logo
حكاية "الحزب" مع ورقة باراك وخلفيات اختلافه مع السلطة

حكاية "الحزب" مع ورقة باراك وخلفيات اختلافه مع السلطة

المركزيةمنذ 5 أيام
حتى ليل أمس، استمرت اجتماعات اللجنة الثلاثية لإعداد الرد اللبناني على ورقة المقترحات الأميركية، التي من المنتظر أن يتسلّمها الموفد الأميركي توم باراك خلال زيارته الحالية إلى لبنان. ويمكن اختصار فحوى الرد بأنه يتمحور حول استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية، ولا سيما تلك التي تنص على حصرية السلاح بيد الدولة، والتي ستكون الجهة الوحيدة المخوّلة اتخاذ قرار السلم والحرب. إلا أن الأهم يبقى في مطالبة لبنان بضمانات مقابل أي صيغة توافق جديدة، على أن تكون الخطوة الأولى من الجانب الإسرائيلي، من خلال إعلان وقف عدوانه على لبنان. وهذه الصيغة، سبق أن تحدث عنها باراك، عندما اقترح وقف الاعتداءات لفترة وجيزة كاختبار للجانب اللبناني، أو إعلان هدنة لمدة أسبوعين.
وفي وقت تضع اللجنة المكلّفة اللمسات الأخيرة على صياغة الورقة اللبنانية، والتي لن تقتصر على كونها مجرّد رد على المقترحات، يعكف حزب الله على دراسة خياراته. فرفضه لورقة باراك لا يعني القطيعة مع الدولة بشأن الخطوات المستقبلية المتصلة بملف السلاح.
ومن خلال تصريحات أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، تُسجَّل ملاحظات من الحزب تتجاوز مضمون الورقة الأميركية، لتطال أداء السلطة في التعاطي معها. وهنا تحديدًا، يُسجّل اختلاف في القراءة بين طرفَي الثنائي، حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن يُعدّ ذلك خلافًا بالمعنى السلبي للكلمة.
ورقة بشروط تعجيزية
فحزب الله، الذي اعترض على مجرد قبول ورقة تتضمن شروطًا أميركية اعتبرها تعجيزية، يرى أن واشنطن لن تكتفي بما طُرح، بل ستواصل التصعيد ورفع سقف مطالبها، معتبرًا أن لبنان تسلّم، فعليًا، ورقة استسلام وليس مجرد اقتراحات. أما بري، وبوصفه رئيسًا لمجلس النواب وممثلًا للسلطة الثانية، فقد تسلّم الورقة الأميركية، ووافق على المشاركة إلى جانب الرئاستين الأولى والثالثة في مناقشتها. وعلى الرغم من تفهّمه لملاحظات حزب الله وتحفّظاته، فإن هواجسه من اندلاع عدوان إسرائيلي محتمل، دفعته إلى التعاطي مع الورقة في إطار النقاش الرسمي اللبناني.
وفي ظل هذا التباين، تم التوافق على صياغة مقترحات لبنانية تُعرض على حزب الله للتشاور بشأنها، مع التزام الجميع بها متى أُقرّت. ومن هنا بدأت المشاورات على أكثر من خط: بين حارة حريك، عين التينة، وبعبدا.
كان المطلوب من حزب الله إبداء مرونة تجاه أي مقترح لبناني يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة أو بقرار السلم والحرب، استنادًا إلى القرارات الدولية التي سبق أن التزم بها لبنان. واعتُبرت هذه الصيغة مخرجًا لموقف الحزب الرافض لمناقشة الورقة الأميركية، إذ يرى أن مسألة السلاح شأن داخلي يُناقش حصريًا مع رئيس الجمهورية، من دون أي تدخل خارجي.
جرّ لبنان إلى طاولة أميركا
لم يُعر حزب الله اهتمامًا لما قاله باراك بشأن كونه حزبًا سياسيًا، وأن المطلوب فقط هو تسليم السلاح الثقيل لحماية إسرائيل. فقد رأى في ذلك غزلاً لا يعكسه مضمون الورقة، ولا المهلة الزمنية المفروضة على لبنان لسحب السلاح، ولا الاتهامات الموجّهة للجيش بالتقصير، والتي بدت وكأن الهدف منها هو الدفع نحو صدام بين الجيش والحزب لانتزاع السلاح بالقوة.
