logo
العملية العسكرية التي "ضربت كل المنطق"

العملية العسكرية التي "ضربت كل المنطق"

أخبارنامنذ 5 ساعات

أخبارنا :
تعد معركة "باغراتيون" واحدة من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، يكفي للدلالة على ذلك أن أكثر من مليوني ونصف المليون جندي وضابط شارك فيها من الجانبين.
بدأت هذه المعركة وكانت ساحتها بيلاروس خلال "الحرب الوطنية العظمى" في 23 يونيو 1944، وتواصلت لمدة 15 يوما، وانتهت بتحرير بيلاروس وقسم من دول البلطيق وبولندا من الاحتلال النازي.
زخم هذه المعركة الهائل عبّر عنه دوايت أيزنهاور، قائد قوات الحلفاء الأعلى في أوروبا وقتها بقوله في رسالة بعث بها إلى السفير الأمريكي لدى الاتحاد السوفيتي بقوله: "أُشير على خريطتي إلى تقدم الجيش الأحمر، فأشعر برهبة هائلة من السرعة التي يُدمر بها قوات العدو المسلحة".
على الرغم من أهمية هذه المعركة الكبرى إلا أنها اقل شهرة على المستوى العالمي من معركة موسكو "1841 – 1942"، ومعركة ستالينغراد "1942 – 1943"، وملحمة كورسك الأسطورية عام 1943.
على الرغم من ذلك، يؤكد الخبراء العسكريون أن العمليات العسكرية في معركة "باغراتيون" تتفوق على جميع العمليات الأخرى التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية من حيث الحجم والأهمية وتعقيد خطتها وسرعة تنفيذها.
العديد من الخبراء والمتخصصين يعتقد أيضا أن "باغراتيون" كانت أكبر هزيمة عسكرية للقوات المسلحة الألمانية في كامل تاريخها. بما في ذلك في أوروبا.
بهذا الشأن كتب الجنرال الألماني سيغفريد ويستفال قائلا: "خلال صيف وخريف عام 1944، عانى الجيش الألماني من هزيمة تجاوزت حتى هزيمة ستالينجراد... في ذلك الوقت كانت ألمانيا تسقط بلا هوادة في الهاوية".
يتفق المؤرخ والمحلل العسكري البريطاني جون إريكسون مع هذا الرأي ويقول: "كانت هزيمة مجموعة جيش المركز من قبل القوات السوفيتية أكبر نجاح حُقق نتيجة لعملية واحدة. بالنسبة للجيش الألماني، كانت كارثة ذات أبعاد لا يمكن تصورها، أكبر من ستالينغراد".
قبيل المعركة، كانت القيادة الألمانية على يقين بأن الجيش الأحمر سيهاجم. ولكنها لم تكن تعرف المكان والتوقيت. رسى الرأي لديها على أن السوفييت سيهاجمون في أوكرانيا، وكان القادة الألمان يظنون أن الطبيعة تسد "بوابة بيلاروس" بالغابات وشبكة كثيفة من الأنهار وسط السهول الواسعة والمستنقعات.
يتحدث عن ذلك الجنرال بافيل باتوف، قائد الجيش السوفيتي قائلا: "آمن الجنرالات الألمان بشكل أعمى بالعلامة الطبوغرافية التقليدية، المستنقع غير السالك، واستسلموا للفكرة المريحة بأننا لن نكون قادرين على التقدم بأي شكل من الأشكال هنا من خلال المستنقعات المتتالية.. ومع ذلك، توصلت القيادة السوفيتية إلى رأي مختلف، وكان قائما على الثقة في القوة. ومهارة الجندي الروسي واستكشاف شامل للمستنقعات".
قسطنطين روكوسوفسكي قائد جبهة بيلاروس كشف السر بقوله: "تعلم المشاة السباحة والتغلب على المستنقعات والأنهار بوسائل مرتجلة... أراني الجنرال باتوف موقف دبابات على مستنقع في مؤخرة الجيش. لمدة ساعة ونصف، شاهدنا عربات واحدة بعد الأخرى وهي تصعد إلى المستنقع وتتغلب عليه. جنبا إلى جنب مع خبراء المتفجرات، جُهزت ناقلات خاصة، وكل دبابة بفتحات ووسائل خاصة للمرور عبر خنادق واسعة".
المشير الألماني إرنست بوش برر فشله لبديله المشير والتر موديل الذي وصل بعد انهيار الجبهة الألمانية في 28 يونيو 1944 لقيادة جيوس المركز قائلا إن "الروس ضربوا كل المنطق".
بلغ عدد قوات جيش المركز النازي في معركة "باغراتيون" حوالي مليون ومئتي ألف جندي وضابط، فيما شارك في المعركة من الجانب السوفيتي نحو مليون وستمئة ألف جندي.
يفيد الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية بتدمير 17 فرقة وثلاثة ألوية ألمانية بالكامل خلال عملية "باغراتيون" في بيلاروس، فيما خسرت 50 فرقة أكثر من 50 بالمئة من أفرادها وفقدت قدرتها القتالية.
بالمقابل يقدر المؤرخ والخبير العسكري يوري كنوتوف الخسائر البرية السوفيتية في هذه المعركة بحوالي 150000 قتيل وأسير، إضافة إلى حوالي نصف مليون جريح ومريض.
مكتب المعلومات السوفيتي يقدر خسائر الجيش الألماني حينها بـ 381 ألف قتيل و158 ألف أسير، في حين يعتقد المؤرخ أليكسي إيساييف أن خسائر جيش المركز النازي بلغت 500000 قتيل.
استنادا إلىكل ذلك، رأت إيرينا أرخانغيلسكايا، الباحثة المتخصصة في شؤون "الحرب الوطنية العظمى" أن معركة باغراتيون، "نظرا لعدد القوات المشاركة، تعتبر واحدة من أكبر العمليات في الحرب العالمية الثانية وفي التاريخ العسكري".
المصدر: RT

