logo
"الهاكر الأخلاقي" في 2025.. بطل الظل في معركة الأمن السيبراني

"الهاكر الأخلاقي" في 2025.. بطل الظل في معركة الأمن السيبراني

الجزيرة١١-٠٧-٢٠٢٥
في عالم أصبحت فيه الأنظمة الرقمية أكثر تعقيدًا وتشابكًا، تبرز مسألة الأمن السيبراني كأحد أعقد التحديات التي تواجه الأفراد والمؤسسات وحتى الدول.
ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في شتى مناحي الحياة، لم تعد الهجمات الإلكترونية مجرد تهديدات عشوائية، بل تطورت إلى هجمات ذكية قادرة على التكيف، والتعلم، والتخفي داخل البُنى الرقمية لأشهرٍ وربّما لسنوات.
في خضم هذا المشهد المتغير، يظهر "الاختراق الأخلاقي" (Ethical Hacking) كخط الدفاع الذكي والأكثر واقعية، فهو لا يمنع الاختراق فحسب، بل يعمل على محاكاته بدقة بهدف كشف الثغرات قبل أن يستغلها المهاجمون.
ومع صعود الذكاء الاصطناعي ، أصبح هذا النوع من الاختراق أكثر تطورا، إذ بات المخترقون الأخلاقيون يستخدمون الأدوات ذاتها التي يعتمدها القراصنة الخبيثون، ولكن لهدف نبيل: حماية البيانات، وكشف نقاط الضعف، وبناء أنظمة أكثر أمنا.
ما هو "الاختراق الأخلاقي"؟
قد يبدو "الاختراق الأخلاقي" مصطلحا متناقضا، لكنه في الواقع أداة حيوية في الأمن السيبراني للمؤسسات. يُعرف المخترق الأخلاقي، أو ما يطلق عليه أيضا "القبعة البيضاء"، بأنه محترف أمني تُوكل إليه مهمة محاكاة أساليب القراصنة الخبيثين، بهدف اكتشاف الثغرات في أنظمة المؤسسات الدفاعية. وعند العثور على تلك الثغرات، يمنح المؤسسة فرصة لمعالجتها قبل أن يستغلها مجرم إلكتروني حقيقي.
في جوهره، يحاول المخترق الأخلاقي التسلل إلى أنظمة المؤسسة بموافقة مُسبقة، بهدف الوصول إلى موارد أو بيانات بطرق غير مصرّح بها، لكنه بدافع نبيل لا يستغل الثغرات، بل يبلّغ عنها لاتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
وفي ظل تزايد الهجمات السيبرانية عالميا، يتزايد الاعتماد على هؤلاء المتخصصين، إذ تلجأ إليهم كبرى شركات التكنولوجيا، مثل "غوغل"، التي يمتلك فريقها المعروف باسم "الفريق الأحمر" مهمة محاكاة الهجمات الإلكترونية، واختبار فعالية الدفاعات، وتطوير حلول واقعية بناء على نتائج هذه المحاكاة.
الوجهان المتضادان للاختراق.. الهجوم مقابل الدفاع
وبينما يواصل المخترقون الأخلاقيون تعزيز خطوط الدفاع السيبراني، تتسارع في المقابل وتيرة الهجمات الخبيثة، فقد كشف تقرير حديث صادر عن شركة "تشيك بوينت سوفتوير" (Check Point Software)، أن عدد الهجمات السيبرانية على مستوى العالم ارتفع بنسبة مقلقة بلغت 44% خلال العام الماضي.
ولا تقتصر هذه الهجمات على أفراد أو شركات، بل تنفذها جهات معقدة، من عصابات برامج الفدية إلى كيانات مدعومة من دول، تستخدم تقنيات متطورة لاختراق الأنظمة وسرقة البيانات أو زرع البرمجيات الخبيثة، محدثة أضرارا جسيمة مادية أو معنوية (من حيث السمعة).
في المقابل، يتسلّح المخترقون الأخلاقيّون بالمعرفة ذاتها، لكن بنوايا معاكسة. فبفضل قدراتهم على تقمص عقلية المهاجم، يستطيعون اكتشاف نقاط الضعف التي لا تكتشف عبر الفحوص التقليدية، مما يجعلهم عنصرا محوريا في أي استراتيجية أمنية متقدمة.
لماذا نحتاج إلى "الاختراق الأخلاقي" في 2025؟
لم تعد الحاجة إلى "الاختراق الأخلاقي" مجرد خيار استراتيجي، بل أصبحت ضرورة تفرضها طبيعة العصر الرقمي المتسارع، ففي عام 2023 برزت هذه الأهمية بوضوح نتيجة الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، إلى جانب التطور السريع في أساليب التهديدات السيبرانية.
وفي ظل استمرار القراصنة ومجرمي الإنترنت في تطوير تقنيات جديدة لاستغلال الثغرات الأمنية، سواء بهدف الوصول غير المشروع إلى المعلومات الحساسة، أو تعطيل الخدمات، أو ارتكاب جرائم مالية، برز دور المخترقين الأخلاقيين كخط دفاع استباقي، إذ يعملون على تحديد هذه الثغرات ومعالجتها قبل أن تستغلها جهات خبيثة.