من وجهة نظر الحزب، نجح الأميركيون في جرّ لبنان إلى طاولة التفاوض وفق شروطهم، بينما كان بإمكان لبنان رفض الدخول في أي نقاش جديد، والتمسّك بالاتفاقات القائمة، ومطالبة إسرائيل بتطبيقها. ولهذا، رفض الحزب الورقة الأميركية منذ البداية، واستغرب الرد الأميركي على ورقة لبنان متجاهلاً الهواجس اللبنانية.
وأمام الشروط الأميركية التي تحدد مهلًا وخطوات يفترض بلبنان تنفيذها، برز التوجّه إلى الاستناد إلى القرارات الدولية كمخرج مناسب لصياغة الرد اللبناني، بشكل لا يستفز واشنطن، وفي الوقت ذاته يُرضي حزب الله. وقد استُند في هذا السياق إلى بنود اتفاقية الهدنة، والقرار 1701، واتفاق الطائف، لتأكيد أن لبنان ينفذ التزاماته الموثقة، من دون تقديم تعهدات جديدة. وعلى هذا الأساس، جرى النقاش مع الحزب.
ومن بين الأفكار التي طُرحت على حزب الله: التأكيد على التزام لبنان باتفاقية الهدنة وسائر القرارات الدولية التي تؤكد حصرية قرار السلم والحرب بيد الدولة، مع التشديد على أن النقاش مع الحزب سيكون حول الصيغة اللبنانية، لا الشروط الأميركية.
باب الحوار
انحصرت اللقاءات التشاورية في تبادل الأفكار واستشراف إمكانات تتيح للبنان تقديم اقتراحات جديدة هدفها منع التصعيد الإسرائيلي وتقليل الضغط الأميركي.
منذ البداية، رفض حزب الله مناقشة مضمون الورقة الأميركية، معتبرًا أن لبنان كان يجب أن يجرّ الأميركي إلى ملعبه، لا العكس، من خلال التمسك باتفاق وقف إطلاق النار ورفض مناقشة أي صيغة بديلة قبل تنفيذه. ولهذا، تعمّد الحزب عدم منح شرعية للمقترحات الأميركية، لكنه، في الوقت نفسه، لم يغلق باب الحوار مع السلطة، وأبلغها استعداده لمناقشة الملفات معها حصريًا.
ويمكن إدراج رفع سقف التصعيد في المواقف، الذي ورد في خطاب أمينه عام حزب الله حزب الله، ضمن نظرية باراك نفسه: 'التفاوض يتطلب أحيانًا رفع السقوف من الطرفين لبلوغ نقطة التقاء في المنتصف'. فهل كان هدف الحزب دعم موقف الدولة التفاوضي؟
يستغرب حزب الله كيف أن ورقة الموفد الأميركي لم تتطرق إلى أي ضمانات مفترضة، ولم تُجب على الهواجس اللبنانية، ولم تأتِ على ذكر الانسحاب الإسرائيلي. وما تطلبه السلطة من الأميركيين هو خطوة تُعزز موقعها التفاوضي تجاه الحزب.
وبحسب المعلومات، فإن من بين المطالب اللبنانية التي طُرحت على باراك: وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والانسحاب من النقاط التي لا تزال محتلة، تمهيدًا للانتقال إلى نقاش جدي حول مسألة السلاح، وفق منطق 'خطوة مقابل خطوة'، شرط أن تكون الخطوة الأولى من جانب إسرائيل.
وفي اللقاء مع باراك، طرح الرئيس بري سؤالًا صريحًا: 'كيف يمكن بدء النقاش بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي؟' أما قصر بعبدا، فكان أكثر تشددًا، معتبرًا أن وقف العدوان شرط إلزامي لأي مسار تفاوضي.
لكن، وبموازاة النقاش حول الورقة الأميركية، جاءت التطورات الخطيرة في سوريا لتعيد ملف السلاح إلى واجهة الأولويات. إذ يخشى حزب الله من اندلاع حرب إسرائيلية مزدوجة على جبهتَي الجنوب والبقاع، معتبرًا أن سلاحه بات اليوم مطلبًا شعبيًا. فمن يضمن ألا يواجه العلويون المصير ذاته الذي واجهه الدروز؟ ومن يضمن عدم امتداد التهديد إلى لبنان، وخصوصًا إلى حزب الله نفسه؟
هكذا تتشابك التعقيدات، سواء في الورقة الأميركية التي يعتبرها الحزب 'مستحيلة'، أو في ما تفرضه تطورات سوريا من حسابات دقيقة وارتدادات خطيرة سيعكسها باراك في لقاءاته اليوم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن 'تقدم بطيء'
ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن 'تقدم بطيء'