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العملية العسكرية التي "ضربت كل المنطق"
العملية العسكرية التي "ضربت كل المنطق"

أخبارنا

timeمنذ 5 ساعات

  • أخبارنا

العملية العسكرية التي "ضربت كل المنطق"

أخبارنا : تعد معركة "باغراتيون" واحدة من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، يكفي للدلالة على ذلك أن أكثر من مليوني ونصف المليون جندي وضابط شارك فيها من الجانبين. بدأت هذه المعركة وكانت ساحتها بيلاروس خلال "الحرب الوطنية العظمى" في 23 يونيو 1944، وتواصلت لمدة 15 يوما، وانتهت بتحرير بيلاروس وقسم من دول البلطيق وبولندا من الاحتلال النازي. زخم هذه المعركة الهائل عبّر عنه دوايت أيزنهاور، قائد قوات الحلفاء الأعلى في أوروبا وقتها بقوله في رسالة بعث بها إلى السفير الأمريكي لدى الاتحاد السوفيتي بقوله: "أُشير على خريطتي إلى تقدم الجيش الأحمر، فأشعر برهبة هائلة من السرعة التي يُدمر بها قوات العدو المسلحة". على الرغم من أهمية هذه المعركة الكبرى إلا أنها اقل شهرة على المستوى العالمي من معركة موسكو "1841 – 1942"، ومعركة ستالينغراد "1942 – 1943"، وملحمة كورسك الأسطورية عام 1943. على الرغم من ذلك، يؤكد الخبراء العسكريون أن العمليات العسكرية في معركة "باغراتيون" تتفوق على جميع العمليات الأخرى التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية من حيث الحجم والأهمية وتعقيد خطتها وسرعة تنفيذها. العديد من الخبراء والمتخصصين يعتقد أيضا أن "باغراتيون" كانت أكبر هزيمة عسكرية للقوات المسلحة الألمانية في كامل تاريخها. بما في ذلك في أوروبا. بهذا الشأن كتب الجنرال الألماني سيغفريد ويستفال قائلا: "خلال صيف وخريف عام 1944، عانى الجيش الألماني من هزيمة تجاوزت حتى هزيمة ستالينجراد... في ذلك الوقت كانت ألمانيا تسقط بلا هوادة في الهاوية". يتفق المؤرخ والمحلل العسكري البريطاني جون إريكسون مع هذا الرأي ويقول: "كانت هزيمة مجموعة جيش المركز من قبل القوات السوفيتية أكبر نجاح حُقق نتيجة لعملية واحدة. بالنسبة للجيش الألماني، كانت كارثة ذات أبعاد لا يمكن تصورها، أكبر من ستالينغراد". قبيل المعركة، كانت القيادة الألمانية على يقين بأن الجيش الأحمر سيهاجم. ولكنها لم تكن تعرف المكان والتوقيت. رسى الرأي لديها على أن السوفييت سيهاجمون في أوكرانيا، وكان القادة الألمان يظنون أن الطبيعة تسد "بوابة بيلاروس" بالغابات وشبكة كثيفة من الأنهار وسط السهول الواسعة والمستنقعات. يتحدث عن ذلك الجنرال بافيل باتوف، قائد