
فقاعة التكنولوجيا: مخاوف من الرهان المبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي
ناسداك
78%، فأفلست آلاف الشركات، وتكبد صغار المستثمرين خسائر واسعة، ولفظت السوق مليارات الدولارات من الاستثمارات الخائبة.
اليوم، يقارن خبراء السوق ما بين نمط تشكل
فقاعة الدوت كوم
وصعود أسهم التكنولوجيا المدعومة بالاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. فقد ارتفع مؤشر ناسداك 100، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة تقارب 40% منذ هبوطه في أوائل إبريل/نيسان، والذي حفزته الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب (وفق رصد بلومبيرغ). وهذا ما يعتبره المستثمرون صعوداً عنيفاً وسريعاً قد يقابله الانهيار. وعززت هذه التوقعات عمليات البيع المكثفة التي شهدتها أسهم التكنولوجيا العملاقة في وول ستريت الثلاثاء، بقيادة أسهم
إنفيديا
التي فقدت 3.5% من سعرها. ورغم الهدوء الذي سيطر على التداولات الأربعاء، وصعود إنفيديا 0.03% حتى ظهر الأربعاء، لا تزال المخاوف تتحكم في السوق.
ويعتقد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن المليارات من الدولارات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي الآن يمكن أن تخلق فقاعة مماثلة لانهيار الدوت كوم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويسأل "هل نحن في مرحلةٍ يُفرط فيها المستثمرون عمومًا في حماسهم للذكاء الاصطناعي؟ في رأيي، نعم"، هذا ما قاله ألتمان في حفل عشاءٍ أقيم مؤخرًا، وفقًا لموقع "ذا فيرج". وتُظهر البيانات أن شركات التكنولوجيا الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أصبحت الآن محورًا للتمويل أكثر من أي وقت مضى.
ملامح تشكّل فقاعة التكنولوجيا
ووفقًا لموقع "باتش بوك"، جمعت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة 104.3 مليارات دولار في الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2025، وهو ما يُقارب إجمالي المبلغ الذي جمعته جميع الشركات الناشئة في عام 2024. وما يقرب من ثلثي دولارات تمويل المشاريع الأميركية ذهبت إلى شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة هذا العام، وهي نسبة أعلى من 49% من إجمالي التمويل العام الماضي. ثم إن الإنفاق الرأسمالي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضخم للغاية لدرجة أن شركة رينيسانس ماكرو ريسيرش تقول إنه ساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة هذا العام أكثر من إنفاق المستهلكين.
وأشار ألتمان إلى أن تقييمات الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وصلت الآن إلى مستويات "مجنونة"، حيث تجمع الشركات الناشئة مئات الملايين من الدولارات بمجرد فكرة، مما يشير إلى فقاعة، بحسب سي أن بي سي. وكان سبب انهيار فقاعة الإنترنت هو المبالغة في تقييم المستثمرين لشركات التكنولوجيا القائمة على الإنترنت، والتي افتقرت إلى نماذج أعمال مستدامة، وحققت أرباحًا ضئيلة أو معدومة، وهو مشابه لما يحدث اليوم في شركات التكنولوجيا.
أعمال وشركات
التحديثات الحية
عمالقة التكنولوجيا الخمسة يحصدون أرباحاً تفوق التوقعات رغم الرسوم
تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة أبولو غلوبال مانجمنت، كتب في مذكرة للعملاء يوم الاثنين عن مخاوفه من بدء تشكل فقاعة التكنولوجيا. وكان سلوك قد أشار منذ أيام إلى أن فقاعة الذكاء الاصطناعي الحالية بدأت تبدو أسوأ من ظروف السوق التي أدت إلى انفجار شركات الإنترنت في أواخر تسعينيات القرن العشرين.
وفي مذكرة تم تداولها على نطاق واسع، دقّ سلوك ناقوس الخطر بشأن جنون السوق الواضح، الذي تقوده شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في صناعة الذكاء الاصطناعي. وبحسب وزن المؤشر، فإن شركة إنفيديا، المُصنّعة لشرائح الذكاء الاصطناعي، تتصدر المجموعة في مؤشر S&P 500، تليها مايكروسوفت، آبل، أمازون، ميتا، وألفابيت، والتي قامت جميعها باستثمارات بمليارات الدولارات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، لا تزال الأرباح أقل بكثير من الإنفاق الفلكي على بناء البنية الأساسية، حيث أظهر بعض قادة التكنولوجيا بالفعل علامات مبكرة على التردد، نظراً إلى التفاوت الهائل بين نسبة سعر السهم إلى الأرباح.
