
ماذا ينتظر العرب والمسلمين في المرحلة القادمة؟
لذا، فإن السؤال الذي لا بد من طرحه هو: ما الذي ينبغي علينا فعله في مواجهة أزمة بهذا الحجم؟
إدراك الأزمة!
حين ندرك حجم الأزمة وعمقها، نكون قد تجاوزنا عالم الغرائز والمشاعر، والجزع والحزن، والأسى والألم، والحسد والحقد، والخوف والتربص، والتخوين والتأفف، وكل ما يكشف عن التشققات العميقة في بنية الأمة، وعن اختلافاتها المرعبة.
تلك المشاعر، التي تشبه أمواجا متلاطمة، يصعب إدراكها أحيانا لعمقها وتقلبها، ولعشوائية حركتها وفجائيتها.
لذلك، فإن إدراك الأزمة ونحن نعيشها، هو أصعب ما في الأمر. وربما يظن البعض أن ذلك واضح لا يحتاج نقاشا، لكن طبيعة الأزمة التي نمر بها تفرض هذه الأسئلة. مثلا، كان سؤال ما قبل الربيع العربي يتمحور حول طبيعة أنظمة الحكم.
ومع اندلاع الربيع العربي، ظهرت أسئلة أعمق بشأن قوى الإصلاح والمعارضة، حتى بتنا نتساءل عن مدى استعداد الناس أصلا، في بعض الدول، لتبني شعارات كالحرية والحقوق والديمقراطية، والتي بدأت الأزمة تطالها بالتشكيك في مدى قابليتها للتطبيق.
ثم جاء السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وطرح علينا أسئلة أعمق حول هويتنا العربية والإسلامية، وكينونتنا، وهل نحن فعلا أمة؟ وهل لدولنا أدوار وظيفية تخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية؟ أم تسعى فقط إلى تثبيت مقاعد الحكم؟ أم إنها مجرد ضحايا لظروف ومتغيرات قاسية، لا تتيح لها اتخاذ قرارات يتوق إليها كثير من العرب؟
هذه الأسئلة الحفرية، التي ترافق الأزمات العميقة المحيطة بنا، تؤكد أن المطلوب هو إدراك الأزمة، لا من خلال محاولة الربط النظري بين قضايا متفرقة، كما حاول الإصلاحيون عبر التاريخ وانتهوا إلى الفشل، فمثل هذه المقاربة تقود دائما إلى نظرية، ثم إلى أيديولوجيا جديدة، ومن ثم إلى جدل لا ينتهي، وهو منهج متكرر في أدبيات الإصلاح العالمية.
هذا ما يسمى "التفكير المحدب"، أي الذي يسعى لاستكشاف خيط ناظم ينتهي إلى نظرية شاملة، تتحول لاحقا إلى أيديولوجيا.
أما ما نحن بحاجة إليه اليوم، فهو "التفكير المقعر"، أي التعامل مع الأزمة باعتبارها لغزا يحتاج إلى حل، والبحث عن الحلول من خلال أدوات تفكير أفقية، تمتد كشبكة، لمعرفة أسهل الطرق للوصول إلى نتيجة عملية.
في كتابه "بنية الثورات العلمية"، يشير توماس كون إلى هذه المنهجية، ويؤكد أن الأزمات تحتاج لهذا النمط من التفكير.
لذلك، فإننا نخطئ تماما عندما نفكر تفكيرا محدبا، هدفه بناء نظرية كبرى سرعان ما يكذبها الواقع، وتؤدي لاحقا إلى خلاف أيديولوجي جديد.
علينا أن ندرك الأزمة التي نعيشها كما ندرك اللغز، وننخرط جميعا في محاولة حله: المفكرون، والعلماء، والمسؤولون، وأصحاب الرأي، كلٌ في موقعه، بما لديه من مسؤولية.
ذلك ما يعزز قدرتنا على التعاون، ويجعلنا نعي أن الأزمة معقدة ومركبة، وأن أي محاولة لاختزالها ستقود إلى استنزاف الموارد والعلاقات، وستضعف من تأثيرنا وفاعليتنا، فضلا عن خطورة التصرفات الفردية في أوقات الأزمات المعقدة.
الواقعية والمثالية
ثمة مسلمات تمنعنا من ممارسة التفكير المقعر، وفي علوم الإدراك تعرف هذه الظاهرة بـ"المرجعية".