ومع انتشار التخزين السحابي، والأجهزة المتصلة بالإنترنت، والخدمات الرقمية، أصبحت معلومات الأفراد والمؤسسات أكثر عرضة للهجمات السيبرانية. ولذلك، يُجري المخترقون الأخلاقيّون تقييمات أمنية شاملة، واختبارات اختراق دقيقة لتحديد نقاط الضعف، مما يمكن المؤسسات من تعزيز دفاعاتها بشكل فعّال.
وعلى مستوى البنية التحتية، يلعب "الاختراق الأخلاقي" دورا محوريا في ضمان سلامة القطاعات الحيوية، مثل شبكات الطاقة، ووسائل النقل، والمؤسسات المالية، والأنظمة الصحية، التي باتت مترابطة بشكل متزايد، مما يجعلها أهدافا مغرية للهجمات. ومن خلال محاكاة التهديدات الواقعية، يتمكن المخترقون الأخلاقيّون من كشف الثغرات والمساهمة في تطوير إجراءات وقائية تمنع الكوارث.
إضافة إلى ذلك، يسهم "الاختراق الأخلاقي" في تعزيز الثقة بالفضاء الرقمي، فالأفراد والمؤسسات يصبحون أكثر استعدادا للمشاركة في الأنشطة الإلكترونية عندما يشعرون بالأمان. ويعود ذلك إلى الجهود المتواصلة للمخترقين الأخلاقيين، الذين يعملون على الكشف عن الثغرات والتعاون مع المطورين ومسؤولي الأنظمة لإصلاحها، مما يضمن صمود الأنظمة في وجه الهجمات المعقدة.
وباختصار، في عام 2025، لا يمكن ضمان أمن المعلومات، أو حماية البنية التحتية، أو تعزيز الثقة الرقمية دون وجود اختراق أخلاقي متقدم وفعال.
وراء الكواليس.. ماذا يفعل المخترق الأخلاقي؟
يُعدّ المخترق الأخلاقي خبيرا في مجال الأمن السيبراني، يستخدم مهاراته ومعرفته لتحديد الثغرات ونقاط الضعف في أنظمة الحاسوب، والشبكات، والبرمجيات.
وفيما يلي أبرز المهام والمسؤوليات التي يضطلع بها المخترق الأخلاقي:
تحديد الثغرات الأمنية، إذ يعمل على البحث الاستباقي عن الثغرات في الأنظمة والشبكات والتطبيقات، مستعينا بأدوات وتقنيات اختراق أخلاقية لمحاكاة الهجمات الحقيقية وكشف مواطن الضعف المحتملة.
اختبار الاختراق (Penetration Testing)، إذ يجري اختبارات تهدف إلى تقييم مستوى الأمان، من خلال استغلال الثغرات بشكل مراقب، مما يسمح بقياس فعالية التدابير الأمنية الحالية.
تقييم الثغرات (Vulnerability Assessment)، فبالإضافة إلى اختبارات الاختراق، يجري تقييما شاملا لاكتشاف برمجيات غير محدثة، أو إعدادات خاطئة، أو كلمات مرور ضعيفة، لمساعدة المؤسسات على معالجة هذه الثغرات قبل استغلالها.
التدقيق الأمني (Security Auditing)، إذ يراجع السياسات والممارسات الأمنية المعتمدة في المؤسسة، ويتحقق من مدى توافقها مع المعايير التنظيمية وأفضل الممارسات، ثم يقدم توصيات لتحسين الوضع الأمني العام.
تدريب التوعية الأمنية، إذ يسهم في رفع وعي الموظفين تجاه التهديدات السيبرانية من خلال تنظيم دورات تدريبية وحملات توعوية، تركز على مخاطر مثل التصيّد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية والبرمجيات الخبيثة.
الاستجابة للحوادث، إذ في حال حدوث خرق أمني، يشارك المخترق الأخلاقي في جهود الاستجابة، حيث يجري تحقيقا لتحديد نطاق الحادث، ويساهم في تأمين الأنظمة المتأثرة ومنع تكرار الهجوم.البحث والتطوير في الأمن السيبراني، إذ يواكب أحدث الاتجاهات في تقنيات وأساليب الاختراق، ويبحث باستمرار في التهديدات المستجدة لتطوير حلول مبتكرة وفعالة لمواجهتها.
التقارير والتوثيق، إذ يوثق نتائج عمله بدقة، بما يشمل الثغرات المكتشفة، والأدوات المستخدمة، والتوصيات المقدمة، لمساعدة المؤسسات على فهم نقاط الضعف واتخاذ الإجراءات المناسبة.الالتزام بالأخلاقيات، إذ يلتزم بميثاق أخلاقي صارم، يضمن قانونية وسرية جميع الأنشطة التي يقوم بها، ولا ينفذ أي اختبار دون إذن رسمي، حرصا على خصوصية المؤسسة وسلامة بياناتها.