وفقًا لمذكرة بحثية صادرة عن شركة S&P Global في يونيو/حزيران ونشرها موقع "فيوتشريزم"، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي بوتيرة سريعة، ليصل إلى إيرادات إجمالية قدرها 85 مليار دولار بحلول عام 2029. ومع ذلك، عندما تفكر فإن هذا المبلغ لا يزيد إلا قليلاً عن أكثر من 60 مليار دولار ستنفقها ميتا على النفقات الرأسمالية هذا العام وحده.
الفارق بين الإنفاق والربح
ومنذ يومين كتب بيل بونر، مؤسس شركة أغورا فاينانشال، أن شركات إنفيديا، ومايكروسوفت، وألفابت، وآبل، وميتا، وتيسلا، وأمازون، تُشكل مجتمعةً ثلث إجمالي قيمة سوق الأسهم الأميركية، وهو مبلغ يُعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي للصين. يكمن جزء من جاذبية هذه الأسهم في الاعتقاد السائد بأنها تستفيد من تقنية الذكاء الاصطناعي.
وهذا بالطبع عامل الجذب الرئيسي في حالة إنفيديا. لكن الشركات الأخرى تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي أيضًا. في عامي 2024 و2025، تضخ ميتا وأمازون ومايكروسوفت وغوغل وتسلا أكثر من نصف تريليون دولار في الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تبلغ إيرادات هذه الاستثمارات حوالي 35 مليار دولار. على سبيل المثال، استثمرت أمازون أكثر من 100 مليار دولار، مما يُعتقد أنه سيُدرّ إيرادات إضافية قدرها 5 مليارات دولار. واعتبر أن هذه الأرقام ليست مثيرة للإعجاب.
وكما حدث في طفرة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، لا يُؤتي الذكاء الاصطناعي ثماره.
أسواق
التحديثات الحية
إنفيديا ومايكروسوفت تقودان صعود أسهم التكنولوجيا في وول ستريت
تُضَخ استثمارات ضخمة على أمل بناء ثروة قائمة على الذكاء الاصطناعي، لكن حتى الآن، لا ترقى النتائج إلى المستوى المطلوب. وحذّر مايكل هارتنت، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك أوف أميركا، من تشكّل فقاعة في الأصول الخطرة منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتوقع انخفاض الأسهم الأميركية بعد انتهاء ندوة جاكسون هول التي ينظمها الاحتياطي الفيدرالي اليوم الخميس وتمتد حتى السبت، فيما يلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة شديدة الحساسية يوم الجمعة، بالتزامن مع الرسوم الجمركية الأميركية التي تهز اقتصادات العالم والولايات المتحدة في آن، وفي خضم حرب يخوضها الرئيس دونالد ترامب ضد باول وصلت إلى نعته بـ"الغبي"، ويترقب المستثمرون كلمة باول للحصول على بعض الأدلة حول اتجاهات الفيدرالي في تحديد مصير الفائدة الأميركية في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي مايو/ أيار الماضي حذر أستاذ الاقتصاد والحائز جائزة نوبل بول رومر من أن الثقة المفرطة في الذكاء الاصطناعي تهدد بتكرار أخطاء فقاعة العملات المشفرة التي حدثت قبل عامين فقط. قال رومر لقناة بلومبيرغ التلفزيونية: "في الوقت الحالي، ثمة ثقة مفرطة في مستقبل الذكاء الاصطناعي. عندما يتنبأ الناس بهذا الأمر، أعتقد أنهم معرضون لخطر ارتكاب خطأ فادح".