فنحن نعيد كل ما نسمعه إلى تلك المرجعيات البسيطة التي نحملها، ومن خلالها إما نقبل ما نسمع أو نرفضه، لا سيما إذا كانت تلك المسلمات متصلة بمشاعر دفينة فينا.
تفكيك هذه المشاعر والمسلمات أمر بالغ الصعوبة، وقد يجعل من التفكير في لغز تخلفنا محاولة مثالية بحتة.
فكيف يمكن أن يقنع الحاكم بمعارض يراه تهديدا؟ أو أن يتحقق تصالح بين الحاكم والمحكوم؟ مثلا: كيف يمكن تجاوز حاجز الخوف من إسرائيل بوصفها "محرك السياسة في المنطقة"، في ظل سردية تقول إن مواجهتها ستؤدي إلى زعزعة النظام السياسي والاجتماعي في كل من يناهضها؟
ما يجب فعله هو تجاوز هذه الحواجز، ومراجعة العديد من العوائق التي تمنعنا من التفكير كأمة، أو كبشر تجمعهم ذاكرة مشتركة، ويتهددهم مستقبل مظلم. لا واقعية هنا ولا مثالية. ثمة فقط: رضا بالواقع لأنه يرضي غرائزنا، وامتناع تام عن التفكير بطريقة مختلفة.
البديل المقنع
وإذا كنا لا نرغب بطرح الأسئلة الصعبة التي تتجاوز مسلماتنا الراسخة، فلن نجد أي بديل حقيقي يقدَم أمامنا.
غزة كشفت لنا بشكل جلي عن عجزنا التام، وأننا أسرى لنظام عالمي تقوده الولايات المتحدة، وأن الصورة الذهنية المرسومة عنا في هذا العالم- من قبل من يحكمونه- صورة سيئة للغاية. وهذا لم يتكون بين ليلة وضحاها.
ربما أسهمت حرب غزة في تعديل هذه الصورة، ولكننا ما زلنا بعيدين عن المستوى الذي يمكننا من صناعة سرديات عن منطقتنا، وعن العرب والمسلمين. والسبب أننا ممزقون، متفرقون، مختلفون، إلى درجة نفقد فيها الحد الأدنى من التماسك الفكري الضروري لبناء سردية قادرة على تغيير النظرة النمطية.
لا يوجد بديل. كل ما نقوم به هو ردود أفعال لا تتبع رؤية إستراتيجية واضحة، مما يجعل الاستنزاف حالة مستدامة. فالمفاجآت والسرديات الطارئة يصعب التعامل معها في ظل التفكك الداخلي الذي نعانيه.
لذا، فإن الوقوف عند الأسئلة الأساسية، ومواجهة هذه الخلافات والشروخ بوضوح، هو البديل الوحيد الذي يمكن أن يفصلنا عن ماضٍ يريد حجب المستقبل.
غزة وسرديتها
أحداث غزة أسقطت كثيرا من السرديات التي هيمنت على الخطاب في المنطقة، ومنها تلك التي وضعت المعارضة- في بعض البلدان- في خانة الخونة والعملاء لإسرائيل، وصورت الدول كضحايا لتآمر المعارضة مع الخارج.
لم تعد هذه الرواية منطقية. ولم تعد دول المنطقة أهدافا لاختراقات استخباراتية أجنبية؛ فهي أصلا لا تتناقض مع مصالح الغرب.
وفي المقابل، فإن السردية النقيضة التي تتهم تلك الدول بالعمالة للغرب أيضا لا تخدم أحدا. فهناك بالفعل ظروف وخيارات شديدة الصعوبة يواجهها المسؤولون في هذه الدول. وهذا ما يجب أن يكون واضحا، حتى نتمكن من تجاوز هذه السرديات، فالكل يرتبط بالغرب بطريقة أو بأخرى.
غزة زعزعت كثيرا من التشققات الذهنية التي تسيطر على عقولنا: التشققات المذهبية، ثنائية الحاكم والمحكوم، وتنازع التيارات الفكرية. جمعت العالم على كلمة سواء، وهدف مشترك.
الأزمة التي نتابعها لحظة بلحظة في غزة حركت فينا الغريزة والوعي معا، ولم تعد هناك محرمات فكرية تعيق الوصول إلى الحقيقة. حينها يمكن للناس أن يجتمعوا حول فكرة. وهذا ما ينبغي أن نفعله.