كيف تصبح مخترقا أخلاقيا محترفا؟
في عصر التعلم الرقمي، كثيرا ما يُطرح هذا السؤال: هل يمكن تعلم "الاختراق الأخلاقي" بشكل ذاتي؟ الجواب هو نعم، فالمخترق الأخلاقي يستخدم مهاراته في مجال الحاسوب لحماية وتأمين الأنظمة الرقمية ضد التهديدات، وإذا كنت ترغب في خوض مسيرة مهنية ناجحة في مجال "الاختراق الأخلاقي"، فعليك أن تعرف أن هذه المهنة تعتمد على امتلاك مجموعة من المهارات والمعارف اللازمة لتحديد الثغرات الأمنية في الأنظمة الرقمية ومعالجتها بطريقة قانونية وأخلاقية.
تنقسم هذه المهارات إلى نوعين أساسيين: المهارات التقنية، والمهارات الشخصية، وهما ضروريتان للنجاح في هذا المجال.
1- الشبكات (Networking): فهم بنية الشبكات أمر جوهري، بما يشمل عناوين "آي بي" (IP)، وبروتوكولات "تي سي بي/ آي بي" (TCP/IP)، وأجهزة التوجيه (Routers) والمحولات (Switches) والجُدران النارية (Firewalls).ويجب أن يكون المخترق الأخلاقي قادرا على تحليل حركة مرور البيانات واكتشاف نقاط الدخول المحتملة.
2- البرمجة (Programming): إتقان لغات مثل "جافا" (Java)، و"سي بلس بلس" (++C) و"بايثون" (Python)، أو لغات السكريبت مثل "باور شال" (PowerShell)؛ أمر مهم لتطوير أدوات مخصصة، أو تنفيذ عمليات استغلال الثغرات، أو أتمتة اختبارات الأمان.
3- التشفير (Cryptography): معرفة خوارزميات التشفير، والبروتوكولات الآمنة، والتوقيعات الرقمية؛ ضرورية لفهم كيفية حماية البيانات، ورصد الثغرات في تقنيات التشفير.
4- تقييم الثغرات واختبار الاختراق (Vulnerability Assessment and Penetration Testing-VAPT): يجب على المخترق الأخلاقي أن يجيد تنفيذ اختبارات الاختراق وتحليل نتائجها، لتحديد نقاط الضعف ووضع التوصيات المناسبة لمعالجتها.
5- أمن الشبكات اللاسلكية (Wireless Security): من المهم جدا أن يكون المخترق الأخلاقي ملمًّا بالبروتوكولات مثل "دبليو بي أي" (WPA) و"دبليو بي أي 2″ (WPA2)، وأن يفهم كيفية تحليل الحُزم وتأمين الشبكات اللاسلكية ضد الاختراقات.
6- الاستجابة للحوادث والطب الشرعي الرقمي (Incident Response and Forensics): يتعين على المخترق الأخلاقي معرفة أساسيات تحليل السجلات، وحفظ الأدلة، والتحقيق في الحوادث الأمنية لتحديد جذورها ومنع تكرارها.
المهارات الشخصية المطلوبة 1- حل المشكلات: القدرة على تحليل الأنظمة، واكتشاف الثغرات، وتصميم حلول إبداعية يجعل من الهاكر الأخلاقي محققا رقميّا ماهرا.
2- التفكير النقدي: يساعد التفكير النقدي في تقييم المخاطر، وتحديد الأولويات، واتخاذ قرارات مدروسة عند التعامل مع التهديدات المحتملة.
3- الفضول: روح الفضول تدفع الهاكر الأخلاقي لمواكبة التطورات التقنية، والتعرف على أساليب الهجوم الجديدة، وتعلم الأدوات الحديثة باستمرار.
4- العقلية الأخلاقية: يمتلك الهاكر الأخلاقي إحساسا عاليا بالمسؤولية، ويستخدم مهاراته لخدمة الصالح العام، مع الالتزام بالقانون واحترام الخصوصية.
5- مهارات التواصل: القدرة على تبسيط المفاهيم التقنية وتقديم التوصيات بوضوح إلى الفرق الفنية أو الإدارية أمرٌ بالغ الأهمية لتطبيق الحلول الأمنية بنجاح.
6- القدرة على التكيف: نظرا لطبيعة المجال المتغيرة، فإن مواكبة المستجدات والتكيف مع الأدوات والتهديدات الجديدة شرط أساسي للبقاء في الصدارة.
باختصار، لكي تصبح مخترقا أخلاقيّا، لا يتطلب الأمر فقط إتقان الأدوات التقنية، بل يحتاج أيضا إلى تبني عقلية فضولية ومسؤولة ومتكاملة.. إنها رحلة مستمرة من التعلم والتطور، تبدأ من الأساسيات ولا تنتهي أبدا.
أفضل عشر فرص وظيفية في مجال الاختراق الأخلاقي
إن كنت تتساءل ما الذي ينتظرك بعد تعلم المهارات والحصول على الشهادات، إليك بعض الوظائف البارزة التي يمكنك العمل بها كمحترف في الأمن السيبراني:
إعلان
مختبر اختراق (Penetration Tester): يقوم مختبرُو الاختراق بمحاكاة الهجمات السيبرانية لتحديد نقاط الضعف في أنظمة الحاسوب، والشبكات، والتطبيقات. ويقيمون إجراءات الأمان ويقدمون توصيات للتحسين.
استشاري أمني (Security Consultant): يعمل الاستشاريون الأمنيون مع المؤسسات لتقييم وضعها الأمني، وتطوير استراتيجيات الحماية، وتنفيذ أطر إدارة المخاطر.
