنام (وبالتوازي تايلاند). وشملت التحقيقات المنتجات المكتملة في دول ثالثة اعتماداً على مدخلات صينية، ثم تصدر للولايات المتحدة باعتبارها غير صينية المنشأ. وفي السياق، فرضت المفوضية الأوروبية في 6 يونيو/حزيران 2025 رسوماً مؤقتة لمكافحة الإغراق تصل إلى 62.4% على الخشب الرقائقي الصيني، ونشرت القواعد في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف إغلاق منافذ إعادة التوسيم وإعادة الشحن عبر محطات وسيطة. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن الخطوة جزء من جهد أوسع لتقليص التحايل وتعزيز صلابة السوق الداخلية في وجه تحولات الحرب التجارية العالمية، مع مراقبة أعلى لإعادة توجيه السلع ووسوم المنشأ.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
أمازون ترصد 230 مليون دولار لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة
خيارات المنصات
وأمام هذه التضييقات، لن تقف منصات التجارة الإلكترونية متفرجة، بحسب مجلة بارونز، حيث تتجه الشركات سريعاً إلى ثلاثة مسارات تكيف رئيسية، هي: التخزين المحلي، والمحاور القريبة، وتعديل سلاسل التوريد. ففي مسار التخزين المحلي، تحول المنصات والتجار جزءاً كبيراً من بضاعتها إلى مخازن داخل الولايات المتحدة وتدخلها عبر استيراد جملي يخضع للرسوم مرة واحدة، بدل إدارة ملايين الطرود الصغيرة كلّ على حدة. وتقل هذه الصيغة، بحسب المجلة، مخاطر التوقيف عند الحدود، وتسمح بتجربة تسليم أسرع داخل السوق، لكنها تتطلب رأس مال تشغيلياً أعلى وقدرة أفضل على توقع الطلب.
وفي مسار المحاور القريبة، يجري الاعتماد على مراكز توزيع في المكسيك وكندا لاستكمال التخليص الجمركي مبكراً، ثم إدخال البضاعة إلى الولايات المتحدة عبر مسارات برية قصيرة تقلص زمن "القطعة الأخيرة". ويحافظ هذا النهج على مرونة التوريد العابرة للحدود، لكنه يضيف طبقة تنسيق لوجستي وقانوني بين ثلاث سلطات جمركية. أما تعديل سلاسل التوريد، فيشمل تصنيعاً جزئياً داخل الولايات المتحدة أو التعاقد مع موردين محليين لفئات حساسة للزمن والسمعة، بحيث ترتفع نسبة المحتوى المحلي ويبسط إثبات قواعد المنشأ. وتخفف هذه المقاربة مخاطر الرسوم والتحقيقات، لكنها ترفع التكلفة على المدى القصير وتتطلب إدارة موردين أدق. وبالتوازي، قد يستعيد لاعبو التجزئة المحليون (مثل أمازون ووولمارت) حصة ضمن فئة "تحت 20 دولاراً" التي كانت تعيش على ميزة الطرود الصغيرة المعفاة، بحسب "بارونز"؛ إذ يقدم هؤلاء بديلاً أسرع بشروط امتثال أوضح، حتى إن كان السعر النهائي أعلى قليلاً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فقاعة التكنولوجيا: مخاوف من الرهان المبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي
فقاعة التكنولوجيا: مخاوف من الرهان المبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

فقاعة التكنولوجيا: مخاوف من الرهان المبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي

يشعر مستثمرون في أسهم التكنولوجيا بقلق ظهر من خلال عمليات البيع الواسعة أول من أمس الثلاثاء. الخوف يتزايد من فقاعة التكنولوجيا التي قد تطيح قيم الأسهم والأرباح خلال الفترة المقبلة. فقاعة تشبه ما حصل في أوخر التسعينات حين بدأت واحدة من أشهر الأزمات المالية في التاريخ الحديث، وارتبطت مباشرةً بالانتشار السريع لشركات الإنترنت في أواخر التسعينيات وبداية الألفية. حينها تم تضخيم التوقعات على جاذبية الإنترنت السوقية، حصلت عمليات شراء واسعة، وحقق ناسداك تدفقات هائلة وصلت إلى زيادة بنسبة 80% في الاستثمارات. بدأت الأحلام تتبخر مع بداية الألفية، وبعدما وصل ناسداك إلى ذروته، بدأ الانهيار. خلال عامين وتحديداً في أكتوبر 2022 انخفض مؤشر ناسداك 78%، فأفلست آلاف الشركات، وتكبد صغار المستثمرين خسائر واسعة، ولفظت السوق مليارات الدولارات من الاستثمارات الخائبة. اليوم، يقارن خبراء السوق ما بين نمط تشكل فقاعة الدوت كوم وصعود أسهم التكنولوجيا المدعومة بالاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. فقد ارتفع مؤشر ناسداك 100، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة تقارب 40% منذ هبوطه في أوائل إبريل/نيسان، والذي حفزته الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب (وفق رصد بلومبيرغ). وهذا ما يعتبره المستثمرون صعوداً عنيفاً وسريعاً قد يقابله الانهيار. وعززت هذه التوقعات عمليات البيع المكثفة التي شهدتها أسهم التكنولوجيا العملاقة في وول ستريت الثلاثاء، بقيادة أسهم إنفيديا التي فقدت 3.5% من سعرها. ورغم الهدوء الذي سيطر على التداولات الأربعاء، وصعود إنفيديا 0.03% حتى ظهر الأربعاء، لا تزال المخاوف تتحكم في السوق. ويعتقد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن المليارات من الدولارات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي الآن يمكن أن تخلق فقاعة مماثلة لانهيار الدوت كوم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويسأل "هل نحن في مرحلةٍ يُفرط فيها المستثمرون عمومًا في حماسهم للذكاء الاصطناعي؟ في رأيي، نعم"، هذا ما قاله ألتمان في حفل عشاءٍ أقيم مؤخرًا، وفقًا لموقع "ذا فيرج". وتُظهر البيانات أن شركات التكنولوجيا الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أصبحت الآن محورًا للتمويل أكثر من أي وقت مضى. ملامح تشكّل فقاعة التكنولوجيا ووفقًا لموقع "باتش بوك"، جمعت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة 104.3 مليارات دولار في الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2025، وهو ما يُقارب إجمالي المبلغ الذي جمعته جميع الشركات الناشئة في عام 2024. وما يقرب من ثلثي دولارات تمويل المشاريع الأميركية ذهبت إلى شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة هذا العام، وهي نسبة أعلى من 49% من إجمالي التمويل العام الماضي. ثم إن الإنفاق الرأسمالي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضخم للغاية لدرجة أن شركة رينيسانس ماكرو ريسيرش تقول إنه ساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة هذا العام أكثر من إنفاق المستهلكين. وأشار ألتمان إلى أن تقييمات الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وصلت الآن إلى مستويات "مجنونة"، حيث تجمع الشركات الناشئة مئات الملايين من الدولارات بمجرد فكرة، مما يشير إلى فقاعة، بحسب سي أن بي سي. وكان سبب انهيار فقاعة الإنترنت هو المبالغة في تقييم المستثمرين لشركات التكنولوجيا القائمة على الإنترنت، والتي افتقرت إلى نماذج أعمال مستدامة، وحققت أرباحًا ضئيلة أو معدومة، وهو مشابه لما يحدث اليوم في شركات التكنولوجيا. أعمال وشركات التحديثات الحية عمالقة التكنولوجيا الخمسة يحصدون أرباحاً تفوق التوقعات رغم الرسوم تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة أبولو غلوبال مانجمنت، كتب في مذكرة للعملاء يوم الاثنين عن مخاوفه من بدء تشكل فقاعة التكنولوجيا. وكان سلوك قد أشار منذ أيام إلى أن فقاعة الذكاء الاصطناعي الحالية بدأت تبدو أسوأ من ظروف السوق التي أدت إلى انفجار شركات الإنترنت في أواخر تسعينيات القرن العشرين. وفي مذكرة تم تداولها على نطاق واسع، دقّ سلوك ناقوس الخطر بشأن جنون السوق الواضح، الذي تقوده شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في صناعة الذكاء الاصطناعي. وبحسب وزن المؤشر، فإن شركة إنفيديا، المُصنّعة لشرائح الذكاء الاصطناعي، تتصدر المجموعة في مؤشر S&P 500، تليها مايكروسوفت، آبل، أمازون، ميتا، وألفابيت، والتي قامت جميعها باستثمارات بمليارات الدولارات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، لا تزال الأرباح أقل بكثير من الإنفاق الفلكي على بناء البنية الأساسية، حيث أظهر بعض قادة التكنولوجيا بالفعل علامات مبكرة على التردد، نظراً إلى التفاوت الهائل بين نسبة سعر السهم إلى الأرباح. وفقًا لمذكرة بحثية صادرة عن شركة S&P Global في يونيو/حزيران ونشرها موقع "فيوتشريزم"، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي بوتيرة سريعة، ليصل إلى إيرادات إجمالية قدرها 85 مليار دولار بحلول عام 2029. ومع ذلك، عندما تفكر فإن هذا المبلغ لا يزيد إلا قليلاً عن أكثر من 60 مليار دولار ستنفقها ميتا على النفقات الرأسمالية هذا العام وحده. الفارق بين الإنفاق والربح ومنذ يومين كتب بيل بونر، مؤسس شركة أغورا فاينانشال، أن شركات إنفيديا، ومايكروسوفت، وألفابت، وآبل، وميتا، وتيسلا، وأمازون، تُشكل مجتمعةً ثلث إجمالي قيمة سوق الأسهم الأميركية، وهو مبلغ يُعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي للصين. يكمن جزء من جاذبية هذه الأسهم في الاعتقاد السائد بأنها تستفيد من تقنية الذكاء الاصطناعي. وهذا بالطبع عامل الجذب الرئيسي في حالة إنفيديا. لكن الشركات الأخرى تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي أيضًا. في عامي 2024 و2025، تضخ ميتا وأمازون ومايكروسوفت وغوغل وتسلا أكثر من نصف تريليون دولار في الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تبلغ إيرادات هذه الاستثمارات حوالي 35 مليار دولار. على سبيل المثال، استثمرت أمازون أكثر من 100 مليار دولار، مما يُعتقد أنه سيُدرّ إيرادات إضافية قدرها 5 مليارات