الجيش السوفيتي قائلا: "آمن الجنرالات الألمان بشكل أعمى بالعلامة الطبوغرافية التقليدية، المستنقع غير السالك، واستسلموا للفكرة المريحة بأننا لن نكون قادرين على التقدم بأي شكل من الأشكال هنا من خلال المستنقعات المتتالية.. ومع ذلك، توصلت القيادة السوفيتية إلى رأي مختلف، وكان قائما على الثقة في القوة. ومهارة الجندي الروسي واستكشاف شامل للمستنقعات". قسطنطين روكوسوفسكي قائد جبهة بيلاروس كشف السر بقوله: "تعلم المشاة السباحة والتغلب على المستنقعات والأنهار بوسائل مرتجلة... أراني الجنرال باتوف موقف دبابات على مستنقع في مؤخرة الجيش. لمدة ساعة ونصف، شاهدنا عربات واحدة بعد الأخرى وهي تصعد إلى المستنقع وتتغلب عليه. جنبا إلى جنب مع خبراء المتفجرات، جُهزت ناقلات خاصة، وكل دبابة بفتحات ووسائل خاصة للمرور عبر خنادق واسعة". المشير الألماني إرنست بوش برر فشله لبديله المشير والتر موديل الذي وصل بعد انهيار الجبهة الألمانية في 28 يونيو 1944 لقيادة جيوس المركز قائلا إن "الروس ضربوا كل المنطق". بلغ عدد قوات جيش المركز النازي في معركة "باغراتيون" حوالي مليون ومئتي ألف جندي وضابط، فيما شارك في المعركة من الجانب السوفيتي نحو مليون وستمئة ألف جندي. يفيد الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية بتدمير 17 فرقة وثلاثة ألوية ألمانية بالكامل خلال عملية "باغراتيون" في بيلاروس، فيما خسرت 50 فرقة أكثر من 50 بالمئة من أفرادها وفقدت قدرتها القتالية. بالمقابل يقدر المؤرخ والخبير العسكري يوري كنوتوف الخسائر البرية السوفيتية في هذه المعركة بحوالي 150000 قتيل وأسير، إضافة إلى حوالي نصف مليون جريح ومريض. مكتب المعلومات السوفيتي يقدر خسائر الجيش الألماني حينها بـ 381 ألف قتيل و158 ألف أسير، في حين يعتقد المؤرخ أليكسي إيساييف أن خسائر جيش المركز النازي بلغت 500000 قتيل. استنادا إلىكل ذلك، رأت إيرينا أرخانغيلسكايا، الباحثة المتخصصة في شؤون "الحرب الوطنية العظمى" أن معركة باغراتيون، "نظرا لعدد القوات المشاركة، تعتبر واحدة من أكبر العمليات في الحرب العالمية الثانية وفي التاريخ العسكري". المصدر: RT

سياسيون: الأردن صوت الاعتدال والعقلانية في الشرق الأوسط ويدعو لتحييد الأدوات العسكرية
سياسيون: الأردن صوت الاعتدال والعقلانية في الشرق الأوسط ويدعو لتحييد الأدوات العسكرية

أخبارنا

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبارنا

سياسيون: الأردن صوت الاعتدال والعقلانية في الشرق الأوسط ويدعو لتحييد الأدوات العسكرية