ولا يتحقق ذلك إلا بتسريع إدراكنا للأزمة، والشعور العميق بها، وهو ما يسميه الفيلسوف الكندي بول ثاجارد بـ"إدراك الإدراك"، أي بناء مظلة معرفية نصور بها أنفسنا داخل الزمن التاريخي، ما يسمح لنا بتخيل واقع أفضل إذا تخلصنا من التشققات التي تمنعنا من الخيال أصلا.
سقوط المدخل الثقافي
لقد سادت عقول كثيرين فكرة أن المدخل الثقافي هو طريق التغيير، فأعادونا إلى عمق التاريخ، واستغرقوا في ترف الاستقراء المستمر لنمط التاريخ. نوع من "التاريخانية" التي دحضها كارل بوبر بوضوح في كتابه "المجتمع المفتوح".
تلك "التاريخانية" نفسها سادت الفكر العربي، وإن أردنا أن نكون منصفين، فإن مدارس الإدراك الحديثة، وعلوم الأعصاب، والتجارب السلوكية، كلها تناقض فكرة أن تخلف الإنسان سببه ثقافته، كما يدعي أنصار هذا الاتجاه.
ولا ننسى أن كثيرا من الكتب الفكرية لا تمر بمراجعة أكاديمية صارمة، مما يجعلها ذات طبيعة تعبوية وانتقائية في المراجع والاستشهادات. وبالتالي، فإن غاية هذا المدخل تبقى تغيير ثقافة الناس، وهو أمر لا يمكن ضبطه أو حتى فهمه بدقة.
فالثقافة اليوم لم تعد هي ذاتها التي تكلم عنها مفكرون كمالك بن نبي، أو تلك التي صاغها عبدالوهاب المسيري كنموذج معرفي، أو حتى تلك التي ناقشها الجابري وطه عبدالرحمن تحت عنوان "العقل العربي".
بعد الربيع العربي، عادت الأيديولوجيا لتتصدر النقاش، وتجددت الخلافات حول القضايا الكبرى، بما فيها التاريخية، في محاولة لحل إشكالات بنيوية في الدولة، لكنها لم تفضِ في النهاية إلى أي حلول عملية.
نقاش سقوط المدخل الثقافي أطلت فيه سابقا، لكن ما يجب إدراكه هو أن التغيير ممكن ولا يتطلب زمنا طويلا. فهم الناس، وعلاقاتهم، وبيئاتهم، قد يكون أسهل بكثير من تغيير الثقافة.
وهذا لا يعني أن المشروع الثقافي عاقر، ولكن النقاش في القضايا الكبرى جرنا إلى طريق مسدود.
وبالطبع، لا يتوقف الأمر عند السرديات، بل هناك مثلث معروف يتصل أيضا بالمواقف والحلول المطروحة. فالوصول إلى عمق السرديات قد يمهد لعقلنة التفكير.
وهذا تماما ما فعله اليهود بعد المحرقة. لقد طردوا من معظم الدول: أميركا اللاتينية، أميركا الشمالية، بريطانيا، وكانوا منبوذين في أوروبا، ثم انتهى بهم المطاف إلى السيطرة على أوروبا والمملكة المتحدة، بسردية ذات فاعلية تدعي امتلاكهم المال والقدرة على التأثير، وسلسلة من التحويلات المالية التي أفضت في النهاية إلى "وعد بلفور"، الذي بدأ بـ"إلى عزيزي روتشيلد".
السرديات والمشاريع
علينا أن نبحث عن سردية جامعة، بدلا من الغرق في النظرة المعيارية التي لن تقودنا إلا إلى هاوية لا قرار لها.
هناك انقسامات مذهبية، انقسامات سياسية، مشاريع متضاربة، سلطات قوية تتربص بمعارضة ضعيفة، وشعوب تغشاها الحيرة والجهل، وتحلم بمستقبل أفضل لكنها تائهة في ضباب الحاضر، مثقلة بمآسي الماضي.