محلل أمني (Security Analyst): يراقب المحللون الأمنيون الأنظمة لاكتشاف الخروقات أو الأنشطة المشبوهة، ويطورون استراتيجيات لتعزيز الأمان.
المستجيب للحوادث (Incident Responder): مسؤول عن الاستجابة السريعة للحوادث الأمنية، والتحقيق في الخروقات، والحد من آثارها، وتحسين التدابير المستقبلية.
مهندس أمني (Security Engineer): يصمم وينفذ الأنظمة والشبكات الآمنة، ويطور بروتوكولات الحماية، ويهيئ البُنى التحتية لتكون محصنة ضد التهديدات.
خبير تشفير (Cryptographer): متخصص في تصميم وتنفيذ أنظمة تشفير لحماية البيانات، وضمان خصوصيتها وسلامتها.
مهندس أمان (Security Architect): يقوم بتصميم بنية أمنية شاملة للمؤسسة، تشمل السياسات، والبنية التحتية، والإجراءات الوقائية.
مقيم الثغرات (Vulnerability Assessor): يستخدم أدوات تحليل لاكتشاف الثغرات الأمنية وتقديم حلول لها لإصلاحها قبل أن تستغل من قبل جهات خبيثة.
مدقق أمني (Security Auditor): يراجع السياسات والإجراءات الأمنية ويقيم التزام المؤسسة بالمعايير واللوائح الأمنية.
باحث في الأمن السيبراني (Cybersecurity Researcher): يستكشف التهديدات الحديثة ويطور حلولا مبتكرة للحماية منها، ويساهم في تطوير المعرفة العامة بالمجال.
مستقبل "الاختراق الأخلاقي".. أين يتجه هذا المجال؟
يعد مستقبل الاختراق الأخلاقي واعدا بشكل كبير، مع استمرار نمو الطلب على محترفي هذا المجال. تقف عدة عوامل وراء هذا التوجه المتسارع، أبرزها تزايد تعقيد الهجمات السيبرانية، إذ بات القراصنة يمتلكون مهارات وتقنيات متطورة تمكنهم من استغلال الثغرات بطرق كانت غير ممكنة في السابق. وهذا ما يجعل وجود هاكرز أخلاقيين مهرة ضرورة لا غنى عنها لاكتشاف نقاط الضعف ومعالجتها قبل أن تستغل.
من العوامل الأخرى التي ترفع الحاجة إلى هذا التخصص، تعقيد بنية تكنولوجيا المعلومات الحديثة، فكلما تنوعت وتداخلت الأنظمة، أصبح تأمينها أكثر صعوبة، ما يزيد من أهمية المتخصصين القادرين على تفكيك هذه التعقيدات وتحصينها.
وفيما يلي أبرز المجالات التي يُتوقع أن تشهد طلبا متزايدا على القراصنة الأخلاقيين في المستقبل:
أمن السحابة (Cloud Security): مع انتقال عدد متزايد من الشركات إلى التخزين السحابي وتشغيل تطبيقاتها عبره، تزداد الحاجة إلى مختصين يمكنهم تأمين هذه البيئات الديناميكية من الهجمات المتقدمة.
أمن إنترنت الأشياء (IoT): يتسع نطاق الأجهزة الذكية المتصلة، ما يفتح بابا واسعا أمام التهديدات. الأمر الذي يزيد من الطلب على المخترقين الأخلاقيين لحماية هذه الأجهزة والبنى التحتية التي تدعمها.
الحرب السيبرانية: مع تزايد التوترات الرقمية بين الدول والكيانات، يتوقع أن يرتفع الاعتمادُ على الهاكرز الأخلاقيين لحماية البُنى التحتية الوطنية والدفاع ضد الهجمات المنظمة.
فإن كنت مستعدا لبذل الجهد، فإن مسيرة مهنية في الاختراق الأخلاقي ستكون مثيرة ومؤثرة. ستستخدم مهاراتك لحماية الأفراد والمؤسسات من التهديدات السيبرانية، وستعمل مع أحدث التقنيات، لتصنع فرقًا حقيقيا في عالمٍ يزداد ترابطا رقميّا أكثر من أي وقت مضى.
ومع تزايد التهديدات الرقمية وتطور أدوات الهجوم، يبقى "الاختراق الأخلاقي" حجر الزاوية لأي استراتيجية أمنية فعالة. فالمخترق الأخلاقي لا يواجه القراصنة بالخوف، بل بالمعرفة، ولا يسعى للدمار، بل للحماية.
