
لبنان يضع خطة ديبلوماسية متكاملة
ميشال نصر – الديار
من اليوم الى ٣١ آب، موعد التمديد لقوات الطوارئ الدولية، تخوض الدولة اللبنانية حربا ديبلوماسية على الجبهة الجديدة التي 'بكرت' الادارة الاميركية في فتحتها، من باب ممارسة المزيد من الضغوط على الدولة اللبنانية، ضمن مشروع واشنطن لتطويق حزب الله وسحب سلاحه، في محاولة لتعديل القرار ١٧٠١ مواربة، من باب التمديد لليونيفيل.
ففي تقرير 'سري' رفعته قيادة 'اليونيفيل' الى مرجعيتها في نيويورك، جاء فيه ان الاخيرة تتعرض 'لضغوط مختلفة تعرض مهمتها للخطر، مع تصاعد المخاطر على مقراتها وجنودها'، متحدثا عن ضغوط سياسية وعسكرية، من قبل الجانبين الاسرائيلي، واللبناني، الذي يصر على الالتزام الكامل و'الدقيق' بنص القرار ١٧٠١ والمذكرات والاتفاقات المرافقة، مضيفا ان القوات الدولية تعاني كذلك من مصاعب كبيرة في ادارة عملياتها.
من الواضح أن الدولة اللبنانية، باتفاق كامل بين الرئاسات الثلاث، مصرة على ضرورة التمديد لقوات الطوارئ الدولية، بدون تعديل مهامها، وهو ما يردده المسؤولون على مسامع الديبلوماسيين الدوليين، وسيكررونه رسميا خلال المباحثات مع الوفد الاميركي الذي سيزور بيروت في غضون ايام، لمناقشة الملف والاطلاع على الموقف اللبناني، حيث تشير اوساط وزارية الى ان لبنان وضع خطة ديبلوماسية متكاملة لمواجهة اي محاولات للتغيير في الوضع القائم، وان اتصالات ستجري مع الدول الاعضاء في مجلس الامن، لحشد الدعم اللازم للموقف اللبناني.
المصادر رأت ان الموقف الاميركي هو نتيجة طبيعية للضغوط التي تمارسها اسرائيل على واشنطن وحلفائها، بهدف تعديل صلاحية 'الحركة الامنية' لليونيفيل ودورها، من خلال حركة تفتيش وتعقب استثنائية، بدون مرافقة الجيش والتنسيق معه، ما سيخلق اشكالات بينها وبين الاهالي، تماما كما حصل خلال الايام في اكثر من منطقة وقرية.
اوساط ديبلوماسية مواكبة للاتصالات الجارية في نيويورك، اشارت الى ان الموقف الدولي ثابت حتى الساعة، وان كان السقف الاميركي العالي، هدفه النهائي تعديل قواعد الاشتباك، وتركيبة القوة الدولية، اكثر منه سحب اليونيفيل وانهاء مهامها، معتبرة ان نقاط ضعف الحملة اللبنانية المضادة تتمحور حول:
-الاتفاق الدولي الاميركي – الروسي، على خلفية التعاون والتنسيق في اكثر من ملف على صعيد النزاعات حول العالم من اوكرانيا الى سورية.
-التغيير الذي لحق بتوازنات القوى بعد الحرب الاخيرة وما نتج منها من تداعيات، عززت الموقف الاسرائيلي.
-المفاوضات الاميركية – الايرانية وما سيكون لها من انعكاسات على الوضع اللبناني.
-العلاقة المتوترة بين باريس وحزب الله، على خلفية المواقف الاخيرة للرئيس ايمانويل ماكرون، دون اغفال ان العمود الفقري للقوة الدولية هو الكتيبة الفرنسية، والتي تؤدي دورا محوريا في الجنوب، نظرا لعديدها ومهامها.