دولار. واعتبر أن هذه الأرقام ليست مثيرة للإعجاب. وكما حدث في طفرة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، لا يُؤتي الذكاء الاصطناعي ثماره. أسواق التحديثات الحية إنفيديا ومايكروسوفت تقودان صعود أسهم التكنولوجيا في وول ستريت تُضَخ استثمارات ضخمة على أمل بناء ثروة قائمة على الذكاء الاصطناعي، لكن حتى الآن، لا ترقى النتائج إلى المستوى المطلوب. وحذّر مايكل هارتنت، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك أوف أميركا، من تشكّل فقاعة في الأصول الخطرة منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتوقع انخفاض الأسهم الأميركية بعد انتهاء ندوة جاكسون هول التي ينظمها الاحتياطي الفيدرالي اليوم الخميس وتمتد حتى السبت، فيما يلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة شديدة الحساسية يوم الجمعة، بالتزامن مع الرسوم الجمركية الأميركية التي تهز اقتصادات العالم والولايات المتحدة في آن، وفي خضم حرب يخوضها الرئيس دونالد ترامب ضد باول وصلت إلى نعته بـ"الغبي"، ويترقب المستثمرون كلمة باول للحصول على بعض الأدلة حول اتجاهات الفيدرالي في تحديد مصير الفائدة الأميركية في سبتمبر/ أيلول المقبل. وفي مايو/ أيار الماضي حذر أستاذ الاقتصاد والحائز جائزة نوبل بول رومر من أن الثقة المفرطة في الذكاء الاصطناعي تهدد بتكرار أخطاء فقاعة العملات المشفرة التي حدثت قبل عامين فقط. قال رومر لقناة بلومبيرغ التلفزيونية: "في الوقت الحالي، ثمة ثقة مفرطة في مستقبل الذكاء الاصطناعي. عندما يتنبأ الناس بهذا الأمر، أعتقد أنهم معرضون لخطر ارتكاب خطأ فادح". العبرة الرئيسية من وجهة نظر رومر هي مثال المركبات ذاتية القيادة. شركات مثل تسلا وعدت لسنوات بسيارات ذاتية القيادة بالكامل، لكن أنظمة التشغيل الآلي لديها لا تزال تعاني مشكلات في الموثوقية وحالات استثنائية تحول دون تحقيق هذا الوعد. واعتبر أنه بعد عامين من الآن، من المرجح أن ينظر الناس إلى اللحظة الراهنة ويقولوا: "لقد كانت فقاعة بالفعل، لقد بالغنا في تقدير اتجاهها". ولفت إلى الضجيج حول الذكاء الاصطناعي الذي عزز أسهم إنفيديا بأكثر من ستة أضعاف منذ بداية العام الماضي، حيث تقدر قيمة الشركة بنحو 2.8 تريليون دولار. ووصف الحائز جائزة نوبل الأمر بأنه "ضجة فقاعة نموذجية" وتوقع أن يتباطأ تقدم الذكاء الاصطناعي بحدّة. لكن في المقابل، توجد آراء تدافع عن دورة الصعود التكنولوجية، فقد قال بنك غولدمان ساكس إن أسهم التكنولوجيا ليست في فقاعة ناجمة عن الذكاء الاصطناعي، ولا تزال هناك فرص استثمارية جذابة في القطاع. وكتب فريق غولدمان ساكس: "أن تقييمات شركات التكنولوجيا المهيمنة اليوم أقل تطرفاً بكثير من تقييمات فقاعة الدوت كوم، وأن أساسيات قطاع التكنولوجيا اليوم أقوى بكثير أيضاً". كذا، اعتبر بنك "سيتي"، في مذكرة استراتيجية الأسهم الأميركية التي نشرها في مايو الماضي، أن هذه ليست فقاعة، وأن بعض مقاييس التقييم مقنعة، ومن ثم ينبغي الاستفادة من تمكين الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.

