
مشادة البيت الأبيض تزيد من آمال موسكو لتغيير النظام في كييف.. وأوروبا أمام امتحان الدفاع عن نفسها
أخبارنا :
لندن- "القدس العربي': رأت صحيفة "أوبزيرفر' أن المشادة الحادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس من جهة، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة أخرى، قدمت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارًا أكبر من أي معركة عسكرية.
وتشعر روسيا بالفرح بعد مواجهة ترامب- زيلينسكي، ورغم صمت بوتين على ما حدث، إلا أن الساسة الروس والإعلام عبّروا عن فرحهم بالكمين الذي نُصب لزيلينسكي.
وفي تقرير أعده بيوتر سوير، قال إن المسؤولين الروس نشروا على منصات التواصل الاجتماعي تعليقات أشاروا فيها إلى "التعنيف الشديد في المكتب البيضاوي'، كما كتب ديمتري ميدفيديف، نائب مستشار الأمن القومي الروسي. وجاء في كلام ميدفيديف: "قال ترامب للمهرج [زيلينسكي] الحقيقة في وجهه: نظام كييف يلعب بحرب عالمية ثالثة، وهذا مفيد، ولكنه ليس كافيًا، فنحن بحاجة لوقف الدعم العسكري' لأوكرانيا.
رأت "أوبزيرفر' أن المشادة في البيت الأبيض كانت لحظة حساب مظلمة، وأنه بدعم من الولايات المتحدة أو بدونه، تستطيع أوروبا تعلم الدفاع عن نفسها وعن أوكرانيا ضد العدوان الروسي
وتقول الصحيفة إن موسكو بدت في الأيام الأخيرة قلقة من إمكانية تغير موقف ترامب من أوكرانيا، وبخاصة بعد زيارة رؤساء كل من بولندا وفرنسا ورئيس وزراء بريطانيا إلى واشنطن، والذين حثوا الرئيس الأمريكي على مواصلة الدعم لأوكرانيا. وألمح ترامب إلى إمكانية دعم قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، وهي خطوة رأت كييف وقادة أوروبا أنها مهمة لمنع روسيا من إشعال الحرب مرة أخرى، بعد فشل اتفاقيات وقف إطلاق نار سابقة.
لكن مخاوف موسكو تلاشت عندما وجد زيلينسكي نفسه في كمين ترامب وفانس. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: "ضبط ترامب وفانس نفسيهما وعدم صفعهما لزيلينسكي يُعتبر معجزة'. ولم تصدر تصريحات عن بوتين، الذي اتخذ على ما يبدو المقعد الخلفي، مراقبًا الأحداث تتكشف أمامه بشعور من الرضا.
وقال مصدر مطلع على تفكير الكرملين: "لا يحتاج بوتين لأن يعلّق الآن'.
وأضاف: "من الواضح أنه استمتع بمشاهدة العرض، ويعتقد أنه قادر على الدفع بمزيد من المطالب في أوكرانيا. وكان اللقاء أكبر انتصار لبوتين من أي معركة من معاركه العسكرية منذ بداية الحرب'.
وتوقع المصدر مكالمة من بوتين لترامب في الأيام المقبلة، يناقش فيها أن زيلينسكي ليس شخصًا يمكن الحديث معه بعقلانية، ويجب استبداله، وهو شعور تردد في موسكو وبين البعض في واشنطن.
وكتب أليكسي بوشكوف، عضو الغرفة العليا في البرلمان الروسي، على منصة "تلغرام': "سيبدأ البيت الأبيض الآن بالنظر، وبشكل قريب، إلى مرشحين آخرين للرئاسة الأوكرانية'.
وتعلق الصحيفة بأن تغيير النظام كان دائمًا هدفًا لبوتين، الذي لم يخفِ رغبته أبدًا في تنصيب قيادة جديدة مؤيدة له في كييف. وردّد عددٌ من مؤيدي الحرب الروس على منصة تلغرام ما قالته الدائرة المقربة من أن زيلينسكي "وُلد جاحدًا'.
وكتب "ريبار'، وهو حساب شهير له روابط بوزارة الدفاع الروسية: "بشكل عام، كشف الاجتماع في المكتب البيضاوي مرة أخرى عن الوجه الحقيقي لزيلينسكي: جاحد، ومتغطرس، ووقح، ولا حدود له'.