ورأت الاوساط ان جلسة الاستماع الاخيرة التي عقدها منذ قرابة الشهر مجلس الامني الدولي، والتي استمع خلالها الاعضاء لاحاطة كاملة من الامين العام حول تطبيق القرار ١٧٠١، بينت بعضا من القطب المخفية، اذ اشار الى نقطتين اساسيتين ضروريتين لاستمرار قيام اليونيفيل بمهامها: الاولى، الحصول على حرية حركة كاملة بمعزل عن مؤازرة ومواكبة الجيش اللبناني، وهو ما بدأت بممارسته في الفترة الاخيرة، والثانية، الدعم التقني واللوجستي، والمقصود به تركيب شبكة كاميرات ورصد، والسماح لها باستخدام المسيرات، علما ان احدى وحداتها سبق واستقدمت الى لبنان اجهزة للتشويش على المسيرات.
وفي هذا السياق تشير مصادر جنوبية مقربة من حزب الله أن 'أي تعديلات قد تلحق بمهمة 'اليونيفيل' وقواعد حركتها في منطقة انتشارها مرفوضة شعبيا، فإذا ما أرادت الامم المتحدة ان تحافظ على علاقة مستقرة مع أهالي القرى في منطقة عملها، عليها أن تحرص على التنسيق مع الدولة وأجهزتها ولا سيما الجيش وأن تتحرك بالتلازم معه'، معتبرة 'أن من الخطورة بمكان أن تبرز القوة الدولية كأنها تسعى الى هدف واحد هو مساعدة الإسرائيلي، والحرص على استرضائه عبر تلبية شروطه ومتطلباته والتحول إلى أداة لحماية أمنه'.
وختمت المصادر مبدية خشيتها من ان يكون الهدف هو محاولة 'زرك وضغط' اضافي على المستويين السياسي والعسكري، وخلق اشكال بين حارة حريك والدولة اللبنانية، لفرض الاجندة والتوقيت الدوليين في ما خص ملف السلاح، مستبعدة ان تنجح تلك المحاولة في احداث خلاف على الارض بين بيئة الحزب والجيش اللبناني.
يشار الى انه جرى تعديل مهام 'اليونيفيل' اكثر من مرة منذ انشائها: الاولى، بعد الاجتياح الإسرائيلي لبنان سنة 1982، الثانية، بعد تحرير الجنوب في 25 أيار 2000، الثالثة، بعد حرب تموز ٢٠٠٦ مع صدور القرار ١٧٠١، الذي فرض توزيع صلاحياتها وتعزيز عديدها، الذي يضم حاليا حوالى 10 آلاف جندي، من نحو 48 دولة، يتم استبدالهم كل 6 أشهر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ يوم واحد
- المدى
العامل الأمني يطغى على الجنوب أكثر من العامل الانتخابي
ما إن طويت صفحة نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، حتى اتجهت الاهتمامات نحو الجولة الرابعة والأخيرة للانتخابات في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجري السبت المقبل. وتختلف ظروف هذه الجولة عن سابقاتها بأن العامل الأمني يطغى عليها أكثر من العامل الانتخابي، نظراً إلى المخاوف القائمة رسمياً وسياسياً وشعبياً من أن تحصل تطورات ميدانية إسرائيلية تؤدي إلى تعطيلها كلياً أو جزئياً. وما يبقي هذه المخاوف قائمة، على رغم استبعاد أوساط معنية تطورات بحجم تعطيلي كامل للعمليات الانتخابية، أن المسؤولين اللبنانيين لا يزالون قبل أيام قليلة من موعد الجولة الرابعة يتحدثون عن السعي إلى ضمانات أميركية وفرنسية وأممية، أي الجهات التي رعت اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الماضي، توفّر المرور الآمن للانتخابات وتحول دون تعطيلها. ولذا تتكثف الاتصالات الديبلوماسية في هذا السياق من دون إغفال عامل سلبي آخر يثير الاستغراب والشبهة إلى حدود واسعة. ويتمثل هذا العامل في تكثيف لافت للتعرّض للقوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل'، إذ يكاد لا يمر يوم إلا وتتعرض دوريات اليونيفيل في بلدات وقرى جنوب الليطاني للتقييد والواجهات بحجج وذرائع باتت تكشف تباعاً نهجاً ثابتاً لدى 'حزب الله' بالتحريض على اليونيفيل والتخفي وراء 'الأهالي'. وتترقّب الأوساط المعنية بحذر شديد مسار هذا النهج السلبي من دون أن تمتلك تفسيرات كافية حيال أهداف 'الحزب'، في حين يتشبث لبنان الرسمي أكثر من أي وقت سابق باليونيفيل وانتشارها إلى جانب الجيش اللبناني لضمان تنفيذ كامل للقرار 1701، علماً أن الاستعدادات بدأت للتمديد لليونيفيل في آب المقبل.