التحري

timeمنذ 31 دقائق

  • التحري

ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن 'تقدم بطيء'

ينتظر لبنان الرد الأميركي على المذكرة اللبنانية الرسمية الذي تسلمها براك من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ، ويجري مروحة لقاءات واتصالات مع المسؤولين الفرنسيين في باريس ومع مسؤولين إسرائيليين في تركيا لنقل الطرح اللبناني إلى تل أبيب على أن يتسلم الجواب الإسرائيلي خلال أيام ثم يستمزج رأي إدارته في واشنطن ثم يعود إلى لبنان أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل لاستئناف المباحثات مع الجانب اللبناني والمتوقع أن تكون زيارة مفصلية وتحدّد ما إذا كانت الأجواء إيجابية أم أن التصعيد العسكريّ سيكون سيد الموقف في ظل استمرار إسرائيل في اعتداءاتها أمس الأول وأمس بشن سلسلة غارات على الجنوب. وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان ما من معطيات حول إمكانية بدء مجلس الوزراء مناقشة الجدول الزمني لتسليم السلاح، وأن المجلس سيستكمل في الوقت نفسه ملف التعيينات في اقرب فرصة ممكنة، مشيرة الى ان الاسبوع المقبل يبدأ التحضير لجلسة للحكومة كما ان الاسبوع المقبل يشهد زيارة لرئيس الجمهورية الى الجزائر. وفي هذه الزيارة تبحث ملفات ثنائية من الطاقة وغيرها من ملفات ذات اهتمام مشترك. الى ذلك فإن لرئيس الجمهورية سلسلة محطات خارجية الأبرز مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر ايلول المقبل. على ان الأهم، ما كشفه الرئيس جوزف عون عن قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، معتبرا ان هناك تجاوباً حول الافكار المطروحة، لكن المفاوضات تتقدم ببطء في هذا المجال'. وشدد على 'ان احداً لا يرغب في الحرب، ولا احد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف'. وقال في حديث له امس :' ما زلنا ننتظر نتائج تحركات السفير براك، والرد على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جداً، نريد التزام إسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس'. اما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد الرئيس عون 'ان الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار. اما ما يحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر انها اخبار مضللة هدفها ضرب العهد من اجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير'. وحذر رئيس الجمهورية، رداً على سؤال، 'من الدعوات التي ينادي بها البعض من اجل التسلح، معتبراً انها تعبّر عن عدم ثقة بالجيش اللبناني الذي يقوم بكل ما هو مطلوب منه بتفان وإخلاص وشجاعة، ان على صعيد محاربة الإرهاب، او مكافحة المخدرات، او الحفاظ على الامن والاستقرار، داعيًا الى التحقق من الاخبار قبل نشرها'. وأشارت مصادر رسمية متابعة لورقة التفاوض لـ 'نداء الوطن' إلى أن الصورة ما تزال ضبابية وحتى قاتمة والأجواء الأولية التي تأتي من واشنطن تلمح إلى أن رد تل أبيب سيكون سلبيًا، فهي لن تقبل بالانسحاب من التلال الخمس وتسليم الأسرى والسير بخطوة مقابل خطوة، ولن توقف الغارات والاستهدافات، بل تضع شرطًا وحيدًا وهو تسليم 'حزب الله' سلاحه فقط من ثم يتم البحث بالخطوات اللاحقة. وتوضح المصادر، أن لبنان عالق بين تشدد إسرائيل واستمرارها بتنفيذ أجندتها وبين إصرار 'حزب الله' على الضمانات، وبالتالي لن يحصل أي تقدم، لافتة إلى أن الرد الأميركي على الملاحظات اللبنانية لن يتأخر، لكن لبنان ينتظر وصوله ليبني على الشيء مقتضاه مع أن روحية الرد باتت معروفة. وعلم أنه كلما زاد منسوب التواصل بين الدولة و' حرب الله' وخصوصًا عبر قناة الرئيس نبيه بري كلما زاد تشدد 'الحزب'، وبالتالي لم يحدث أي تغيير في موقفه ما يدل على أن الأمور تزداد تعقيدًا.