أخبارنا : أكد سياسيون أن الأردن يمثل صوت الاعتدال والعقلانية في المنطقة، وأن سياسته لحل التزاعات ترتكز على دعم المسارات السياسية والحوار والسلم، وخضوع الأطراف المتنازعة للقانون الدولي والشرعية الدولية، وتحييد الأدوات العسكرية لما تتسبب به من تداعيات لا يمكن تداركها أحيانا. وقال العين عمر العياصرة إن الأردن موقفه واضح، ويدعو إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وعدم حل النزاعات بالطرق العسكرية وتسويتها بالطرق السلمية والدبلوماسية، مؤكدًا أن الأردن قادر على قراءة تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي أكد أن تبعاتها ستكون سلبية وكارثية على المنطقة، سواء في اهتزاز الأمن الإقليمي، أو في استقواء طرف على آخر. وأضاف أن الأردن يرى ضرورة وقف القتال، والعودة إلى المسارات الدبلوماسية للمحافظة على السلم الإقليمي وعدم استقواء طرف على آخر، مبينًا أن الذي يحدد طريقة الحل حجم توازن القوى بين الطرفين، عندما يكون أحد الطرفين أقوي فإنه سيحاول فرض السلم بشروطه بالقوة ويلجأ إلى ما يسمى "بالعباءة والخنجر". وقال العياصرة قبل 7 تشرين الأول كانت إسرائيل وإيران في حالة تساوي بالقوة، بالتالي كان الردع يذهب إلى اللاحرب وكانت أميركا تختار الدبلوماسية مع إيران بناء على هذا التوازن وهذا ما حدث في عام 2015 عندما وقع الرئيس الأميركي الأسبق أوباما الاتفاق النووي مع إيران. وأوضح العياصرة عندما تختل التوازنات تختلف المعادلات، فبعد نتيجة الحرب العالمية الثانية دشنت الأمم المتحدة، وعقدت اتفاقية جنيف، التي حثت على حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، لكن عنصر القوة يخطف الأضواء أحيانا كثيرة. بدوره، قال العين حيا القرالة إن الأردن من الدول الداعية للسلام والحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي، وسياسة الأردن تتسم بالاعتدال ولم يكن في يوم من الدول التي تصدر الإرهاب ولم يؤمن بالتدخل في شؤون الآخرين، وهو يؤمن باحترام سيادة الدول. وأكد القرالة أن الأردن في القضية المركزية القضية الفلسطينية كان يحث على استئناف المفاوضات والسلام للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، وهو يؤمن بالحل السلمي لحل جميع النزاعات. وبين أن الأردن في الأزمة الحالية بين إيران واسرائيل كان من الدول التي دعت منذ البداية للاحتكام للمفاوضات إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة، مؤكدًا أن الأردن يعتبر رمزا للتسامح والاعتدال. وقال القرالة إن خطاب جلاله الملك في البرلمان الأوروبي كان خطابا ونهجا غير مسبوق أمام الأوروبيين، حيث خاطبهم بلغة بالغة الوضوح، ووضع العالم على المحك أمام ما يجري في غزة من القتل والتدمير، كما أكد جلالته أن حل القضية الفلسطينية لا يكون إلا بحل الدولتين وهو الحل الأسلم والسبيل لحل النزاعات في المنطقة. من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنيّة الدكتور محمد القطاطشة إن سياسة الأردن ترتكز إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو مبدأ راسخ يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني في مواقفه السياسية. وأكد أن الأردن معروف في المنظمات الدولية بالاعتدال ويحاول أن يخضع جميع الأزمات للقانون الدولي والدبلوماسية ويعتقد أن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من كل الأزمات لأن المنطقة تعاني من النزاعات، وجلاله الملك يتواصل مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء في الدول الأوروبية، خاصة ويتحدث بشكل صريح أن المنطقة تعاني من أزمات خانقة ولابد من حلها بشكل أساسي ودائما ما يوصي بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لخفض التصعيد. وقال القطاطشة إن جلالة الملك أكد في خطاباته بأن الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ستمتد آثارها إلى جميع دول العالم، مؤكدًا أن الأردن حريص على أن تكون طاولة المفاوضات والحل الدبلوماسي هي الأساس في حل النزاعات، وأن يتم احترام سيادة الدول، لافتا أن الأردن من الدول الأولى التي أدانت العدوان الإسرائيلي على إيران. --(بترا)