وبالنسبة للمطلعين على شؤون الكرملين، فإن الحادث يشير أيضًا إلى تحول جوهري في النظام العالمي، حيث لم يعد يُنظر إلى البيت الأبيض باعتباره عدوًا، بل شريكًا لموسكو، الشريك الذي يمكن عقد الصفقات والتفاوض السياسي معه. وعلّق فيودور لوكيانوف، وهو محلل بارز في السياسة الخارجية الروسية يرأس مجلسًا يقدم المشورة للكرملين، قائلًا: "لقد قلل فولوديمير زيلينسكي من تقدير حجم التحول الذي حدث في السياسة الأمريكية بعد وصول دونالد ترامب'.
وأشار لوكيانوف إلى لحظة الجمعة التي أعلن فيها ترامب أنه لا يقف مع أوكرانيا، بل كوسيط في النزاع، وقال: "هذا تحول أساسي'. ومع ذلك، فمن الباكر إعلان موسكو النصر، نظرًا لطبيعة ترامب المتقلبة.
وعلق أنطون غريشانوف، الباحث في مركز دراسات تابع لوزارة الخارجية الروسية: "في الأمد القريب، من المؤكد أن يضعف هذا التبادل المأساوي الكوميدي موقف زيلينسكي داخل أوكرانيا، ويعطي الدبلوماسية الروسية نفوذًا إضافيًا في تعاملاتها مع الولايات المتحدة'. وأضاف: "ومع ذلك، لا يزال لدى كل من موسكو وواشنطن وجهات نظر متباينة بشأن عملية التسوية، وقد يجلب مزاج ترامب غير المتوقع الكثير من المفاجآت على الطريق إلى إنهاء الصراع'.
أوروبا أمام امتحان الدفاع عن نفسها
ومع انجلاء الغبار، من الواضح أن اجتماع يوم الجمعة وجّه ضربة قوية لجهود ترامب للتفاوض على اتفاق سلام بين كييف وموسكو، بينما تستعد روسيا لتصعيد هجومها ضد أوكرانيا، التي على وشك فقدان دعمها العسكري الأكثر أهمية.
واختتم لوكيانوف حديثه قائلًا: "الحرب مستمرة'.
ورأت صحيفة "أوبزيرفر' في افتتاحيتها أن المشادة في البيت الأبيض كانت لحظة حساب مظلمة، وقالت إنه بدعم من الولايات المتحدة أو بدونه، تستطيع أوروبا تعلم الدفاع عن نفسها وعن أوكرانيا ضد العدوان الروسي.
استيقظ العالم، وأوروبا تحديدًا، على أكثر الحقائق إزعاجًا. فالولايات المتحدة، التي قدمت نفسها بأنها أمة لا غنى عنها، اصطفت مع أعداء السلام والديمقراطية
وتعتقد الصحيفة أن معاملة زيلينسكي في البيت الأبيض وأمام العالم كانت مدبّرة، وتعبّر عن أكثر اللحظات الدبلوماسية الصادمة في الدبلوماسية الأمريكية منذ عقود.
وفي هذا الأداء الفظ والمزعج للغاية، تعرّض الزعيم الحربي لدولة أوروبية ديمقراطية، تقاتل ضد غزو غير قانوني من قبل روسيا، والذي أدى إلى مقتل مواطني البلد وقصف مدنه دون تمييز، لهجوم شرس وجاهل وكاذب كان مصممًا لإذلاله. وأشارت الصحيفة إلى أن مشاهدة الرئيس ترامب ونائبه فانس، والهتافات التي أعقبت ذلك والتي أطلقها حلفاؤهم السياسيون من أقصى اليمين، لا بد أن أدت إلى اشمئزاز من رأوها: رئيس أمريكي يستحضر كلمات بوتين والكرملين.
وفي ضوء النهار البارد الذي أعقب ذلك، استيقظ العالم، وأوروبا تحديدًا، على أكثر الحقائق إزعاجًا. فالولايات المتحدة، التي قدمت نفسها بأنها أمة لا غنى عنها، اصطفت مع أعداء السلام والديمقراطية.وإذا كان شعار "أمريكا أولًا' يمثل ببساطة لحظة محطّمة من العزلة الأمريكية التي لم نشهد مثلها منذ الفترة التي سبقت دخول الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية، فإن هذا سيكون مدمرًا بما فيه الكفاية.