حمادة: تفاعل الطلاب الناجحين يتحول إلى رصاص في صدر العدوّ
حمادة: تفاعل الطلاب الناجحين يتحول إلى رصاص في صدر العدوّ

ليبانون 24

timeمنذ 42 دقائق

  • ليبانون 24

حمادة: تفاعل الطلاب الناجحين يتحول إلى رصاص في صدر العدوّ

أقام فرع صور في الجامعة الأمريكية للثقافة والتعليم، حفل التكريم السنوي الثامن عشر لحملة الشهادات الجامعية من طلابها "دفعة الشهيدين حسين ياسين وعلي أبو خليل"، برعاية عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة، وحضور الوزير السابق مصطفى بيرم، مدير الجامعة أحمد دكور، إلى جانب الهيئتين الإدارية والتعليمية في الجامعة وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وعوائل شهداء وحشد من أهالي الطلاب المكرمين. وبعد دخول موكب الخريجين، ألقى النائب حمادة كلمة قدم فيها التهاني والتبريكات للطلاب المحتفى بهم، منوّها ب"التفاعل الذي نشهده من خلال هذه الفعاليات التي تأتي في ظل ظروف استثنائية مر بها الوطن ككل وهذه المنطقة بالذات"، مشيراً إلى أن "الجنوب في تراثنا وعلى مستوى الجغرافيا العربية دائمًا مقدّس، وله خلفيته الثقافية والحضارية المرتبطة بالثقافة والعلم والثورة". وقال: "أن الفرحة اليوم غير منسجمة مع واقع الحال، ومع ما يجب أن يكون، وأنا أعتقد أننا قوم أولى بالفرح من غيرنا، فنحن قوم أهل انتصار دائم؛ إذا انتصرنا فنحن ننتصر، وإذا استُشهدنا فنحن ننتصر، ومن الممكن أن يكون الشهيدان العزيزان اللذان تحمل دفعة الخريجين اسمهما قد ظلّلا هذا الوجود، فامتزجت الدمعة أحيانًا مع الفرحة. ولكن، في عمق الأمور، يُقال أيضًا إن هذه الدمعة هي دمعة فرح". وأضاف: "نحن في منطقة عزيزة وعظيمة، في أرض الله التي ارتبطت تاريخيًا بالله تبارك وتعالى، وبالإنسان، عندما نجتمع في هذه اللحظة على المستوى السياسي، وعدونا جاثم على بعض أرضنا، وقد ذهب عميقًا في استهداف وجودنا ورؤيتنا وثقافتنا وتعليمنا وتربيتنا ومجتمعنا وثرواتنا، ورغم كل ما مرّ وما يحدث لحظويًا، نواجه من خلال عناوين للمواجهة، ولعلّ أبرزها هو هذا العنوان الذي نجتمع فيه بحضور هيئات تعليمية وإدارية وأولياء طلاب وطلاب يحتفلون بتخرّج جامعي فيه من الأبناء الأعزاء من غادر التعليم لظروف معينة، ثم عاد ليكمل تعليمه، ويحوز على شهادة". وتابع: "هذه الدراسة التي استمرت ثلاث أو أربع سنوات، في قلب العاصفة اللبنانية ، استطاع أن يُنجزها، ويحصل على شهادته، ويتخرج أمام عدونا، ليقول له، ومن خلفه للعالم: إننا قوم، وإن كنّا أتقنّا البندقية، واحترفنا استخدامها، فإننا أيضًا نحترف العلم ، ونحترف الجلوس على مقاعد التربية والتعليم لنحوز شهادة، لنجمع بين شهادتين: شهادة في الجامعة، وشهادة