شح المياه يغرق السوريين في أزمات معيشية
شح المياه يغرق السوريين في أزمات معيشية

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

شح المياه يغرق السوريين في أزمات معيشية

تعيش سورية واحدة من أكثر الأزمات المائية قسوة في تاريخها الحديث، إذ انخفضت معدلات هطول الأمطار بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، فيما تراجعت مستويات الأنهار والسدود إلى الحدود الدنيا، حتى إن المخزون الاستراتيجي من المياه وصل إلى ما يصفه خبراء بـ"الخط الأحمر". في قرى الجزيرة السورية، يجفف العطش الحقول قبل أن تنضج محاصيلها. المزارعون الذين اعتادوا زراعة القمح والقطن يتركون أراضيهم بوراً، بعدما فشلت محاولاتهم في تأمين الري. يقول خالد الدهام، وهو مزارع من ريف الحسكة (شمال شرق) لـ"العربي الجديد"، إن "المياه لم تعد تكفي إلا للشرب، أما الأرض فباتت عطشى بلا جدوى". النتيجة أن آلاف الهكتارات خرجت من دورة الإنتاج، ما يهدد الأمن الغذائي في بلد يعتمد أساساً على إنتاجه المحلي من القمح والخضار. في الجنوب السوري، تبدو الأزمة أكثر حدة على صعيد الريف والزراعة، حيث تعاني محافظات درعا والقنيطرة والسويداء من شح الموارد المائية. نهر اليرموك، الذي كان شريان حياة للزراعة في المنطقة، يشهد تراجعاً مستمراً في تدفقه بسبب انخفاض الأمطار واحتجاز المياه في السدود العلوية. اقتصاد عربي التحديثات الحية مصرف سورية يحذر: العملات المشفرة غير قانونية ولا ضمان للأموال يقول مصطفى الجاسم، مزارع من ريف درعا لـ"العربي الجديد"، إن "المياه لم تعد تكفي إلا لبعض الأراضي الصغيرة، وأصبحنا مضطرين إلى شراء صهاريج باهظة الثمن لسقي المحاصيل الأساسية. حتى هذه الجهود غالباً ما تفشل قبل موسم الحصاد". أما الجداول الموسمية والسدود الصغيرة في السويداء والقنيطرة، فتكاد تجف في معظم فصول الصيف، ما أجبر آلاف الأسر على تقليص مساحة الزراعة أو التخلي عنها تماماً. هذا الواقع دفع بعض السكان إلى النزوح نحو المدن بحثاً عن فرص عمل ومياه شرب، لتزداد الضغوط على الخدمات في المراكز الحضرية، وتصبح الأزمة المائية محركاً جديداً للهجرة الداخلية. تراجع توليد الكهرباء الأزمة لم تضرب الزراعة وحدها، بل انعكست على قطاع الطاقة أيضاً، حيث تراجع توليد الكهرباء من السدود الكهرومائية مع انخفاض منسوب مياه نهر الفرات إلى مستويات قياسية. ساعات التقنين ازدادت، والمصانع التي تعتمد على الطاقة الكهربائية اضطرت إلى تقليص إنتاجها أو التوقف كلياً، ما فاقم البطالة والخسائر الاقتصادية. على المستوى المنزلي، تتجلى الأزمة يومياً في دمشق، حيث تقف الحاجة منيرة البني أمام خزان مياهها الفارغ. تقول بصوت متعب لـ"العربي الجديد": "المياه تأتي مرة كل ثلاثة أيام لساعتين فقط، وأحياناً لا تكفي لملء خزان صغير. اضطررت إلى شراء صهريج بقيمة 200 ألف ليرة سورية (20 دولاراً)، وهذا أكثر من ربع راتبي الشهري". الأثر الأخطر يتجلى في حركة النزوح الداخلية في ريف الرقة (شمال) الجنوبي، إذ اضطرت عائلة الحاج عبد الجبار الحسين إلى ترك قريتها بعد أن جفّت البئر الوحيدة فيها وتشققت الأرض