العبرة الرئيسية من وجهة نظر رومر هي مثال المركبات ذاتية القيادة. شركات مثل تسلا وعدت لسنوات بسيارات ذاتية القيادة بالكامل، لكن أنظمة التشغيل الآلي لديها لا تزال تعاني مشكلات في الموثوقية وحالات استثنائية تحول دون تحقيق هذا الوعد. واعتبر أنه بعد عامين من الآن، من المرجح أن ينظر الناس إلى اللحظة الراهنة ويقولوا: "لقد كانت فقاعة بالفعل، لقد بالغنا في تقدير اتجاهها". ولفت إلى الضجيج حول الذكاء الاصطناعي الذي عزز أسهم إنفيديا بأكثر من ستة أضعاف منذ بداية العام الماضي، حيث تقدر قيمة الشركة بنحو 2.8 تريليون دولار. ووصف الحائز جائزة نوبل الأمر بأنه "ضجة فقاعة نموذجية" وتوقع أن يتباطأ تقدم الذكاء الاصطناعي بحدّة.
لكن في المقابل، توجد آراء تدافع عن دورة الصعود التكنولوجية، فقد قال بنك غولدمان ساكس إن أسهم التكنولوجيا ليست في فقاعة ناجمة عن الذكاء الاصطناعي، ولا تزال هناك فرص استثمارية جذابة في القطاع. وكتب فريق غولدمان ساكس: "أن تقييمات شركات التكنولوجيا المهيمنة اليوم أقل تطرفاً بكثير من تقييمات فقاعة الدوت كوم، وأن أساسيات قطاع التكنولوجيا اليوم أقوى بكثير أيضاً". كذا، اعتبر بنك "سيتي"، في مذكرة استراتيجية الأسهم الأميركية التي نشرها في مايو الماضي، أن هذه ليست فقاعة، وأن بعض مقاييس التقييم مقنعة، ومن ثم ينبغي الاستفادة من تمكين الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
تراجع أسهم التكنولوجيا يربح المضاربين أكثر من 5 مليارات دولار
حقق المضاربون على انخفاض الأسهم مكاسب ضخمة تجاوزت 5 مليارات دولار من رهاناتهم ضد بعض من أبرز أسهم الذكاء الاصطناعي ، مع تراجع الأسواق هذا الأسبوع وابتعاد المستثمرين عن بعض من أكثر صفقات التكنولوجيا سخونة هذا العام، بحسب ما أورده موقع ياهو فاينانس، اليوم الخميس. تراجع مؤشرات التكنولوجيا أمس الأربعاء، تعثرت أسهم التكنولوجيا لليوم الثاني على التوالي، حيث قاد مؤشر ناسداك المركب (^IXIC) المثقل بأسهم التكنولوجيا التراجعات في المؤشرات الرئيسية بانخفاض نسبته 0.7%، وسط مخاوف بشأن استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي. وقد خسر ناسداك ما نسبته 1.5%. وبحسب بيانات شركة S3 Partners، حقق المضاربون على الانخفاض أرباحاً بلغت 5.6 مليارات دولار من مراكزهم ضد سلة من الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال جلستي التداول الماضيتين. تحذيرات من فقاعة محتملة في تصريحات لموقع "ذا فيرج" يوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي لشركة "أوين إيه آي" سام ألتمان، إنّ الذكاء الاصطناعي هو أهم شيء يحدث منذ وقت طويل جداً، لكنه أشار إلى احتمال وجود فقاعة مشابهة لفقاعة الإنترنت مطلع الألفية التي قضت على أكثر من 80% من قيمة مؤشر ناسداك عند انفجارها. وفي وقت سابق من الأسبوع، نشر باحثون في مشروع MIT's Project NANDA تقريراً أظهر أنّ 95% من الشركات التي شملتها الدراسة لا تحقق أي عائد من الذكاء الاصطناعي، وقد نشرت مجلة "فورتشن" تفاصيل التقرير أولاً يوم الاثنين. خسائر بين أسهم "السبعة الرائعة" من بين أسهم "السبعة الرائعة" لشركات التكنولوجيا الكبرى، تكبدت ميتا (META) الخسارة الأكبر حيث هبط سهمها بنسبة 4% خلال الجلسات الخمس الماضية. وتراجعت أسهم إنفيديا (NVDA) بنسبة 3.8%، بينما فقدت أسهم مايكروسوفت (MSFT) وآبل (AAPL) نحو3% لكل منهما، وانخفضت أسهم غوغل (GOOGLE) بنسبة 1%. وقد جنت الرهانات القصيرة على هذه الشركات الخمس أكثر من 2.8 مليار دولار للمستثمرين خلال اليومين الماضيين. خسائر أوسع خارج الشركات العملاقة خارج هذه الشركات الكبرى، كانت الخسائر