من الصعب أن نكرر أنفسنا بأسلوب استقرائي لنصل إلى نتائج مغايرة. استمرارية الأزمة تفرض علينا أن نغير من أدوات التفكير جذريا: كيف نزيل الحواجز التي تفرقنا؟ كيف نبحث عن سردية جامعة؟
كيف نطمئن كل طرف على مصالحه؟ كيف نقنع الآخر بالتنازل عن شيء من كبريائه أو غضبه أو جشعه؟ كيف نخاطب الغرائز والعواطف، وكل ما هو في اللاوعي، بأسلوب وسلوك واضحين، حتى نصل لاحقا إلى العقلانية؟
الدماغ بطبيعته يبسط الأمور المعقدة كي نستوعبها. وبفهمنا تلك الحواجز، يمكننا تسميتها، ومحاورتها، وتفكيكها، وصولا إلى توافقات صغرى قد تنمو إلى حلول كبرى.
فتح الحوار، على مستويات متدنية، مع الإدراك أن الانحيازات والانقسامات لا ترتبط بالمنطق، بقدر ما تدار من مشاعر خفية تحرك كل طرف للحفاظ على مصالحه السياسية أو الاقتصادية. المعركة في العقول، والسلاح في المشاعر، والواقع وحده يصدق أو يكذب هذا الافتراض.
نقطة التحول الثلاثية
هذا النوع من الحوار يمكن أن يأخذ أشكالا مؤسسية، من خلال جمعيات أو منتديات مخصصة لهذا الغرض. وهذا ليس أمرا جديدا في التاريخ.
فعندما حوكم غاليليو بسبب نظريته عن مركزية الشمس، بدأ العلماء في فرنسا في القرن السابع عشر يؤسسون جمعيات ثقافية يلتقي فيها أصحاب الأفكار المرفوضة كنسيا.
وكان من بين أبرزهم الراهب والعالم مارين مارسين، الذي أصبح غطاء فكريا لعدد من العقول الكبرى مثل: رينيه ديكارت، توماس هوبز، جان جاك روسو، وغيرهم.
تكرر الأمر في أسكتلندا، حيث خرج علماء كآدم سميث وديفيد هيوم، ثم ظهر في فيينا فيما سمي بـ"مدرسة فيينا"، وبعدها في المدرسة القارية التي شكلت أساس ما بعد الحداثة.
كلها لم تعمل بطريقة هرمية، بل من خلال شبكات من الحوار والمراسلات والتجريب الفكري، حتى صارت تيارا يربط بين الجميع، ويمكن الحاكم والمحكوم من حفظ ماء وجهيهما.
ومن هنا، لا بد أن نصل إلى ثلاث قضايا أساسية، حتى إن انتقص الاتفاق فيها من بعض القيم أو المعتقدات، فإنها ستعد مكاسب في مواجهة الانزلاق المتسارع. هذه القضايا الثلاث هي:
التضامن.
تعدد الشرعيات.
نقطة التحول المشتركة.
الأولى، لأنها تخلق مناخ التوافق العام. والثانية، لأنها تقصي منطق الإقصاء، وتعترف بأن شرعية السرديات متعددة وتشمل الجميع، بمن في ذلك الحكام.
أما الثالثة، فهي التحول المشترك الذي يجب التوافق عليه، شريطة أن يتم التغيير فيه بطريقة متدرجة، لا توحي لأي طرف بأنه سيتعرض للخديعة أو الانقلاب عليه، كما حدث بعد الربيع العربي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 39 دقائق
- الجزيرة
إيران تعلن القبول بمفاوضات مباشرة مع أميركا "حال توفر الشروط المناسبة"
نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن محمد رضا عارف النائب الأول للرئيس الإيراني، اليوم الثلاثاء، أن إيران يمكن أن تجري محادثات نووية مباشرة مع الولايات المتحدة "إذا توفرت الشروط المناسبة لذلك"، معتبرا المطالبات الأميركية بتخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم"مزحة". وقال عارف "إيران مستعدة للتفاوض في ظل ظروف متكافئة من أجل حماية مصالحها. وموقف الجمهورية الإسلامية يتماشى مع إرادة الشعب. وإذا توفرت الظروف المناسبة فنحن مستعدون حتى لإجراء محادثات مباشرة". وأول أمس الأحد، أدلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بتصريح مثير للجدل عبّر فيه عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة رغم مستويات انعدام الثقة الحالية بين طهران وواشنطن. وقال "لا تريدون إجراء محادثات؟ إذن ماذا تريدون أن تفعلوا؟ هل تريدون الذهاب إلى الحرب؟.. الذهاب إلى المحادثات لا يعني أننا نعتزم الاستسلام"، مضيفا أن مثل هذه القضايا يجب ألا يتم "التعامل معها بالعاطفة". وعلّق عزيز غضنفري، وهو قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، على تصريحات بزشكيان أمس الاثنين قائلا "إن السياسة الخارجية تتطلب التروي وإن التصريحات المتهورة من جانب السلطات قد تكون لها عواقب وخيمة على البلاد". وعود وقيود أما نائب وزیر الخارجية للشؤون السیاسیة مجید تخت روانجي فقال أمس إن إيران "ستقبل قیودا علی تنمیة برنامجها النووي لفترة محددة في حال رفع العقوبات عنها ضمن اتفاق عادل ورابح بالنسبة للطرفین". وقال روانجي لوكالة كيودو الیابانية "يمكن لإيران أن تكون مرنة بشأن قدرات التخصيب وقیوده، لكنها لا تستطيع الموافقة على وقف التخصيب تحت أي ظرف من الظروف، لأن هذا ضروري، ويجب أن نعتمد على أنفسنا، لا على الوعود الفارغة". وأضاف "الأمر بسيط وواضح إذا أصرت الولايات المتحدة على وقف التخصيب تماما، فلن يكون لدينا اتفاق". وتابع روانجي "الولايات المتحدة خدعتنا بتظاهرها بالحوار، وإيران مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة، لكن على الولايات المتحدة توضيح ما إذا كانت مهتمة حقا بحوار رابح أم بفرض إرادتها. كما جدد التأكيد على أن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية"غير قانونية وتسببت في أضرار جسيمة. ولدينا كل الحق في المطالبة بتعويضات". وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن طهران على تواصل مع الولايات المتحدة عبر دولة وسيطة، لكنه لم يذكر موعد استئناف المحادثات. وتوقفت الجولة الـ6 من المحادثات بين طهران وواشنطن عقب هجمات إسرائيلية وأميركية على منشآت نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي. وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. وبدأت الجولات السابقة من المفاوضات في أبريل/نيسان وكانت غير مباشرة وتوسطت فيها سلطنة عمان. وتقول واشنطن إن تخصيب اليورانيوم في إيران يمثل مسارا نحو تطوير أسلحة نووية ويجب التخلي عنه.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
علماء المسلمين: اغتيال مراسلي الجزيرة محاولة لطمس الحقيقة بغزة
الدوحة- وصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اغتيال مراسلي قناة الجزيرة في قطاع غزة بالجريمة الوحشية والإرهابية مكتملة الأركان، التي تهدف إلى طمس الحقيقة وتغييب الشهود على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ، مؤكدا أن ما جرى يستوجب "تحركا عاجلا" من العالمين العربي والإسلامي لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين. وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محمد الصلابي إن "استهداف الصحفيين المدنيين، الذين لا ذنب لهم سوى نقل حقيقة ما يجري في غزة، يمثل تصعيدا خطيرا في السياسة الإجرامية للكيان الصهيوني"، مشيرا إلى أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الجريمة منع وصول الحقيقة للعالم، وتهيئة الأجواء لارتكاب "مجزرة أكثر وحشية مما شهدناه حتى الآن". واستشهد الزميلان أنس الشريف و محمد قريقع وزملاؤهما في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة في وقت متأخر من مساء أمس الأول الأحد. وأضاف الصلابي أن هذه الجريمة وقعت في ظل غياب تام لأي رادع دولي أو مساءلة حقيقية لقادة الاحتلال، وبغطاء ودعم غربي وأميركي مستمر، وهو ما يشجع الاحتلال على مواصلة حربه الدموية ضد المدنيين الفلسطينيين. وحذّر من أن آلة الاحتلال "آلة إجرامية لا تحترم أي قيمة إنسانية"، مؤكدا أن اغتيال الصحفيين هو جزء من مخطط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة ومنع أي شهود على جرائم الحرب، متسائلا: "إذا ما تم استهداف من ينقلون الحقيقة، فكيف يمكن الوثوق بأن الجرائم لن تتصاعد وتزداد وحشية؟". وشدد على أن ما يجري في غزة هو حرب إبادة فاقت كل الحدود، ولم يعد مقبولا على أي مستوى استمرار هذه الجرائم، مؤكدا أن مسؤولية العالم اليوم كبيرة للغاية في لجم هذا السلوك ووضع حد له. وجدد الدعوة إلى تحرك عاجل من العالمين العربي والإسلامي لإنهاء هذه المأساة، مبينا أن " فلسطين تمثل الجدار الأكثر صلابة في مواجهة المخططات الصهيونية، وإذا ما سقطت، فإن بقية أقطار العالم العربي ستسقط الواحدة تلو الأخرى". وأوضح أن هذه الجريمة ليست منفصلة عن سياسة الاحتلال الشاملة في قطاع غزة، والتي تعد حرب إبادة فاقت كل الحدود، محذرا من خطورة استمرار هذه السياسات على أمن واستقرار المنطقة بأكملها. واختتم بالتأكيد على أن المعركة في غزة بين الحق والباطل مستمرة، وأن الصحفيين الذين استشهدوا قد أدوا "رسالة عظيمة في كشف الإجرام والظلم"، مؤكدا أن النصر في النهاية سيكون حليف الحق والعدل.