logo
زيارة ترمب: من الرياض تتغير المعادلات

زيارة ترمب: من الرياض تتغير المعادلات

عكاظ١٣-٠٥-٢٠٢٥

تأتي زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية في لحظة دقيقة من التحولات الإقليمية والدولية، لتؤكد مجدّدًا أن الرياض تقف في قلب التوازنات الكبرى في المنطقة، بوصفها لاعبًا محوريًا وركيزة للاستقرار والتنمية. هذه الزيارة، التي تشمل أيضًا قطر والإمارات العربية المتحدة، تحمل أبعادًا إستراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي، إذ تنطوي على ملفات عميقة تلامس جوهر العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الشامل الذي لا يقتصر على المصالح الآنية، بل يرسم ملامح الشراكة المستقبلية بين الطرفين. المملكة العربية السعودية، التي تقود مشروعًا تنمويًا ضخمًا يعيد تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، ترى في التعاون الاقتصادي مع واشنطن فرصة نوعية لتعزيز قدراتها في مجالات متقدمة ومفصلية، خصوصًا أن هذه الاتفاقات المنتظرة ستشمل مجالات كانت محور قيود في السنوات السابقة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والبرنامج النووي المدني. وهذا التطور لا يعكس فقط تحولًا في السياسة الأمريكية بقيادة ترمب، بل يعكس أيضًا ثقة متبادلة في الرؤية السعودية التي تجسدها طموحات الأمير محمد بن سلمان، وتوجهات المملكة الإستراتيجية الجديدة. ومما يضفي على هذه الشراكة بعدًا خاصًا أن إدارة الرئيس ترمب لا تضع شروطًا سياسية تتعلق بمسائل سيادية أو خاضعة لمعادلات إقليمية معقدة، بل تتيح المجال لتعاون حر ومرن يقوم على المصالح المشتركة. وفي هذا السياق، لا بد من التوقف عند مسألة التطبيع مع إسرائيل، حيث تجدّد المملكة موقفها الثابت بأن أي تقارب لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى المبادرة العربية ويضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. هذا الموقف يعكس انسجامًا عميقًا بين التزامات المملكة تجاه قضايا الأمة وواقعية إدارتها للملفات السياسية، وهو في الوقت نفسه مؤشر على أن الرياض لا تنظر إلى السلام كخيار مجتزأ، بل كمشروع شامل يجب أن يحقق الكرامة والعدالة للشعوب. إدارة ترمب، بدورها، تبدو أكثر وعيًا بهذه الرؤية، وقد أدركت أن هناك إرادة إقليمية تمثلها المملكة تدفع نحو الاستقرار والازدهار، في مقابل إرادة أخرى تسعى إلى تأجيج الصراعات وإبقاء المنطقة في حالة توتر دائم، وهي الإرادة التي تمثلها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي لا تنسجم بالضرورة مع مصالح الشعب الإسرائيلي نفسه، بل تفوّت فرصة تاريخية لصناعة السلام. وفيما تتنوع الملفات المطروحة على طاولة الحوار، من وقف الحرب في غزة إلى محاولة إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، مرورًا بزيادة التعاون الأمني والعسكري والنقاش حول مستقبل الوضع في سوريا، تظهر المملكة كقوة دفع رئيسية تعمل على نزع فتيل الأزمات لا إشعالها، وتؤدي أدوارًا دبلوماسية فعّالة، لا سيما في ما يتعلق بدعم سوريا والتخفيف من آثار العقوبات على إدارتها الجديدة، بما يمكّنها من تحمّل مسؤولياتها في مرحلة دقيقة من إعادة الإعمار الوطني. وفي ظل هذا المشهد، تتجه الأنظار من فلسطين إلى لبنان، ومن سوريا إلى اليمن، إلى الرياض، التي تثبت من جديد أنها ليست فقط عاصمة القرار الخليجي، بل مركز التوازن الدولي، ومحور التأثير الإيجابي الذي باتت الشعوب تتطلع إليه بحثًا عن الاستقرار والمستقبل الأفضل.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة توافق على لقاح جديد لـ«كوفيد - 19» من إنتاج شركة «موديرنا»
الولايات المتحدة توافق على لقاح جديد لـ«كوفيد - 19» من إنتاج شركة «موديرنا»

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

الولايات المتحدة توافق على لقاح جديد لـ«كوفيد - 19» من إنتاج شركة «موديرنا»