من حول منزلهم. يقول ابنه أحمد: "بقينا شهوراً نحاول أن نزرع ولو بضعة دونمات من القمح، لكن الأرض أصبحت قاسية كالحجر، رحلنا إلى المدينة بحثاً عن عمل وماء، وتركنا خلفنا البيت والذكريات". المدير العام لمؤسسة المياه في دمشق وريفها، أحمد درويش، أشار إلى أن الانقطاعات المتكررة تعود إلى تراجع منسوب المصادر المائية، ونقص الطاقة اللازمة لضخ المياه، إضافة إلى الأعطال المتكررة في الشبكات. وأضاف أن المؤسسة تعمل وفق خطة طوارئ تتضمن إعادة تأهيل أكبر عدد ممكن من الآبار والمصادر لتعويض النقص، إلى جانب صيانة خطوط النقل والتوزيع، لافتاً إلى أن تنفيذ المشاريع الاستراتيجية لضمان استدامة الإمدادات "يتطلب موارد مالية وفنية وبشرية ضخمة". شرايين الحياة التي تجف لم يعد العطش في سورية نتيجة تراجع الأمطار فقط، بل أصبح انعكاساً مباشراً لانحسار الأنهار التي شكلت لعقود شرايين البلاد. نهر الفرات، الذي يمد السوريين بأكثر من ثلثي حاجتهم من المياه ويغذي السدود الكبرى لتوليد الكهرباء، يشهد أدنى مستوى في تاريخه، حيث تقلصت كميات التدفق القادمة من تركيا إلى أقل من 50% مقارنة بالاتفاقيات السابقة. رافده نهر الخابور أصبح مجرى ضيقاً موسمياً، وتراجع تدفق نهر البليخ قرب الرقة إلى حوالى 40% من معدلاته المعتادة. في دمشق، نهر بردى الذي تغذيه عين الفيجة، المصدر الرئيسي لمياه العاصمة، يشهد جفافاً حاداً مع انخفاض منسوب المياه بما يزيد على 60% مقارنة بالسنوات الماضية، فيما تراجع تدفق نهر العاصي شمالاً بنسبة تقارب 55%، ما هدد الأراضي الزراعية في سهل الغاب بالتصحر وفقدان الخصوبة. اقتصاد عربي التحديثات الحية طرح 20 فرصة استثمارية لإنعاش السياحة السورية وخلق مئات الوظائف أثر الأزمة على أصحاب المهن الأزمة المائية لم تترك أصحاب المهن بمنأى عن معاناتها. يقول فيصل داود، صانع معجنات في حي المزة بدمشق، إن "الماء أصبح سلعة نشتريها بصهاريج بأسعار باهظة، ما رفع تكلفة الإنتاج كثيراً". ويضيف: "قبل الأزمة، كنا نستهلك مئات اللترات يومياً دون أن نفكر في ثمنها، أما الآن فكل صحن معجنات أصبح مرتبطاً بسعر الماء الذي نستخدمه. اضطررت إلى رفع سعر المنتج بـ50 ألف ليرة (نحو 5 دولارات) ، لكن الزبائن يشتكون أيضاً، وكأن الجميع محاصر بأزمة لم نخلقها". يقول خبير الموارد المائية والاقتصاد البيئي، الدكتور مروان دياب، لـ"العربي الجديد"، إن "سورية أمام أخطر أزمة مائية في تاريخها الحديث، فالجفاف لا يهدد الزراعة فقط، بل يضرب مجمل الاقتصاد الوطني. انخفاض إنتاج القمح والخضار يعني ارتفاع الأسعار واستمرار التضخم، وتراجع الكهرباء المولدة من السدود يزيد الأعباء على المصانع، فيما يعيش المواطنون تحت ضغط يومي لتأمين حاجاتهم الأساسية من مياه الشرب". ويضيف: "الأزمة لم تعد مجرد نقص في المياه، بل تحولت إلى تهديد مباشر للاستقرار الاجتماعي والمعيشي، مع تزايد النزوح من الأرياف العطشى إلى المدن المزدحمة. هناك جهود محدودة لإدارة الموارد وتحسين شبكات المياه، لكنها تحتاج إلى دعم مالي وفني عاجل لتجنب الانزلاق إلى مرحلة العجز المائي الكامل".