وبينما يجتمعون في لندن غدًا، يجب على الزعماء الأوروبيين، ومن بينهم كير ستارمر، أن يدركوا أن ملامح الأمن الأوروبي والعالمي قد تغيرت.
استجابة أوروبية سريعة مطلوبة
فالدرس الأول الواجب تعلمه، هو أن أمريكا، ومنذ دخول ترامب للبيت الأبيض، لا يمكن الاعتماد عليها في الأمن والاستخبارات وكشريك تجاري. ولم تعد واشنطن الضامن للناتو والأمن الدولي.
ومن خلال تقديم المساعدة لروسيا، التي تقوم بالفعل بأعمال عدائية ضد الدول الأوروبية خارج أوكرانيا، بما فيها بريطانيا، فقد نجح ترامب في توحيد جهوده مع أكبر تهديد يواجه أوروبا اليوم.
وقد انعكس هذا في تعليق كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بعد المشهد المهين الذي شهده البيت الأبيض يوم الجمعة، حيث قالت: "العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد'.
وتقول صحيفة "أوبزيرفر' إن هذا يعني أن وقت القرارات الصعبة قد حان، ويجب اتخاذها في العواصم الأوروبية وبسرعة، ليس فقط فيما يتصل بالإنفاق الدفاعي، ولكن أيضًا فيما يتصل بالاعتراف والتواصل مع الجمهور بأن الصراع الأوسع مع روسيا، وبدون دعم الولايات المتحدة، ليس أمرًا لا يمكن تصوره، بل لا بد من الاستعداد له بنشاط.
وتعلق الصحيفة بأن من السهل النظر إلى تصرفات ترامب باعتبارها رد فعل عنيدًا ومسرحيًا ونرجسيًا من فرد غير آمن إلى حد كبير، إلا أن التداعيات أكبر من ذلك بكثير. فتنازل واشنطن عن الزعامة والدعم لأوكرانيا يتطلب استجابة أوروبية سريعة وموحدة دون تحفظات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
هجوم أوكراني يعطل مطارات موسكو.. واستعداد لتبادل ألفي أسير
عُلّقت حركة الطيران أمس الخميس حول موسكو بسبب هجمات أوكرانية بمسيرات، في حين اخترقت القوات الروسية الخطوط الأوكرانية في دونيتسك، في الوقت الذي يستعد فيه الطرفان لتبادل ألف أسير من كل جانب. اضافة اعلان وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض نحو 100 طائرة من دون طيار، بينها 35 لدى اقترابها من العاصمة. من جهته كتب سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو على منصة تليغرام أن "أجهزة الإغاثة تعمل في المواقع التي سقطت فيها أجزاء حطام". ويطلق الجيش الأوكراني بانتظام مسيرات محملة بمتفجرات باتجاه الأراضي الروسية ردا على الضربات الروسية التي تستهدف أراضيه يوميا منذ أكثر من 3 سنوات، إلا أن موسكو نادرا ما تُقصف. وعلّقت الرحلات بمطارات عدة في العاصمة الروسية أمس الخميس، وفق وكالة الطيران المدني الروسية، بما في ذلك مطار شيريميتييفو الدولي الرئيسي، فضلا عن مطارات فنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي. وفي التطورات الميدانية أيضا، قالت روسيا إنها أطلقت صاروخا من طراز "إسكندر-إم" على جزء من مدينة بوكروف في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير منظومتين صاروخيتين من طراز باتريوت ورادار. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن أضرارا وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك بعد هجوم، لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية تتقدم في نقاط رئيسية على الجبهة، وأفاد مدونون للحرب موالون لروسيا بأن القوات اخترقت الخطوط الأوكرانية بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك بشرقي أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن أعنف المعارك على الخطوط الأمامية تدور حول بوكروفسك، ولم يشر إلى أي تقدم روسي. تبادل أسرى من ناحية أخرى، قال مسؤول في المخابرات العسكرية الأوكرانية لوكالة رويترز أمس الخميس إن أوكرانيا قدمت قائمة تضم ألف أسير حرب إلى روسيا استعدادا لتبادل كبير مقبل. وفي 15 و16 مايو/أيار الجاري، استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين. وقال زيلينسكي إنه ترأس اجتماعا مع كبار مسؤولي الأمن والمخابرات استعدادا لعملية التبادل. في المقابل، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن الكرملين أمس أن روسيا سلمت أوكرانيا قائمة تضم ألف أسير حرب تريد استعادتهم في صفقة التبادل. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الكرملين ينتظر أن تسلم أوكرانيا قائمة الأسرى الخاصة بها. تصريحات عن الحدود وفي سياق آخر، نقل موقع إخباري أوكراني عن القائد العسكري السابق فاليري زالوجني القول أمس الخميس إن على أوكرانيا التخلي عن أي فكرة لاستعادة حدودها التي تأسست مع انهيار الحكم السوفياتي عام 1991 أو حتى تلك التي تعود لبداية الحرب الروسية عام 2022. وكان زالوجني، الذي يشغل الآن منصب سفير أوكرانيا في لندن، قائدا للقوات المسلحة لبلاده حتى فبراير/شباط 2024. وتم إعفاؤه من منصبه العسكري بعد أشهر من تقارير ظلت تشير لوجود خلافات بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ولطالما دعا زيلينسكي وشخصيات أخرى إلى طرد القوات الروسية والعودة إلى حدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي عام 1991، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني عام 2014. ونقل موقع "آر بي كيه أوكرانيا" الإخباري عن زالوجني قوله لمنتدى في كييف "آمل ألا يكون هناك أشخاص في هذه القاعة لا يزالون يأملون في حدوث معجزة تجلب السلام لأوكرانيا وحدود عام 1991 أو 2022". من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع أعضاء حكومته في العاصمة موسكو، اعتزام قوات بلاده إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا. وأشار إلى أن مناطق بريانسك وكورسك وبيلغورود (غربي روسيا) هي الأكثر تضررا من الهجمات الأوكرانية. وأكد بوتين أن الجيش الروسي يعمل على ضمان الأمن على الحدود. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعدّه كييف تدخلا في شؤونها.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
"لافتة ضخمة" تحمل صورة ترامب تثير جدلا بين الأميركيين
عمون - أثارت لافتة ضخمة مثبة على مبنى وزارة الزراعة الأميركية، للرئيس دونالد ترامب، حالة من الجدل بين الأميركيين. وقد تم تركيب اللافتة الأسبوع الماضي، إلى جانب أخرى للرئيس الأسبق، أبراهام لينكولن، وذلك احتفالا بالذكرى 163 لتأسيس الوزارة، وستبقى "لبضعة أشهر قادمة"، بحسب ما ذكره مدير الاتصالات في الوزارة سيث دبليو كريستنسن لصحيفة "واشنطن بوست". وذكر كريستنسن: "وزارة الزراعة لديها الكثير لتتذكره"، مشيرا إلى احتفالات يوم الذكرى، ويوم العلم، والرابع من يوليو، بالإضافة إلى عيد تأسيس الوزارة. وأضاف: "اللافتات على واجهة المبنى تخلد هذه اللحظات في التاريخ الأميركي، وتُقر برؤية وقيادة مؤسس الوزارة، أبراهام لينكولن، وأفضل من دافع عن المزارعين ومربي الماشية الأميركيين، الرئيس ترامب". ويظهر الرئيسان على الحديقة التي تمتد من مبنى الكابيتول إلى نصب واشنطن التذكاري، والتي تستقطب أكثر من خمسة وعشرين مليون زيارة سنويا. آراء متباينة خارج مبنى وزارة الزراعة، تراوحت ردود الفعل تجاه المشهد الجديد من الحيرة إلى الاشمئزاز إلى الإعجاب. قالت جيسيكا ستيفنز، 53 عاما: "لقد أفسدوا مبناي المفضل". وأضافت: "الأمر يتعلق بالناس، لا بالسياسة". وعلق البيت الأبيض، الشهر الماضي، لوحة لترامب وهو يرفع قبضته بعد محاولة اغتياله العام الماضي خلال حملته في باتلر، بنسلفانيا، لتحل محل صورة للرئيس باراك أوباما. كما وُضعت نسخة من صورة ترامب الجنائية على غلاف صحيفة "نيويورك بوست" داخل إطار ذهبي قرب المكتب البيضاوي. وتوقف فرانك آب، 68 عاما، وابتسم عندما رأى اللافتتين، وقال، وهو قد صوت لترامب ثلاث مرات: "ها هو ترامب، أحتاج صورة"، وأضاف: "أؤيده في السياسة الخارجية، والسياسة الداخلية، والموقف من الهجرة". بينما قال بوب جونز، 71 عاما، من سكان أنابوليس، عندما رآهما: "سخيف"، فيما وقفت ستيفنز، التي تسكن في ألكساندريا، على مقربة وقالت: "أشعر بالإحراج رغم كوني جمهورية سابقا". مرّ تشيس فورستي، 22 عاما، ووالدته على دراجتيهما، وكانا يزوران المنطقة من شمال ولاية نيويورك للاحتفال بتخرجه من الجامعة، وقال: "لا توجد كلمة تصف ليس فقط الإحراج بل أيضا الحزن الذي أشعر به". وأضاف: "من المفترض أن تكون وزارة الزراعة مؤسسة من أجل الناس، من أجل الصحة والسلامة. وهذا الشخص ليس من كبار المدافعين عن البحث العلمي المهم".