وفي عام 2025، لن يكون بالإمكان حماية العالم الرقمي إلا بفضل هؤلاء "الجنود المجهولين" خلف الشاشات، حين توجههم الأخلاق، ويقودهم الضمير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد شكاوى عدة.. "أوبن إيه آي" تُحدّث "شات جي بي تي"
بعد شكاوى عدة.. "أوبن إيه آي" تُحدّث "شات جي بي تي"

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

بعد شكاوى عدة.. "أوبن إيه آي" تُحدّث "شات جي بي تي"

تؤكد شركة " أوبن إيه آي" أن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص بها "جي بي تي 5" سيراعي مشاكل الصحة النفسية بشكل أفضل من السابق، كما جاء في تقرير موقع "ذا فيرج" التقني. ويتزامن هذا الإعلان مع تزايد الشكاوى والدراسات التي وجدت أن " شات جي بي تي" الذي يعتمد على نماذج الشركة للذكاء الاصطناعي، يزيد من تأثير الأزمات النفسية وأوهام المرضى بعد الحديث معه. كما أزالت "أوبن إيه آي" تحديثا سابقا في أبريل/نيسان الماضي، لأن "شات جي بي تي" كان يوافق المستخدمين على أي شيء يُطلب منه بما في ذلك الطلبات المؤذية والتي تلمح لوجود مشاكل نفسية. وأشار التقرير لاعتراف الشركة بأن الجيل السابق من النموذج لم يكن قادرا على تمييز المشاكل النفسية وأعراض الذهان، وهو ما تسبب بمضاعفة الأعراض لدى بعض المستخدمين. وتضيف "أوبن إيه آي" مجموعة من التحسينات الجديدة على "شات جي بي تي" لمراعاة الصحة النفسية للمستخدمين، ومن بينها تنبيه يظهر عند استخدام النموذج فترة طويلة. وتتضمن التحسينات الجديدة خاصية تجعل "شات جي بي تي" أقل حدية في المواقف ذات المخاطر المرتفعة والارتباطات الشخصية. وبدلا من تقديم نتيجة واضحة وقاطعة يقوم النموذج بمساعدة المستخدم في الوصول إلى النتيجة التي يرغب بها. ويشير التقرير إلى أن عدد مستخدمي "شات جي بي تي" ارتفع في الآونة الأخيرة ليصل إلى 700 مليون مستخدم أسبوعيا، وهو ما يعزز أهمية النموذج ودوره اليومي في حياة مئات الملايين من المستخدمين. وتؤكد "أوبن إيه آي" أنها عملت مع مجموعة من خبراء الصحة النفسية والأطباء من أجل تحسين النموذج ومراجعة التحسينات الجديدة التي طرأت عليه للتيقن من جودتها وأثرها في المستخدمين.

الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية: كيف نواجه الخطر؟
الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية: كيف نواجه الخطر؟

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية: كيف نواجه الخطر؟

في عالم يتسارع فيه التطور التقني بشكل جنوني، لم تعد الهجمات السيبرانية تدار من قبل مبرمجين يجلسون في الظل، بل أصبحت تقودها عقول إلكترونية لا تنام. هنا، يظهر الذكاء الاصطناعي (AI) كجندي مجهول خارق في ساحة المعركة السيبرانية. فمن خلال الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان صنع خوارزميات هجومية ذكية ذاتية تتعلم وتستكشف وتُهاجم بكفاءة غير مسبوقة ودون توقف. تتحرك بصمت تخترق أو تعيد تشكيل نفسها وتحاول مرة أخرى. ولذلك لم يعد من المنطق الاعتماد على أدوات الحماية التقليدية. بل يجب أن يتم ترقيتها ودعمها بالذكاء الاصطناعي. فهذا خيار لا يعد ترفيها تقنيا أو حتى يمكن تأجيله، بل أصبح ضرورة ملحة لا غنى عنها. فالاعتماد على أنظمة أمن سيبراني تقليدية كمن يخوض معركة بأسلحة قديمة ضد عدو شديد الذكاء يتعلم ويطور أسلحته بشكل مذهل وبسرعة فائقة. إن المنظمات التي لا تُسرّع تبنّي الذكاء الاصطناعي بإستراتيجياتها الأمنية، لا تضع نفسها عرضة للخطر فقط، بل في مرمى الاستهداف مباشرة. كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية؟ من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكن إعادة صياغة الهجمات السيبرانية، وجعلها تعمل بشكل آلي. فيما يلي أبرز الأساليب التي يعتمدها المهاجمون لتسخير الذكاء الاصطناعي في تنفيذ عمليات اختراق عالية الكفاءة: تحليل ثغرات الأنظمة بشكل أسرع: أصبح بالإمكان ومن خلال الذكاء الاصطناعي، مسح الأنظمة لبيئة العمل المستهدفة وتحديد نقاط الضعف والعثور على الثغرات في ثوانٍ، ومن ثم اقتراح الطريقة المثلى للهجوم، مما يقلّص وقت الاكتشاف وتنفيذ الاختراق. أتمتة الهجمات: وهي تنفيذ هجمات ضخمة ومعقدة (مثل هجمات DDoS أو زرع برامج Ransomware) من خلال أنظمة ذكية تدير العملية بشكل آلي وبأوامر معينة معدة مسبقا. وكذلك باستمرار وعلى مدار الساعة. خداع رقمي أكثر ذكاء: لم يعد التصيّد مجرد رسالة عامة مريبة، بل تحول