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مسؤولون غربيون يشككون بقدرة إسرائيل على هزيمة حماس
تتزايد داخل إسرائيل وخارجها دائرة التشكيك والرفض لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة ، مع دعوات لحشد تحركات واسعة ضدها. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر قولها إن تساؤلات أثيرت خلال اجتماع بين قادة الجيش الإسرائيلي ومسؤولين بدول غربية بشأن عدم استطاعة إسرائيل هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي أن هناك خشية لدى المؤسسة العسكرية من فشل خطوة احتلال مدينة غزة، التي يدعمها بنيامين نتنياهو حتى قبل أن تبدأ. بدورها أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية أن تقديرات الجيش الإسرائيلي قبل توسيع العملية بغزة تشير إلى وجود نقص بنحو 10 آلاف جندي. كما أشارت إلى أن الجيش وجد ثغرات تتعلق بنقص في قطع غيار بعض الآليات العسكرية بسبب مقاطعة شركات أجنبية لإسرائيل. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اللواء احتياط نمرود شيفر قوله إنه لا فائدة من هذه الحرب بل هناك ضرر فقط. وتساءل عن الفائدة من عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة، خصوصا بعد نشر إسرائيل قوة عسكرية غير مسبوقة في غزة لمدة عامين لم تنجح حتى الآن. وأضاف شيفر أن جميع دول العالم تُدير ظهورها لإسرائيل. في سياق متصل، وقّع 175 جندي احتياط في جيش الاحتلال عريضة تحذر من تداعيات تنفيذ خطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، حسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم الثلاثاء. وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) خطة لإعادة احتلال غزة بالكامل، ما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبرتها بمثابة "حكم إعدام" بحق الأسرى الإسرائيليين في غزة. وفي العريضة ناشد الجنود الإسرائيليون، وبينهم مقاتلون، الحكومة وهيئة الأركان، قائلين إن "إطالة أمد الحرب وتوسيعها المخطط له يضران بأمن إسرائيل ويعرضان حياة المخطوفين لخطرٍ بالغ". وأضافوا أن "استمرار الحرب يُلحق بنا وبعائلاتنا خسائر فادحة في أرواحنا وأجسادنا". كما "تُشوّه سمعتنا في العالم وتعزلنا دوليا، وتُبدد أي فرصة للاستقرار ومستقبل أفضل"، وفق ما ورد في العريضة. وفي وقت سابق اليوم، دعت أمهات جنود احتياط وطيارون إسرائيليون لمظاهرات واسعة للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة، ووقف مخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة. ودعت أمهات جنود احتياط لإطلاق مسيرات غدا الأربعاء من شمال إسرائيل إلى جنوبها للمطالبة بوقف الحرب. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. خطة احتلال غزة وخطة إعادة احتلال غزة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة. وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورفضا لهذه الخطة، قالت عائلات الأسرى وقتلى الجيش، الأحد، إنها تعتزم تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 أغسطس/آب الجاري، ولاحقا أعلنت شركات وجامعات نيتها المشاركة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا فلسطينيا و154 ألفا و88 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 222 شخصا، بينهم 101 طفل.