في الميدان، وليختلط الدم مع النزف، مع الرؤية ومع الإنسان الذي يحمل لنصوغ أيقونة قد يراها البعض من أساطير هذا الزمان". ورأى النائب حمادة "أننا في أرض حملت الحرية منذ فجر التاريخ ولا تزال، وان البعض يعتقد أن هدف العدو الصهيوني محصور بالإرث أو بالمدعى لليهود في هذه الأرض، أو على مستوى الجغرافيا والاقتصاد، لكن الهدف الأعمق هو استهداف عنوان الإنسان في الإنسان، وان استهداف هذه المنطقة يأتي لأنها تشكل نقيضاً للعدو على مستوى العلم والتاريخ والرؤية وحتى العقيدة، وهي المنطقة التي شعّ منها الحرف، وصدّرت العلماء، وصدّرت للإنسان في غير بقعة من هذه الأرض معناه الحقيقي، لذلك لا يُستغرب أن نكون نحن فقط من انتصر للإنسان في غزة، قبل أن ننتصر لأخيه في الدين أو في الجغرافيا أو في العروبة". وأردف: "نحن كنا في موقع من قدّم لله الغالي والثمين، ومن لم تنجبه هذه الأمة، وإن شاء الله تنجب أمثاله، حتى أن البعض - وإن كان قليلاً - لامنا لأننا انتصرنا للإنسان، وكأنهم يريدوننا أن نغادر المعايير الإنسانية الدنيا، صارت إنسانيتنا تهمة، يُعَيّروننا لأننا لم نترك غزة وحدها، وكأنهم سالمون من ذاك الوحش الذي بدأ بغزة وأهلها وأطفالها ونسائها وهم يعلمون أو لا يعلمون أنه لن ينتهي بهم فقط". واعتبر أن "تفاعل الطلاب الناجحين اليوم بفرحهم وزغاريدهم انما يتحول إلى رصاص في صدر العدو، لأنه لا يريد لنا أن نتعلم، أو أن نذهب إلى مؤسساتنا، أو أن نحافظ على مدارسنا، أو على الإنسان الحقيقي والإشعاعي الذي عُرف به لبنان ، ووجه نداءً إلى الحكومة اللبنانية وخصوصًا في هذا الظرف التربوي، لضرورة إعادة بناء وترميم المدارس المتضررة خاصة في الجنوب وعلى كامل الجغرافيا اللبنانية، ومعالجة ملف حقوق الأساتذة والمعلمين، وخاصة المتعاقدين". وقال النائب حمادة: "بدعة الأستاذ المتعاقد بالساعة غير موجودة إلا في لبنان، وهي تشكل أمراً مرهقاً للتربية والتعليم، ومن خلال هذه التسميات، تُسقط حقوق المعلمين، وتُتخذ بحقهم قرارات مجحفة، مثل من يُدرّس سنة أو اثنتين، ثم يُقال له "لا يوجد لك حق مالي"، مضيفا "أما في القطاع الجامعي، نجد تمييزًا ومحسوبيات وتوظيفا زبائنيا وهذا لا يجوز، لأنه يتناقض مع ما عُرف به لبنان من اعتماد على التعليم والطب كمزايا تنافسية، نحن نستطيع من خلال التعليم أن نحسّن اقتصادنا، ونبني مجتمعًا أفضل، لكن للأسف فالبعض لا يلتفت ويضع رؤاه على حساب الطالب وعلى حساب المصلحة الوطنية. وعلى مستوى ملف المعادلات فكثير من الطلاب يتخرّجون، ثم ينتظرون سنة وأكثر لمعادلة شهاداتهم، وفي ظل هذا تضيع الفرص والوظائف". وفي هذا السياق، أكد النائب حمادة "أننا نتابع هذه الملفات تشريعيًا، قد