إلى هجوم ذكي يصلك بلُغتك، باهتماماتك، وحتى بصوت يبدو لك مألوفا. خوارزميات الذكاء الاصطناعي تستطيع الآن أن تجمع وتحلل البيانات الشخصية من مواقع التواصل، وتصوغ رسائل تصيّد كُتبت خاصة للضحية وبأدق التفاصيل. التزييف لأغراض احتيالية: باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح بالإمكان عمل مقطع فيديو أو تسجيل صوتي مزيف وبشكل مقنع جدا. على سبيل المثال، يمكن أن يتم تقليد صوت مدير تنفيذي، وهو يطلب تحويل مبلغ مالي عاجل، أو حضور اجتماع افتراضي لخداع الموظفين. أصبح استخدام التزييف أمرا واقعيا، ويستخدم فعليا في عمليات الاحتيال على موظفي الشركات والبنوك. لماذا يعتبر هذا التهديد أكثر تعقيدا وخطورة من أي وقت مضى؟ لأننا لم نعد نتعامل مع شفرات برمجية جامدة أو أدوات هجومية تقليدية، بل مع منظومة هجومية تتعلم وتتطور وتفكر. الذكاء الاصطناعي لا ينفّذ الهجوم فحسب، بل يراقب نتائجه ثم يعدل تكتيكاته في وقت قياسي لتحقيق أقصى تأثير ممكن. ومما يعزز قدرة هذه الأنظمة، أنها تستفيد من الكم الهائل من البيانات المستخرجة من وسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، وسجلات التصفح، والمواقع الإخبارية، وغيرها. بمعنى آخر: نحن لا نواجه برنامجا ضارا، بل خصما يتعلّم ويعيد تطوير نفسه ويغير تكتيكاته، ومن ثم يهاجم من جديد. والأخطر من ذلك، أنه يتعلّم بأسرع ما يمكن، مما لا تستطيع أنظمة الأمن السيبرانية التقليدية مواكبته. كيف يجب أن تكون الاستجابة؟ ولماذا لا تكفي الحلول التقليدية؟ من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها هي عمل تقييم شامل للبنية التحتية الرقمية ومستوى الأمن السيبراني الحالي للمنظمة، والانتقال من أسلوب "رد الفعل" إلى نهج "التوقّع والتحليل والوقاية"، وذلك باتباع عدة خطوات أبرزها ما يلي: اعتماد أدوات دفاع مدعومة بالذكاء الاصطناعي: يجب تحديث منظومة الأمن السيبراني بأدوات أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تمتلك القدرة على تحليل سلوك بيئة العمل، والتعرف على أي نمط غير طبيعي مفاجئ فور حدوثه، وحتى توقعه. يجب ألا نعتمد فقط على قواعد بيانات معدة مسبقا من قبل الشركات المطورة لأنظمة الحماية التقليدية، بل نتعلم من بيئة العمل نفسها، ونطور قدرتها بذاتها ونتخذ قرارات استباقية. يجب أن تعمل هذه الأدوات بسرعة مشابهة أو أسرع من تلك التي يستخدمها القراصنة والمهاجمون. ببساطة، لا يمكن مقاومة هجوم ذكي إلا بدفاع ذكي. بناء فرق أمنية متعددة التخصصات: فرق الأمن السيبراني الحديثة يجب ألا تقتصر على متخصصي الأمن السيبراني فقط، بل يجب أن تضم علماء بيانات ومختصي ذكاء اصطناعي قادرين على بناء منظومة دفاع متطورة ذاتية التكيف، تكتشف وتتعامل مع التهديدات مباشرة. هذا التنوّع هو الذي يصنع الفارق بين كشف الهجوم بعد الواقعة أو أن يتم اكتشافه قبل أن يبدأ. يجب تشكيل فريق مؤهل لبناء منظومة أمنية ذكية قادرة على التنبؤ بالتهديدات قبل وقوعها، واتخاذ إجراءات وقائية تقلل من المخاطر المحتملة، بدلا من الاكتفاء بردّ الفعل بعد الهجوم، وهو ما يكون غالبا أعلى تكلفة وأكثر ضررا. رفع وعي الموظفين، الحماية تبدأ من الداخل: باستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبحت وسائل التصيد تصاغ بإسلوب مقنع ومألوف للضحية وبلغته المحلية. لذلك يجب توعية الموظف نفسه من خلال عمل تدريبات بشكل مختلف. الدورات التعليمية يجب أن تكون أكثر تفاعلية وتتضمن محاكاة لهجمات ذكية. حيث يتم إشراك الموظفين فيها بهجمات وهمية لاستيعاب مدى واقعيتها، وتعلم كيفية التعامل مع مثل تلك الهجمات. التصدي للتزييف العميق (Deepfake): وذلك من خلال الاستعانة بأدوات وبرامج معدة خاصة لاكتشاف التزييف العميق في الوسائط المتعددة من خلال التحليل الرقمي وفحص بيانات الملفات البيومترية. بالإضافة إلى الاعتماد على بروتوكولات تحقق صارمة، وذلك باستخدام عدة وسائل تحقق، حتى لو كان الطلب من مصدر بدا مألوفا وموثوقا. التهديدات السيبرانية اليوم باتت أكثر خطورة من أي وقت مضى. فلقد أصبحت أكثر تعقيدا، وأكثر دهاء وسرعة، مدفوعة بخوارزميات تتطور بصمت وفي كل دقيقة. لكن هذا لا يعني أنها غير قابلة للتعامل معها والتصدي لها، بل هذا يعتمد على مدى سرعة تجاوبنا قبل أن نقع ضحية هجوم سيبراني آخر. فهل سنبقى نعتمد على أدوات أمنية قديمة في معركة تغيّرت فيها كل القواعد؟ القرار عائد لنا… لكن من المؤكد أن الهجوم قد لا ينتظرنا.