أشد: تراجعت أسهم أدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) بأكثر من 10% خلال الجلسات الخمس الماضية. انخفضت أسهم بروادكوم (AVGO) ومايكرون (MU) بأكثر من 5%. هبطت أسهم كورويف (CRWV)، شركة مراكز البيانات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بنسبة 24% خلال الفترة نفسها. اقتصاد دولي التحديثات الحية فقاعة التكنولوجيا: مخاوف من الرهان المبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي ميتا تحت الضغط رغم أنّ شركة ميتا كثفت استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، إذ أنفقت مليارات الدولارات على الاستحواذات ومنحت رواتب ضخمة للباحثين في مختبراتها Meta Superintelligence Labs، لكن الضغوط مستمرة. فقد ضخ المستثمرون 4.7 مليارات دولار في مراكز بيع على المكشوف ضد أسهمها في الأيام السبعة الماضية، بحسب "ياهو فاينانس"، مع تقارير تشير إلى خطط الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام لتقليص قسم الذكاء الاصطناعي لديها. هذه الرهانات وحدها حققت للمستثمرين أكثر من 1.1 مليار دولار في يومين فقط.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
انتعاش صادرات الساعات السويسرية في يوليو قبل فرض الرسوم الجمركية الأميركية
عادت صادرات الساعات السويسرية إلى النمو في يوليو/تموز بعد انخفاض حاد في الشهر السابق، إذ سارعت الشركات إلى تعزيز مخزونها في السوق الأميركية تحسباً لزيادة الرسوم الجمركية . وذكر اتحاد صناعة الساعات السويسرية في بيان له، اليوم الخميس، أن الصادرات ارتفعت بنسبة 6.9% مقارنة بالعام الماضي. إلا أنه باستثناء تأثير السوق الأميركية، كانت الصادرات ستتراجع بنسبة 0.9%، ما يعكس استمرار حالة الركود في القطاع. كما سجلت الشحنات إلى اليابان انخفاضاً ملحوظاً، بينما واصلت سوق الصين تراجعها، بحسب "بلومبيرغ". الرسوم الجمركية تضغط على الساعات السويسرية جاء هذا الانتعاش المؤقت في صادرات الساعات السويسرية وسط ضغوط مكثفة من المسؤولين السويسريين، في ظل استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة ضمن استراتيجيته لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة. وتشكل الضريبة البالغة 39% — وهي أعلى من تلك المفروضة على الاتحاد الأوروبي وغيره من الاقتصادات المتقدمة — تهديداً لمبيعات شركات صناعة الساعات الكبرى مثل مجموعة سواتش إيه جي وريتشيمونت. وبحسب "بلومبيرغ"، تسعى الحكومة السويسرية إلى التفاوض لخفض هذه الرسوم، وقدمت بالفعل عرضاً جديداً للولايات المتحدة. ووفقاً لتقديرات خبراء اقتصاد في بنك "يو بي إس"، من بينهم ماكسيم بوتيرون، قد يؤدي استمرار التعرفة الجمركية عند 39% إلى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي السويسري بما يصل إلى 0.4 نقطة مئوية خلال أربعة فصول. من جانبه، قال جان فيليب بيرتشي، المحلل في شركة فونتوبل، في مذكرة بحثية: "لا تزال بيانات صادرات الساعات السويسرية مرتبطة بشكل كبير بالسوق الأميركية، حيث واصلت العلامات التجارية تحميل الشحنات مسبقاً قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب". وأضاف أن تزايد ما يُعرف بـ"الإرهاق من السلع الفاخرة"، إلى جانب تراجع الرضا عن مشتريات هذه السلع وضعف ثقة المستهلكين، يساهم في رسم توقعات أقل تفاؤلاً لمستقبل القطاع. أداء الفئات السعرية بحسب بيانات الاتحاد، حققت الساعات الأغلى ثمناً الأداء الأفضل، إذ ارتفعت صادرات المنتجات التي يزيد سعرها عن ثلاثة آلاف فرنك سويسري (3721 دولاراً أميركياً) بنسبة 9.4%. كما صعدت صادرات الساعات التي يراوح سعرها بين 200 و500 فرنك بنسبة 