المدى
منذ 2 أيام
- المدى
انتخابات بلدية بيروت.. لولا 'الثنائي' لخسرت كامل اللائحة
سجّلت في بيروت نسبة اقتراعٍ مشابهة لما سجّلته في عام 2016 (20.14 %)، مع فارق بسيط لم يتعدّ الـ1% هذه المرّة، بوصول النسبة إلى نحو 21 في المئة. وقد تقصّد «الثنائي الشيعي» اثبات انه حامي المناصفة، من خلال تجيير «بلوك» وصل إلى نحو 19 ألف ناخب لمصلحة «بيروت بتجمعنا». ووفق مصادر مراقبة، فانه لولا «الثنائي» لخسرت كامل اللائحة، وهو اراد ان يثبت أنّه الوحيد القادر على حماية المسيحيين والأقليّات، بعد غياب «تيار المستقبل» عن الساحة. وبعدما وعد بتأمين عشرة آلاف صوت للائحة، رفع نسبة حضور جمهوره الى 19 الفًا، من دون عمليّات استنفار عام، وتم التركيز فقط على الناخبين القاطنين قرب العاصمة. وكانت ماكينة حزب الله الأكثر حضوراً على صعيد تأمين النقل من بيروت وخارجها. سنيا، امنت ماكينة جمعية «المشاريع» البلوك الانتخابي السني الذي وعدت به. في المقابل، بدت ماكينة النائب فؤاد مخزومي مبتدئة عاجزة عن استقطاب الشارع السنّي. في المقابل، تمكنت لائحة «بيروت بتحبك» برئاسة العميد المتقاعد محمود الجمل، مدعوماً من النائب نبيل بدر و الجماعة الإسلاميّة»، من حصد ارقام سنية وازنة، نجحت في ايصاله الى المجلس البلدي بفارق نحو 1300 صوت، وقد تولت «الجماعة الاسلامية» نقل الناخبين الموجودين خارج بيروت. الاقتراع المسيحي وأظهرت نسب الاقتراع مسيحيا، تقاربها مع نسب الاقتراع في عام 2016 ، لكن اللافت ان مزاج النّاخب المسيحي لم يكن هذه المرة لمصلحة لائحة «بيروت مدينتي»، التي حصدت نحو 60% من أصوات المقترعين في الدورة الاخيرة. وكان لافتا البلوك الذي امنه حزب «الطاشناق» بنحو 4 آلاف صوت ، لمصلحة لائحة «بيروت بتجمعنا»، حيث ارتفع عدد الناخبين الأرمن عمّا كان عليه في عام 2016، بوصول العدد إلى أكثر من 5 آلاف و500، وقد فشلت النائبة بولا يعقوبيان في التأثير في الصوت الأرمني.