خبراء يتوقعون انقراض البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي
خبراء يتوقعون انقراض البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

خبراء يتوقعون انقراض البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي

في خضم سباق عالمي محموم نحو تطوير الذكاء الاصطناعي ، تحذر الأوساط العلمية من أن البشرية قد تجد نفسها إزاء واقع لا رجعة فيه، وأنها تقف الآن على أعتاب تهديد وجودي غير مسبوق قد يؤدي إلى فنائها بالكامل. فما الذي يحدث حين تصبح الآلة أذكى من الإنسان، ولا تعرف حدودا في قدرتها على التخطيط والتعلم والتكاثر الرقمي؟ وما الذي يمكن أن يردع ذكاء فائقا يرى في البشرية مجرد عائق؟ ومن خلال إجابتها عن هذين السؤالين، حاولت صحيفة تايمز البريطانية، في تقرير علمي، تفكيك هذا المستقبل القاتم الذي بات أقرب مما نظن وفق رؤيتها. وتفيد الصحيفة بأنه في وقت تتسارع فيه وتيرة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتتنافس كبرى الشركات التكنولوجية على بلوغ ما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي الفائق"، تتعالى أصوات من داخل المجتمع العلمي محذرة بشكل غير مسبوق من أن البشرية ربما تكون على مشارف فناء محتوم إذا استمر العالم في تجاهل المخاطر الكامنة وراء هذه التكنولوجيا الناشئة. وتنبيها لهذه المخاطر، وقفت مجموعة صغيرة من الناشطين يرتدون قمصانا حمراء كُتب عليها "أوقفوا الذكاء الاصطناعي" -وهو اسم حركتهم الذي استوحوه من قضيتهم- أمام مقر شركة (أوبن إيه آي) في سان فرانسيسكو ، في مشهد وصفته التايمز البريطانية بأنه بدا للوهلة الأولى كأنه احتجاج اعتيادي في مدينة اعتادت على مظاهر التعبير السياسي. لكن خلف هذا التحرك تقبع رؤية سوداوية تشاركهم فيها نخبة من أبرز العلماء والخبراء في العالم، ممن يرون أن استمرار تطوير الذكاء الاصطناعي دون ضوابط قد يقود إلى انقراض البشرية. ووفقا للصحيفة، فإن هذه التحذيرات لا تقتصر على الهواة أو أصحاب النظريات الهامشية، بل تأتي أيضا من شخصيات بحجم جيفري هينتون، الحائز على نوبل في الفيزياء عن أعماله في مجال الذكاء الاصطناعي، ويوشوا بنجيو، الفائز بجائزة تورينغ لعلوم الحاسوب، إلى جانب الرؤساء التنفيذيين لشركات رائدة مثل "أوبن إيه آي"، و "أنثروبيك"، و "غوغل ديب مايند". وقد وقعت كل هذه الشخصيات على رسالة مفتوحة جاء فيها: "إن الحد من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب مخاطر أخرى بحجم المجتمع مثل الجوائح والحروب النووية". السيناريوهات المحتملة للانقراض متنوعة، تبدأ من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي أسلحة بيولوجية ذكية تنشر عدوى صامتة في مدن كبرى حول العالم تصيب معظم الناس دون أعراض واضحة، إلى أنظمة خارقة تفوق البشر قدرة وذكاء، فتراهم مجرد كائنات غير ضرورية في معادلة البقاء وتوضح الصحيفة أن السيناريوهات المحتملة لذلك الانقراض متنوعة، تبدأ من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي أسلحة بيولوجية ذكية تنشر عدوى صامتة في مدن كبرى حول العالم تصيب معظم الناس دون أعراض واضحة، إلى أنظمة خارقة تفوق البشر قدرة وذكاء، فتراهم مجرد كائنات غير ضرورية في معادلة البقاء. وينقل التقرير عن نيت سوريس، المهندس السابق في شركة غوغل ورئيس "معهد أبحاث الذكاء الآلي" ومقره في مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا ، أن احتمالية انقراض الإنسان بسبب الذكاء الاصطناعي تقترب من 95% إذا استمر الحال على ما هو عليه، ويشبّه الوضع بمن يقود سيارة نحو حافة الهاوية بسرعة جنونية دون أن يحاول الضغط على المكابح. سوريس: احتمالية انقراض الإنسان بسبب الذكاء الاصطناعي تقترب من 95% إذا استمر الحال على ما هو عليه، والوضع يشبه من يقود سيارة نحو حافة الهاوية بسرعة جنونية دون أن يحاول الضغط على المكابح. طريق الانقراض إن ما يثير القلق حقا، برأي التايمز، هو أن الذكاء الاصطناعي الذي نعرفه اليوم ما زال "ضيقا"، أي مخصصا لمهام محددة. لكن العلماء يتوقعون أننا نقترب مما يُعرف بــ"الذكاء الاصطناعي العام" "إيه جي آي" (AGI)، وهي المرحلة التي يتساوى فيها مع الذكاء البشري حيث تصبح