فارس الحباشنة : إنها حرب عالمية ثالثة
فارس الحباشنة : إنها حرب عالمية ثالثة

أخبارنا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبارنا

فارس الحباشنة : إنها حرب عالمية ثالثة

أخبارنا : الحرب العالمية الثانية انتهت بالقنبلة النووية. ولكن، هل سوف تندلع الحرب العالمية الثالثة بالقنبلة النووية؟ وأين سوف تُلقى القنبلة النووية، طهران أم موسكو أم بكين أم غزة؟ ولربما، تُلقى على تل أبيب. في القرن العشرين شهد العالم حربين كونيتين. ومن أقصر قرون التاريخ، لأنه بدأ بحرب عالمية أولى، وانتهى بحرب باردة. وما أطولها وما أقسى برودتها. الكاتب الإنجليزي جورج أورويل، أول من أطلق مصطلح الحرب الباردة، في مقال له «أنت والقنبلة الذرية» نُشر في عام 1945. أول البارحة قرعت طائرات الشبح الأمريكية أجراس الحرب العالمية الثالثة، وقصفت ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية. هستيريا القوة الأمريكية. وهل حقًّا أن ترامب لا يقرأ التاريخ؟ تغيّر في المفهوم الاستراتيجي الأمريكي، لعبة خطر الحرب العالمية الثالثة انزلقت من حربي أوكرانيا وروسيا إلى الشرق الأوسط. كنا نظنُّ أن النووي الروسي سوف يحسم الحرب في أوكرانيا. ولكن، نتنياهو جرَّ عربة الفيلة إلى الشرق الأوسط. وقد استدعى بوتين الرد النووي أكثر من مرة، لردع أوكرانيا، وحلف الناتو الذي نَصَب صواريخه على الحدود الأوكرانية/الروسية. ولادة نظام عالمي جديد، وتفكيك الأحادية والقطبية الأمريكية، سوف تُقام في فوضى عالمية جديدة، وما دام أن الكرة الأرضية سوف تقف وتدور على رأس قرن الثور الأمريكي، فماذا لو كان هائجًا؟ أمريكا سوف تنقل حربها الاستراتيجية في آسيا عبر إيران. وفي مواجهة صعود التنين الصيني، وإن تأخرت المواجهة مع الصين، فإن المفاجأة الاستراتيجية للصين وروسيا ستكون في إيران. ما ظهر بعد الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية يشير إلى أن ترامب وغالبية حكام أوروبا فقدوا وعيهم. ويبدو أنهم ينتهجون خيار السياسات العمياء ضد إيران. سقوط إيران، هل هو مشروع أمريكي أم إسرائيلي؟ وما بين ترامب ونتنياهو، تتقاطع ثقافتَا التوراة والكابوي. بدا واضحًا، أن ثمة تعليقات توحي الآن باتجاه الحرب الكبرى والتصعيد العسكري، لا باتجاه السلام وإحياء المفاوضات النووية. وفي الوحل الإيراني يرتفع صوت العبث الترامبي، وداخل حلقة مقفلة. ولكن، كل هذه القوة الأمريكية والإسرائيلية عجزت عن حسم معركة غزة، فما بالكم بإيران! الغريب، أن ترامب حصر كل شرور العالم في طهران ونظامها السياسي. واتهامه لها بدعم حركات المقاومة، والضغط على إيران للقبول بشروط الاستسلام الترامبية: لا مشروع نووي، ولا تخصيب نووي، ولا دفاعات جوية، ولا قوة عسكرية، ونفوذ صفر لإيران في الإقليم. لا نتصور أن القيادة العسكرية والسياسية في طهران سوف تقبل بشروط ترامب، وتتراجع قيد أنملة عن حقها في التخصيب النووي، وللانتقال إلى الردهة الدبلوماسية. الأمريكان يفكرون بخلع أحذية الحرس الثوري الإيراني، والأمر يتعدى تدمير المشروع النووي الإيراني. بوابة تغيير الشرق الأوسط بدأت من غزة أو دمشق ولبنان، لتكتمل في طهران. المشهد الإقليمي والدولي يزداد تعقيدًا، كأننا نعيش في نهاية التاريخ، بل نهاية العالم. ويبدو ثمة ضرورة لنبش قبور الأنبياء والفلاسفة والحكماء، ليقولوا كلمة لأمريكا: رجاءً، كونوا لحظة من البشرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store