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
التزكية تتقدم.. القرى الحدودية الجنوبية تشارك بالاستحقاق البلدي رغم الخطر الإسرائيلي
تتحضر القرى الحدودية الجنوبية لخوض الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، على رغم المعاناة والمخاطر الأمنية والأجواء المرعبة، الذي يتسبب به الهدير المستمر للطائرات الحربية الإسرائيلية و«أزيز» المسيرات التي تنفذ برنامجها اليومي في الانقضاض والاستهداف للسيارات والمواطنين.. مخاطر تدفع الأهالي إلى التفكير مليا بالحضور إلى قراهم حفاظا على أرواحهم وسلامة عائلاتهم من الاعتداءات الإسرائيلية. والى تحرص قيادات الثنائي حركة «أمل» و«حزب الله»، المعنية مباشرة كونها القوى الأساسية المؤثرة في قرار تلك القرى، تجهد في المقابل لتعميم ثقافة التوافق للتزكية في البلدات الحدودية، كرد على المطامع والنيات الإسرائيلية التي تهدف إلى إبعاد الأهالي عن القرى المتاخمة للحدود. وقد نجحت مساعي التوافق في أن تكون السمة الأساسية في العديد من القرى الحدودية والجنوبية، لتوفير المعاناة والإرهاقات عن المواطنين، كما أعلنت «أمل» والحزب. وبدا واضحا ان التنافس الانتخابي بقي مسيطرا على العديد من البلدات، لاسيما تلك التي يسجل فيها حضور مؤيدين للقوى اليسارية أو حركات التغيير والمجتمع المدني. من تلك القرى بلدة طير حرفا الحدودية المدمرة والتي تقع في قضاء صور، بالقرب من رأس الناقورة. يبلغ عدد ناخبيها 2832. وأعلن عن تشكيل لائحة برئاسة ياسر إبراهيم عطايا مكتملة من 12 عضوا وتضم تحالف «الثنائي»، في مواجهة عضوين من «قوى التغيير». الظروف المؤلمة والصعبة، لم تمنع الأهالي من ممارسة حقهم الديموقراطي، فكان ان تم وضع قلمي الاقتراع المخصصين للبلدة، في المدرسة الرسمية بمنطقة المساكن الشعبية في صور - البص. وقال رئيس بلدية طيرحرفا قاسم حيدر لـ «الأنباء»: «الظروف صعبة للغاية لدى الأهالي خصوصا كبار بالسن. ومعظم أهالي البلدة يعيشون في الشتات في منطقة الزهراني والعاصمة بيروت، كون البلدة مدمرة بآلة الحرب الإسرائيلية، وهي لا تصلح للحياة أو للانتخابات او أي شيء آخر. مقومات الحياة مفقودة، والخطر الإسرائيلي سيد الموقف». وتابع: «سعينا إلى التوافق للتخفيف عن الناس الأعباء في هذه الظروف الصعبة. وجهدت القوى السياسية في المنطقة المتمثلة بالحزب والحركة للوصول إلى صيغة توافقية، إلا ان الأمر تعذر تحقيقه». وأشار إلى «ان أولوية المجلس المنتخب عودة الأهالي إلى بلدتهم وإعادة إعمارها»، داعيا الدولة «إلى التوجه جنوبا وتثبيت حضورها، وخصوصا في القرى الحدودية». التوافق والفوز بالتزكية أعلن عنه في العديد من البلدات، ومنها جارة طيرحرفا كالجبين والبستان وشمع وعلما الشعب والزلوطية والناقورة، بحسب ما أكد رئيس بلديتها عباس عواضة لـ «الأنباء» كاشفا عن «ان المجلس البلدي على طريق التزكية». الوضع مختلف في بلدة برج الملوك (قضاء مرجعيون)، وغالبيتها من الطوائف المسيحية (الروم والكاثوليك والموارنة والبروتستانت)، والتي تعرضت لاحتلال أجزاء من أراضيها، وتصدع وتدمير عدد من منازلها. وستشهد البلدة معركة انتخابية كما قال رئيس بلديتها الياس سليمان، مؤكدا إجراء الانتخابات في البلدة، على رغم كون نصفها مهدم». وأشار إلى وجود تنافس بين لائحتين مكتملتين من 9 أعضاء واحدة برئاسته. ولفت إلى «ان المختار فاز بالتزكية». وأشار إلى ان «محاولات التوافق لن تغب عن البلدة، التي سعت عائلاتها إليها. إلا أن الظروف والأوضاع التي تعيشها برج الملوك، إضافة إلى خيارات الناس، فرضت المعركة الانتخابية». وقال ان صناديق الاقتراع ستوضع في نادي البلدة الملاصق للبلدية. وتوقع مشاركة ضئيلة «كون الخوف هو المسيطر على المنطقة والأهالي نتيجة الاستهداف والخطر الاسرائيلي». ومن المجالس البلدية التي فازت بالتزكية كل من: بستيات والزلوطية ونفاخية والكنيسة والحنية ودير قانون رأس العين ووادي جيلو ودبعال وعلما الشعب وطورا والجبين وبافليه ويانوح وصديقين والقليلة والمنصوري والحلوسية وقانا (قضاء صور)، وخربة سلم وعيتا الجبل والغندورية والطيري ويارون وكونين (قضاء بنت جبيل).