ذهبنا بكتلتينا إلى مجلس النواب بأكثر من 25 قانونًا لتحسين التربية والتعليم في لبنان، ولدينا مجموعة من المشاكل منها على سبيل المثال، الطلاب الذين درسوا في سوريا – 280 طالبًا في الطب والصيدلة – أتوا من سوريا، ويجب تطبيق القانون اللبناني عليهم، وفق القانون 285 الصادر عام 2014، الطالب الذي ينتقل من جامعة أجنبية إلى لبنانية يقدم امتحانًا، وإذا نجح، يُحسب له 50% من مواده، هذا القانون معمول به ويجب تطبيقه". وختم: "علينا أن نسلك المسالك التشريعية، رغم أننا نُحمّل المسؤولية، نعم نحن مسؤولون كمشرعين، لكن للأسف مجلس النواب أصبح مجلس رجال أعمال لا مجلس تشريعيا إلا ما نَدَر، تسيطر فيه رؤوس الأموال، والتشريع تحول إلى عمل تجاري في كثير من الأحيان". بيرم من جانبه ألقى بيرم كلمة أشاد فيها بجهود الطلاب التي جعلتهم يتفوقون على أنفسهم، ويقدمون نموذجًا في النجاح، لأنه أعظم نجاح في العالم، معتبراً أن "أهم منافسة هي أن تنافس نفسك، وأن تكون نسخة جديدة من نفسك، وأن هذا هو النجاح الحقيقي لسبب بسيط، وهو أن الناس لا يريدون كلامًا كثيرًا، بل يريدون أفعالًا، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال". وتابع: "أريد أن أقول لهذه البيئة كلها بكل تنوعاتها، أننا لسنا مقطوعين من شجرة، ولسنا زوارًا على الزمن بل نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن، وإن الله عز وجل يقول إنّ الصراع دائم في الخليقة، في كل زمن، هو بين من يحملون مشعل الحق -وهم قلة- وبين من يحملون مشعل الباطل -وهم كثرة- وأكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون ولا يشكرون ولا يعقلون، وأن قلة تغيّر النتائج، في كل زمن هناك قلة". وأضاف: "الله يقول: ولولا هذه القلة لفسدت الأرض وانتهى المشروع الإلهي، وانتهت الغاية من خلق الإنسان) واذا جئنا نطبّق هذا الكلام على زمننا، فسنجد بكل موضوعية وبكل فخر، أننا نحن أهل الحُجّة الأخلاقية، ونحن الضمير الإنساني الفعّال في زمن النذالة والتفاهة والضمائر الميتة، على مقربة منا يشاهدون إبادة، ولا يهتزّ لها أحد سوانا، وقد قدّمنا أغلى ما لدينا، وقدمنا أغلى القرابين، قدمنا أحبّاءنا من أجل القيمة الإنسانية لأننا نحن أصبحنا حاجة للضمير الإنساني، وحاجة للنوع الإنساني، بل إنني أتجرأ أن أقول: والله، لولانا لتحوّلت البشرية إلى مخلوقات أخرى". دكور وكانت كلمة لمدير الجامعة بارك فيها للطلب وذويهم هذا التخرج متمنياً لهم الغد المشرق والتوفيق في مسيرتهم العملية، فيما حيا تضحيات الشهداء الذين رسموا الطريق التي تمكّننا من مواصلة نشر الثقافة والتعليم في هذا الوطن، ثم وزعت الشهادات والدروع التقديرية على الخرّيجين.

ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي
ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي

كشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن حكم تعاطى الحشيش. وقال أسامة الأزهري: إن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، وحذر من محاولات البعض تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور والتهاون فى هذا الأمر. ونوه أنه لن يطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حرمته، ووسف يكتفى بالإشارة الى كتاب الإمام بدر الدين الزركشي (زهر العريش في تحريم الحشيش)، وهو مطبوع ومشهور ومتداول، وكتاب آخر في ذلك من تأليف العلامة السيد عبد الله بن الصديق اسمه: (واضح البرهان، على تحريم الخمر والحشيش في القرآن) وهو أيضا مطبوع عدة مرات. ولفت الى أن الاستسهال والادعاء أن الحشيش حلال خطأ فادح، وخصوصا لدى من يتعرض لقيادة الحافلات أو السيارات، فإنه حينئذ لا يرتكب محرما فقط بل يعرض حياته وحياة غيره للخطر، وإثم ذلك عند الله عظيم. الشيخ محمد أبو بكر يهاجم فتوى إباحة الحشيش أكد الشيخ محمد أبو بكر، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، أن تحريم الخمر والحشيش وكافة أشكال المخدرات قطعي لا خلاف عليه شرعًا، ولا جدال فيه قانونًا، رافضًا أي محاولة لتبرير هذه المواد أو التهوين من حرمتها. وعبر منشور نشره على صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، أوضح الشيخ أبو بكر أن من الأفضل في بعض الحالات أن يعتزل البعض العمل الدعوي إذا كان وجودهم يفتح بابا للطعن في الإسلام، أو يتخذ ذريعة لتشويه الدين، مؤكدًا أن ذلك يخدم مصلحة الدعوة نفسها. وأشار إلى أن ليس كل علم يقال على الملأ، فبعض المعلومات لا ينبغي نشرها على العامة، لأن الدين يأمرنا بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، وليس بإثارة قضايا تضلل العقول وتربك المفاهيم. واستشهد الشيخ أبو بكر بكلام النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال للشاب: "أفترضاه لأمك؟"، مضيفًا: وأنا أقول لكل من يزعم زورًا بجواز الحشيش: أفترضاه لابنك؟ لابنتك؟. وأكد بكل وضوح أن الخمر والحشيش وسائر أنواع المخدرات محرمة شرعًا بإجماع العلماء، ومجرّمة قانونًا بلا نقاش ولا استثناء، ومن يزعم خلاف ذلك، فإن قوله شاذ مردود ومناقض للإجماع، ومجرد محاولة يائسة لركوب موجة الترند بحثًا عن شهرة أو جدل لا قيمة لهما. ووجه رسالة قوية إلى الصحفيين والإعلاميين، مؤكدًا أن نقل مثل هذه التصريحات يمثل طعنًا في الإسلام، وهدمًا للقيم، وتكديرًا للسلم المجتمعي، داعيًا إلى الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، والحرص على حماية عقول الأجيال. وفي ختام حديثه، وجه الشيخ محمد أبو بكر نداءً إلى كل من له صلة أو قرب أو معرفة بصاحبة التصريح المثير للجدل، مطالبًا بأن تسدى لها نصيحة مخلصة، مفادها أن الإسلام يواجه خصومًا كُثرا، وأن شباب الأمة يواجهون تحديات جسيمة، والوطن لا يحتمل مزيدًا من الفوضى الفكرية. وشدَّد أخيرًا على أن جميع المسكرات والمخدرات والمفترات ستظل محرمة بالإجماع، إلى يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين. القصة الكاملة لفتوى الدكتورة سعاد صالح ورد الأوقاف أثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الجدل مرة أخرى بفتوى غريبة عن حكم شرب الحشيش، تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي وتابعتها المؤسسات الدينية. فتوى سعاد صالح عن الحشيش وقالت الدكتورة سعاد صالح، في فتوى جديدة لها، إنه يجوز تدخين الحشيش لانه لا يذهب العقل كما هو الحال للخمور ، كما أكدت أنه يجوز ترقيع غشاء البكارة من باب الستر للمسلمة. وتسببت هذه الفتوى في حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين تداولوا فتوى الدكتورة سعاد صالح وعبروا عن استيائهم منها بشكل كبير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store