الأنظمة الذكية قادرة على التفكير المنطقي والتخطيط واتخاذ القرارات عبر مجالات متعددة، دون أن تكون مقيدة بمهمة واحدة. ويتميز الذكاء الاصطناعي العام عن الإنسان بمزايا عديدة، منها أنه لا يحتاج إلى النوم أو الطعام، ولا يقضي سنوات في الفصول الدراسية لاكتساب الخبرة، بل ينقل مهاراته ومعرفته ببساطة إلى الجيل التالي من الذكاءات الاصطناعية، عبر آلية النسخ واللصق. وبعد ذلك، سيصل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الفائق "إيه إس آي" (ASI) ، الذي يتفوق على الإنسان في كل المجالات -من الطب إلى الفيزياء إلى السياسة- ويستطيع حينها أداء أشياء يحلم بها البشر، كعلاج السرطان، أو تحقيق الاندماج النووي البارد، أو السفر إلى النجوم. سلوكيات غامضة بيد أن هذا التقدم يحمل في طياته خطرا هائلا، وهو كيف نضمن أن هذه الكائنات الرقمية ستبقى تحت السيطرة؟ تتساءل الصحيفة لتضيف أن هذا ما يُعرف في أوساط البحث باسم "تحدي المواءمة"، أي جعل الذكاء الاصطناعي يتصرف وفقا للقيم والأهداف البشرية. لكن الواقع يشير إلى أن ذلك قد يكون مستحيلا من الناحية التقنية، إذ إن الذكاء الاصطناعي، حتى في شكله البدائي، أثبت أنه قادر على الخداع، ولا يمكن دائما التنبؤ بكيفية تصرفه أو تفسير طريقة "تفكيره"، خاصة مع تطور لغاته الداخلية. ويبدو أن الذكاءات الاصطناعية تطوّر سلوكيات مستقلة وغامضة وتسعى لتحقيقها بوسائل مريبة. فذكاء روبوت المحادثة المعروف باسم "غروك"، الذي طورته شركة (إكس إيه آي) المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، أثار جدلا واسعا بعد إطلاقه تصريحات معادية للسامية، ومدحه الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. أما محرك البحث "بينغ" من شركة مايكروسوفت فقد شهد تطورا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي حيث حاول في إحدى المحادثات، فسخ زواج صحفي في جريدة نيويورك تايمز. هذه الحوادث قد تكون مجرد لمحات أولى لما يمكن أن يكون مستقبلا لا يخضع لأي ضوابط بشرية. حلم الخلود الرقمي في المقابل، ثمة من يرى أن المشكلة لا تكمن في الإبادة الشاملة وحدها، بل في تفريغ الإنسان من قدرته على التحكم بمصيره. وفي هذا الشأن، ترى هولي إلمور، مديرة حركة "بوز إيه آي" (PauseAI)، أن الذكاء الاصطناعي قد يقود إلى عالم يهيمن فيه النظام الرقمي على الاقتصاد والسياسة والمعرفة ، ويُقصى فيه البشر إلى هامش لا سلطة لهم فيه ولا فهم لما يحدث حولهم. إلمور: الذكاء الاصطناعي قد يقود إلى عالم يهيمن فيه النظام الرقمي على الاقتصاد والسياسة والمعرفة ، ويُقصى فيه البشر إلى هامش لا سلطة لهم فيه ولا فهم لما يحدث حولهم وتشير إلمور إلى دراسة بعنوان "التجريد التدريجي من السلطة"، توقعت أن ينتهي الحال بالبشر ككائنات معزولة تعيش على أطراف المدن وتفتقر لأي تأثير فعلي. إعلان ورغم أنها تقدر خطر الانقراض بنسبة 15 إلى 20%، فإنها تدعو إلى تجميد تطوير الذكاء الاصطناعي مؤقتا إلى حين وضع اتفاقات دولية تنظم تطوره، أو على الأقل قوانين محلية تحكم أنشطته في أماكن مثل كاليفورنيا. إلمور: دافع كثير من هؤلاء ليس علميا أو اقتصاديا فقط، بل هو أقرب إلى الاعتقاد الديني، فبعض المؤيدين لتطويره يؤمنون بأن الذكاء الاصطناعي سيمنحهم الخلود، حتى إن أحدهم أخبرها بأنه لن يموت أبدا لأن الذكاء الاصطناعي سيُخلِّد وعيه. لكن التايمز تقول إنه في الوقت الذي تدعو فيه هذه الأصوات إلى الحذر، يواصل قادة التكنولوجيا المضي قدما. فقد أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي عن خطة لتحرير تنظيمات الذكاء الاصطناعي. كما صرح الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ ، بأن الذكاء الاصطناعي الفائق "بات في مرمى البصر"، كاشفا عن سعيه لاستقطاب أفضل العقول من شركة (أوبن إيه آي) مقابل مكافآت توقيع تبلغ 100 مليون دولار. بيد أن إلمور ترى أن دافع كثير من هؤلاء ليس علميا أو اقتصاديا فقط، بل أقرب إلى الاعتقاد الديني، فبعض المؤيدين يؤمنون بأن الذكاء الاصطناعي سيمنحهم الخلود، حتى إن أحدهم أخبرها بأنه لن يموت أبدا لأن الذكاء الاصطناعي سيُخلِّد وعيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store