ترامب اشترى سندات بأكثر من 100 مليون دولار في 7 أشهر: تضارب مصالح؟
ترامب اشترى سندات بأكثر من 100 مليون دولار في 7 أشهر: تضارب مصالح؟

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب اشترى سندات بأكثر من 100 مليون دولار في 7 أشهر: تضارب مصالح؟

أظهرت إفصاحات رسمية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى مئات من عمليات شراء السندات منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، تجاوزت قيمتها 100 مليون دولار، في خطوة أثارت مجدداً الجدل حول تضارب المصالح بين منصبه واستثماراته الخاصة، وفق رويترز. وبحسب الإفصاح المالي الصادر عن مكتب أخلاقيات الحكومة الأميركية بتاريخ 12 أغسطس/آب، نفذ ترامب نحو 690 عملية شراء لأدوات دين حكومية في 7 أشهر. وتشمل هذه السندات أدوات دين لولايات وبلديات ومقاطعات أميركية، إضافة إلى سندات شركات كبرى مثل كوالكوم، وميتا، وهوم ديبوت، وتي-موبايل، ويونايتد هيلث جروب. وأوضح الإفصاح أن قيمة بعض المشتريات بلغت ما لا يقل عن 500 ألف دولار في كل صفقة، مثل شراء سندات من كوالكوم وهوم ديبوت وتي-موبايل في فبراير/شباط الماضي، بينما اشترى سندات لشركة ميتا بما لا يقل عن 250 ألف دولار لاحقاً. هذه الصفقات، بحسب "بلومبيرغ"، ترفع إجمالي استثمارات ترامب في السندات إلى نحو 103.7 ملايين دولار حتى مطلع أغسطس/آب 2025. وقال ترامب إنه وضع شركاته في صندوق استئماني يديره أبناؤه. لكن الإفصاحات تظهر أن الدخل من هذه الأصول لا يزال يعود إليه، ما يثير انتقادات حول تضارب المصالح. وذكرت رويترز أن ترامب يعد أول رئيس أميركي منذ صدور قانون الأخلاقيات عام 1978 يرفض نقل أصوله إلى صندوق "أعمى" مستقل، بخلاف ما فعله أسلافه. وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن بعض هذه السندات تخص قطاعات تأثرت مباشرة بسياسات ترامب الاقتصادية، خصوصاً بعد فرضه رسوماً جمركية هي الأعلى منذ عقود، الأمر الذي وضعه في موقع يجمع بين صانع القرار والمستثمر المستفيد. وحتى مساء اليوم الأربعاء، لم يرد البيت الأبيض على طلبات التعليق بشأن هذه الاستثمارات، وهو ما أبقى باب الجدل مفتوحاً حول مدى التزام ترامب بالفصل بين ثروته الشخصية ومسؤولياته العامة. اقتصاد دولي التحديثات الحية ثروة ترامب تهدد نزاهة منصب" الرئاسة الأميركية" ومنذ صدور قانون أخلاقيات الحكومة الأميركية عام 1978، التزمت الإدارات المتعاقبة بقاعدة غير مكتوبة تقضي بأن يقوم الرئيس ببيع أصوله أو وضعها في صندوق استئماني "أعمى" يديره طرف مستقل، وذلك لتفادي أي تضارب مصالح. وقد باع الرئيس جيمي كارتر مزرعته للفول السوداني بالكامل حفاظاً على الشفافية، بينما وضع كل من جورج بوش الابن وباراك أوباما أصولهما في صناديق استثمارية آمنة. على العكس من ذلك، رفض ترامب الالتزام بهذا التقليد منذ ولايته الأولى، وأبقى على ثروته ضمن سيطرته المباشرة عبر أبنائه. وتقدر ثروة ترامب بنحو 6.4 مليارات دولار، وفق مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. وتتوزع أصوله بين العقارات الفاخرة مثل منتجع مارالاغو في فلوريدا، وحصص في شركات إعلامية مثل شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، إضافة إلى استثمارات متزايدة في العملات المشفرة التي عززت ثروته بمئات الملايين خلال العامين الأخيرين. ويعكس اختيار ترامب التركيز على السندات سعيه إلى الاستثمار في أداة مالية أكثر أماناً نسبياً مقارنة بالأسهم، إذ تمنحه دخلاً ثابتاً، وتقلل من المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق. غير أن شراءه سندات لشركات كبرى مثل كوالكوم وميتا وتي-موبايل، وهي شركات على تماس مباشر بالسياسات الفيدرالية، أثار مخاوف من احتمال استفادته شخصياً من القرارات التي يتخذها بصفته رئيساً، ما يضاعف الجدل حول تضارب المصالح. (رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store