7.3%. في المقابل، تراجعت صادرات الساعات منخفضة السعر، أي التي يقل سعرها عن 200 فرنك سويسري. اقتصاد دولي التحديثات الحية سويسرا تخشى "السيناريو الكارثي" لتجارتها مع وشنطن ولن ترد على الرسوم تُعتبر صناعة الساعات واحدة من أبرز ركائز الاقتصاد السويسري، إذ تمثل نحو 10% من إجمالي الصادرات السويسرية وتعد من أهم القطاعات المرتبطة بالهوية الوطنية للبلاد. كما تشغل الصناعة آلاف العمال وتلعب دوراً رئيسياً في تعزيز مكانة سويسرا بصفتها رمزاً للجودة والفخامة عالمياً. إلا أن القطاع يظل حساساً للتقلبات في الطلب العالمي، خصوصاً في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين. يعكس نمو صادرات الساعات السويسرية في يوليو/تموز محاولة الشركات الاستفادة من الفرص المتاحة قبل دخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، إلا أن استمرار هذه الرسوم المرتفعة قد يضع الصناعة أمام تحديات هيكلية في الأشهر المقبلة. وبينما تراهن الشركات على الأسواق الفاخرة لتعويض التباطؤ في الطلب، يبقى مستقبل القطاع مرهوناً بقدرة سويسرا على التوصل إلى تفاهمات تجارية مع واشنطن والحفاظ على موقعها الريادي في سوق السلع الفاخرة عالمياً.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
تايوان ستزيد ميزانية الدفاع بقوة وسط ضغط أميركي
تعتزم تايوان زيادة الإنفاق الدفاعي بأكثر من 20% العام المقبل ليتجاوز 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع استثمار مليارات إضافية للحصول على عتاد جديد لمواجهة الصين بشكل أفضل وإقناع الولايات المتحدة بأنها تأخذ دعوات تعزيز جيشها على محمل الجد. تأتي هذه الخطوة في وقت كثفت فيه الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، ضغوطاً عسكرية وسياسية على مدى السنوات الخمس الماضية لتأكيد مطالباتها بالسيادة على الجزيرة، وهو ما ترفضه تايبه بشدة. وتتعرض تايوان لضغوط أيضاً بسبب دعوات من واشنطن لزيادة إنفاقها الدفاعي بما يتشابه مع الضغوط الأميركية على أوروبا. وسبق أن توعّد الجيش الصيني بـ"تضييق الخناق" على تايوان في حال تصاعد النزعة الاستقلالية في الجزيرة، محذراً المؤيدين لذلك بضرورة التراجع عن "حافة الهاوية". ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم الجيش وو تشيان قوله "كلما تفشّى انفصاليو استقلال تايوان، ضاق الخناق حول أعناقهم، وزاد حد السيف المسلط فوق رؤوسهم"، وأكد أن الجيش "هو قوة تحرك في مواجهة الانفصال ولتعزيز إعادة التوحيد"، على حد تعبيره. تقارير دولية التحديثات الحية الصين لا تعوّل على الحلفاء في أي صراع محتمل حول تايوان وقال الرئيس التايواني لاي تشينغ ته، هذا الشهر، إنه يرغب في زيادة الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، فيما صرّح رئيس الوزراء التايواني تشو جونغ تاي للصحافيين بأنّ الإنفاق الدفاعي لعام 2026 سيصل إلى 949.5 مليار دولار تايواني (31.27 مليار دولار أميركي). وأظهرت بيانات حكومية أنّ هذا المبلغ، الذي يمثل 3.32% من الناتج المحلي الإجمالي، يتجاوز عتبة 3% لأول مرة منذ 2009. وقال تشو، اليوم الخميس: "هذا دليل ملموس آخر للعالم ولشعبنا على تصميمنا وقدرتنا على حماية السيادة الوطنية والأمن والحفاظ على الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والوفاء بمسؤولياتنا المشتركة تجاه العالم". وأضاف أنّ تايوان تتبع "نموذج حلف شمال الأطلسي" من خلال إدراج الإنفاق على خفر السواحل وقدامى المحاربين في إجمالي الإنفاق الدفاعي. وقال رئيس مكتب مراقب وزارة الدفاع للصحافيين إن ذلك يمثل ارتفاعاً بنسبة 22.9% عن هذا العام. (رويترز، العربي الجديد)