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا
في خطوة أثارت جدلا واسعا، عرض الرئيس الأميركي دونالد #ترامب خلال لقائه برئيس #جنوب_أفريقيا سيريل رامافوزا صورة ادّعى أنها توثّق دفن #مزارعين_بيض قُتلوا في جنوب أفريقيا. غير أن وكالة رويترز كشفت أن الصورة لا تمت بصلة لجنوب أفريقيا، بل التُقطت في جمهورية #الكونغو الديمقراطية. خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض يوم 21 مايو/أيار الجاري، أخرج ترامب صورة مطبوعة متّهما حكومة رامافوزا بالتقاعس عن حماية المزارعين البيض، فيما بدا تكرارا لروايته القديمة حول 'إبادة جماعية بيضاء' في جنوب أفريقيا، وهي مزاعم دحضها مرارا الخبراء والبيانات الرسمية. الصورة المضللة ومصدرها الصورة التي استخدمها ترامب مأخوذة من فيديو نشرته وكالة رويترز في ديسمبر/كانون الثاني 2022، ويُظهر جنازة جماعية في مدينة غوما شرقي الكونغو لضحايا سقطوا في اشتباكات بين الجيش ومتمردي حركة 'إم 23″، ولا علاقة لها بالمزارعين أو بجنوب أفريقيا. ترامب استند في ادعائه إلى مقال نُشر في موقع 'أميركان تنكير' (American Thinker) اليميني، تضمّن رابطا للفيديو التابع لرويترز. وأقرت محررة الموقع أندريا ويدبورغ بأن الصورة أُسيء تفسيرها، لكنها دافعت عن المقال باعتباره تسليطا للضوء على 'الاضطهاد الذي يواجهه البيض في جنوب أفريقيا'، حسب تعبيرها. رد رامافوزا وموقف جنوب أفريقيا رغم الطابع المثير للجدل لهذه الاتهامات، حافظ الرئيس #رامافوزا على هدوئه، وأكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن وبريتوريا. إعلان وبحسب مصادر مطّلعة على فحوى الاجتماع، لم يرد رامافوزا مباشرة على مزاعم ترامب، مكتفيا بالتأكيد على التزام بلاده بسيادة القانون وحماية جميع المواطنين دون تمييز. ردود فعل غاضبة وإشادة بالحكمة أثارت الحادثة ردودا غاضبة في جنوب أفريقيا، حيث وصف ناشطون ومحللون استخدام ترامب صورة مضللة بأنه 'تلاعب خطير' قد يفاقم التوترات العرقية. في المقابل، تلقى رامافوزا إشادة واسعة على هدوئه وتعقّله في التعامل مع ما وُصف بـ'استفزاز غير مبرر'. البيانات الحكومية في جنوب أفريقيا تشير إلى أن الجرائم التي تطال المزارعين لا تميّز بين الأعراق، ولا توجد مؤشرات على وجود 'إبادة منظمة' ضد البيض، كما يروّج لها بعض التيارات في اليمين الأميركي. سياق سياسي مشحون تأتي هذه الواقعة في وقت يسعى فيه رامافوزا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة، بينما يبدو أن ترامب، في خضم حملته السياسية المستمرة، لا يزال يوظّف الخطاب الشعبوي والإثارة الإعلامية ولو على حساب الدقة والحقائق.