وافقت الولايات المتحدة، مساء أمس (الجمعة)، على لقاح جديد لـ«كوفيد - 19» من إنتاج شركة «موديرنا»، لكن مع فرض قيود على الفئات التي يمكنها استخدامه، حيث لا يعد بديلاً للقاح الحالي للشركة، بل يعدّ خياراً ثانياً إضافياً. ويعد اللقاح الجديد، الذي يعرف باسم «إم نيكس سبايك» خطوة نحو لقاحات كورونا من الجيل القادم، إذ يتم تصنيعه بطريقة تسمح باستخدام جرعة أقل، تعادل خمس جرعة اللقاح الحالي «سبايكفاكس»، من خلال تحسين استهدافه لجهاز المناعة. وقال ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لشركة «موديرنا»، في بيان اليوم (السبت): «تشكل هذه الموافقة أداة مهمة جديدة لحماية الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة الحادة بـ(كوفيد - 19)». عقار شركة «موديرنا» الأميركية (رويترز) ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام اللقاح الجديد للأشخاص البالغين من العمر 65 عاماً فأكثر، وللذين تتراوح أعمارهم بين 12 و64 عاماً ممن يعانون من حالة صحية واحدة على الأقل تزيد من خطر الإصابة الحادة بالفيروس. وتتطابق هذه القيود مع تلك المفروضة على لقاح آخر لـ«كوفيد - 19» من إنتاج شركة «نوفافاكس» المنافسة. ويمثل هذا التحول تغيراً في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع لقاحات «كوفيد - 19»، في ظل وجود شكوك مزدادة حول اللقاحات أثارها وزير الصحة روبرت كيندي جونيور وبعض مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. يذكر أن لقاح «موديرنا» الحالي لا يخضع لمثل هذه القيود، ويستخدم منذ فترة طويلة لجميع الفئات العمرية من 6 أشهر فأكثر. وأكدت الشركة أنها تتوقع طرح كلا اللقاحين في الخريف المقبل.

الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار" بشأن تايوان
الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار" بشأن تايوان

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار" بشأن تايوان

مباشر: وجهت الصين تحذيرًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة السبت، داعية إياها إلى التوقف عن "اللعب بالنار" في ملف تايوان، وذلك في أعقاب تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث خلال مشاركته في منتدى أمني عقد في سنغافورة. وفي كلمته، حذر هيغسيث من أن الصين تسعى لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة آسيا، مؤكدًا التزام بلاده بدعم حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأضاف أن الجيش الصيني يعمل على تطوير قدراته ويجري تدريبات فعلية لشن هجوم محتمل على تايوان. ورداً على هذه التصريحات، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها قدمت "احتجاجًا رسميًا" إلى واشنطن، معربة عن "أسفها الشديد" للمواقف الأمريكية. وشددت في بيانها على أن "الولايات المتحدة يجب ألا تستخدم قضية تايوان كورقة مساومة لاحتواء الصين، ويجب عليها ألا تلعب بالنار". وكان لافتًا غياب وزير الدفاع الصيني دونغ جون عن المنتدى، حيث أكدت بكين أن تايوان "شأن داخلي" لا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه. كما وجه هيغسيث اتهامًا إلى بكين بأنها تستولي على أراضٍ في بحر الصين الجنوبي وتحولها إلى منشآت عسكرية بطرق غير قانونية. وتطالب الصين بالسيادة شبه الكاملة على هذا الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 60% من التجارة العالمية، رغم صدور حكم قضائي دولي ينفي وجود أساس قانوني لهذه المطالب. في المقابل، نفت وزارة الخارجية الصينية وجود أي تهديد للملاحة في المنطقة، مؤكدة التزامها بحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية وفقًا للقانون الدولي. كما اتهمت الولايات المتحدة بتصعيد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتحويلها إلى "برميل بارود" من خلال تعزيز وجودها العسكري ونشر الأسلحة في بحر الصين الجنوبي. تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

وزير الداخلية يتابع سير العمل في مركز العمليات والتحكم بقطار المشاعر المقدسة في مشعر عرفات
وزير الداخلية يتابع سير العمل في مركز العمليات والتحكم بقطار المشاعر المقدسة في مشعر عرفات

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

وزير الداخلية يتابع سير العمل في مركز العمليات والتحكم بقطار المشاعر المقدسة في مشعر عرفات

تابع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للأمن الصناعي، اليوم، سير العمل في مركز العمليات والتحكم بقطار المشاعر المقدسة في مشعر عرفات. واستمع سموه خلال الزيارة إلى شرح موجز من معالي محافظ الهيئة العليا للأمن الصناعي المهندس عالي بن محمد الزهراني، عن مهام المركز المتمثلة في مراقبة ومتابعة الحركة التشغيلية لقطار المشاعر المقدسة وفق الخطط المُعتمدة للتنقل بين المشاعر المقدسة، إضافة إلى التدخل المُباشر في حالات الطوارئ، والإشراف على تفعيل خطط الطوارئ والإخلاء والنقل البديل، والإشراف على تنظيم مختلف أعمال الجهات المساندة لإدارة الأمن الصناعي في قطار المشاعر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store